الردود على الشبهات

نبوءات القديس متَّى بين الوحي والتلفيق، الرد على شبهة “تلفيق القديس متى لنبوة

نبوءات القديس متَّى بين الوحي والتلفيق، الرد على شبهة “تلفيق القديس متى لنبوة 

نبوءات القديس متَّى بين الوحي والتلفيق، الرد على شبهة “تلفيق القديس متى لنبوة 

نبوءات القديس متَّى بين الوحي والتلفيق، الرد على شبهة "تلفيق القديس متى لنبوة
نبوءات القديس متَّى بين الوحي والتلفيق، الرد على شبهة “تلفيق القديس متى لنبوة

 

يقدم أخينا المسلم إعتراضاً على نبوة القديس متى 2: 6 التي يقول فيها:

Mat 2:1   ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام هيرودس الملك إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم

Mat 2:2   قائلين: «أين هو المولود ملك اليهود؟ فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له».

Mat 2:3   فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع أورشليم معه.

Mat 2:4   فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم: «أين يولد المسيح؟»

Mat 2:5   فقالوا له: «في بيت لحم اليهودية لأنه هكذا مكتوب بالنبي:

Mat 2:6   وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل».

وتتلخص إعتراضاته في الآتي:

  1. متى لم يذكر مكان النبوة بالتحديد.
  2. متى دلس وغير كلمة “متسلط” وجعلها “مدبر”.
  3. لا يمكن أن يكون المسيح متسلط لأنه سيموت.
  4. المسيح لم يزر بيت لحم أي مرة بعد ولادته فيها.
  5. هل كان المسيح ملكً لإسرائيل؟

ونضيف عليها:

  • مسيانية النبوة عند اليهود أنفسهم.

الإعتراض الأول: يذكر صاحب الشبهة أن متى لم يذكر مكان النبوة، وهذا يعني أنه يظن أن الأسفار على أيام القديس متى كانت بهذه الأسماء الموجودة حاليا وكان لها التقسيم الموجود حالياً، وهذا غير صحيح، فالتقسيم الرئيسي في هذا الوقت يقسم ما نسميه اليوم “العهد القديم” إلى ثلاثة أقسام رئيسية وهم: التوراة (توراة)، الأنبياء (نبييم)، الكتابات (كتوبيم)، وأخذوا الحرف الأول من كل كلمة لتكون: ت ن خ(ك)، وهي الكلمة التي ننطقها اليوم: تناخ.

فلم يكن عند اليهود إستخدام أسماء الأسفار كما اليوم وكانت الإستشهادات تتم بالطريقة التي إستخدمها القديس متى، فلم يكن له أن يقول إن هذه النبوة مذكورة في سفر ميخا، ولكن لأن سفر ميخا هو من ضمن قسم “الأنبياء” فقد قال “مكتوب بالنبي”، ومن هنا يتضح لنا عدم معرفة الأخ المعترض المسلم بأساسيات بسيطة يعرفها كل باحث.

 

الإعتراض الثاني: يتلخص هذا الإعتراض في أن القديس بدَّلَ ما قاله سفر ميخا لكي يتناسب مع المسيح، فيقول المعترض أن القديس متى كتب “لأن منك يخرج مدبر” بينما ذكر ميخا ” الذي يكون متسلطا على إسرائيل” (ميخا 5: 2)، فيقول إن القديس متى إستبدل كلمة “متسلطًا” بكلمة “مدبر” لكي يتهرب من أن المسيح لم يكن متسلطاً على شيء! ولهذا كتبها “مدبر”! وفي الحقيقة أن هذا الإعتراض يظهر بجلاء مستوى بحث الإخوة المسلمين، فالأخ المسلم المعترض يبني كل إعتراضه على ترجمة الفانديك العربية، وتحديداً على إختلاف اللفظ المترجم إلى “مدبر” عن اللغظ المترجم إلى “متسلط” فطالما: “مدبر” غير “متسلط” فهو إذن تحريف من القديس متى لتلفيق النبوة وجعلها على مقاس الرب يسوع! وربما لا يعرف هذا الشخص أن ميخا النبي لم يُكتب بالعربية، ولا هكذا إنجيل متى! بل الأول بالعبرية والثاني باليونانية، فكيف يقارن لفظة من هنا ومن هناك باللغة العربية؟! حقا لا أعرف، ولكن، لو رجعنا للفظة العبرية التي إستخدمت في سفر ميخا سنجدها מוֹשֵׁ֖ל ولو رجعنا للفظة اليونانية المستخدمة في إنجيل متى سنجدها ἡγεμόσιν، فكيف لا يلجأ لمقارنة معنى الكلمة العبرية بمعنى الكلمة اليونانية؟! كيف يقارن كلمتان عربيتان هما في الأصل ترجمة لكلمتين غير عربيتين؟ لو أردنا معرفة معاني الكلمتين سنجد الكلمة العبرية تعني: يحكم، يتسلط، يملك، يتحكم، يكون له السيادة..إلخ[1]، وهكذا نجد عندما نبحث عن معاني الكلمة اليونانية التي إستخدمها متى الرسول، فنجد أن معناها: يحكم، يتسلط، يملك، يتحكم، يكون له السيادة..إلخ[2]، ومن هنا نعرف أن القديس متى إستخدم كلمة يونانية لها ذات المعنى الذي للكلمة العبرية في سفر ميخا، فمن هذا الذي قال أن القديس متى غير المعنى من “يتسلط” إلى “يدبر”؟! الكلمة العبرية واليونانية تحمل كلا المعنيين!

الإعتراض الثالث: لم يكن تسلط المسيح تسلطاً دنيوياً، ولم يكن تسلطه بأن يكون ملكاً أرضياً، بل أنه رد ذات مرة عليهم وقال لهم “مملكتي ليست من هذا العالم”، فلم يقل لهم أني لست ملكا، أو ليست لي مملكة، بل قال لهم أن مملكته ليست من هذا العالم، فقد أثبت أن له مملكة ولكنها ليست من هذا العالم، وعندما أرادوا أن يختطفوه ليجعلوه ملكاً، ذهب إلى الجبل وحده، فالسيد المسيح هو صاحب السلطان الأبدي الأزلي على الكون كله، فنحن لدينا نصوص حرفية صريحة تقول بأن سلطان المسيح وملكه سيكون أبدي:

Luk 1:33  ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية».

Heb 1:8  وأما عن الابن: «كرسيك يا ألله إلى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك.

Heb 13:21  ليكملكم في كل عمل صالح لتصنعوا مشيئته، عاملا فيكم ما يرضي أمامه بيسوع المسيح، الذي له المجد إلى أبد الآبدين. آمين.

Rev 11:15  ثم بوق الملاك السابع، فحدثت أصوات عظيمة في السماء قائلة: «قد صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه، فسيملك إلى أبد الآبدين».

Dan 7:14  فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض.

Rev 5:12  قائلين بصوت عظيم: «مستحق هو الحمل المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة».

Rev 5:13  وكل خليقة مما في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض، وما على البحر، كل ما فيها، سمعتها قائلة: «للجالس على العرش وللحمل البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى أبد الآبدين».

فكل هذه النصوص تؤكد أن رُسل المسيح يشهدون أن للمسيح مُلك، بل وأنه ملك أبدي، فكيف يقول أخينا المسلم أن القديس متى أبدل الكلمة بكلمة أخرى لان المسيح لن يتسلط؟ فكما أوضحنا أن القديس متى لم يغير شيء وأن المسيح هو المتسلط لأنه هو الله فعلاً.

الإعتراض الرابع: في هذا الإعتراض يتأكد لنا أن الأخ لا يجيد قراءة اللغة العربية، فإعتراضه هو أن هذه النبوة لا تنطبق على المسيح بسبب أن السيد المسيح لم يزر بيت لحم ولا مرة بعد ميلاده! وللرد عليه، وبغض النظر عن زيارات المسيح، هل قالت النبوة أن المسيح سيولد في بيت لحم أم أنه سيزور بيت لحم مرات بعد مولده؟ النبوة تقول “اما انت يا بيت لحم …. فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على اسرائيل”، فالنبوة، إذاً، تتحدث عن ميلاده في بيت لحم، وليس عن عودته إليها مرة أخرى، فبغض النظر عن كونه عاد أو لم يعد إلى بيت لحم، فالنبوة تحققت فقط بميلاده، فيبطل من هنا إعتراض الأخ المسلم.

الإعتراض الخامس: هل كان المسيح ملكًا لإسرائيل؟ لنضرب أمثلة أن المسيح يسوع هو ملك إسرائيل، لقد قال نثنائيل لليسوع المسيح:

Joh_1:49  فقال نثنائيل: «يا معلم أنت ابن الله! أنت ملك إسرائيل!»

فماذا كان رد السيد المسيح له المجد عليه؟ لقد رد عليه الرب وقال له:

Joh 1:50  أجاب يسوع: «هل آمنت لأني قلت لك إني رأيتك تحت التينة؟ سوف ترى أعظم من هذا!»

فالرب يسوع المسيح أسمى هذا الإعتراف الذي قاله نثنائيل بـ”الإيمان” ولم يذكر له مثلا أنه ليس ملك إسرائيل أو خلاف ذلك، مما يؤكد أن الرب يسوع هو المسيح ملك إسرائيل، وليس هذا فحسب، بل أن جمع غفير عندما دخل المسيح أورشليم قبل صلبه، فإنهم قابلوه بسعف النخل والأغصان:

Joh 12:13  فأخذوا سعوف النخل وخرجوا للقائه وكانوا يصرخون: «أوصنا! مبارك الآتي باسم الرب ملك إسرائيل!»

وقد أكد القديس يوحنا على هذا بإحضار النبوة الخاصة به حيث قال:

Joh 12:15  «لا تخافي يا ابنة صهيون. هوذا ملكك يأتي جالسا على جحش أتان».

إذن، فالمسيح يسوع هو ملك إسرائيل، لكن وكما أخبرنا، بانه ليس ملك أرضي.

  • مسيانية النبوة عند اليهود أنفسهم.

لم يكن إقتباس القديس متى لنبوة ميخا وتطبيقها على يسوع المسيح عملاً مخالفا لما كان مستقراً عند اليهود أنفسهم، إذ أن القديس متى حسب ميلاده هو يهودي أيضاً، ولو قرأنا ما قاله اليهود أنفسهم عن نبوة ميخا سنتأكد من هذا، ومن هنا نعرف أنه طالما إعترف المرء أن يسوع هو المسيح فهذه النبوة حتما تنطبق على المسيح، ويتبقى للأخ المسلم أن يتعب قليلاً ليفهم النبوة لا أن يعارض فقط.

  • يقول ترجوم يوناثان بن عوزيئيل للأنبياء في ميخا 5: 1:

תרגום יונתן בן עוזיאל לנביאים (מיכה ה:א) וְאַת בֵית לַחַם אַפרָת כִזעֵיר הֲוֵיתָא לְאִתמְנָאָה בְאַלפַיָא דְבֵית יְהוּדָה מִנָך קֳדָמַי יִפֹוק מְשִיחָא לְמִהוֵי עָבֵיד שוּלטָן עַל יִשרָאֵל דִשמֵיה אֲמִיר מִלְקַדמִין מִיֹומֵי עָלְמָא.

 

والذي ترجمته:

وأنت بيت لحم أفراته صغيرة لتكوني معدودة ضمن ألوف بيت يهوذا، منك يخرج لي المسيح ليكون متسلطًا على إسرائيل، الذي اسمة مذكور منذ القديم منذ أيام الأزل.

 

  • وفي متسودات داڤيد، على ميخا 1:5:

מצודת דוד, מיכה ה א ממך לי יצא: ומ”מ יצא לי ממך מלך המשיח להיות מושל בישראל.

 

والذي ترجمته:

منك يخرج لي: ومنك يخرج لي الملك المسيح ليكون حاكم في إسرائيل.

  • وفي تفسير رابي داڤيد بن يوسف كمحي (ردا”ك)، ميخا 1:5:

רד”ק, מיכה פרק ה א אתה בית לחם צעיר להיות באלפי יהודה, אעפ”י שהיית צעיר באלפי יהודה, ממך לי יצא שופט להיות מושל בישראל וזהו המלך המשיח. ופירוש להיות להיותך נמנע בערי אלפי יהודה צעיר עתה כנגדם ואע”פ כן ממך יצא לי המשיח, כי מזרע דוד שהיה מבית לחם יהיה וזהו שאמר ומוצאתיו מקדם מימי עולם.

 

والذي ترجمته:

وأنت بيت لحم صغيره ان تكوني بين ألوف يهوذا، ولكن على الرغم من كونك صغيرة بألوف يهوذا، منك يخرج لي قاضي ليكون حاكم في إسرائيل وهذا هو الملك المسيح. ومعنى كونك غير معدودة لأنك صغيرة الآن بينهم ولكن على الرغم هذا منك يخرج لي المسيح، لأنه من نسل داود الذي من بيت لحم سيكون ولهذا قيل مخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل.

 

[1] راجع:

Warren Baker, The Complete Word Study Dictionary: Old Testament (Chattanooga, TN: AMG Publishers, 2003, c2002), 683.

James Swanson, Dictionary of Biblical Languages With Semantic Domains: Hebrew (Old Testament), electronic ed. (Oak Harbor: Logos Research Systems, Inc., 1997), DBLH 5440.

Wilhelm Gesenius and Samuel Prideaux Tregelles, Gesenius’ Hebrew and Chaldee Lexicon to the Old Testament Scriptures, Translation of the Author’s Lexicon Manuale Hebraicum Et Chaldaicum in Veteris Testamenti Libros, a Latin Version of the Work First Published in 1810-1812 Under Title: Hebräisch-Deutsches Handwörterbuch Des Alten Testaments.; Includes Index. (Bellingham, WA: Logos Research Systems, Inc, 2003), 517.

Ernst Jenni and Claus Westermann, Theological Lexicon of the Old Testament (Peabody, MA: Hendrickson Publishers, 1997), 689.

William Lee Holladay, Ludwig Köhler and Ludwig Köhler, A Concise Hebrew and Aramaic Lexicon of the Old Testament. (Leiden: Brill, 1971), 219.

James Strong, The Exhaustive Concordance of the Bible: Showing Every Word of the Text of the Common English Version of the Canonical Books, and Every Occurrence of Each Word in Regular Order., electronic ed. (Ontario: Woodside Bible Fellowship., 1996), H4910.

Robert L. Thomas, New American Standard Hebrew-Aramaic and Greek Dictionaries: Updated Edition (Anaheim: Foundation Publications, Inc., 1998, 1981), H4910.

[2] راجع:

Spiros Zodhiates, The Complete Word Study Dictionary: New Testament, electronic ed. (Chattanooga, TN: AMG Publishers, 2000, c1992, c1993), G2232.

Barclay Moon Newman, A Concise Greek-English Dictionary of the New Testament. (Stuttgart, Germany: Deutsche Bibelgesellschaft; United Bible Societies, 1993), 80.

James Swanson, Dictionary of Biblical Languages With Semantic Domains: Greek (New Testament), electronic ed. (Oak Harbor: Logos Research Systems, Inc., 1997), DBLG 2450, #2.

Henry George Liddell, Robert Scott, Henry Stuart Jones and Roderick McKenzie, A Greek-English Lexicon, “With a Revised Supplement, 1996.”, Rev. and augm. throughout (Oxford; New York: Clarendon Press; Oxford University Press, 1996), 763.

H.G. Liddell, A Lexicon: Abridged from Liddell and Scott’s Greek-English Lexicon (Oak Harbor, WA: Logos Research Systems, Inc., 1996), 347.

James Strong, The Exhaustive Concordance of the Bible: Showing Every Word of the Text of the Common English Version of the Canonical Books, and Every Occurrence of Each Word in Regular Order., electronic ed. (Ontario: Woodside Bible Fellowship., 1996), G2232.

Robert L. Thomas, New American Standard Hebrew-Aramaic and Greek Dictionaries: Updated Edition (Anaheim: Foundation Publications, Inc., 1998, 1981), H8674.