روحيات

هل الله مختبئ؟ لماذا لا يتراءى حيناً بصورة منظورة فيفحم الشكاكين مرة والى الأبد؟ فليب يانسي ناحية ايمانية..

هل الله مختبئ ؟ لماذا لا يتراءى حيناً بصورة منظورة فيفحم الشكاكين مرة والى الأبد؟ فليب يانسي ناحية ايمانية..

nihilism_inside_by_sabrinmahran-d4ma7vv

هل الله مختبئ ؟ لماذا لا يتراءي حيناً بصوره منظوره فيفحم الشكاكين مره والي الابد ؟ فليب يانسي

ما اراده رائد الفضاء السوفياتي عندما بحث عن الله في الخلاء المظلم خارج نافذة سفينتة الفضائية ,وما اراده صديقي رشيد وحيداً في غرفته الساعة الثانية فجراً , هو مُنية عصرنا الصادرة من جوع (لدي الذين ما زالوا يجوعون ) فنحن نريد برهاناً ودليلاً , ظهوراً شخصياً .حتي يصير الله الذي سمعنا عنه هو الاله الذي نراه .

ولكن ما نجوع اليه حدث مرة , فان الله ظهر ذات مرة شخصياً . وتكلم اليه الانسان كما يكلم الرجل صاحبه.وقد تقابلا , اي الله وموسي , في خيمة نصبت خارج مخيم الشعب .ولم يكن موعد  اللقاء سراً .فكلما نهادي موسي نحو الخيمة كي يتكلم مع الله ,كان المخيم كله يفرغ أذ يمضي القوم للمشاهدة .الا ان عمودًا من السحاب .يمثل حضور الله المرئي , حال دون الدخول الي الخيمة .فلا احد سوي موسي علم بما يجري في الداخل .,ولا احد اراد ان يعلم . وقد تعلم الشعل ان يظلوا بعيدين ,اذا قالوا لموسي ” تكلم انت معنا فنسمع , ولا يتكلم معنا الله لئلا نموت .! ” وبعد كل لقاء كان موسي يخرج متوهجاً كغريب هبط من الفضاء .ويحول الشعب وجوههم عنه .حتي يغطي وجهة ببرقع .

كان الملحدين في نلك الايام قليليين ,ان وُجدوا فما من عبراني كتب رواية عن انتظار اله لم يأت قط .وكان في وسع الشعب أن يروا بينة جلية علي حضورا لله .خارج خيمة الاجتماع ,او في غيوم العاصفة الكثيفة الحائمة حول جبل سيناء .ولم يكن الشكاك يحتاج سوي القيام بنزهة الي الجبل الراجف ومد يده كي يلمسه ,فتتبدد شكوكه قبل لمسة بثانية واحده .

ومع ذلك ,ما حدث في اثناء تلك الايام يكاد لا يصدق .فلما صعد موسي الي الجبل المقدس العاصف بعلامات حضور الله .فاولئك القوم الذين حُفظو سالمين من خلال الضربات العشر في مصر ,والذين عبروا البحر الاحمر كما علي أرض يابسة .وشربوا ماء من الصخر .وكانت بطونهم تهضم المن المعجزي في تلك اللحظة عينها اولئك القوم انفسهم باتوا ضجرين او عديمي الصبر او متمردين اوحاسدين , وحتي انهم رفضوا كل ما يتعلق بالههم . وقبلما نزل موسي من الجبل كانوا يرقصون كالوثنين حول عجل من ذهب .

لم يلعب الله لعبة الغميضة مع بني اسرائيل . فقد توافر لهم كل برهان علي وجوده يمكنك ان تطلبه.لكن الامر المدهش ان صراحة الله بدت مُحدثة عكس النتيجة المتوخاة تماماً …ولم اكد اصدق هذه النتيجة حتي عند قراءتي لها …

ان بني اسرائيل تجاوبوا لا بالتعبد والمحبة بل بالخوف والعصيان العلني فحضور الله المنظور لم يُجد نفعاً في اكسابهم ايماناً ثابتاً

 

المرجع

كتاب عندما لا تمطر السماء فليب يانسي صفحة  53