الردود على الشبهات

هل كان يسوع نسخة مسيحية من الأساطير الوثنية القديمة؟

هل كان يسوع نسخة مسيحية من الأساطير الوثنية القديمة؟

هل كان يسوع نسخة مسيحية من الأساطير الوثنية القديمة؟ 22 سبب لعدم إعتقاد العلماء بأن يسوع هو نسخة من الأديان الوثنية

المحتوى

هل كان يسوع نسخة مسيحية من الأساطير الوثنية القديمة؟ 22 سبب لعدم إعتقاد العلماء بأن يسوع هو نسخة من الأديان الوثنية
هل كان يسوع نسخة مسيحية من الأساطير الوثنية القديمة؟ 22 سبب لعدم إعتقاد العلماء بأن يسوع هو نسخة من الأديان الوثنية

 لتحميل البحث بصيغة PDF إضغط هنا

مدخل للقضية

كما كتب دان بروان في كتابه “شيفرة دافينشي” “لا يوجد شيء يتمتع بالأصالة في المسيحية.”

ظهر في الآونة الاخيرة ادعاء عدد كبير من الناس بان يسوع ببساطة هو اعادة قولبة لديانات وثنية سرية اقدم وديانات الهة الموت والقيامة، وراينا هذا الادعاء متنكرا كحقيقة في افلام مثل روح العصر و شيفرة دافينشيو لاديني وللشخص العادي يبدو هذا حقيقي ومقنعا ولكن ما مدي مصداقية هذه الادعاءات؟ بالتأكيد يمكن لأي شخص ان يحرف الدليل ليتناسب و تحيزاته الافتراضية، خاصة اذا كان هذا الشخص او ذاك لا يرغب في الايمان بشيء ما. والخطوة الاولي لأي شخص يبحث فعلا لفهم هذه المزاعم هو ان يستشير العلماء في مجالات الخبرة الضرورية وذات الصلة، ماذا لديهم ليقولوه بهذا الشأن؟ هل مثل هذه قضية مطروحة للمناظرة في الوقت الحاضر؟ اذا كانت الاجابة بالإيجاب او بالسلب اذن فلماذا؟

سوف تتركز هذه الدراسة باختصار علي تحليل هذه المقارنات وعلي الآراء المعتبرة للعلماء ومحاولة معرفة اذا كان أي من هذه المتماثلات الوثنية قد ظهرت في يسوع العهد الجديد.

   من هم المنادين بأسطورية الشخصيات التاريخية؟

بارت ايرمان العالم الاكثر تشكيكا في العهد الجديد علي مستوي العالم متسائلا:

“ما هو البرنامج الذي يدفع المنادين بأسطورية الشخصيات التاريخية؟  لماذا يعملون بجد لإظهار ان يسوع لم يوجد ابدا؟ ليس لدي اجابة شافية علي هذا السؤال، ولكن لدي حدس، ليس من قبيل الصدفة ان كل المعتقدين بأسطورية الشخصيات التاريخية (في الواقع، كلهم علي حسب علمي) إما ملحدين أو لا ادريين. الاشخاص الذين بالكاد اعرف عنهم هم ملحدون متعصبون”

في الواقع ايرمان محق في حدسه، فاحد ابرز المنادين بأسطورية الشخصيات التاريخية  هو ريتشارد كارير و من المصادفة ان كارير هو ملحد نهم وكاتب في سيكيولار ويب. واليوم كارير واثنين او ثلاثة من المناصرين، هم العلماء الوحيدون الذين قاموا بطرح النقاش حول اسطره الشخصيات التاريخية، اما البقية فليسوا حتي علماء في مجالات خبرة ذات صلة – مثل بيل ماهر (لا ديني) و دان بروان (شيفرة دافنشي) و جيمس كويمن (روحالعصر) وبراين فليمنج (الله الذي لم يوجد).

علي الارجح ان العالمين الاكثر تشكيكا  – رغم تجاهلهم من قبل علماء التاريخ والعهد الجديد والمسيحية المبكرة او حتي الباحثين الكلاسيكيين – كما هو مبين اعلاه هما كارير وشخص اخر يدعي  روبرت برايس، وهما الوحيدين في الوقت الحالي اللذان يحظيا باي اهتمام من قبل مجتمع الدارسين، او علي الاقل واحد او اثنين من الدارسين بخلاف الاخرين الذين تم تجاهلهم من قبل معظم علماء المجالات ذات الصلة.

 

   الادعاء باختصار

يعرف مناصرو هذه الفكرة بالمنادين بأسطورية شخصيات تاريخية، وينادون بان يسوع لم يكن سوي نسخة  من الهه الموت والقيامة والخصبة في اماكن متعددة حول العالم وبعض هذه الإلهة يشمل تموز في بلاد ما بين النهرين وادونيس في سوريا واتيس في اسيا الصغرى وحورس في مصر.

وفي الآونة الاخيرة يستأنف المنادين بأسطورية الشخصيات التاريخية بنشر هذه الادعاءات وكنتيجة لظهور الانترنت والتوزيع الهائل للمعلومات من مصادر غير مسؤولة. الشيء الوحيد الذي يحتاجه المستخدم هو اسمه والاكسجين الذي يتنفسه اذ يمكن لأي شخص ان يكتب أي شيء باعتبار انه حقيقة، وفي هذه المقالة سوف نقوم بفحص هذه المتماثلات ونري اذا ما كانت ستصمد امام التدقيق لذا دعنا نكشف “الاسباب وراء اعتقاد العلماء بعدم كون يسوع نسخة من الديانات الوثنية”

 

   السبب الاول: يرفض العلماء بالأجماع الادعاء بكون يسوع نسخة وثنية.

اليوم، يرفض كل باحث في المجالات التاريخية ذات الصلة، تقريبا بالأجماع، فكرة كون يسوع نسخة من الهة وثنية، ويبدو ان الادلة المتاحة اقنعتهم بذلك ضد هذا التماثل المزعوم، علي سبيل المثال تي ان دي ميتينجر من جامعة لوند يعتقد:

“بقدر ما انا عليه من العلم، لا يوجد دليل ظاهر علي ان موت وقيامة يسوع هو تركيبة اسطورية.”

ورنر ولاس ،محقق جرائم القتل السابق، يكتب لـ”القضايا الباردة للمسيحية”

“كلما فحصت طبيعة الالهة التي تمت عبادتها قبل يسوع ستلاحظ الاختلاف وزيف محاولات المقارنة مع يسوع التاريخي.”

بروفيسور رونلد ناش، فيلسوف ولاهوتي شهير، يدون في كتابة “هل تأثر العهد الجديد بالديانات الوثنية؟”

“تم رفض الادعاءات باعتماد المسيحية المبكرة علي الميثراسية من عدة نواحي. فالميثراسية ليس لديها مفهوم الموت والقيامة لألهتها ولا مكان لمفهوم الولادة الجديدة– علي الاقل في مراحلها الاولي.”

ثم يذهب ناش بالقول” يعتبر دارسي الكتاب المقدس اليوم هذه قضية منتهية.”

دارس ريادي اخر للعهد الجديد كريج كينر يكتب ” عند اجراء المقارنات سينتهي بك الامر الي جملة من الاختلافات اكثر من المتشابهات.”

جي زي سميث مؤرخ للدين ودارس للديانات الهلنستية يكتب “فكرة موت الإلهة وقيامتها هي تسمية خاطئة للغاية مبنية علي اعادة بناء وتخيل لنصوص غامضة ومتأخرة للغاية.”

مايكل بيرد، احد اعضاء مجلس تحرير صحفية دراسات يسوع التاريخي، وزميل مركز المسيحية العامة يوضح انزعاجه عندما يكتب

“الان، في العادة اكون ودود وشخص اكاديمي، ولكن لأكون صادقا لدي القليل من الوقت او الصبر لاستثمر في فضح الاوهام المتطرفة لـ”المنادين بأسطورية يسوع” كما يسمون انفسهم، ذلك لأنه – ولأكون صريحا – يمضي هؤلاء الذين يمتهنون المجال الاكاديمي للدين والتاريخ ببساطة اوقاتا صعبة لأخذ هذا بجدية.”

واخيرا جيمس دين في مقاله “الاسطورة” في قاموس يسوع والاناجيل يكتب

“اسطورة هو مصطلح مشكوك علي الاقل في صلة بدراسة يسوع والاناجيل.”

 

   السبب الثاني: يتفق كل الخبراء في المجال علي ان يسوع وجد يوما، واننا نستطيع ان نعلم اشياء عنه علي نقيض العديد من الالهة الوثنية.

يتفق غالبية علماء العهد الجديد والكتاب المقدس والمؤرخين وعلماء المسيحية المبكرة – من كل الخلفيات الايمانية –  تماما ان يسوع وجد يوما، بالطبع تقام المناظرات حول ما نعرفه عن يسوع ولكن هذا امر اخر لا علاقة له بالنقاش، وهذا يفصل تماما بين يسوع والهة الموت والقيامة التي غالبا لا يكون لها ذكر في التاريخ او كشخصيات تاريخية، وكما كتب بولتمان، استاذ دراسات العهد الجديد،ذات مرة

“بالطبع الشك في تاريخية يسوع لا اساس له من الصحة ولا يستحق التفنيد، اذ لا يوجد شخص عاقل يشك ان يسوع هو المؤسس وراء الحركة التاريخية التي قدمت خطوتها المميزة الاولي بواسطة المجتمع الفلسطيني القديم.”

وكما يلاحظ بول ماير، استاذ سابق في التاريخ القديم،

“الدليل الاجمالي طاغ بشدة، فهو من القطية بحيث انه لا يمكن التجاسر وتجاهل وجود يسوع التاريخي الا من قبل الاشخاص الاكثر ضحالة فكرية فقط.”

ايضا، كريج ايفانز المشهور بكتاباته في موضوع يسوع التاريخي، يقول:

“لا يوجد مؤرخ جاد للخط الديني او اللاديني يشك في ان يسوع الناصري عاش حقا في القرن الاول الميلادي واعدم تحت حكم بيلاطس البنطي، حاكم اليهودية والسامرة.”

