آبائيات

الروح والحرف 9 للقديس أغسطينوس – ترجمة راهب من الكنيسة القبطية

الروح والحرف 9 للقديس أغسطينوس – ترجمة راهب من الكنيسة القبطية

الروح والحرف 9 للقديس أغسطينوس – ترجمة راهب من الكنيسة القبطية

الروح والحرف 9 للقديس أغسطينوس – ترجمة راهب من الكنيسة القبطية
الروح والحرف 9 للقديس أغسطينوس – ترجمة راهب من الكنيسة القبطية

الروح والحرف 9 للقديس أغسطينوس – ترجمة راهب من الكنيسة القبطية

الفصل (48): إن صوت الله لم تمح كليه من هؤلاء الغير مؤمنين- خطايا بسيطة

 

          ومع ذلك بالنسبة للبعض الذين يفعلون بالطبيعة الأشياء التي في الناموس لا يجب اعتبارهم بعد ضمن هؤلاء الذين تبررهم نعمة المسيح بل على العكس فبين هؤلاء البعض الذين لا يمكننا فقط لومهم (على الرغم من أنهم ضمن الناس الذين لا يعبدون الله بالصدق والحق)، بل أيضا مدحهم بالعدل والحق- منذ فعلوها كما نقرأ أو نعرف أو نسمع وتبعا لقاعدة البر مع أننا في نفس الوقت يجب أن نناقش السؤال لمعرفة ما الدافع على فعلهم هذا أنهم بالكاد يجب أن يوجدوا هكذا كمستحقي المدح والحماية التي ترجع إلى تدبير البر.

وأيضا بما أن صورة الله لم تمح تماما من عقل الإنسان بوصمة المشاعر الأرضية كما لو ترك باقيا هناك لا يتعدى نفس ملامحها لذلك كان لابد أن يقال بالضبط أن الإنسان حتى في حياته الشريرة يفعل أو يستحسن بعض الأشياء التي يحتوي عليها الناموس إذا كان هذا هو ما يقصد بالتقرير أن “الأمم الذين ليس لديهم الناموس” (الذي هو ناموس الله) يفعلون بالطبيعة ما في الناموس” (رو2: 14) وهؤلاء الناس الذين لهم هذه الصفة هم ناموس لأنفسهم ويظهرون على الناموس مكتوبا في قلوبهم.

هذا ليعبر عن أن الشيء الذي ختم في قلوبهم عندما خلقوا في صورة الله لم يمح كليه: حتى بالنظر إلى هذا الموضوع، هذا الاختلاف العريض لا يشوش ما يفرق بين العهد الجديد والقديم وأنه في الحقيقة بواسطة العهد الجديد كتب ناموس الله في قلوب المؤمنين بينما نقش في العهد القديم على ألواح من الحجارة.

ولأن هذه الكتابة في القلب تمت بالتحديد بالرغم من أنها لم تمح تماما بالطبيعة القديمة لأنه بالضبط كما أن صورة الله تجددت في عقل المؤمنين بالعهد الجديد. الذي لم يمنع تماما الإلحاد به (إذ أنه بدون شك كان باقيا هناك ما لا يفهمه عقل الإنسان) لذلك فإن ناموس الله أيضا الذي لم يمح منها بواسطة الشر كتب عليها متجددا بواسطة النعمة.

          ولدى اليهود الآن أن الناموس الذي كتب على ألواح لا يمكنه صنع مثل هذا النقش الجديد الذي هو التبرير، ولكن فقط التعدي هو ما يستطيع صنعه لأنهم أيضا كانوا بشر وهذه القوة الطبيعية كانت ملازمه فيهم والتي تمكن العقل السديد من ملاحظة وفعل ما هو مباح.

ولكن التقوى التي تنقل إلى حياة أخرى سعيدة ودائمة لها “ناموس الرب كامل يرد النفس” (مز19: 7) لكي يمكنهم أن يتجددوا بالنور الذي منه ولكي يتم فيهم ما هو مكتوب “أرفع علينا نور وجهك يا رب” (مز4: 6) مطرودين مما يستحقون أن يزدادوا في الكبر طالما هم عاجزين عن التجديد إلا بنعمة المسيح وبمعنى آخر، بدون شفاعة الوسيط الذي بكونه “إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع” (1تى2: 5، 6)

