أبحاث

المجمع المسكونى الرابع (451) أساس الخرستولوجيا الراسخ

المجمع المسكونى الرابع (451) أساس الخرستولوجيا الراسخ

المجمع المسكونى الرابع (451) أساس الخرستولوجيا الراسخ

المجمع المسكونى الرابع (451) أساس الخرستولوجيا الراسخ
المجمع المسكونى الرابع (451) أساس الخرستولوجيا الراسخ

المجمع المسكونى الرابع (451) أساس الخرستولوجيا الراسخ

(رؤية موجزة)

للبروفسور بقسم اللاهوت بجامعة اثينا ستليانوس بابادوبلوس

نقلها من اليونانية القس اثناسيوس اسحق حنين [1]

خادم الكنيسة القبطية باليونان

 

مقدمة:

 يشكل المجمع المسكونى الرابع (451) حقيقة لاهوتية وعقائدية كبيرة فى الكنيسة  لانه وضع الاساس الراسخ والحصين لقضية الخرستولوجيا. وهذا انجاز كبير هيأت له جهادات واتعاب لاهوتيين واباء كبار وصغار خلال قرن من الزمان. وومع ذلك فقد سبب قانون ايمان المجمع انقسامات وجراحات فى الجسم الكنسى بسبب جرأة تعبيراته الراديكالية  تماما مثلما حدث فى المجمع المسكونى الاول  بنيقية (325) بسبب من ادخال تعبيرات جريئة وجديدة بخصوص تعبير (الهوموسيوس)  مساواة الابن للاب فى الجوهر.

اسباب انعقاد المجمع :

 السبب الاساسى وراء انعقاد مجمع خلقيدونية ذكره اللاهوتى الرائع ديوجينوس كوزيكوس فى الجلسة الرابعة  للمجمع:” المجتع  صار بسبب افتيخوس ” (اعمال المجامع المسكونية  ACO11  1  1 ص 111 ). ولكن بشكل اكثر تحديدا فان اسباب انعقاد المجمع  كانت ما قام به ديوسقوروس من التقنين المجمعى للانحرافات المونوفيزيتية (449 )وفى نفس الوقت بسبب اعادة اشتعال الاتجاهات النسطورية من جديد.

ففى المجمع المسكونى الثالث (431 ) تم الحكم على نسطور  وتم ايضا تقنين خرستولوجية القديس كيرلس الاسكندرى  ولكن الانطاكيون ظنوا ان عند كيرلس اتجاهات ابولينارية.

وتبع ذلك شوط طويل من تبادل الاراء والتوضيحات من كل طرف والنتيجة كانت (عريضة الايمان للتنازلات ) فى( بصخة 433) والتى قبلها كبار الفريقين وهما القديس كيرلس الاسكندرى والقديس يوحنا الانطاكى  والذى فى هذه المحاولة تم اعادة الاعتبار بشكل غير مباشر الى  اللاهوتى الهام والاكثر ترددا  ثيؤدوريتوس كيرو وهكذا صار نسطور هرطوقيا فى نظر الجميع  وبالاكثر فى نظر الانطاكيين التقليديين .

 

الارشمندريت أفتيخوس Εύτυχής :

ولكن وللاسف الشديد ظهر فى الجانبين جانب الاسكندرانيين وجانب الانطاكيين مواقف  متطرفة بزيادة.فالبعض صور بيان الصلح او عريضة الايمان لعام 433 على انها  متنسطرة اى تميل الى النسطورية والبعض الاخر رأها متبنية نهج المونوفيزيتية .ولقد جاء التأثير المونوفيزيتى الاكبر من جانب  الارشمندريت (القمص ) أفتيخيوس (ومعناها السعيد الحظ !!!)

وذلك فى القسطنطينية (تركيا الحالية )ووقتها كتب ثيودوريتوس كيرو (447) كتابه الايرانيستيس  لكى يدحض المونوفيزيتية ولما كانت المونوفيزيتية الاوطاخية قد انتشرت بشكل كبير فقد قام فلافيانوس القسطنطينى بدعوة مجمع محلى (اغسطس 448 )أدان فية أفتيخوس وايضا نسطور واعترف بطبيعتين   بعد اتحادهم فى المسيح الواحد .

قام خريسافيوس زوماس وهو القريب من الامبراطور ثيؤدوسيوس الثانى  وحامى افتيخوس  قام بعمل اللازم لكى يعيد افتيخوس الى الشركة وذلك فى مجمع أفسس (أغسطس 449 ) ودعى المجمع مجمعا عاما  ولقد رأسه ديوسقوروس بطريرك الاسكندرية . وفى هذا المجمع تم الحكم على على فلافيانوس ويوسيبيوس دوريليو وثيؤدوريتوس كيرو وانطاكيين اخرين على انهم ادانوا أوطاخى  وتبنوا نسطور. وهنا سادت المونوفيويتية والمونوفيزيتيين سيادة مطلقة .  فاحتج ليون الرومانى  وقرر مجمعيا ان مجمع أفسس (449) هو أمر كأنه لم يكن.

وطالب بمساندة امبراطور الغرب  بعقد مجمع عام فى ايطاليا . ولقد رفض ثيؤدوسيوس الثانى الاقتراح جملة وتفصيلا. ولما كان ليون رجل قوى الشكيمة وعنيد  فلقد استفسر عن الحقائق المائلة نحو المونوفيزيتية من فلافيانوس  ويوسيبيوس دوريليو وثيؤدوريتوس كيرو (الذى اعلن برائتهم جميعا ) فلقد حاول جاهدا ان يمرر فى الغرب والشرق رسالتيه العقائدية الهامة 28 (المعروفة بطومس لاون )  وفى تفس الوقت وفى الشهور الاولى من عام (451 ) حكم على المشاركين فى مجمع أفسس (449)  واطلق على المجمع صفة مجمع اللصوص (Latrocinium).

 

ظهور فكرة مجمع خلقيدونية :

وهنا أخذت اخذت الامور الكنسية والعقائدية منحى اخر. فلقد طلبوا مجمعا عاما ولكن سبقه مجمع محلى (21 سبتمبر ) حيث تم الاعتراف بارثوذكسية الطومس اللاونى وتم تجديد حرمان أفتيخوس ونسطور  ورأس المجمع أناطوليوس القسطنطينى  وهو من اصل اسكندرى وكان موضع ثقة ديوسقوروس . وللاسف فلقد تعثر  الجميع فى الالمام بقضية الخرستولوجيا  ولهذا ظهرت الحاجة الى مجمع عام  رغم اعتراضات روما بسبب هجمات اتيلاس فى مناطق فرنسا.

