الرد على أحمد ديدات

أكاذيب ديدات (11): لقد إختار المسيحيون أربعة أناجيل من بين 4000 “مخطوطة”، أحمد ديدات لا يعرف الفارق بين المخطوطة والإنجيل!!

أكاذيب ديدات (11): لقد إختار المسيحيون أربعة أناجيل من بين 4000 “مخطوطة”، أحمد ديدات لا يعرف الفارق بين المخطوطة والإنجيل!!

أكاذيب ديدات (11): لقد إختار المسيحيون أربعة أناجيل من بين 4000 "مخطوطة"، أحمد ديدات لا يعرف الفارق بين المخطوطة والإنجيل!! 312427 232887766846085 1762141600 n

 

إنه لمن المعتاد أن تسمع الشبهات، خصوصاً للذين يخدمون في مجال الرد عليها، ولقد تأكدنا في المرات العشر السابقة من جهل أحمد ديدات في الأمور التي تكلم بها (يمكنك مراجعة ما كتبناه سابقا بشأن احمد ديدات هنا)، ومن كثرة ترديد وتكرار هذه الشبهات، رغم ردنا ورد غيرنا عليها، أصبحنا نحفظ حتى شبهاتهم، فمن الشبهات التي تنتشر بين عوام بعض الإخوة المسلمين أن الكنيسة في مجمع نيقية كان لديها “أناجيل” كثيرة وإختارت من بينها أربعة “أناجيل” فقط. جيد، هذه شبهة نعرفها ورددنا عليها مرارا، وهي لا تستند إلى أي دليل على الإطلاق، لكن الغريب ألا يعرف ديدات الشبهة التي يريد أن يطرحها! ففي كتابة “هل الكتاب المقدس كلمة الله؟” وتحديداً في صفحة 34 وجدناه يقول:

ومن بين أربعة آلاف مخطوطة مختلفة يتباهى بها النصارى، قام قساوسة الكنيسة بإختيار أربعة فقط كانت تتوافق مع ما يميلون إليه، وأسموها بشارات متى ومرقس ولوقا ويوحنا.

كما هو موضح أمامكم في الصورة كلامه نصاً:

dddd

وللتأكد من هذه الترجمة صحيحة عدنا إلى الأصل المترجم منه هذا الكتاب فوجدناه يقول:

out of over four thousand differing manuscripts the Christians boast about, the Church fathers just selected four which tallied with their prejudices and called them [the] Gospels of Matthew, Mark, Luke and John
Ahmed Deedat, Is the Bible God’s Word?, 6th print, Dec. 1987.p.24

 

وهذا الكلام لمن يعرف أبجديات العلوم المسيحية، سيعرف أنه كلام مضحك فضلا عن أنه خاطيء. فهنا نجد أحمد ديدات لا يفرق بين لفظة “مخطوطة” manuscript وبين لفظة “بشارة” أي “إنجيل” Gospel، فكل الكتب (بعد زمن الكتابة على الأحجار والأدوات الأخرى) في العصور القديمة كانت مكتوبة على مخطوطات، حتى القرآن نفسه كان مكتوبا على مخطوطات، والاحاديث، والكتابات التاريخية والشعرية والفلسفية، والطبية …إلخ، لكن الأناجيل نقصد بها البشائر التي كتبها رُسل المسيح وهي نوع من كتابات العهد الجديد (أناجيل، سفر تاريخي (أعمال الرسل)، رسائل، سفر رؤيوي (سفر الرؤيا)). فهل لا يعرف ديدات الفرق بين “المخطوطات” و”الأناجيل”؟!!، فالشبهة تقول أن المسيحيون إختاروا أربعة “أناجيل” من بين “أناجيل كثيرة” وليس من بين “مخطوطات” لأن كل الكتابات في هذا العصر كانت مخطوطات أصلاً. 

في الحقيقة نحن نعرف مدى علم ديدات، وأنه ليس لديه معرفة بأبجديات المسيحية، أللهم إلا الحركات البهلوانية التي كان يفعلها على المسرح لتعجب المشاهدين، لكن لم نتخيل أن علمه ضحل إلى هذه الدرجة! هل لم يقرأ كتابا واحداً ليعرف ما هو الفارق بين “المخطوطات” وبين “الأناجيل” إصطلاحاً؟ ولنتأكد من أننا فهمنا كلامه بشكل صحيح قرأنا ما قاله سابقاً لنفهم السياق كاملا لكي لا نظلمه، فوجدناه يقول:

2015-11-28_21-03-35

ولمن لا يعرف، فهو هنا يتكلم عن المخطوطات الموجودة باللغة الأصلية أي اللغة اليونانية، فاليوم توجد أكثر من 5100 مخطوطة يونانية (اللغة الأصلية للعهد الجديد)، ولهذا قال في عصره أنه يوجد قرابة 4000 مخطوطة، وهنا عرفنا وتأكدنا أنه لا يعرف أي شيء عن المخطوطات أو ما يتكلم عنه هنا، فالمخطوطات اليونانية، سواء الـ 4000 التي يتكلم عنها في عصره أو الموجودة الآن (قرابة الـ 5100) هي مخطوطات للعهد الجديد كاملاً وليس فقط للأربعة أناجيل، أي أن هذه المخطوطات اليونانية بها مخطوطات للبشائر والرسائل ولسفر أعمال الرسل والرؤيا، لأنه وكما قلنا سابقا أن كل شيء في هذا العصر كان يكتب على مخطوطات، وهذه المخطوطات نتجت عن طريق النسخ المتكرر لأسفار العهد الجديد الـ 27، فما علاقة هذه المخطوطات التي كانت تحمل أسفار العهد الجديد كاملا بأنهم إختاروا 4 أناجيل!! (هذا فضلا عن أن كلامه نفسه خاطيء في أنهم إختاروا)؟؟

يقول (مثلا) باول ويجنر: 

New Testament Greek manuscripts. There are over five thousand extant New Testament manuscripts, ranging from small fragmentary manuscripts (P52) to almost complete copies of the New Testament (Codex Alexandrinus).

Paul D. Wegner, A Student’s Guide to Textual Criticism of the Bible : Its History, Methods & Results (Downers Grove, Ill.: InterVarsity Press, 2006), 231.

وهو ما يعرفه حتى المسلم الذي قرأ في هذا العلم! فكيف سنختار أربعة أناجيل من مخطوطات تحوي أصلا نسخ للأربع أناجيل وباقى اسفار العهد الجديد؟؟؟!! كان هذا الموضوع رداً وإيضاحاً لجهل أحمد ديدات فيما يتكلم فيه، والأغرب أننا لم نجد أن مسلماً قام بتخطيئه أو تصحيح المعلومة له أو لغيره من بعده! وهناك الكثير من المسلمين يقرأون كتب هذا الرجل ويعتبرون ما يقوله صحيحاً! فوجب التنبيه!

تناولنا في هذا الموضوع عدم دراية ديدات بالألفاظ “مخطوطات” و”بشائر”، وسنتناول قريباً شبهته الأخرى في أن إختيار الأربعة إناجيل كان في مجمع نيقية ومن بين آلاف “المخطوطات”!!!