الردود على الشبهات

مزيد من الأسئلة الصعبة عن المسيح | لي ستروبل

مزيد من الأسئلة الصعبة عن المسيح | لي ستروبل

مزيد من الأسئلة الصعبة عن المسيح | لي ستروبل

مزيد من الأسئلة الصعبة عن المسيح | لي ستروبل
مزيد من الأسئلة الصعبة عن المسيح | لي ستروبل

لقد أشار القس البريطاني جون ستوت JHON STOTT إلى أنّ يسوع قد أكّد وبوضوح أنّ ” بمعرفته يُعرف الله، ومن راّه فقد رأي الله، والإيمان به يعني الإيمان بالله، وقبوله يعني قبول الله، وكُره يعني كُره الله، كما أنّ إكرامه يعني إكرام الله.”(1) غير أنّ السؤال الحاسم هنا هو: كيف نعلم أنّ يسوع كان يقول الحقيقة؟

   بطبعية عملي كصحافي في النشرة “منبر شيكاغو” THE CHICAGO TRIBUNE، التقيتُ العديد من الناس الغريب الأطوار الذين يدّعون بأنهم الله. ولكن ذلك لم يدفعين أن أنحني وأتعبد لهم. كنت في حاجة إلى أكثر من مجرّد تصريح جريء كهذا، فأين الدليل على ذلك؟ هذا ينطبق أيضًا على ما قمتُ به من تقصّ للأمور الروحية الخاصة بيسوع. من الممكن أنه ادّعي بأنه ابن الله الوحيد، هل فعل شيئاً ليدعم هذا الادّعاء؟

   يقودني هذا الأمر إلى ثلاثة أسئلة صعبة إضافية غالباً ما تُطرح حول يسوع وترتكز علي: قدرته على صنع المعجزات، تحقيقه للنبوّات التاريخية المتعلّقة بالمسيح المنتظر، وعودته من الموت. هذه الإنجازات، إن تحققّنا من صحة حدوثها، توفر دلائل حاسمة لدعم ادعائه بأنه أبن الله الوحيد.

هل حقا فعل يسوع المعجزات؟

    في القرن الواحد والعشرين، عندما قام العلماء بوضع خارطة للمورّثات الجينية لدي الإنسان، وبعد أن جزأوا الذرة، وحدقّوا عبر تلسكوب هابل  Hubble Telescopeللنظر  إلى أقاصي حدود الكون، اعتقد الكثيرون أنّ منطق العلم كاف لينفي المعتقدات الساذجة التي تؤمن بما هو فوق الطبيعة.

  علّم عالم الفلك اللا أدري الراحل  كارل ساغان CARL SAGAN  ” الكون هو كل ما هو موجود، وكل ما كان موجوداً، وكل ما سيكون موجوداً”(2)   كما أصرّ المبشر المتحوّل  إلى اللاأدرية، تشارلز تيميلتون CHARLES TEMPLETON   على أنه ” قد حان وقت التخلّص من اأفكار البدائية والخرافات للنظر  إلى الحياة بمنظار عقلاني.”(3) وقام الملحد النشوئي ريتشارد دوكنز Richard Dawkins بالاستهزاء من معجزات العهدين القديم والجديد عندما قال:” إنها فعّالة جدّا بين جمهور من السذج والأطفال.”(4) كما عبّر البروفسور الليبرالي جون دومنيك كروسان Crossan  John Dominic عن رأيه شاتماً:” لا أعتقد أنه بإمكان أي شخص في أي مكان وأي زمان أن يُعيد الأموات  إلى الحياة (5)

    كتاب” الأناجيل الخمسة” The Five Gospels  لجماعة ” سمينار يسوع وانطلاقاً من تفضيله ” حقائق” العلم المادية والمحسوسة على الدلائل فوق الطبيعية للكتاب المقدس، يُصرّح بما يلي: ” إنّ مسيح العقائد والمبادئ، والذي كان يحتلّ مكانه الصحيح في العصور الوسطي، لا يمكنه فيما بعد أن يطلب موافقة الذين رأوا السماوات عبر تليسكوب غاليليو Galileo Telescope. فآلهة وشياطين العصور القديمة، تمّ مسحها من السماوات من قبل قطعة الزجاج المذهلة هذه”(6)

  هذه الآراء متعارضة وبشدة مع ما يدّعيه الكتاب المقدس بأنّ الله قد صنع معجزات عبر التاريخ. ففي الحقيقة، إنّ سفر التكوني يُصر على أن التاريخ بأكمله، كان قد ابتدأ بالمعجزة الصاعقة التي قام بها الله حين خلق كلّ من لا شئ. كذلك في ما يتعلق بيسوع، تكتسب المعجزات أهمية بالغة لجهة إثبات هويّته الإلهية، وهو الذي صرّح وبجرأة:”إن كنت لست أعمل أعمال أبي (تحديداً، المعجزات) فلا تؤمنوا بي ” (يوحنا 10: 37). وقد أشار إشعياء النبي إلى أنّ المعجزات سوف تشكلّ إحدي الوسائل التي سيستخدمها المسيح المنتظر ليثبّت صحة هويته (إشعياء 35: 5، 6). كذلك، يؤكد العهد الجديد أنّ يسوع قد قام بأعمال خارقة تفوق الطبيعة كشفاء المرضي، وتحويل الماء إلى خمر، وإكثار السمك وأرغفة الخبز، والمشي على المياه، وحتى إقامة الأموات.

   ومن المهم أن نضع أساساً نرتكز عليه. فإن كان الله موجوداً، يجب ألاّ يكون من الصعب علينا تصديق فكرة كونه قادراً على أن يتدخّل في مخلوقاته بطريقة عجائبية. فلطالما استخدم المسيحيون الحجج والبراهين الكوزمولوجية والغائبة والوجودية، بالإضافة إلى الحجج الأخلاقية وحاجة الإنسان الروحية وغيرها من الدلائل والبراهين المنطقية، لبناء حجّة مقنعة على أن الله موجود فعلاً. (7)

 قام نورمان جايزلر Norman Geisler   بإدلاء الملاحظة التالية:” إنّ الطريقة الوحيدة لإثبات استحالة اجتراح المعجزات هي من خلال إثبات عدم وجود الله.”(8) ولم يتمكّن أحد من فعل ذلك على الإطلاق.

يمكن إثبات أنّ يسوع كان قد أثبت صحة ادّعائه بأنه الله عن طريق اجتراحه للمعجزات بواسطة ست نقاط:

1- مصداقية العهد الجديد

  لقد رأينا في الفصل السابق كيف أنّ الأناجيل التي تصف معجزات يسوع، يمكن ردّها رجوعّا إلى مواد كان قد جمعها شهود عيان. ثم يأتي علم الآثار ليثبت لنا صحة هذه الأناجيل التي جري تناقلها عبر الأجيال بأمانة. بالإضافة إلى ذلك، أقدم المؤرّخ غاري هابيرماس Gary Haber MAs وهو مؤلف كتاب ” يسوع التاريخي ” the historical Jesus، على ذكر تسعة وثلاثين مصدرّا تاريخيّا قديماً، وبالتفصيل خارج الكتاب المقدس، تقدّم المزيد من التأييد لأكثر من مئة حقيقة تخص حياة يسوع وتعاليمه وموته وقيامته. (9)

في ضوء الافتراضات المسبقة المناهضة لكل ما هو خارق وفوق الطبيعة والخاصة بجماعة “سمينار يسوع” وغيرهم، فإن تقييم دارس العهد الجديد البريطاني أر. تي. فرانس R.T. France  للأناجيل ذو صلة وثيقة بالموضوع.

إذا نظرنا إلى المستوي الأدبي والتاريخي للأناجيل، نجد أنّ لدينا أسباباً لأخذها بمنتهي الجدية كمصدر للمعلومات عن حياة يسوع، وبالت إلى كمصدر عن منشأ المسيحية التاريخي…. أما بالنسبة إلى قرار الدارس لجهة قبوله ما تقدّمه هذه المصادر أم لا، فهو أمرّ متعلق بمدي انفتاحه على فكرة احتمال حصول أمور خارقة وفوق الطبيعة، متخطياً بذلك المعطيات التاريخية وحدها. (10)

المعجزات متواجدة في سائر طبقات الأناجيل. مثلاً، يفترض العديد من الدارسين أن مصدراً قديماً لأقوال يسوع، والذي يُطلقون عليه اسم ” كيوQ ” كان كل من متي ولوقا قد استخدماه كمصدر. إذاً من المتوقع أن يحوي هذا المصدر معلومات أوّلية لم تتأثر مصداقيتها بالتطور الأسطوري. كريغ بلومبرغ، كاتب” المصداقية التاريخية للأناجيل ” صرح بما يلي:” نجد حتى في ال “Q” وعياً وادراكاً كاملين للمعجزات التي صنعها يسوع خلال خدمته.”(11) مثلا، عندما سأل تلاميذ يوحنا المعمدان يسوع إن كان هو المسيح المنتظر، دعاهم إلى اتخاذ معجزاته الشفائية وإقامته للموتي دليلا على أنه هو المسيح (انظر متّي 11: 2- 6، لوقا 7: 18- 23).

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ معجزة إطعام الخمسة آلاف، ورد ذكرها في الأناجيل الأربعة.” إذاً لدينا شهادات منفردة ومتعددة لهذه الآحداث”. هذا ما قالو وليم لين كريغ أستاذ الفلسفة والباحث في مدرسة اللاهوت تالبوت. وقد شدّد على أننا ” لا نجد أثرا ليسوع الناصري غير الصانع للمعجزات، في أيّ من المصادر.”(12) هذا ينطبق حتى على المصادر الأربعة المستقلة التي تُقّر بها جمعاعة “سميناريسوع” المشككة، كمصادر لمتّي ومرقس ولوقا. (13)

بناءاًعلي ذلك، فإن معظم نُقّاد العهد الجديد – بمن فيهم الأكثر تشكيكاً- قد وجدوا أنفسهم مضطرّين إلى التسليم بأنّ يسوع قد قام فعلاً بالمعجزات. يعلّق وليم لين كريغ على هذا بالقول:” بغضّ النظر عما إذا كانوا يؤمنون بأنها معجزات حقيقية أم زائفة. فإنّ فكرة يسوع الناصري كصانع معجزات وطارد للأرواح الشريرة، هي جزء من شخصية يسوع التاريخية، وهي فكرة مقبولة بشكل عام لدي النقّاد في يومنا هذا”(14)

2- تضمين تفاصيل تاريخية يعطي مصداقية

     لقد لاحظ الدارسون كيف أنّ بعض المعجزات تسرد أحداثاً تاريخية بالتفصيل، وهذا يعطي مصداقية للرواية. مثلاً، ذكرُ اسم لعازر بالتحديد على أنه الشخص المُقام من الأموات، يتيح فرصة لمشككي القرن الواحد والعشرين بأن يتحققوا من الأمر بأنفسهم. كما أنّ روايات الأناجيل جليلة وبسيطة، تكاد تتشابه مع كتابات الصحافة في أسلوبها، وذلك خلافا للأحداث فوق الطبيعية والوهمية الموصوفة في الأناجيل المنحولة التي ظهرت لاحقا.”(15)

   وقد رأي الدارس ستيفن دايفس Stephen Davis   في قصة تحويل يسوع الماء إلى خمر، كيف ذُكرت فيها تفاصيل ليست في صالح يسوع. فمثلاً من الصعب تفسير اللغة القاسية التي استخدمها يسوع مع أمه. حتى إنّ سرد القصة بأكملها. يمكن أن يشجّع على اتهام يسوع بأنه كان شخصا سكّيرا ونهماً، كما ادّعي ذلك بعضهم (انظر متي 11: 19). إذا، من المستبعد أن تكون الكنيسة قد ألّفت قصة كهذه في عصور لاحقة. (16)

 3- القادة اليهود وأخصام يسوع أقرّوا بأنه فعل المعجزات

   يذكر الأصحاح الثالث من إنجيل يوحنا شخصّا فريسيًا اسمه نيقوديموس، وهو عضو في المجلس اليهودي الحاكم، وكيف قال ليسوع:”يا معلمّ، نعلم أنك قد أتيت من الله معلمّا، لأن ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل آن لم يكن الله معه” (يوحنا 3:2). هذا توكيد من خارج أتباع يسوع أنه كان معروفاً باجتراح المعجزات. كذلك دوّن بولس في 1كورنثوس 15: 7و 8 حقيقة أنه، وهو الذي كان مُضطهداً للمسحيين، مع يعقوب، الذي كان مشككاً في هوية يسوع، قد التقيا يسوع المُقام عجائبياً من الأموات، وأصبحا على إثر ذلك مقتنعين بألوهيته.

4- مصادر معادية من خارج الكتاب المقدّس تؤكد أنّ يسوع فعل المعجزات

   الكتابات اليهودية القديمة والمعروفة بالتلمود، تحوي بعض التعليقات الساخرة حول يسوع. ومع ذلك، فإنها تؤكد بعض الحقائق التاريخية الخاصة به، بما فيها أنه صنع أموراً خارقة وفوق طبيعية (مع أنّ التلمود يسعي لتشويه سمعة يسوع من خلال نسب قوّته هذه إلى “السحر”). (17)

كذلك أشار نورمان جايزلر Norman Geisler أن محمداً آمن بيسوع على أنه نبي وصانع معجزات ما في ذلك إقامة الموتى. ويضيف جايزلر:” هذا أمر مثير للاهتمام جداً، لأنه في القرآن عندما تحدي قوم من غير المؤمنين محمداً بأن يصنع معجزة، رفض، واكتفي بأن أمرهم بضروة قراءة سورة من القرآن.” (18)

وهناك حتى بعد الإشارات إلى أن جلادّ يسوع نفسه ربما قد شهد على قدرات يسوع الخارقة فوق الطبيعة.

إن عالم الدفاع المسيحي يوستينوس الشهيد Justin martyr يروي حو إلى العام 150م عن ” أعمال بيلاطس” وهي وثيقة رسمية يُقال إنها أُرسلت إلى روما، تشهد للصلب بالإضافة إلى معجزات شفاء عديدة كان قد قام بها يسوع. (19) ومع أنّ القيمة الدفاعية لتأكيدات يوستينوس هذه تبدو ضئيلة في أيامنا، بما أن التقرير الأصلي الذي كان قد أرسله بيلاطس، ان كان موجودا حقاً، لم يعد في المتناول حالياً، غير أنه لأمر رائع أن يقوم يوستينوس Justin بتشجيع قرّائه على مراجعة وثيقة أعمال بيلاطس هذه بأنفسهم للتحقّق من صحة أقواله. فلماذا يفعل ذلك لو لم يكن متأكّداً بأن كتابات بيلاطس ستدعم أقواله؟ (20)

 

5- القيامة المعجزية هي إحدى الأحداث من العالم القديم الأفضل دعماً ببراهين

بلغت عجائب يسوع ذروتها من خلال قيامته من بين الأموات بعدما أعدمه الرومان بطريقة وحشية. وكما تذكر الفقرة الأخيرة من هذا الفصل، عندنا أدلّة تاريخية جازمة للتأكيد على أنّ قيامة المسيح هي حدث حقيقيّ.

 

6- التفاسير البديلة لا تفي بالغرض

لقد حاول بعض النقّاد بافتراض بعض النظريات لدحض معجزات يسوع، ولكنها جميعها تنهار عند التدقيق فيها، فمثلاً، اقترح تشارلز تيمبلتون CHARLES TEMPLETON، أنّ معجزات يسوع الشفائية يمكن أن تكون مجرّد فعل تأثيرات سيكوسوماتية (21) قال غاري كولنز Gary Collins  وهو أستاذ جامعي في علم النفس لأكثر من عشرين سنة، إنه لا يمكنه نفي فكرة أنّ يسوع قد شفي البعض، من طريق بث فكرة ما في أذهانهم خلال ربطها بأفكار أخري، إلا أنّ هذا الاحتمال لا يمكن تطبيقه على جميع معجزاته. وفي مقابلة معه، قال:” إن حالات الشفاء السيكوسوماتية، تستغرق عادةّ وقتًا، أما شفاءات يسوع فكانت فورية. كما أنّ الذين شفوا من مرض نفسي، غالباً ما تعود وتظهر عليهم أعراض المرض بعد أيام قليلة، ولكننا لانري أي دليل لحصول ذلك مع الشفاءات التي قام بها يسوع. كذلك، شفي يسوع حالات مرضية مزمنة، كالعمي والبرص، وهي أمراض يصعب تفسير الشفاء منها بفعل نفسي. وفق كل هذا، فقد أعاد الموتى إلى الحياة. والموت ليس بحالة تتأثر بالعوامل النفسية! ويُضاف إلى ذلك معجزاته المتعلّقة بالطبيعة، كتهدئته البحر الهائج، وتحويله الماء إلى خمر. إنها معجزات تتحدّي التفاسير الطبيعية. (22)

كولنز على حقّ، إن تفاسير المذهب الطبيعي تعجز عن تفسير أبعاد معجزات يسوع مع طبيعتها وظروفها.  إلى ذلك. فإنّ الادّعاءات القائلة إنّ معجزات يسوع ماهي إلا أساطير مستوحاة من قصص رجال الآلهة الإغريق، أو قصص بعض الأتقياء من اليهود الأقدمين. هي ادّعاءات لا يمكنها الصمود حين يتمّ التدقيق بها. بعد دراسة أوجه الشبه وأوجه الاختلاف بين هذه القصص والأناجيل، قال غاري هابيرماس Gary Habermas “ لا يوجد برهان على أنّ القصص القديمة هي مصادر لما ترويه الأناجيل.” (23)

استنتاجي هو أنّ الرويات التاريخية المتعلقة بأعمال يسوع الشفائية الخارقة لجهة شفاء الأمراض، وطرجه الأرواح الشريرة، وسلطانه المدهش على الطبيعة هي روايات اصلية وموثوق بها، كما أنها تأكيد إضافي على هويّته كابن لله. يقول هابيرماس:” كل هذه الأدلة مجتمعة تشير إلى أنّ الأناجيل صادقة فيما ترويه عن اجتراح يسوع للمعجزات” (24)

 

هل اتم يسوع النبوّات المسيانية؟

  في مقابلة لي مع نورمان جايزل NORMAN GEISLER ومن مجموعة من الاقتباسات الوافرة التي لديه والصادرة عن المشككين، أخبرني عن إجابة العالم اللاأدري بيرتراند راسّل Bertrand Russell عندما سُئل عما يحتاج من براهين لكي يؤمن بوجود الله، أجاب:

    أعتقد أنني لو سمعت صوتاً من السماء يتنبّأ بما سيحدث لي خلال الساعات الأربع العشرين القادمة، بما فيها أحداث غير مرجّح أن تحدث على الإطلاق، وإن حدثت فعلاً هذه الأشياء، فعندها من الممكن أن أبدأ بالاقتناع بوجود، على الاقل، نوع من الذكاء الفائق للبشرية. يمكني أن أتخيّل المزيد منالبراهين المشابهة لهذه، والتي قد تقنعني، ولكن على حدّ علمي، هذه البراهين غير موجودة. (25)

وعندما طلب من جايزلر الرد على ما قاله راسُل، ابتسم وقال:” كنت سأقول له، يا سيد راسّل، لقد حدث أن جاء صوت من السماء. وتنبّأ هذا الصوت بالعديد من الأمور، وقد شاهدناها تتحقق من دون أدني شك.”(26)

   كان جايزلر يتلكمّ عن الطريقة العجائبية التي تنبّأ بها الأنبياء عن أحداث معيّنة وظروف تحققت بعد مئات السنين، في شخص المسيّا (الممسوح)، الذي سوف يخّلص إسرائيل والعالم. فحتي مشكّك متصلّب كراسّل يعلم أن التنبّؤ الواضح بحدوث أمور غير مرجّحة الحدوث، ومن ثم تتميم هذه النبوّات في المستقبل، وبشكل غير متوقّع، ما هو إلا أمر يحتاج تفسيره إلى وجود الله. وبالت إلى فإنّ النبوّات المتعلقة بالمسيا والتي تحقّقت في شخص يسوع الناصري، ماهي إلا براهين قوية على هويّته.

  يحتوي العهد القديم على كمية كبيرة من النبواّت الخاصة بمجئ المسيح. كما أنّ موسوعة ” بارتون باين للنبوّات الكتابية” Barton Payne’s Encyclopedia of Biblical Prophecy تلحظ مئة وإحدي وتسعين نبوّة من هذه النبوّات، في حين يذكر الدارس في جامعة أوكسفورد ألفريد إدرشايم Alfred Edersheim  أربع مئة نبوّة. ويري إدرشايم ” أن النقطة الأهم هنا هي أن نُبقي نصب عيوننا الحودة العضوية للعهد القديم، فنبوّاته ليست منعزلة بعضها عن بعض، بل تُظهر ملامح صورة نبوية كبري”(27)

كانت هذه النبوات، ومن دون شك، قد كُتبت قبل مئات السنين من ميلاد يسوع في بيت لحم. ويقول جايزلر في هذا الإطار ” حتى أكبر النقّاد الليبرايين يعترفون بأنّ الأسفار المتعلًقة بالنبوّات كانت قد اكتملت حو إلى الأربع مئة سنة قبل المسيح، وسفر دانيال في نحو عام 167 قبل الميلاد.” وتحدّث أيضاً عن وجود براهين قوية تشير إلى أن زمن كتابة معظم الأسفار يرجع إلى فترة أقدم بكثير من هذه، حتى إنّ بعض المزامير والنبوّات المبكرة ترجع إلى القرن الثامن والتاسع قبل المسيح. (28)

  وأشار جايزلر إلى أنّ مقطعًا واحدًا، وهو إشعياء 53: 2- 12، يتنبأ عن اثني عشر مظهرًا من مظاهر آلام المسيح. والتي تمّت بحذافيرها جميعها، فهو سيتعرض للرض ويكون رجل أوجاع، ويحيا حياة بؤس، وسوف يحتقره الناس، ويحمل أحزاننا. كذلك سيكون مضروبًا من الله، وسيُجرح من أجل معاصينا، ويُسحق من أجل آثامنا، ويتألّم كشاة، ويموت مع الأشرار، ويكون بارًا، ويُصلي من أجل الآخرين.

   إنّ معظم رجال الدّين اليهود في يومنا هذا، يرفضون التفسير القائل إنّ إشعياء 53 يرمز إلى المسيّا المنتظر. بل يصُرون على أنه يرمز إلى الأمة اليهودية. غير أنّ جايزلر قال في هذا الإطار:” كان من الشائع بين المفسّرين اليهود قبل المسيح، أن يعلّموا أنّ إشعياء يتكّلم هنا عن المسيّا اليهودي. ولم يبدأ رجال الدّين اليهود بتفسيره على أنه رمز لعذاب الشعب اليهودي، إلا بعد أن شرع المسيحيون الأوّلون في استخدام هذا النصّ كدليل قاطع في معرض الدفاع عن إيمانهم. النظرة القائلة إنّ كلام إشعياء يشير هنا إلى الشعب اليهودي، هي نظرة غير صائبة استناداً إلى قرينة النصّ.”(29)

   ومن جملة النبوّات البارزة الأخري المتعلقّة بالمسيح، والتي تحققًت جميعها في شخص يسوع، هي أنه سيولد من امرأة (تكوين 3: 15) تكون عذراء (إشعياء 7: 14)، من نسل ابراهيم (تكوين 12: 1- 3، 22 : 18)، من سبط يهوذا ( تكوين 49 :10 )، من بيت داود ( 2 صموئيل 7 : 12 – 16 )، في بيت لحم ( ميخا 5: 2). سيرُسل الله شخصا أمامه يمهد له السبيل (إشعياء 40: 3)، سُيطهر الهيكل (ملاخي 3: 1)، ” سيُقطع” بعد 483 سنة من إعلان إعادة بناء أورشليم عام 444 ق، م ( دانيال 9: 24- 27 )، سيُرفض( المزمور 118: 22 )، ستُثقب يداه ورجلاه ( المزمور 22: 16 )، سيطُعن في جنبه ( زكريا 12: 10 )، سيقوم من بين الأموات ( المزمور 16 :10)، سيرتفع  إلى السماء ( المزمور 68 : 18)، وسيجلس عن يمين الله( المزمور110: 1 ). (30)

إنّ التتميم الدقيق والحرف لكلّ هذا العدد الكبير من النبوّات المحدّدة، يشكل حجّة قوية ومقنعة في وجه النقاد الذين لطالما أثاروا مختلف الإعتراضات لمحاولة إنكارها. أكثر هذه الاعتراضات شيوعّا هي التالية:

قد تحققت هذه النبوّات في يسوع عن طريق الصدفة.  إنّ احتمالات تحقّق النبوّات في شخص يسوع من طريق الصدفة ضئيلة لدرجة تدعو إلى الدهشة. ففي الحقيقة، البروفسور بيتر ستونر  Peter Stoner الذي كان رئيس دائرة قسم العلوم في كلية وستمونت  Westmont college  في أواسط الخمسينات من القرن العشرين، قام بالعمل مع ست مئة طالبة على إيجاد أفضل تخمين حسابي لديهم، لاحتمال تحقّق ثماني نبوّات فقط من العهد الجديد، في شخص عاش في التاريخ حتى وقتنا الح إلى بعد جمع النبوّات الثمان معاً، قام ستونر باحتساب الاحتمال ليجده واحداً في مئة مليون بليون (31)  هذا الرقم يعادل عدد قطع الآجر المربعة، دات بعُد إنش ونصف اللازمة، إن أردنا رصف كلّ اليابسة على وجه الأرض.

   قد لا يوافق بعض الناس على التقديرات التي توصّ إليها طلاب ستونر في حساباتهم، حيث قد يصعب إدارج النبوّات تحت شكل كمّ محدّد، كما أنه قد تختلف أساليب التقييم المعتمدة. لذا قام ستونر بتحدّي المشككين بالإتيان بتقييماتهم الخاصة والتأكد من الأرقام بأنفسهم. ولكن عندما قمتُ بتفّحص النبوّات بنفسي، كان لابدّ لي أن أتّفق مع استنتاجات ستونر. إن احتمال تحقق هذه النبوّات التاريخية في شخص ما من طريق الصدفة، هو أمر بعيد المنال ويتعذر حدوثه.

“الاحتمالات تقول إنه من المستحيل على أيّ كان أن يحقّق نبوّات العهد القديم في شخصه. مع ذلك، فإنّ يسوع، ويسوع وحده عبر التاريخ بأكمله ــ نجح في تحقيق هذه النبوّات.” هذا ما قاله لويس لابيدس Louis Lapides ، الذي كان قد ترعرع في عائلة يهودية محافظة. وأصبح مسيحياً، ومن ثم قسيسًا بعد أن درس النبوّات (32)

لقد حقّق يسوع النبوّات عن قصد. ولئن كان بإمكان يسوع أن يُسيًر حياته في خطّ تحقيق بعض النبوّات، يبقي أنّ تحقيق الكثير منها كان سيفوق قدرته على السيطرة على الأمور كتحديد مكان ولادته، وسلسلة نسبه، وإقدام أحدهم على خيانته بثلاثين قطعة من الفضة، وطريقة إعدامه، وعدم كسر ساقيه على الصليب، وإقدام الجند على إلقاء قرعة على لباسه.

التفاصيل كان قد لفقها من كتبوا الأناجيل.  يحتجّ بعض النقاد قائلين إنّ الأناجيل غيّرت التفاصيل لإظهار أن يسوع حقق النبوّات، في حين أنه لم يفعل ذلك. ويقدّم لويس لابيدس دفاعه عن هذا الأمر قائلاً:” عندما كان يتمّ تناقل الأناجيل، كان لايزال العديد من شهود العيان على هذه الأحداث أحياء. وكان بوسع أحده أن يقول لمتُي:” أنت تعلم جيّدّا أنّ ذلك لم يحدث بهذه الطريقة. نحن نحاول أن نوصل رسلاة حياة برّ وأمانة، فلا تلوّثها بأكذوبة.”  إلى ذلك، سأل لابيدوس:” ما اللذي يجعل متّي يلفّق قصة تحقّق النبوّات، ثم يرضي طوعّا أن يموت في سبيل إنسان يعلم يقينّا أنه ليس المسيح المنتظر؟ وفق هذا كلهّ، فمع أنّ التلمود يشير إلى يسوع بطريقة تحط من قدره، غير أنه لا يدّع أبدّا أنّ تحقق النبوّات هو أمر قد جري تلفيقه زورًا.” (33)

     الأناجيل تخطئ في تفسيرها للنبوّات.  يُخبرنا متّي أنّ والدّي يسوع أخذاه إلى مصر، ومن ثمّ إلى الناصرة بعد موت هيرودس ” لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: من مصر دعوت أبني ” (متى 2: 15).

ولكنّ النقّاد يدّعون بأنّ نبوّة العهد القديم هذه. تخص أولاد إسرائيل عندما خرجوا من مصر في مرحلة الخروج. إنهم يرون في هذا. مثالاً على الخطأ في تفسير هدف الأنبياء، وذلك بقصد تلفيق كون النبوّات قد تحقّقت في شخص يسوع.

    يقول نورمان جايزلر:” إنّ العهد الجديد قام فعلاً بنسب مقاطع معيّنة من العهد القديم ليسوع، في حين أنها لم تكن بالضرورة تتنبّأ عنه مباشرة. يري العديد من الدارسين أنّ هذه الإشارات قد تحقّقت رمزياً في شخص المسيح …. بعبارة أخري، بعض الحقائق في المقطع يمكن أن تنطبق على شخص المسيح، حتى وإن لم تكن تتنبّأ عنه على وجه الخصوص. ويعتبر دارسون آخرون أنّ هناك معاني عامة في بعض مقاطع العهد القديم والتي تنطبق على إسرائيل والمسيح في آن، حيث كان لقب ” أبن ” الله يطلق على كليهما. وهذا ما يُعرف أجيانًا بأسم ” النظرة المرجعية المزدوجة للنبوّة “

لقد استطاع العديد منالوسطاء وبنجاح التنبؤ بأمور المستقبل.  إنّ دراسات متعمقة للسجلات المتسلسلة للوسطاء الروحيين، والممتدّة من نوستراداموس Nostradamus إلى جين ديكسون Jeane Dixon تُظهر، وعلي عكس النبوّات الكتبابية، أنها في غاية الغموض وأحياناً متناقضة، وغالباً ما تكون كاذبة. يُذكر عن ديكسون أنها تنبّأت عن انتخاب جون كيندي  John Kennedy رئيساً عام 1960، ولكنّ الناس نسوا أنها لاحثّا تنبّأت أن ريتشارد نيكسون Nixon Richrad  سيفوز ايضّا! وقد أظهرت إحدي الدارسات الخاصة بنبوّات خمسة وعشرين وسيطا روحيّا أنّ 92% من نبوّاتهم جاءت خاطئة تمامّا، وذلك على عكس أنبياء الكتاب المقّدس الذي هم أبدّا على حق. (35)

إنّ التتميم المعجزي للنبوّات القديمة في شخص يسوع، يبقي واحدًا من أقوي الحجج فعالية في إثبات هويّته. ومن يدققّ في تفحّص هذا السجل، يجد أنه لا يمكن تجاهل هذه التنبّؤات ببساطة. إنّ أحد الأمثلة المفضلة لدي يتعلّق بالدكتور بيتر غرينسبان dr. peter greenspan ، وهو طبيب توليد نسائي يهودي، ومدرّس في إحدي كليات الطب، كملما ازدادت قراءاته للنقّاد الذين يحاولو مهاجمة النبوّات، ازداد من جراء ذلك إدراكه للعيوب التي تشوب حُججهم . استنتج غرينسبان بتهكّم:” أعتقد أنني آمنت بـ” يشُوا” (يسوع) من خلال قراءتي لما كتبه النقّاد عنه.”(36)

 

هل قام يسوع من بين الأموات؟

  عندما يُطلب من المسيحيين أن يقدّموا برهانًا على أنّ إيمانهم مبني على الحقائق بدلاً من الأساطير أو الأمنيات، يشيرون فورًا إلى قيامة يسوع، جي، أي باكر J. I. paker  البروفسيور المتقاعد في كلية ريجينت  Regent College، يري أنّ الأسباب وراء ذلك هي عديدة وفي غاية الأهمية:

إنّ حدث القيامة. كما يؤكدّون، يبرهن ألوهة يسوع، ويصادق على تعاليمه، ويشهد على إتمام عمله الكفاري عن الخطايا، ويُثبت سيطرته الحالية على الكون، ورجوعه ثانية كديّان. كما أنه يؤكد لنا أنّ عفوه الشخصي وحضوره وسلطانه على حياة الناس اليوم واقع وأمرّ حقيقي، ويضمن لكلّ مؤمن الحصول على جسد جديد ممجّد عند القيامة في العالم العتيد (37)

  في ضوء كلّ  ما يتوقف على حقيقة قيامة يسوع من الأموات، فإنه لمن المشّجع معرفة أنّ هذا الحدث الفوق طبيعي هو موثّق وبشكل كامل في السجلات التاريخية. فحتي المشكك سابقاً، السير ليونيل لاكهو  Sir Loionel Luckhoo  صاحب لقب المحمامي الأكثر نجاحاً في العالم، بحسب كتاب غينيس للأرقام القياسيةن فقد أجبر على استخلاص مايلي بعد دراسة معمّقة للدلائل:” أنا أصرّح، بما لا يرقي إليه شكّ، بانّ الأدلة على قيامة يسوع المسيح هي ساحقة، لدرجة أنها تفرض علينا قبولها بحجّة البرهان والدليل. وهذا لايترك أي مجال للشكّ إطلاقًا.” (38)

تبدأ الأدلة بموت يسوع من طريق جّلده الوحشي وصلبه. والأدلة تُكذب النظريات القائلة إنه لربما كان قد أغمي عليه على الصليب، ثم أنعشه لاحقًا هواء القبر البارد.” إنه لمن الوا ضح أنّ الأدلة التاريخية والطبية تشير إلى أنّ يسوع كان قد مات حتى قبل أن يُطعن في جنبه” هذا ما أشارت إليه إحدي مقالات المجلة المرموقة،” مجلة جمعية الطب الأمريكية “Journal Of The American Medical Association  ثم يضيف المقال:” وبناء على ذلك، فإن التفاسير القائمة على افتراض عدم موت يسوع عليالصليب، تُعارض علم الطب الحديث.” (39)

وعلي الرغم من الاقتراح الذي يقدّمه جون دومينيك كروسان  John Dominic Crosan ضمن وثيقة جيننغز ( انظر الصفحة 166) والذي مفاده أنّ جسد يسوع كان على الأرجح قد تُرك على الصليب” ليفسد وتأكله الغربان والكلاب”، فإن الدارس الليبرالي الراحل جون أي تي روبنسون john  A. T. Robinson  من جامعة كامبردج، رأي أنّ حدث دفن يسوع يُعتبر واحدا من أبكر الحقائق المتعلقة بيسوع وأكثرها توثيقا”(40)

لقد تمّ شرح القضية المؤيّدة لقيامة يسوع من الأموات، وبالتفصيل. في العديد من الكتب والمجلات العلمية. غير أنّ النقاط الأربع التالية تعطي لمحة شاملة كما قال وليم ليم كريغ عن” السبب الذي يجعل صنف التشكيك الذي يعرب عنه أعضاء جمعية ” سمينار يسوع”… لا يُخفق في تمثيل الرأي الذي يُجمع عليه الدارسون فحسب، بل حتى يبدو غير مبرّر.  إلى حد كبير.” (41)

 

قصص مبكرة: شهادة التاريخ الجديرة بالثقة

      يرجع تاريخ أقدم تقرير عن قيامة يسوع إلى وقت قريب جداً من الحدث نفسه، بحيث لا يمكن أن يكون قد تأثر سلبا، وبالت إلى فقد موثوقيته بفعل دخول الأساطير إليه. وفي 1كورنثوس 15: 3 -8، يدوّن بولس الرسول عقيدة في غاية الأهمية، والتي كانت تُتلي بين أوساط جماعة المسيحيين الأولين، هذه العقيدة تؤكد علي:

   أن المسيح مات من أجل خطايا حسب الكتُب. وأنه دفن، وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب. وأنه ظهر لصفا ثم للاثني عشر. وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمئة أخ أكثرهم باق إلى الآن. ولكن بعضهم قد رقدوا. وبعد ذلك ظهر ليعقوب، ثم للرُسل أجمعين، وآخر الكل كأنه للسّقط ظهر لي أنا.

   يعتقد دارسون كثُر ينتمون إلى تيارت لاهوتية مختلفة. أنّ تاريخ هذه العقيدة ينحصر بين فترة السنتين إلى الثماني سنوات، التي تلت قيامة يسوع، عندما استلمها بولس إمّا في دمشق أو في أورشليم وقد قال الخبير في حدث القيامة غاري هيبرماس  gary habermas ” أؤيد العلماء القائلين إن بولس تسلمّ هذه العقيدة بعد ثلاث سنوات من تحوّله  إلى المسيحية. عندما كان في رحلة إلى أورشليم و…. حصل عليها مباشرة من شاهدي العيان بطرس ويعقوب بالذات.” (42)

  إنّ العديد من الروايات في أعمال الرسل 1-5، 10 و13 تتضمن أيضا بعض العقائد التي تقدّم معلومات باكرة جدّا عن موت المسيح وقيامته. ويشير الدارس جو دراين  John Drane إلى أنّ” الدليل الأكثر قدمّا الذي في حوزتنا عن القيامة يعود، وبالتأكيد،  إلى الزمن الذي تلي الحدث مباشرة.” ويتابع: ” وهوالدليل المتضمّن في اولي عظات سفر أعمال الرسل.. فممّا لا شكل فيه أنّ كاتب الأصحاحات الأولي من أعمال الرسل قد احتفظ بمعلومات استقاها من مصادرة مبكرة جداً.”(43)

    إلى ذلك، هناك دلائل تشير إلى انّ البشير مرق أتي بقصة آلام المسيح من مصدر مبكر جداً، كتب قبل السنة السابعة والثلاثين الميلادية، أي بعد أربع سنوات فقط على قيامة يسوع. (44)  إن هذه التقارير من الصفوف الأمامية للتاريخ، مقونة بروايات الأناجيل الأخري والموثوق بها، تقضي على الجدال القائل إنّ قصة قيامة يسوع ما هي سوي أسطورة تطوّرت بفعل مرور عقود على حياته.

 

قبر فارغ: بالإجماع. الجسد المفقود

      حقيفة القبر الشاغر، المبلّغ عنها صراحة أو ضمنّا ف يالمصادر المبكرة لإنجيل مرقس، وفي عقيدة الأصحاح الخامس عشر لرسالة كورنثوس الأولي، هيو حفيقة يُسلم بها الجميع. ولا حتى السلطات الرومانية أو القادة اليهود ادّعوا بأن القبر كان ما زال يحوي جسد يسوع. بل كانوا مجبرين على اختلاق القصة السخيفة القائلة إن التلاميذ، وعلى الرغم من عدم توفّر الدافع أو الفرصة، قد سرقوا الجسد، وهي نظرية لا يعتقد بها حتى أكثر النقاد تشكيكاً في يومنا هذا.

   مصداقية القبر القارغ، تأتي لتعزّزها حقيقة أنه اكتُشف فارغاً من قبل مجموعة نساء. واللواتي كانت تُعتبر شهادتهن غير جيدرة بالثقة في عُرف الثقافة اليهودية للقرن الأول، حتى إنهنّ لا يستطعن أن يشهدن في محكمة قانونية. ” الإقرار بهذا الأمر، لا بدّ أنه شكل إرباكا للتلاميذ”، هذا ما لحظه وليم لين كريغ ثم تابع يقول:” ولو كانت هذه القصة أسطورة لعمد التلاميذ، بكل تأكيد إلى طمسها.” وقد استشهد كريغ بحقيقة مقنعة أخري:” كان موقع قبر يسوع معروفا لدي المسيحيين واليهود على حدّ سواء. فإن لم يكن القبر فارغا. لبات من المستحيل على حركة قائمة على الإيمان بالقيامة، أن تتواجد في المدينة نفسها التي أعدم فيها هذا الرجل علانيةّ ودُفن.”(45)

 

شهادة شهود عيان: أن أري، يعني أن أؤمن

       الأمر لا يقتصر فقط على حقيقة القبر الفارغ، لوكن العهد الجديد يدوّن لنا أنّ يسوع، وعلى امتداد أربعين يومّا، ظهر حيّا أكثر من عشر مرات مختلفة ولأكثر من خمسمئة وخمسة عشر فرداً: لرجال ونساء، لمؤمنين ومشككين، لأناس ذوي عقول صلبة ولآخرين من أصحاب القلوب الرقيقة، لجماعات ولأفراد، تارة في اماكن مغلقة وطورًا في العراء وفي وضح النهار.

      تدون لنا الأناجيل أن يسوع بعد قيامته تكّلم مع الناس، أكل معهم، حتى إنه دعا أيضا أحد المشككين إلى وضع إصبعه في المكان الذي أحدثه المسمار في يديه، وإلى جعل يده داخل مكان طعنة الحربة في جنبه، ليتأكدّ من أنه هو يسوع نفسه. لقد كانت هذه التجربة مغيّرة لحياة توما، حتى إنه ظل ينادي بحقيقة قيامة المسيح إلى حين مماته بشكل عنيف في جنوب الهند، كما نفهم من سجلات تاريخ الكنيسة.

    قام الدارس سي. إتش دوود  C. H. Dodd  من جامعة كامبردج بتحليل دقيق للمراجع التاريخية. وهكذا خلص إلى القول إنّ العديد من هذه الظهورات مبنيّ على مصادر مبكرة جداً. بما في ذلك لقاء يسوع مع النسوة في متي 28: 8 – 10، ولقاؤه مع الرسل الأحد عشر في متي 28: 16- 20، ولقاؤه مع التلاميذ في يوحنا 20: 19 – 23 (46)

   ادّعي النقاد بأنّ هذه الظهورات هي من نتاج هلوسة أو ” تفكير جماعي” حيث يُقنع أناس بعضهم بعضًا برؤية أمور غير موجودة. غير أنّ علماء النفس صرفوا النظر عن هذا الاحتمال من خلال تبيان حقيقة أن الهلوسة هي حدث فردي، ولا يمكن أن يختبره مجموعة من الناس معاً، كما أنّ الظروف حينها لم تكن مؤاتية لحدوث نظرية ” الفكر الجماعي.”(47) إلى ذلك، إن كان الرسل والتلاميذ قد تخيّلوا فقط ظهور يسوع لهم حيّا، فأين ذهبت الجثة؟

  أمّا الاقتراحات القائلة إنّ يسوع المُقام من بين الأموات مأخوذة من الأساطير التاريخية عن آلهة يموتون ويقومون، فتمُني بالفشل بدورها حين يُنظر إلى هذه القصص الأسطورية ضمن قرينتها الصحيحة كونها تعبّر عن دورة الطبيعة، حيت تموت المحاصيل في الخريف وتعود إلى الحياة في الربيع. ” فإن قمنا بمقارنة هذا مع وصف يسوع المسيح في الأناجيل، نج

 أننا نقف هنا أمام أمور تاريخية بحته. وما من أوجه شبه بينها وبين ما يُفترض أنه قصص كان يا ما كان”(48)

هذا ما يقوله غريغوري بويدGerogory Boyd مؤلف كتاب ” فيلسوف حكم يشكك في نوايا الناس أم ابن الله ” cynic Sage Or Son Of God  ويقدم اللاهوتي والمؤرخ كارل براتين Carl Braaten الملاحظة التالية:” حتى أكثر المؤرخين تشكيكا يوافثون على أنّ قيامة يسوع من بين الأموات كانت حدثا تاريخيا حقيقيا في نظر المسيحيين الأولين، وأساسا لإيمانهم، وهذا الحدث ليس بفكرة خرافية من نسج خيال المؤمنين آنذاك”(49)

 

نشوء الكنيسة: ملء فراغ في التاريخ

    لقد لاحظ جي بي مورلاند  J. P. Moreland  أنّ تحويل يوم العبادة لدي يهود القرن الأول، من يوم السبت  إلى يوم الأحد، كان يحتاج  إلى حدث عظيم كقيامة يسوع من الأموات، بالإضافة أيضًا  إلى تخلّيهم عن نظام تقديم الذبائح لمغفرة الخطايا والتزامهم قوانين موسي كوسيلة لإرضاء الله، واعتناقهم مبدأ الثالوث الأقدس. فالذين كانوا قد أبدؤوا الكنيسة الأولي، خاطروا بفعلهم كل هذا إذ عرّضوا أنفسهم ليصبحوا منبوذين اجتماعياً، وبحسب اللاهوت اليهودي، تُطرح أرواحهم في جهنم.

   ” كيف يمكن لشئ مثل هذا أن يحدث؟” يسأل مورلاند. ثم يضيف:” إنّ حدث القيامة يقدّم التفسير العقلاني الوحيد.” (50)

    وهذا يصل بنا إلى الاقتباس الشهير من سي. إف. دي مولF. D. Moule، وهو دارس في العهد الجديد من جامعة كامبردج:” إن كان ظهور الكنيسة، وهي ظاهرة غير قابلة للإنكار ويشهد لها العهد الجديد، ينشئ فجوة في التاريخ، فجوة بحجم القيامة، فبماذا يقترح المؤرخون العلمانيون أن نملأ هذه الفجوة؟”(51)

   لنتأمل في بعذ من أكثر الأمثلة تطرّفا، والذي يشهد على التغيير الجذري الذي طرأ على حياة أحدهم بعد حدث القيامة. يعقوب كان ميالاً إلى التشكيك في يسوع عندما كان لا يزال على قيد الحياة. كذل شاول الطرسوسي كان مضطهدا للمسيحيين. فما الذي كان بإماكانه، غير التقائهما المسيح المُقام من بين الأموات. أن يغيّر حياتهما ليصبحا من قادة الكنيسة الأولي، ومستعدين أن يقدّما حياتهما فداء إيمانهما بأنّ يسوع هو ابن الله؟ أما بالنسبة إلى تلاميذ يسوع، فتحوّلوا من الانكماش خوفاً بعد موت يسوع، إلى التبشير فجأة بجرأة وبسلطان بأنّ يسوع برهن أنه الله بنصرته على القبر.

” إنالتغيير الجذري في سلوك التلاميذ بعد القيامة، هو خير دليل على القيامة”. يقول توما س سي أودن Thomas C. Oden. من جامعة درو Drew University  ويضيف:” لابدّ من وضع بعض الفرضيات لإيجاد تفسير عقلاني لتحوّل التلاميذ هذا من أتباع ينوحون على المسيح المصلوب، إلى أولئك الذين قلبت عظاتهم عن القيامة كيان العالم رأسّا على عقب. لم يكن ليحدث هذا التغيير، حسب شهادة الكنيسة، من دون الرب المُقام من بين الأموات.”(52)

   عندما أتأمّل شخصيًا في سؤال يسوع، ” من تقولون إني أنا؟” (متي 16: 15)، سرعان ما تتبادر غلي ذهني هذه الخطوط العريضة الخمسة من الأدلة: مصداقية العهد الجديد، فهمُ يسوع وإداركه الكامل لحقيقة ذاته، عجائبه، إتمامه للنبوّات، وقيامته من الموت. ما حدث واضح بالنسبة لي. يسوع هو شخصّ حقيقي ّمن التاريخ، شخص قد حفظت لنا الأناجيل بكل أمانة كلماته المبكّتة والمعزّية وأعماله المدهشة والرقيقة. وهو شخص لم ير نفسه من منظار سام، إلهي ومسيّاني فحسب، ولكنه أيضّا حقّق جميع الصفات التي تجعل من الله أن يكون هو الله.

    يسوع هو صانع معجزات، وشاف محبّ للعمي والعُرج، وهو من جاءت أعماله الخارقة للطبيعة لتنذر بقدوم ملكوت الله. إنه المسيح الذي طال انتظاره، والذي قدّم الله من خلاله الخلاص والرجاء لشعبه وللعالم بأسره. وهو الرب المُقام من بين الأموات، من قبرُه الفارغ أعطي أتباعه الثقة الراسخة بأنه كما انتصر هو على القبر، سينتصرون هم أيضًا.

   إن كنت تبحث عن الحقّ الروحي، فرجائي هو أن تتفحّص بإمعان هذه الأدلة بنفسك، ومن ثمّ أن تتحلي بالشجاعة الكافية لتتّخذ موقفّا منها بقبولك يسوع كغافر لخطاياك وقائد لحياتك. وإن كنت مسيحيًا، فأنت أيضا لديك مهمة في انتظارك، أن تُعلن ما هو حق في يسوع، وأن تدافع عنه، وأن تشارك الآخرين فيه، وأن تحافظ على هذا الحق، وأن تنقله إلى الأجيال القادمة. وكما صاغ جي بي فيلبس  J. P. Phillips كلمات 2 كورنثوس 4: 6 ضمن ترجمته الخاصة به، التي تُبرز بقوة مدي غني معانيها ” الله، الذي كان أولاً قد أمر النور بأن يُشرق في الظلمة، قد غمر قلوبنا بنوره، حتى نتمكنّ من إنارة الناس بمعرفة مجد الله، كما نراه في وجه المسيح “

 

اسئلة للتأمل والمناقشة

  1. إن ادّعي أحدهم بأنه ابن الله، فما هي الأدلة التي تطلبها لتتمكن من الوثوق بما يزعم به؟ برأيك، ما مدي فعالية معجزات يسوع، إتمامه للنبوّات، وقيامته من الأموات كدليل لإثبات هويته؟ أي ّ من هذه الدلائل الثلاثة تجدها الأكثر إقناعًا؟ لماذا؟

  1. كان التلاميذ في موقع فريد يخوّلهم معرفة إن كان يسوع قد قام حقًا من الأموات أم لا، وكانوا على استعداد أن يموتوا من أجل اقتناعهم بأنه قام. هل تستطيع أن تفكّر في شخص مافي التاريخ كان مستعداً أن يموت، بمحض إرادته واقتناعه، من أجل كذبة؟ كم يجب أن تتيقن من معتقد ما لتصبح على استعداد أن تقدم حياتك من أجل هذا المعتقد؟ إلى أي حدّ ستتحقق من صحة أمر ما إن كنت ستبني حياتك عليه؟ ماذا يخبرك هذا عن مدي اقتناع التلاميذ بصحة شهادتهم؟

  1. أيّ سبب آخر، غير قيامة يسوع، بإماكنه تفسير حقيقة القبر الفارغ، والمشاهدات العديدة ليسوع الذي كان ميتًا والتعيير الجذري في سلوك التلاميذ؟ كيف سيردّ على نظريتك الدارسون الذين تم اقتباسهم في هذا الفصل؟ إن كانت القيامة حدثّا حقيقيًا، فماذا يعني ذلك لك أنت شخصيا.

  1. John Scott, Basic Christianity (Downers Grove, lll.: lnterVarsity Press, 1964), 26.
  2. Carl Sagan, Cosmos (New York: Ballantine, 1993), 4.
  3. Charles Templeton, Farewell to God (Toronto: McClelland & Stewart, 1996), 21.
  4. Richard Dawkins, “Snake Oil and Holy Water” (available at http: //www.fo rbes. com/asap /99/ 1004.235. htmI).
  5. John Dominic Crossan, Jesus: A Revolutionary Biogrophy (San Francisco: HarperSanFrancisco, 1994), 95.
  6. Robert W. Funk, Roy W. Hoover, and the Jesus Seminar, the Five Gospels (San Francisco: HarperSanFrancisco, 1993), 2.
  7. For a summary of these arguments, see Norman L. Geisler, Baker Encyclopedia of Christian Apologetics (Grand Rapids: Baker; 1999) , 276-83. For twenty arguments in favor of God’s existence, see Peter Kreeft and Ronald K. Tacelli, Handbook of Christian Apologetics (Downers Grove, lll.: lnterVarsity Press, 1994), 48-88

.8. Geisler,  Boker Encyclopedia of Christian Apologefics, 450

  1. Gary Habermas, The Historical Jesus (Joplin, Mo.: College Press,1996).
  2. R. T. France, “The Gospels as Historical Sources for Jesus, the Founder of Christianity,” Truth 1 (1985): 86.
  3. Cited in Lee Strobel, The Case for Christ (Grand Rapids: Zondervan, 1998), 27.
  4. Cited in Lee Strobel, The Case for Faith (Grand Rapids: Zondervan, 2000), 68-69.
  5. See Michael J. Wilkins and J. P. Moreland, eds., Jesus Under Fire: Modern Scholarship Reinvents the Historical Jesus (Grand Rapids: Zondervan, 1995), 129.
  6. Cited in Lee Strobel, The Case for Faith, 68.
  7. See Wilkins and Moreland, Jesus under Fire, 131.
  8. See: Stephen T. Davis, “The Miracle at Cana: A Philosopher’s Perspective,” in David Wenham and Craig Blombereg, eds., The Miracles of Jesus (Sheffield: JSOT, 1986), 429, cited in Wilkins and Moreland, Jesus under Fire, 131.
  9. See Sanhedrin 43a.
  10. Cited in Lee Strobel, The Case for Faith, 136.
  11. See Gary Habermas, The Verdict of History (Nashville: Nelson, 1988), 107.
  12. The Acts of Pilate to which Justin Martyr referred is not the same as the apocryphal work by that name – a fictitious piece written centuries after Pilate lived, but which unfortunately has been cited by some well-meaning but ill-informed Christians as being authentic.
  13. Templeton, Farewell to God, 112
  14. Cited in Lee Strobel, the Cose for Christ, 149
  15. Cited in Wilkins and Moreland, Jesus under Fire, 133.
  16. Cited in Wilkins and Moreland, Jesus under Fire, 134

 

  1. Bertrand Russell, “What Is an Agnostic?” Look magazine, 3 November 1953, cited in Strobel, The Case for Faith, 141.
  2. Cited in Strobel, The Case for Faith, 141.
  3. Alfred Edersheim, the Life and Times of Jesus the Messiah (Grand Rapids: Eerdmans, 1972), 160
  4. Norman L. Geisler and Ronald M. Brooks, When Skeptics Ask (Wheaton, lll.: Victor, 1990), 115
  5. Geisler, Baker Encyclopedia of Christian ApoIogetics, 611.
  6. Geisler and Brooks, When Skeptics Ask 114-15.
  7. See Peter W. Stoner, Science Speaks (Chicago: Moody Press, 1969).
  8. Cited in Storbel, The Case for Christ, 183.
  9. Cited in Storbel, The Case for Christ, 184.
  10. Cited in Storbel, the Case for Faith, 135
  11. Geisler, Baker Encyclopedia of Christian Apologeh’cs, 615
  12. Cited in Ruth Rosen, ed., Jewish Doctors Meet the Great Physician (San Francisco: Purple Pomegranate, 1997), 34.
  13. Gary Habermas and Antony Flew; Did Jesus Rise from the Dead? (San Francisco: Harper & Row, 1987), xi.
  14. Cited in Ross Clifford, ed., The Case for the Empty Tomb: Leading Lawyers Look at the Resurrection (Claremont, Calif.: Albatross, 1991), 112.
  15. Cited in William D. Edwards et al., “On the Physical Death of Jesus Christ,” Journal of the American Medical Association (21 March 1986): 1463.
  16. John A. T. Robinson, The Human Face of God (Philadelphia: Westminster, 1973), 131, cited by William Lane Craig in Will the Real Jesus Please Stand Up. A Debate between William Lane Craig and John Dominic Crossan (Grand Rapids: Baker, 1998), 27.
  1. Cited in Wilkins and Moreland, Jesus Under Fire, 165.
  2. Cited in Strobel, The Case for Christ, 230.
  3. John Drane, Introducing the New Testament (San Francisco: Harper & Row, 1986), 99.
  4. See Strobel, The Case for Christ, 220.
  5. Cited in Strobel, The Case for Christ, 220.
  6. See Strobel, The Case for Christ, 234.
  7. See Strobel, The Case for Christ, 238-40.
  8. Cited in Strobel, The Case for Christ, 121.
  9. Carl Braaten, History And Hermeneutics, vol. 2 of New Directions in Theology Today, ed. William Hordern (Philadelphia: Westminster, 1966),78. 50. J. P. Moreland, Scaling the Secular City (Grand Rapids: Baker, 1987), 179-80.
  10. C. F. D. Moule, the Phenomenon of the New Testament (London: SCM, 1967), 3.
  11. Cited in John N. Akers, John H. Armstrong, and John D. Woodbridge, gen. eds., This We Believe (Grand Rapids: Zondervan, 2000), 108-9.