أبحاث

قيامة المسيح – الله قدم برهاناً قوياً على صدق المسيحية

قيامة المسيح - الله قدم برهاناً قوياً على صدق المسيحية

قيامة المسيح – الله قدم برهاناً قوياً على صدق المسيحية

قيامة المسيح - الله قدم برهاناً قوياً على صدق المسيحية
قيامة المسيح – الله قدم برهاناً قوياً على صدق المسيحية

رسالة المسيحية مبنية على أحداث تاريخية قابلة للدراسة والتحقق منها.   فكل ما تقوله المسيحية عن الله والغفران والمحبة وعن مستقبل العالم مؤسس على أحداث حياة يسوع المسيح على الأرض وعلى موته وقيامته.  لو صحت هذه الأمور (حياة يسوع، موته، قيامته) لتبين صحة الإنجيل كله ولو استطعنا اثبات عدم صحتها فسقط الإنجيل وسقطت المسيحية.  قد يبدو هذا الكلام متطرف إذ يسأل المرء “ماذا عن قيم المسيحية … هل تسقط هي أيضاَ؟”  الإجابة هي إن المسيحية لا تتجزأ ولا معنى لقيمها دون سردها للتاريخ الذي يبدأ بالخلق وينتهي بالمجيء الثاني للمسيح.

توجد أدلة بلا عدد تبرهن على حياة المسيح وموته.  كل الشهود من القرن الأول الذي عاش فيه المسيح تقر وجوده وموته…. لا يوجد أي من معاصيره ينكر حقيقة وجوده في التاريخ وحقيقة صلبه.  من الضمن الشهود هناك:

  1. شهادة كتابات المسيحيين خارج الإنجيل (يوجد عشرات المؤلفات من القرن الأول)
  2. شهادة الإنجيل نفسه الذي كتب أثناء حياة الشهود الأوائل.  
  3. شهادة اليهود مثل المؤرخ يوسيفوس من القرن الأول
  4. شهادة المؤرخين الرومان لاسيما تاسيتس التي نفذت دولتهم صلب المسيح

لكن ما هو أهم من اثبات موته هو اثبات قيامته من الأموات وهذا للأسباب الآتية:

-لو كان المسيح مات ولم يقم من الأموات لسقط الإنجيل تماماً لأن الخلاص الذي يقدمه المسيح قائم على الصليب والقيامة معاً (1 كورنثوس 15: 14-19).  لو كان المسيح مازال ميتاً الآن فشهادة الرسل والإنجيل مغلوطة ولا يوجد رجاء للحياة الأبدية.

-اثبات القيامة أهم من اثبات الموت لسبب بسيط جداً الا وهو أننا لو استطعنا اثبات القيامة سنكون قد أثبتنا موته أيضاً هذا لأن القيامة هيقيامة من الأموات.   بطبيعة الأمر لن يكون هناك قيامة بلا موت مسبق!

إذا فالسؤال الخطير هو: هل توجد دلائل تاريخية على القيامة؟  بكل تأكيد توجد براهين قوية تثبت أن يسوع المسيح فعلاً قام من الأموات.    لا ننسى أن بحسب كل الشهود سواء كانوا مسيحيين أو غير مسيحيين فإن أحداث حياة وموت المسيح كانت أحداث معروفة ولم تتم في السر.  عداء اليهود له كان معروفاً وهكذا أحداث صلبه أحداث رسمية ومعلنة بطبيعة أمرها بالإضافة إنها تمت أثناء عيد الفصح اليهودي عندما كانت أورشليم مكتظة بالمعيدين.  إذا ما هي البراهين التي تثبت أنه قام من الأموات كما قال رسله وكما كتبوا في الإنجيل؟

  1. أتباعه لم يتوقعوا القيامة رغم أنه تنبأ عنها. الشعب اليهودي عامة لم ينتظر القيامة حتى نهاية التاريخ. بالتالي أحداث صلب المسيح أصابت تلاميذ المسيح بالاكتئاب والحيرة كما نرى مثلاً في حديث تلميذي عمواس (لوقا 24: 13 -25). كانت نية النساء اللواتي ذهبن للقبر فجر الأحد تحنيط الجسد المائت.  لم تصدق مريم المجدلية أنه قام من الأموات حتى لما رأت الحجر مدحرج ولم تجد الجسد!  لما ظهر لها المسيح المقام ظنت أنه البستاني (يوحنا 20: 11-18).  توما وهو أحد التلاميذ الاثني عشر رفض تصديق خبر القيامة إلا لو عاين المسيح شخصياً بعلامات الصلب على جسمه ولمس جروحه (يوحنا 20: 24-29).  كل هذه الشهادات تؤكد أن أتباع المسيح لم يتوقعوا القيامة على الاطلاق لأنهم ظنوا أن المسيح سيؤسس ملكه بطريقة سياسية أثناء حياته فكانت حادثة الصلب محطمة لكل آمالهم.
  1. بسبب مخاوف اليهود من سرقة الجثمان وبناء على طلبهم أمر بيلاطس الوالي الروماني بتأمين قبر المسيح عن طريق:
  1. وضع حجرة كبيرة مختومة لا يستطيع أحد تحريكها بسهولة (متى 27: 66، مرقس 16: 2). 
  2. وجود حراسة رومانية عند القبر (متى 27: 65-66)