وحتي بارت ايرمان، الدارس الاكثر تشكيكا في العهد الجديد(وهو بالتأكيد ليس صديقا للمسيحية) يقرر الاتي:

“هذه الآراء متطرفة للغاية (أي ان يسوع ليس له وجود تاريخي) وغير مقنعة لـ 99.99% من الخبراء الحقيقيين ذوي الآراء المعتبرة و المرشحين لتقلد وظيفة التدريس في قسم مرموق للدين مثل عالم الاحياء الخلقي المرشح للانتقاد بشدة بحسن نية بقسم الاحياء.”

يقول جرانت: “خلاصة القول، يفشل النقد الحديث في دعم نظرية اسطورة المسيح اذ يتم الرد عليها ودحضها مرارا وتكرارا من قبل علماء المرتبة الاولي.”

الاعتراف الاوضح يأتي من قبل جير لودمان د، ارس ريادي ملحد للعهد الجديد، في المانيا اذ يكتب:

“يمكن اعتبار ما اختبره بطرس والتلاميذ بعد موت يسوع حيث ظهر يسوع لهم كالمسيح القائم من الموت امر موثوق تاريخيا.”

لذلك فان الادعاء بان يسوع ليس له وجود تاريخي ليس مطروحا علي طاولة البحث التاريخي ايضا، فان مكانة الحقيقي في الزاوية في سلة المهملات، اظن ايضا كما بيرجر واقتبس القول “علي القول بانني لا اعرف ناقد محترم يقول هذا (يسوع ليس له وجود تاريخي) ليس بعد الان.

 

   السبب الثالث: في الواقع نحن لا نعرف سوي القليل عن هذه الديانات الوثنية السرية.

كما يظهر من التاريخ ان تلك الديانات الوثنية لم تكن معروفة الا في تلك المجتمعات المعنية بها، ولم يكن لدي معظم معتنقيها أي نية لمشاركتها من الغرباء. بالطبع يضع هذا المؤرخين المعاصرين في موقف صعب، اذ بالكاد يمكننا معرفة قصاصات عن هذه الجماعات وكيف كانت حياتها وممارستها وكما يقول بارت ايرمان احد ابرز دارسي العهد الجديد:

“نحن نعرف القليل عن هذه الديانات الغامضة، اذ ان بيت القصيد من الديانات السرية هي انها سرية، لذلك انا اري انه من الحماقة بمكان ان نبني علي جهل للخروج بادعاء مثل هذا.”

سي اس لويس، الاسم المريح والمألوف لكثير من المسيحين يقول:

“تدور القصص الوثنية حول شخص ما يموت ويقوم، اما في كل سنة وايضا لا احد يعلم اين او متي.”

وكما اقتبست سابقا بنفس الطريقة، جي زي سميث، المؤرخ للدين والديانات الهلنستية يكتب:

“فكرة الهة الموت والقيامة هي تسمية خاطئة الي حد كبير اعتمادا علي اعادة بناء تخيلية ونصوص متأخرة للغاية او نصوص غامضة بدرجة كبيرة.”

اذا ان ما لدينا هو نصوص متأخرة وغامضة، وعدم وجود هذه النصوص والعديد منها يؤرخ بتاريخ لاحق للمسيحية، فدعني أتساءل من اية اتي هؤلاء المنادين بأسطورية يسوع بهذه التشابهات المزعومة؟ – كما يقول جي زي سميث انها نتاج تخمينات بدرجة كبيرة “اعادة بناء تخيلية” فقط في عقول احاب هذه الادعاءات.

 

   السبب الرابع: معظم ما نعرفه عن الديانات الوثنية اتي بعد المسيحية وليس قبلها.

فلو صح ذلك، ان معظم معرفتنا عن الديانات الوثنية اتت لاحقا بعد المسيحية، فلماذا اذا يروج المنادين بهذا بان هذه النصوص تسبق المسيحية؟ لماذا يزعمون بان المسيحية قد اقتبست من تلك الديانات السرية في حين الامر منطقيا غير جائز؟

يعتقد تي ان دي ميتنجر، الاستاذ بجامعة لوند، ومعظم الدارسين في هذا المجال، انه لا وجود لإلهة الموت والقيامة قبل المسيح او قبل ظهور المسيحية في القرن الاول الميلادي.

“يعتقد الدارسين بشكل شبه عالمي علي انه لا وجود لإلهة الموت والقيامة قبل المسيحية، وان كل هذه ظهرت لاحقا بعد القرن الاول الميلادي.”

ويذهب ميتنجر للقول بان “الاشارات علي قيامة ادونيس أرخت اساسا في العصر المسيحي.”

ادوين ياموشي يكتب: “القيامة المفترضة لاتيس لم تظهر حتي  150 ميلادية.”

والبروفيسور رونالد ناش نفسه يقول : ” ازدهرت الميثراسية بعد المسيحية وليس قبلها، لذا لا يمكن للمسيحية ان تكون نسخة من الميثراسية، فالتوقيت خاطئ تماما لكي ما تؤثر علي مسيحية القرن الاول.”

 

    السبب الخامس : لم يكن لليهود ان يسمحوا بغزو الاساطير الوثنية لثقافتهم تماما.

بداية، يذكر العهد القديم العديد من المرات التي رفض فيها اليهود الاله الواحد وانخرطوا في عبادة الاصنام. وحتي الان لا يوجد دليل علي ان هذا حدث مع يهود القرن الاول حيث كان يعيش يسوع والفريسيون الذي كان يواجههم لم يكونوا ليسمحوا بتشجيع ديانة وثنية. ومع ذلك كان المجتمع اليهودي مجتمع صارم للغاية عندما يتعلق الامر بما يؤمن به وما ينبغي ان يفعل تنفيذا لهذا الايمان. اذ كانوا مؤمنين باله واحد ويمكننا رؤية ذلك في روايات العهد القديم حيث وضعت القوانين بدقة لتفادي التأثر بالديانات الخارجية للأثمة، مثل الكنعانيون. حتي ان الوصية الاولي لليهود تقول “انا الرب الهك لا يكن لك الهة اخري امامي” كانت الثقافة اليهودية واحدة بحيث لم يكن التراث اليهودي والتقاليد لتسمح بفسادها بالوثنية حيث اعتبرت اثما ورجاسة.

ويليام لان كريج احد ابرز المفكرين والفلاسفة ودارسي العهد الجديد المسيحين يكتب في مقاله “يسوع والاساطير الوثنية”:

“بالنسبة ليسوع وتلاميذه وهم من يهود القرن الاول، وهذا ضد تلك الخليفة التي كان من الواجب عليهم فهمها.”

ايضا بروفيسور بن ويثرنجتون، استاذ دراسات العهد الجديد، يكتب:

“لم تكن هذه فكرة نظامية لقاموس الوثنية للحياة بعد الموت علي الاطلاق، وحتي الدراسة السريعة لهذه النصوص الكلاسيكية في اليونانية واللاتينية تعرض في الواقع وكما يشير اعمال الرسل 17 ان مثل هذه الافكار كانت عرضة للسخرية من قبل الوثنين، يمكنني ان افهم النظرية الدفاعية اذا وفقط اذا كانت الاناجيل موجهه الي حد كبير للفريسية ومناصريها، لا اعرف أي دارس جادل مثل هذه قضية.”

وكما يقول ويليام لان كريج : “ان زيف هذا التشابه المزعوم هو مؤشر علي ان الاساطير الوثنية هي اطار تفسيري لفهم خاطئ لإيمان التلاميذ بقيامة يسوع المسيح.”

وايضا ” … علي أي شخص يصر علي هذا الاعتراض ان يتحمل عبء اثباته، فهو يحتاج لعرض هذه الروايات المتماثلة وفوق ذلك ان تكون مرتبطة سببيا.”

واختتم كريج في كتابة يقول :”وانه امر صعب التخيل، الاعتقاد بان التلاميذ الاصلين قد امنوا فجأة وبصدق بقيامة يسوع الناصري من الاموات فقط لسماعهم بأسطورة وثنية عن الهة موسمية للموت والقيامة.”

كما يري أي بي ساندرز ان يسوع هو الاكثر منطقية ضمن يهودية القرن الاول الميلادي.

” الراي السائد (بين العلماء) اليوم يظهر اننا نعرف يسوع جيدا جدا علي نحو يمكن تحقيقه، واننا نستطيع ان نعرف ما قاله، وهذين الامرين منطقيين ضمن يهودية القرن الاول الميلادي.”

بروفيسور مارتن هنجل يكتب ” الاديان الهلنستية السرية … ليس لها تأثير عمليا علي فلسطين اليهودية.”

 

   السبب السادس : قانون العهد الجديد هو بمثابة تاريخ علي نقيض الكثير من الاديان الوثنية السرية الغامضة.

 

المعلومات الكامنة في اناجيل قانون العهد الجديد هي بمثابة المعلومات الاكثر موثوقية لدينا عن يسوع وتصنف تلك النصوص علي انها سيرة ذاتية يونانية-رومانية كما يكتب جرهام ستانتون بجامعة كامبريدج:ـ

“لا اعتقد انه من الممكن اليوم تجاهل كون الاناجيل مجموعة فرعية من هذا النوع الادبي القديم والواسع  من الـ “الحياة” والتي هي “سير ذاتية”.”

وايضا تشارلز تالبرت العالم المتميز في العهد الجديد يشيد في كتابة “ما هي الاناجيل” بكتاب اخر مؤثر والذي اثر علي الباحثين من حيث ماهية حقيقة نوع الاناجيل “هذا المجلد من شانه ان يقضي علي أي شرعية تنفي السيرة الذاتية الشخصية للأناجيل القانونية.”

ايفين ديفيد اوني، اخصائي بارز في الادب القديم، يري

“وهكذا في حين ان (كتاب الاناجيل) كان لديهم اجندة لاهوتية مهمة، الا ان الحقيقة هي انهم اختاروا ان يتكيفوا مع عهود السيرة الذاتية اليونانية-الرومانية للاخبار بقصة يسوع والتي اشارت الي تعلقهم بشدة بتوصيل ما اعتقدوا انه حدث فعلا.”

وما اكد علي ان الأناجيل هي من ادب السيرة الذاتية الي حد كبير هو علم الاثار وهذا ما خلص الية اوربان فون فالدي، عضو في جمعية ادب الكتاب المقدس وجمعية دراسات العهد الجديد:

“علم الاثار يوضح مدي الدقة التامة وتفاصيل معرفة الانجيليين … المراجع الطبوغرافية هي تاريخية تماما … بعض (اجزاء من الانجيل) هي شديدة الدقة، مفصلة وتاريخية.”

بارت ايرمان معلقا:

“اذا اراد المؤرخون معرفة ما قاله يسوع ووجدوا تكلفا في هذا بصورة او باخري في استخدام الاناجيل كمصدري اولي. اسمح لي ان اؤكد انه ليس لسبب ديني او لاهوتي علي سبيل المثال، ان هذه وهذه فقط هي ما يمكن الوثوق به وهذا لسبب تاريخي لأنها نقية وبسيطة.”

وهذا يبين توجه الاناجيل في التاريخ علي نقيض العديد من الديانات الوثنية السرية.

السبب السابع : علي نقيض الديانات الوثنية السرية يسوع هو شخصية تاريخية بارزة يمكن معرفة المعلومات عنها، ماذا كان يعتقد نفسه وماذا فعل باعتباره شخصية من التاريخ:

وسواء كان المرء يعتقد ان يسوع هو ابن الانسان او حتي الله نفسه أو مجرد عبقرية دينية من القرن الاول الميلادي، فأننا نستطيع ان نجمع كل الحقائق عن حياته وخدمته – وفقا لاعتقاد العلماء.

واحد الدارسين الريادين للعهد الجديد اليوم، كريج ايفان المشهور بكتاباته عن يسوع التاريخي يعتقد في يسوع الآتي:

” … وهكذا يبدو الاجماع علي وجود يسوع تاريخيا وانه كان يهوديا، لم يكن ليخرج عن الناموس بل كان يتمم الناموس، اعتبر يسوع نغسه الممسوح من الله الذي هو المسيا.”

أي بي ساندرز دارس ريادي معاصر اخر للعهد الجديد يقرر:

“ان اعادة البناء التاريخي هو امر غير مؤكد مطلقا، وفي حالة يسوع في بعض الاحيان هو غير مؤكد بصورة كبيرة، لكن بالرغم من هذا لدينا فكرة جيدة عن الخطوط الرئيسية لخدمته ورسالته. نعلم من هو وماذا فعل وما كان عمله ولماذا مات … والراي السائد (بين الدارسين) اليوم هو انه يبدو اننا نستطيع ان نعلم عن يسوع جيدا جدا ما الذي حاول يسوع انجازه ويمكننا ان نعلم الكثير عما قاله وهذين الشيئين يبدوان منطقيان ضمن يهودية القرن الاول.”

وذهب ساندرز للقول بأن “اعتقد اننا نستطيع ان نجزم – الي حد ما- ان شهرة يسوع المبدئية اتت من قدرته علي الشفاء وخاصة طرد الارواح الشريرة.”

ستناتون، دارس بارز للعهد الجديد وحظي باحترام واسع وهو متوفي الان يري:

“بالكاد قليلا من الشك ان يسوع امتلك عطايا غير عادية كمعالج بالرغم من التفسيرات المتنوعة المقدمة بالطبع.”

جي طومسون، محاضر للعهد الجديد في سيدني ميسوري وكلية الكتاب المقدس بكندا يقرر الاتي:

“وبقدر اعتباره لنفسه “ابن الانسان” السماوي و”الابن الحبيب” كما يظهر ومتعلق بالطموحات المسيانية بعيدة المدي، الا ان يسوع كان متحفظا بنفس القدر علي هذه القناعات، وحتي مع حقيقة كونه بعد موته وقيامته اعلن من قبل التلاميذ ان المسيا يمكن ان يفهم هذا  كتطور مباشر لتعاليمه الخاصة.”

روبرت غرانت،أستاذ فخري في العلوم الإنسانية والعهد الجديد والمسيحية المبكرة في جامعة شيكاغو يعتقد أن “يسوع قدم ابتكار فريد للغاية. وذلك لأنه ادعى انه هونفسه يمكن ان يغفر الخطايا.”

ويكتب غرانت ايضا:

“يسوع عاش ايامه الاخيرة، وتوفي علي الاعتقاد بان موته امر محتم لإنقاذ الجنس البشري.”

موريسكيسي،باحثكبيرآخرفيدراساتالعهدالجديدوالتاريخ،يقول:

” انه يعتقد بان في موته اتماما لإرادة الله ليفدي شعبه اسرائيل.”

مرة اخري أي بي ساندرز يقول: “ان اتباع يسوع (وبولس لاحقا) قد اختبروا القيامة وفي رايي حقيقة ما الذي حدث وادي لاختبار مثل هذا، انا لا اعرف.”

ما تعبر عنه هذه القائمة من الاقتباسات لأبرز دارسي العهد الجديد في ايامنا هذه ان البراهين كافية لتعرفنا تماما الكثير عن يسوع التاريخ، وبكلمات اخري وبأجماع غالبية المؤرخينبان يسوع وجد تاريخيا وانه يمكننا معرفه ما كان يفعله حقا وماذا كان يعتبر نفسه وهذا علي نقيض التقاليد الغامضة للديانات الوثنية السرية. ففي بعض الاحيان يكون العلماء غير متأكدين اطلاقا من وجود هذه الشخصيات التاريخية خلف قليل من الديانات الوثنية.

 

   السبب الثامن: يسوع التاريخ لا يتناسب مع تعريفه كشخص اسطوري

كان يسوع فريدا في كل جوانب حياته تقريبا، وكان هذا مقنعا جدا لهؤلاء الذين اتبعوه حتي الي الموت، وحتي اليوم يظل الدارسين متفاجئين ومفتونين بهذا الرجل الذي سار علي ارض فلسطين القرن الاول، وكما يدون ايدوين جدج المؤرخ ذو المكانة بجامعة ماكواري:

“لم يكن لدي المؤرخين العلماء اية مشكلة في اعتبار ظاهره يسوع بانها شخصية تاريخية، جوانبه العديدة المدهشة ساعدت فقط في ترسيخ شخصه في التاريخ، كانت الاسطورة او الخرافة لتكون شخص قابل للتنبؤ اكثر من ذلك. كشفت الكتابات التي ظهرت عن المسيح عن حركة فكرية وخبرة في الحياة غير عادية شيء جوهري اكثر مما يتخيل شرحه.

سي اس لويس المشهور بكتاباته عن المسيحية وسلسلة الخيال ” سجلات نارنيا” وحتي الان بعد ما يقرب من 50 عام من وفاته تظل كتاباته الاكثر انتشارا ونقاشا ضمن المجتمعات المسيحية، علي راس هذا كان لويس باحثا متعطشا في آداب العصور الوسطيوكان شخص يملك دراية جيدة بمهارات الكتابة وفيما يتعلق بالإنجيل يعلق:

“كل ما انا عليه في حياتي الخاصة كناقد ادبي ومؤرخ، هذا هو عملي وانا علي استعداد لأقول – اعتمادا علي ذلك- ان أي شخص يعتقد ان الاناجيل اما اساطير او روايات هو ببساطة يظهر عدم أهليته كناقد ادبي، وقد قرات عدد كبير من الروايات واعرف بقدر لا بأس به حول الاساطير التي نشأت بين الاولين كما واني اعرف الاناجيل واعرف انها ليس هذا النوع من الاشياء.”

في قلب الانجيل نشاطات، حياة، خدمة، وشخص يسوع المسيح، الكثير مما سجل في الاناجيل مبني بشكل ملموس علي سجل تاريخي ولا يمكن ان يكون اسطورة ولا يمكن حتي ان يقارن بأسطورة – كما قال سي اس لويس ” الاناجيل ليس هذا النوع من الاشياء.”

 

   السبب التاسع: العديد من هذه الديانات الوثنية السرية ليس لها علاقة بالتاريخ الملموس.

لو ان هذه الديانات الوثنية السرية متصلة ولو قليلا بالتاريخ الفعلي فلماذا يصر البعض علي استنتاج ان يسوع هو نسخة منها؟ – كما يلاحظ ادوين ياموشي، مؤرخ واستاذ فخري للتاريخ:

“تتميز كل من هذه الاساطير بانها متكررة وتمثيلات رمزية للموت والبعث للنبات، هذه ليس شخصيات تاريخية.”

دارس بارز للعهد الجديد وفيلسوف، وليام لان كريج يكتب:

“في الواقع معظم الدارسين ساورهم الشك حول ما اذا كان هناك حقا أساطير للموت والقيامة.”

 

   السبب العاشر: الحال في اطروحة دورثي موردوك ، عمل علمي فظيع، غير مترابط وغاش.

احد اصحاب هذه المزاعم هي دورثي موردوك وقد تفاعلت معها شخصيا علي صفحتها علي الفيس بوك وقناتها لليوتيوب، وهكذا وبعد مراجعة مقالاتها علي موقعها “مؤامرة المسيح”، لكن ذلك لم ينتهي حينما حاولت ان اشير الي اخطاء في حججها(وهي كثيرة وملحوظة) بل اتهمت بانني جنسي وشوفيني. ولكن مهلا انا لم ادعي انني كامل! ولكن توجد ملاحظة خطيرة، حرفيا كانت ردها علي، تم حظري في وقت لاحق من صفحتها علي الفيس بوك. كما يوجد مناظرة نصية مستفيضة من السابق فصاعدا علي موقع مايك ليكونا “يسوع القائم من الموت” وهو متاح لكل المهتمين بكارثة المنادين بأسطورية يسوع، ليكونا هو دارس بارز للعهد الجديد اليوم وهو يقوم بنقد اعمال موردوك مفصلا ذلك بشكل مقنع، وفي الواقع بعض الاقتباسات في الاسفل هي لليكونا اثناء هذا التفاعل. بالإضافة الي ذلك فقد راجع ليكونا الدارسين في مجالات متخصصة من الخبرة لمزيد من التعليق علي اطروحة موردوك، وسأضمن هذه الاقتباسات.

الانن لا اقصد التقليل من شان موردوك او انوي لتحويله لهجوم شخصي، هذه ليست نيتي، ولكن ما ساعرضه كيف يري اغلبية العلماء في المجالات ذات الصلة هؤلاء الذين ينتمون لهذا المعسكر.

اولا، بارت ايرمان في مراجعاته لـ”مؤامرة المسيح” يقول ما يلي:

“انه مليء بالكثير من الاخطاء في الحقائق والتأكيدات الغريبة التي تجعل من الصعب تصديق جدية الكاتب.”

بل كتب ايضا” في الواقع كل النقاط الرئيسية عن اشاريا هي خاطئة.” و “انه لا ينبغي علي هؤلاء ان يتفاجؤوا حينما لا تؤخذ اطروحاتهم علي محمل الجد من قبل العلماء الحقيقين المذكورين بمجالات تخصصهم او حتي يتم قراءتها بواسطتهم.”

حتي الباحث الملحد بوب برايس يدعو كتاب موردوك بـ”غير الناضج” كما وصفه ايضا بالحقيبة العشوائية(اعادة تدوير في مجمله) وغريب الاطوار، بعض قليل منها يستحق النظر ومعظمها هش بشكل خطير والكثير منها لا يعقل بشكل صريح

في كتابها ادعت ان يسوع هو نسخة من اله هندوسي كريشنا، في الواقع موردوك ترغب في اغتنام الفرصة في كتابها “ابناء الله: كريشنا، بوذا، والمسيح كشف النقاب” ومن ناحية ثانية اعتبرت ان كريشنا صلب قبل المسيح.

ادوين براينت، استاذ الهندوسية بجامعة روتجرز والذي ترجم البجافاراتا بورانا أو(حياة كريشنا) يرد كالأتي:

“هذا هراء مطلق، فلا يوجد مطلقا أي ذكر في أي مكان يلمح للصلب.”

“هي لا تعرف ما تتحدث عنه، فيتهوبا هو شكل من اشكال كريشنا الذي يعبد في ولاية ماهاراشترا، فلا يوجد الهه هندوسية علي الاطلاق صورت كمصلوبة.”

وفيما يتعلق بالتشابه المزعوم الذي تحاول موردوك ان ترسمه بين الهندوسية والمسيحية، بينجامين ولكر في كتابه “عالم الهندوسية” وهو مسح موسوعي للهندوسية يكتب:

“لا يوجد ادني شك ان الهندوسية استعارت الحكايات من المسيحية ولكن ليس الاسم.”

بل ذهبت موردوك في ادعاءاتها الي ابعد من ذلك فقالت ان المسيحية فشلت في الهند “لان البراهميون ادركوا انها تقاليد متأخرة نسبيا عن تقاليدهم القديمة.” وعلي هذا علق براينت ببساطه :”تعليق احمق.”

بل ذهب مايك ليكونا للقول بان “ادعاءات موردوك بان المسيحية استعارت جوهريا من الهندوسية هي ادعاءات لا تستحق الرد، ادعاءاتها خاطئة، غير مدعمة بالادلة وتظهر عدم فهم للايمان الهندوسي.”

بالإضافة الي كريشنا استشهدت موردوك بالتشابهات بين بوذا ويسوع كمثال علي اقتباس المسيحية من الهندوسية. بروفيسور شونج فانج يو، رئيس قسم الدين بجامعة روتجرز والمتخصص في الدراسات البوذية يعلق قائلا:

“المراة التي تتحدث عنها تجهل تماما ما هي البوذية وانتشار مثل هذا التضليل هو امر خطير. لا يشرف السيدة موردوك الانخراط في مثل هذه مناقشة. من فضلك اطلب منها ان تدرس مقرر تعليمي للدين حول العالم او للبوذية قبل ان تتفوه بكلمات اخري عن اشياء لاتعلمها.”

بعد ذلك كتبت موردوك عن يوسيفوس الذي ذكر يسوع في كتابة ” الاثار اليهودية”:

“بالرغم من ان الكثير قد تم بهذه المراجع الا انها رفضت من قبل العلماء والمدافعين المسيحين علي حد سواء باعتبارها تزييف كمثل التي تشير الي يوحنا المعمدان ويعقوب “اخوة يسوع””

وتعليقا علي هذا يقول مايك ليكونا:

“ادعاءات موردوك ساذجة وخاطئة اجمالا. فنص يوسيفوس عن يوحنا المعمدان يعتبر اصيلا ولا خلاف علي ذلك بين العلماء.”

ادوين ياموشي، استاذ التاريخ بجامعة ميامي يكتب:

“لا يوجد شك لدي الباحثين في اصالة هذا النص بالرغم من وجود بعض الاختلافات بين وصف يوسيفوس والتي في الاناجيل…”

روبرت فان فورست، دارس للعهد الجديد بالمدرسة اللاهوتية الغربية يعلق بالمثل علي نص يوسيفوس فيقول:

“انه حقيقة غير مشكوك فيها من قبل المترجمين، ويعتقد العلماء انه كان مستقلا عن العهد الجديد.”

جون ماير، استاذ العهد الجديد بالجامعة الامريكية الكاثوليكية يكتب عن اشارة يوسيفوس عن يوحنا المعمدان فيقول

“مقبولة كجزء اصيل من قبل اغلبية العلماء. ولايمكن تصوره علي انه عمل مسيحي خلال اس فترة.”

لويس فيلدمان، الدارس اليهودي بجامعة يشفا وعلي الارجح الخبير الابرز فيما يتعلق بيوسيفوس يعلق علي هذا النص قائلا:

“بالكاد يوجد شك بالنسبة لأصالة نص يوسيفوس عن يوحنا المعمدان.” ولذلك تعليق السيدة موردوك عن هذا النص انه “تم رفضه من قبل العلماء والمدافعين المسيحين علي حد سواء باعتباره مزيف.” هو كذب صريح.

في كتابها ادعت موردوك ان الاسطورة غلف المسيحية بسبب “اشارات ومجموعات البروح.”

وردا علي هذان نول سويردلو، استاذ علم الفلك والفيزياء الفلكية بجامعة شيكاغو يرد قائلا

“… هي تقول شيئا لم يكن لاحد ان يفكر فيه في العصور القديمة لانه وفي أي كوكبة من النجوم الثابتة تم تحديد الاعتدال الربيعي وكان امرا غير ذات اهمية بالإضافة لكونه فكرة حديثة كليا، واعتقد انه يعود الي علم فلك القرن العشرين.”

يطرح مايك ليكونا علي مزاعم موردوك بان يسوع ليس له وجود تاريخيا تحديا:

“اتحدي السيدة موردوك ان تعطي اسما اخر علي سبيل المثالن عاش في القرن الاول الميلادي غير يسوع (علي سبيل المثال اوغسطس – طيبرايوس – نيرو) والذي ذكره 17 كاتبا ممن لا يشاركونه قناعته  والذين كتبوا ضمن 150 عاما من حياته، لا يوجد شخص من القرن الاول مشهود له اكثر من يسوع.”

تصبح الامور اكثر اثارة للشفقة بالنسبة للسيدة موردوك  حينما يبحث مايك في المصادر التي ادرجتها في كتابها:

“علميا كل المصادر هي ثانوية اكثر من كونها أساسية فعلي سبيل المثال اقتبست من ادولف هتلر قوله  بان قناعاته المسيحية هي ما اقتاده لمحاولة ابادة اليهود. اين قال هتلر هذا؟ لا نستطيع ان نعرف هذا بقراتنا لكتابها لان مصدرها هو موسوعة المرأة للأساطير والاسرار، وفي نقطة اخري منتهية اقتبست من اوتو شميدل ومع ذلك عند الرجوع الي الحاشية نجد ان مصدرها هو رودولف شتيننر، صوفي.”

ويمضي ليكونا في اعطاء تشبيها فيما يختص بعمل موردوك:

“هذا اشبه بشخص يجادل بان الارهاب مبرر مستشهدا بعشرة ارهابين يزعمون ذلك. ومع ذلك هذا لا يدعم موقفهم بان الارهاب مبرر. فقط للذين يؤمنون بانه كذلك. كما ان هذا يدل علي  انها لم تفحص هذه الادعاءات التي لمصارها  ولكن قبلت هذه المزاعم بدون نقدها.”

ويختتم مايك ليكونا “لكن فيما يتعلق بهذا الكتاب بكونه وصفا مسؤولا عن اصل المسيحية، فهو غير قابل للإنقاذ.”

والان، قد يبدو من الحكمة الا اتطرق بشكل موسع لهؤلاء المنادين بأسطورة يسوع ومن يحتسب ضمن معسكرهم وكمثل موردوك الاخرين امثال برايس وكاريير والذي سيتطلب القاء المزيد من الضوء علي اعمالهم والتي تعتبر غير مقنعة للأغلبية العظمي من العلماء في المجالات ذات الصلة. ان اعمال مثل التي لموردوك هي التي جعلت التيار الرئيسي من الدارسين لا يلقون أي ثقل لهذه المزاعم.

 

  السبب الحادي عشر: لا احد من العلماء المنادين بأسطورية يسوع علماء في مجالات ذات صلة بما يكتبوه.

قبل ان ندرس أي من الحجج الموضوعة علي طاولة النقاشن فلن يمر كثير من الوقت قبل ان نتسائل لماذا لا احد من هؤلاء يعمل في مجالات ذات صلة؟ ولماذا لا توجد محاضرات لاحدهم في جامعات معتمدة حول العالم تؤكد وجه النظر الراديكالية هذه؟ كما بين ويثرنجتون، استاذ دراسات العهد الجديد:

“لا احد من هؤلاء الكتاب او من هذه المصادر متخصص في الكتاب المقدس، التاريخ التوراتي، الشرق الأدنى القديم، علم المصريات، او أي من الحقول العلمية مما شابه ذلك … هذه ليست بالمصادر الموثوقة  لاخذ المعلومات منها حول اصل المسيحية، اليهودي، او المزيد من أي شيء اخر له علاقة بهذا النقاش.”

جون دوكسون، مؤرخ ديني للمسيحية المبكرة واليهودية، يقول:

“ولكن أي شخص سيتعمق في الالاف الدراسات والصحف العلمانية عن يسوع التاريخي فسيكتشف بسرعة ان 99.9% من المجتمع العلمي يعتبرهم “متطرفين” علي حافة الحافة.”

لاحقا يكتب مايكل بيرد، احد اعضاء هيئة تحرير جريدة دراسات يسوع التاريخي وزميل مركز المسيحية العامة، يكتب قائلا:

“هناك سبب وراء وجهه النظر هذه، وهي الشيء الوحيد الذي تملكه مجموعة مهمشة من الملحدين النشطين، ولم تعتبر ممكنة ابدا بالنسبة للعلماء المعتبرين والذين يحظون باحترام والمختصين بمجال اصول المسيحية.”

يبدو ان الكثير ممن يدعي اسطورية يسوع هم ملحدون. كما ان السواد الاعظم من الملحدين يجاهرون بعدائهم للدين. هل يمكن ان يكون هذا هو السبب وراء دعمهم لنظرية اسطورة يسوع؟ هذا يبدو منطقي، كما انه لا توجد طريقة افضل لتشويه ديانة ما من ان تشوه مؤسسها وفي هذه الحالة يسوع، وكما يكتب ميتنجر وانا اؤمن بمثل هذا “منذ ثلاثينيات القرن العشرين … برز الاجماع علي هذه النتيجة وهي ان الهة الموت والقيامة قد ماتت بدون ان تقم او تعيش ثانية ز هؤلاء الذين لديهم طريقة مختلفة في التفكير يعتبرونها كأعضاء متبقية من انواع منقرضة تقريبا.”

 

السبب الثاني عشر: ميلاد يسوع العذراوي هو امر فريد من نوعه.

واحد من هذه الاحداث التي يحتفل بها العديد من المسيحين حول العالم هو في 25 من ديسمبر، ميلاد المسيح، بالطبع لا يوجد في السجلات الانجيلية أي تلميح لتاريخ محدد لميلاد المسيح، فنحن ببساطة لا نعلم متي ولد يسوع ولكن فيهما يتعلق بمفهوم الميلاد العذري الفريد يختتم الباحث التوراتي، ريموند براون قائلا:

“لا يعطينا أي بحث في المتماثلات أي تفسير مقنع حقيقي عن كيفية اكتشاف المسيحيون الاوائل مفهوم الميلاد العذراوي.”

بالنسبة لأولئك الذين يزعمون بان ميثرا، الاله الوثني، قد ولد من عذراء بالطريقة نفسها التي ولد بها يسوع يشرح  مانفريد كلاوسس، استاذ التاريخ القديم بجامعة برلين الحرة في كتابه “العبادة الرومانية لميثرا” فيقول:

“سلسلة الصور من الوصف الميثولوجي لحياة ميثرا وصفاته بدأت ابعد مما يمكننا ان نري، ومع ولادة الاله المصادر الادبية قليلة ولكن لا باس بها، عرف ميثرا باعتباره الاله وليد الصخرة.”

لاحقا، وبمتابعة دراسته النقدية لهذا الادعاء، لويس ماثيو سويت يكتب:

“بعد دراسة حذره، شاقة، ومرهقة في بعض الاحيان للدليل المقدم و عقد المقارنات، فانا اثق ان الوثنية لا تعرف شيئا عن الولادة العذراوية، توجد مواليد خارقة للطبيعة بلا حصر ولكن بدون ميلاد عذراوي وبدون جيل مادي اطلاقا، الا في حالات قليلة معزولة من الميلاد السحري من جانب نساء لم يكن لديهم أي زعم بكونهم عذاري، في جميع الحالات المسجلة التي اتيح لي فرصة دراستها. فلو كانت الام عذراء قبل ان تحدث تلك الفكرة لم تكن لتسطيع ان تقول هذا الزعم بعد ذلك.”

في كتابه “الميلاد العذراوي” يدون توماس بوسولبر الاتي:

“ان الادب العالمي مليء بروايات ميلاد غير طبيعيةولكنها لم تكن تحتوي علي التناظر الدقيق للميلاد العذراوي في متي ولوقا. ميلاد يسوع العذراوي ليس من الوثنية في شيء.”

ويليام لان كريج، الفيلسوف البارز ودارس العهد الجديد، يكتب:

“قصص الانجيل حول مفهوم الميلاد العذراوي ليسوع هي في الواقع ليس لها ما يماثلها في الشرق الأدنى القديم.”

لو ان ميلاد يسوع الجذري العذراوي هو فريد بوضوح وان هذا اقنع الغالبية العظمي من الدارسين في هذا المجال، فانه من الواضح ان اصحاب هذه أي مزاعم خلاف ذلك يسبحون ضد تيار الدراسات التاريخية.

 

السبب الثالث عشر: كان لموت يسوع تأثير جذري علي تلاميذه والكثير ممن تبعوه – لا يوجد اله وثني حظي بهكذا تأثير.

بيتر شيفلز، صحفي ومعلم امريكي مشهور بكتاباته في الموضوعات الدينية والاسئلة عن ما هو الذي غير حياة الكثيرين جذريا بعد موت يسوع، يكتب في مقاله في نيويورك تايمز:

“بعد اعدام يسوع بفترة وجيزة، دفع اتباعه من قبل مجموعة متحيرة وخائفة بين أولئك الناس التي كانت رسالته لهم وهي يسوع الحي والملكوت القادم قد الاحت بخطر علي حياتهم والتي غيرت الامبراطورية في وقت لاحق، حدث شيء ما … لكن ما هو بالضبط؟”

وحتي الدارس الابرز والاكثر تشكيكا للعهد الجديد، بارت ايرمان، يدون الآتي:

“يمكننا ان نقول بشكل يقيني ان بعضا من تلاميذه قد اصروا في وقت لاحق … علي انه ظهر لهم واقنعهم انه قام من الاموات.”

أي بي ساندرز يكتب:

“ان اتباع يسوع (وبولس لاحقا) قد اختبروا القيامة، وفي رائي حقيقة، ما الذي حدث وادي الي اختبار مثل هذا، لا اعرف.”

رودولف بولتمان، احد اكثر العلماء تأثيرا في العهد الجديد، يكتب: “كل الدراسات النقدية التاريخية اسست الي كون التلاميذ الاوائل قد امنوا بالقيامة.”

لوك جونسون، احد علماء العهد الجديد بجامعة ايموري، يقول:

“نوعا من السلطة، تجربة تحولية هي الشيء المطلوب لتكون مثل هذه الحركة المسيحية المبكرة.”

دايل سي اليسون، باحث بارز اخر في العهد الجديد ومؤرخ للتاريخ القديم يدون الاتي:

“انا متأكد من كون التلاميذ قد راوا يسوع  بعد موته.”

وما يجعل الامر اكثر الحاحا هو ان اتباعه انفسهم و المشككين بولس ويعقوب قد اعلنوا حتي موتهم ان يسوع قد ظهر لهم (باستثناء يوحنا الذي نفي الي جزيرة بطمس)، ما الذي غير جذريا حياة كثير من هؤلاء الرجال؟ الاسطورة لا تستطيع ان تصف شيئا كهذا.

السبب الرابع عشر: قيامة يسوع من الاموات هي حدث فريد.

كحدث تاريخي ضمن سياق الثقافة اليهودية للقرن الاول قيامة يسوع هي امر فريد حدث مرة واحدة، كل المماثلات التي يرسمها هؤلاء بين يسوع والاله الوثنية زائفة.

كدارس للعهد الجديد يقول بارت ايرمان:

“هرقل واوزوريس لا احد منهم مات وقام ثانية وحقيقي ان اوزوريس سيعود للأرض ثانية ولكن هذه ليست قيامة للجسد. لا يزال جسده ميتا، هو نفسه في اسفل الهاوية ويمكن ان يعاود الظهور علي الارض احيانا.”

تي دي متنجر يكتب :”فكرة القيامة غير متربطة تماما بالآلهة “ديموزيد” و”تموز” والتصنيف المروج له من قبل فرانزر لم يعد امر مقبولا.”

ايدوين ياموشي :”لا توجد قيامة لموردوخ او ديونيسيوس … لا توجد قيامة حقيقية لتموز.”

جونثان زي سميث “موسوعة الاديان” :”ليس هناك مثال واضح في تاريخ الاديان لآلهة الموت والقيامة.”

تي ان ميتنجر بجامعة لوند يقول: “برغم الدراسة المجدية لقاء الخلفية اليهودية للإيمان بالقيامة، الا ان موت وقيامة يسوع هي ذات خصائص فريدة بطبعها في تاريخ الاديان ويبقي اللغز.”

يضيف رونالد ناش قائلا:

“تم رفض الادعاءات باعتماد المسيحية المبكرة علي الميثراسية من عدة نواحي، فالميثراسية ليس لديها مفهوم الموت والقيامة لألهتها ولا مكان لمفهوم الولادة الجديدة – علي الاقل في مراحلها الاولي.”

الاهوتي البارز نورمن جيزلر يكتب بان هناك فرق شاسع بين قيامة اوزوريس ويسوع.

“الوصف الوحيد المعروف للإله نجي من الموت هو المعبود المصري الاله اوزوريس ما قبل المسيحية. وكما تقول الاسطورة انه تم تقطيعه الي اربعة عشر قطعة انتشرت في جميع انحاء مصر ثم تم جمعها واعادتها للحياة من قبل الالهة ايزيس. بالرغم من ان اوزوريس لم يعد للحياة المادية لكنه اصبح عضوا في العالم السفلي الغامض … هذا مختلف الي حد بعيد عن وصف قيامة يسوع.”

نستطيع ان نري ان خبراء هذه المجالات يقرون بالإجماع ان هذه المماثلات ليس مماثلات علي الاطلاق. بل انها عوضا عن ذلك مقارنات زائفة جري تطويعها علي كافة المستويات ليس هذا فقط، بل ان كل الألة الوثنية المزعومة مؤرخة بفترة ما بعد المسيحية. ولذلك من صنعوا هذه النسخة لم يكونوا مسيحيو فلسطين القرن الاول. فقط المتماثل الوحيد المزعوم والذي يسبق المسيحية هو الاله المصري اوزوريس، ولكن كما نري لا يوجد أي رابط منطقي  بينه وبين يسوع التاريخ كما لاحظ نورمن جيزلر.

 

  السبب الخامس عشر: فكرة ان يسوع هو نسخة موازية لميثرا هي فكرة مرفوضة من قبل العلماء، وإليك الاسباب.

ادعي البعض بان يسوع ما هو الا نسخة من ميثرا، معللين ذلك بمجموعة من المقارنات بين يسوع و ميثرا

1 – ميثرا ضحي بنفسه

2 – ميثرا قام من الاموات

3 – ميثرا كان لديه تلاميذ

4 – ولد ميثرا من عذراء في 25 ديسمبر

5 – دعي ميثرا بالمسيا

6 –ولد من عذراء

هذا الادعاء للحين هو امر مشكوك فيه للغاية حيث ان المعلومات المعروفة عن الميثراثية قليلة للغاية، لأنه لم يتم العثور علي اية نصوص، او انه لا وجود لها. ومعرفتنا بالميثراثية تأتي عل هيئة المئات من المعابد الميثراثية التي تم العثور عليها، وكتابات المسيحيون والوثنيون الاخرين في القرنين الثاني والثالث.

ثانيا، لم يعثر العلماء علي اية دليل واضح عن الميثراثية حتي منتصف الي نهاية القرن الاول الميلادي. بعد تأسيس المسيحية، وبالتالي لا يمكن للمسيحين الاوائل ان يقلدوا أي شيء، اذ لم يكن هناك شيء ليقلد في المقام الاول.

ثالثا، المقارنات زائفة علي جميع المستويات، اما بالنسبة للمبتدئين فان ميثرا لم يضحي بنفسه علي الاطلاق، ولا احد يعرف فعليا كيف مات. يعتقد العلماء بان ميثرا مات من قبل ثور، وهذه الوفاة بواسطة الثور تعتبر مصدر شعائر الميثراثية ، والتي تعرف بـ”تاوربوليوم” وتتم بقتل ثور وشرب دمه من قبل المتعبدين. والان يمكن ان يكون هناك مماثلات بين هذه الشعيرة وبين التضحية اليهودية بالحيوانات او الافخارستيا المسيحية، ولكن اقرب اشارة لهذه النصوص تاتي في منتصف القرن الثاني، فهذه المقارنات حتي وان كانت دقيقة فأنها زائفة ومؤرخة فيما بعد المسيحية، كما يعتقد رونالد ناش:

“في الواقع، يوجد دليل نقشي من القرن الرابع الميلادي بانه  – بعيدا عن تأثير المسيحية- ان هؤلاء الاشخاص الذين مارسوا التاوربوليوم قد تأثروا بالمسيحية.”

وعلي هذا النحو، ففي المقام الاول ليس لدينا أي سجل لموت ميثرا فعليا فضلا عن قيامته مرة اخري، خصوصا سجل مثل الذي للمسيح.

الادعاء بان ميثرا كان لديه تلاميذ هو ادعاء غير صحيح، فلا يوجد دليل علي وجوده تاريخيا، ولا يوجد دليل علي ان ميثرا كان لديه تلاميذ، كان ميثرا بمثابة اله وليس انسان.

رابعا، لم يولد ميثرا من عذراء، إلا اذا اعتبرنا الصخور عذاري وكما يشرح كلاوسس، استاذ التاريخ القديم بجامعة برلين الحرة، في كتابة “العبادة الرومانية لمثيرا”

“سلسلة الصور من الوصف الميثولوجي لحياة ميثرا وصفاته بدأت ابعد مما يمكننا ان نري، ومع ولادة الاله المصادر الادبية قليلة ولكن لا باس بها، عرف ميثرا باعتباره الاله وليد الصخرة.”

خامسا، اود ان اشجع أي شخص علي تقديم دليل بان ميثرا دعي المسيا، لأنه لا يوجد دليل يدعم هذا.”

وكما يختتم، البروفيسور بجامعة كاليفورنيا، جاري ليس قائلا:

بعدمايقربمن 100 عامامنالعملالمتواصل،فإنالاستنتاجيبدولامفرمنهبأنه لم يثبت أي تأثير واضحلاللمسيحيةولاللميثراسيةعلي الأخرى.”

لذا يقرر العالم ادوين ياموشي ما يلي “اننا لا نعرف أي شيء عن موت ميثرا … لدينا الكثير من الاثار ولكن تقريبا لا نملك أي ادلة نصية، لأنها كانت ديانة سرية. كما اني لا اعرف اية اشارة تدعم موت وقيامة ميثرا.”

 

  السبب السادس عشر: فكرة ان يسوع هو نسخةموازية لحورس هي فكرةمرفوضة من قبل العلماء، وإليك الاسباب.

ادعي البعض بان يسوع نسخة من حورس، معللين ذلك بمجموعة من المقارنات بين يسوع وحورس

1 – الميلاد في 25 ديسمبر

2 – مريم والدة يسوع هي نسخة من الوصف الخاص بحورس

3 – الميلاد من عذراء

4 – ثلاثة ملوك اتوا ليعبدوا المنقذ حديث الميلاد

5 – كان مخلصا

6 – اصبح الطفل المعلم في الـ12 من عمره

7 – تم تعميد حورس مثل المسيح

8 – كان لديه خدمة

9 – كان له اثني عشر تلميذا

10– صلب ودفن ثلاثة ايام وبعدها قام من الموت

ولد حورس في شهر كيهك،والذي لابد ان يكون اكتوبر او نوفمبر، وبالتأكيد لم يكن ديسمبر كما يزعم البعض، وسرعان ما سنلاحظ اننا لا نعرف حقيقة متي ولد يسوع وعلي الارجح لم يكن 25 ديسمبر، لذا سرعان ما يتم رفض هذا التماثل المزعوم.

ثانيا، ولد حورس من ايزيس، ولا يوجد أي ذكر في التاريخ ان اسمها كان ماري في أي وقت وفي أي مكان او من قبل أي شخص. بل الاسواء من ذلك لأولئك الذين يزعمون بهذا التماثل هو ان اسم ماري هو اسم مطوع انجليزيا من اسمها الحقيقي والذي هو مريم وبالتالي اسم ماري لم يستخدم في المخطوطات الاصلية من الاساس.

ثالثا، ايزيس لم تكن عذراء، بل كانت – في الواقع- ارملة اوزوريس، وتصور حورس مع اوزوريس

نقرا الاتي :

“[Isis] made to rise up the helpless members [penis] of him whose heart was at rest, she drew from him his essence [sperm], and she made therefrom an heir [Horus].”(Encyclopaedia Mythica)

رابعا، لا يوجد أي سجل عن زيارة ثلاث ملوك لحورس عند مولده، هذا يصبح خاطئا اكثر فاكثر لان الوصف الانجيلي لم يقر ابدا بالعدد الحقيقي للمجوس الذين زاروا يسوع، ومن المرجح ان هذا التماثل هو في عقل المدعيين فقط، لأنه يمكننا ذكر ثلاث هدايا مختلفة (الذهب – البان – المر) والتي قدمها المجوس ليسوع عند مولده وبالتالي استنتج هؤلاء انه يوجد ثلاثة ملوك. اشجع أي شخص ان يراجع الانجيل بحسب متي 1:2-12

خامسا، حورس لم يكن مخلصا باي شكل من الاشكال، هو حتي لم يموت بدلا من شخص كما فعل يسوع.

سادسا، اود ان اوجه تحدي لأي شخص ان يأتي بشبه دليل يخبرنا بان حورس اصبح معلما في سن12. لم يجد العلماء شيئا كهذا اطلاقا.

سابعا، لم يتم تعميد حورس ابدا، علي الاقل ليس كما المسيح بين يدي يوحنا المعمدان في نهر الاردن. الوصف الوحيد لحورس الذي يتضمن مياه هو قصة وحيدة عن تمزق حورس لأشلاء، مع تضرعات ايزيس للإله التمساح ان يخرجه من الماء. هل يبدو هذا كتعميد؟ ربما.

لا نملك أي وصف لحورس باعتبار ان له خدمة، خاصة واحدة كالتي ليسوع.

لم يكن لحورس 12 من التلاميذ ايضا، ووفقا للبيانات كان له اربع انصاف الهة يتبعونه وبعض المؤشرات علي 16 انسانا وعدد غير محدد من الحدادين الذين كانوا يتبعونه في المعركة. ولهذا اوجه سؤالي اين الاثني عشر تلميذا؟

عاشرا، لدينا اوصاف مختلفة لموت حورس حقيقة، ولكن ليس من بينها الصلب.

واخيرا، ليس لدينا أي وصف كون حورس دفن ثلاثة ايام، ولا عن قيامته مرة اخري وخاصة بالشكل الجسدي الذي قام به يسوع. لا يوجد أي وصف لخروج حورس من القبر بجسده، ولكن توجد بعض الاوصاف بانه قد تم احياء حور واوزوريس مرة اخري من قبل ايزيس ومن ثم اصبحسيد العالم السفلي.

كل هذه المتماثلات المزعومة هي زائفة في احسن الاحوال، واود ان اشجع أي شخص يقرا هذا بان يقوم بساعة من البحث عن الاختلافات بين يسوع وحورس، وسف ينتهي بك الامر بحك راسك مثلي انا.

السبب السابع عشر:فكرة ان يسوع هو نسخة موازية لديونيسوس هي فكرة مرفوضة من قبل العلماء، وإليك الاسباب.

ادعي البعض بان يسوع نسخة من ديونيسيوس ،معللين ذلك بمجموعة من المقارنات بين يسوع وديونيسيوس

1 – الميلاد من عذراء

2 – الميلاد في 25 ديسمبر

3 – تحويل الماء الي خمر

علي الفور يمكن رفض النقطة 2 لأننا لا نعلم متي ولد يسوع تحديدا، ولكن علي أي حال ارتبط ديونيسيوس بالتحول الربيعي السنوي.

