الرد على محمود داود

يوميات إرهابي هارب 23 هل يقول الرب ولا يفعل؟ «إني أرحم من أرحم وأتراءف على من أتراءف»

يوميات إرهابي هارب 23 هل يقول الرب ولا يفعل؟ «إني أرحم من أرحم وأتراءف على من أتراءف»

يوميات إرهابي هارب 23 هل يقول الرب ولا يفعل؟ «إني أرحم من أرحم وأتراءف على من أتراءف»

يوميات إرهابي هارب 23 هل يقول الرب ولا يفعل؟ «إني أرحم من أرحم وأتراءف على من أتراءف»
يوميات إرهابي هارب 23 هل يقول الرب ولا يفعل؟ «إني أرحم من أرحم وأتراءف على من أتراءف»

 

نعود إليكم أحبائنا متابعي فريق اللاهوت الدفاعي بطرح فكرة جديدة للمدعو “ميمو” في سلسلة “يوميات إرهابي هارب”؛ الفكرة التالية لميمو، وهى ليست ببعيدة عن سابقتها ولكن خصصت لها نقطة منفردة لأن الخطأ هنا مختلف، فلم أُرد أن أتكلم عنها في عجالة وسط الكلام عن النقطة السابقة، الفكرة هي أن الله قال:

Rom 9:15  لأنه يقول لموسى: «إني أرحم من أرحم وأتراءف على من أتراءف».

Rom 9:16  فإذا ليس لمن يشاء ولا لمن يسعى بل لله الذي يرحم.

Rom 9:20  بل من أنت أيها الإنسان الذي تجاوب الله؟ ألعل الجبلة تقول لجابلها: «لماذا صنعتني هكذا؟»

وبغض النظر عن تفسير النص، فهذه النصوص لا علاقة لها بالموضوع الذي يتكلم فيه ميمو!، حيث أن ميمو إقتبس هذه النصوص للتدليل على أن الرب يرجع في كلامه ويتراءف على من يتوب حتى لو قال أنه سيعاقبه! فميمو يقتبس من الكتاب المقدس كما يقتبس من القرآن، وهذا خطأ، لأن القرآن نزل منجماً، أي مفرقاً، وكان لكل نص فيه سبب للنزول، لكن الكتاب المقدس لم يكتب منجماً بل كل سفر تمت كتابته فيه أفكار رئيسية في سياق معين يكون الكاتب يقصد الحديث عنه في عدة آيات أو أصحاحات أو أسفار كاملة عن موضوع واحد، لذا فالسياق هام جدا في الكتاب المقدس وليس إقتطاع النصوص من أي سياق لتخدم سياقك، وليتها تخدم، على كلٍ، كان السياق الذي فيه هذا النصوص لا علاقة له بآدم ولا بالطبيعة ولا بالخطية ولا بأي مما نتكلم فيه في موضوعنا، كان موضوع هذا الأصحاح عن “إختيار الله” لإنسان دون إنسان وأمة دون أمة، فبولس الرسول هنا بروعته يعرض الأمر في صورة محاججة بين الإنسان والله، وهذه النصوص الثلاثة تحديدا لو قرآناها في سياقها سيتضح المعنى لحضراتكم، فرجاء قراءة الأصحاح كاملاً، بولس الرسول هنا يناقض قضية الإختيار للأمة لا يكون بناء على صلاحها، بل بحسب قصد وتدبير الله، وبحسب الدعوة وليس بحسب البر الذاتي، فيناقض قضية اليهود في دعوتهم لانفسهم أنهم أولاد إبراهيم، فيقول أن هذا ليس هو فكر الله، لأن إبراهيم له نسل آخر في إسماعيل، ولكن لكي يثبت قصد الله بالإختيار والدعوة، فقد ثبتت دعوة الله لإسحاق فقال ” بإسحاق يدعى لك نسل” ويزيد القديس بولس في هذه القضية فيقول أن حتى قبلما تلد رفقة يعقوب أو عيسو، وقبل أن يفعل أي منهما خيرا أو شرا، إختار الله يعقوب، ثم يقوم بتعميم هذه القصة على إختيار الرب للأمم ليكون كل العالم هو “شعب الله” وليس فقط اليهود هم “شعب الله المختار” فإن هذه القضية كانت تقلق اليهود في أيام المسيح أيضا عندما قالوا له “لنا أب واحد وهو إبراهيم” فمازالوا يفتخرون بهذا…إلخ، فما علاقة هذه القضية بقضية أن الإله يرجع في كلامه أو يفعل ما يريد في أن يتراجع عن كلامه!! القضية هنا عن الإختيار للأمم ليدخلوا ضمن شعب الله، ولا علاقة لها بالعقوبة على خطية أو الرجوع في الكلام!! فمن أين أتى ميمو بهذا الخرف الذي قاله؟ بل أن الكتاب المقدس نفسه يؤكد ان الرب لا يتغير! وأنه لا يرجع في كلامه أبداً، والأغرب من هذا أن ميمو نفسه بكونه محاوراً يعرف جدا هذا النص الذي يقول هذا صراحة فهو يستخدم النص في أغراض أخرى سنرد عليها في حينها، وهذا النص هو:

 Num 23:19  ليس الله إنسانا فيكذب ولا ابن إنسان فيندم. هل يقول ولا يفعل؟ أو يتكلم ولا يفي؟

Psa 89:34  لا أنقض عهدي ولا أغير ما خرج من شفتي.

فالكتاب يسأل مستنكرا: هل يقول ولا يفعل أو يتكلم ولا يفي؟ وسأكتفي بهذين النصين على الرغم من وجود نصوص كثيرة تتكلم عن عدم تغير الرب، فأين ميمو من هذه النصوص؟

  1. الفكرة التالية لميمو هي ذاتها الفكرة قبل السابقة، ولكن هنا هو يركز أكثر على “موتا تموت” حيث انها مشابهة لما قاله الرب لآدم، فلذلك فهي لها أهمية عند ميمو، يقول النص:

Eze 33:14  وإذا قلت للشرير: موتا تموت! فإن رجع عن خطيته وعمل بالعدل والحق,

Eze 33:15  إن رد الشرير الرهن وعوض عن المغتصب وسلك في فرائض الحياة بلا عمل إثم, فإنه حياة يحيا. لا يموت.

فيقول هنا ميمو، أن الإله هنا يذكر نفس ما قاله لآدم “موتا تموت” ويذكر أيضاً أنه حتى لو قال له “موتا تموت” ولكن الشرير رجع عن شره وعمل بالعدل والحق ورد الرهن وعوض عن المعتصب وسلك في فرائض الحياة بلا عمل إثم فأنه يحيا ولا يموت، فعلى الرغم من قول الرب له أنه يموت، فأنه برجوعه فأنه لم يمت!، وللرد نقول:

أولا: الإله هنا قال القانون، وهو ان الشرير سيموت في هذه الحالة إلا إذا رجع عن شره وتاب، لكن أين قال الله هذا الكلام لآدم؟ في هذه المرة يذكر قانون وهذا القانون، فيه عقاب للخطية ومكافئة للتوبة، لكن مع آدم كان هناك عقاب للخطية فقط، بدون أن يخبره الرب بأنه لو رجع وتاب فسيغفر له الرب هذا، وهذا كما قلنا لأن الخطية ليست هي المشكلة في قصة آدم بل المشكلة هي الطبيعة نفسها، ولهذا جاء الرب وأخذ طبيعتنا لكي يحيها من موتها بلاهوته الحي دائماً وإنتصر بلاهوته على الموت القابع في جذور الجسد الإنساني عبر تجسده وإتحاده بالناسوت، فبإتخاذه جسد وتوحيده مع لاهوته بغير إنفصال ولا إفتراق ولا إستحالة ولا إمتزاج ولا تغيير، قد إتحد مع كل الجنس البشري وأقامهم من الموت بكونه “رئيس الحياة”، فالمشكلة ليست في الخطية ولهذا لم يكن الحل في التوبة، المشكلة في الطبيعة ولهذا كان الحل هو التجسد، لكن هل سيأتي يوما على ميمو ويعرف هذا الكلام الموجود في كتب الآباء أم سيظل دائما على جهله بل يزيده جهلا آخر؟

ثانيا: النص نفسه يقول “إذا قلت للشرير”، فهنا من الواضح ان هذا القانون وهذا السماح عند التوبة إنما هو لشخص شرير أصلاً، بمعنى أنه يكون شرير ثم يتوب، لكن هذا لم يكن الحادث مع آدم، فآدم لم يكن شريراً لكي يكون هنا الحكم متطابق كما يفهم ميمو، بل كان آدم بطبيعة لم تعرف الخطية، ولهذا فإن التغيير حادث في الطبيعة ولهذا فإن العلاج كان في الطبيعة، وليس في الخطية والتوبة عنها، فلهذا، الله عندما يسامح ويغفر فهو يغفر لخطاة بالفعل لهم طبيعة فاسدة، وليس لأشخاص بغير طبيعة فاسدة ثم فسدوا! فالفرق كبير!