الرد على محمود داود

يوميات إرهابي هارب 37 : [القدوس المولود منك يدعى ابن الله] هل يثبت هذا النص لاهوت المسيح أم لا؟

يوميات إرهابي هارب 37 : [القدوس المولود منك يدعى ابن الله] هل يثبت هذا النص لاهوت المسيح أم لا؟

يوميات إرهابي هارب 37 : [القدوس المولود منك يدعى ابن الله] هل يثبت هذا النص لاهوت المسيح أم لا؟

 

فأجاب الملاك: «الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله. (لوقا 1: 35)

يقول ميمو أن المسيحي يأتي ويقول أن الله هو القدوس، والمسيح قيل عنه هنا أنه هو القدوس، إذن، المسيح هو الله. ثم سيبدأ ميمو بمحاولة رده على هذا الإستشهاد:

  1. المحاولة الأولى له كانت عن طريق نقد النص من داخل النص نفسه، وتتلخص فكرته في أن يجعل المسيحي يتبرأ من الإعتقاد الصحيح _حسب ما يعرف_ كيف؟ يتلخص نقده هنا في أنه يقول لو إفترضنا أن القدوس تعني الله، والنص يقول “القدوس المولود منكِ” إذن هذا “القدوس” قد وُلِدَ من مريم، فبناءً عليه يكون المسيحي يعبد إنسان نزل من “مجرى البول” وسط “الدماء” لأن مريم ولدت إنسان، فهل تعبد يا مسيحي إنسان نزل من مجرى البول؟!!، هذه هي فكرة ميمو بإختصار! وبغض النظر عن النظرة المتدنية لعملية الولادة وبغض النظر عن جهله العلمي الطبي، كما هو واضح، نقول: لأكثر من عشرين قرناً والكنيسة في كل العالم تُعَلِم وتُبشِّر بأن المسيح هو إله وإنسان، لاهوت وناسوت متحدين، فاللاهوت يحوي ولا يحوى يُطَهِر ولا يتنَجس ولا يتطهر، فللتأكيد على الإتحاد بين طبيعتي المسيح منذ اللحظة الأولى للحبل المقدس يقول النص أن المسيح وهو من بطن أمه “القدوس” للتأكيد على هذا الإتحاد، ولا نقصد ولا يقصد النص أن السيدة العذراء مريم هي والدة للاهوت بمعنى أنها أصله الذي أوجده، فهذا ما لا نقوله أبداً، فالنص المقدس يُثبت ألوهية المسيح منذ اللحظة الأولى للحبل ولا يقول بأن مريم ولدت اللاهوت، فكلمة “القدوس” هي صفة للكائن المولود منها، وهذا الكائن هو لاهوت وناسوت، الله الكلمة المتجسد، وكما قلنا سابقاً أنه على الرغم من الإتحاد فصفات اللاهوت باقية وصفات الناسوت باقية ولم يمتزجا بحيث يتلاشى أحدهما في الآخر، هذا كله أولاً، أما ثانياً، فلدى ميمو وعموم المسلمين، فكرة مفادها أن الله لا يمكن أن يتجسد لأنه لا يليق به هذا، وكأن الله سينقص شيء أو سيتغير منه شيء بتجسده، ألا يرون أن الشمس وهي مخلوقة تُطهر بأشعتها وحرارتها ولا تتنجس إن سقطت على مكان للنفايات؟ فما بالك بخالق هذه الشمس؟ إن الله، القدوس، عندما سيولد بحسب الجسد من العذراء مريم لن يعيبه شيء ولن ينجسه شيء، فهو الذي يظهرنا جميعاً فكيف يتنجس؟!
  2. المحاولة الثانية لميمو هي بالقول أن المسيح هو قدوس لأنه بكر أمه، وطبقاً للعهد القديم فكل بكر، كل فاتح رحم هو قدوس للرب، وللرد على هذه الحجة المضحكة الساذجة نقول:

أولاً: منطقياً، طالما أن يسوع هو إبن مريم، اليهودية، وهو يهودي، وهو البكر لأمه، فتلقائياً هو “قدوس للرب” فما الداعي ليقول الملاك لها “القدوس المولود منك”، فهذا مما هو معلوم بالضرورة لأن يسوع المسيح يهودي!

ثانياً: كلام الملاك للعذراء مريم يوضح الفارق بين القدوس بالطبيعة وبين المقدسين للرب كأبكار. لأن الملاك نفسه ذكر الثالوث في هذا النص فقد قال [الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله] وبأكثر تدقيق [الروح القدس … وقوة العلي … فلذلك ايضا القدوسابن الله]، فنجد أنه ذكر أقنوم الروح القدس، ثم ذكر أقنوم الآب، ثم ذكر أقنوم الإبن، فهذا في حد ذاته ينفي فكرة ميمو، بالإضافة إلى نقطة هامة جداً وهي أن الملاك قال “لذلك” وفي اليونانية διὸ، ففي حالة تقدير الأبكار في العهد القديم كان البكر يتم تقديسه، أي تخصيصه لله وفقاً لأنه بكر، أي بسبب أنه بكر فهو سيتم تقديسه عندما يولَد، لكن مع المسيح له كل المجد لم يقل الملاك هذا، بل أن الملاك قال “لذلك” عطفا على المقدمة المذكورة في النص “الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك”، فلم يقل لها مثلاً “لأنه البكر فستقومين بتقديسه”.

ثالثاً: العامل الزمني هام جداً هنا، فالذي كان يتم تقديسه في العهد القديم كان يتم تقديسه بعدما يولد عن طريق تخصيصه للرب، لكن مع المسيح له كل المجد، فهو “القدوس المولود” أي أنه “القدوس منذ أنه مولود” γεννώμενον ἅγιον فالكلمة اليونانية γεννώμενον هي فعل في الة ما نسميها مضارع، على الرغم من أن الرب يسوع المسيح لم يكن قد وُلِدَ حسب الجسد من العذراء مريم آن ذاك، فهو القدوس من قبل أن يولد، بالطبع لا يُفهم من كلامي هذا أن المسيح لم يتقدس كإنسان حسب شريعة اليهود، فهذا مما لم أتكلم فيه في السطور القليلة الماضية، ونحن نعلم أن المسيح أتم كل بر حسب الناموس، فنقرأ في بشارة القديس لوقا (2: 22) أنهما صعدا إلى أورشليم ليقدموه للرب، وهذا هو معنى التقديس حسب الناموس، إلا أنه يجب عدم الخلط بين القدوس والتقديس حسب الناموس بتقديم البكر للرب، فالملاك لم يقل للقديسة مريم أنه لأنه بكر فقدميه للرب كما يقول الناموس، بل أنه ذكر أن الروح القدس يحل عليها وقوة العلي (الآب) تظللها، ولذلك القدوس المولود منها، ..إلخ، فنجد أن المولود منها هو قدوس قبل أن يولد منها بحسب الجسد وقبل أن يقدموه للرب بحسب الناموس، فيجب عدم الخلط.

رابعاً: إذا كان المسيح كأي مولود يهودي بكر، أي بحسب فكر ميمو: مقدس كأي يهودي مقدس بلا فارق بينه وبينهم، فلماذا قال الملاك للعذراء مريم “مباركة أنت في النساء” و “لانك قد وجدت نعمة عند الله” بل أكثر، فقد قال لها عن هذا المولود “هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه، ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية” وكيف قالت لها أليصبات بالروح القدس (كما يذكر النص) “فمن اين لي هذا ان تأتي ام ربي اليّ”، ولن أشير هنا لكلام اليصبات نفسه التي كانت تتكلم الآرامية ودعتها “أم ربي” بالآرامية، ولا لمعنى الكلمة اليونانية “كيريوس” التي قيلت من يهودية إلى يهودية عن الجنين الذي مازال لم يولد بعد وليس له أي سلطان أرضي بعد بحسب الظاهر، ولكني سأشير إلى أنه على الرغم من أن أليصبات ستكون أم ليوحنا، وهو بكرها، وهو وهي يهوديان، إلا أن العذراء مريم لم تقل لها هذا الكلام، ولا قال الملاك لزكريا زوج أليصبات ولا لأليصبات نفسها عن إبنها “القدوس المولود منك”، فهو _بحسب فكر ميمو_ يهودي كالمسيح بحسب الجسد، وهو بكر كالمسيح بحسب الجسد، فلماذا لم يقل الملاك لأبويه هذا الكلام؟ بل أننا لو رجعنا لما قاله الملاك لزكريا الكاهن عندما كان يكهن في نوبة فرقته، لوجدنا أن الملاك قال له عن يوحنا [16 ويرد كثيرين من بني اسرائيل الى الرب الههم. 17 ويتقدم امامه بروح ايليا وقوته ليرد قلوب الآباء الى الابناء والعصاة الى فكر الابرار لكي يهيئ للرب شعبا مستعدا] (لوقا 1: 16-17) وفي ذات الأصحاح تكلم زكريا أبو يوحنا بالروح القدس (67) وتنبأ قائلاً لإبنه [وانت ايها الصبي نبي العلي تدعى لانك تتقدم امام وجه الرب لتعدّ طرقه] (76)، إذن من هذا الكلام الصريح نعلم أن يوحنا جاء أمام وجه الرب، فمن هو الرب المقصود هنا؟ هل هو إله العهد القديم وليس المسيح؟ هل هو المسيح وليس هو إله العهد القديم؟ أم أنه هو إله العهد القديم، المسيح؟ لنقرأ الإجابة من فم يوحنا نفسه، فقد قال يوحنا “انتم انفسكم تشهدون لي اني قلت لست انا المسيح بل اني مرسل امامه” (يوحنا 3: 28)، من هنا نعرف أن يوحنا شهد انه مرسل أمام المسيح حرفياً، فربما يقول قائل أن الرب هنا مقصود بها المسيح وليس إله العهد القديم، فنقول له، لنقرأ الرد من الكتاب المقدس حرفياً، فنقرأ في سفر ملاخي النبي (3: 1) ما قاله رب الجنود نفسه (يهوه) “هانذا ارسل ملاكي فيهيء الطريق امامي ويأتي بغتة الى هيكله السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرّون به هوذا يأتي قال رب الجنود” ونلاحظ هنا الضمير “يهيء الطريق أمامي” וּפִנָּה־דֶ֖רֶךְ לְפָנָ֑י أي أن هذا الرسول (يوحنا) سيهيء الطريق أمام يهوه، وقد أثبتنا أنه سيهيء الطريق أمام المسيح، إذن، فالنتيجة الحرفية المنطقية الواضحة، أن المسيح هو يهوه! ويعضد هذا ما جاء في سفر أعمال الرسل 19: 4 [فقال بولس ان يوحنا عمد بمعمودية التوبة قائلا للشعب ان يؤمنوا بالذي يأتي بعده اي بالمسيح يسوع] وأيضاً راجع (لوقا 7: 27) و(مرقس 1: 2-3 ) و(متى 11: 10)، فها هو المسيح رأينا كيف أن الكتاب المقدس يعلن حرفياً أنه يهوه، فهل يهوه ليس القدوس؟

  1. المحاولة الثالثة لميمو كانت للأسف محاولى بسيطة وساذجة جداً، وهذا متوقع ممن في مثل مستواه المعرفي، وتتلخص هذه المحاولة في أنه يحاول أن يأتي بنصوص من الكتاب المقدس تنفي (كما يتوهم) أن وصف المسيح بأنه “القدوس” لا يمكن أن يُفهَم منه أنه وفقاً لهذا هو “الله”.، فعلى سبيل المثال، أتى بالآتي:

Act 4:27  لأنه بالحقيقة اجتمع على فتاك القدوس يسوع الذي مسحته هيرودس وبيلاطس البنطي مع أمم وشعوب إسرائيل

Act 4:30  بمد يدك للشفاء ولتجر آيات وعجائب باسم فتاك القدوس يسوع».

وحجته هي أن كيف يكون القدوس هو الله، وفي نفس الوقت هو “عبد”!!، والحقيقة لا أعرف ماذا يحدث لعقل ميمو، فهو خلال كلامه تجده وكأنه شخص آخر لا يعرف ما كان يعرفه منذ قليل! فنا مثلا قد نسى أن المسيح هو “الله” وهو “إنسان”، هو “لاهوت” و”ناسوت”، طبيعة واحدة من طبيعتين، بغير إنفصال ولا إمتزاج ولا إستحالة ولا تغيير! فالمسيح هو الله نعم، وهو إنسان نعم، وهذا الإنسان شابهنا في كل شيء وقد أخلى مجده كما قلنا سابقاً، فالنصوص أعلاه قالت عنه أنه “القدوس” لأنه بالحقيقة الله، وذات النصوص أيضاً قالت عنه “عبد” لأنه بالحقيقة في إخلاء مجده كان عبداً متحدا بجسد إنسان إتحادا حقيقياً، فنحن المسيحيون نؤمن أن المسيح هو الله من حيث الجوهر، وهو إبن الله من حيث الأقنوم، وهو إنسان من حيث ناسوته، وهو إبن الإنسان من حيث كونه الله-الإنسان، وهو إبن إنسانة (العذراء مريم) بحسب الجسد، وهو رسول لأنه مرسل من الآب لإتمام عمل الفداء، وهو نبي لأنه تنبأ بما سيحدث مستقبلاً، وهو عبد بحسب ناسوته أي ظاهراً (بالتجسد) في صورة عبد، فهل أصاب عقل ميمو نوع من النسيان المفاجيء لما يعرفه ليستشهد بهذه الآيات لنفي النصوص؟ هل يظن انه أتى لما لم يأت به أحد من الأولين والآخرين؟ ألا يقول الكتاب المقدس عن المسيح أنه هو الله وأنه هو إنسان في آن؟ فما الجديد إذن!

  1. المحاولة الرابعة لميمو، والنص الذي أتى به دعاه أنه سينهي الموضوع بالكامل وأنه النص الفاصل!! فما هو هذا النص الفاصل الذي سينهي الموضوع بالكامل؟ هو النص الوارد في سفر حبقوق 3: 3

Hab 3:3  الله جاء من تيمان والقدوس من جبل فاران. سلاه. جلاله غطى السماوات والأرض امتلأت من تسبيحه.

 

وفِهم ميمو السقيم للأسف، بعد جهد، عرفت أنه يقصد أن طالما النص قال “الله جاء من تيمان” ثم قال “القدوس من جبال فاران”، فيكون “الله” غير “القدوس”! لأن هذا جاء من تيمان، بينما ذاك من جبال فاران! هذا هو الفهم الميماوي! وقبل أن أرد بالطريقة التي يفهم بها ميمو وهي النصوص، أقول له، هل لا يمكن حسب مستواك في القراءة واللغة والفهم أن يكون الله جاء من تيمان، وأن يكون جاء أيضا قبل أو بعد هذا من جبال فاران؟ لا أعرف كيف يتصدر هذا الشخص لإلقاء الشبهات والتشغيب وهو بهذا المستوى الضحل من الفهم والقراءة!، لقد قال ميمو عن نصه أنه النص الفاصل وأنه سينهي الموضوع بالكامل، وأنا أقول له، بل أني الذي سأنهي الموضوع بالكامل بنص فاصل، فكما العادة، نستخدم حجج ميمو في إثبات ما أراد بإستخدامها نفي ما سنثبته! فهو أراد أن يبعد مصطلحي “الله” و “القدوس” ليقول بأن الله، غير القدوس، وبالتالي فالمسيح القدوس هو غير الله وفقا لهذا النص، لكن لا يعرف هذا الشخص أن هذا النص له نص مواز في الكتاب المقدس وهو النص المشهور (تثنية 33: 2):

Deu 33:2  فقال: «جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلألأ من جبل فاران وأتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم.

 

فها هو النص يفسر النص الأول، على الرغم من أن النص الأول واضح جداً حتى لمن يجيد القراءة فقط! ولكن قدرنا أن نرد على مَن دون ذلك!، فها هو الرب (يهوه) جاء من سيناء وتلألأ من جبل فاران! والنص الأول يتكلم في شقيه أيضاً عن الإله الواحد!، فهل عرفتم حقا مستوى جهل ميمو؟!