أبحاث

حكم التاريخ – ما الذي تثبته الأدلة وما الذي تعنيه اليوم؟

حكم التاريخ - ما الذي تثبته الأدلة وما الذي تعنيه اليوم؟

حكم التاريخ – ما الذي تثبته الأدلة وما الذي تعنيه اليوم؟

121

التاريخ كان 8 نوفمبر سنة 1981م كان يوم أحد. وكنت قد حبست نفسي في غرفة مكتبي بمنزلي، وقد قضيت فترة بعد الظهر في إعادة تشغيل شريط الرحلة الروحية التي إستغرقت واحد وعشرين شهراً.

وكان تحقيقي عن يسوع مشابهاً لما قرأتموه تواً، فيما عدا أنى قد قمت أولاً بدراسة كتب وأبحاث تاريخية أخرى بدلاً من التناقش الشخصي مع العلماء. سألت الأسئلة وحللت الأجوبة بأكبر قدر ممكن لعقلية متفتحة. والآن وصلت إلى قرار حاسم. لقد كانت الأدلة واضحة. والمسألة الوحيدة المتبقية هي ما يمكن أن أفعله أنا معها.

سحبت ورقة من التي يستخدمها المحامون، وبدأت بتدوين قائمة بالأسئلة التي سألتها ثم بدأت بها تحقيقي، وبعض الحقائق الرئيسية التي إكتشفتها. وبطريقة مماثلة، تمكنت من تلخيص موجز لما تعلمناه في فحصنا للأدلة.

  • هل بالإمكان الوثوق بسير حياة يسوع؟

لقد ظننت ذات مرة أن الأناجيل هي مجرد دعاية دينية، ملوثة بطريقة يائسة بخيالات مبالغ فيها وحماسة الإنجيليين. ومع ذلك فإن كريج بلومبيرج، وهو أحد أبرز خبراء البلاد في هذا الموضوع، أقام قضية مقنعة بأن الأناجيل تعكس شهادة شهود العيان وتحمل علامات مميزة من الدقة لا تحتمل الخطأ. وهذه الروايات عن تاريخ حياة يسوع قديمة، بدرجة لا يمكن معها تكذيبها على أنها إختراعات أسطورية. وفى الواقع أن المعتقدات الأساسية في الإيمان بمعجزات يسوع، وقيامته، وألوهيته يرجع تاريخها إلى فجر الحركة المسيحية.

  • هل تصمد سير حياة يسوع أمام التمحيص؟

جادل بلومبيرج بطريقة مقنعة بأن كُتَّاب الأناجيل قصدوا حفظ التاريخ الذي يمكن الإعتماد عليه، وكانوا قادرين على فعل ذلك، وأنهم كانوا أمناء وراغبين أن تتضمن روايتهم حتى الموضوعات التي يصعب شرحها، ولم يسمحوا للتحيز أن يؤثر على روايتهم. وإن التوافق بين الأناجيل حول الحقائق الأساسية مع الإختلاف في بعض التفاصيل يؤكد المصداقية التاريخية لروايتهم.

وعلاوة على ذلك، فإن الكنيسة الأولى لم يكن ممكناً أن تتأصل وتزدهر في أورشليم إذا كانت تُعلِّم بحقائق عن يسوع التي كان معاصروه يستطيعون كشفها كمبالغ فيها أو زائفة. وباختصار، فإن الأناجيل كانت قادرة على تخطي جميع إختبارات إثبات صحتها الثمانية.

  • هل حفظت سير حياة يسوع بشكل موثوق لنا؟

قال العالم العالمي بروس ميتزجر أنه بالمقارنة مع الوثائق القديمة الأخرى، هناك عدد لم يسبق له مثيل من مخطوطات العهد الجديد وبأنها يمكن أن يرجع تاريخها إلى وقت قريب من الكتابات الأصلية. وأن العهد الجديد الحديث يعتبر خالياً من التناقضات النصية بنسبة 5‚99٪ بدون أي شك في العقائد المسيحية الأصلية. وإن المعايير التي إستخدمتها الكنيسة الأولى لتحديد أي الكتب التي تعتبر جديرة بالثقة، قد أكدت أننا نملك أفضل السجلات عن يسوع.

  • هل هناك دليل موثوق به عن يسوع من خارج سيرة حياته بالأناجيل؟

“لدينا وثائق تاريخية عن يسوع أفضل من أي وثائق عن مؤسس أي ديانة قديمة أخرى” هذه هي العبارة التي قالها إدوين ياموكهي. فالمصادر من خارج الإنجيل تعتبر أدلة مؤيدة أن كثير من الناس آمنوا أن يسوع صنع معجزات الشفاء، وأنه المسيا، وأنه صُلب، وأنه بالرغم من هذه الوفاة المخزية إلا أن أتباعه الذين آمنوا أنه كان لا يزال حياً عبدوه كإله. وهناك واحد من الخبراء دعم بالوثائق تسع وثلاثون من المصادر القديمة التي تدعم بالأدلة أكثر من مائة حقيقة تتعلق بحياة يسوع، وتعاليمه، وصلبه، وقيامته.

وهناك سبعة مصادر علمانية والعديد من العقائد القديمة المتعلقة بألوهية يسوع، “موجودة بالتأكيد في الكنيسة الأولى “بحسب ما ذكره العالم جاري هابيرماس.

  • هل يؤكّد علم الآثار أم يُناقض سير حياة يسوع؟

إن عالم الآثار جون ماكراي قال إنه ليس هناك شك بأن مكتشفات علم الآثار عززت مصداقية العهد الجديد. ولم يحدث أن أي إكتشاف أثبت عدم صحة مرجع من مراجع الإنجيل. وعلاوة على ذلك، فإن علم الآثار أثبت أن لوقا، الذي كتب حوالي رُبع العهد الجديد، كان مؤرخاً مدققاً بنوع خاص.

وقد علق أحد الخبراء على ذلك بقوله إذا كان لوقا مدققاً بإجتهاد في تقاريره التاريخية (عن التفاصيل الصغرى) فعلى أي أساس منطقي نستطيع أن نفترض أنه كان ساذجاً أو غير مدقق في كتابة تقاريره عن مسائل أكثر أهمية بكثير، ليس فقط بالنسبة له بل بالنسبة للآخرين أيضاً؟ مثل قيامة يسوع، على سبيل المثال”.

  • هل يسوع التاريخ هو نفسه يسوع الإيمان؟

قال جريجوري بويد أن منتدى يسوع للحلقات الدراسية الذي نشر له قدر كبير من الدعاية، والذي يشك في يسوع قال أن معظم ما هو منسوب إليه يمثل “عدداً ضئيل للغاية من العلماء المتطرفين، الذين يعتبرون على الطرف الأيسر البعيد جداً عن أفكار العهد الجديد”. وقد أكد المنتدى إمكانية حدوث المعجزات من البداية، وإستخدم معايير مشكوك فيها وبعض المشاركين في المنتدى مدحوا وأطروا بإلحاح مستندات شوهتها الأساطير مشكوك فيها للغاية.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن فكرة أن الروايات عن يسوع مستمدة من أساطير عن آلهة يموتون ثم يقومون لم تنجح في مواجهة الفحص الدقيق. وقد قال بويد “إن الأدلة على أن يسوع هو الذي قال عنه التلاميذ…. تبعد بسنوات ضوئية كثيرة عن أسبابي التي تجعلني أصدق أن ثقافة الجناح الأيسر في منتدى يسوع صادقة وصحيحة”. إجمالاً، يسوع الإيمان هو نفسه يسوع التاريخ.

  • هل كان يسوع مقتنعاً حقاً بأنه إبن الله؟

بالرجوع إلى أقدم التقاليد التي تعتبر آمنة بلا شك من تطوير الأساطير لها، وإستطاع بن وذرنجتون الثالث أن يثبت أن يسوع كان لديه قدرة فائقة على إدراك هويته. وبناء على الأدلة قال وذرنجتون “هل كان يسوع يؤمن أنه ابن الله، والوحيد المختار من الله؟ الإجابة، نعم. هل كان يعتبر نفسه ابن الإنسان؟ الإجابة، نعم. هل كان يعتبر نفسه المسيا النهائي؟ نعم، فتلك الطريقة التي نظر بها يسوع إلى نفسه. هل كان يؤمن أن أي شخص أقل من الله أن يكون بإمكانه أن يُخلّص العالم؟ كلا: لا أصدق ذلك.

  • هل حقق يسوع صفات الله؟

بينما التجسد – أن يصير الله إنسان – والانهائي يصبح محدود ومتناهي، توسع من خيالنا، فالعالم اللاهوتي البارز دي. إي. كارسون أثبت أن هناك الكثير من الأدلة بأن يسوع أظهر السمات المميزة للألوهية. وبناء على رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي الإصحاح 2، يعتقد كثير من اللاهوتيين أن يسوع بإرادته تخلى عن الإستخدام المستقل والمتفرد لتلك السمات المميزة بالألوهية، وهو يمارس رسالته لخلاص البشرية.

ومع ذلك فإن العهد الجديد يؤكد بنوع خاص أن يسوع كان أمتلك كل مؤهلات الألوهة، بما فيها أنه كان كلي المعرفة، وكلي الوجود، وكلي القدرة، وأبدي، وأزلى، ولا يعتريه تغيير.

  • هل ضاهى يسوع – ويسوع وحده – هوية المسيا؟

قبل أن يولد المسيح بمئات السنين، تنبأ الأنبياء بمجيء المسيا أو الواحد المكرس والمختار الذي سيخلص شعب الله. وفي الواقع أن العشرات من هذه النبوءات التي ذكرت في العهد القديم إبتدعت بصمة صفات لا يلائمها إلا المسيا الحقيقي. وهذا أعطى لإسرائيل طريقة يمكنهم أن يرفضوا الدجالين، ويصادقون على أوراق إعتماد المسيا الحقيقي.

ومقابل الميزات ذات الأعداد الفلكية نجد فرصة واحدة في تريليون، تريليون، تريليون، تريليون، تريليون، تريليون، تريليون، نجد أن يسوع، ويسوع وحده، على مدى التاريخ، الذي ضاهى بصمات الصفات التي جاءت في النبوءات. وهذا يؤكد شخصية يسوع بدرجة مدهشة من اليقين.

  • هل كان موت يسوع إفتعال وقيامته خدعة؟

بتحليل الحقائق الطبية والتاريخية، خلُص الدكتور الكسندر ميثيريل بأنه لم يكن ممكناً أن ينجو حياً بعد آلام الصلب الرهيبة، وبعد الجرح العميق الذي إخترقت رئتيه وقلبه. وفكرة أنه أغمى عليه، بطريقة ما، وهو على الصليب وتظاهر بأنه ميت ينقصها أي أساس من الأدلة، فقد كان الرومان الذين يقومون بتنفيذ الإعدام، كانوا أكفاء بشراسة لعلمهم أنهم سيواجهون الموت بأنفسهم لو أن أي واحد من ضحاياهم نزل من على الصليب حياً.

وحتى لو كان يسوع، بطريقة ما، ظلّ حياً خلال فترة التعذيب، فإن حالته المروعة لم يكن بإستطاعتها أبداً أن تثير حركة عالمية مبنية على الإفتراض المنطقي بأنه إنتصر إنتصاراً مجيداً على القبر.

  • هل اختفى حقاً جسد يسوع من قبره؟

قدّم وليم لين كريج أدلة مذهلة بأن الرمز الثابت للقيامة – أي القبر الفارغ ليسوع – كان حقيقة تاريخية. فالقبر الفارغ قد ذكر صراحة، أو ضمناً في مصادر قديمة للغاية، فإنجيل مرقس وبيان كورنثوس الأولى 15، التي يرجع تاريخهما إلى وقت قريب من الأحداث لدرجة أنه ليس من الممكن أن تكون من إبتكار الأساطير. وحقيقة أن الأناجيل تذكر أن النسوة قد إكتشفن القبر الفارغ تدعم مصداقية القصة. فموقع قبر يسوع كان معروفاً للمسيحيين واليهود على السواء، ولذلك كان من الممكن أن يراجعه المتشككون.

وفي الواقع أن لا أحد، ولا حتى السلطات الرومانية والزعماء اليهود، إدعوا في أي وقت من الأوقات أن القبر ما زال به جسد يسوع. وبدلاً من ذلك فقد إضطروا أن يخترعوا القصة السخيفة أن التلاميذ – بالرغم من عدم وجود الحافز أو الفرصة – قد سرقوا الجثة، وهي قصة لا يصدقها حتى أكثر النقاد تشككاً.

  • هل شوهد يسوع حياً بعد موته على الصليب؟

إن أدلة ظهورات يسوع بعد قيامته لم تظهر تدريجياً على مر السنين، لأن الأساطير شوهت ذكريات حياته. وبالأحرى، وكما قال خبير القيامة جاري هابيرماس، إن القيامة كانت “البيان الرئيسي للكنيسة الأولى منذ بدايتها”. والبيان القديم من كورنثوس الأولى 15، يذكر أشخاص معينين قابلوا يسوع بعد قيامته، وبولس حتى تحدى المتشككين الذين ظهروا في القرن الأول أن يتحدثوا مع هؤلاء الأشخاص شخصياً ليقرروا صحة المسألة بأنفسهم.

وسفر الأعمال تناثرت فيه تأكيدات قديمة جداً عن قيامة يسوع بينما تصف الأناجيل مقابلات عديدة بالتفصيل. وقد إستنتج العالم اللاهوتي البريطاني مايكل جرين أن “ظهورات يسوع موثقة تماماً كأي شئ في الأزمنة القديمة، فلا يمكن أن يوجد أي شك معقول أنها حدثت.

  • هل هناك أي حقائق مساندة تُشير إلى القيامة؟

جيه. بي. موريلاند بما قدمه من الأدلة الظرفية أضاف توثيقاً نهائياً للقيامة.

أولاً، التلاميذ كانوا في موقف فريد يمكنهم أن يعرفوا إذا كانت القيامة قد حدثت، وقد لآقوا الموت بسبب إعلانهم بأنها حقيقية. فلا أحد بعلمه وبرغبته يموت في سبيل أكذوبة.

ثانياً، بخلاف القيامة ليس هناك سبب وجيه يجعل المتشككين مثل بولس ويعقوب يتحولون إلى المسيحية، ويرغبون في الموت في سبيل إيمانهم.

ثالثاً، خلال أسابيع بعد الصلب، بدأ آلاف من اليهود يتخلون عن تقاليد إجتماعية هامة كانت لها أهمية إجتماعية ودينية حاسمة عبر القرون. وكانوا يعتقدون أنهم يجازفون بحلول اللعنة عليهم إن كانوا مخطئين.

رابعاً، أكدت الطقوس الدينية المبكرة للتناول والمعمودية على قيامة يسوع وألوهيته.

خامساً، الظهور الإعجازى للكنيسة في مواجهة الإضطهاد الروماني الوحشي “يحدث فجوة هائلة في التاريخ، حفرة بحجم وشكل القيامة” كما يقول سي. إف. دي. مول.

تحدي مولير الفاشل:

إني أعترف: بأني هوجمت بكمية ونوعية الأدلة بأن يسوع هو إبن الله الفريد. فعندما جلست إلى مكتبي بعد ظهر يوم الأحد، هززت رأسي بذهول. لقد رأيت متهمين يساقون إلى غرفة الإعدام من أجل دليل أقل إقناعاً بكثير! فالحقائق المتراكمة أشارت بشكل واضح إلى إستنتاج بأنني لم أكن مستريحاً تماماً إلى التوصل إليه.

وبصراحة، كنت أريد أن أصدق أن تأليه يسوع كان نتيجة تطور أسطوري. الذي كان فيه بعض الناس، حسني النية ولكن أسئ إرشادهم، حولوا ببطء شخصاً حكيماً إلى ابن الله الأسطوري. وكان هذا يبدو آمناً ومؤكداً، ومهما يكن فإن واعظاً متجولاً في القرن الأول لم يستطع أن يطالبني ولكن بينما كنت أقوم بأبحاثي وأنا أظن أن هذا التفسير المبني على الأساطير كان واضحاً للغاية أصبحت مقتنعاً أنه لا أساس له إطلاقاً.

والذي حسم لي المسألة كانت الدراسة المشهورة من قبل إيه. إن. شروين هوايت، المؤرخ الكلاسيكي العظيم، من جامعة أكسفورد، والذي أشار إليه وليم كريج في مقابلتنا. أن شروين هوايت فحص بدقة السرعة التي تنشأ بها الأساطير في الأزمنة القديمة. وكان إستنتاجه: حتى جيلان كاملان لم تكن كافية لظهور أسطورة تمحو جوهر حقيقة تاريخية ثابتة [1].

والآن، إدرس قضية يسوع. فمن الناحية التاريخية، خبر قبره الفارغ، وروايات شهود العيان عن ظهوراته بعد القيامة، والإعتقاد بأنه كان فعلاً ابن الله الفريد ظهرت فعلاً في التو واللحظة.

وبيان كورنثوس الأولى 15، الذي يؤكد موت يسوع عن خطايانا ويذكر قائمة بظهوراته بعد القيامة لشهود ذكر أسماءهم، كان يُقرأ من قبل المسيحيين بروايته بمجرد مرور 24 شهراً بعد الصلب. ووصف مرقس للفبر الخالي كان مستمداً من مصادر يرجع تاريخها إلى ما بعد الحدث نفسه بسنوات قليلة.

والأناجيل، التي أعلنت صحة تعاليم يسوع، ومعجزاته، وقيامته، كانت متداولة أثناء حياة معاصري يسوع، الذين كان يسعدهم أن صححوا الحقائق التي سجلتها الأناجيل، لو وجدوا بها تزيين أو تزييف. حتى التراتيل المسيحية البدائية تؤكد طبيعة يسوع الإلهية.

وقد لخصها بلومبيرج بهذه الطريقة: “خلال أول سنتين بعد موته، كانت هناك أعداداً كبيرة من أتباع يسوع، يبدو أنهم كتبوا بياناً عن موت يسوع للتكفير عن ذنوبنا، وكانوا مقتنعين أنه قام من الأموات جسدياً، وربطوا بين يسوع والله، وآمنوا أنهم وجدوا تأييداً لكل هذه المعتقدات في العهد القديم” [2].

وإستنتج وليم كريج “أن الفترة الزمنية اللازمة للظهور الواضح للأساطير المتعلقة بأحداث الأناجيل كان سينقلنا إلى القرن الثاني بعد الميلاد. وهو نفس الوقت فعلاً الذي دُنت فيه الأناجيل الأسطورية المشكوك في صحتها. وهذه هي الروايات الأسطورية التي يبحث عنها النقاد” [3].

فلم يكن هناك ببساطة وقت كاف للأساطير لإفساد سجل يسوع التاريخي، خاصة في وجود شهود العيان الذين كانوا مازالوا يعرفونه معرفة شخصية. وعندما كان عالم اللاهوت الألماني ﭽوليوس ميلير سنة 1844 يقول أنه يتحدى أي شخص يجد مثالاً واحداً لأسطورة تنشأ بهذه السرعة في أي وقت في التاريخ، وكانت الإجابة من علماء عصره، وحتى يومنا هذا، السكوت التام [4].

في يوم 8 نوفمبر سنة 1981م، أدركت بأن الإعتراض الأكبر على يسوع قد أُسكت أيضاً بأدلة التاريخ. ووجدت نفسي أضحك على كيف إنقلبت الموائد.

في ضوء الحقائق المقنعة التي عرفتها أثناء بحثي، في مواجهة هذا السيل الكاسح من الأدلة في قضية المسيح، كانت سخرية الأقدار هي أنني سأحتاج لمزيد من الإيمان لأحافظ على إلحادي أكثر مما أحتاجه لأؤمن بيسوع الناصري!.

المعاني التي تتضمنها الأدلة

تذكر قصة ﭽيمس دكسون المذكورة في مقدمة هذا الكتاب؟ كانت الأدلة تشير بقوة إلى تجريمه بقتل رقيب شرطة شيكاغو. حتى أنه هو نفسه قد إعترف بجريمته!.

ولكن عندما أجرى تحقيق أدق، حدث تحول فجأة: فالسيناريو الذي يناسب الحقائق تماماً هو أن الرقيب الشرطي لفق التهمة لديكسون الذي كان بريئاً من جريمة إطلاق النار. وأطلق سراح ديكسون، وكان الضابظ هو الذي أدين. وفي ختام بحثنا في قضية يسوع، نستحق أن نعيد الرجوع إلى الدرسين العظيمين من هذه القصة.

  • أولاً، هل كان جمع الأدلة دقيقاً فعلاً؟

نعم كان دقيقاً، ولقد إخترت خبراء إستطاعوا أن يذكروا موقفهم ويدافعون عنه بالأدلة التاريخية التي أمكنني أن أختبرها عن طريق الإستجواب. ولم أكن مجرد مهتماً بآرائهم، بل كنت أريد الحقائق فكنت أتحداهم بالنظريات الحالية للملحدين، والأساتذة المتحررين. ولما كنت أعرف خلفيتهم وثبوت تميزهم، وخبرتهم، وشخصيتهم، فإن هؤلاء الأساتذة كانوا أكثر من مؤهلين أن يقدموا حقائق تاريخية يعتمد عليها عن يسوع.

  • ثانيا، ما هو أحسن تفسير يتناسب مع مُجمل الأدلة؟

فى يوم 8 نوفمبر سنة 1981م كان رأيي المتعلق بالأساطير، الذي كنت متمسكاً به سنوات كثيرة قد تفكك تماماً. والأكثر من ذلك كان تشككي كصحفي بخصوص الأشياء الخارقة للطبيعة قد تلاشى في ضوء الأدلة التاريخية المذهلة أن قيامة يسوع كان حدثاً تاريخياً حقيقياً. وفي الواقع لم يستطع عقلي أن يفكر في تفسير واحد يناسب الأدلة التاريخية بنفس الدرجة مثل الإستنتاج بأن يسوع كان فعلاً ما قاله عن نفسه، إبن الله الفريد الوحيد.

والإلحاد الذي كنت قد اعتنقته طول هذه المدة إنهار تحت وطأة الحقائق التاريخية. لقد كانت نتيجة أساسية مذهلة، وبالتأكيد ليست النتيجة التي كانت أتوقعها في هذه العملية البحثية. ولكنها كانت بحسب رأيي، قرار فرضته الحقائق.

وكلها قادتني إلى: إذن ماذا؟ إذا كان هذا صحيح، فما هو الفرق الذي سينتج عنه؟ كانت هناك عدة أشياء واضحة يتضمنها.

  • إذا كان يسوع هو إبن الله، فإن تعاليمه أكثر من مجرد أفكار من معلم حكيم، بل إنها بصيرة إلهية أستطيع أن أبني حياتي عليها.
  • إذا كان يسوع يضع معيار الأخلاقيات، فبإمكاني الآن أن يكون لديّ أساس ثابت لقراراتي وإختياراتي، بدلاً من أن أبنيها على الرمال المتحركة دائماً على النفعية والأنانية.
  • إذا كان يسوع قام فعلاً من الأموات، فإنه ما زال حياً اليوم ومن الممكن أن أقابله شخصياً.
  • إذا كان يسوع قد إنتصر على الموت فيمكنه أن يفتح الباب أمامي لحياة الخلود، أيضاً.
  • إذا كان يسوع له قوة إلهية فإن له قدرة خارقة على الطبيعة لكي يرشدني ويساعدني ويغيرني عندما أتبعه.
  • إذا كان يسوع يعرف شخصياً آلام الضياع والمعاناة فيمكنه أن يريحني، ويعزيني، ويشجعني في وسط الإضطراب الذي حذرنا بنفسه أنه لا يمكن تجنبه في عالم أفسدته الخطايا.
  • إذا كان يسوع يحبني كما يقول، فإنه يعرف الأفضل لإهتماماتي ولمصالحي ويحفظها عن ظهر قلب. وهذا يعني أنني لن أخسر شيئاً بل أكسب كل شئ بتسليم ذاتي له ولأهدافه.
  • إذا كان يسوع هو ما يدعي أن يكون (وتذكر أنه لا يوجد أي زعيم لأي ديانة أخرى من الديانات الكبرى تظاهر بأنه إله) وبما أنه خالقي فإنه يستحق ولائي وإخلاصي وطاعتي وعبادتي بحق.

أتذكر أني كتبت هذه المعاني المتضمنة على ورقتي (من الأوراق التي يستعملها المحامون) ثم رجعت إلى الخلف مستنداً على الكرسي. لقد وصلت إلى نهاية رحلتي التي إستغرقت عامين. وأخيراً حان الوقت لأتعامل مع أكثر سؤال يلح عليَّ وهو “والآن ماذا؟”

معادلة الإيمان:

بعد أبحاث شخصية إستغرقت أكثر من ستمائة يوم وساعات لا تعد ولا تحصى، فإن حكمي الشخصي في قضية… المسيح كان واضحاً. ومع ذلك، وأنا جالس على الكرسي أمام مكتبي أدركت أني محتاج إلى ما هو أكثر من قرار عقلاني. فكنت أريد أن أتخذ الخطوة المبنية على التجربة والتي وصفها جي. بي. مورويلاند في المقابلة الأخيرة.

فلما بحثت عن طريقة لتنفيذ هذه الفكرة سحبت إنجيلاً وفتحته على إنجيل يوحنا 12:1، وهي آية قابلتها أثناء بحثي “وَأمَّا كُلُّ الَّذينّ قَبلُوهُ فَأعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أنْ يَصيرُوا أوْلَادَ الله أيَ الْمُؤْمنُونَ بَاسْمهِ”.

الإفعال الرئيسية في هذه الآية توضح بدقة حسابية ما يتطلبه تجاوز مجرد الموافقة العقلية على ألوهية يسوع والدخول معه في علاقة دائمة بأن أصبح من أفراد أسرة الله بالتبني: آمن + إقبل = تُصبح.

  1. آمن

كشخص متعلم في الصحافة والقانون، دُربت على أن أستجيب للحقائق، حيثما تقودني. وعندي، أن المعلومات أظهرت بوضوح وبطريقة مقنعة أن يسوع هو إبن الله الذي مات بدلاً عني لكي يتلقى العقوبة التي كنت أستحقها للسيئات التي إرتكبتها.

وكانت هناك الكثير من السيئات. وسأوفر على نفسي الحيرة والإرتباك الذي ينتج عن الدخول في التفاصيل، ولكن الحقيقة هي أنني كنت أعيش أسلوب حياة دنسة ومخمورة ومنهكة في الشئون الذاتية ولا أخلاقية. وفي مهنتي خنت زملائي وطعنتهم من الخلف لأكسب ميزة شخصية وإنتهكت، بشكل متكرر، المعايير القانونية والأخلاقية للبحث عن قصص. وفي حياتي الشخصية كنت أضحي بزوجتي وأبنائي على مذبح النجاح. وقد كنت كذاباً وغشاشاً ومخادعاً.

لقد إنكمش قلبي وتضاءل حتى أصبح جامداً كالصخر نحو أي شخص آخر. وكان حافزي الأساسي هو المتهة الشخصية. ومن دواعي السخرية، أنني كلما بحثت عنها بنهم، كلما أصبحت مراوغة ومدمرة للذات.

وعندما قرأت في الإنجيل أن هذه الخطايا أبعدتني عن الله، الذي هو قدوس ونقي وطاهر، وهذا رن في أذني أنه حقيقي. وبالتأكيد أن الله الذي أنكرت وجوده على مر السنين كان يبدو بعيداً عني للغاية، وأصبح واضحاً عندي أنني محتاج لصليب يسوع ليسد هذه الفجوة. وقد قال بطرس الرسول في رسالته الأولى 18:3 “فَإِنَّ الْمَسِيحَ أّيْضَاً تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، البَارٌ مِنْ أَجْل الأَثَمَة، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى الله، مُمَاتاً فِي الْجَسَدَ وَلِكَنْ مُحْيِيّ فِي الرُّوحَ”.

بكل هذا أؤمن به الآن. فأدلة التاريخ وتجربتي الشخصية أقوى من أن أتجاهلها.

  1. إقبل

كل نظام إيمان آخر درسته أثناء بحثي كان مبنياً على خطة “إفعل”. وبعبارة أخرى. كان من الضروري للناس أن يفعلوا شيئاً، فمثلاً يستخدموا عجلة الصلاة التي تستعمل في بلاد التبت، ويدفعون الصدقات، ويذهبون للحج، ويمرون بالتناسخ، ويتخلصون من كارما من الآثام السابقة، ويصلحون شخصياتهم لكي يحاولوا الرجوع إلى الله بطريقة ما. وبالرغم من أحسن جهودهم، فإن كثيراً من الناس المخلصين لا يريدون أن يفعلوا ذلك.

أما المسيحية فهي من نوع فريد. فهي مبنية على خطة “ما تم عمله” فإن يسوع قد فعل لنا على الصليب ما لا نستطيع أن نفعله لأنفسنا. فقد دفع وتحمل عنا عقوبة الموت التي نستحقها بسبب تمردنا وسيئاتنا، وهكذا يمكننا أن نتصالح مع الله.

لم أكن مضطراً أن أكافح وأناضل لكي أحاول أن أفعل المستحيل لكي أجعل نفسي شريفاً. فالإنجيل يقول مراراً وتكراراً أن يسوع يمنحنا الغفران والحياة الأبدية كهبة مجانية التي لا يمكن إكتسابها (انظر، رومية23:6؛ أفسس 2 :8 – 9؛ تيطس 5:3) وهي تسمى النعمة – النعمة الفائقة، وهي ميزة لا أي تحقها وهي متاحة لأي شخص يقبلها في صلاة التوبة بإخلاص، حتى لو كان شخصاً مثلي.

نعم، كان لا بد أن أتخذ خطوة الإيمان، كما نفعل في أي قرار نتخذه في حياتنا. ولكن هنا الفرق الحاسم: لم أعد أحاول أن أسبح ضد التيار القوي – تيار الأدلة – وبدلاً من ذلك إخترت أن أسير في نفس الإتجاة الذي تتدفق فيه سيل الحقائق. كان هذا معقولاً وعقلانياً، وكان هذا منطقياً. والأكثر من ذلك، بطريقة داخلية وغير قابلة للتوضيح، لقد كان أيضاً ما أحسست به أن روح الله يدفعني ويحثني لأفعل.

لذا في يوم 8 نوفمبر سنة 1981، تحدثت مع الله في صلاة قلبية صادقة وغير مكتوبة معترفاً ومتحولاً عن فعل الشر، ومتقبلاً هبة الغفران والحياة الأبدية من خلال يسوع. فقلت له أنني بمساعدته أريد أن أتبعه وأتبع طرقه من الآن فصاعداً.

لم تكن هناك صواعق البرق ولا إجابات مسموعة ولا إحساس بالوخز. وإني أعرف أن بعض الناس يشعرون بتدفق العطفة في مثل هذه اللحظة، أما أنا فكان هناك شئ آخر منعش بنفس القدر، كان هناك تدفق العقل والصواب.

  1. أُصبح

بعد أن إتخذت تلك الخطوة، علمت من يوحنا 12:1 أني قد عبرت البداية إلى تجربة جديدة. فقد أصبحت شيئاً مختلفاً: إبناً لله، وقد تبناني في أسرته إلى الأبد من خلال يسوع التاريخي الذي قام من الأموات. وقد قال بولس الرسول في كورنثوس الثانية 17:5 “إِذَاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحَ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً”.

وكما هو متوقع، بمرور الزمن عندما حاولت أن أتبع تعاليم يسوع وأفتح نفسي لقوته المُغيرة، فإن أولوياتي، وقيمي، وشخصيتي كانت (وستظل) تتغير تدريجياً. وعلى نحو متزايد أحتاج إلى دوافع يسوع ووجهات نظره أن تصبح فيَّ. ولكي أوضح ما قاله مارتن لوثر كنج الإبن. قد لا أكون بعد الرجل الذي يجب أن أكونه أو الرجل الذي سأكونه يوماً ما بمساعدة المسيح، ولكن بحمد الله أنني لست الرجل الذي إعتدت أن أكونه!

لربما كان ذلك يبدو باطنياً [صوفي] إليك؛ أنا لا أعرف. ومن مدة ليست بعيدة كانت كذلك بالنسبة إليَّ. ولكنها الآن حقيقة تماماً وللذين من حولي. وفي الحقيقة، أن الفرق كان جوهرياً في حياتي لدرجة أنه بعد شهور قليلة بعد أن أصبحت من أتباع يسوع صعدت إبنتي ذات الخمس سنوات إلى زوجتي وقالت لها “أمي، أريد من الله أن يفعل من أجلي مثل ما فعله مع أبي”.

فها هي فتاة صغيرة كانت فقط تعرف أباً كان دنساً غاضباً خشن اللفاظ، وغائباً في أغلب الأحيان. ومع أنها لم تقابل أي عالم أبداً، ولم تحلل الحقائق أبداً، ولم تبحث أبداً في الأدلة التاريخية، إلا أنها شاهدت عن قُرب التأثير الذي يستطيع يسوع أن يُحدثه في حياة شخص واحد. وفي الحقيقة كأنها كانت تقول “إذا كان هذا هو ما يفعله الله في الإنسان، فهذا ما أريده لنفسي”.

وعندما أنظر إلى الوراء، حوالي عشرين عاماً، أستطيع أن أرى بوضوح أن اليوم الذي إتخذت فيه القرار في القضية…. المسيح لم يكن سوى حدثاً بالغ الأهمية في حياتي.

تَوَصَّل إلى قرارك:

والآن جاء دورك. منذ البداية شجعتك أن تدرس الأدلة التي في هذا الكتاب كمحلفين عادل ونزيه قدر المستطاع، وتتوصل إلى إستنتاجاتك بناء على وزن الأدلة. وفي النهاية فالقرار لك، أنت وحدك، لا أحد غيرك سيعطيك صوته.

ربما بعد قراءة خبير بعد خبير، والإستماع إلى جدال بعد جدال، ورؤية آدابة سؤال بعد سؤال، وإختبار الأدلة بمنطقك وحسن فهمك للأمور، ستكون قد وجدت، مثلي أن القضية… المسيح حاسمة.

وكلمة يؤمنون في إنجيل يوحنا 12:1، وضعت في المكان المناسب، وكل ما تبقى هو أن تقبل نعمة يسوع، وعندئذ ستصبح إبنه أو إبنته، منهمكاً في مغامرة روحية يمكن أن تزدهر باقي أيام حياتك وإلى الأبد. وبالنسبة لك فإن موعد الخطوة المبنية على التجربة، قد حان ولا أستطيع أن أشجعك بقوة أكثر من ذلك على إتخاذ تلك الخطوة الحاسمة.

من ناحية أخرى، لربما كانت هناك أسئلة ما زالت تشغلني. وربما أني لم أواجه الإعتراض الأهم الذي يدور في عقلي. هذا عدل كافي. فلا يوجد كتاب واحد يستطيع أن يبحث في كل فرق دقيق جداً. ومع ذلك فإني واثق أن كمية المعلومات التي وردت في هذه الصفحات ستكون على الأقل قد أقنعتك أنها معقولة – وفي الواقع أساسية – للإستمرار في بحثك.

حدد بدقة أين تظن أن الأدلة تحتاج إلى تدعيم، ثم إبحث عن إجابات إضافية من خبراء محترمين جداً، وإذا إعتقدت أنك توصلت إلى سيناريو يعلل إلى الحقائق بطريقة أفضل. فكن مستعداً أن تخضعها إلى فحص دقيق عقل حازم.

إستخدم المراجع المقترحة في هذا الكتاب لكي تتعمق أكثر. إدرس الإنجيل بنفسك (عندي إقتراح واحد “الرحلة”: طبعة خاصة من الإنجيل مخصصة للناس الذين لم يؤمنوا بعد حتى الآن أنه كلام الله) [5]

صمم بأنك ستتوصل إلى قرار عندما تجمع كمية كافية من المعلومات، وادرك بأنك لن تتوصل أبداً إلى قرار كامل لكل مسألة واحدة. وربما حتى تحتاج أن تهمس بصلاة إلى الله الذي لست أنت متأكداً من أنه موجود، وتسأله أن يرشدك إلى حقيقته. وعن طريق هذا كله سيكون لديك تشجيعي المخلص عندما تستمر في مسعاك الروحي.

وفي نفس الوقت، أشعر فعلاً بالتزام قوي لأحثك أن تجعل لهذه المسألة الأولوية في حياتك. فلا تدرسها مصادفة أو بلا إحترام لأن هناك أشياء كثيرة تتوقف على إستنتاجك. وكما عبر عنها مايكل ميرفي بطريقة ملائمة فقال “نحن أنفسنا، وليس مجرد إدعاء الصدق، موضع الرهان في هذا البحث”[6] وبعبارة أخرى، إذا كان إستنتاجي في قضية يسوع صحيحاً، فإن مستقبلك وأبديتك تتوقف على كيف ستكون إستجابتك للمسيح. وكما أعلن يسوع “فَقُلْتُ لَكُمْ إنِّكُمْ تَمُوتُونَ في خَطَايَاكُمْ لَأنَّكُمْ إنْ لَمْ تُؤْمنُوا أنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ” (يوحنا 24:8).

هذه كلمات جادة، صدرت عن قلق صادق ومحب. وإني أقولها لأؤكد أهمية هذه المسألة وعلى أمل أن يحثك أن تفحص قضية يشوع بدقة ونشاط.

ومع ذلك، ففي النهاية، تذكر بأن بعض الإختيارات غير قابلة للتطبيق. فالأدلة المتراكمة قد قضت عليها من قبل. هذا ما لاحظه سي. إس. لويس، الأستاذ اللامع المتألق من جامعة كامبردج، والذي كان في الماضي متشككاً، الذي أخيراً كسبناه بواسطة الأدلة التي تؤكد ألوهية يسوع.

أحاول هنا أن أمنع أي شخص من أن يقول الكلام الغبي فعلاً الذي كثيراً ما يقوله الناس عنه: “إنى مستعد أن أقبل يسوع كمعلم أخلاق عظيم، ولكني لا أقبل ادعائه بأنه الله”. هذا هو الشيء الذي يجب ألا نقوله. فالرجل الذي كان مجرد رجل وقال نوع الكلام الذي قاله يسوع لن يكون معلم أخلاق عظيم. فإما أن يكون مجنوناً… أو ربما يكون شيطان من جهنم. فلابد أن تختار: إما أن هذا الرجل كان وما يزال ابن الله أو رجل مجنون أو شيء أسوأ.

يمكنك أن تعتبره مغفل، ويمكنك أن تبصق عليه، وتقتله كشيطان، أو تستطيع أن تركع عند قدميه وتدعوه الرب والله. ولكن لا تدعنا نتوصل إلى كلام فارغ يدل على التنازل بقولنا أنه معلم إنساني عظيم. فلم يترك لنا هذا الأمر مفتوحاً للإختيار. ولم يقصد أن يفعل ذلك. [7]

حكم التاريخ – ما الذي تثبته الأدلة وما الذي تعنيه اليوم؟

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !