الردود على الشبهات

السؤال 89 هل في الجنة أكل وشرب ومتع حسية؟ عماد حنا

السؤال 89 هل في الجنة أكل وشرب ومتع حسية؟ عماد حنا

السؤال 89 هل في الجنة أكل وشرب ومتع حسية؟ عماد حنا

السؤال 89 هل في الجنة أكل وشرب ومتع حسية؟ عماد حنا
السؤال 89 هل في الجنة أكل وشرب ومتع حسية؟ عماد حنا

السؤال 89 هل في الجنة أكل وشرب ومتع حسية؟

جاء في إنجيل متى26عدد 9: واقول لكم اني من الآن لا اشرب من نتاج الكرمة هذا الى ذلك اليوم حينما اشربه معكم جديدا في ملكوت ابي. (svd)وفي نفس الإنجيل متى19عدد 29: وكل من ترك بيوتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امرأة او اولادا او حقولا من اجل اسمي يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الابدية.
وفي نفس الإنجيل متى10 عدد 28: ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها.بل خافوا بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم. (svd)
وفي إنجيل لوقا 22 عدد 30: لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي وتجلسوا على كراسي تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر.
وفي نفس إنجيل لوقا 14 عدد 15 فلما سمع ذلك واحد من المتكئين قال له طوبى لمن يأكل خبزا في ملكوت الله. (svd) وجاء في سفر الرؤيا رؤيا 2 عدد 7: من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس.من يغلب فسأعطيه ان يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله (svd)
مذهب النصارى في هذا العصر وبالإجماع أنه لا أكل ولا شرب ولا متع حسية في الجنة , وحينما نطالع كل هذه النصوص أعلاه يتضح لنا قطعاً أن هناك أكل وشرب ومتع حسية في الجنة, وهناك أيضاً عذاب وألم للجسد في جهنم , والسؤال هو كيف تقولون أنه لا متع حسية في الجنة بل نكون أرواح ؟ وهل الأرواح تأكل وتشرب ؟

الإجابة
الحياة الأبدية التي ننشدها تبدأ ونحن على الأرض، فعندما نؤمن بالرب يسوع المسيح وبعمله الكفاري على الصليب، لخلاص الجنس البشري، فنحن نبدأ الحياة الأبدية. لكن قد وضع الله في مخططاته الأزلية أن يكون ذلك على مراحل. فالنصوص التي اقتبستها أنت، هي خليط من عدة سياقات، لكنك سبكتها وكأن الموضوع الذي تناقشه واحد ولا يختلف باختلاف النصوص. وهذا في علم التفسير خطأ فادح. إذ لا يجوز أن تقتبس نصّاً خارجاً عن سياقه الذي ورد فيه.
الحياة الأبدية مراحل, تبدأ كما ذكرت أعلاه من لحظة الإيمان بالرب يسوع المسيح ربّاً ومخلّصاً شخصياً من الخطية وعقابها الذي هو الموت. فالمرحلة الأولى هي ونحن بعد في هذا الجسد أحياء، نختبر خلاص الرب بالإيمان، فنكون من ضمن خاصته ونحصل على الحياة الأبدية بضمان كلمة الله. أما المرحلة الثانية فهي مرحلة ما بعد الموت والقيامة في الجسد المجيد, ذلك الجسد الذي سوف يكون على صورة جسد مجد المسيح الذي قام من بين الأموات. ولفهم ذلك أقتبس من رسالة الرسول بولس الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 45-50 “هكَذَا مَكْتُوبٌ أَيْضًا:«صَارَ آدَمُ، الإِنْسَانُ الأَوَّلُ، نَفْسًا حَيَّةً، وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا». لكِنْ لَيْسَ الرُّوحَانِيُّ أَوَّلاً بَلِ الْحَيَوَانِيُّ، وَبَعْدَ ذلِكَ الرُّوحَانِيُّ. الإِنْسَانُ الأَوَّلُ مِنَ الأَرْضِ تُرَابِيٌّ. الإِنْسَانُ الثَّانِي الرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ. كَمَا هُوَ التُّرَابِيُّ هكَذَا التُّرَابِيُّونَ أَيْضًا، وَكَمَا هُوَ السَّمَاوِيُّ هكَذَا السَّمَاوِيُّونَ أَيْضًا. وَكَمَا لَبِسْنَا صُورَةَ التُّرَابِيِّ، سَنَلْبَسُ أَيْضًا صُورَةَ السَّمَاوِيِّ. فَأَقُولُ هذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ اللهِ، وَلاَ يَرِثُ الْفَسَادُ عَدَمَ الْفَسَادِ.”
فهنا من أجل أن ندخل السماء، ينبغي لنا أن نأخذ جسداً سماوياً، هذا الجسد سيُلبسه الله لنا عند القيامة.

لذلك عندما كان الرب يسوع مع تلاميذه في الليلة الأخيرة قبل أن يُلقى عليه القبض ويُصلَب قال في متى 26: 29، “وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ الآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هذَا إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ أَبِي».” (انظر أيضاً مرقس 14: 25؛ لوقا 22: 16، 18).
بعض المفكرين المسيحيين يؤمنون أن بعد القيامة هناك مرحلة وسطية تسبق الحياة الأبدية مع الله. هذه المرحلة رأينا قبساً منها مع الرب يسوع في الأربعين يوماً التي قضاها المسيح على الأرض, ولكن بعض المفسرين أضافوا أن هذه المرحلة الوسطية هي مُلك الرب يسوع المسيح على الأرض، والتي نقرأ عنها في رؤيا 20: 1-6 “وَرَأَيْتُ مَلاَكًا نَازِلاً مِنَ السَّمَاءِ مَعَهُ مِفْتَاحُ الْهَاوِيَةِ، وَسِلْسِلَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى يَدِهِ. فَقَبَضَ عَلَى التِّنِّينِ، الْحَيَّةِ الْقَدِيمَةِ، الَّذِي هُوَ إِبْلِيسُ وَالشَّيْطَانُ، وَقَيَّدَهُ أَلْفَ سَنَةٍ، وَطَرَحَهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَأَغْلَقَ عَلَيْهِ، وَخَتَمَ عَلَيْهِ لِكَيْ لاَ يُضِلَّ الأُمَمَ فِي مَا بَعْدُ، حَتَّى تَتِمَّ الأَلْفُ السَّنَةِ. وَبَعْدَ ذلِكَ لاَبُدَّ أَنْ يُحَلَّ زَمَانًا يَسِيرًا. وَرَأَيْتُ عُرُوشًا فَجَلَسُوا عَلَيْهَا، وَأُعْطُوا حُكْمًا. وَرَأَيْتُ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ شَهَادَةِ يَسُوعَ وَمِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَالَّذِينَ لَمْ يَسْجُدُوا لِلْوَحْشِ وَلاَ لِصُورَتِهِ، وَلَمْ يَقْبَلُوا السِّمَةَ عَلَى جِبَاهِهِمْ وَعَلَى أَيْدِيهِمْ، فَعَاشُوا وَمَلَكُوا مَعَ الْمَسِيحِ أَلْفَ سَنَةٍ. وَأَمَّا بَقِيَّةُ الأَمْوَاتِ فَلَمْ تَعِشْ حَتَّى تَتِمَّ الأَلْفُ السَّنَةِ. هذِهِ هِيَ الْقِيَامَةُ الأُولَى. مُبَارَكٌ وَمُقَدَّسٌ مَنْ لَهُ نَصِيبٌ فِي الْقِيَامَةِ الأُولَى. هؤُلاَءِ لَيْسَ لِلْمَوْتِ الثَّانِي سُلْطَانٌ عَلَيْهِمْ، بَلْ سَيَكُونُونَ كَهَنَةً ِللهِ وَالْمَسِيحِ، وَسَيَمْلِكُونَ مَعَهُ أَلْفَ سَنَةٍ.” وفي هذه المدة, سيكون هناك مجال للأكل والشرب، فقد أعطانا الكتاب المقدس فكرة عن هذا الأمر. فبعد القيامة، نرى الرب يسوع المسيح بجسده المجيد، يطلب من التلاميذ أن يلمسوه ليتأكدوا بأنه قد قام، كما أنه يطلب منهم أن يُعطوه شيئاً ليأكل، وبالفعل أعطوه قليلاً من السمك والعسل، فأكل أمامهم (انظر لوقا 24: 36-43). هذا يُعطينا فكرة عن أن ما قاله الرب يسوع في لوقا 22: 28-30 “أَنْتُمُ الَّذِينَ ثَبَتُوا مَعِي فِي تَجَارِبِي، وَأَنَا أَجْعَلُ لَكُمْ كَمَا جَعَلَ لِي أَبِي مَلَكُوتًا، لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِي فِي مَلَكُوتِي، وَتَجْلِسُوا عَلَى كَرَاسِيَّ تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ،” كان يقصد به هذه المرحلة الوسطية من الحياة الأبدية.
فهل هناك مشاعر حسية، نعم ولا. لأن الرب يسوع دعانا إلى القداسة وليس إلى النجاسة. نعم توجد مشاعر مثل الأكل والشرب، لكنها ليست لأجل نمو الجسد بل هي تعبير عن الفرح والسعادة. أما عن الزواج فلن يحدث, أتكلم في ضوء إعلان كلمة الله لنا، لا نزيد عليها ولا ننقِص منها. فقد ورد ذكر عدم الزواج في القيامة في ثلاثة مواقع من كلمة الله، في بشارة متى 22: 30؛ في بشارة مرقس 12: 25؛ وفي بشارة لوقا 20: 35.
وهناك أيضاً مفسرون آخرون لا يؤمنون بتلك المرحلة الوسطية, فيكون الأمر كله مجازاً يعبر عن تلك المفاجآت التي أعدها الله لنا, والتي لا نستطيع أن نتوقعها.
أيا كان التفسير أو اتجاه المفسرين, فنحن لن نكون متيقنين مما سيحدث في القيامة إلا عندما نذهب الى هناك لنرى ما أعده لنا الله.
على أي حال, نحن نثق ونرضى بما أعده الله لنا, ويفرحنا على أي وضع, نحن نثق أنه أعد لنا الأفضل, ورجاؤنا الأكبر أننا سنكون مع المسيح مشتهى كل الأمم والأبرع جمالا من كل بني البشر. هذا هو رجاؤنا وأملنا, وما أعده الله سننتظر ونراه.