الرد على أحمد ديدات

تناقضات أحمد ديدات مملكة الله والحكم الروماني والنفوذ اليهودي

تناقضات أحمد ديدات مملكة الله والحكم الروماني والنفوذ اليهودي

مملكة الله والحكم الروماني والنفوذ اليهودي

تناقضات أحمد ديدات مملكة الله والحكم الروماني والنفوذ اليهودي

لم أذهل من تناقضات ديدات رغم كثرتها وسذاجتها؛ فالمثل يقول: “الكذَّاب نساي”

كتب ديدات تحت عنوان “المجيء إلى أورشليم” ص9 (لقد دخل عيسى عليه السلام أورشليم منتصراً انتصار الملوك. وراء حاشية فرحة متحمسة تساورها الآمال العريضة في إقامة ‘‘مملكة الله’’ جاء راكباً أتاناً ليحقق النبوءة ‘‘قولوا لابنة صهيون هوذا ملكك يأتيك وديعاً راكباً على أتان.’’ (انجيل متى21 :5-9)

ولكن ديدات وفي الصفحة التالية مباشرة ص10 يعلن فشل انقلاب عيسى؛ فيكتب (كانت الإطاحة بسلطة اليهود عن معبدهم حدثاً ضخماً، وكانت الإطاحة بالحكم الروماني لتحل محله مملكة الله أمراً جللاً في اللأسى إن أماله الضخمة لن تتحقق. لقد انتهى العرض نهاية هزيلة).

وفي ص13 تحت عنوان “لماذا (وكيف) يكفي سيفان؟” يكتب (لو كان هذا استعداداً للحرب، فلماذا إذن يكون سيفان‘‘كافيين’’ في ذلك أن يسوع لم يكن يتوقع معركة مع جنود الحامية الرومانية).

هذه هي سقطات ديدات الساذجة؛ فهو لا يحترم القارئ. فكيف يمكن لعاقل أن يقوم بانقلاب ضد حكم ما، ولا يتوقع تصادم معه؟

ألم يكتب ديدات أن السيد المسيح يريد الإطاحة بالحكم الروماني ليقيم مملكة الله؟ فكيف لا يتوقع خوض معركة مع الرومان؟ فإلى أي عقلية يكتب ديدات؟

وهل من يريد أن يقوم بانقلاب ولو ضد غوغاء لا دراية لهم بالحرب “ناهيك عن الحامية الرومانية” يحتاج فقط إلي سيفين؟، يا رجل قل كلاماً عاقلاً.

ولكثرة التناقضات لا ينتبه ديدات لطريقته المتهالكة فيما يكتب، فهو يصف السيد المسيح في ص12 بأنه (قائد مقتدر وحكيم) وفي ص13 بأنه (مخطط استراتيجي بارع) وفي ص14 بأنه (أستاذ في فن التكتيك مثل ضابط متخرج من كلية ‘‘ساند هيرست’’ الحربية البريطانية) ورغم أنني لا أدري ما هو مرجعك لهذه الصفات التي وصفت بها السيد المسيح، إلا أن كل هذه الصفات الرفيعة تجعل من السيد المسيح قائداً أكبر من أن يعتمد على إحدى عشر رجلاً فقط؛ وللسذاجة فمعهم سيفين فقط!

المنطق يقول؛ حيث أن عيسى ـ كما ادعى ديدات ـ كان ينوي قلب الحكم الروماني؛ فلابد له أن يتوقع مواجهة الجنود الرومان وهذا هو الطبيعي. وبالتالي كان يجب عليه كما ادعى ديدات أن عيسى مخطط استراتيجي بارع؛ أن يجهز نفسه أفضل من السذاجة هذه؛ فيكون لديه رجال وعدة وعتاد أكثر وأفضل من هذه الإمكانات الديداتية التي اخترعها ديدات لا غير.

لقد ورًّط ديدات نفسه مع أكاذيبه؛ لأنه افترى مدعياً أن المسيح أراد أن يقود انقلاباً عسكرياً ضد الرومان ودينياً ضد اليهود. ويتأزم ديدات كلما يرى أن كلام المسيح وافعاله؛ لا تساعده ليستمر في خرافته؛ فيندفع ديدات في الكذب أكثر؛ مما جعل كتابه مجموعة أكاذيب ليس أكثر.

ثم لدي بعض الأسئلة لما كتب ديدات في كتابه؛ وهذه الأسئلة وحدها كفيلة بتأكيد حالة التناقض التي وقع فيها ديدات وناقض نفسه أكثر من مرة.

* هل أتى السيد المسيح وديعاً كما شهد ديدات أم محارباً كما يدعي؟

* وهل من ينوي الانقلاب يأتي راكباً على حمار أم حصان؟ مع معرفتنا الوثيقة أن حروب ذلك العصر كانت تستخدم فيها الخيول وليس الحمير؛ فكيف يدخل المسيح أورشليم على حمار؟

* وهل لكي ما يقيم مملكة الله لابد أن يقلب المملكة الرومانية؟ لأننا نعرف أن مملكة الله مملكة روحية ليس لها مكان أرضي لأن مكانها قلوب البشر.

وقد تأسست مملكة الله وامتدت”أي المسيحية” مع بقاء حكم الرومان كما هو والسلطة الدينية اليهودية كما هي.

* ثم كيف سيقلب حكم الرومان ولا يتوقع الحرب معهم؟

* وكيف يقوم بانقلاب وليس معه سوى سيفين وحمار؟

ورغم أنك تقول إنه لم يكن يتوقع الحرب مع الرومان، تناقض نفسك مرة أخرى في ص20 وتقول (كان ـ أي المسيح ـ لديه من الإدراك ما يكفي لكي يتحقق أنه من الهلاك والانتحار بالنسبة لجنوده الناعسين أن يظهروا مجرد تظاهر بالمقاومة ضد جنود الرومان المسلحين المدربين)

أي غرابة أكثر من تناقضك هذا؟!! فمرة تخرج الرومان من الصراع؛ ومرة أخرى تدخلهم كما يحلو لك!!

ثم تعود في ص26 تحت عنوان”مذنباً أو غير مذنب – يجب أن يموت يسوع” فتقول (كان الحكم على ‘‘يسوع’’ سريعاً وبالإجماع وكان معداً وجاهزاً ولكن دونما مساعدة من الرومان).

ثم تدخل نفسك في متاهات أكبر من ذلك حيث تنقض نفسك من جديد تحت عنوان “وبيلاطس يجيز اللعبة” ص27 حيث تقول عن اليهود لأنهم وجدوا أن شكايتهم على السيد المسيح بأنه يجدف على الله لم تصلح لإدانته، فغيروا تهمتهم على السيد المسيح بأنه يريد قلب الحكم وكانت تهمة مزيفة فتقول أنت (ولذلك غيروا اتهامهم من التجديف إلى الخيانة. بدأوا اتهامهم بقولهم، إننا وجدنا هذا يفسد الأمة ويمنع أن تعطى جزية لقيصر قائلاً إنه مسيح ملك’’ لوقا2:23).

كانت التهمة زائفة تمام الزيف، وابتلع بيلاطس الطعم)

هذا هو تناقض ديدات الصارخ مع نفسه. فإذن لم يكن المسيح لديه أدنى فكرة ليقلب لا حكم روماني ولا سلطة دينية يهودية. وها هو ديدات يعترف بأنها كانت تهمة زائفة تمام الزيف. فكيف إذن هي تهمة زائفة وقد صدقها بيلاطس حسب زعم ديدات؛ بالرغم من أنه سبق فسقط في التناقض في الصفحات السابقة وأيد هذه التهمة؟!

ثم أسأل سؤالاً أرجو الانتباه إليه جيداً: يقول ديدات: إن السيد المسيح قد دخل أورشليم لكي ما يقيم مملكة الله، وفي نفس الوقت يؤمن بأن السيد المسيح نبي من الله وله من المعجزات الكثير كما جاء في كتابه، فهل يا ترى هذه الرسالة “وهي الإنقلاب” مكلف بها عيسى من الله؟ أم ديدات من وضعها له وأخترعها؟

إن قال: إنه هو الذي اخترعها واستنتجها، فبهذا يشهد ديدات على نفسه بتزوير الحقائق، وهو أمر اعتدناه منه، أما إن قال: إن الله هو الذي أسند هذه الرسالة للسيد المسيح. أقول لك فكيف يفشل في إتمامها؟ فإذا كانت رسالة الله هي قلب الحكم الروماني إذن كيف يقدر البشر على إفشالها؟؟ لأنك تقول عن السيد المسيح في ص10 بكل عدم احترام ومخترعاً قضية من عندك:(لقد أخطأ حساب المعركة ويجب أن يدفع ثمن الفشل!!)

كيف هذا والمفروض أن ديدات يؤمن بعصمة الأنبياء من الأخطاء في رسالتهم؟، فهل ترك الله رسالته للفشل؟؟ وهل ترك رسالته لنبي مهمل في تقديراته وأداء رسالته؟ وأين هذا الكلام من الأساس في الإنجيل المقدس؟!

ديدات يكتب أي كلام حسب أمنياته وليس حسب الواقع، ولا يوجد عزيزي القارئ فيما كتبه ديدات؛ جزئية أقل تناقضاً مع نفسه؛ حتى أقول لك: اختر من كلامه أقل الأمور تناقضاً..