إلحادالردود على الشبهاتميديا

هل يمكن أن تكون صالحًا بدون الله؟ ترجمة د. عادل زكري

هل يمكن أن تكون صالحًا بدون الله؟ ترجمة د. عادل زكري

هل يمكن أن تكون صالحًا بدون الله؟ ترجمة د. عادل زكري
هل يمكن أن تكون صالحًا بدون الله؟ ترجمة د. عادل زكري

دعنا نكتشف.

مذهل جدًا، لقد وجدتها، برهان دامغ بأنك تستطيع أن تكون صالحًا بدون الإيمان في الله.

لكن انتظر، السؤال ليس: “هل تستطيع أن تكون صالحًا بدون الإيمان بالله؟”، بل السؤال هو: “هل يمكن أن تكون صالحًا بدون الله؟”

كما ترى هذه هي المشكلة إذا لم يوجد الله فماذا يتبقى كأساس موضوعي للخير والشر أو للصواب والخطأ إذا لم يوجد الله، فلا وجود للقيم الأخلاقية المطلقة وإليك الأسباب:

بدون مرجعية مطلقة فليس هناك وسيلة تجعلنا نقول إن شيئًا ما لأعلى أو أسفل، إن طبيعة الله توفر مرجعية للقيم الأخلاقية فهي المعيار الذي تقاس كل الأفعال والقرارات بالمقارنة به لكن إذا لم يوجد الله، فلا وجود لمرجعية مطلقة، وسيتبقى لنا وجهة نظر شخصية، وهي ليست أكثر صوبًا من أي وجهة نظر شخص آخر، هذه المنظومة الأخلاقية ذات طابع شخصي وليست موضوعية، مثل تفضيل الفراولة في الآيس كريم، التفضيل يرجع إلى الشخص وليس في الموضوع، وبالتالي لا تنطبق على الأشخاص الآخرين.

نفس الشيء المنظومة الأخلاقية الشخصية، تنطبق فقط على الشخص وغير صحيحة وغير ملزمة لأي شخص آخر، وبالتالي في عالم بدون الله لا يمكن أن يوجد الشر ولا الخير، لا شيء غير لامبالاة عمياء ومثيرة للشفقة.

عبّر الله عن طبيعته الأخلاقية في وصايا، وهذا يمثل أساسًا للالتزامات الأخلاقية، على سبيل المثال المحبة كصفة جوهرية في الله يُعبّر عنها في وصية “أحبب قريبك كنفسك”، هذه الوصية تمثل أساسًا يمكننا أن نؤكد من خلال الصلاح المطلق والسخاء والتضحية والمساواة ونستطيع أن ندين الجشع والإيذاء والعنصرية كشر مطلق

وهذا يثير إشكالية هل الشيء يعتبر صالحًا لأن الله يريده أم أن الله يريد شيئًا لأن هذا الشيء صالح؟

الإجابة: لا هذا ولا تلك، لكن الله يريد شيئًا لأن الله صالح فهو يمثل الله معيارًا للقيم الأخلاقية كما يمثل العرض الموسيقي المباشر معيارًا لتسجيل دقة الأداء، فكلما اقترب صوت التسجيل إلى الصوت الأصلي كان أفضل نفس الشيء كلما اقترب التصرف الأخلاقي، وتطابق مع طبيعة الله كان أفضل لكن إذا كان الإلحاد صحيحًا، فليس هناك معيار مطلق وبالتالي لا يمكن أن توجد التزامات أو واجبات أخلاقية، فمَن أو ما الذي يفرض علينا مثل هذه الفروض؟ لا أحد، تذكر بالنسبة للملحد البشر هم نتائج الصدفة الطبيعية، وحيوانات بدرجة عالية من التطور، لكن الحيوانات ليس لديها التزامات أخلاقية تجاه بعضها البعض، فعندما تأكل القطة فأرًا فهي لا تفعل أي شيء خطأ من الناحية الأخلاقية، القطة تتصرف بطبيعتها كقطة، وإذا لم يوجد الله، يجب أن ننظر للسلوك الإنساني بنفس الطريقة ولا ننظر لأي تصرف على أنه صحيح أو خطأ أخلاقيًا لكن المشكلة أن الجيد والسيء والصواب والخطأ موجود بالفعل وكما أن خبرتنا الحسيّة تقنعنا إن العالم المادي هو حقيقي فعلاً فإن خبرتنا الأخلاقية تقنعنا أن القيم الأخلاقية حقيقية فعلاً، ففي كل مرة تقول: هذا ليس عدلاً، هذا خطأ، هذا ظلم، فأنت تثبت اعتقادك بوجود أخلاقيات مطلقة، فالتحرش بالأطفال، التمييز العنصري، والإرهاب كلها خاطئة بالنسبة للجميع ودائمًا، هل هذا مجرد تفضيل شخصي أم رأي؟ لا، المرء الذي يقول أنه من المقبول أخلاقيًا أن يُغتصب الأطفال الصغار، هو مخطئ بنفس الدرجة التي يخطئ بها من يقول أن 2+ 2= 5، هذا يؤدي بنا إلى الحجة الأخلاقية لإثبات وجود الله، إذا لم يوجد الله فلا وجود للقيم والالتزامات الأخلاقية، لكن القيم والالتزامات الأخلاقية موجودة بالفعل، إذن، الله موجود.

يفشل الإلحاد في تفسير الحقيقة الأخلاقية التي يختبرها كل واحد فينا كل يوم، في الواقع فإن وجود المنظومة الأخلاقية المطلقة تشير مباشرة إلى وجود الله.