الرد على محمود داود

يوميات إرهابي هارب 41 : يقول الإنجيل أن المسيح يرسل ملائكته، فهل هذا دليل على ألوهية المسيح؟

يوميات إرهابي هارب 41 : يقول الإنجيل أن المسيح يرسل ملائكته، فهل هذا دليل على ألوهية المسيح؟

يوميات إرهابي هارب 41 : يقول الإنجيل أن المسيح يرسل ملائكته، فهل هذا دليل على ألوهية المسيح؟

 

Mat 13:41  يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم

 

حاول ميمو أن يرد على الإستشهاد المسيحي بهذا النص، وعلى الرغم من أني لا أستشهد بهذه النصوص في البداية إلا أن نقد ميمو لها هنا، في سذاجته، دفعني لأرد على ما قدمه، فميمو يعتمد أسلوب في الرد وهو أسلوب سقيم، وهو أنه لكي ينفي دليل الألوهية عن المسيح، فيأتي بمشابهات مثله لأشخاص آخرين، لكي يقول لك في النهاية: إذا كان هذا دليل ألوهية المسيح فيكون ذلك دليل ألوهية الآخر، وقد إستشهد ميمو بنصوص تأتي فيها الملائكة منسوبة لغير الله والمسيح، وقد ظن بهذا أنه نفى عن المسيح أنه الله وفقاً لهذا الدليل.

إستشهد ميمو بالنصوص الآتية:

Rev 12:9  فطرح التنين العظيم، الحية القديمة المدعو إبليس والشيطان، الذي يضل العالم كله – طرح إلى الأرض، وطرحت معه ملائكته.

Mat 25:41  «ثم يقول أيضا للذين عن اليسار: اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته

Mat 18:10  انظروا لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار لأني أقول لكم إن ملائكتهم في السماوات كل حين ينظرون وجه أبي الذي في السماوات.

 

وغرضه من وراء الإستشهاد بهذه النصوص هو أن يقول أن لإبليس ملائكة، وللأطفال ملائكة، فالمسيح لم يتفرد بأنه له ملائكة، وعليه فلا يجوز لك أيها المسيحي أن تستشهد بهذا النص لإثبات ألوهية المسيح، وللأسف، يخطيء ميمو منطقياً أخطاءً ساذجة جداً، فليس الغرض الرئيسي من هذا الإستشهاد هو القول بأن المسيح له ملائكة كما ظن هذا الشخص، لأن النص يصرح بأن المسيح هو الذي سيرسلهم عند إنقضاء العالم، في القيامة، فهو يرسل ملائكته لكي يجمعون جميع فاعلي الإثم ليطرحونهم في النار، ويجمعون مختاريه من كل الأرض إلى ملكوته، فهل يتحقق هذا في الثلاثة نصوص التي أوردتها؟ بالطبع لا، فلا الشيطان له السلطة على إرسال ملائكة لتجمع أشخاصاً لترميهم في الجحيم ولا تدخلهم الملكوت، ناهيك عن أن إبن الإنسان، المسيح، عندما يأتي في مجده مع ملائكته، “سيجازي” كل واحد حسبما يكون عمله! فمن هو هذا الذي سيأتي في الدينونة في مجد مع ملائكته ويدين كل واحد بحسب عمله؟ لنقرأ سياق النصوص، والصفات التي تنسبها النصوص للمسيح في هذا الوقت ونقارنها مع نصوص ميمو!.

 

السياق الأول:

Mat 13:37   فأجاب: «الزارع الزرع الجيد هو ابن الإنسان.

Mat 13:38   و الحقل هو العالم. والزرع الجيد هو بنو الملكوت. والزوان هو بنو الشرير.

Mat 13:39   و العدو الذي زرعه هو إبليس. والحصاد هو انقضاء العالم. والحصادون هم الملائكة.

Mat 13:40   فكما يجمع الزوان ويحرق بالنار هكذا يكون في انقضاء هذا العالم:

Mat 13:41   يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم

Mat 13:42   ويطرحونهم في أتون النار. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان.

Mat 24:33  هكذا أنتم أيضا متى رأيتم هذا كله فاعلموا أنه قريب على الأبواب.

 

السياق الثاني:

Mat 24:29 وللوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السماوات تتزعزع.

Mat 24:30 وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير.

Mat 24:31 فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الأربع الرياح من أقصاء السماوات إلى أقصائها.

Mat 24:32 فمن شجرة التين تعلموا المثل: متى صار غصنها رخصا وأخرجت أوراقها تعلمون أن الصيف قريب.

Mat 24:33  هكذا أنتم أيضا متى رأيتم هذا كله فاعلموا أنه قريب على الأبواب.

 

السياق الثالث:

Mat 16:27  فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله.

 

بعد هذا ينتقل ميمو إلى فهم آخر سقيم كعادته، فيورد هذا النص:

Mat 26:53  أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة؟

 

ويقول، لو كان يسوع له هذه الملائكة، فلماذا يقول هنا أنه سيطلب من الآب إثني عشر جيشاً من الملائكة؟ أليس من الأولى أن يأتي هو بهم لو كانت له هذه الملائكة؟!، والحقيقة أن هذا تفكير غاية في السطحية في النص، فالنص لا يعني هذا المفهوم من الأساس، فلا الرب يسوع المسيح كان سيطلب من الآب ملائكة، ولا سيأتي هو بهم، لأنه هو بنفسه قبل أن يصلب كثيرا ما كان يؤكد أنه سيصلب ويموت ويدفن لثلاث أيام وفي اليوم الثالث يقوم، ويقول في مرات أخرى أن هذا هو الذي أتى خصيصاً من أجله، أفشخص كهذا سيقول هذا الكلام لأنه يريد ملائكة! بالطبع لا، إنما مفهوم الكلام هو إيضاح رسالة للذي ضرب عبد رئيس الكهنة وقطع أذنه، أن المسيح هو الذي يريد هذه الساعة بل قد أتى لأجلها، فالقضية ليست في البحث عن القوى التي ستنقذ يسوع من الصلب بل إيضاح مفهوم رفض المسيح للعنف وبيان مقدرته أن يخرج من بينهم بدون أن يلقوا عليه الأيادي، لكنه لهذا أتى، وهذا نفسه واضح في النص، فهو الآن يتكلم عن “ملائكة أبيه” وليس المقصود فقط الملائكة، بل المقصود أيضاً أبيه، فكأنه يُذَكِّر هذا الذي قطع أذن عبد رئيس الكهنة، أنه الإبن الوحيد لأبيه!، هذا كله أولا، أما ثانياً: فقد شرحنا سابقا أن المسيح له المجد في هذا الوقت كان في حالة إخلاء لمجده ومشابهتنا في كل شيء وطاعته حتى الموت، وهو الذي في صورة الله، بل وحتى الملائكة الذين سيرسلهم المسيح سيرسلهم في نهاية الزمان، في الدينونة، وسيكون في مجده، لكنه الآن ليس في مجده، ومن هنا فإثبات وجود الملائكة للآب أبيه، ليس نفياً لمقدرته أن يأتي بالملائكة الآن، بل لأنه الآن في حالة إخلاء المجد، فلابد للملائكة أن يكونوا من الآب كنوع من التعظيم له في إخلائه للمجد.