الردود على الشبهات

السؤال 43 (تناقضات) صــــــوت مَــــــن؟ عماد حنا

السؤال 43 (تناقضات) صــــــوت مَــــــن؟ عماد حنا

السؤال 43 (تناقضات) صــــــوت مَــــــن؟ عماد حنا

السؤال 43 (تناقضات) صــــــوت مَــــــن؟ عماد حنا
السؤال 43 (تناقضات) صــــــوت مَــــــن؟ عماد حنا

 

يقول صاحب إنجيل لوقا عند قصة تعميد يسوع في لوقا 3عدد22 هكذا ((22 ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة وكان صوت من السماء قائلا انت ابني الحبيب بك سررت (svd)
وبغض النظر عن قصة الحمامة لكن السؤال هو صوت مَن المتحدث ؟ إن كان يوحنا يقول عن الله في يوحنا 5عدد37 هكذا : ((والآب نفسه الذي ارسلني يشهد لي.لم تسمعوا صوته قط ولا ابصرتم هيئته. (svd)
فعلمنا أنه لا أحد يسمع صوت الله أبداً ولا يبصر أحد هيئته , وإن كان الإبن هو يسوع وهو لم يقل أنت إبني الحبيب ولكن الصوت كان قادماً من السماء والروح القدس هي الحمامة وهي لم تقل هذا أيضاً والله لا أحد يسمع صوته قط !! فمن الذي قال أنت إبني الحبيب ؟ ؟؟؟

الإجابة
عزيزي طارح السؤال، لا أعرف في هذه الإجابة مدى استيعابك للكلام الذي سوف أكتبه، لكن أطالبك بالصبر لأن الكلام الذي أكتبه الآن بحاجة إلى انتباه.
يجب أن نرى سياق النص الذي وردت فيه هذه الآية الكريمة لنفهم قصد الرب يسوع من الكلام الذي ذكره. فالأصحاح الخامس يبدأ بحادثة شفاء شخص مشلول وله ثمان وثلاثون سنة على هذه الحال. لقد شفاه الرب يسوع في يوم السبت (يو5: 9).
وهنا في وسط أورشليم وأمام جميع الناس يتم ملاحظة شخص ماش وهو حامل سريره. بالنسبة لليهود، مثل هذا العمل حرام وينبغي معاقبة هذا الشخص (يو 5: 10). بعد المشاورة والاستجواب علم اليهود أن هذا الشخص كان مشلولاً وأن هناك شخصاً قد أبرأه من دائه وهو الذي سمح له بحمل السرير في يوم السبت. وبعد أن علم اليهود أن يسوع هو الذي منح الشفاء لهذا المشلول، أرادوا أن يقتلوه لأنه عمل هذا في سبتٍ (يو 5: 16). وهنا أجابهم يسوع بهذه الآية الرائعة والتي فهم معناها اليهود بشكلٍ تام، “فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ:«أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ»” (يو 5: 17). لاحظ ماذا تقول الآية التالية، يوحنا 5: 18 “فَمِنْ أَجْلِ هذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ اللهَ أَبُوهُ، مُعَادِلاً نَفْسَهُ بِاللهِ.”
هل أدركت هذا المكتوب يا عزيزي طارح الأسئلة بلا هوادة؟ لأنه قال أن الله أبوه. فقد فهم اليهود تماماً معنى ذلك، أي أنه جعل نفسه مساوياً لله. الآن، ضع هذا الاستنتاج جنباً إلى جنب مع قول المشلول الذي نال الشفاء أن الذي أبرأه هو الذي قال له احمل السرير وامش. فمن هو يسوع هذا؟ إنه الله الظاهر في الجسد، وأعماله تدل على ذلك، فهي شهادة له. بالمناسبة، لقد قام اليهود بوضع مفاهيم جديدة لما يُمكن أن يُنظَر إليه على أنه عمل أم لا في يوم السبت، ومن ضمن ذلك، كان لا يحق للناس حمل الأشياء لأنه يتطلب مجهوداً.
لنكمل. في يوحنا 5: 19-20 يكتب الرسول عن العلاقة الحميمية التي تربط الآب بالابن، فالأعمال التي يعملها الابن هي في توافق تام مع الآب والآب يصادق عليها. وعليه الذي يُكرِم الآب ينبغي له أن يُكرِم الابن أيضاً لأن الاثنين واحد (اقرأ يو 5: 21-23). فالدينونه هي للابن، والابن يُحيي مَن يشاء من الأموات. وينبغي أن الناس عندما يُبصرون هذه الأعمال (أو يقرأون عنها كما هي حالتك أنت) أن يُكرموا الابن، فمن لا يُكرم الابن، لا يُكرِم الآب الذي أرسله.
تمهل معي لأني لم أنتهِ بعد، فسؤالك ليس بهذه البساطة التي اعتقدتها أنت.
في يوحنا 5: 24-30 نجد هذه الأمور الرائعة والتي أدعوك لكي تتأمل فيها جيداً لكي تنال الحياة الأبدية إن آمنت بها، كما هي مدونة في هذه الآيات الرائعة من كتاب الله العزيز في هذا الإنجيل الرائع. في الآية 24 يقول يسوع أن من يسمع كلامه ويؤمن بالذي أرسله فله حياةٌ أبديةٌ، وفوق ذلك، فهو لن يُدان!! بل قد انتقل من الموت إلى الحياة. زد على ذلك أنه في الآية 26 يقول إنه كما أن الآب (الله) له حياة في ذاته، كذلك أعطى الابن (الله) أن تكون له حياةٌ في ذاته، وأعطاه سلطاناً أن يدين لأنه ابن الإنسان أيضاً (التجسد).
الأعداد في يوحنا 5: 31-39 تتناول موضوع سؤالك، فأرجو الانتباه. يجب أن تفهم هذه الأعداد جيداً لكي تكون لك فكرة عن ما يلي من أمور رائعة عن يسوع. في الأعداد 31-35 يتحدث عن الشهادة، فهو يقول إنه إن كانت شهادته فردية فهي غير مقبولة (راجع تثنية 17: 6؛ 19: 15). هناك آخر (يو5: 36 الذي هو الآب والأعمال التي أعطاها الآب ليعملها الابن) هو الذي يشهد عن هوية يسوع. أما الشهادة من البشر فيسوع لا يقبلها، ولكن لأجل الجموع الذين أرسلوا إلى يوحنا المعمدان، لكي يخلصوا, فهو ممكن أن يأخذ بشهادة يوحنا مع أنه لا يحتاجها (يو 5: 34-35).
ثم يقول يسوع في يوحنا 5: 37 إن له شهادة أعظم من يوحنا، وهي الأعمال التي يعملها والتي أعطاها له الآب ليكملها، فهي التي تشهد له بأن الآب قد أرسله، والآب نفسه الذي أرسله هو يشهد له. وهنا يأتي القول “لم تسمعوا صوته قط، ولا أبصرتم هيئته، وليست لكم كلمته ثابتةً فيكم، لأن الذي (الآب) أرسله هو (الابن) لستم تؤمنون به.
من الواضح هنا أن يسوع قال هذا لمعارضيه من اليهود والذين لم يكونوا يؤمنون به بأنه المسيح المُرسَل من الآب. لذلك عندما قال لم تسمعوا صوته، فهو يقصد بأنهم لم يفهموا كلامه, أوهم يقرأون العهد القديم من دون أن يفهموه. فهم يظنون بقراءتهم العهد القديم سوف ينالون الحياة الأبدية، لكنهم يغفلون عن حقيقة أن العهد القديم يتكلم عن يسوع المسيح المُرسَل من الله خلاصاً للبشرية وليمنح الحياة الأبدية لكل من يؤمن به.
لا تنسى أخي الساءل أن يسوع أشار عدة مرات إلى مساواته مع الآب، ليس هو فحسب، بل أن معارضيه فهموا هذا الأمر كما رأينا سابقاً من عبارة “وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً.”
هل وضحت الصورة الآن، صوت مَن هو هذا الذي قال “هذا هو ابني الحبيب الذي به سُرِرْتْ” وهل عرفت معنى مصطلح “الابن”؟ لا تنس أن يسوع وهو يكلم الجموع التي لم تؤمن به قال أنهم لم يسمعوا صوته (الله) قط. لكن عندما كان يتكلم مع تلاميذه والذين كانوا يؤمنون به، فالأمر مختلف تماماً، انظر معي.
اقرأ الأعداد التالية من إنجيل يوحنا 14 بتمعن لكي تستوعب ما أقوله لك. “«لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِي. 2 فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ، وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، 3 وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا، 4 وَتَعْلَمُونَ حَيْثُ أَنَا أَذْهَبُ وَتَعْلَمُونَ الطَّرِيقَ». 5 قَالَ لَهُ تُومَا:«يَا سَيِّدُ، لَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ تَذْهَبُ، فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّرِيقَ؟» 6 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي. 7 لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضًا. وَمِنَ الآنَ تَعْرِفُونَهُ وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ». 8 قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ:«يَا سَيِّدُ، أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا». 9 قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا هذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: أَرِنَا الآبَ؟ 10 أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ الْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ. 11 صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ، وَإِلاَّ فَصَدِّقُونِي لِسَبَبِ الأَعْمَالِ نَفْسِهَا. 12 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا، لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي. 13 وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالابْنِ. 14 إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئًا بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ.”
وهنا يتضح أمر رائع في الإعلان الإلهي من خلال كلمته المقدسة، التي هي الكتاب المقدس. يسوع يقول للتلاميذ الذين هم يهود أيضاً، أنتم تؤمنون بالله (كأشخاص موحدين) فآمنوا بي!! لاحظ المساواة التي يقدمها يسوع بينه وبين الله، لكن لأن المفهوم عسر حتى على التلاميذ، لذلك يقودهم خطوة خطوة. فينتقل من الوحدانية المجردة للفكر اليهودي إلى أكثر من ذلك، فيقول، في بيت أبي منازل كثيرة. الآن تحول من مفهوم الوحدانية المجردة إلى الوحدانية الجامعة، ولكن أيضاً بشكل تدريجي. ويُنهي الحديث عن المنازل الكثيرة بعبارة “وتعلمون حيث أنا أذهب وتعلمون الطريق.” عندها يقفز توما متسائلاً عن الطريق وعن المكان الذي سوف يذهب إليه يسوع. فيرد عليه يسوع بالقول، “أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحدٌ يأتي إلى الآب إلاّ بي.” ثم يضيف يسوع قولاً في غاية الأهمية في الآية 7 “لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضًا. وَمِنَ الآنَ تَعْرِفُونَهُ وَقَدْ ‏رَأَيْتُمُوهُ”.
يتضح من هذا القول أن التلاميذ أنفسهم لم يكونوا يعرفون يسوع بشكلٍ صحيح لحد هذه اللحظة، ولم يفهموا تماماً هوية يسوع الحقيقية إلا بعد الموت والقيامة. فيطلب فيلبس طلباً غريباً وعلى الأغلب لم يفهم معناه فيقول “أرنا الآب وكفانا،” يقول له يسوع ولكل من يسأل، “الذي رآني فقد رأى الآب، . . .ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب فيَّ؟” هذه هي الوحدانية الجامعة التي ينادي بها المسيحيون والتي يتم الوصول إليها من خلال القراءة المتأنية للكتاب المقدس! فالذي يعرف الابن يعرف الآب، والذي يرى الابن (يفهمه ويستوعبه) يرى الآب (يفهمه ويستوعبه). فهناك فرق بين الجموع التي لم تؤمن، وبين خاصته. الجموع لم تؤمن ورفضت عرض يسوع، لكن التلاميذ كانوا مرافقين ليسوع وقد وافقوا على ترك بيوتهم وكل أملاكهم ومقتنياتهم وكل ما يمكن أن يعوقهم عن اتباع يسوع، وتبعوه لأنهم رأوا فيه شيئاً مختلفاً عن بقية البشر. فكان إيمانهم تدريجياً، إلى أن وصل ذروته بعد قيامة يسوع من بين الأموات.
وأنا بدوري أدعوك لتكون من خاصته، وبدلاً من الاستهزاء، أن تؤمن به لتكون لك حياة أبدية. عندها أستطيع أن أدعوك أخي، لأني سوف أراك في السماء!