مُترجَميهوديات

النبؤات الميسانية | ترجمة لينا عبد الملك

النبؤات الميسانية | ترجمة لينا عبد الملك

النبؤات الميسانية | ترجمة لينا عبد الملك
النبؤات الميسانية | ترجمة لينا عبد الملك

النبؤات الميسانية | ترجمة لينا عبد الملك

للوهلة الأولى، قد يبدو أن يسوع المسيح وألفريد هيتشكوك Alfred Hitchcock بينهم القليل من القواسم المشتركة، ولكنهما يذكراني ببعضهما البعض في شئ واحد على الأقل.

 كلا الرجلين جاء من اللا مكان في صورة ظلية مرسومة مسبقاً تناسب كلا منهما تماما.

 كبرت وأنا أشاهد هيتشكوك يقوم بذلك أسبوعيا في بداية برنامجه التلفزيوني. كان البرنامج يفتتح مع هيئة معتمة لرجل بدين وبعد لحظة يخرج هيتشكوك من هذا الشكل ويقول بطريقة شريرة “مساء الخير”.

و بنفس الطريقة عندما ظهر يسوع المسيح في التاريخ ظهر في تكوين معد له مسبقا ومقولب حوله بدقة مذهلة، مثل صورة ظلية كاملة. كل مرحلة من خلفيته، ولادته، حياته، خدمته، موته، دفنه، وقيامته قد رسمها أنبياء العهد القديم مسبقا، وكان ذلك لائقا بالتمام عليه حتى أن كُتاب العهد الجديد استعانوا بها على أنها حجر الزاوية للأدلة التي تثبت هويته الآلهية

لقد وضع أيه تى بيرسون A. T. Pierson ذلك، أضاف كٌتاب العهد القديم “الميزة بعد الميزة واللمسة وبعد اللمسة واللون بعد اللون، حتى أصبح ما كان في البداية رسما دون لون، أو مجرد مخطط أو شخصية في النهاية صورة مثالية بنفس الشكل والجسد الحي.” [1]

فكر، على سبيل المثال، الواقعة التى حدثت على طريق عمواس في إنجيل لوقا أصحاح 24 كان في وقت متأخر بعد ظهر يوم قيامة المسيح، واثنان من التلاميذ كانا عائدين الى ديارهما من القدس وفيما هما يتحاوران عن مأساة صلب الرومان للمسيح التي شهداها للتو وشائعة اختفاء جسده من القبر، اقترب إليهما يسوع نفسه وكان يمشي معهما ولكن أمسكت أعينهما عن معرفته.

هذا من الغرائب في الكتاب المقدس حيث أنه لم يحدث في أى مكان أخر في العهد الجديد أن يخفى يسوع نفسه كما لم يحدث في أى مكان أخر ألا يتمكن تلاميذه من التعرف عليه. لماذا لم يرد يسوع أن يعرف هذين الرجلين هويته ؟ ” قال لهما يسوع أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب ” (لوقا 24: 25 – 27)

عندما وصلوا إلى عمواس، انضم يسوع إلى تلاميذه لتناول العشاء، ولما أكل معهما، انْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ ثُمَّ اخْتَفَى عَنْهُمَا، فَقَامَا فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَرَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قائلين: ” أَلَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِبًا فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي الطَّرِيقِ وَيُوضِحُ لَنَا الْكُتُبَ؟” (لوقا 24: 32) وَوَجَدَا الأَحَدَ عَشَرَ مُجْتَمِعِينَ في القدس وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِهذَا وَقَفَ يَسُوعُ نَفْسُهُ فِي وَسْطِهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ: هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ: لأنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ” لوقا 24: 44)

نعود الآن إلى سؤالنا الرئيسي: لماذا أخفى يسوع نفسه في البداية؟ لماذا أمُسكا تلميذي عمواس عن معرفته ؟ يجب أن يكون هناك سبب محدد حيث أنه لم يحدث شيء مثل هذا في أي مكان آخر في الكتاب المقدس،. لقد كان هناك. أراد يسوع أن يعرف تلاميذه بما لا يدع أي ظلال شك أنه هو المسيا، ملك الملوك، وأمير السلام قام من بين الأموات. كان لديه طريقتين لإثبات ذلك. الأولى أن يظهر جسديا أمامهم ومن خلال جسده المادى المقام يقدم دليلا تجريبيا عن قيامته.

ولكن الطريقة الثانية كانت أكثر أهمية، وأكثر إقناعا، وأكثر دواما. لقد اثبت قيامته عن طريق توضيح كيف وحده أستطاع بمنتهى الكمال تحقيق نبوءات أنبياء العهد القديم من مئات السنين عن حياته وموته وقيامته. لذا فإن هذا الغريب الذى قابله التلميذان على جانب الطريق قد أخذهما في جولة من النبؤات الكتابية، وبحلول الوقت الذى كان قد انتهى فيه، أصبحوا بذلك مقتنعين بأن المسيح هو المسيا الذى قام من الأموات وألتهبا قلبيهما فيهما

فقط بعد إقناعهم عن طريق النبؤات المحققة سمح لهم بالأقتناع عن طريق الدليل البصرى.

عن طريق إخفاء هويته الحقيقية وتوجيهه لنا إلى العهد القديم، أوضح المسيح لنا الكم الهائل من الأدلة على صدق المسيحية والتى وجدت في النبؤات الميسانية المحققة في العهد القديم.

شجرة عائلة المسيح

أولا، تنبأ العهد القديم بشجرة عائلة المسيح. لقد أعتز اليهود، أكثر من غيرهم في العصور القديمة بقيمة أسلافهم وبالاحتفاظ بسجلات دقيقة عن سلاسل النسب الخاصة بهم. فالكهنة، على سبيل المثال، الذين لا يمكن أن تتبع خلفيتهم الأسرية تمت إقالتهم من منصبهم. وجداول الأنساب الوطنية لجميع عائلات إسرائيل حفظت بعناية في القدس حتى دمرت جميعاً في تدمير تلك المدينة بواسطة القوات الرومانية عام 70 ميلادياً، ومن المثير للاهتمام، أن سجلات الأنساب الوحيدة الناجية من تدمير القدس كانت تلك الخاصة بيسوع المسيح، الذي كان قد تم الحفاظ عليها عندما أدرجت في الأناجيل. هذا يعني أنه بعام 70 ميلادياً أغلقت نافذة إمكانية إدعاء أي يهودي أخر أن يكون من سلالة نسب المسيا.

ما هو هذا النسب؟ النص في سفر التكوين يقول أنه من بين أبناء نوح الثلاثة سيأتى المسيح من خلال سام (تكوين 9: 26 – 27، لوقا 3: 35) من نسل سام، فإن المسيا يأتي من خلال إبراهيم (تكوين 12: 2 – 3، 22: 18) ومن أبنى إبراهيم، فأن المسيح يأتي من خلال إسحق (تكوين 21: 12) ومن أبنى إسحاق سيأتي من خلال يعقوب (تكوين 35:10-12، عدد 24: 17 ) ومن أبناء يعقوب الاثني عشر سيأتى المسيح ليس من يوسف النبيل، ولكن من يهوذا النذل (تكوين 49:10 ، مز 78: 67-68) ومن نسل يهوذا، تم رفض الجميع ما عدا عائلة يسى (أشعياء 11: 1-2) ومن أبناء يسى تم رفض الجميع ما عدا أصغرهم داود.(أرميا 23: 5 )

حصر الرب شجرة عائلة المسيح حتى يمكن أن يكون فقط من نسل إبراهيم عبر إسحاق ويعقوب ويهوذا، ويسى، وداوود. الكلمات الأولى من العهد الجديد هي: “إن سجل نسب يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم”
(متى 1: 1)

ولادة المسيح وخدمته

بحسب العهد القديم، فإن يسوع لم يولد فقط من عائلة داود، لكن في مدينة داود ببيت لحم). ميخا 5: 2) يقول: ” أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ ” يتنبأ إشعياء، وذلك الرب نفسه يعطيكم إشارة: هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا، ويدعون اسمه عمانوئيل”.

(ملاخي 3: 1، 4 5:) يقول أنه سيسبق المسيح شخصية شبيهة بإيليا وأنه سوف يعيش في البرية صارخا رسالة تحذير للناس أعدوا طريق الرب.

وقد تنبئ أن المسيح القادم سوف يملأ ثلاثة وظائف مختلفة، والتي كانت قد استوفيت فقط في شخص واحد في التاريخ الأنسانى واليهودى، هو شخصية سفر التكوين المسمى ملكي صادق النبي، والكاهن، والملك (تثنية 18:18، مزامير 11:4، زكريا 9:9)

وقد تنبئ أن المسيح سوف يحمل سمات شخصية فائقة فهو سيكون مقدسا، صالحاً، حسناً، وفياً، بريئاً، متحمساً، وديعاً، متسامحاً، صبوراً، محباً، وكلى العدالة. (أشعياء 9: 6 – 7، 11: 1 – 5، 52: 13، 53: 12)

قد تنبئ أن خدمته ستبدأ ليس في يهوذا أو القدس كما قد يتوقع المرء، ولكن في منطقة يغلب عليها الأممين (غير اليهود (في المناطق الشمالية من إسرائيل وتدعى الجليل) أشعياء 9: 1)

وقد تنبئ أن خدمته سوف تصل إلى ذروتها في القدس والتي سيدخلها المسيح متواضعا، راكباً على آتان قبل أن يظهر فجأة بكل جسارة في المعبد(زكريا 9: 9، حجاى 2: 7، ملاخى 3: 1)

قد تنبئ أيضا أن خدمة المسيح سوف تحتوي على عنصر الإعجاز. فسوف يشفي الأعمى والأصم والأعرج. (أشعياء 35: 5 – 6) وقيل انه يعلم الناس وينطق بالأمثال(مزامير 78: 2) كما قيل لنا أنه – بالرغم من أنه يبدو كشئ لا يصدق- لكن هذا النبي، الكاهن والملك الذي طال انتظاره سيتم رفضه علانية من قبل شعبه اليهود.(مزامير 118: 22) كما قيل لنا بأنه خيانته ستأتى من قبل صديق له مقابل ثلاثين قطعة من الفضة، وأن الفضة ستطرح على أرض المعبد وسوف يُشترى بها حقل الفخاري. (مزامير 41: 9، 55: 12-14 ، زكريا 11: 12 – 13)

موت المسيا

وقد تنبئ أن المسيح سيتعرض للضرب، وسيتفرق أتباعه مثل الأغنام الذين بشكل مفاجئ وعنيف فقدت راعيها (زكريا 13: 7) وقد تنبئ أن المسيح سيُهاجم ويُرفض ويُتهم من قبل شهود الزور، وقيل انه سيصمت، ويرفض أن يأتي إلى دفاعه (مزامير 35: 11، 38: 13، أشعياء 53: 7)

وقد تنبئ أنه يتعرض للضرب والجلد ويقتل من اجل ذنوب هؤلاء الذين جاء لإنقاذهم، وان وفاته ستكون أليمة (إشعياء 53، مزمور (22، وبنسج كل هذا معاً أدناه، تصبح تفاصيل صورة إعدام المسيح قوية ورائعة، بما في ذلك العناصر التالية:

  • فقد غرق في الحزن ورفضه الله والإنسان ” لا صورة له ولا جمال فننظر إليه ولا منظر فنشتهيه وكان محتقر ومخذول من الناس، رجل أوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به. لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولاً. ” (إشعياء 53: 2 – 4)
  • لقد تم تعريته على الملء وألقى قاتليه القرعة على ملابسه ” أحصي كل عظامي، وهم ينظرون ويتفرسون في، يقسمون ثيابي بينهم، وعلى لباسي يقترعون ” (مزامير 22: 17 – 18)
  • لقد أعدم مع المجرمين ” أُحصى مع آثمة ” (أشعياء 53: 12)
  • ثقبت يداه ورجلاه ” مجروح لأجل معاصينا” (أشعياء 53: 5) ثقبوا يدى ورجلى (مزامير 22: 16)
  • و يتساءل عن سبب ترك الله له ” إلهي إلهي لما تركتنى ” (مزمور 22: 1)
  • المستهزئون القريبون يسخرون منه ” كل الذين يرونني يستهزئون بي. يفغرون الشفاه، وينفضون الرأس قائلين: اتكل على الرب فلينجه، لينقذه لأنه سر به ” (مزامير 22: 7 – 8)
  • عاني من عطش شديد بعد خسارة فادحة في سوائل الجسم، لويت عظامه من مفاصلها وذاب قلبه وكسر من الحزن ” كالماء انسكبت. انفصلت كل عظامي. صار قلبي كالشمع. قد ذاب في وسط أمعائي، يبست مثل شقفة قوتي، ولصق لساني بحنكي، وإلى تراب الموت تضعني ” (مزامير 22: 14 – 15)
  • بالرغم من الألم والحزن الشديدين لم ينطق بأية شكوى ” ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه. كشاة تساق إلى الذبح، وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه ” (أشعياء 53: 7)
  • هذا الرفض المذهل والإذلال وموت المسيح يثبت بطريقة فدائية أنها خطة الله لإنقاذ شعبه ” من المؤكد أن أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحملها….و هو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا والرب قد وضع عليه آثم جميعنا…ضرب من أجل ذنب شعبى… أما الرب فسر بأن يسحقه ويجعله يعانى… وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين (أشعياء 53: 4 – 12)
  • رقد جثمانه في مقبرة تبرع بها رجل غنى ” وجعل مع الأشرار قبره، ومع غني عند موته” (أشعياء 53: 9) بعد معاناته وموته سيرى نور الحياة مجدداً ” أما الرب فسر بأن يسحقه بالحزن. إن جعل نفسه ذبيحة إثم يرى نسلا تطول أيامه، ومسرة الرب بيده تنجح، من تعب نفسه سيرى نور الحياة ويشبع (أشعياء 53: 10 – 11)
  • و بموته برر كثيرين – ” من تعب نفسه يرى ويشبع، وعبدي البار بمعرفته يبرر كثيرين، وآثامهم هو يحملها (أشعياء 53: 11)
  • بعد عودته للحياة سينظر له على أنه عظيماً – “ذلك أقسم له بين الأعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة (أشعياء 53: 12)
  • الأحتمالية الحسابية

هذه بعض من النبوءات عن المسيح والتى سبقت ميلاده بمئات السنين. عموما، هناك حوالي ثلاثمائة تنبؤ تمتد عبر جميع أسفار العهد القديم.

بيتر ستونر، الرئيس السابق لأقسام الرياضيات وعلم الفلك بكلية باسادينا،و رئيس شعبة علوم كلية ويستمونت، وأستاذ فخري للعلوم في ويستمونت، كتب كتابا بعنوان العلم يتكلم، والذي يطبق المبادئ الرياضية على احتمالات مختلف تنبؤات العهد القديم. في الفصل المتعلق بنبوءة الميسانية، اختار ستونر ثمانية فقط من العديد من تنبؤات الكتاب المقدس المتعلقة بحياة المسيح وخدمته. ووضع احتمال حسابى لتحققهم بالكامل في رجل واحد.

أراد هو وطلابه أن يعرفوا ما هي فرص أن أي رجل واحد، وفقا لنبوءة يولد في بيت لحم، يسبقه بشارات، يدخل القدس كملك راكباً على حمار، يخونه صديقه بثلاثين قطعة من الفضة، يقدم للمحاكمة وعلى الرغم من براءته لا يدافع عن نفسه، ويصلب.

ما هي فرصة أن أي رجل قد يعيش من وقت هذه النبوءات وصولا إلى الوقت الحالي ويتحقق فيه جميع هذه التنبؤات الثمانية ؟ جوابه؟ الفرصة الحسابية هى 1 في 10^17. أي نوع من الفرص هذه ؟

قم بتغطية ولاية تكساس بدولارات من الفضة حتى عمق قدمين، ثم ضع علامة على واحد من هذه الدولارات الفضية وأسقطه في مكان ما في كومة مع التحريك جيدا. فرصة أختيار رجل معصوب العينين للدولار الفضي المميز تساوي فرص جميع تلك النبؤات الثمانية أن تتحقق في رجل واحد في التاريخ. ولكن حتى الان ليس هناك فقط ثمانية نبؤة لكن ثلاثمائة. [2]

 

الصورة الكبيرة

 هناك شيء آخر: لا ينبغي أن ننظر فقط إلى التوقعات الثلاثمائة المبعثرة هنا وهناك في أنحاء العهد القديم ولكن فحوي ونبرة هذه الأسفار التسعة والثلاثين ككل. إذا كل ما نراه هي توقعات محددة، ونحن لم نستوعب الصورة كاملة. فمن المستحيل قراءة العهد القديم دون ملاحظة أن التلاحم الكامل لمحتواه يربطه أجزائه بخيط من التوقعات الفدائية.

لاحظ أي تي بيرسون:”لا يوجد مُعجزة فعلها بشكل غير خاطئ, تضع عليهِ ختمَ الله كنقطة التقاء الخطوط النبوية التي تُحصى بالآف,كنقطة بؤرية حارقة ,ومجدٌ مبهر.منذُ أول ذبيحة أُشعلت من مذبح هابيل إلى فصح اسبوع الآلام,تُشيرُ باصابِعَ مُشتعلة إلى صليب الجمجمة”[3]

على سبيل المثال، في سفر التكوين نقرأ عن عصيان آدم وحواء للرب، مما أدى إلى موت ولعنة تقع على كل الأرض. , وبعد السقوط مباشرة تكلم الرب مع أدم وحواء ووعد الله توفير وسيلة للهروب والخلاص.، وعد بإرسال واحد من شأنه أن يسحق رأس الحية رغم تعرض نفسه للاذى في تلك العملية، وكعربون تم ذبح حيوان بريء لتوفير ألبسة للخطاة الاثنين.

(تكوين 5:3)

في سفر الخروج نقرأ عن حمل الفصح، والدم الذي من شأنه تكفير الخطايا، لكن هذه الذبيحة بدت وكأنها تشير إلى شيء أكثر من ذلك. يبدو أن الحبل القرمزي كان يجري ربطه بالقصة. وعد موسى الشعب أن يوماً ما سيقيم الرب نبياً مثله عن طريقه يتم إنقاذ الشعب (أعمال 22:3) حتى النبي الوثني بلعام، لمسه الروح القدس وقال: “أراه ولكن ليس الآن. أبصره ولكن ليس قريبا. سوف يأتي نجم من يعقوب. وصولجان يرتفع من إسرائيل (عدد 17:24)

 نحن نريد أن نسأل، ” عمن كان موسى وبلعام يتحدثان ؟”

وجاء أيوب وصرخ ” أما أنا فقد علمت أن مخلصى حي، وأنه على الأرض يقوم ” (أيوب 25:19) نحن نريد أن نسأل، “من هو هذا المخلص؟ من الذي يتحدث عنه أيوب ؟ “ثم جاء الأنبياء، كل منهم يتحدث عن مخلص مستقبلى آت. وقال أشعياء: لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا، وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيبا مشيرا، إلها قديرا، أبا أبديا، رئيس السلام “(أشعياء 6:9) نود أن نسأل أشعياء “من ذا الذي تتحدث عنه؟ من هو هذا الطفل العجيب ؟

نستمر في القراءة، وسرعان ما نصل إلى نهاية العهد القديم، السفر الأخير لملاخي. في ملاخي 3 وعد الله أن يرسل رسوله لتمهيد الطريق للملك المقبل. لكن في الأصحاح التالي، أنهى ملاخي كتاباته، والعهد القديم ينتهي فجأة مع عبارة غامضة: “وإلا آتى وأضرب الأرض بلعن ” (ملاخى 6:4 (

هل هذه طريقة لانهاء كتاب؟ لمدة ألف سنة من خلال تسعة وثلاثين قسم تمتد من سفر التكوين إلى ملاخي كانت القصة تحاك، والقضايا تثار والوعود تقطع، والترقب ينمو. وقد أشار كل شيء إلى المخلص الذي سيكون من نسل إبراهيم وداود والذي سينقذ البشرية من الخطيئة واليأس. غير أن القصة تنتهى فجأة بالكلمات المحبطة” وإلا آتى وأضرب الأرض بلعن ”

إنها تبدو كقصة غير مكتملة، يبدو وكأننا وصلنا إلى الأستراحة حيث رويت نصف القصة الأول، بالتأكيد سوف نعتقد أنه لابد أن يكون هناك المزيد جزء أخر لأبد أن يكون هناك تكملة للقصة.

تتمة القصة

ثم نقلب الصفحة،و نمر فوق 400 عاماً من التاريخ ونجد الأناجيل تبدأ بعبارة ” وسجل نسب يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم (متى 1: 1)

و نحن نواصل القراءة نلتقي شخصا ينحدر من سام، عبر إبراهيم وإسحاق، ويعقوب، عن طريق يهوذا، من خلال يسى، وعبر داود. نرى ذاك الذي ولد من عذراء واسمه عمانوئيل. نرى الشخص الذي ولد في مدينة بيت لحم، على الرغم من أنه كان صغيرا بين عشائر يهوذا. نرى شخص سبقه رائد حسب تقليد إيليا. نرى شخصاً كان فائقا في سماته الشخصية لكونه مقدس، صالح وحسن، مؤمن، بريء، متحمس، وديع، متسامح، صبور، ومحب، وكلى العدالة والذي على حسب تقليد ملكي صادق النبي، والكاهن والملك.

نرى شخصا بدأ خدمته في الجليل، وبلغت ذروتها في القدس، وشفى المرضى وعلم الجماهير. نرى شخصاً رفضه شعبه، خانه صديقه مقابل ثلاثين قطعة من الفضة، هجره أتباعه، اتهم من قبل شهود الزور، تعرض للضرب والجلد وعلنا جردت ثيابه التي راهن عليها الجنود. نرى شخصاً أعدم بين اثنين من المجرمين، وثقبت يديه وقدميه، عانى من العطش الحاد، والموت من تدفق سوائل الجسم خارجاً، لويت عظامه من مفاصلها وذاب قلبه بداخله مثل الشمع. نرى شخصاً دفن في قبر تبرع به رجل غني، والذي، بعد معاناته، شاهد مرة أخرى على نور الحياة. نرى شخصاً مجروح لأجل معاصينا ومسحوق لأجل آثامنا. نرى شخصاً لطالما ترقبه كل العالم.

الملخص:

 في النهاية، نرى الذي قال: ” أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء… لا بد من تحقق كل ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير “(لوقا 24: 25، 44 (وعندما نراه، فإنه ليس من الصعب أن نصدق، وبالنظر إلى الأدلة. فمن الصعب عدم التصديق. هذا الذي قيل عنه “مبارك الآتي باسم الرب ” (مز 118: 26).

لمزيد من المناقشات:

1 – نفترض أنه قد انضم متشككا إلى مجموعتك. ما الاعتراضات التى قد يقدمها على المواد الواردة في هذا الفصل؟ كيف سيكون الرد على هذه الاعتراضات؟

2 – أشار الرسل إلى القبر الفارغ ونبوءة تتحقق مؤكدة للأدلة الرئيسية لادعاءات المسيح. لماذا تتجاهل أو ترفض الحضارة الإنسانية مثل هذه التأكيدات القوية؟

للتطبيق:

  1. إعادة صياغة أشعياء 53، أدرس كل كلمة وجملة. لاحظ أن هذا الفصل يصف ليس فقط أحداث آلام المسيح ولكن أيضا الآثار اللاهوتية المترتبة عليها.
  2. . إعداد عرض تقديمي أنجيلي على أساس طريقة استيفاء يسوع لنبوءات المسيا. كن على استعداد لمشاركة هذه المواد إما رسميا أو غير رسمياً إذ ما سألك شخص غير مؤمن.
  3. 3. قارن نبوءات مجيء المسيح الأول مع بعض التنبؤات الرئيسية عن مجيئه الثاني. أوجه تماثلها وإختلافها، قدم رسم بيانى به قائمة واحدة على الجانب الأيسر وأخرى على الجانب الأيمن.

 

[1] A. T. Pierson, Many Infallible Proofs, Vol. 2 (Grand Rapids: Zondervan Publishing House, n.d.), 15.

[2] Peter Stoner and Robert C. Newman, Science Speaks (Chicago: Moody Press, 1976), 102-109.

[3] Pierson, Many Infallible Proofs, Vol. 1, 33.

النبؤات الميسانية | ترجمة لينا عبد الملك

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)