الردود على الشبهات

هل ألبسوا المسيح رداءً قرمزيا أم أرجوانيا؟

هل ألبسوا المسيح رداءً قرمزيا أم أرجوانيا؟

هل يبست التينة بعدما لعنها المسيح مباشرةً أم قد يبست في صباح اليوم التالي؟ (متى 21: 19) و (مر 11: 20)
هل يبست التينة بعدما لعنها المسيح مباشرةً أم قد يبست في صباح اليوم التالي؟ (متى 21: 19) و (مر 11: 20)

Mat 27:28 فعروه وألبسوه رداء قرمزيا

Mar 15:17 وألبسوه أرجوانا وضفروا إكليلا من شوك ووضعوه عليه

Joh 19:2 وضفر العسكر إكليلا من شوك ووضعوه على رأسه وألبسوه ثوب أرجوان
 

قدم لنا العلماء أكثر من تفسير لهذا الخلاف اللفظي:

الأول: أنه لا يوجد ما يمنع أن المسيح إرتدى كل منهما معاًفيما يشبة الجلباب الملوكي بلون من اللونين وإرتدى وشاح باللون الآخر، ويكون القديس متى قد ذكر لون من الإثنين والبشيران مرقس ويوحنا ذكرا اللون الآخر، فلم يقل القديس متى أنه إرتدى “رداء قرمزياً فقط”، ولا قال القديسان مرقس ويوحنا أنه إرتدى “رداء أرجوانياً فقط”، ومن ثم فلا يوجد تناقض لإمكانية الجمع بين المعلومتين بلا تعارض، والدليل على هذا من الكتاب المقدس نفسه حيث جاء في سفر الرؤيا

الثاني: أن المسيح إرتدى رداء بلون واحد وكان هذا اللون خليطاً ما بين اللونين (الأرجواني والقرمزي) فأمكن تسميته بأي لون منهما، وهذه صور توضح هذا اللون المتوسط (اللون المجاور لما يرتديه البابا):

0102

فهذا اللون ليس أي من اللونين ولكنه لونا متوسطا بينهما، ويمكن للشخص أن يراه أي من اللونين نظراً لأن القدماء لم يكن لديهم تحديد لأسماء الألوان كما هي الآن بل وكان يسمون أي مزيج بين لونين بينهما اللون الأحمر بـالأرجواني[1]، وبكلمات أخرى فإنه –في هذا العصر- كان يمكن لهذا اللون المركب أن يدعى بواسطة البعض “أرجواني” وبواسطة آخرين “قرمزي”[2].

نقطة أخيرة:

يجب ان نعلم أن كتبة الاناجيل لم يكونوا مؤرخين يريدون سرد قصص تاريخية بلا هدف أو معني، بل يريدون إيصال هدف محدد من خلف القصص التي رووها عن ربنا يسوع المسيح. فهنا عندما يقول القديس متي أنهم البسوه رداءً قرمزياً، فهو هُنا لا يُريدنا ان نعرف ما هو لون الرداء، بقدر ما حدث للمسيح من سخرية وإهانة حيث بينما هو في موقفه كمجرم مُدان ألبسوه لباس بلون خاص بالملوك[3]، ولهذا فقد قال الاباء أنهم بهذا إعترفوا بالمسيح ملكاً بينما كانوا يُحاكموه ويسخرون منه[4]. وبنظرة أُخري علي الألوان المذكورة هُنا نجد ان القرمزي والأرجواني هي ألوان مُختلطة للغاية فبينما الارجواني هو أحمر فاتح بينما القرمزي هو أحمر غامق[5]، فالاثنان هما مُشتقان من نفس ذات اللون بإختلاف طفيف بين الفاتح منه والغامق.

 

[1]Albert Barnes, Notes on the New Testament: Matthew & Mark, ed. Robert Frew (London: Blackie & Son, 1884-1885), 307.

[2]Crossway Bibles, The ESV Study Bible (Wheaton, IL: Crossway Bibles, 2008), 1885.

[3] Biblical Studies Press, The NET Bible First Edition Notes (Biblical Studies Press, 2006; 2006), Mt 27:28.

[4] Saint Thomas Aquinas and John Henry Newman, Catena Aurea: Commentary on the Four Gospels, Collected Out of the Works of the Fathers, Volume 1: St. Matthew (Oxford: John Henry Parker, 1841), 945.

[5] George Leo Haydock, Haydock’s Catholic Bible Commentary (New York: Edward Dunigan and Brother, 1859), Mt 27:28.