إلحاد

لماذا لا يقلل الله الشر في العالم؟ Lenny Esposito – ترجمة ميرفت القمص

لماذا لا يقلل الله الشر في العالم؟ Lenny Esposito

ترجمة ميرفت القمص

اختراع السيارة كان علامة فارقة في التاريخ البشري. قبل اختراعها بمئة عام كان يوجد القطار وكان مهماً كوسيلة نقل للركاب والبضائع. ولكن لان القطار يسير على قطبان فلم يكن مفيداً في المسافات القصيرة للأماكن المتعددة ولذا كان الناس لا يزالوا يعتمدون الحناطير. وعندما انتشرت صناعة السيارات فهذا غير من الامر كثيراً. فصار لدي الناس حرية أكثر إذا صار لديهم امتلاك السيارات. فهم يختارون اين يذهبون في اي وقت ومتى أرادوا. وصار ممكنا ان يتخذوا معهم ما يريدون من أمتعة واحتياجات. وبما ان الطرق كانت أسهل في الانشاء والصيانة من تنفيذ القضبان، فانتشرت السيارات في كل مكان باستخدامات متعددة.

وبالطبع، ادي ذلك الي زيادة عدد السائقين، وزادت ايضا الحوادث. فالسيارات قد تكون خطيره للمشاه. ولو ان السيارات تسير مثل القطار على القضبان، فإن هذا يقلل عدد الحوادث والوفيات، ولكن فعل هذا يلغي فائدتها وسبب اختراعها. فسيارة على القضبان مكانها الملاهي وليس الشارع.

الله خلق الانسان حراً

وقد استخدمت فكرة السيارات كوسيلة إيضاح للإجابة عن الاعتراض على وجود الله. غالبا ما اسمع من الشباب سؤال: ” لماذا يسمح إله صالح كلي القدرة بالشر في العالم؟”

عادة ما اجيب بنظرية: الإرادة الحرة، بإن الله لم يرد خلقة مخلوقات وفقط بل مخلوقات لها حرية اختيار محبته. بعضهم يقتنع بفكرة ان الله أعطى البشر حرية وبالتالي لا مفر من وجود بعض الشر ولكن البعض يقدم اعتراضاً اخر: ” لماذا يسمح إله صالح بكل هذا الشر؟ يوجد شر كثير جداً في العالم لا يسمح بوجود إله”.

بالطبع فإن اعتراضهم مليء بالافتراضات. ومن ضمنها ان يزيل الله كل الاشرار من على وجه الارض. وسؤالي هو: اين الحدود؟ كم من الشر سيسمح به وكم سيعاقبه؟ ربما تظن ان رئيس عصابة يجب بالتأكيد ازالته، ولكن عندئذ سنكون خسرنا نيكي كروز، الذي صار لاحقا مشيرا وَقّاد الآلاف للمسيح. وماذا عن الغشاشين والكذبة؟ ماذا فعلت بضرائبك العام الماضي؟ ان الله سيزيل الشر في يوم ما، يوم نهاية العالم. ولكن حتى ذلك الوقت سيظل يمطر على الاشرار والأخيار.

الا يقدر الله ان يُبْطِل فاعلية الاشرار؟

هذا افتراض اخر ان الله يتدخل في نوايا الاشرار وفي نفس الوقت لا يؤثر على حريتهم. وكأنهم يقولون انه ممكن ان يكون هناك عالم فيه البشر احرار ولكن في نفس الوقت حريتهم لصنع الشر غير موجودة. وسيكونون وكأنهم يمشون على قضبان أعطاها لهم الله بدل من اختيار مسيرتهم بأنفسهم.

لو أدركنا ان الله كلي الصلاح، فسندرك ان نزع حرية المخلوقات هي نوع من الشر. لا احد يريد ان يصير روبوتاً – إنسان آلي- بلا إرادة. وكما ان السيارة تفقد شي من ميزتها إذا ما وضعت على قضبان، فهكذا البشر سيصدرون شيئا اقل إذا ما سُلبت حريتهم.

اننا نرى كثير من الشر في العالم ولكن هذا لا يعني ان الله لا يفعل شيء تجاهه فنحن نرى الله يعمل من خلال تعاليمه ومن خلال الكنيسة. ولذلك نرى المسيحيين يهتمون بقضايا الاتجار بالبشر، وإطعام الفقراء، وخدمة المدمنين. ولذا ايضا نهتم بقضايا مثل الإجهاض، الزواج المثلي، في حين اننا نرى ان الآخرون يرفضون مثل هذه المبادئ الاخلاقية. فنحن نريد ان نقف صد السر حتى لو كان ذلك سيجعلنا غير مرغوب فينا. ولكن افتراض انه يمكن تقليل الشر في العالم بدون التدخل في إرادة البشر فهي نظرية لا يستطيع أحد إثباتها.

ونستطيع ان نفكر هكذا: ان أعظم وأول وصية هي محبة الله من كل القلب، والنفس والفكر والقدرة. فعدم محبة الله هو خطية، هو سر. لذا فالإيمان بالله سيفعل الكثير لإيقاف القتلة والمغتصبين ومنعهم عن طرقهم الشريرة. إذن كم من الملحدين يريدون ان يدعوا الله يغير فكرهم عنه بالإجبار؟

المرجع

Why God Doesn’t Reduce the Evil in the World? Lenny Esposito