أبحاث

إخوة الرب المذكورون في العهد الجديد

إخوة الرب المذكورون في العهد الجديد

إخوة الرب المذكورون في العهد الجديد

إخوة الرب المذكورون في العهد الجديد
إخوة الرب المذكورون في العهد الجديد

 

 مَن هم إخوة الرب المذكورون في العهد الجديد؟ هل يعني ذكرهم هذا أن مريم لم تكن دائمة البتولية؟

ورد ذكر “إخوة الرب” في (مر6: 3) و (مت13: 15) وهم: يعقوب ويوسي/يوسف وسمعان ويهوّذا، حيث يوسي ويوسف هما إسم واحد. سنجيب على هذا السؤال من الناحية الكتابية ثم من الناحية الكنسية والتاريخية. لا يذكر العهد الجديد قط أن “إخوة الرب” هم أبناء مريم أو يوسف ولم يذكر أن مريم كانت أمهم. كانت نسبتهم للرب يسوع. إن أول أخوين من لائحة إخوة الرب هما دائما يعقوب ويوسي/يوسف. إذا علمنا من كانت أمهما لأخذنا فكرة عن قرابة إخوة الرب بيسوع.

وبالفعل يذكر العهد الجديد إمرأة بإسم مريم أم يعقوب ويوسي/يوسف، ولأننا لا نعرف في العهد الجديد أي أخوين بإسم يعقوب ويوسي/يوسف سوى أول أخوين من “إخوة الرب” فمن المنطقي ربط مريم أم يعقوب ويوسي/يوسف بإخوة الرب. يذكر (مرقس15: 40) و (متى27: 55-56) هذه المرأة في ذكرهما للنساء اللاتي كن عند صليب المسيح. إذا قارنا هذين النصين مع نص (يوحنا19: 25) نستنتج بإختصار أنه يمكن مطابقة مريم أم يعقوب ويوسي/يوسف (في مرقس ومتى) مع مريم كلوباس (في يوحنا)، حيث مريم كلوباس هي على الارجح زوجة كلوباس.

هذا على إفتراض أن النساء المذكورات في (يوحنا19: 25) هن أربعة. أما إن أفترضنا أنهن ثلاثة (وهو إحتمال وارد كتابياً) تكون مريم أم يعقوب ويوسي/يوسف هي أخت العذراء مريم وزوجة كلوباس معاً.

الصعوبات الظاهرية هنا: لماذا دُعي هؤلاء الأربعة إخوة للرب وهم في الحقيقة أولاد مريم زوجة كلوباس؟ وهل كان للعذراء أخت وهل كان إسمها مريم أيضاً؟ أخذ إستعمال كلمة “أخ” (وأخت) في الكتاب المقدس أكثر من معنى تحت تأثير البيئة السامية المشرقية. فقد أستعملت كلمة أخ لوصف إخوة الدم (مر1: 16)، أو أقارب من نفس العائلة الواحدة (تكو29: 12 ، مر6: 17-18)، أو إخوة بالإيمان الواحد (مت28: 10، يو20: 17، رو8: 29، أع2: 37 إلخ…).

لهذا لا بد من وجود قرابة معينة بين مريم زوجة كلوباس وبين العذراء مريم حتى دُعي أبناء هاتين المرأتين إخوة. هذه القرابة ذكرها المؤرّخ الكنسي أفسابيوس وهي أن كلوباس ويوسف كانا اخوين، أي أن “إخوة الرب” هم أولاد عم يسوع (التاريخ الكنسي3: 11). ويذكر أفسابيوس أيضاً أن سمعان أخ الرب هو أبن كلوباس. من هنا نستنتج:

1_ العهد الجديد لم يدعو العذراء أم “إخوة الرب”؛ 2_ العذراء مريم هي ليست مريم أم يعقوب ويوسي/يوسف؛ 3_مريم أم يعقوب ويوسي/يوسف هي زوجة كلوباس وهي، على الأقل، أم أول أخوين من لائحة إخوة الرب، فهي على الأرجح أم “إخوة الرب” و “أخواته”؛ 4_مريم أم يعقوب ويوسي/يوسف هي قريبة للعذراء مريم، إما قرابة مباشرة لها (أختها بالمعنى الحقيقي وهو غير مرجح أو بالمجازي)، أو عن طريق قرابة بين زوجيهما يوسف وكلوباس (أخوان بالمعنى الحقيقي أو المجازي).

بسبب القرابة الجسدية جاز أن يُدعى هؤلاء الأربعة إخوة ليسوع بحسب العادة السامية الدارجة وجاز أن تُدعى ام يعقوب ويوسي/يوسف أختاً للعذراء وإن كانت العذراء على الأرجح وحيدة والديها.

تاريخياً ظهرت ثلاث نظريات لتفسير “إخوة الرب” المذكورين:
_نظرية هلفيديوس (380) الذي أخذ بالتفسير الحرفي دون الإعتبارات الأخرى وأعتبر “إخوة الرب” هم إخوة يسوع بالجسد. دانت الكنيسة هذه النظرية. لماذا؟ لأنها مخالفة لتقليدها الحي. دائماً وأبداً آمنت الكنيستان الأرثوذكسية والكاثوليكية ببتولية مريم العذراء. هذه الشهادة الحية أقوى من كل فذلكات التفسير الحر.

_نظرية أبيفانيوس (382) أسقف قبرص الذي بنى فرضيته على إنجيل يعقوب الباطني (الابوكريفا) في القول بأن إخوة الرب كانوا أبناء يوسف من زواج سابق لا أبناء مريم، وبالتالي إخوة الرب هكذا لأنهم كانوا أنصاف إخوة ليسوع من جهة الأب.

_نظرية إيرونيموس Jerome الذي إفترض أن أم إخوة الرب هي مريم زوجة كلوباس وأنها هي نفسها أخت العذراء مريم مفترضاً بالتالي أن مريم ويوسف معاً بقيا بتولين.

[1] راجع الدراسة عن إخوة الرب في الجزء الثاني من شرح متى للذهبي الفم، ترجمة وإعداد عدنان طرابلسي، وراجع السؤال رقم 41 المتعلق بالبتولية الدائمة لمريم. في الدراسة نفسها أوردت أمثلة عن إساءة إستعمال النصوص الإنجيلية من قبل مختصين بروتستانت لدعم لاهوتهم الخاص كما ورد “قاموس الكتاب المقدس” Anchor Bible Dictionary  

إخوة الرب المذكورون في العهد الجديد

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !