إلحادالردود على الشبهات

كيف يرسل اله محب اناس للجحيم ؟

جهنم

ان الدينونة الالهية من منظور الملحدين تمثل واحدة من عقائد المسيحية الاكثر اثارة للاستياء والسخط ,فكثيرا ما يجدوا في الكتاب المقدس تعليم عن غضب الله والدينونة الاخيرة وعقيدة جهنم

اله الدينونة لا يمكن ان يوجد حقا

يرجع رفض فكرة الدينونة للملحدين الي المتعلقات الثقافية الغربية , اذ ان فكرة الدينونة تثير استيائهم وفي نفس اللحظة يجدون التسامح وتحويل الخد الاخر تعليما فاتنا , اما في المجتمعات الشرقية فتعليم تحويل الخد الاخر لا يعني شيئا على الاطلاق اذ يجدونه منافي بشأن ما هو صواب ومع ذلك يجدون ان فكرة وجود اله ديان لا تشكل لهم ايه مشكلة
فاذا افترضنا ان المسيحية هي بالفعل حق الله الذي يتخطى الحضارات ,فمن شأننا ان نتوقع ان المسيحية لابد ان تناقض وتعثر كل حضارة بشرية في نقطة ما ,لان الحضارات البشرية دائمة التغير وغير كاملة , فان كانت المسيحية هي الحق لابد ان تكون مغيظة لك ومصححة لتفكيرك في مكان ما , وربما في هذه النقطة : الدينونة الالهية

اله الدينونة لا يمكن ان يكون اله سلام

فهم يروا ان وجود اله ديان سيجعل المؤمنين به لن يقاربوا اعدائهم برغبة في التصالح معهم , فان كنت تؤمن باله يضرب من يفعل الشر ,فقد تحسبه امرا مبررا ان تقوم انت نفسك بشيء من الضرب !
العكس هو الصحيح , عدم وجود اله منتقم هو الذي يغذي العنف في الخفاء . ولكن توقعنا الي العدالة يلبي بطريقة شريفة لا تغذي تلهفنا الي الانتقام الدامي , فان كنت لا اؤمن بوجود اله سيضع الامور في نصبها الصحيح , فاني ساحمل السيف واغوص في دوامة الانتقام التي لا نهاية لها , اما اذا كنت على يقين بان ثمة الها سيقوم جميع المظالم ويسوي جميع الحسابات تماما فعندئذ فقط تكون لي القدرة على الاحجام عن الاخذ بالثأر , حتى اننا نرى هذه الحجة التي يستخدموها الملحدين تتناقض مع حجة اخرى يستخدموها الملحدين ايضا وهي ادعاء ماركس ان الدين افيون الشعوب , لان الوعد بحياة بعد الموت حمل الفقراء والطبقة العاملة على تحمل الظروف الاجتماعية الجائرة , فاذا اخذنا ان الالحاد هو الاعتقاد بالعدم بعد الموت , صار هذا ايضا افيونا للشعوب , فهو يبرر خيانتنا وجشعنا وجبننا وجرائم القتل التي ارتكبناها كلها , فعدم الايمان باله ديان يقضي الي الوحشية

اله الدينونة لا يمكن ان يكون اله محب

ربما فكرة اله الدينونة لا تحض على فعل الشر , ولكن مكافحة الشر والظلم شيء وارسال الناس الي جهنم شيء اخر
الصورة الممسوخة عن الجحيم تسيء فهم الشر حيث يصور الملحدون الجحيم بان الناس الذين لم يقوموا بالاختيارات الصحيحة سيطرحون في جهنم طوال الابدية واذ تهوى النفوس المسكية عبر الفضاء تصرخ طالية الرحمة , ولكن الله يقول : فات الاوان لقد اتيحت لك فرصتك والان تتعذبين
الصورة التي يبرزها الله في الكتاب المقدس هي ان الخطية تفصلنا عن حضرة الله التي هي مصدر كل فرح وكل محبة وحمة حقا , وكل امر صالح من اي نوع كان ولما كنا قد خلقنا اصلا للتمتع بحضرة الله مباشرة فامام وجهه فقط ننمو ونزهو ونحقق اقصى امكانياتنا فان حرمنا حضرته كليا كان ذلك هو جهنم , اي فقدان قدراتنا على بذل المحبة او الفرح او تلقيهما

كيف يمكن لاله صالح ان يرسل اناسا الي جهنم ؟

يفترض هذا السؤال ان الله يرسل الناس الي جهنم ضد ارادتهم ولكن هذا ليس صحيحا , الله يريد ان الجميع يخلصون (2بط9:3) لذا فان غير المخلصين هم الذين لا يريدون ان يخلصوا , كما عبر عن ذلك سي اس لويس c.s.lewis (ملحد سابق ) ” ان باب الجحيم مقفل على الذين هم في داخلها ” كل الذين يذهبون الي هناك ,يقصدونه باختيارهم الشخصي ,ثم يضيف لويس , هناك نوعان فقط من البشر في نهاية المطاف , اولئك الذين يقولون لله لتكن مشيئتك ,واولئك الذين يخاطبهم الله بالقول :لتكن مشيئتكم انتم , كل الذين في جهنم هم هناك باختيارهم ” , فوجود جهنم لم يكن ممكنا لولا وجود حرية الاختيار الشخصي

هل الله ليس عادلاً لتعذيب الناس للأبد من بعض الخطايا التي ارتكبوها في خلال حياتهم المحدودة ؟

هؤلاء الموجودون في جهنم ارتكبوا خطية غير محدودة وليست فقط بتلك البساطة مجموع من الخطايا الصغيرة . من خلال رفضهم لله معطي الحياة وواهبها . وأيضاً,فإن جهنم هي النتيجة المنطقية عند الوجود بعيداً عن الله , وليس فقط ببساطة خطايا فردية !,فالعقاب يلائم الجريمة , لاتريد أن تحصل على الله ,فلن تحصل عليه ,فهناك نوعين من الناس هؤلاء الذين يقولون لله “الى هنا قد تم ” وهؤلاء الذي سيقول لهم الله “الى  هنا قد تم

لكن اليس الناس الذين في جهنم يريدون فعلا أن يكونوا مع الله اذا علموا أن جهنم هي فعلاً كذلك؟

لا ,فهؤلاء الذين قاوموا الله على الارض سيكملون بقساوة قلوبهم كما ان هؤلاء الذين يتمتعون به سيكملون التمتع بالله وليس لدينا ولا تلميح للتوبة في جهنم بحسب الكتاب المقدس , التمرد والكراهية والانانية ستستمر , الرجل الغني في جهنم (لوقا 19:16-26) يصف صورة الاسى , ولكن ليس التائب الذي يريد التغير بل الراحة!