الردود على الشبهات

السؤال 87 (التجسد) هل يجوز أن يتجسد الله؟ وهل التجسد هو صفة كمال أم صفة نقصان؟

السؤال 87 (التجسد) هل يجوز أن يتجسد الله؟ وهل التجسد هو صفة كمال أم صفة نقصان؟

السؤال 87 (التجسد) هل يجوز أن يتجسد الله؟ وهل التجسد هو صفة كمال أم صفة نقصان؟ 

السؤال 87 (التجسد) هل يجوز أن يتجسد الله؟ وهل التجسد هو صفة كمال أم صفة نقصان؟
السؤال 87 (التجسد) هل يجوز أن يتجسد الله؟ وهل التجسد هو صفة كمال أم صفة نقصان؟

 

هذا السؤال يقودنا إلى سؤال آخر يسبقه وهو هل التجسد هو صفة كمال أم صفة نقصان ؟
إن كان التجسد صفة كمال وهذا ما يصرخ به النصارى فالله كان ناقصاً حاشا لله قبل أن يتجسد فبإجماع النصارى الله لم يتجسد قبل المسيح أبداً , وأول تجسده كان في المسيح , ولم يكن متجسداً أزلاً , فبغض النظر أن هذا يعتبر جديد جَدَّ على الله , فإن كان الله أول ما تجسد تجسد في المسيح والتجسد هو صفة كمال فسبحانه وتعالى كان ناقصاً حتى إكتمل بتجسده في المسيح فأصبح متصفاً بالتجسد الذي هو صفة كمال كما تقولون وقبلها لم تكن فيه هذه الصفة فبدونها كان ناقصاً . وهذا كفر صريح لا شك في ذلك فالله لا يوصف بالنقصان أبداً فسبحانه وتعالى علواً كبيراً عن هذا.
وإن كان التجسد هو صفة نقصان فهذا كلام جيد ولكن هو كفر أيضاً إن نسبنا لله انه تجسد فمن الكفر وصف الله بأنه متصف بصفة نقصان حاشاه سبحانه
والسؤال مرة أخرى هل يجوز التجسد لله أم لا يجوز ؟ ننتظر إجابة مقنعة ؟

الإجابة
سؤالك يقول: هل يجوز التجسد لله أم لا يجوز؟ ننتظر إجابة مقنعة
وأنا أسألك سؤالاً لا تريد أن تجيب عنه
هل يقدر الله أن يتجسد؟ … الله القادر على كل شيء هل يقدر أن يتجسد؟
فإذا كانت إجابتك نعم الله قادر على أن يتجسد فأقول لك إنه إذا كان قادراً على هذا, فإذا رأى الله أنه يجوز له أن يتجسد فسوف يتجسد. والله في إعلانه لنا قال إنه رأى أنه ينبغي أن يتجسد, وأرسل لنا يسوع المسيح, فإذا لم تصدق فكثيرون غيرك لم يصدقوا, وابتعدوا عن المسيح؛ فهذه مشكلتك أنت ومن معك الذين لم يصدقوا.
أما نحن, فإلى من نذهب والحياة الأبدية بين يدي ذاك، الكلمة المتجسد, نحن نرمي أثقالنا عليه ونضع ثقتنا فيه. إنه بالحقيقة الله الظاهر في الجسد, له كل المجد.
أراك تحاول أن تضع الله في صندوق محكوم بحسب تفكيرك وذهنيتك الناقصة. وهذا لا يجوز. فمن أنت أمام الله الذي لا يمكن أن تستوعبه كل العقول البشرية مجتمعة، فتأتي لتضعه في قالب صغير وتحاول أن تحد من أعماله وقدراته. فإن كان الله قد أعلن في كلمته المقدسة أنه تجسّدَ كما جاء في بشارة الرسول يوحنا 1: 1، 14، ما عليك إلاّ أن تصدقه. أما تساؤلك كيف يمكن لهذا الأمر أن يتم، سواء كان بالنقص أو بالزيادة، فهذا ليس من شأنك، بل يقع في علم الله. وعندما يُعْلِن الله لنا شيئاً من دون أن يقدم لنا كيفية ذلك، ما علينا إلاّ أن نقول: نحن نصدق إعلانك يا ألله لأن لك يا ألله وحدك كل العلم والمعرفة وكل القدرة، فأنت بكل شيءٍ عليم وعلى كل شيء قدير.
يرد في رسالة بولس الرسول إلى رومية 8: 3 “فَاللهُ إِذْ أرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ، وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ، دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ.” فهنا نرى أن التجسد في الواقع هو عبارة عن إرسالية الله لابنه إلى العالم في شبه جسد الخطية لكي يدين الخطية في هذا الجسد. وهنا عبارة “شبه جسد الخطية” لا يُقصَد بها أن المسيح لم يكن بشراً صحيحاً وكاملاً، ولكن من جهة الخطية، كان جسده بلا خطية. فجاء وهو الكامل الذي بلا عيب ولا نقص ليحمل عارنا في جسده، وبهذا يحقق مطالب عدالة الله في الوصية التي أوصى بها آدم “يوم تأكل منها موتاً تموت.” لذلك يقول الرسول بولس في غلاطية 4: 4 “وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ.” وهنا يؤكد بولس مرة ثانية بأن التجسد هو في الواقع إرسالية الابن إلى عالمنا.
كما أننا ينبغي ألا ننسى بأن عملية التجسد لا تؤثر على جوهر الله. فليس هناك زيادة على الجوهر الإلهي، والكمال الذي يُسبَغ على تجسد الكلمة لا يُقصَد به أن الله كان ناقصاً وجاء التجسد ليكمل الله، حاشا. لأننا عندما نعود إلى دراسة دقيقة لما ورد في بشارة يوحنا الرسول 1: 14 “وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً.” نكتشف أن الجسد الذي اتخذه الكلمة، الأقنوم الثاني في الثالوث، كان عبارة عن لباس يستر به مجده. فكلمة “حلَّ” في عبارة “وحل بيننا” هي في الواقع من الفعل “خيَّمَ”! فما يريد أن يقوله البشير يوحنا، هو أن الله كما كان في العهد القديم مع موسى عندما كان ينزل على شكل سحابة ويخيم على خيمة الاجتماع، هكذا هو الآن، ولكن بطريقة مرئية أكثر للعين البشرية. فالأقنوم الثاني، قد أخذ جسداً ليتواصل مع الجنس البشري الذي خلقه، فستر مجده بهذا الجسد، لنتمكن نحن من رؤية هذا المجد المستور.
نقرأ في سفر الخروج 3: 2 وما يتبع من أعداد، أن الله يستخدم الملاك ليتكلم من خلاله مع موسى (قارن خروج 3: 2 مع 4). لكنا نرى أيضاً بأن هذا الملاك يتجسد في العليقة (العوسج) المشتعلة من دون أن تحترق. أعتقد أنك لا تستطيع أن تُنكِر قصة موسى والشجرة المشتعلة لأنها ذُكرت في كتابك في موقعين، سورة طه: 10-12 وسورة القصص: 30. فإن كان الله يستخدم الملاك والعوسج كواسطة للتواصل مع الجنس البشري، أفليس الإنسان أكرم من الملائكة والنباتات، فيختار هذه المرة أن يغطي مجده باللباس البشري؟!
هذا الكلام صعب عليك، لأنك لا تستطيع أن تفهمه وأنت قد وضعت عصابة على عينيك. لذلك أصلي أن يرفع الروح القدس هذه العصابة عن عينيك فتبصر نور المسيح الذي يقودك في النهار وفي الليل. فقد قال بفمه الطاهر، أنا هو نور العالم، من يتبعني لا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة. فهل تُقبِل إليه؟