الردود على الشبهات

اكليمندس الإسكندري يؤكد تساوي الرجل والمرأة على المستوى الروحي

اكليمندس الإسكندري يؤكد تساوي الرجل والمرأة على المستوى الروحي

اكليمندس الإسكندري يؤكد تساوي الرجل والمرأة على المستوى الروحي

اكليمندس الإسكندري يؤكد تساوي الرجل والمرأة على المستوى الروحي
اكليمندس الإسكندري يؤكد تساوي الرجل والمرأة على المستوى الروحي

[الرجل والمرأة لهما نفس القيمة الروحية αρετη][1]

ويؤكد اكليمندس أنهما متشابهان في كل شئ οροια πανατα فلهما الحياة واحدة والطعام واحد والتنفس واحد والحواس واحدة… إلخ. فكيف لا تكون لهما أيضاً قيمة روحية واحدة αγαγη [2]؟

[إننا نعترف أن نفس الطبيعة تكون في كلا الجنسين وبالتالي يكون لهما نفس القيمة الروحية αγαγη ][3].

ويكرر ذلك بتصميم قائلاً:

[إن لهما طبيعة واحدة وبالتالي قيمة روحية αρητη واحدة][4].

[إن نفس الطبيعة يكون لها نفس القيمة الروحية بعينها][5].

[نحن لا نقصد بذلك طبعاً أن المرأة، من حيث كونها امرأة، يكون لها نفس طبع الرجل، فمن اللائق جداً أن يكون لكل من الجنسين ما يتميز به بحيث يكون أحدهما مؤنثاً والآخر مذكراً. فنحن نُقرّ أن من خاصية المرأة أن تحبل وتلد، وذلك يختص بصفتها كإمرأة ولا يختص بكيانها البشري العام. وأما فيما ينعدم الإختلاف بين الرجل والمرأة فإنهما يعملان نفس العمل ويشعران بنفس الشعور. لذلك ففي المجال الذي تتساوى فيه المرأة مع الرجل، أعني في مجال النفس، فإنها تصل إلى نفس الفشيلة، ولكن في المجال الذي تختلف عنه أعني بسبب صفاتها الجسدية، يكون من اختصاصها الحمل والتدبير المنزلي][6].

غير أن هذا الاختلاف الجسدي عينه يعتبره اكليمندس اختلافاً مؤقتاً وموقوفاً على هذه الحياة الأرضية فقط، وهو يستند في ذلك على كلمات الرب القائل: “أبناء هذا الدهر يزوِّجون ويزوَّجون، ولكن الذين حُسبوا أهلاً للحصول على ذلك الدهر والقيامة من الأموات فلا يزوِّجون ولا يزوّضجون… بل يكونون كالملائكة وهم أبناء الله إذ هم أبناء القيامة” (راجع لو20: 34-36)[7].

لذلك ففي المستوى الروحي، لا تختلف المرأة عن الرجل بل يكون لها نفس الفرص الروحية، فإن لهما نفس الإيمان بالله ونفس الرجاء ونفس المحبة ونفس الطاعة لله، وينتميان إلى نفس الكنيسة، ويسعيان نحو الخلاص الواحد بعينه وينالان في سبيل ذلك نعمة متساوية، ويكون لهما نفس المعلم الألهي = Pedagogue[8].

وإن كان الإستشهاد هو أمى ما يمكن أن يصل إليه الإنسان المسيحي، فإن المرأة تتساوي في ذلك أيضاً مع الرجل:

[إن كان جيداً للرجل أن يموت من أجل الفضيلة والحرية والخلاص، فإن المرأة تتساوى معه في ذلك. فإن هذه السيرة ليست وقفاً على طبع الرجال ولكنها تختص بالصالحين][9].

وكذلك يتساويان في طلب الحكمة، لذلك يفتتح الكتاب الرابع من الستروماتا بقوله:

[إن محبة الحكمة واجبة للرجل والمرأة على حد سواء][10].

وبذلك يكون اكليمندس قد فاق جميع الذين سبقوه في التأكيد على تساوي الرجل والمرأة على المستوى الروحي، غير أنه في ذلك لا يستحدث شيئاً جديداً بل يمتد بما جاء في الكتاب المقدس أن: “الرجل ليس من دون المرأة ولا المرأة من دون الرجل في الرب” (1كو11:11)، وبما جاء أيضاً في التقليد الكنسي السابق له، فإننا نقرأ للشهيد يوستينوس:

[لقد خلق الله النساء قادرات أن يَصِلْنَ إلى كل بر وكل فضيلة][11].

وقد أسهب الآباء في العصور اللاحقة في توضيح تساوي المرأة مع الرجل من الناحية الروحية وعلى الأخص في معرض حديثهم عن البتولية المسيحية[12].

دور المرأة من نحو الرجل في نظر اكليمندس الإسكندري:

يفسّر اكليمندس كلمات بولس الرسول هكذا:

[إن الرأس هو الجزء القيادي، وبهذا المعنى قيل أن “رأس كل رجل هو المسيح وأما رأس المرأة فهو الرجل” (1كو3:11). فالرجل يقود المرأة بسبب كونه “صورة الله ومجده” (1كو7:11)][13].

وأما المرأة فقد خُلقت معينة للرجل ونظيرة له (تك18:2)، وتظهر معونتها على الخصوص في الأعمال المنزلية التي تكون اختصاصها الأول[14]، وفي حالة مرض رجلها حيث يجد فيها خير معين[15]، بل وفي المجال الروحي حيث تكون “معينة لحفظ الإيمان بالمسيح”[16].

ويركز اكليمندس على هذه النقطة الأخيرة حيث يبرز قدرة الزوجة على التأثير على رجلها تأثيراً روحياً صالحاً، ويستشهد في ذلك بكلمات بطرس الرسول “حتى وإن كان البعض لا يطيعون الكلمة، يُربحون بسيرة النساء بدون كلمة” (1 بط 3: 1)[17].

[أن المرأة المتعلقة ينبغي أولاً أن تحاول إقناع رجلها أن يرافقها في الطريق المؤدية إلى الطمبى الحقيقية. ولكن إن تعذر ذلك، وجب عليها أن تسعى وحدها نحو الفضيلة أن تطيع رجلها في كل شيء ولا تخالف إرادته البتى إلا فيما يختص بالفضيلة والخلاص][18].

[المرأة المحبة لرجلها يجب أن تتسلح مثله في هذه الرحلة: فليأخذا معاً في هذه المسيرة نحو السماء الزاد الصالح الذي هو الإكتفاء بالقليل مع الحكمة والوقار][19]

وقد سبق أن ذكرنا تعليقه على قول الرسول: “ألعلنا ليس لنا سلطان أن نجول بأخت زوجة كباقي الرسل؟” (1 كو9: 5).

 

[وإن الرسل الذين سلَموا أنفسهم للكرازة كما يليق بخدمتهم أخذوا معهم نساءهم، لكن لا كزوجات بل كأخوات، لكي يشتركن في الخدمة معهم: ουνδιακονους إنما في البيوت، للنساء اللائي يعشن في بيوتهن، وهكذا وصل تعليم الرب بواسطتهن إلى أماكن النساء دون أن يثير ذلك الشبهات. فإننا نعرف ذلك في كل ما كتبه المغبوط بولس في إحدى رسائله إلى تيموثاوس بخصوص النساء الشماسات προσωπα εκλεκτα[20]]

ففي هذا النص يُظهر اكليمندس أن زوجات الرسل كنَ البداية الأولى لإشتراك المرأة في الخدمة، ولكن “لدى النساء في المنازل”. ويُرجع رتبة “الشماسات” إلى هذا الأصل الرسولي.

وفي نص آخر يشترك مع غيره من الآباء في اعتبار الأرامل كإمتداد لمسلسل الرتب الكنسية:

[هناك وصايا كثيرة في الكتب المقدسة تختص الأشخاص المختارين διακονων γυναικων . فالبعض منها يخص الشيوخ (القسوس)، والبعض يخص الأساقفة والشمامسة والبعض يخص الأرامل][21]

[1] Pedag., I, 10, I

وكلمة areth التى تُترجم عادة فضيلة، لها في اليونانية معنى أكثر شمولاً يُفضل ترجمتها بعبارة: “قيمة روحية” أو “مستوى روحي”.

[2] Pedag., I, 10, 2.

[3] Strom., IV, 58, 4.

[4]  Strom,. IV, 59, 1.

[5] Strom., IV, 59, 3.

[6] Stron., IV, 59, 4-60, 1.

[7] Padag., I, 10, 3.

[8] Pedag., I, 10, 2.

[9] Strom., IV, 67, 4.

[10] Strom., IV, I, 1.

[11] Justin., Tryph., 23, 5.

[12] Greg. Nyss., De vrig., 20, 4,  35; Cyprien, De hab, virg., 2; 4.

[13] Strom., IV, 63, 5.

[14] Pedag., III, 19, 1; 49, 3; 58, 1; Strom., III, 82, 3; 108, 1.

[15] Strom., II, 140, 2.

[16] Strom, III, 108, 1.

[17] Pedag., III, 66, 3.

[18] Strom., IV, 123, 2.

[19] Pedag., III, 39, 1.

[20] Strom, III, 53, 3-4.

[21] Pedag, III, 97, 1.