فمن دحرج الحجرة في وجود الحراس؟ لم يكن للمسيحيين الاستعداد للقيام بمثل هذا العمل الجريء وهم في حالة من الرعب والكآبة كما أوضحنا.  بالطبع لن يفعل اليهود أو الرومان هذا الأمر الذي لم يكن في صالحهم.  يقول الإنجيل أن ملاكاً هو الذي دحرج الحجر وأنه ظهر للنساء عند القبر (متى 28: 1-6).  لا يوجد سبب معقول لرفض شهادتهن وشهادة الإنجيل خاصة في ظل الظروف النفسية والسياسية والميدانية وقتئذ.  (وجود الأكفان مرتبة داخل القبر اثبات آخر أن أحد لم يسرق الجثمان. يوحنا 20: 5-7).

ما هو أكثر من ذلك ويؤكده هو عدم تقديم جثمان يسوع المسيح من قبل اليهود أو أي طرف آخر حتى الآن علماً بأن مساحة أورشليم محدودة إذ كان بإمكان المسؤولين منع تهريب الجثمان أو العثور عليه لاحقاً.  لو كانوا قدموا الجثمان للرأي العام ما كانت المسيحية انطلقت وانتشرت.

  1. ظهر المسيح بعد قيامته عدة مرات لمدة 40 يوم قبل صعوده للسماء. هذه المرات كانت في أماكن عدة داخل الجدران وخارجها وفي أوقات مختلفة من اليوم.  من المذهل أنه ظهر ل 500 شخص مرة واحدة معظمهم عاش عقود بعد الحدث.  هذا ما يقره الرسول بولس 25 سنة بعد القيامة في رسالة كورنثوس الأولى 15: 3-7.  أي حدث له 500 شاهد يعتبر حدثاً مؤكداً تماماً من الناحية المنطقية والقانونية.  كان بإمكان أي كاتب يهودي أو غيره مواجهة هذه الادعاءات لو لم تكن حقيقية.  لا يوجد أي مستند من القرن الأول يقول إن أحد الشهود غير شهادته أو أن بولس أدعى شيء غير قابل للتحري والتحقق.
  1. القيامة أحدثت تحولاً مذهلاً في حالة التلاميذ والمسيحيين الأوائل.  الخوف تبدل بالشجاعة والحيرة باليقين والضعف بالقوة.  بدأوا فوراً في إعلان قيامة المسيح في كل مكان قدام الصغير والكبير ومن أجلها تحملوا الاضطهاد والموت (أعمال 23: 6).  لماذا قبلت أعداد مهولة من المسيحيين التعذيب من أجل خبر مصطنع أو غير مؤكد؟  هذا لأن الذين لم يروا بأنفسهم صدقوا مصداقية الشهود الكثيرين وأيضاً اختبروا هم شخصياً قوة المسيح المقام.  لذلك انتشرت رسالة الإنجيل دون اللجوء للعنف أو باستخدام أي نوع من الإغراء.

كل هذا جعل الرسول بولس يعلن بكل مجاهرة في أثينا عاصمة الفلسفة والثقافة:

“فَاللهُ الآنَ يَدْعُو جَمِيعَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَرْجِعُوا إِلَيْهِ تَائِبِينَ، وَقَدْ غَضَّ النَّظَرَ عَنْ أَزْمِنَةِ الْجَهْلِ الَّتِي مَرَّتْ، لأَنَّهُ حَدَّدَ يَوْماً يَدِينُ فِيهِ الْعَالَمَ بِالْعَدْلِ عَلَى يَدِ رَجُلٍ اخْتَارَهُ لِذَلِكَ. وَقَدْ قَدَّمَ لِلْجَمِيعِ بُرْهَاناً، إِذْ أَقَامَهُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات.” (أعمال 17: 30-31 من ترجمة كتاب الحياة الذي أوضح معنى تصريح الرسول خاصة كلمة “برهانا” وهكذا كل الترجمات الأجنبية والأصل).

القيامة برهان على أن الإنجيل صحيح وعلى أن المسيح سيدين العالم في المستقبل!  لو كان لدى بولس شك في القيامة ما كان يجاهر بهذه الحقيقة.  القيامة تثبت كل ما قاله الإنجيل.

عزيزي الله لم يطلب منا أن نصدق شيء صعب أو غير منطقي. لقد تنازل الله وقدم لنا برهاناً كافياً ولا يوجد أقوى منه أو أفضل منه.  فعليك وعلى إذا أن نتوب عن كبريائنا ونقبل يسوع المسيح المصلوب من أجلنا والمقام بقوة الله.  إن لم نفعل هذا فنحن نرفض برهان الله وهكذا نكذبه!  هل لديك اثبات أن القيامة ليست حقيقية بعد ما غيرت حياة الملايين في كل جيل؟  الله قدم اثباته ليطمئن قلبك فهل تقبل؟ هل لديك ما يكذب الخبر؟ إذا لماذا لا تؤمن وتتبع المخلص الحي وتعمل عمله؟ 

 

قيامة المسيح – الله قدم برهاناً قوياً على صدق المسيحية

تقييم المستخدمون: 3.9 ( 1 أصوات)