فهل هؤلاء غرباء عن نعمة الله التي نبحثها الآن والذين (وبعد الطريقة التي تكلمنا عنها بما فيه الكفاية) “يفعلون بالطبيعة ما في الناموس” (رو2: 14) فماذا يستفيدون من أفكارهم التي يشتكون بها “في اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس” (رو2: 15، 16) ما لم ترتب لهم عقوبة معتدلة (مناسبة)؟

          لأنه بينما، من ناحية، يوجد بعض الخطايا البسيطة التي لا تمنع الإنسان البار من بلوغه الحياة الأبدية والتي لا مناص منها في هذه الحياة، لذلك من الناحية الأخرى توجد بعض أعمال صالحة والتي ليس لها فائدة لإنسان شرير تجاه بلوغه الحياة الأبدية بالرغم من أن يكون من الصعب جدا اكتشاف حياة أي إنسان شرير آخر مهما كان خارجا عنهم كليه.

ولكن بما أن في ملكوت الله يختلف القديسين في المجد كما يختلف نجم عن آخر (1كو15: 41)- فكذلك في دينونه العقاب الأبدي سيكون أكثر احتمالا لسدوم مما لتلك المدينة (لو10: 12) بينما بعض الناس سيكونون أضعاف من أبناء جهنم (مت23: 15)

          وهكذا في حكم الله فحتى هذه الحقيقة سيكون لها تأثيرها- لدرجة أنه إذا أخطأ إنسان أكثر أو أقل من آخر وحتى لو غرق كلاهما في الشر فيكون مستحقا لعذاب الجحيم.

 

 الفصل (49): النعمة التي وعد بها النبي للعهد الجديد

 

          إذاً ماذا قصد الرسول ليكني عن- بعد صد تفاخر اليهود بقوله لهم أن “ليس الذين يسمعون الناموس هم أبرار عند الله بل الذين يعملون بالناموس هم يبررون (رو2: 13) ثم تكلم عنهم بعد ذلك مباشرة “الذين ليس عندهم الناموس متى فعلوا بالطبيعة ما هو في الناموس” (رو2: 14)

          إذاً لم يفهم من هذا الوصف الذين لهم نعمة الشفيع بل العكس الذين بينما لا يعبدون الإله الحقيقي بتقوى صادقه فهل يظهرون بعض الأعمال الصالحة في الأسلوب العام لحياتهم الشريرة؟ أو ربما اعتبر الرسول أنه من المحتمل لأنه قال سابقا: “ليس عند الله محاباة” (رو2: 11) وقد قال بعد ذلك: “أم الله لليهود فقط أليس للأمم أيضا.

بلى للأمم أيضا” (رو3: 29) وحتى مثل أعمال الناموس هذه القليلة كما افترضت لم تكتشف بالطبيعة كما لم يستلمها الناموس. ما عدا نتيجة بقاء صورة الله التي لم يزدرِ بها عندما يؤمنون به الذي ليس عند محاباة؟

ولكن أي هذه الآراء مقبولا فإنه من الواضح أن نعمة الله التي وعد بها النبي للعهد الجديد. وأن هذه النعمة كان يجب حتميا أن تأخذ هذه الصورة. كان يجب أن يكتب ناموس الله في قلوب الناس؛ وكان يجب عليهم أن يصلوا إلى مثل هذه المعرفة لله، حتى لا يعلم بعد كل واحد صاحبه وكل واحد أخاه قائلين اعرفوا الرب لأنهم سيعرفونني من صغيرهم إلى كبيرهم” (إر31: 33-34)

          هذه هي عطية الروح القدس التي بواسطته تنسكب المحبة في قلوبنا (رو5: 5) ليس بالحقيقة أي نوع من المحبة ولكن محبة الله “من قلب طاهر وضمير صالح وإيمان بلا رياء” الذي يقود الإنسان البار الذي يحيا في هذه الحالة الغريبة بعد درجات “المرآة” و “اللغز” و “بعض المعرفة” إلى الرؤيا الحالية والتي هي وجها لوجه يستطيع أن يعرف كما عرف (1كو13: 12) واحدة سأل من الرب وإياها يلتمس وهي أن يسكن في بيت الرب كل أيام حياته لكي ينظر جمال الرب “(مز27)

 

 الفصل (50): البر هو عطية الله

 

          لذلك لا تدع أي إنسان يتفاخر بما يبدو له أنه يمتلكه كأنه لم يأخذه (1كو4: 7) ولا تدعه يظن أنه أخذه فقط لأن حرف الناموس الخارجي إما أظهر له لكي يقرأه أو يرن في أذنه لكي يسمعه.

لأن “أن كان بالناموس بر المسيح إذاً مات بلا سبب” (غلا 2: 21) ومع ذلك فإنه إذا يمت المسيح بلا سبب فقد صعد إلى العلاء وسبي سبيا وأعطى عطايا للناس (مز68: 18) وتلي ذلك أن كل من له يعطي من هذا المنبع. والذي يفكر أن ما عنده هو من الله، إما لا يكون له وإما يكون في خطر عظيم بأن يحرم مما عنده (لو8: 18)

          “لأن الله واحد هو الذي سيبرر الختان بالإيمان والعزلة بالإيمان” (رو3: 30) حيث لا يوجد اختلاف حقيقي في معنى الكلمات كما لو تعني الكلمة”by faith” معنى خاص وتعني “through faith” معنى آخر ولكن فقط هي تنوع في التعبير لأنه في عبارة واحدة عند الحديث عن الأمم – الذي هوعن العزلة- قال:

“والكتاب إذ سبق فرأى أن الله يبرر الأمم “by faith” (غلا3: 8) وأيضا عند الحديث عن الختان الذي يخصه هو أيضا يقول: “نحن بالطبيعة يهود ولسنا من الأمم خطاه إذ نعلم أن الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس بل “through faith”  يسوع المسيح آمنا نحن أيضا بيسوع المسيح” (غلا2: 15، 16)

          لاحظ أنه يقول أن كل من الغرلة والختان يتبرر بالإيمان، إذا حفظ الختان بر الإيمان. لأن الأمم التي لم تتبع البر قد نالوا البر، حتى البر الذي هو الإيمان (رو9: 30) وقد حصلوا عليه من الله وليس من أنفسهم. ولكن إسرائيل وهو يسعى في إثر ناموس البر لم يدركوا ناموس البر. ولماذا؟ لأنهم طلبوه ليس بالإيمان ولكن كأنه بالأعمال (رو9: 31، 32) وبمعنى آخر.

باحثين عنه كما لو كان بأنفسهم دون إيمانهم أن الله هو الذي يعمل داخلهم.

“لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة” (فى2: 13) وبهذا “اصطدموا بحجر الصدمة” (رو9: 32) لأن ما قاله “ليس بالإيمان بل كأنه بالأعمال” (رو9: 32) شرحه شرحا واضحا في الكلمات الآتية: “لأنهم إذ كانوا يجهلون بر الله ويطلبون أن يثبتوا بر أنفسهم لم يخضعوا لبر الله لأن غاية الناموس هي المسيح للبر لكل من يؤمن” (رو10: 3، 4) فهل نظل إذاً في شك عن ماذا تكون أعمال الناموس هذه التي بها لا يتبرر الإنسان إذا ظنها أعماله هم “كأنها” بدون مساعدة وعطية الله التي تكون “بالإيمان بيسوع المسيح”؟

وهل نقترح أنها هي الختان والفروض الأخرى المشابهة، لأن مثل هذه الأشياء في عبارات أخرى تقرأ من نحو تلك الطقوس الدينية أيضا؟ في هذا الوضع، مع ذلك، ليس هو الختان بالتأكيد الذي يطلبون أن يثبتوه كأنه برهم الخاص لأن الله أثبت هذا بأمره هو نفسه أم هل يكون من الممكن لنا أن نفهم هذا التقرير لتلك الأعمال التي بخصوصها يقول الرب لهم “حسنا رفضتم وصية الله لتحفظوا تقليدكم” (مر 7: 9) لأنه كما يقول الرسول:

“إسرائيل وهو يسعى في إثر ناموس البر لم يدرك البر” (رو9: 31) أنه لم يقل وهو يسعى في أثر تقاليدهم- منظما إياها ومعتمدا عليها. هذا هو الاختلاف الوحيد أن نفس الوصية ” لا تشته” ووصايا الله الصالحة والمقدسة الأخرى، نسبوها لأنفسهم بينما يمكن لذلك الإنسان حفظها لابد أن يعمل الله فيه بالإيمان بيسوع المسيح الذي هو “غاية الناموس للبر لكل من يؤمن” (رو10: 4)

          هذا لكي يقول أن كل من أنضم لله وبقى عضوا في جسده يكون قادرا على عمل البر بواسطة إعطاء الله له البركة في داخله- ومثل هذه الأعمال هي ما قال عنها المسيح نفسه “بدوني لا تقدرون أن تنفعلوا شيئا” (يو15: 5)

الروح والحرف 9 للقديس أغسطينوس – ترجمة راهب من الكنيسة القبطية

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !