شهادة التاريخ والآثار

الاكتشافات الاثرية وأثرها على دراسات العهد القديم ج2 حضارات ما بين النهرين ومكتبة تل العمارنة

الاكتشافات الاثرية وأثرها على دراسات العهد القديم ج2 حضارات ما بين النهرين ومكتبة تل العمارنة

الاكتشافات الاثرية وأثرها على دراسات العهد القديم ج2 حضارات ما بين النهرين ومكتبة تل العمارنة
الاكتشافات الاثرية وأثرها على دراسات العهد القديم ج2 حضارات ما بين النهرين ومكتبة تل العمارنة

اثناء الحفر في مدينة بيسيتون الاثرية الإيرانية وفي طريق القوافل الرابط بين ايكبتانا وبابل تم العثور على تلة حجرية منقوشة بكتابات وصور قديمة ساهمت في العثور على الواح بابلية واشورية في غاية الاهمية، حاولت الكثير من البعثات البريطانية فك شفرات هذه الرموز ولكن لم يحالفهم الحظ في معرفتها وكانوا يرون اشياء فوق هذه التلة ولكن لم يحاول احد التسلق الى قمة التلة نظرا لخطورة الامر، ضلت الامور كما هي حتى اتي الضابط البريطاني الشاب هنري رولنسن سنة 1835 والذي استطاع ان يتسلق الى قمة التلة الحجرية لكي يرى تلك الاشياء، عثر رولنسون على منقوشات شبيهة بحجر الرشيد مكونة من 1200 سطر (1) وقد كتبت هذه السطور بثلاثة لغات مختلف وهي الفارسية القديمة والعيلامية والاكدية، بما ان رولينسون كان يعرف الفارسية فقد عكف لسنوات على دراسة هذه المنقوشات وبعد جهد كبير استطاع ان يترجم ويشرح حوالي 400 سطر وارسلها الى بريطانيا حيث تم نشرها في الدوريات المختصة سنة 1847، لاحقا تم فك شفرة هذه المنقوشات وتبين انها تعود الى الملك داريوس الكبير الذي عاش في القرن السادس قبل الميلاد، تتكلم هذه المنقوشات انتصار داريوس على تمرد داخل مملكته ويظهر في الصورة عدوه تحت اقدامه وهو ممسك في يده اليسرى بالقوس ويلوح بيده اليمنى الى ما يمثل يرمز  إاله الخير الفارسي الذي نصره في حربه على اعدائه.

إن معرفة هذه اللغة اتاح للمنقبين ان يطلعوا ايضا على اعظم حضارات العالم التي بقيت معالمها مدفونه تحت الرمال لقرون طويلة وهي حضارات بلاد ما بين النهرين، تطور بعد هذه الاكتشافات علم الاشوريات وفتحت اقسام مخصصة لهذا العلم في الكثير من جامعات العالم خاصة بعد اكتشاف مكتبتين ضخمتين تحتويان على حوالي  22000 لوح طيني في نينوى والتي تسلط الضوء على تلك الحضارة التي تكلم عنها العهد القديم، وتتكلم هذه الالواح ايضا عن حروب الاشوريين مع الامم الاخرى وحصار اورشليم وسبي الاسرائيليين وكانت هذه المكتبة تحتوي ايضا على نصوص دينية ونصوص بابلية تتكلم عن الخلق والطوفان العظيم فكانت هذه الالواح اعظم كنز حلم علماء الاثار بالحصول عليه.

SDF

تم العثور لاحقا في سنة 1882 على مكتبة تل العمارنة التي تعود للقرن الخامس عشر قبل الميلاد وتقع جنوب القاهرة بحوالي 200 ميل ، تعود هذه المكتبة للفرعون المصري اخناتون والالواح التي فيها مكتوبة باللغة الاكدية، الواح هذه المكتبة هي عبارة عن مراسلات بين فراعنة مصر والملوك ملوك الامم الاخرى وملوك ارض كنعان التي كانت تحت سلطة المصريين حينها، من اهم ما ذكرته احدى هذه الرسائل هي ما يعتقد العلماء بانه نداء استغاثه من ملوك كنعان الى المصريين ليرسلوا لهم تعزيزات عسكرية لان العبرانيين يتقدمون نحو اورشليم

عثر لاحقا على الواح اخرى مشابهه في منطقة راس شمرا وعيلام واسيا الصغرى والتي ساعدت في فهم الخلفية التاريخية للعد القديم بشكل أفضل وكان لها دور كبير في تفنيد الكثير من ادعاءات نقاد الكتاب المقدس.

 

 

  • Price, The Monuments and the Old Testament، p. 44، fig. 25.