ثانيا، يوجد قصتان شائعتان لمولد دينيسيوس، والاولي تتضمن الاله زيوس والده والذي ضاجع امرأة بشرية سيملي او ضاجع برسفون (الملكة اليونانية للعالم السفلي). هذا ليس ميلادا من عذراء، وفي الرواية الأخرى لا وجود للميلاد من عذراء ايضا. بل يبدو ان هذه الرواية قد تم نسخها من النص الكتابي والتي تصف ما قاله سفر التكوين منذ الاف السنين، ففي رواية ميلاد ديونيسيوس يوصف ملائكة ساقطة قد تزوجت بنساء من البشر. اذا من الذي يقتبس هاهنا؟

نعرف جميعنا قصة تحويل يسوع الماء الي خمر، ولكن هل تم نسخ هذا من الاله الوثني ديونيسيوس؟ اولا، اعطي ديونيسيوس السلطان لميداس لتحويل أي شيء يلمسه الي ذهب، كما انه اعطي السلطان لبنات انيوس لتحويل أي شيء يلمسنه الي  خمر او ذرة او زيت. وليس في ذلك أي مفاجأة فديونيسيوس هو اله الخمر. وبالرغم من وجود الكثير من القصص حول مليء ديونيسوس القوارير الفارغة بالخمر ولكن لم يحدث ابدا أي تحويل حقيقي للماء الي خمر.

 

  السبب الثامن عشر:فكرة ان يسوع هو نسخةمن كريشنا هي فكرة مرفوضة من قبل العلماء، وإليك الاسباب.

ادعى البعض بان يسوع نسخة من كريشنا، معللين ذلك بمجموعة من المقارنات بين يسوع وكريشنا

1 – الميلاد من عذراء

2 – انه كانت هناك مذبحة للأطفال

3 – وجود نجم في الشرق ارشد الحكماء الي ميلاده

4 – صُلب

5 – قام من الموت

اولا، لم ينسب لكرشينا أي ولادة من عذراء، ففي الواقع كان لوالديه سبعة اطفال سابقين له، ولكن ادعي البعض بان كريشنا ولد من العذراء مايا، بالرغم من ان هذا غير صحيح، فإننا نجد وفقا للنصوص الهندوسية نجد ان كريشنا هو الابن الثامن للأميرة ديفاكي وزوجها فاسوديفا

نقرا في الإنجيل ان هيرودس شعر بالتهديد جراء ميلاد يسوع، ولجأ لقتل الاطفال الرضع لبيت لحم، هل هذه نسخة من رواية متعلقة بكريشنا؟ – ما نجده هو ان اطفال ديفاكي الستة قد قتلوا من قبل ابن عمها الملك كاماسا، بسبب وجود نبؤة عن وفاته علي يد احد ابناء ديفاكي. هذه الرواية تخبرنا بان كاماسا كان ليستهدف اطفال ديفاكي، ولم يصدر امرا بقتل الاطفال الرضع الذكور خلافا لوصف الانجيل.

 نقرا في بهاجفاتا 4، ΧΧІІ.7 “وهكذا ولدت ديفاكي ستة اطفال وكاماسا قتل الستة اطفال ايضا علي التوالي.”

ثالثا، ماذا عن النجم والاطفال الحكماء؟ هذه مغالطة منطقية اذ ان كريشنا ولد في سجن وليس إسطبل، كما انه ولد سرا. البعض ادعي ان كريشنا صلب كالمسيح، ولكن الصلب لم يذكر في أي من النصوص الهندوسية. ومع ذلك فإننا نعرف كيف مات كريشنا، تخبرنا القصة بانه كان في وسط الغابة عندما اصيب بطريق الخطأ بسهم صياد في قدمه.

ماذا عن القيامة من الموت؟ اولا، لا توجد أي ادلة علي ان كريشنا دفن 3 ايام ثم عاود الظهور لعديد من الشهود كما فعل يسوع، بحسب زعم البعض، بدا من ذلك فان الوصف الحقيقي يقول ان كريشنا عاد للحياة فورا وتحدث للصياد غافرا له ولفعلته. ومع ذلك هناك اختلافات واضحة بين قيامة يسوع و ظهور كريشنا للصياد الذي قتله وهذه هي:

** قيامة يسوع قوة الخطيئة والموت ولكن قيامة كريشنا لم يكن لها أي تأثير حقيقي علي البشرية.

** ظهر يسوع لـ 500 من شهود العيان ولكن كريشنا ظهر فقط للصياد.

** قام يسوع من الموت بعد ثلاثة ايام اما كريشنا فعاد للحياة فورا.

** لم يصعد يسوع للسماء الا بعد اتمام رسالته العظيمة اما كريشنا فصعد الي الحياة الأخرى مباشرة.

** يسوع كان يعلم ما سيحدث له اما كريشنا لم يكن لديه أي معرفة مسبقة بشأن وفاته

** صعد يسوع ضمن العالم المادي ( السماء) اما كريشنا فتجاوز الي حالة عقلية ( نطاق لا يمكن تصوره). المفاهيم بين السماء ( المسيحية) والنيرفانا ( الهندوسية) تختلف تماما.

اخيرا، هل كان والد كريشنا، فاسوديفا، نجارا مثل والد يسوع الارضي؟ – في الواقع حقيقة انه قيل ان والد كريشنا كان نجارا، ولكن لا نجد أي دليل علي هذا في النصوص الهندوسة، وما وصلنا هو ان فاسوديفا كان احد نبلاء محاكم “ماثورا” كما وصلنا ان ابوه بالتبني ناندا هو راعي بقر “انت هو المحبوب لدي ناندا، قطيع البقر.”

(Bhagavata, Bk 8, I, pg 743)

 

  السبب التاسع عشر: فكرة ان يسوع هو نسخة موازية اتيس هي فكرة مرفوضة من قبل العلماء، وإليك الاسباب.

ادعى البعض بان يسوع نسخة من اتيس، معللين ذلك بمجموعة من المقارنات بين يسوع واتيس

1 – الميلاد من عذراء

2 – الميلاد في 25 ديسمبر

3 – الصلب

4 – القيامة من الموت

قبل البدء في دراسة أي شيء، فإن الاوصاف الخاصة بـ اتيس هي واسعة النطاق، وبالتالي ليس لها موثوقية كبيرة.

علي اية حال، يمكننا ان نعرف بان اتيس لم يولد من عذراء، ففي الواقع ووفقا للأسطورة نشا اجيديستس من الارض باعتباره سليل زيوس، ووهب اجيديستس الميلاد لنهر سنجاريوس الذي يجلب من تلك اللحظة فصاعدا الحوريات. نانا والتي كانت إما تحمل حبة لوز بالقرب من صدرها وحبلت من حبة اللوز او جلست تحت الشجرة حيث يسقط اللوز في حضنها ويجعلها تحبل. فيما بعد تخلت نانا عن الطفل الذي ربته الماعز. ولنأخذ الافتراض بان اتيس ولد نتيجة بذور اللوز التي سقطت من الشجرة كنتيجة لتسرب السائل المنوي لزيوس. هذه ليست ولادة من عذراء.

مرة اخري، كما ذكرت مرارا وتكرار من قبل، بان تاريخ 25 ديسمبر ليس له أي دلالة علي الاطلاق، فنحن لا نعلم متي ولد يسوع تحديدا ولذلك أي تماثل مزعوم لا يمكن منطقيا ان يكون تماثل وثني.

ثالثا، ماذا عن الصلب؟ مرة اخري نلاحظ ان هذا متماثل زائف. نعرف ان اتيس خصي نفسه تحت شجرة صنوبر، ونزف حتي الموت. اتيس خصي نفسه بعد ان اصيب بالجنون قبل زواجه من قبل اجديستس. وفي وقت لاحق تدفق دمه علي الارض من جراء جرحه واخرج بقعة من البنفسج. كيف لمح الصلب عن بعد هنا؟

رابعا، هل قام اتيس حقا من الموت مثل يسوع؟ – توجد روايات مختلفة عن هذا، وفي احد الروايات نجد ان الندم تغلب علي اجديستس جراء ما ارتكبته (بسبب اخصاء اتيس لنفسه وموته جراء هذا) وهكذا طلبت من زيوس ان يحفظ جثة اتيس بحيث لا تتحل ابدا فاين القيامة من الموت هاهنا؟ – الان وفي رواية اخري اجديستس والام العظيمة تعيد شجرة الصنوبرة مرة اخري الي الكهف حيث اقمتنا كلتاهما حدادا علي اتيس، لا توجد قيامة هنا، قصة قيامة اتيس لا تضح حتي وقت لاحق عند تحول اتيس الي شجرة صنوبر، التحول الي شجرة صنوبر هو امر مختلف تماما عن قيامة يسوع جسديا من الموت.

ومن الواضح الان ان يسوع هو شخص مغاير عن الاله الوثني اتيس.

  السبب العشرون: فكرة ان يسوع هو نسخةمن بوذا (غواتاما) هي فكرة مرفوضة من قبل العلماء، وإليك الاسباب.

 

ادعي البعض بان يسوع نسخة من بوذا، معللين ذلك بمجموعة من المقارنات بين يسوع وبوذا

1 – الميلاد من عذراء

2 –  وجود شخص حكيم في قصة ميلاد بوذا

3 – الميلاد في 25 ديسمبر

4 – ينحدر من سلالة ملكية، مثل يسوع

5 – الصلب

اولا، غواتاما لم يولد من عذراء، بل هو ابن سودهودانا وزوجته مايا ذات العشرين عاما. سببا اخر لرفض كون مايا عذراء هو انها كانت زوجة الملك المفضلة، “اعمال بوذا” توضح ان مايا وزوجها سودهودانا كانت لهم علاقة زوجية (“وتذوق الاثنين فرحة الحب…”)

ثانيا، لا ذكر لرجل حكيمفي النصوص البوذية، ولا يوجد أي سجل لتلك الهدايا الذهبية المميزة، البان والمر ما هو ومع ذلك فان المذكور هو الالهة وليس(رجل حكيم) التي اهدت غواتاما الصندل والمطر وزنابق الماء وزهور اللوتس وهذه هي رموز بوذية وليس لها أي علاقة بالمسيحية، وامر طبيعي ان يحتفل المواليد ذو السلالات الملكية باحتفالات وهدايا في الثقافة البوذية.

ومرة اخري، لم نعلم بتاريخ ميلاد المسيح لذلك هذا غير جائز ان يكون هناك تماثل بالرغم من انه تم الاحتفال بمولد غوتاما في شهر ربيع فيساك بواسطة اتباعه لاهتمام ساكي.

