الرد على محمود داود

يوميات إرهابي هارب 20 طبيعة نوح هي كطبيعة آدم قبل السقوط ونحن أبناء نوح ولدينا هذه الطبيعة فما حاجتنا للفداء؟

يوميات إرهابي هارب 20 طبيعة نوح هي كطبيعة آدم قبل السقوط ونحن أبناء نوح ولدينا هذه الطبيعة فما حاجتنا للفداء؟

يوميات إرهابي هارب 20 طبيعة نوح هي كطبيعة آدم قبل السقوط ونحن أبناء نوح ولدينا هذه الطبيعة فما حاجتنا للفداء؟

يوميات إرهابي هارب 20 طبيعة نوح هي كطبيعة آدم قبل السقوط ونحن أبناء نوح ولدينا هذه الطبيعة فما حاجتنا للفداء؟
يوميات إرهابي هارب 20 طبيعة نوح هي كطبيعة آدم قبل السقوط ونحن أبناء نوح ولدينا هذه الطبيعة فما حاجتنا للفداء؟

 

نعود إليكم أحبائنا متابعي فريق اللاهوت الدفاعي بطرح فكرة جديدة للمدعو “ميمو” في سلسلة “يوميات إرهابي هارب”؛ يحاول ميمو في هذه الفكرة أن يؤكد على أن طبيعة نوح وبنيه قد عادت لذات الطبيعة الأولى لآدم قبل الخطية، أي صارت طبيعة نقية أو لم تتغير أصلاً (لم يحدد)، حسناً، ما هي أدلتك يا عبقري الزمان؟ يرد ميمو ويخبرنا بثلاث دلائل، وهم:

  • أن الرب قال “1 وبارك الله نوحا وبنيه وقال لهم اثمروا واكثروا واملأوا الارض 2 ولتكن خشيتكم ورهبتكم على كل حيوانات الارض وكل طيور السماء. مع كل ما يدبّ على الارض وكل اسماك البحر قد دفعت الى ايديكم (تكوين 9: 1، 2)” فنوح قد باركه الله، وآدم قبل السقوط باركه الله.
  • الله قال لنوح أن يثمروا ويكثروا ويملأوا الأرض، وهو ما قاله لآدم قبل السقوط.
  • الله قال لنوح أن خشيتهم ورهبتهم ستكون على كل حيوانات الأرض وطيور السماء، وهذا ما يفهمه ميمو أنه مطابق لما قاله الرب لآدم حين قال ” نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا. فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الارض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الأرض (تكوين 1: 26)”، وبالتالي فهذا يدل على أن طبيعة نوح هي ذات الطبيعة التي كانت لآدم قبل السقوط، وبالتالي فنحن أولاد نوح البار وليس آدم الخاطيء!

ولكي نحلل ونفند هذا المنطق الذي لا منطق فيه، نقول:

أولاً: لو إفترضنا صحة كل ما قاله، بخصوص الثلاث تشابهات، فما علاقة أن الله يبارك شخص وأن يدعوهم للإكثار والإثمار وأن يدعوهم للتسلط على الحيوانات بعودة الطبيعة الأولى لآدم؟ فمع فرض جدلي بأن هذه التشابهات كلها صحيحة، وأنها كلها كانت لآدم قبل السقوط، فهذا كله يدعو للقول بان هذه الصفات مشابهة لصفات آدم، فما علاقة الطبيعة؟، كيف يمكننا التدليل بدليل عملي أنه حتى وإن صح كلامه جدلاً في التشابهات الثلاثة، فلا علاقة هنا بأن طبيعة نوح صارت كطبيعة آدم؟ عن طريق الشيء الذي عرفه آدم عندما أكل من الشجرة وأخطأ، فآدم وحواء قد علما أنهما عريانان، وخجلاً، ولم يكونا يعرفان ما هو الإستخدام الطبيعي الجنسي للأعضاء التناسلية، فهل كان نوح وزوجته لا يعرفان أيضاً؟ وهل كان أولادهما وزوجاتهم لا يعرف أي منهم هذا؟ وهل صاروا عرايا جميعاً بلا خجل؟ بالطبع لا وحتى اليوم، فمن هنا نعرف أنخ حتى لو إفترضنا جدلاً وتنزلاً صحة ما قاله بخصوص هذه التشابهات، فهى لا يمكن أن ترتبط كشاهد للطبيعة غير الفاسدة، والشيء الذي يؤكد هذا أيضاً، ويبينه بجلاء، هو ان كل هو موت كل من نوح وإمرأته وأبناءه وإلى يومنا هذا يموت كل البشر، والموت كان عقوبة للعصيان، والعصيان يدل على فساد الطبيعة بالخطية، فأين حجتك يا ميمو؟

ثانياً: بعد أن تناولنا الفكرة في حالة قبولها كما هي ورددنا عليها، نقوم الآن بتفصيل الثلاثة تشابهات الوهمية وبيان خطأ إعتقاده في كل منها، فالفكرة الأولى هي أن الرب قد بارك نوح وبارك آدم! ولا أعلم حقيقة ما المشكلة أو ما الذي يدل عليه هذه البركة؟ ألم يبارك الرب إلا نوح وآدم؟ الكتاب المقدس يذكر كثيرا أن الرب بارك كثيريين! فهل كل منهم أصبحت له طبيعة غير فاسدة؟ هل يقول بهذا عاقل؟ وكأمثلة على مباركة الرب لأشخاص غير آدم ونوح، فلنقرأ الشوهد التالية: (تكوين 25: 11؛ 2: 3؛ 30: 30؛ 39: 5؛ )، ( صموئيل الثاني 6: 11)،(أخبار الأيام الأول 13: 14)، فمن قال أن البركة تؤدي إلى تحويل الطبيعة الفاسدة إلى طبيعة نقية!!؟ هل قال بهذا عاقل؟ فنجد في سفر التكوين نفسه، وفي قصة الخلق نفسها أن الرب يبارك كل ذوات الانفس الحية الدبّابة وكل طائر ذي جناح (راجع: تكوين 1: 21) فهل يوجد هنا أيضاً حسب التفكير الميمَوي طبيعة تغيرت ويعيدها الله أم هذا كان دليل على صلاح هذه الطبيعة مثلا؟، أما عن الفكرة الثانية وهى المتعلقة بأن الرب قال لهما أن يثمروا ويكثروا ويملأوا الأرض، فقد قالها الرب لآدم ونوح، وفي الحقيقة لا أعلم كيف يفهم ميمو، بل لا أعلم ما هو مستوى فهمه! فآدم قيل له هذه العبارة لأنه كان أول إنسان على الأرض فدعاه الرب للإكثار لكي يملأ الأرض لأنها كانت خاوية، ونوح بعد الطوفان لم يكن إلا هو وعائلته، فقال له الرب ذات العبارة لأنه يعتبر أب البشرية الثاني مجازياً لأنه بدأ حياة جديدة بلا بشر آخرين إلا عائلته، فمن الواضح سبب قول هذه العبارة وهو الدعودة للإثمار في الأرض وإكثار عدد البشر! فما علاقة هذا بطبيعة نوح؟ بل أن الغريب أن هذه الوصية لآدم كما بينّا سابقاً قالها له الرب بعد السقوط، وليس قبله، لان آدم لم ينجب في الجنة ولا كان يعرف الإستخدام الجنسي للأعضاء التناسلية أصلا، فكيف ينجب!!؟ وميمو بنفسه إستخدم هذه الحجة في جزء آخر من كلامه عندما تحدث عن أن “الكتاب المقدس يفرق بين إصطلاح “الجنة” وإصطلاح “الأرض””، فهل يناقض نفسه كعادته؟ أم أنه يستخدم حججه الشخصية الخاطئة في نقض حججه الشخصية الخاطئة الأخرى؟ هذه العبارة وشبيهتها لا علاقة له بتغيير طبيعة، بل هي تشير فقط لإعمار الأرض والإصلاح فيها، فقد قال الرب في ذات السفر والأصحاح وفي نفس النص (تكوين 1: 21) لكل ذوات الانفس الحية الدبّابة وكل طائر ذي جناح “اثمري واكثري واملإي المياه في البحار. وليكثر الطير على الارض”، فهل هذا أيضاً دليل على أن هذه الكائنات أصحاب طبيعة ليست بخاطئة؟ الحقيقة أن البركة هي بركة للإكثار والإثمار، ولهذا وجدناها تتكرر مع آدم ونوح ومع البحريات والطيور، وكلها تتعلق بإكثار العدد!، وهذا هو ما قاله الرب لنوح عندما خرج لبناء حياة جديدة على هذا الكوكب الأرضي حيث قال “وكل الحيوانات التي معك من كل ذي جسد الطيور والبهائم وكل الدبابات التي تدب على الارض اخرجها معك. ولتتوالد في الارض وتثمر وتكثر على الارض“، فهل يكف ميمو عن هذه الأفكار التافهة؟، أما عن الفكرة الثالثة وهي بخصوص التسلط على الحيوانات، فمن جهة، النصين لا علاقة بينهما، النص الخاص بآدم يتكلم عن التسلط، والنص الخاص بنوح يتكلم عن الرهبة والخوف! فما العلاقة بينهما؟، سنتنازل جدلاً ونقول أن النصين متطابقين، وأنهما بالفعل يتكلم عن صلاح الطبيعة البشرية، فهل يشهد الواقع الإنساني عبر التاريخ أن الإنسان لم يتسلط على الحيوانات بعد خطية آدم وحواء؟ الحقيقة، الجواب هو: نعم، فبوجود حيوانات مفترسة وسام ويخشاها الإنسان تسقط نظرية ميمو، فهل خوف الإنسان من الحيوانات وقتل الحيوانات للإنسان هو دليل على تسلط الإنسان على الحيوانات؟

ثالثا: الكتاب يؤكد “هكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ اخطأ الجميع (رومية 5″ 12)” و “الجميع زاغوا وفسدوا معا. ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد (رومية 3: 12)”، فها هو الكتاب المقدس يؤكد أن الجميع قد أخطأ، وأن الجميع قد فسد، وأن الموت قد إجتاز إلى جميع الناس، فإذن، نوح البار قد إجتاز إليه الموت وقد أخطأ وقد فسد، فكيف يستثني ميمو نوحاً من الخطاة بإستخدام كلمة “بار”؟، ولنرد على معنى كلمة “بار” التي قيلتك على نوح نجعل الكتاب المقدس نفسه يخبرنا عن ماهية هذا البر، قنجد الكتاب المقدس نفسه يخبرنا ” كان نوح رجلا بارا كاملا في اجياله”، فهنا الكمال والبر هو كما وبر نسبي في أجيال نوح، أي مقارنة بأجياله الخاطئة التي أفناها الرب، ولا يعني هذا البر المطلق لنوح او لغيره، فهذا خرف من تخاريف ميمو!.