عام

الطلاب الكينيون طلبوا الصلاه قبل مقتلهم على يد عناصر حركة الشباب الصومالية

الطلاب الكينيون طلبوا الصلاه قبل مقتلهم على يد عناصر حركة الشباب الصومالية


الطلاب الكينيون طلبوا الصلاه قبل مقتلهم على يد عناصر حركة الشباب الصومالية
الطلاب الكينيون طلبوا الصلاه قبل مقتلهم على يد عناصر حركة الشباب الصومالية
 
لا تملك عائلة ماينا أي أبقار. وتشعر الآن بفراغ أكبر.

يروي ستانلي ماينا وايهارو لصحيفة غارديان: “بعتها لأدفع تكاليف دراسته. كان ذلك نوعاً من التضحية ترافق مع توقع بأن شيئاً ما سينتج عنه. إنها تضحية طوعية”.

قال ماينا عن ابنه البكر، جون موانغي ماينا، الذي كان في الثانية والعشرين من عمره: “أخذت قرضاً بقيمة 200000 شلن (2163$) من أجل تعليم ابني لكي تكون له حياة أفضل مني. ثم، قتله هؤلاء ببساطة”.
أضاف الوالد أن جون كان الشخص الأول في عائلته الكبرى الذي يتلقى التعليم الجامعي.
أخبر ماينا الأب الصحيفة: “هذا الشاب كان يدرس دوماً في البيت، فيما كان الآخرون كلهم يلعبون خارجاً. كان يأخذ دراسته على محمل الجد. وكان أملنا فيه كبيراً”.   

الآن، تكشف التفاصيل عن حياة الأشخاص الذين توفوا في الاعتداء الذي شنه عناصر حركة الشباب على جامعة غاريسا نهار الخميس الفائت – في بداية ثلاثية الفصح. في ذاك النهار، قتل المعتدون 147 شخصاً كانوا بمعظمهم طلاباً. فقد استهدفت الجماعة الإرهابية الإسلامية المسيحيين، معتدية على حرم الكلية في الصباح الباكر ومقتحمة فترة الصلاة. 
كان معظم الضحايا أتقياء ومستعدين للتضحية بأنفسهم. يقال أن ماينا هرب وكان قادراً على النجاة بحياته، لكنه عاد من أجل إنقاذ رفيقته. عندها، أطلق النار عليه.

كذلك، أبدى الطلاب موقف تسليم أمرهم للعناية الإلهية وسط الاعتداء. ففي الرسالة النصية الأخيرة التي بعث بها طالب السنة الثانية في إدارة الأعمال أيوب نجاو كيموثو، 21 عاماً، لأخيه، كتب: “في هذه المرحلة، نسلم كل شيء إلى الله”. وحتى الآن، لا يزال مكان الطالب كيموثو مجهولاً.

“إنه شاب ورع، وكان غادر غرفته مع أحد زملائه في السكن لحضور صلوات الصباح”، حسبما أفاد أخوه دانيال شيغ لصحيفة Daily Nation.
أما إليزابيث نامارومي موسيناي، البالغة 20 عاماً، فقد اتصلت بوالدها وقالت له: “هناك إطلاق نار في كل مكان! قل لأمي أن تصلي من أجلي – لا أعلم إن كنت سأنجو”.

الاتصال فجراً كان أحد الاتصالات الكثيرة التي تلقتها عائلتها الخميس مع وقوع المأساة في الجامعة. وقد ذكر موقع Yahoo News أن رجلاً اتصل قرابة الواحدة من بعد الظهر ليطلب الاتصال بالرئيس الكيني أوهورو كينياتا خلال دقيقتين ومطالبته بسحب قواته من الصومال المجاورة حيث تحارب متطرفي حركة الشباب.

عاود الاتصال فوراً. وعندما أُعلم بأنه لم يتم الاتصال بالرئيس، قال: “سوف أقتل ابنتكم”. تلت قوله ثلاث طلقات نارية، من ثم أنهى المكالمة. وعندما اتصل والد إليزابيث، فريد كاكسون موسيناي بالرجل، قيل له: “هي الآن مع ربها”.                
كذلك، تحدثت ملكه روتو، التي كانت بانتظار التعرف على ابنتها جودي شيبكيمبوي، عن الحديث الأخير الذي دار بينهما.

قالت روتو لـ Capital News: “تمكنت ابنتي من الاتصال بي في ذاك اليوم المشؤوم، وقالت أنهم تعرضوا لهجوم من قبل عناصر حركة الشباب”. قالت جودي: “أنا تحت السرير وأحتاج إلى صلواتك لأننا في خطر”. هذا هو الحديث الأخير الذي دار بين الأم وابنتها.
هذا وأصدر رئيس أساقفة نيروبي، الكاردينال جون نجيو، رئيس مجلس أساقفة كينيا الكاثوليك، رسالة تضامن جاء فيها: “الكنيسة الكاثوليكية تلتزم بتفعيل الشبكات الرعوية لمؤمنينا المسيحيين لكي يقدموا دعمهم وصلواتهم”.

ودعا الزعماء الدينيين إلى أن “يتوقفوا عن التعليم والتبشير ببغض الأشخاص الذين لا يؤيدون دينهم وعقائدهم، وأن يعترفوا بأن الكل يؤمن بكائن أسمى”.