الرد على محمود داود

يوميات إرهابي هارب 24 الكتاب المقدس يشهد بأن إله العهد القديم هو الله وهكذا يشهد للآب

يوميات إرهابي هارب 24 الكتاب المقدس يشهد بأن إله العهد القديم هو الله وهكذا يشهد للآب

يوميات إرهابي هارب 24 الكتاب المقدس يشهد بأن إله العهد القديم هو الله وهكذا يشهد للآب

يوميات إرهابي هارب 24 الكتاب المقدس يشهد بأن إله العهد القديم هو الله وهكذا يشهد للآب
يوميات إرهابي هارب 24 الكتاب المقدس يشهد بأن إله العهد القديم هو الله وهكذا يشهد للآب

 

يبدأ ميمو محاضرته بفكرة حمقاء، وهي أن إله العهد القديم هو يهوه، ويهوه في العهد القديم قد أعلن عن نفسه، وأعلن الكتاب المقدس أنه هو الإله، فما كان من ميمو إلا أنه إستخدم خاصية البحث في الكتاب المقدس عن عبارة “أنا الله” في العهد القديم، ثم أتى ببعض النصوص التي يقول فيها الكتاب المقدس “أنا الله”، ومن هنا إنتهى ميمو إلى أن إله العهد القديم قد أعلن عن نفسه أنه هو الله، ثم بعد هذا قال أن النصارى يقولون أن إله العهد القديم هو إله العهد الجديد وهو الثالوث، ثم بدأ بفصل كل أقنوم ليبحث عن نصوص تعلن ألوهية كل أقنوم منفرداً، وهذا كله لكي يقول أن الله في العهد القديم أعلن الكتاب عنه أنه الله حرفياً، وهكذا أيضاً الآب حرفياً، فقد أعلن عنه أيضاً الكتاب أنه الله، لكن بخصوص الإبن والروح القدس، فلم يعلن عنهما الكتاب أنهما الله!

وسنتحدث عن هذا في النقاط التالية، لكن ما أود الإشارة إليه هنا هو أن أوضح أن إله العهد القديم أعلن كثيراً أنه الله لأنه كان بصدد تأسيس أُمّة وشعب خاص له من بين الشعوب الوثنية الباقية، وهذا الشعب بدأه من إبراهيم ثم إسحق ثم يعقوب ثم الأسباط… إلخ، وهذا الأمر من الأمور شديدة الوضوح في الكتاب المقدس، ويلاحظها كل قاريء في سفر التكوين في ظهورات الله للآباء إبراهيم وإسحق ويعقوب، فميمو يتخيل أن الله لديه عقدة نقص، أو أن الله إله يحب أن يتباهى أمام من خلقهم بأنه الله، ولهذا يجب ان يقول دائماً وكثيراً: أنا الله، أنا الله، أنا الله!! وكأن الله طفلاً صغيراً حاشاه من كل هذا!، فالإله يعلن عن نفسه لسبب، وليس لكي يتابهى بنفس! ولكن، بنفس منطق ميمو السقيم، فلو فرقنا الثالوث وجزأناه إلى ثلاثة كيانات مختلفة، فأيضاً لن نجد أي أقنوم منهم قال عن نفسه “أنا الله”، ولا ذُكرت أصلاً في العهد الجديد هذه اللفظة بهذا التركيب! فعلى مبدأ ميمو، يكون العهد الجديد لم يعلن عن الله، هذا إن كانت هذه هي الصيغة الوحيدة المقبولة لدى ميمو!

الخطأ الثاني لميمو في هذه المحاضرة، أنه بدأ بتقسيم الأقانيم، فهذا الآب وهذا الإبن وهذا الروح القدس، ثم بدأ بالبحث بشكل منفصل عن ألوهية كل منهم، فبدأ بالبحث مثلاً عن لفظ “الله الآب” ثم قال إنه موجود 14 مرة في العهد الجديد، ثم قال إنه لا يوجد ولا مرة “الله الإبن” أو “الله الروح القدس”، وهذا من الجهل الشديد، لماذا؟ لأنه بمجرد أن يعلن الكتاب المقدس أن الآب هو الله، فقد أعلن تلقائياً أن الإبن والروح القدس هو الله أيضاً، فالإبن والروح القدس لا ينفصلا عن الآب، فهو آب للإبن وباثق للروح القدس على الدوام، كما أن الإبن في الآب والآب في الإبن، ليس هذا فحسب، بل أن إعلان ألوهية أي أقنوم من الثلاثة، هو إعلان لألوهية الثلاثة أقانيم، لأن الأقانيم من ذات الجوهر الإلهي الواحد، فليس الغرض تأليه أقنوم دون الآخر، بل الغرض إعلان ألوهية طبيعة أقنوم، والتي هي نفسها طبيعة الأقنومين الآخرين، فالآب دائماً وأزلاً وأبداً والد للإبن بلا فارق زمني، والآب دائماً وأزلاً وأبداً باثق للروح القدس، فالإبن والروح القدس ليسا خارجين عن ذات الإله الواحد، بل في وحدة معه في الطبيعة الإلهية.

ثم، من قال أن الإبن لم يعلن عنه صراحة أنه “الله”؟ هذا من جهل ميمو!، فمثلاً في يوحنا 1: 18، يقرأ النص النقدي ” الإله الوحيد الذي هو في حضن الآب” بدلا من “الإبن الوحيد الذي هو في حضن الآب”، حيث جاء النص اليوناني النقدي μονογενὴς θεὸς، والتي تترجم إلى “الإله الوحيد”، أو “الله الإبن الوحيد” أو “الله المولود الوحيد” حيث قد إعتمدتها UBS4 و UBS5 وNA27 و NA28، فإن كان الإبن هو الإله الوحيد وذُكر عنه أنه “الله” صراحة، فكيف يقول ميمو ما قال، هذا بالإضافة إلى أعمال الرسل 20: 28، والتي قيل فيها “لترعوا كنيسة الله التي إقتناها بدمه”، فمع أن الله روح، وليس جسد، وهو بالطبع ليس له دم بحسب طبيعته اللاهوتية الروحية، إلا أن المقصود هو الله الإبن بحسب جسده، ومع ذلك قال عنه النص صراحة “الله”، ليس هذا فحسب، بل أيضاً يهوذا 5، فحسب النص النقدي لـ UBS5 و NA28، وحسب أدق وأقدم وأفضل الشواهد النصية فإن النص يقرأ “ان يسوع بعدما خلّص الشعب من ارض مصر اهلك ايضا الذين لم يؤمنوا” بدلا من “ان الرب بعدما خلّص الشعب من ارض مصر اهلك ايضا الذين لم يؤمنوا”، فمع أن يسوع هو إسم للإله المتجسد، إلا أنه، كما قلنا سابقاً، بسبب الإتحاد الفائق الوصف بين الطبيعتين، فيتم إستخدام لقب “إبن الله” الذي يدل حسب الظاهر على اللاهوت في الإشارة للأمور الناسوتية، ولقب “إبن الإنسان” الذي يدل حسب الظاهر على الناسوت، في الإشارة للأمور اللاهوتية، وهنا أيضاً، يقول النص “يسوع” والمقصود في النص هو زمن العهد القديم، أي المقصود هو إله العهد القديم، يهوه، أي أن يسوع هو يهوه، وبسبب الإتحاد الفائق قال النص “يسوع” ولم يقل “الإبن” ليؤكد على إتحاد الطبيعتين، وأيضاً ذات الفكرة نجدها في نصوص أخرى في العهد الجديد، ففي رسالة كورنثوس 10: 4، 5، 9 “4 وجميعهم شربوا شرابا واحدا روحيا. لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح 5 لكن باكثرهم لم يسرّ الله لأنهم طرحوا في القفر … 9 ولا نجرب المسيح كما جرب ايضا اناس منهم فاهلكتهم الحيّات” (راجع: العدد 21: 5؛ الخروج 17: 2، 5؛ المزامير 78: 18)، فالنص يقول صراحة بأن الصخرة كانت المسيح، وهذا النص يتكلم عن قصة خروج بني إسرائيل من أرض مصر، ويقول أيضاً، أن “الله” لم يسر بهم، وأنهم جربوا المسيح، ويقول إننا لا نجرب المسيح كما جرب أيضاً أناس منهم، فكيف كان المسيح هو إله العهد القديم (يهوه)؟ وكيف جربوا المسيح هؤلاء الذين كانوا في العهد القديم؟ وكيف يقول العهد الجديد عليه أنه “الله”؟ كل هذه الأسئلة جوابها سهل وبسيط، فعن طريق الإتحاد الفائق بين الطبيعتين، فالوصف جاء للإله المتجسد بحسب لاهوته أنه هو ذات اللاهوت الذي كان في العهد القديم، وبالطبع نحن لا نسقط في الخطأ الفادح الطفولي الذي سقط فيه ميمو، فلا نقصد أن نقول أن هذا يخص الله الإبن دون الله الآب والروح القدس، كأننا نفصلهم، بل بسبب وحدة الطبيعة، الجوهر، فإن إله العهد القديم هو إله العهد الجديد، الثالوث كطبيعة، وأيضاً في الرسالة إلى العبرانيين 11: 26 يقول النص عن موسى النبي “حاسبا عار المسيح غنى اعظم من خزائن مصر لانه كان ينظر الى المجازاة”، والسؤال هنا، كيف يحسب موسى عار المسيح غنى، مع ان موسى قبل المسيح بحسب الجسد؟ هذا بالطبع يدل على وجود لاهوت المسيح قبل موسى وقبل كل ما كان، لأن به “كان” كل شيء، فهذا كله يوضح أن العهد الجديد يعلن بنصوص صريحة أن المسيح هو يهوه، الرب، الله، وكائن قبل كل شيء، فكيف يقول ميمو أن العهد الجديد لم يعلن ألوهية المسيح؟ ألم تتأكدوا إلى الآن من جهله؟

بعد هذا يتكلم ميمو في أن إله العهد القديم هو الآب فقط، وإستشهد بما فهمه من كلام المسيح، يوحنا 8: 54 “ابي هو الذي يمجدني الذي تقولون أنتم انه إلهكم”، فيقول أن، ها هو المسيح بنفسه يقول أن إله العهد القديم هو الآب!!، والحقيقة أنه من الصحيح أن إله العهد القديم هو الآب!، لكن من قال أن ألوهية الآب لا تحوي ألوهية الإبن الكائن في حضنه، والروح القدس المنبثق منه؟ فكما قلنا أن ألوهية الآب تشمل داخلها ألوهية الإبن والروح القدس لأن الإبن مولود دائما من الآب، والروح القدس منبثق دائماً من الآب، هذا أولاً، ثانياً: ميمو يخطيء خطأ منطقي يكرره كثيراً، وهو انه يعتقد أن طالما المسيح قال أن الآب هو إله اليهود، فهذا يعني أنه الآب “فقط”، وهذا خطأ من وجهين، فمن جانب منطقي، ذكر الواحد لا ينفي الآخر، فلو قال شخص، أني لدي إبن أسمه “مينا” فلا ينفي هذا كون أن له إبن إسمه “بيشوي” لكونه لم يقله عندما ذكر إسم إبنه “مينا”، فعدم الذكر لا يحصر الشيء في المذكور فقط اللهم إلا لو وُجد أداة حصر لا يمكن تفسيرها إلا هذا التفسير، ومن جانب لاهوتي، فكما قلنا أنه لا فصل بين الأقانيم، وهو نفسه يعرف هذا وقاله، فكيف يفصل بين الأقانيم ليقول أن هذا إله اليهود وهذا ليس إله لليهود؟ أليس في هذا فصل صريح؟، ثالثاً: بالنصوص السابق ذكرها في النقطة السابقة (إضغط هنا لقراءتها)، يتبين خطأ ميمو نصياً، فالعهد الجديد أعلن أكثر من مرة أن المسيح (كلاهوت) هو إله العهد القديم، يهوه، فهل يقول ميمو أن إله اليهود ليس هو يهوه؟، لو تماشينا مع ميمو بحسب منطقه الأعوج، فهل يمكننا أن نقول أن الآب ليس فيه لاهوت، لأن الكتاب المقدس يقول عن المسيح: “فيه يحل كل ملء اللاهوت”، فهل نبحث عن هذا النص الحرفي عن الآب، وعندما لا نجده، نخرج بنتيجة مضحكة مثلما خرج ميمو أن الآب ليس به لاهوت؟! هل عرفتم مدى سخافة فكرة ميمو؟