وخلافا ليسوع، غوتاما هو سليل ملكي مباشر ولد بامتياز، اما يسوع فهو سليل بعيد للملك داود ولد في الفقر، وهذا علي نقيض بوذا.

كما انه لا يظهر أي شيء عن الصلب في المصادر البوذية، وفي الواقع نجد ان غوتاما مات لأسباب طبيعية في عمر يناهز الثمانين، و اصطحبه اتباعه الي النهر مزودينه بالفراش.

“الان كن جيدا وضعني علي الفراش … مللت واتمني الاستلقاء … ثم انخرط (بوذا) في تأمل عميق ومر عبر الاربعة يهانس و دخل في حالة النيرفانا.”

  السبب الواحد والعشرون: فكرة ان يسوع هو نسخة من زرادشت هي فكرة مرفوضة من قبل العلماء، وإليك الاسباب.

ادعى البعض بان يسوع نسخة من زرادشت، معللين ذلك بمجموعة من المقارنات بين يسوع وزرادشت.

1 – الميلاد من عذراء

2 – تعرض للإغراءات في البرية

3 – بدأ خدمته في سن الثلاثين، كما في حال يسوع

4 – ضحي بنفسه من اجل خطايا البشر

لا وجود لأي ذكر عن ميلاد زرادشت من عذراء لا في النصوص الزردشتية ولا في احداث ولادة زرادشت، ولا تظهر أي علاقة لها بيسوع، وفي الواقع توجد روايات لميلاد زرادشت، الرواية الاولي ان والدي زرداشت دوكدواب و بوروسهاسب كان زوجين طبيعيين وخططا لولادة ابنها من خلال وسائل طبيعية، ويوصف زرادشت علي انه كان يضحك حين ولادته وكذلك اصبح مرئيا، وحوله هالة متوهجة.

“(زرادشت) قد اصبح من الذرية … الذي ابوه دوكدواب وامة بوروسهاسب، وايضا عندما ولد، انتج شعاع، توهج من مقامه الخاص…”

(Denkard, Bk 5 2:1-2)

وفي الرواية الأخرى، والتي تعتبر نص لاحق، يتم تزين اتباع الزردشتية، حيث تخبرنا القصة بان اهورا مازادا (الاله الرئيسي من زرادشت) قد زرع روح زرادشت في نبتة مقدسة ومن خلال حليب النبتة ولد زرادشت، لا شيء هنا يشبه الميلاد من عذراء.

ولكن هل اغري زرادشت من قبل روح شريرة للتخلي عن ايمانه مع وعد بتقلد السلطة علي الامم مثلما حدث مع يسوع؟ – هذه القصة تظهر بوضوح في فينديداد، نص زردشتي يسر القوانين المتعلقة بالشياطين، ومع ذلك كتب هذا جيدا بعد حياة المسيح اذ كتب فيما بين 250 الي 650 م ولاجل هذا التاريخ فلا يوجد نسخ من الاساس، وما نقراه هو تشبيه لافت للنظر لوجود يسوع في البرية لأربعين يوما نقرا في فانديدا فرجد 6:19 :

“وقاله له مرة اخري، صانع عالم الشر، انجرا مايونا، لا تدمر مخلوقاتي يا زرادوستهارا القدوس … تخلي عن الديانة الجيدة لعباد مازدا … وسوف تربح نعمة حاكم الامم.”

مثل يسوع، كان يعتقد ان زرادشت قد بدا تعليمة في سن الثلاثين، علي الرغم من انه من الناحية الفنية بدا زرادشت تعليمة في سن الثلاثين غلا انه نبذ وتم تجاهله لمدة 12 عاما حتي قبل الملك فاشتسبا ديانته، ومع ذلك فرواية يسوع مختلفة تماما، حيث جذب يسوع اتباعه علي الفور، وكان يعتقد بان زرادشت قتل في سن 77 بينما قتل يسوع في سن 33. هذا يبدو زائفا تماما حيث لم يتم ذكر زرادشت الا في نصوص لاحقة مؤرخة بحوالي 225م ، وهذه 200 سنة تقريبا حيث كانت المسيحية قد انتشرت بالفعل، اذا من الذي قام بالنسخ في هذه الحال؟ لا يمكن ان يكونوا المسيحيون الاوائل.

واخيرا، هل كان لموت زرادشت أي معني روحي؟ كان يعتقد ان زرادشت قتل في سن 77 بعد ان ذبح في معبده التراس من قبل الغزاة التورانيون، ومع ذلك تم عقد المناظرات بين العلماء علي هذا الجانب من حياته، وفي كلتا الحالتين لم تعتبر وفاته للتكفير عن خطية او لأغراض روحية اخري.

  السبب الثاني والعشرون: باختصار صلب يسوع مقارنة بالآلهة المزعومة الأخرى هو امر فريد.

كيرثي جريفز في كتابه ” ستة عشر مخلص مصلوب حول العالم” عين الشخصيات التالية اسماؤهم علي انها صلبت، ولذلك يصبح صلب يسوع المسيح هو نسخة وثنية. حسنا، لنبدأ بتحليل “حوادث الصلب” هذه لنري اذا ما كانت حقيقة، واولا، ما اذا كانت عمليات صلب حقا، فاذا ما كانت عمليات صلب من ثم فلنقارنها بحادثة صلب يسوع ولنري ان كانت هي نفسها.

** ميثرا – حمل ميثرا علي مركبة الي السماء وهو علي قيد الحياة، هذا ليس صلبا.

** الاله بالي – توجد عدة روايات بشأن وفاة بالي، تقول احداها انه اضطر للنزول للعالم السفلي بعد ان خدعة فامانا احد تجليات الاله فيشنو. وفي الرواية الاخري قيل انه تم الافراج عنه واعطي منح الملكية. ولا يوجد صلب في كلتا الروايتين.

** رومولوس – لم يصلب رومولوس بل قيل انه اخذ الي السماء وهو علي قيد الحياة.

** كويرينوس – لا توجد روايات تتحدث عن موته.

** لاو و ويتوبا – لا توجد اية معلومات بشان موتهما كشخصيات في أي من المصادر الاصلية.

اورفيوس – لم يصلب ولكن قيل انه قتل علي يد احدي تابعات ديونيسوس المجنونة، بعد رفضه عبادة أي اله غير ابوللو.

** بيل – كثيرا ما يرتبط ذكره بزيوس ولا توجد أي روايات تشير الي وفاته.

** بروميثيوس – تم تقيده بالاغلال الي جبل حيث كان نسر يأكل من كبده يوميا، كعقاب من زيوس، وحرره هرقل لاحقا، لا وجود للصلب.

** اندرا – توجد عدة روايات مختلفة لوفاته، في احداها ابتلعه ثعبان يدعي فيرترا، ثم بصقه مرة اخري انصياع لأوامر الهة اخري، ولان الاله انقذت اندرا فهو لم يمت، لا وجود للصلب.

** ديونيسوس – لا يوجد صلب، بل اكل حيا من قبل جبابرة في مرحلة طفولته.

** ايسوس/ هيسوس – شارك اتباع في تضحيات بشرية بتعليق الضحية علي شجرة بعد نزع الاحشاء، لا يوجد صلب هنا.

** اتيس – اتيس نزف حتي الموت بعد ان خصي نفسه تحت شجرة.

** التسيستس – التسيستس وافقت علي الموت لأجل زوجها بعدما عقدت اتفاقا مع الالهه، عندما يحين الوقت، وصفت اتلسيستس علي انها راقدة في السرير، وتأثرت الالهة بحبها الشديد واخذتهم بها الشفقة ولم شملها هي وزوجها، ولم يرد أي ذكر عن الصلب هاهنا.

** تموز – زعم انه قتل علي يد شياطين ارسلتهم عشتار بعدما عثرت عليه علي عرشها، لا ذكر للصلب هنا.

** كريشنا – وكما ذكر سابقا، نعلم ان كريشنا لم يصلب بل اصيب بسهم صياد في وسط الغابة.

** اوزوريس، خدعها الالة ست، ثم ختم علي صدرها والقاها في النيل، لم تكن طريقة الصلب قد اخترعت حتي.

** قوتزلكتل – لم يصلب نهائيا، في احد الروايات حرق نفسه حيا جراء شعوره بالذنب من نومه مع كاهنة عزباء، وفي رواية اخري انه احرق بالنار التي ارسلتها الالهة.

 

   النتيجة النهائية

اعتقد الان ان المسمار الاخير قد دق في نعش المنادين بأسطورية يسوع، وان كل ما رأيناه من حجج هي متماثلات زائفة بشكل واضح ومؤخرة لفترة ما بعد المسيحية. ولهذا السبب فمن غير الجائز ان يكون المسيحيون الاوئل قد نسخوا شيئا ولكن من المرجح كما رأينا بوضوح في حالة زردشت انها (الاديان الوثنية السري) هي من قلت من يسوع.

وكما راينا فان الاغلبية العظمي من العلماء في المجالات المختصة، لا يرون أية متماثلات بين يسوع التاريخ والاديان الوثنية السرية. ولا يعتقد العلماء بهذا فقط بل يعتقدون بان يسوع هو شخصية تاريخية فريدة، وان رؤيته في ضوء يهودية القرن الاول تجعل أي محاولة لإقحام متماثلات وثنية امر مستبعدا جدا، كان اليهود موحدون صارمون وتشكل مجتمعهم علي هذا الاعتقاد، كما نعرف من الانجيل ان اليهود كانت لديهم رؤية منخفضة للغاية للوثنيات الرومانية. كما راينا في العهد القديم ان الديانات الوثنية المحيطة كانت مبغضة – ليس هؤلاء النوعية من الناس التي تضمن عناصر وثنية في نظامهم الإيمانى.

كما راينا انه لو كان يسوع نسخة وثنية لكان عليه ان يكون متوقعا بصورة اكبر، ولكنه ليس كذلك، هو فريد من نوعه في خدمته وفي تأثيره علي العالم.

هل كان يسوع نسخة مسيحية من الأساطير الوثنية القديمة؟ 22 سبب لعدم إعتقاد العلماء بأن يسوع هو نسخة من الأديان الوثنية

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !