الرد على أحمد ديدات

أكاذيب ديدات (5): إسم "الله"، شاهد كيف يخدع أحمد ديدات مستمعيه ويستغل جهلهم

أكاذيب_ديدات (5): إسم “الله”، شاهد كيف يخدع أحمد ديدات مستمعيه ويستغل جهلهم

إسم "الله"، شاهد كيف يخدع أحمد ديدات مستمعيه ويستغل جهلهم
إسم “الله”، شاهد كيف يخدع أحمد ديدات مستمعيه ويستغل جهلهم

لتحميل المقالة

لقراءة المقالة

[gview file=”http://www.difa3iat.com/wp-content/uploads/2015/07/005.pdf” save=”0″]

في احدى محاضرات أحمد ديدات[1] تكلم عن اسم “الله” أنه موجود في كل ترجمات الكتاب المقدس أما إسم “يهوه” فلا يوجد له ذِكر في العهد الجديد في حين ذكر اسم الله صراحا واعطى لنا مثالين على كلامه:

  1. كلمة “إيلي إيلي” التي قالها المسيح على الصليب تعني “يا الله يا الله” 
  2. كلمة “هللويا” وتعنى “يا الله”

وفي هذا الموضوع سنكشف كيف إستغل ديدات جهل السامعين باللغة العربية والعبرية والآرامية، بل واليونانية أيضاً.

أولاً: وجود اسم يهوه فى العهد الجديد اليوناني

من المعروف لكل من له دراسة في الكتاب المقدس أن إسم “يهوه” هو إسماً شخصياً لإله إسرائيل باللغة بالعبرانية ولما تُرجِم النص العبري للغة اليونانية في الترجمة المعروفة باسم “الترجمة السبعينية” قبل المسيح تم ترجمة الإسم “يهوه” بكلمة “كيريوس” أي “الرب”.

يوجد نظام معروف لأي مبتدئ لدراسة يونانية المخطوطات القديمة وهو نظام الإختصارات المقدسة nomen sacrum فحينما كانوا يكتبون لفظة “كيريوس” للدلالة على الرب نفسه يكتبون الكلمة باختصار مقدس (أي كتابة أول حرف وآخر حرف للكلمة ثم وضع خط فوق الحرفين) بنفس الطريقة التي كان يكتب بها العبرانيين اسم “يهوه” بالحروف الرباعية.

فيقول فيليب كومفورت عن هذا النظام:

 إن لقب “كيريوس” ظهر حوالي 6 الاف مرة كترجمة لـ”يهوه”، وإن وجود الاختصارات المقدسة في العهد الجديد كان طريقة للمسيحين ليبينوا ان لقب كيريوس الذي كان يعطى لـ”يهوه” في العهد القديم اصبح الآن معطى ليسوع. وبكلمات أخرى الاختصارات المقدسة كانت تشير ان يسوع مستحقا للقداسة المعطاة ليهوه.[2]

فكل نص مقتَبس من العهد القديم به إسم “يهوه” وتم إقتباسه في العهد الجديد وطُبق على يسوع (مثل النبوات) وحوى لقب “كيريوس” في شكل الإختصارات المقدسة هو دليل أن المشار اليه هو شخص الاله “يهوه”.

فيقول إلدون إيب:

هذا النظام للاختصارات المقدسة للأسماء الإلهية لم يكن نظام حديث بل نظام نشأ في أورشليم في العصر الرسولي قبل سنة 70 وفى انطاكية وانتشر فيما بعد لمصر وكل مكان[3]

فنظام الإختصارات المقدسة للأسماء الإلهية حوى، بطريق غير مباشر، نفس فاعلية إسم يهوه في الإقتباسات من العهد القديم إلى العهد الجديد. فكل اقتباس من العهد القديم حوى اسم يهوه واقتبس في العهد الجديد ووُضِعَ لقب “كيريوس” هو بالطبع إشارة لنفس ذات الإله 
فيقول فيليب كومفورت: أنه بدلاً من كتابة الإسم الرباعي باللغة العبرية في النص اليوناني إستخدموا الإختصار المقدس اليوناني لكيريوس للإشارة “للرب”[4]

ثانياً: هل “إيل” هو نفسه الإله العربي المدعو “الله”؟
يقول أحمد ديدات أن لفظة “إيلي إيلي” التي ذكرها المسيح على الصليب تعني “يا الله يا الله”، فقد قال: لاحظ التشابة في النطق وقال ثم حاول أن يغير من صوته قليلاً لكي يظهر الكلمتان لهما نفس المنطوق، فتوصل أحمد ديدات أن إسم “الله” ورد في العهد الجديد إعتماداً على تشابه اللفظتين دون أن يذكر أي دليل تاريخي أو لغوي على ما قاله.

+ إن لفظة “ايل” السامية ليست قاصرة على إله إسرائيل او إله العرب او إله الفينيقيين فهي تعنى في لغة الشرق القديم “إله” بكل بساطة. فنقرا في قاموس Anchor أن للمجتمعات ذوات الاديان متعددة الآلهة، كان “إيل” إسماً شخصياً إلهياً لنمط إلهي وأشار القاموس لنقوش آرامية ذَكرت إسم “ايل” كإله بجانب آلهة وثنية أخرى.[5]

وفي قاموس New Unger نجد أن إسم إيل ذُكرَ في الأدب الدينس الفينيقي في رأس شمرا والنصوص الأوجاريتية القديمة في شمال سوريا حيث كان “إيل” يمثل رئيس مجمع آلهتهم[6]، لكن استخدام العبرانيين لاسم ” ايل ” ليس له إرتباط بالفكر الوثني الفينيقي فهو كان مجرد لقب عام لإله إسرائيل.[7] وتقول موسوعة Baker أن الكلمة “إيل” نفسها أُستخدِمَت لإله كنعاني وأيضاً في الميثولوجيا الأوجاريتية.[8]

فالموضوع ليس بهذا التهافت العلمي الذي تكلم به الهندي أحمد ديدات، أن “إيلي إيلي” هي “الله الله” حسب تشابه مخارج الأصوات، فما لا يعرفه أحمد ديدات أن هذه الكلمة (إيل) قد أطلقت على بشر ذو مكانة عالية وملائكة أيضاً[9]، فهل أحمد ديدات لم يكن يعرف هذه المعلومات أم أنه كان يعرفها وكان يستغفل سامعيه؟ وفي كلا الحالتين، كيف نثق في علم شخص بهذا المستوى؟! فهل لفظ “الله” في القرآن الكريم يطلق على “بشر” و”ملائكة”؟! لقد حاول ديدات أن يقول عنوة أن إسم الإله الذي يعبده هو (الله) هو الأصل الموجود في الإنجيل، لأن الغربيين لا يعرفون هذا اللفظ Allah إلا حديثاً جداً، فحاول أن يضع له جذور ويربطه بالكتاب المقدس، ولكن كما رأيتم، كم من المعارف البسيطة سقط فيها.

ثالثاً: هل لفظة “إيل” تدل على “الإله الحقيقي الوحيد”؟!

في الحقيقة، إن لفظة “ايل” ليست قاصرة على إله الخليقة الوحيد بل هي لفظة اُستخدِمَت في الثقافات الوثنية للدلالة على أشكال إلهية وردت في ثقافات، بل أنها حتى استخدمت قبل إستخدام العبرانيون لها، فهل تغافل أحمد ديدات عن حقيقة أن لفظة “إيل” لها إرث وثني مُشترك في الثقافات الشرقية القديمة؟ هل كان الوثنيون يستخدمون إسم “الله” الذي يعتبره ديدات إسماً علماً للإله الحقيقي وحده في ثقافاتهم وأدبياتهم الوثنية؟ فهل بهذا الكلام يكون ديدات يؤمن بالإله الوثني الذي كان يطلق عليه الوثنيون إسم “إيل”؟ فعندما يقول العبراني “إيلي إيلي” فهو يقصد أن يقول “إلهي إلهي” وليس “الله الله” كإسم علم لمعبوده.

رابعاً: إسم “الله” موجود في كلمة “هللويا”

قال أحمد ديدات أن المكان الثاني الذي ورد فيه إسم “الله” هو في الكلمة العبرية “هللويا”، فهو يقول أن “هللويا” تعني ” يا الله”، وهذا الكلام يكتظ بالجهل، ولا علاقة له بالعلم، فهو أشبة بالنكتة! ففي الحقيقة، أن كلمة “هللويا” هي كلمة عبرية مكونة من مقطعين، وهما “هللو” وتعني “سبحوا” وهي ذات الكلمة العربية المستخدمة إلى اليوم “هللوا” من فعل التهليل، والمقطع الثاني هو:”ياه” وهي إختصار لإسم إله إسرائيل الشخصي “يهوه”، فمعنى الكلمة هو: “سبحوا يهوه” وليس “يا الله يا الله” كما قال العالم العلامة الحبر الفهامة أسد الدعوة “أحمد ديدات”!

 
فيقول روبرت بريتشر أن الكلمة العبرية هللويا تتكون من “هلل” وتعني ” يسبح أو بالإضافة إلى “ياه” والتي تعني ” الرب”[10]وفي قاموس أنكور نجد أن الإسم “تهليم” أي “تسابيح” أتى من الجذر العبري “هلل” أي “يسبح”، هذا الجذر الذي ظهر في كلمة “هللويا” سبحوا “ياه” أو “يهوه”[11]، ونقرأ أيضاً أن كلمة “هللويا” تمثل فعل أمر في اللغة العبرية “سبحوا ياه”، فـ”ياه” هو شكل مختصر لكلمة “يهوه”[12]، فكلمة “ياه” ما هي إلا صيغة مختصرة لإسم إله اسرائيل الشخصي “يهوه”[13]، وأخيرا يقول جيرهارد كروديل أن كلمة “هللويا” تعني “سبحوا يهوه” وتُترجم “سبحوا الرب” ووجدت في بدايات بعض المزامير أو نهايتها.  والأصحاح التاسع عشرمن سفر الرؤيا لهو دليل لإستخدام المسيحين للصيغة اليهودية في الصلاة.[14] فما علاقة هذا بأن كلمة “هللويا” تعني “يا الله”؟! ومن أين أتى ديدات بهذا الكلام غير العلمي؟!

وكما إعتدنا بعدما نرد على ما يقوله ديدات، هل كان يديدات يعرف هذه المعلومات وتعمد إستغفال المستمعين؟ أم أنه لا يعرفها وأنه يتكل بما لا يعرف وأنه كان سبباً في نشر الجهل بين سامعيه؟! وكيف يمكن لشخص بهذه المكانة لدى المسلمين أن يتكلم بما لا يعرف أو يستغفل المستمعين؟

[1] https://www.youtube.com/watch?v=8vGQa-35Xok

[2] Philip Comfort, Encountering the Manuscripts: An Introduction to New Testament Paleography & Textual Criticism (Nashville, TN: Broadman & Holman, 2005), 215.

[3] Eldon Jay Epp and Gordon D. Fee, Studies in
the Theory and Method of New Testament Textual Criticism
 (Grand Rapids, MI.: Eerdmans, 1993), 288.

[4] Philip Comfort, Encountering the Manuscripts: An Introduction to New Testament Paleography & Textual Criticism (Nashville, TN: Broadman & Holman, 2005), 27.

[5] Martin Rose, “Names of God in the OT” In, in The Anchor Yale Bible Dictionary, ed. David Noel Freedman (New York: Doubleday, 1996), 4:1004.

[6] Merrill Frederick Unger, R. K. Harrison, Howard Frederic Vos et al., The New Unger’s Bible Dictionary, Revision of: Unger’s Bible Dictionary. 3rd Ed. c1966., Rev. and updated ed. (Chicago: Moody Press, 1988).

[7] Merrill Frederick Unger, R. K. Harrison, Howard Frederic Vos et al., The New Unger’s Bible Dictionary, Revision of: Unger’s Bible Dictionary. 3rd Ed. c1966., Rev. and updated ed. (Chicago: Moody Press, 1988).

[8] Walter A. Elwell and Barry J. Beitzel, Baker Encyclopedia of the Bible, Map on Lining Papers. (Grand Rapids, Mich.: Baker Book House, 1988), 676.

[9] Richard Whitaker, Francis Brown, S.R. (Samuel Rolles) Driver and Charles A. (Charles Augustus) Briggs, The Abridged Brown-Driver-Briggs Hebrew-English Lexicon of the Old Testament : From A Hebrew and English Lexicon of the Old Testament by Francis Brown, S.R. Driver and Charles Briggs, Based on the Lexicon of Wilhelm Gesenius, Edited by Richard Whitaker (Princeton Theological Seminary). Text Provided by Princeton Theological Seminary. (Oak Harbor WA: Logos Research Systems, Inc., 1997, c1906), 42.1.

[10] Robert G. Bratcher and William David Reyburn, A Translator’s Handbook on the Book of Psalms, Helps for translators (New York: United Bible Societies, 1991), 889.

[11] James Limburg, “Psalms, Book of” In , in The Anchor Yale Bible Dictionary, ed. David Noel Freedman (New York: Doubleday, 1996), 5:523.

[12] Robert G. Bratcher and Howard Hatton, A Handbook on the Revelation to John, UBS handbook series; Helps for translators (New York: United Bible Societies, 1993), 272.

[13] James Strong, The Exhaustive Concordance of the Bible : Showing Every Word of the Text of the Common English Version of the Canonical Books, and Every Occurrence of Each Word in Regular Order., electronic ed. (Ontario: Woodside Bible Fellowship., 1996), H3050.

[14] Gerhard A. Krodel, Revelation, Augsburg Commentary on the New Testament (Minneapolis, MN: Augsburg Publishing House, 1989), 310.