الردود على الشبهات

السؤال 71 ما معنى قول بطرس (ولو أضطررت أن أموت معك)؟ عماد حنا

السؤال 71 ما معنى قول بطرس (ولو أضطررت أن أموت معك)؟ عماد حنا

السؤال 71 ما معنى قول بطرس (ولو أضطررت أن أموت معك)؟ عماد حنا

السؤال 71 ما معنى قول بطرس (ولو أضطررت أن أموت معك)؟ عماد حنا
السؤال 71 ما معنى قول بطرس (ولو أضطررت أن أموت معك)؟ عماد حنا

السؤال 71 ما معنى قول بطرس (ولو أضطررت أن أموت معك)؟

جاء في انجيل مرقس 14عدد 27-31 (( وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ : إِنَّ كُلَّكُمْ تَشُكُّونَ فِيَّ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ الْخِرَافُ. 28وَلَكِنْ بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ». فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ : وَإِنْ شَكَّ الْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ! 30فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ إِنَّكَ الْيَوْمَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». 31فَقَالَ بِأَكْثَرِ تَشْدِيدٍ: وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ. وَهَكَذَا قَالَ أَيْضاً الْجَمِيعُ. ))

ان قول بطرس والتلاميذ هنا ((وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ)) لدليل على معرفة التلاميذ له بأنه إنسان مُعرَّض للهلاك والموت ، وأن هرطقة الاتحاد بينه وبين الله والروح القدس من الخرافات التي دخلت فيما بعد على دين عيسى عليه السلام وأفسدت رسالته الحقة. وكيف يكون هو الإله والله هو الحى الباقى الذي لا يموت؟

الإجابة
أراك تطرح سؤالاً وتجيب عليه! فلمَ لا تطرح السؤال وتترك الإجابة للفاهمين؟
أول كل شيء أحب أن أقول لك إني سأتجاهل تعبيراتك “المستفزة” والخاصة بكلمات (هرطقة, خرافات … الخ) وأرد وكأنها لم تكن, فلعد هذا المارثون الضخم من الأسئلة عرفت أن هذه الكلمات لن تؤثر في شيء. لنبدأ في إجابة السؤال الذي قتلناه بحثاً .
يجب أن تدرك أن كلام السيد المسيح له كل المجد عن موته كان نبوة، تنبّأ بها العهد القديم (مزمور 16: 9-10؛ مزمور 22: 1، 12-18؛ أشعياء 53)، وتنبأ عنها السيد المسيح في أكثر من موضعٍ لتلاميذه (متى 16: 21؛ مرقس 8: 31؛ لوقا 9: 22؛ 17: 25). لكن لانشغال تلاميذه بالمناصب التي كانوا يفكرون أنهم سوف يحصلون عليها، بفضل تبعيتهم للمسيح (انظر متى 19: 26-28) أنستهم حقيقة موت السيد في معظم الأحيان.
لذلك فاندفاع بطرس والقول الذي اقتبسته في سؤالك، لا يعني شيئاً جديداً بالنسبة لمفهوم بطرس الضيق عن هوية السيد المسيح. لقد كان السيد المسيح يحاول أن يوضح الأمور للتلاميذ، لكنه لم يعمل ذلك لأن ذهنهم لم يكن ليتحمل هذه الإعلانات. اقرأ معي لو سمحت ما جاء في يوحنا 16: 12-15 ” 12«إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لأَقُولَ لَكُمْ، وَلكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. ذَاكَ يُمَجِّدُنِي، لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ. كُلُّ مَا لِلآبِ هُوَ لِي. لِهذَا قُلْتُ إِنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.”
إذاً فالموت حقيقة عرفها التلاميذ سواء من تصريح المسيح المباشر, أو بحسب النبوات التي كانت لديهم. والسؤال هو هل يتعارض هذا مع هوية المسيح؟، مثلما تحاول أن تقنعنا؟ … بالتأكيد لا … لنتعرف على هوية المسيح من خلال المدون في نفس الأناجيل، وبالتالي يسقط إدعاءك بأن ما نؤمن به هو مرحلة لاحقة.
تابع معي
• متى 8: 23-27 ” وَقَالَ لَهُمْ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ لَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ: «لِنَجْتَزْ إِلَى الْعَبْرِ». فَصَرَفُوا الْجَمْعَ وَأَخَذُوهُ كَمَا كَانَ فِي السَّفِينَةِ. وَكَانَتْ مَعَهُ أَيْضًا سُفُنٌ أُخْرَى صَغِيرَةٌ. فَحَدَثَ نَوْءُ رِيحٍ عَظِيمٌ، فَكَانَتِ الأَمْوَاجُ تَضْرِبُ إِلَى السَّفِينَةِ حَتَّى صَارَتْ تَمْتَلِئُ. وَكَانَ هُوَ فِي الْمُؤَخَّرِ عَلَى وِسَادَةٍ نَائِمًا. فَأَيْقَظُوهُ وَقَالُوا لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟» فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ، وَقَالَ لِلْبَحْرِ:«اسْكُتْ! اِبْكَمْ!». فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ. وَقَالَ لَهُمْ:«مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هكَذَا؟ كَيْفَ لاَ إِيمَانَ لَكُمْ؟» فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا، وَقَالُوا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:«مَنْ هُوَ هذَا؟ فَإِنَّ الرِّيحَ أَيْضًا وَالْبَحْرَ يُطِيعَانِهِ!».”
لا تنسى عزيزي طارح السؤال ولاحظ أن السيد المسيح انتهر الريح وتكلم إلى البحر وكأنه يتكلم مع شخص هائج وصخّاب فسكت ذلك الشخص. لذلك تعجب التلاميذ وتسائلوا قائلينَ مَن هو هذا، فإن الريح أيضاً والبحرَ يُطيعانه! ليت الرب يفتح ذهنك لتدرك أيُّ إنسانٍ هذا الذي يصنع هذه الأمور.
• لوقا 5: 17-26 “17 وَفِي أَحَدِ الأَيَّامِ كَانَ يُعَلِّمُ، وَكَانَ فَرِّيسِيُّونَ وَمُعَلِّمُونَ لِلنَّامُوسِ جَالِسِينَ وَهُمْ قَدْ أَتَوْا مِنْ كُلِّ قَرْيَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ وَالْيَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ. وَكَانَتْ قُوَّةُ الرَّبِّ لِشِفَائِهِمْ. وَإِذَا بِرِجَال يَحْمِلُونَ عَلَى فِرَاشٍ إِنْسَانًا مَفْلُوجًا، وَكَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَدْخُلُوا بِهِ وَيَضَعُوهُ أَمَامَهُ. وَلَمَّا لَمْ يَجِدُوا مِنْ أَيْنَ يَدْخُلُونَ بِهِ لِسَبَبِ الْجَمْعِ، صَعِدُوا عَلَى السَّطْحِ وَدَلَّوْهُ مَعَ الْفِرَاشِ مِنْ بَيْنِ الأَجُرِّ إِلَى الْوَسْطِ قُدَّامَ يَسُوعَ. فَلَمَّا رَأَى إِيمَانَهُمْ قَالَ لَهُ:«أَيُّهَا الإِنْسَانُ، مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ». فَابْتَدَأَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ يُفَكِّرُونَ قَائِلِينَ «مَنْ هذَا الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟» فَشَعَرَ يَسُوعُ بِأَفْكَارِهِمْ، وَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:«مَاذَا تُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِكُمْ؟ أَيُّمَا أَيْسَرُ: أَنْ يُقَالَ: مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ، أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَامْشِ؟ وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا»، قَالَ لِلْمَفْلُوجِ:«لَكَ أَقُولُ: قُمْ وَاحْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ!». فَفِي الْحَالِ قَامَ أَمَامَهُمْ، وَحَمَلَ مَا كَانَ مُضْطَجِعًا عَلَيْهِ، وَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ وَهُوَ يُمَجِّدُ اللهَ. فَأَخَذَتِ الْجَمِيعَ حَيْرَةٌ وَمَجَّدُوا اللهَ، وَامْتَلأُوا خَوْفًا قَائِلِينَ:«إِنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا الْيَوْمَ عَجَائِبَ!».”
في هذا المقطع الذي سردته للتو، يتضح تماماً أن المسيح غفر خطية الشخص الذي جاء به أصدقاؤه محمولاً على فراشٍ. وهنا يظهر السيد المسيح وهو يمارس عملاً يختص بالله وحده، وبشهادة الحضور من اليهود، عندما قالوا هذا تجديف. لذلك، كان رد السيد المسيح بالسؤال عن أيٍّ من العملين يُعتَبَر سهلاً، أن يقول شخصٌ ما لشخصٍ آخر “مغفورة لك خطاياك”؟ أم أن يقال “قم واحمل سريرك وامشي”؟
بالطبع أن يقول شخص “مغفورة لك خطاياك” أسهل جداً من أن يقول “قم احمل سريرك وامش.” لأن الأولى لا تتطلب برهاناً بينما الثانية تتطلب برهاناً قاطعاً. والأولى في علم الغيبيات، بينما الثانية في علم المدركات. الأولى تقع في سلطان الله المُطْلَق، بينما الثانية مع بعض الجهد والمعرفة والتقنية الطبية، يمكن أن يصنعها الأطباء. لذلك جاء شفاء السيد المسيح للشخص المفلوج بسلطان كلمته فقط ومن دون أي تدخُّل طبي أو جراحة، برهاناً وتأكيداً على صدق غفرانه لخطية ذلك الشخص. فعمله المُعجزي أيَّدَ كلامه بأن خطايا هذا الشخص قد غُفِرَت. فمَنْ يغفر الخطايا سوى الله؟ وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا!!
هل عرفت من هو السيد المسيح؟ إنَّه الله الظاهر في الجسد, وبشهادة الأناجيل. ولأنه ظهر في الجسد، يتعرض الجسد لكل ما هو محسوس من ألم وراحة؛ جوع وشبع؛ نوم وقيام؛ فرح وحزن؛ وغيرها من الوظائف الطبيعية للجسد، بالإضافة إلى الموت والقيامة اللذان هما خارج الوظائف الطبيعية للجسد. ظهور الله في الجسد لا يُفْقِده ألوهيته وهو موضوع ليس غريباً عليك، إن كنت تفتش بشكلٍ حيادي وأمين.
ليتك تتوجه بقلبكَ إلى الله لتسأله عن الحق، فهو لا يبخل عليك بالجواب.
لقد اوضح السيد المسيح نفسه هذا الامر في يوحنا 14: 15-16 قائلاً “إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ، رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ.”, إذا فهذا الموضوع ليس دخيلاً, ولكنك أنت سبقت الأحداث واستنتجت ما استنتجت في توقيت لم يكن التلاميذ فيه يعرفون شيئاً, كانت لهم فقط مسؤولية مراقبة السيد ليتعلموا منه حياة سيعيشونها بعد هذا.