و فى 23 مايو 451  دعا ماركيانوس  باسم واليريانوس الغرب  الى مجمع فى نيقية  فى اول سبتمبر. وفى رسالتة ذكر كسبب  الدعوة للمجمع (بعض الشكوك التى تحوم حول الديانة الارثوذكسية) بينما الهدف المباشر هو استبعاد كل من (أربك) الكنيسة والعمل علىوضع مرة وللابد قانون  (الايمان الحقيقى) (أعمال المجامع المسكونية 11 1  1  ص 27)ودفعت بعض الاوضاع العسكرية والسياسية فى ان الامبراطور الذى اراد ان يكون قريبا من اعمال المجمع الى   تغيير مكان وميعاد المجمع ليصبح فى 8 اكتوبر  فى خلقيدونية  المقابلة  للقسطنطينية فى الجانب الاسيوى .

 

جلسات المجمع :

اول اعمال المجمع (بخصوص ديوسقوروس والايمان ):

انعقد المجمع الذى ضم اكبر عدد من المشاركين  فى تاريخ المجامع فى كنيسة القديسة أفوميا بخلقيدونية فى 8 أغسطس . وتم دعوة رؤساء اساقفة روما والقسطنطينية الاسكندرية وانطاكية واورشليم وكل المطارنة  ومن الغرب شارك ممثلين  روما الاساقفة باسخاسينوس ولوكينسيوس ويوليانوس  والكاهن الرومانى فونيفاتيوس   و عدد المجمعيين ليس  معروف لدينا جيدا  والذين وقعوا على الاعمال المجمعية وصلوا الى

 ( 358 ) وحملوا معهم توكيلات (94) اسقفا  وهكذا صار عدد المجتمعين 452 . وحضر ايضا نخبة من كبار قادة  الامبراطور  وذلك لسببين  اعطاء فخامة دنيوية للمجمع وحفظ النظام(χάριν εύκοσμίας καί τάξεως  ). ولقد مارسوا وبشكل ظاهر وبخاصة فى المسائل الادارية ضغوطا كبيرة  وذلك لان المجمع بداء اعماله  كمحكمة  ضد مجمع أفسس الغير القانونى (449 ) والقائمين عليه (ديوسقوروس الخ ).

ولقد طلب اسقف روما فى رسالة له ان يترأس المجمع مندوبه باسخاسينوس  الامر الذى تم قبوله فى صمت  ولكن فى الواقع  مارس اناطوليوس اسقف القسطنطينية الدور الاول  فى الامور الكنسية وممثلوا الامبراطور سهروا على الامور الادارية وحفظ النظام . ويبدوا ان باسخاسينوس قد رأس فقط الجلسات التى حرمت ديسقورورس .

استمرت اعمال المجمع الى الاول من نوفمبر  وتم عقد 21 جلسة  والتى فى نصوص لعمال المجمع اليونانية  وصلت 17 واللاتينية 16 .

قام يوسيبيوس دوريلو وفى اول جلسة باتهام ديسقوروس بانه يشارك أفتيخوس ارائه(όμόδοξον ) وبعد قرأة اعمال المجمع اللصوصى (449) لكى يظهروا تهور وسوء تعليم ديوسقوروس وبعدها اعمال مجمع (448) وذلك لاظها ارثوذكسية  فلافيانوس والذى الغى حرمانه مع يوسيبيوس دوريلو .

فى اثناء ذلك طلب مندوبى روما ابعاد ديوسقوروس  والذى سبق وادانته ولكن المصريون اعترضوا  على حضور ثيودوريتوس فى المجمع كموجه للاتهام و تم التوافق  فقد ظل ديوسقوروس كمتهم  بينما تم الاتفاق على تاجيل موضوع ثيؤدوريتوس وهو غير عاجل لجلسة اخرى . فلقد قبل ثيودوريتوس والذى اتهمه المصريون بالنسطورية من فترة  عريضة الايمان  (433) ووافق مع كيرلس الاسكندرى  ولكنه لم يحرم علنا نسطور.

ولهذا ففى الجلسة التاسعة حينما طلب منه ان يحرم نسطور اصر على عرض ايمانه .فاصر المجتمعون على عدم ضرورة ذلك مادام انه قد سبق وعرض ايمانه الارثوذكسى  وادان بدعة نسطور وبرأه المجمع فى (448 ) وفى روما وهنا صرخ المجتمعون ان ثيؤدوريتوس جدير بكرسيه فى كنيسة الارثوذكسيين وهو معلم ارثوذكسى .

محاكمة ديوسقوروس :

لقد سيطر موضوع ديوسقوروس على الجلسة الاولى  ولكن رغبة ديوسقوروس والامبراطور ماركيانوس  كانت عرض وفحص موضوع الايمان ولكن المجمع رأى انه يجب يسبق ذلك موضوع ديوسقوروس  لانه فى مجمع (449 ) برأ المونوفيزيتى أفتيخوس  واعلن عن مواقف مونوفيزويتية . وهكذا صارت مناقشة قصيرة  لمحاكمة ديسقوروس  لما فعله فى( 449 )واعطيت الفرصة لاساقفة كثيرين كانوا معه ليعلنوا توبتهم  وليقرروا انه مورس عليهم ضغوض او وقعوا على اوراق بيضاء او انه قد تم التزوير فى اوراق المجمع(ύπέγρψαν είς άγραφον χάρτην ).

الامر الهام انه خلال المناقشة  تجاهل ديوسقوروس ما قاله كيرلس عن الطبيعتين  بعد( 431  )واعترف باصرار بطبيعتين فى المسيح قبل الاتحاد  وطبيعة واحدة بعد الاتحاد  ولكنها (متجسدة ):

(لا يمكن ان نعقل طبيعتين  ولكن واحدة  للكلمة المتجسدة  …انا  اقبل من طبيعتين  بعد الاتحاد لا يوجد طبيعتان (ού δεί νοείν δύο φύσεις ,άλλά μίαν φύσιν τού Λόγου σεσρκωμένην …..τό έκ δύο  δέχομαι ,τό δύο ού δέχομαι ,τό δύο ού δέχομαι ….Μετά τήν ένωσιν δύο φύσεις ούκ είσί ).

 وحينما شرح له يوسيبيوس دوريليو وباسيليوس سيليفكياس  وميلوفثونجوس اليوبوليتون واخرين بأن  فى المسيح الواحد يوجد والطبيعتين ( طبيعتين فى شخص واحد  رب واحد معروف فى طبيعتين δύο φύσεις έν ένί προσώπω …ένας Κύριος …..έν δύο φύσεσι γνωριζόμενος   ).

 أنبرى ديوسقوروس ليقول ان هذه الاقوال (تمزيق وتشريح)καινοτομίας   وذيوفيزيتيةδυοφημίας  واضاف انه بسبب هذه الاقوال تم حرمان وعن حق فلافيانوس فى 449 (Φανερώς διά τούτο καθήρηται Φλαβιανός ,ότι μετά τήν ένωσιν  δύο  φύσεις  είπεν ).                                                     

ولقد قرر المجمع ان فلافيانوس يتفق مع كيرلس  الاسكندرى .

وبالرغم من ذلك  فأن ديوسقوروس أظهر استعدادا  كبيرا فى ان يحكم على أفتيخوس  اذا ما ثبت انه يمتلك مفاهيم دوتوكية (δοκτικές  (άντιλήψεις  واراد ان يبتعد عن مونوفيزيتية أفتيخوس اعلن انه يقبل مثل كيرلس طبيعتين الرب بغير اختلاط ولا تغيير ولا تمزيق όπως ό Κύριλλος ότι δέχεται άσύγχυτες καί άτρεπτες τίς φύσεις τού Κύρίου ούτε σύγχυσιν ,λέγομεν ούτε τροπήν ,ούτε τομήν ……………. ).

 

ولقد عقد المجمع العزم على مناقشة ابمان ديوسقوروس بشكل اكثر تفصيلا فى الجلسة الثانية ولكن ديوسقوروس رفض الحضور ليدافع عن نفسه  وفى الجلسة الثالثة اجاب بانه ليس لديه شيئا اخر يضيفه على ما قاله فى الجلسة السابقة ( Διόσκορος  είπεν αύταρκως άνεδίδξα τήν ύμετέραν Θεοσέβειαν ,οίς προσθήναι τι ού δύναμαι .άρκούμ;ι γάρ έκείνοίς ).  )

وهذا معناه ان ديوسقوروس لم يكن لديه  الكفأة اللاهوتية لكى يؤسس رأيه ويقدم حججه المؤيدة . ومادام أصر على قرارات  مجمع 449 وعلى طبيعة المسيح الواحدة  فأن المجمع  رأى انه قد أضر  بالايمان المستقيم (τήν πίστιν παρέτρωσεν  )     فقد قرر المجمع قطع ديوسقوروس وفى الجلسة اللاحقة امر بنفيه . يبدو ان المجمع لم يضع ديوسقوروس  على نفس مستوى  مؤسسى البدع نسطور وأفتيخوس  لان الهدف النهائى من المجمع كان  ملاحقة مؤسسى البدع اى رؤساء المبتدعين .

 

 

التجهيز للقانون العقائدى :Ο Δογματικός Ορος

يلاحظ انه من بدء  المجمع  والقادة  الرومان ممثلوا الامبراطور  يرغبون فى صياغة قانون ايمان جديد  وظهرذلك جليا  فى الجلسة  الثانية (13 اكتوبر ) حينما طرحوا الموضوع بشكل نهائى.

ولقد رفض الكثير من الاساقفة  على اساس ان قرارات مجامع نيقية والقسطنطينية وأفسس  (431 ) تكفى  مع رسائل كيرلس وطومس لاون وشاروا ايض الىا القانون الثالث للمجمع المسكونى الثالث والذى يحرم وضع قانون ايمان جديد غير الذى وضعه الاباء  مرة والذى كان يعنى قانون ايمان جديد  ولهذ السبب ى تجنب عقد مجامع جديدة فقد تقدم عامود الايمان كيرلس وبدون صعوبة  فى التجهيز للتوقيع على  عريضة المصالحة  فى 433.

 تم قرأة النصوص السابقة  والح مندوب بابا روما باسخاسينوس على ان يعلن الاساقفة  اذا ما كان طومس لاون يتفق مع قرارات المجامع ومع اراء كيرلس. ولقد استجاب الكثير من الاساقفة مع الطلب بشكل ايجابى  وهكذا وفى نظر الغربيين انفسهم لم يعد هناك حاجة الى قانون ايمان جديد ونلاحظ شيئين هامين فى طريقة تفكير الاباء الاساقفة المجتمعين وهما:

أولا: انهم اعتبروا انه امر مفروغ منه ان يوافقوا على ما قاله اسقف روما

ثانيا: انهم اعتبروا ان المعيار الاساسى لقبول طومس لاون وارائه السابقة هو ما سبق ..  وقرره كيرلس فالكل يجب أن يوافق على الحق الكيرلس  ولكن فور اعلان  باسخاسينوس  عن اتفاق الطوموس مع  كيرلس اعترض ورفض التوقيع ثلاثة عشر اسقف مصرى  

على اساس انه حسب القنون  الكنسى السكندرى يجب ان يتبعوا رئيس اساقفتهم  ديوسقوروس  ولما تم الضغط عليهم  ادانوا اوطاخى  واعلنوا انهم يمتلكون الايمان الجامع   ولكن لكى يوقعوا على الطومس يجب ان ينتظروا اختيار رئيس اساقفة جديد  للاسكندرية  لكى يوقع هو اولا   ولقد قبل المجمع طلبهم  وطلب الكثير من الاساقفة من المصريين ان يوقعوا على حرمان ديوسقوروس  ولكن اعمال المجمع لم تسجل اجابة الاساقفة المصريين .

 وهذا كله يعنى ان مناقشات  الجلسة الثانية للمجمع قد تناولت امورا  لاهوتية وعقائدية بينما  اصر الباباويون على  ان طومس لاون يكفى  لتقرير الايمان  وانه غير مقبول اى عريضة ايمان  اخرى غير الطومس  ولو كان تم قبول ذلك فلابد للطومس ان يحظى بقبول مسكونى  وكان سيصير طومس عقائدى نهائى  ولقد وافق البعض من الاساقفة  ولكن اعترض اساقفة يونانيين واورشليميين على اساس  ان الطومس يحوى اتجاهات ذيوفيزيتية  وقرروا بشكل سليم ان الطومس لم يدن بشكل واضح النسطورية  كما حدث مع المونوفيزيتية.

واوضح باسخاسينوس بأن  الطومس لا يريد التفريق  او التجزئة  فى شخص الرب  الواحد  ولا يفرق ولا يفصل طبيعتى الرب . والحق ان الاساقفة  الذين راوا ان الطومس  غير كاف للتصدى  للنسطورية وللمونوفيزيتية  كانوا على حق . ولكن لم يستطيعون ان يؤصلوا فكرهم  اما بسبب عدم الكفائة اللاهوتية او بسبب انهم لم يريدوا اغضاب  الغربيين المتسطين على المجمع . فأشارات الطومس الى  شخص المسيح وطبيعتيه  غير واضحة وتحوى  مخاطر كبيرة .

فالشخص هنا هو نتيجة  اتحاد الطبيعتين  واللتين تتمايزان  فالوحدة فى المسيح هى وحدة شخص   وليست وحدة طبائع  فى الشخصΗ ένωση στόν Χριστό είναι (προσώπου ένωσις) και όχι ένωση φύσεων στό  προσωπο ή στην ύποστάση τού Υίου του Θεού.  او فى اقنوم  ابن الله  فوحدة الطبائع التى لا تتم فى  اقنوم ابن الله وكلمة الله  سوف يكون لها بالضرورة  خطر الاختلاط او الانفصال  وهذا لم يفهمه واضع الطومس .

 

التمييز بين الشخص والطبيعة بين اللاهوت والفلسفة :

  لقد بذل اللاهوتيين لشرقيين فى   لعشرات السنين جهدا جهيدا لكى يفهموا ان الطبيعتين  فى المسيح  اتحدتا فى الاقنوم الواحد او الشخص الواحد للوغوس الالهى ولهذا فهما لا يمتزجا ولا  يفترقا. وبمعنى اخر لقد ادركوا الفارق بين بين الطبيعة  والاقنوم φύσεως και ύποστάσεως  والتى  فى عمفها تتيح  امكانية ايجاد حل نهائى لقضية الخرستولوجيا 

ولقد سعى الاباء الى ان يقرر المجمع هذه الحقيقة  وطومس لاون  يتحرك  من معنى الطبيعة  سواء كانت طبيعة الهية او طبيعة انسانية   وانتهى الى فكرة الشخص  والتى صعب فهمها على واضعى الطومس  وبالاكثر  ظل معنى البروسوبوπροσώπο  صعب الفهم على النسطوريين والسبب انهم يفرقوا  او يميزوا بين الطبيعة والاقنوم كما كتب ليون اسقف روما  الى فلافيانوس:

”  الالهى والانسانى  فى السيد يسوع المسيح  يوجدوا فى شخص واحد   فالذى يتعرض للاهانة اخر والذى يقبل المجد اخر   ويجب ان نعى وحدة الشخص  فى  االطبيعة”. وبكل تأكيد فأن اللاهوتيون لم يصلوا الى التمييز بين الطبيعة والشخص   بسهولة . فالقديس اثناسيوس على سبيل المثال كان يطابق بينهما وذلك بسبب تشديده على  مساواة الابن فى الجوهر  مع الاب όμμουσιότητας   وبسبب المناخ الفلسفى السائد  ولكنه شدد على التمييزا  بين اقانيم او اشخاص االثالوث  الثلاثة  .

 والقديس كيرلس  ساوا بين الاثنين مرات لاسباب دفاعية ومرات ميز بينهم  ولكنه لم ينكر ابدا  فرادة الطبيعتين فى المسيح . ويجب ان لا  ننسى ان المناخ الفلسفى  السائد  الذى كان يطابق  بين التعبيرين  قد اثر تأثيرا كبيرا على  على التمييز الواضح بين  التعبيرين فى الخرستولوجيا . ولكن اصرار بعض الاساقفة القلة والمعتمدين على  رغبة  ممثلى الاباطرة  ادى الى القرار  بان يتم صياغة قانون ايمانΕκθέσεως πίστεως   على ان يتولى اناطوليوس  االقسطنطينى  مسئولية تشكيل لجنة صغيرة خاصة تقوم بالمهمة.

وتم الحديث عن النص المقترح  والذى دعى التيبوس Τύπον  والذى تمت مناقشته  ورفضه فى الجلسة  ولم يتم وضعه فى اعمال المجمع . والح الاساقفة المعتدلين  على طلب ان يوضع لقب  الثيؤطوكوسΘεοτόκος  فى اى نص يتعلق بتحديد الايمان الخرستولوجى. وايضا الطبيعتين فى المسيح  بمعنىالاتحاد كما قبل ذلك فلافيانوس  بدلا من التعبير الذى يوحى بالمونوفيزيتية  من طبيعتين  έκ δύο φύσεων  والذى نادى به واعتنقه ديوسقوروس. 

ولقد حاول ممثلو الامبراطور ان يوفقوا بين الذين ا يصرون على ان الطومس اللاونى كاف للتعبير عن  الايمان وبين الرافضين واقترحوا اضافة  الى الطومس  عبارة  الطبيعتين المتحدتين  بعد الاتحاد  متحدين بدون تغيير او تفريق  ولا امتزاج  فى المسيح  وهذه العبارة لا توجد حرفيا فى الطومس  ولكن  لم يؤخذ بالاقتراح ولم  توضع العبارة فى الصياغة النهائية  لقانون المجمع.

 

الضغوط الباباوية وموقف الامبراطورماركيانوس :

 ولما رأى ممثلوا روما ان المجمع يتجه الى عدم الاكتفاء بالطومس  اعلنوا انهم لن يتنازلوا عن موقفهم وهددوا  بانهم سينسحبوا من المجمع  وسيطلبوا عقده فى الغرب   اذا لم يتم القبول الحرفى والنهائى للطومس .

 تم رفع امر الخلاف الجذرى الى الامبراطور ماركيانوس  والذى تبنى تهديد االبابويين  واظهر للاساقفة رغبته فى   صياغة قانون جديد  واقترح تكوين لجنة موسعة يتمثل فيها الجميع  والتى تهدف الى عمل  اعتراف بالايمان  للقانون العقائدى ويبدوا واضحا ان الذين نصحوا وعن حق الامبراطور  قد اقتنعوا بان  من اجل التوضيح  وتخطى خطر  النسطورية  والمونوفيزيتية  هناك حاجة الى قانون عقائدى جديد  يأخذ فى الاعتبار التمييز بين الطبيعة والشخص او الاقنوم .

واجتمعت اللجنة فى كنيسة القديسة افيميا برئاسة اناطوليوس وحضور ممثلى الامبراطور وممثلى بابا روما   وقاموا بصياغة النص الذى رفع الى المجمع . وهكذا فى الجلسة  السادسة (25 اكتوبر ) تبنى المجمع القانون الجديد فى احتفال بحضور الامبراطور ماركيانويس والامبراطورة بوليخيرياس  بالرغم من بعض الاعتراضات على الطريقة التى اتبعت فى بعض الاجرأت.

 

 

  القانون العقائدى:

المقدمة  τό προοίμιο (ACO 11) :

 

بدأت لجنة  الصياغة  اعمالها برئاسة اناطوليوس  ا سقف القسطنطينية بوضع تمهيد تاريخى ولاهوتى  ونم وضع مساهمة المجمع اللاهوتية ضمن فرارات الكنيسة اللاهوتية والعقائدية السابقة  وذلك حتى يفهم وضع القانون الجديد فى كل مسيرة الكنيسة فى مواجهة  الاراء السيئة  κακοδοξιών . واعلنوا انه كان يمكن الاكتفاء بقانون الايمان النيقاوى فى معرفة الحق άλήθεια حيث لدينا التعليم عن الاقانيم الثلاثة  او الاشخاص الثلاثة فى الثالوث القدوس  διδασκαλία γιά τά τρία   

 πρόσωπα τής άγίας Τριάδος.

ولقد ادى حدوث اسأة كبيرة الى سر التدبير فى شخص المسيح  τού μυστηρίου της οίκονομίας τού προσώπου τού Χριστού الى الدعوة الى هذا المجمع المسكونى والذى يسير على خطى  ليس فقط المجمع المسكونى الثانى (381 ) والذى قرر حقيقة مساواة للروح القدس فى جوهر اللاهوت έπικύρωσε τήν άλήθεια τής όμοουσιότητας τού Αγίου Πνεύματος   ولكن ايضا يسير ايضا على خطى رسائل كيرلس  الاسكندرى   والتى تتعلق ببدعة نسطور  وتأكيد تعبير الثيؤتوكس . أيضا يشير الى طومس لاون والذىوبالرغم من انه يدحض بدعة اوطاخى الا انه يترك مجالا  لرؤية نسطورية لمفهوم الشخص αφήνει περιθώρια γιά νεστοριανίζουσα θεώρηση τού προσώπου .

 

واعتبروا ان اى نصوص  واعترافات بالايمان جأت بعد المجمع المسكونى الثانى  سليمة وارثوذكسية ولكن منها من اراد مواجهة النسطورية ومنها من اراد التصدى للمونوفيزيتية  ومن هنا جاء الاحتياج الى  رؤية لاهوتية  واعتراف ايمان  يمنع تقسيم المسيح الى اثنين   اى ابنين ونقصد النسطورية هذا من ناحية او الوصول الى طبيعة واحدة للمسيح من ناحية اخرى اى المونوفيزيتية والذى ادى وبالضرورة الى اختلاط الطبيعتين والى نسبة الالام الى الطبيعة الالهيةσέ πάθος τής Θείας φύσεως  وايضا كان من اللازم دحض بدعة ان جسد المسيح  كان عبارة عن جسد (سماوى  ούράνιον  ) وليس انسانا كمثل البشر(καί όχι κοινό άνθρώπινο).   ولقد تم فى تلك المقدمة التاريخية واللاهوتية  تحديد وبدقة القضايا الايجابية التى واجهها القانون الجديد .

 

 

 

القانون اوالقاعدة  Ο όρος:

 

نلالحظ ان كل العناصر اللاهوتية للقانون وبدون استثناء قد تم الاشارة اليها وكتبها اباء الكنيسة  وبعضها تم قبولها فى مجامع مسكونية . ومع ذلك كان هناك احتياج لان  تصاغ معا بشكل مترابط  وتقرر بشكل مترايط فى مجمع مسكونى  حتى تشكل اعتراف بالايمان مسكونى وبالتالى الزامى للجميع.

ولقد ظهرت هذه الحاجة  بسبب ان الذين وقفوا ضد النسطورية اظهروا توجهات مونوفيزيتية  والذين وقفوا ضد المونوفيزيتية اظهروا تعاطفا مع النسطورية  وهذا الموقف سواء تم بوعى او بدون وعى  سهل الانزلاق فى واحدة من البدع  وشكل خطرا على نقاوة الايمان  والسبب الاساسى وراء ذلك هو كما سبق واشرنا  هو الخلط اللاهوتى  الغير واع  وهدم التمييز بين  بين الطبيعة والشخص  فى المسيح  اى فى الخرستولوجيا  والقانون الجديد يؤكد  هذا التمييز باستعماله العبارتين المرتبطتين  وهما : المسيح الواحد هو ( فى طبيعتين   έν δύο φύσεσι)   وان الطبيعتين توجدا متحدتين   فى الشخص الواحد والاقنوم الواحد (είς έν πρόσωπον καί μίαν ύπόστασιν   ).

العبارة الاولى تعترف وبشكل مباشر بوجود طبيعتين فى المسيح  واللتان رغم اتحادهما الا  انهما لم يختلطا  ولم يتحولا  ولم ينفصلا . ولقد رأينا هذه العبارة لاول مرة عند بروكلوس القسطنطينى (قام بنشر النص  العالم الفرنسى شارل مارتان فى دورية الموسيون Muséon 54   1941 ) وبعده بعشرين عاما استخدمها فاسيليوس سيليفيكسياس  ونجد المعنى الدقيق للعبارة فى الاعتراف بالايمان الذى  وضعه فلافيانوس فى المجمع المحلى  عام 448 .

وققتها اعترف  بالمسيح  فى طبيعتين  بعد التجسد   وفى اقنوم واحد  وشخص واحد (έκ δύο φύσεων είναι μετά τήν έναθρώπησιν έν μιά ύποστσάσει καί ένί πρόσωπω).

 

العبارة الثانية تعترف بالتطابق بين الاقنوم والشخص  ورفضت الفكرة التى تقول ان شخص المسيح هو نتيجة اتحاد طبيعتين او شخصين  وتعلن انه فى الشخص الواحد او الاقنوم الواحد للثيؤس لوغوس  تتحد الطبيعتان  الالهية والانسانية  وبالتالى فبالعبارة الاولى تم استبعاد كل  ايحاء بالمونوفيزيتية وبالعبارة الثانية تم استبعاد كل  نسطورية مستترة  اى ذيوفيتزموس هرطوقى  وذلك  بسبب الاصرار على شخص الطبيعة الالهية وشخص الطبيعة الانسانية.

ونجد العبارة الثانية عند بروكلوس (الموسيون 54 ) وعند فلافيانوس  وفاسيليوس سيليفيكسياس  فى اعترافه بالايمان يستعمل عبارة كيرلس (حسب الاقنوم  καθ ύπόστασις)   والتى حسب فكر كيرلس تعنى (الوحدة الحقيقية والواقعية   πραγματική  ένωση)

 لقدى شكل ادخال تعبير الاقنوم  محطة فى تاريخ اللاهوت  وصار هذا التعبير  اساس الخرستولوجيا  والحقيقة ان هذه الكلمة جأت من المجال الفلسفى  لتصير تعبيرا لاهوتيا  ولكن الفارق انه بينما فى الفلسفة يتم التطابق بشكل عام  بين كلمة الهيبوستاسيس  والفيزيز والاوسيا اى بين الاقنوم والطبيعة والجوهر  ففى اللاهوت يحدث العكس فيفترض التمييز بين  الطبيعة والكينونة φύσεως καί είναι (όντος )  والتطابق مع الكائن  είναι (όν-ύπόσταση) 

كما اظهر ذلك اللاهوتيون الكبادوك  والذين قلبوا المعطيات الفلسفية راسا على عقب . وربما فى عام 451  وربما وبكل تأكيد   لم يكن معظم الحضور على دراية كافية بهذه الحقيقة ولم يدركوا الاهمية القصوى لاعادة صياغة التعبير (هيبوستاسيس ) لان التحديث وتأسيس اللفظ صار واللاهوتيون الشرقيون  اللاحقون  يستمرون فى  صياغة وبنيان البنيان الخرستولوجى  وكانوا يحاولون شرح وفهم هذا التعديل فى اللفظ .

ويجب ان نؤكد ان  التمييز بين الطبيعة والاقنوم سهلت وساعدت على فهم افضل  للتطابق بين الشخص والاقنوم  وهذا التطابق الذى لم يكن ابدا عملا سهلا صار وبشكل تدريجى احد مقتنيات اللاهوت السائر فى طريق الارثوذكسية .

فالاتجاهات النسطورية  استدعت التشديد على  تعبير  (فى ذات الواحد ένα καί τόν αύτόν  )   الابن والمسيح بينما الاتجاهات المونوفيزيتية  اظهرت  الاعتراف  بأن المسيح  هو  مساو للاب  حسب اللاهوت ومساو لنا حسب الانسانية او الناسوت (όμοούσιος  τώ Πατρί κατά τήν Θεότητα καί όμοούσιος ημίν τόν αύτόν κατά τήν άνθρωπότητα   )

ورغم انه يبدوا ان قانون  المجمع كما يبدو فى الاعمال المجمعية قد تم نتيجة مساهمات الكثير من المجتمعين الا انه يبدو انه من وضعه كان على درجة عالية من الابداع الخاريسماتيكى  والذى استوعب التراث الكنسى  وفهم فى العمق النسطورية والمونوفيزيتية  وقبل واطلع على  كل ما سبق وقالته المجامع او اللاهوتيون  عن البدعتين .  ولقد اظهر انه مؤلف موهوب ولديه احساس وقدرة لغوية رفيعة المستوى .

 وهكذا فقد قدم نصا رائعا  والذى يعلن الحقيقة  بخصوص شخص وطبيعتى المسيح  واغلق الباب على البدع  والنص يمتلك بنيانا لاهوتيا  منهجيا  والنص عبارة عن جملة واحدة متواصلة بلا توقف ويتكون من 26 او 27 فقرة كالاتى :

1 – حسب ما قاله الاباء القديسونΕπόμενοι τοίνυν τοίς άγίοις πατράσιν  

2 – نعترف بالابن الواحد نفسهένα καί τόν αύτόν όμολογείν υίόν

3 – ربنا يسوع المسيح τόν κύριον ήμών Ιησούν Χριστόν

4 – ونحن جميعنا نعلم وباتفاق انه( συμφώνως άπαντες έδιδάσκομεν)

5 – كامل وهو ذاته فى اللاهوتية (τέλειον τόν αύτόν έν Θεότητι

6 –وكامل وهو نفسه فى البشرية والناسوتية

7 –وهو ذاته اله حقيقى وهو ذاته انسان حقيقى   τόν αύτόν

8 – وهو يتكون من نفس عاقلة وجسد( έκ ψυχής λογικής καί σώματος )

9—وهو مساو للاب حسب اللاهوت

10 – وهو نفسه مساو لنا حسب الناسوت

11 –وهو مساو لنا فى كل شئ بدون خطية

12 –وهو مولود من الاب حسب اللاهوت قبل الدهور

13 –وهو نفسه وفى اخر الايامέπί έσχάτων δέ τώνήμερών τόν αύτόν

14 –من اجلنا ومن اجل خلاصنا δι’ήμας καί διάτήν ήμετέραν σωτηρίαν

15 –من مريم العذراء الثيؤتوكس وحسب الناسوت او البشرية

16 –هو نفسه المسيح الواحد الابن الوحيدالجنس والرب

17 –ونحن نعترف بع من طبيعتين بدون اختلاط ولا تغيير ولا تفريق ولا انفصال( έν δύο φύσεσιν άσυυγχύτως άτρέπτως άδιαιρέτως άχωρίστως γνωριζόμενον)

18 –ولم يحدث اختلاف بين الطبيعتين بسبب الاتحاد

19 – وقد احتفظ بخاصيةίδιότητος  كل طبيعة

20 –فى نفس الشخص ونفس الاقنوم έν πρόσωπον καί μίαν ύπόστασιν

21 – ولم يفترق الى شخصين او اقنومين

22 –ولكنه هو هو الابن الوحيد الجنس  نفسهένα καί τόν αύτόν υίόν μονογενή

  3 2 –اللوغوس الاله الرب يسوع المسيح(Θεόν λόγον κύριον Ιησούν Χριστόν)

 24 –كم سبق وقال الانبياء عنه  –

25 –وهو نفسه يسوع المسيح الذى علمنا

26 – عنه  قانون الايمان الذى لابائنا .

((Ι.Καρμίρη ,Τά δογματικά καί συμβολικά μνημεία …Αθήνα 1960 σελ.175 .ACO11;1 1 σελ.129-130.

ولقد  انشغل علماء كثيرون وباحثون  بدراسة المقاطع   وتاريخ  القانون  مثل  Sellers  ;Bunic  Ortiz  DeHalleux   وفى اليونان مارتسيلوس   ولقد اصر البروفسور مارتسيلوس بان المصدر الاساسى للقانون هو فاسليوس سيليفيكسياس  وشدد على دور كيرلس الاسكندرى  والذى اعد الطريق لاهوتيا  للخرستولوجيا التى اعتمدها قانون خلقيدونية. ولقد  تم  دحض الراى القديم الذى يرى ان القانون قد اتى     من طومس   لاون الرومانى .  ونلاحظ اننا نجد  التعبيرات اللاهوتية الاولى  اللقانون عند بروكلوس القسطنطينى    وللمرة الاولى  (فى طبيعتين بغير اختلاط ) (كل طبيعة فى  الشخص الواحد والاقنوم الواحد ).

ونكرر ان الاهمية القصوى  لاستخدام التعبيرين  تكمن فى  انهم يقومون على اساس  التطابق  بين الشخص والاقنوم  من ناحية ومن ناحية اخرى التفريق بين الطبيعة والاقنوم وبهذه التعبيرا صار لدينا اساس للخرستولوجيا  الذى يمنع  وبشكل قاطع الاتجاهات النسطورية والمونوفيزيتية وهذا التفريق بين الطبيعة والشخص نجد اثره مؤخرا  بعد 18 عاما  بعد بروكلوس  فى الاعتراف  والاعلان  لفاسيليوس سيليفكسياس  فى  اثناء المجمع المحلى  فى 448 .

ولقد استعمل باسيليوس الذى يعرف جيدا بروكلوس  نفس جملته (فى طبيعتينέν δύο φύσεσιν ) وايضا عبارة (اتحد بنفسهاو لنفسه حسب الاقنوم ήνωσεν έαυτώ καθ’ υποστασιν  )  وهذا يعنى اتحاد بشكل حقيقى وواقعى  .وفى الاعتراف الذى تم بلسان فلافيانوس  فى نفس المجمع  448  تم الاعتراف بالطبيعتين بعد التجسد ( والذى يتطابق مع( فى طبيعتين ) واللتان توجدان فى شخص واحد واقنوم واحد .

وهذا معناه ان وفى هذا المجمع تم الاخذ فى الاعتبار وبشكل جدى باراء كيرلس  وايضا بروكوبيوس  والذى  فهم وبشكل جيد التمييز بين  الطبيعة والهيبوستاس وهكذا تم عمل اعتراف بالايمان اقرب ما يكون كمالا من قانون خلقيدونية .وفى النهاية  الشئء الواضح والجدير بالاعجاب انه قد تم فى خلقيدونيةوبدون صعوبة   الاعتراف بالايمان الذى   شارك فيه اللاهوتيون التقليديون  من كل المسكونة  وقتها (الاسكندرية وانطاكية والقسطنطينية والليريكو وروما)  وعلى سبيل المثال  وللتوضيح نقدم  من اجل توضيح التعبيرات الجديدة فى قانون المجمع وعلاقتها  بامثلة سابقة من بعيد او من فريب مهدت الطريق  لها:

فقرة 2 ( نعترف بالابن الواحد نفسه )

نجد مثلها عند كيراس  فى رسالته الى سيكونون باترولوجيا جريكا  77 فقرة 232 ) ويقول (نعترف  بالابن الواحد نفسه ) ونجدها عند بروكلوس (نحن نعى مسيحا واحدا ) الموسيون 54 .

فقرة 5و6 ( وهو نفسه كامل فى اللاهوت ونفسه كامل فى الناسوت ) نجدها عند كيرلس  فى عريضة المصالحة مع الانطاكيين باترولوجيا جريكا 77 وفقرة 176 و177 ( انسان كامل واله كامل هونفسه ).

فقرة 9و10 (مساو للاب فى اللاهوتية ومساو لنا فى الناسوتية ) نجدها عند كيرلس فى نفس المرجع السابق ( مساو للاب هو نفسه فى اللاهوت ومساو لنا حسب الناسوت ).

فقرة 16 (نحن نعترف بالمسيح الواحد فى طبيعتين  بدون اختلاط ولا تغيير ) نجدها عند بروكلوس (المسيح واحد فى طبيعتين ) و(اقنوم واحد  فى طبيعتين ) ألموسيون 1941 .

ونجد تعبير اخر عند نسطور يقول ( نعترف بمسيح واحد فى طبيعتين ) وهذا التعبير شكلا سليم ولكن المشكله ان الشخص عند نسطور  هو نتيجة اتحاد شخصين )  وكيرلس كتب الى أفلوجيون يقول ( كان واحدا فى اثنين )  باترولوجيا جريكا 77 . ومرة اخرى قال كيرلس  ( لقد جأت الطبيعتين  مها فى اتحاد  غير منفصم وغير مختلط وغير متحول ) نفس المرجع . وبايسليوس سيليفكياس قال ( نحن  نعرف الرب الواحد  فى طبيعتين ) .

 فقرة 18 (لم تختف الفروق بين الطبيعتين بسبب الاتحا د)  ولقد كتب كيرلس   الى نسطور يقول( ان المسيح من اثنين  ولم تختف الفروق بسبب الوحدة ) باترولوجيا جريكا 77 . ولقد كتب فلافيانوس  الى ليون اسقف روما يقول ( المسيح ابن وواحد من اثنين  ولم تختف الفراوق بين الطبيعتين بسبب الوحدة ).

 فقرة 19 (لقد احتفظت كل طبيعة بخصائصها ) ويقول ليون اسقف روما فى الطومس ( اقد احتفظت كل طبيعة بخصوصيتها ووجدت فى شخص واحد ).طومس لاون .

فقرة 20 ( فى شخص واحد واقنوم واحد اشتركت كل طبيعة ) ويقول بروكلوس ( لقد وحد الطبيعتين فى اقنومه الخاص  ووهو الابن الواحد ) ولقد كتب كيرلس فى دفاعه عن الحرمانات الاثنى عشر (  لقد تكلم فى الاناجيل  لغتين مرتبطتين  والاقنوم هو الواحد  فى اللوغوس المتجسدة السساركومينى ).(ένί προσώπω τάς έν τόίς Εύαγγελίοις πάσας άναθετέον φωνάς ,ύποστάσει μία τή Λόγου σεσαρκωμένη)

فقرة 21 (نحن لا نقسم الى شخصين   …) ويقول كيرلس  فى رسالته الى نسطورالتى تحوى الحرمانات (الاناجيل لا تقسم اصوات المسيح الى  اثنين  ولا الى شخصين ). باترولوجيا جريكا 77 .(ούκ είς δύο πρόσωπα μεριζόμενον ή διαιρούμενον)

 

 

  قوانين المجمع الخلقيدونى     : 

لقد واجه مجمع خلقيدونية سلسلة من المشاكل فى النظام الكنسى  ووضع الاساقفة  والحياة الرهبانية  والاحوال الشخصية والزواج ولقد وضع 28 قانونا خاصا مثل:

1 – منع اختلاط الرهبان  والاكليريكيون بأمور العالم.

2 – ومنع الرهبان من  تأسيس اديرة  او الخدمة فى المدن بدون اذن اسقف المدينة المحلى.

3 –تعيين شماساتδιακόνισσες  على الا يرسموا قبل سن الاربعين.

4 –ضرورة عقد مجامع مرتين فى السنة .

5 –اعطاء كرامة متساوية لكرسى القسطنطينية   كروما الجديدة  تماما مثل الكرامات التى يحظى بها كرسى روما القديم .(قانون 28 ).

ولقد تم مناقشة هذا القانون الجديد فى الجلسة النهائية  (31 اكتوبر ) بدون حضور  الاباطرة ولا ممثلى روما . ولقد صرح مندوبوا اسقف روما انهم غير مخولين لمناقشة مثل هذه القضايا ولهذا انسحبوا  بعد ان حصلوا على تأكيدات بالحفاظ على  امتيازات  كرسى روما . واستمر المجتمعون فى المناقشة ووافق الاباطرة على فحوى  القانون 28  ووقع عليه كل المجتمعون مستندين فى ذلك على  القانون الثالث للمجمع المسكونى الثانى 381  والذى  منح القسطنطينية  كرامات مع اسقف روما  πρεσβεία τιμής μετά τόν τής Ρώμης έπίσκοπον )  )

 ويشكل القانون 28 اعترافا بدور كنيسة القسطنطينية العظيم  وثقلها  واعطى  الامتياز لاسقفها لكى يرسم مطارنة  فى   اقاليم بونطيوس وثراكيس واسيا  ومن عام 732  فى الليريكو الشرقية . وترجع اهمية هذا القانون فى ان كنيسة القسطنطينية قد اعلنت وترفعت  كبطريركية  وهكذا فان كنيسة روما  برغم انها تسبق حسب الكرامة ولقد سبب هذا الموقف غضب كرسى روما والتى رفضت قبول هذا الامر .

نصوص المجمع  :

 من حسن الطالع بقاء نصوص كثيرة من اعمال مجمع خلقيدونية لم تتعرض للضياع  وهذه النصوص حسب تاريخها هى :

1 –رسائل عبارة عن اوامر امبراطورية  قبل المجمع

2 – نصوص مناقشات فى اثناء المجمع

3 – نصنوص قرارات  وحوارات

4 – رسائل بعد المجمع .

 اعمال المجمع  :

 وبها نجد اسماء المجتمعين  وطريقة العمل فى الجلسات والمنافشات  لقد ة بقيت لنا فى  2  كوديكاس يونانيين (فينيتوس 555 و فيندوبون 27 ) وفى ثلاث مجموعات لاتينية  والتى تختلف فيما ينها فى عدد النصوص وفى  جودة الترجمة  ومن اكثر المجموعات المعروفة  Schwatz(Acta Concliliorum Occu,enicorum ;Berlin 1933.

 

قائمة المراجع : Βιβλιογραφία

 

 

[1]  نلفت نظر القارئ باللغة العربية اننا قد قمنا بترجمة هذا النص من الدورية اللاهوتية المعروفة (ثيؤلوجيا )  اثينا اليونان طومس 77 عام 2007 ص 451-472 وهى تصدر باللغة اليونانية وتعد من اهم الدوريات العلمية اللاهوتية فى الكنيسة اليونانية والناطقة بلسانها ولقد دفعتنا لتعريب المقال عدة عوامل اهمها المساهمة فى الحوار القائم بين الكنائس الشرقية الارثوذكسية والكنائس البيزنطية الارثوذكسية بتعريف القارئ الشرقى باحدى وجهات النظر التى ربما لضيق الوقت وعدم توافر المراجع العلمية لم يتعرف عليها بشكل متعمق والسبب الثانى ان كاتب هذه الدراسة البروفسور بابادوبلوس معروف فى كنسيتنا  القبطية

ورأية له وزن فى الاوساط العلمية ليس فقط اليونانية بل المسكونية  ولقد قمنا بالترجمة بدقة علمية وخضوع كلمل للنص كما اراده المؤلف ولم نرد او نقدم ملاحظات رغم اننا لا نوافق بالطبع علىما يقوله ويمكن الرد فيما بعد ولكننا نترك للدارس والباحث واللاهوتى القبطى والشرقى مهمة ابداء الملحوظات ويمكنه ان يرسلها لنا حتى نفوم بالاعداد للرد بشكل علمى وفى شركة مع الكنيسة.

 

المجمع المسكونى الرابع (451) أساس الخرستولوجيا الراسخ

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !