أبحاث

النقد الأعلى وقانونية أسفار العهد القديم – القمص عبد المسيح بسيط

النقد الأعلى وقانونية أسفار العهد القديم – القمص عبد المسيح بسيط

النقد الأعلى وقانونية أسفار العهد القديم - القمص عبد المسيح بسيط
النقد الأعلى وقانونية أسفار العهد القديم – القمص عبد المسيح بسيط

النقد الأعلى وقانونية أسفار العهد القديم – القمص عبد المسيح بسيط

عن كتاب:  التوراة كيف كتبت وكيف وصلت إلينا؟ للقمص عبد المسيح بسيط

زعم النقاد الماديين أن أسفار العهد القديم ما هى إلا أدب عبرى نما بالتدريج مثل سائر آداب الشعوب الأخرى، فكان في البداية شفويا ثم بدأت كتابته بالتدريج مع إضافات أضافها المنقحين في القرون التالية. وزعموا أن التقسيم الثلاثى لأسفار العهد القديم. والذى قسم الأسفار إلى ثلاثة أقسام : “التوراة والأنبياء (نبييم)، الأولين وهم يشوع والقضاة وصموئيل والملوك، ثم الأنبياء المتأخرين وهم أشعياء وأرمياء وحزقيال والاثنا عشر (المعروفين بالصغار)، والكتابات (كتوبييم)، أو الهاجيوجرافا في اليونانية، والتي تضم أسفار المزامير والأمثال وأيوب ونشيد الإنشاد وراعوث والمراثى والجامعة وأستير ودانيال وعزرا ـ نحميا وأخبار الأيام”.

وزعموا أن هذه الأسفار اكتملت كتابتها في الفترة من 400ق.م. إلى 90م، وقالوا أن التوراة اكتملت سنة 400ق.م. بل ويرى البعض أن التاريخ الملائم لذلك هو سنة 200ق.م.، وأن كتب الأنبياء اكتملت سنة 200ق.م. ويرى بعضهم أن سفر زكريا كتب سنة 135ق.م.، وأن الكتابات، أو كتب التقسيم الثالث تقررت قانونيتها في مؤتمر جامنيا سنة 90م، وزعموا أن سفر دانيال كتب سنة 168ق.م.، وأن سفر المزامير أيضا لم يجمع كلية حتى سنة 168ق.م.

كما زعموا أيضا أن هذه الكتب لم ينظر إليها كأسفار مقدسة إلا متأخرا وقد اكتسبت هذه القداسة بعد أن صارت كتبا قديمة أو لأنها كتبت بالفعل باللغة العبرية المقدسة ! والسؤال الآن : ما هى حقيقة هذه المزاعم التي زعمها هؤلاء النقاد الماديين ومن شايعهم ؟ والإجابة نحصل عليها من العهد القديم ذاته ومن العهد الجديد ومن لفائف قمران ومن بقية الكتب اليهودية والمسيحية الأخرى.

1- العهد القديم يشهد لنفسه :

بينا في الفصول الخمسة الأولى كيف أن أسفار العهد القديم هى إعلان الله وكلمته التي أعلنها على لسان عبيده الأنبياء، وأنها كتبت بالروح القدس، وكيف أنها قبلت قبل وبعد تدوينها وكتابتها، وكيف أن كل الأنبياء شهدوا لأنفسهم ولبعضهم البعض، وكيف أن هذه الكتب كانت تجمع في الهيكل ومع الكهنة والكتبة والأنبياء وأنه منذ كتابة موسى لأسفاره الخمسة وحتى عصر عزرا ونحميا بعد السبى، كانت هذه الكتب وما تزال وستظل هى كلمة الله الموحى بها وذات السلطان والسيادة الإلهية. (راجع هذه الفصول مع الفصل الثالث عشر).

2- شهادة العهد الجديد :

وبالإضافة إلى ما وضحناه في الفصول الأولى، من هذا الكتاب، نضيف أن السيد المسيح أشار إلى أسفار العهد القديم واستشهد بها واقتبس منها حوالى 31 مرة باعتبارها أسفار مقدسة وكلمة الله التي نطق بها على أفواه أنبيائه، وأنها كتبت بالروح القدس(1) وانه لن يزول منها حرف واحد أو نقطة واحدة(2)، وأنه لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب فيها(3). ودعاها “بالكتب المقدسة”(3). وقد قسم السيد المسيح قانون العهد القديم كالآتى :

  •  “ناموس موسى … والأنبياء … والمزامير”(4).
  •  “الناموس والأنبياء” أو “موسى والأنبياء”(5).

وهذا إلى جانب إشارته إليها جميعا بصيغة “المكتوب”(6) والذى لابد أن يتم لأنه كلمة الله المكتوبة بوحى روحه القدوس. وهذا التقسيم الذى اتبعه السيد المسيح لا يتفق تماما مع تقسيم التلمود، الذى لم يكن هو التقسيم الوحيد.

وقد اتبع التلاميذ والرسل خطوات السيد المسيح، إلى جانب انهم كيهود، أصلا، واتبعوا نفس التقسيم الذى أشار إليه السيد المسيح الذى اعتبر أن كل أسفار العهد القديم هى أسفار موسى والأنبياء، أو أسفار موسى والأنبياء والمزامير. وأشاروا غليها باعتبارها الأسفار المقدسة والمكتوب الذى لابد أن يتم والذى لا يمكن المساس به(7).

واستشهد السيد المسيح وتلاميذه ورسله بالعهد القديم وأشاروا إليه واقتبسوا منه حوالى 250 مرة، وغطوا كل جزء من أجزاء العهد القديم وكل سفر من أسفاره، عدا أسفار قليلة، وكل قصة من قصصه وكل حادث من أحداثه، على أنها جميعا كلمة الله.

فقد اقتبسوا قوله “لا أهملك ولا أتركك”(8)، وأشاروا إلى إرسال الجاسوسين واختبائهما عند راحاب(9)، وسقوط اريحا(10)، من سفر يشوع(11).

وأشاروا إلى القضاة حتى صموئيل، وباراق وجدعون وشمشون ويفتاح(13)، وبوعز وراعوث وفارص وحصرون ورام … إلى داود(14) من سفر القضاة. وسبحت السيدة العذراء بنشيد الخلاص(15)، كما أشاروا إلى اختيار داود حسب قلب الله(16)، وغلى أن استماع صوت الله أفضل من المحرقات والذبائح(17)، وأكل داود لخبز الوجوه(18)، وموت داود(19)، وبقاء نسله إلى الأبد(20) وولادة سليمان(21)،

من سفرى صموئيل الأول والثاني، وإلى انضمام داود إلى آبائه(22)، ومجئ ملكة التيمن إلى سليمان(23)، وصلاة إيليا ومنعه المطر من النزول ثلاث سنوات(24)، وقتل أنبياء بنى إسرائيل بيد إيزابل(25)، ونزول نار من السماء بصلاة إيليا(26)، وشفاء برص نعمان السريانى على يد إليشع(27)، من سفرى الملوك الأول والثاني.

وأشاروا إلى ملك نسل داود الآتى إلى الأبد(28)، ووظيفة هرون الكهنوتية(29)، وأنه ليس عند الله محاباة(30)، وتهاون بنى إسرائيل وهزأهم بأنبيائهم(31)، من سفرى أخبار الأيام الأولى والثاني. وإلى بناء باب الضان من نحميا(32)، وجولان الشيطان في الأرض(33)، وخروج الإنسان من الحياة عريانا كما دخل(34)، وصبر أيوب(35)، من سفر أيوب.

كما اقتبس العهد الجديد من سفر المزامير 13 آية معظمها نبوءات عن السيد المسيح منها :

“لماذا ارتجت الأمم…(36)”، “أنت أبني أنا اليوم ولدتك(37)”، الجيع زاغو وفسدوا(38)، “لن تترك نفس في الهاوية لن تدع تقيك يرى فسادا(39)”، “ثقبوا يدى ورجلى وعلى لباسى القوا قرعة(40)”، “بدرج الكتاب مكتوب عنى …(41)”، “كرسيك يا الله إلى دهر الدهور(42)”، تقديم الخل للمصلوب(43)، “لأنه يوصى ملائكته بك …(44)”.

واقتبسوا وأشاروا إلى ما جاء في أسفار الأمثال والجامعة وأشعياء وأرميا وحزقيال ودانيال وهوشع ويوئيل وعاموس ويونان وميخا وناحوم وحبقوق وصفنيا وحجى وزكريا وملاخى نذكر منها :

قول الأمثال “يا أبني لا تحتقر تأديب أبيك(45)”، وبطلان حياة الإنسان من الجامعة(46)، كما تكرر ذكر أشعياء كثيرا بالقول “سبق أشعياء فقال …(47)”، لأن أشعياء قال(48)، يقول أشعياء(49)، قيل عنه بأشعياء النبى(50)، لكى يتم ما قيل بأشعياء النبى(51)، وذلك عن نبوءات أشعياء عن المسيح(52)، إلى جانب قراءة السيد المسيح نفسه لسفر أشعياء في المجمع(52).

ونذكر من سفر أرميا نبوءاته عن قتل أطفال بيت لحم(53)، والعهد الجديد(54)، ومن سفر حزقيال نشير إلى المخلوقات السمائية التي وردت في سفر الرؤيا(55)، من دانيال، سد أفواه الأسود(56)، ونبوءته عن المسيح ابن الإنسان(57)، وإشارته إلى رجسة الخراب التي تحل على الهيكل بعد المسيح وصلبه(58).

ونبوءة هوشع عن إيمان الأمم بالمسيح(59)، وذهاب المسيح إلى مصر وعودته منها(60)، ونبوءة يوئيل عن حلول الروح القدس(61)، ونبوءة عاموس عن قيام مظلة داود الساقطة(62)، وقصة يونان والحوت(63)، ونبوءة ميخا عن ميلاد المسيح في بيت لحم(64).

ومن ناحوم كما هو مكتوب “ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام(65)”، ومن حبقوق “كما هو مكتوب أما البار بالإيمان يحيا(66)”، وإحدى علامات المجئ الثاني للمسيح من صفنيا(67)، ومن حجى “فقد وعد قائلا : أنى مرة أيضا أزلزل لا الأرض فقط بل السماء أيضا(68)”، ومن زكريا نبوءة عن دخول المسيح أورشليم(69)، وبيع المسيح بثلاثين من الفضة(70)، وطعن السيد المسيح(71)، والقبض عليه(72)، ومن ملاخى قوله “أحببت يعقوب وأبغضت عيسو(73)”،ومجئ يوحنا المعمدان بروح إيليا(74).

3- شهادة لفائف البحر الميت (مخطوطات قمران) :

أثبتت لفائف قمران ومخطوطات البحر الميت عكس كل ما زعمه النقاد الماديين، إذن إنها تضم نسخا عديدة لكل سفر من أسفار العهد القديم، عدا أستير، وكلها ترجع إلى لقرون الثلاثة قبل الميلاد، مع ملاحظة أن هذه النسخ قد نقلت من نسخ أخرى أقدم منها من التي كانت مع الكهنة واللاويين والكتبة أو التي كانت في الهيكل والتي قد يرجع تاريخها إلى أيام عزرا ونحميا أو ما قبل ذلك، والتي يدل وجودها بهذه الكثرة مع جماعة الاسينيين على نشاط الكتبة في نسخ أسفار العهد القديم وانتشار نسخها بوفرة مع الجماعات الدينية المختلفة وبقية فئات الشعب المتدينة، كما يدل على تهافتهم على اقتناء نسخ من الأسفار المقدسة ودراستها والحفاظ عليها.

كما كان لهذه الجماعة، إلى جانب أسفار العهد القديم العديدة التي احتفظوا بها، كتبها الخاصة التي اقتبسوا فيها نصوص وآيات العهد القديم واستشهدوا بالكثير منها، جاء في “كتيب التلمذة” والذى يرجع إلى القرن الثاني ق.م. تعبير ما “أمر به الله خلال موسى وخلال كل خدامه الأنبياء،وهنا يساوون بين جميع كتب الأنبياء وكتب موسى باعتبارها جميعا كلمة الله أو “ما أمر به الله”، واقتبس هذا الكتيب ما جاء في أش 3:40 بصيغة “مكتوب”، “صوت صارخ في البرية …”.

ثم يقول “هذا يعنى دراسة التوراة التي أمر بها بموسى لكى يعمل بحسب كل ما كشف وقت بعد وقت وبحسب ذاك الذى كشفه الأنبياء بالروح القدس”، واستخدم أيضا صيغة “مكتوب” عندما اقتبس من الخروج. كما جاء فيه أن ناموس موسى لا يمكن أن ينتهك وسيحرم الإنسان الذى “ينتهك كلمة واحدة من ناموس موسى”.

وتقتبس “الوثيقة الصادوقية” من أسفار موسى الخمسة وأسفار حزقيال وهوشع وعاموس وميخا وناحوم وزكريا وملاخى مع أشعياء من المجموعة الثانية لتقسيم التلمود ومن أمثال من المجموعة الثالثة، بصيغة “مكتوب”، كما اقتبست من سفر الأمثال بصورة محددة كسفر مقدس وكلمة الله، وأشارت مرتين إلى كل الأسفار بصيغة “الناموس والأنبياء”. واستخدمت عبارات “كلمة الله” و”قال هو” و”قال الله” و”كتاب الناموس” و”قال موسى” عندما اقتبست من أسفار العدد والتثنية وأشعياء وعاموس وهوشع وزكريا وملاخى.

وهناك وثيقة أخرى تدعى “حرب أبناء النور وأبناء الظلام” اقتبست من أسفار التثنية والعدد وأشعياء ككلمة الله. وهناك أيضا كتاب “تسابيح الشكر” وإن لم يقتبس من أسفار العهد القديم بصورة مباشرة إلا إنه، كما يقول أحد العلماء، ويدعى جاستر “أنه داخل الاقتباسات الموسوية الكتابية”. وبحسب ملاحظات هذا الرجل فقد استخدمت نصوص وآيات ونظم أسفار العهد القديم، بصورة غير مباشرة، في هذا الكتاب، كما وجدت تفاسير عديدة تتفق مع أجزاء من أسفار التكوين وأشعياء وحبقوق وهوشع وميخا وناحوم والمزامير.

كما وجدت، أيضا، بعض الوثائق التي تربط فقرات من أسفار العهد القديم معا، خاصة الآيات التي بها نبوءات مسيانية. وقد استشهدت بآيات من أسفار العدد والتثنية ويشوع وأشعياء وحزقيال وعاموس والمزامير إلى جانب فقرات من سفر دانيال.

مما سبق يتضح لنا أن جماعة قمران احتفظت بنسخ عديدة من أسفار العهد القديم، كما اقتبست، في كتبها، واستشهدت بآيات ونصوص من معظم أسفار العهد القديم، سواء التي يضعها التلمود في التقسيم الثاني أو الثالث، إلى جانب أسفار موسى، والتي زعم النقاد أنها لم تأخذ صورتها القانونية إلا في الفترة من 200ق.م. إلى سنة 90م، على اعتبار أنها جميعا وبدون استثناء قانونية ومقدسة وموحى بها من الله، وهى كلمة الله، أو ما أمر به الله وما أوحى به على أفواه أنبيائه، وكان يسبق الاستشهاد بها بصيغ “مكتوب” و”قال الله”.

كما استخدمت أسلوبا في التحدث عن هذه الأسفار قريب من أسلوب الأنبياء وحديث بعضهم عن بعض، واستخدمت نفس صيغ وعبارات السيد المسيح ورسله وتلاميذه، “مكتوب” و”كلمة الله” و”الناموس والأنبياء” و”موسى والأنبياء”. وهذا يدل على بطلان كل نظريات ومزاعم النقاد الماديين الذين زعموا أن هذه الكتب اكتملت في القرنين الثاني والأول قبل الميلاد وإنها صارت مقدسة بعد ذلك لقدمها. فقد كانت هذه الكتب موجودة وكاملة ومتداولة عند جميع الفرق الدينية اليهودية مما يدل على إنها نسخت من أخرى أقدم بمئات السنين، وإنها كانت مقدسة قبل الوقت الذى زعمه النقاد الماديين بمئات السنين، بل حتى قبل أن يكتبها الأنبياء وبعد أن كتبوها.

كما يتبين لنا أنه في تلك العصور التي كانت موجودة فيها هذه الكتب لم يكن هناك أى شك من جهة وحيها وقانونيتها، وأن التقسيم الثلاثى الذى ذكره التلمود لم يكن معروفا بنفس الصورة قبل الميلاد، بل أن التقسيم الذى اتبعته هذه الجماعة هو نفس التقسيم الذى أتبعه العهد الجديد، موسى والأنبياء، وأن موسى والأنبياء جميعهم متساوون في تلقى كلمة الله.

4- شهادة التوراة السامرية :

يوجد الآن بعض المخطوطات للتوراة السامرية سواء مع جماعة السامريين الباقين في نابلس أو في المتاحف، وكما بينا في الفصل السابق، فهذه التوراة المنقولة عن الأصل العبرى تتفق معه بدرجة كبيرة وان معظم الاختلافات التي وجدت بينها هى لحروف هجائية وغير مؤثرة على المعنى أو العقيدة بصفة عامة. ويرجع وجود السامريين أنفسهم إلى ما بعد سنة 720ق.م.

عندما استوطن جماعة من غير السامرة بعد سبى إسرائيل إلى آشور بواسطة شلمناصر ملك آشور والذى أتى “بقوم من بابل وكوث وعوا وحماه وسفراوييم وأسكنهم في مدن السامرة عوضا عن إسرائيل” وأمر بإرسال كاهن لعلمهم الشريعة اليهودية “فأتى واحد من الكهنة الذين سبوهم من السامرة وسكن في بيت إيل وعلمهم كيف يتقون الرب”، فعبدوا الرب إلى جانب آلهتهم الوثنية (2مل 17).

ويحتمل أن التوراة أو أجزاء منها نقلت إليهم في ذلك الوقت. وقد يفسر ذلك قبولهم فقط لأسفار موسى الخمسة دون بقية العهد القديم. ولكن غالبية العلماء يرون أنها نقلت إليهم سنة 432 ق.م. عندما طرد نحميا واحد من بنى يهويا داع الكاهن، والذى كان صهرا لسنبلط الحورانى، من اليهودية فذهب إلى السامرة وأسس جماعة فيها وأقام هيكلا على جبل جرزيم منافسا لهيكل أورشليم.

5- شهادة الأسفار القانونية الثانية :

1- يشوع بن سيراخ : تحدث يشوع بن سيراخ في سفره الذى كتبه سنة 180 ق.م. عن الأباء والأنبياء الذين نطقوا بالنبوات والحكمة وأنشدوا قصائد الكتاب “أولئك كلهم نالوا مجدا في أجيالهم وكانت أيامهم أيام فخر” ثم ذكر الأنبياء والأبطال (من ص 44-49) بدءا من موسى الذى “كان محبوبا عند الله والناس” (1:45) إلى “يشوع بن نون … خليفة موسى في النبؤات” (1:46) وصموئيل “نبى الرب” الذى “بإيمانه اختبر انه نبى وبإيمانه علم أنه صادق الرؤيا” (17:46،18)

وداود “الذى في جميع أعماله أعترف للقدوس العلى بكلام مجد، بكل قلبه سبح وأحب صانعه، وأقام المغنين أمام المذبح ولقنهم ألحانا لذيذة السماع” (9:47-11) وإيليا الذى أغلق السماء بكلام الرب وأنزل منها ناراً ثلاث مرات” (1:48-4)، ثم يذكر إليشع وأشعياء وأرمياء ورؤيا حزقيال والأنبياء الأثنى عشر، ويلخص الأحداث التي ذكرت في أسفار الملوك وأخبار الأيام حتى يدخل إلى ما بعد السبى، إلى زروبابل ويشوع بن يوصاداق الذين بنيا الهيكل وناحوم الذى أقام سور البيت.

وبالإجمال فهو يذكر إعلان العهد القديم وتاريخه وأنبيائه كوحدة واحدة ووحى واحد. ومع انه لم يذكر دانيال أو أستير أو عزرا، فذلك لأنه لم يتعرض لأحداث أيام السبى. وهذا نفس ما حدث في العهد الجديد الذى أشار إلى دانيال ولم يشر إلى أسفار أخرى تعرض لها بن سيراخ مثل عوبيديا لعدم وجود مناسبة تتناسب مع ذلك.

وهنا يؤكد لنا يشوع بن سيراخ وحى كل أسفار العهد القديم وقدمها وصحة نسبها إلى كتابها من الأنبياء ويبطل كل مزاعم النقاد السالفة الذكر، ويؤكد لنا أن في جيله لم يكن هناك أى شك في قداسة وصحة وقانونية وقدم كل سفر، بل كل آية وكلمة مما جاء فيها.

ب- حفيد بن سيراخ : ترجم حفيد يشوع بن سيراخ هذا السفر إلى اليونانية سنة 130ق.م. وقال في مقدمة ترجمته، التي تحتفظ بها طبعات كثيرة، “لقد وصلتنا أشياء كثيرة عظيمة عن طريق الناموس والأنبياء والآخرين الذين اتبعوا خطواتهم … جدى يشوع كرس نفسه مدة طويلة لقراءة الناموس والأنبياء والكتب الأخرى التي لآبائنا وتألف معه بدرجة عظيمة حتى كتب هو نفسه بعض … وليس هذه الأشياء فقط بل أن الناموس نفسه والنبوات وبقية الكتب …”.

وهو هنا يتكلم عن أسفار العهد القديم باعتبارها كتب موسى والأنبياء الموحى بها والقديمة قدم الآباء أنفسهم، فهى كتبهم. وهو يتكلم أيضا عن تقسيم ثلاثى قريب من تقسيم التلمود ولكن ليس هو ذاته مما يدل على تعدد وجهات النظر من جهة تقسيم هذه الأسفار حتى ذلك الوقت.

جـ 1،2 مكابيين (134-70ق.م.) : يتحدث كاتب سفر المكابيين الأول عن وجود الأسفار الإلهية عند كثير من الناس بالرغم من أن الملك السورى أنتيوخس ابيفانس قد أمر رجاله بتمزيق وإحراق كل “ما وجدوه من أسفار الشريعة … وكل من وجد عنده سفر من العهد أو اتبع الشريعة فإنه مقتول بأمر الملك” (1مك 59:1،60)، ثم يقول أنه عندما اجتمع الشعب عند المصفاة “نشروا كتاب الشريعة” (48:3)،

ثم يشير إلى دانيال وسفره ويذكر إقامة “رجسة الخراب”، التي قال عنها دانيال النبى، على مذبح أورشليم (دا 24:9-27مع مك 45:1) ويتكلم عن حنانيا وعزرايا وميشائيل الذين أُنقذوا من أتون النار، كما يذكر إنقاذ دانيال من جُب الأسود (1مك 59:2،60 مع دا 7:1؛ 26:3؛ 23:6)، ويقتبس من مزمور 2:79 بالصيغة المقدسة “بحسب الكلمة المكتوبة”.

ويؤكد بقوله “بما لنا من التعزية في الأسفار المقدسة التي في أيدينا” (1مك 9:12) استحالة إتلاف أو إحراق كل الأسفار المقدسة المنتشرة بين فئات كثيرة، كما تؤكد أقوال السفر صحة وقدم وقداسة كل أسفار العهد القديم المقدسة والموحى بها من الله وصحة نسبها إلى كتابها من الأنبياء.

ويصف كاتب سفر المكابيين الثاني أسفار العهد القديم بـ “الكتب المقدسة” ويستشهد بسفرى الملوك وأسفار المزامير وأرمياء ونحميا وأستير. ويذكر تقسيمين من فقط للأسفار المقدسة هما “الشريعة والأنبياء” (2مك 9:15) وهو بذلك قريب من العهد الجديد ويبطل، مع مكابيين الأول، كل مزاعم النقاد.

ويذكر لنا كيف جمع نحميا كل أسفار العهد القديم في مكتبة واحدة، فيقول : “وقد شرح ذلك في السجلات والتذاكر التي لنحميا وكيف أنشأ مكتبة جمع فيها أخبار الملوك والأنبياء وكتابات داود رسائل الملوك في التقادم”. ويضيف على ذلك “وكذلك جمع يهوذا كل ما فقد منا في الحرب التي حدثت لنا وهو عندنا” (2مك 13:2-15).

وهو هنا يؤكد لنا حقيقتين الأولى هى أن جميع أسفار العهد القديم ترجع إلى نحميا الذى جمعها في القرن الخامس قبل الميلاد، وان هذه الكتب كانت وما تزال في أيامه. وإذا كان عزرا قد جمعها في القرن الخامس ق.م. فمعنى ذلك أنها ترجع إلى ما قبل نحميا، إلى دانيال النبى الذى كانت توجد معه أثناء السبى والتي كانت موجودة قبل السبى البابلى (586ق.م.) وهكذا ترجع إلى أنبياء ما قبل السبى وإلى موسى نفسه.

6- شهادة الكتب اليهودية الأخرى :

أ- سيمون بن شيتاح (75ق.م.) : وهو فريسى عاش في بداية القرن الأول ق.م. واقتبس من سفر الجامعة 12:7 مسبوقا بصيغة “مكتوب” المقدسة واقتبس من سفر الأمثال (25:23) مسبوقا بصيغة “الكتب المقدسة تقول”. هذان السفران من الأسفار التي يضعها تقسيم التلمود ضمن الكتابات والتي يزعم النقاد أن قانونيتها لم تكمل إلا سنة 90م في مؤتمر جامنيا.

ب- فيلو الفيلسوف اليهودى الاسكندرى (20م) : هذا الرجل كان معاصرا للسيد المسيح وقد أقتبس من أكثر من ثلثى أسفار العهد القديم على أنها “كتبا مقدسة” و”الكتب المقدسة جدا” و”الأقوال المقدسة” و”الكلمة المقدسة”، كل أسفار العهد القديم بالنسبة له مقدسة، ولا يبدو أن لديه خلفية بتقسيم التلمود الثلاثى المتأخر.

جـ يوسيفوس المؤرخ اليهود (36-100م) : هذا الرجل كان معاصراً لتلاميذ السيد المسيح ورسله، وشهادته ذات قيمة لأنه حصل على نسخة العهد القديم الرسمية التي كانت في الهيكل بعد دماره سنة 70م بإذن من القائد الرومانى تيطس. هذه النسخة التي عرفها السيد المسيح ومعاصريه من الكهنة والكتبة والفريسيين وغيرهم والتي قد ترجع إلى أيام عادة بناء الهيكل في القرن الخامس قبل الميلاد، أيام عزرا ونحميا وزروبابل. وقد قال في كتابه ضدابيون (8:1) .

“لدينا فقط اثنان وعشرون كتابا تحتوى على سجلات كل الأزمنة الماضية، والتي نؤمن حقا إنها إلهية. خمسة منها لموسى تحتوى على نواميسه وتقاليد أصل الجنس البشرى حتى وفاته (موسى) … ومن موت موسى إلى حكم ارتحشتا كتب الأنبياء الذين جاءوا بعد موسى ما حدث في أيامهم في ثلاثة عشر كتابا والكتب الأربعة الباقية تحتوى على ترانيم لله ومبادئ سلوكية لحياة البشر. ومن ارتحشتا إلى زماننا كتب تاريخنا (كل الأشياء سجلت) ولكن لم يقم بنفس السلطان مع أولئك الذين سبقوهم لأنه لم يكن هناك تعاقبا حقيقيا للأنبياء منذ ذلك الوقت.

ويوجد برهان عملى على كيفية معاملتنا لهذه الكتب، فبرغم المدة الطويلة التي انقضت حتى الآن لم يجرؤ أحد أن يضيف إليها أو أن يحذف شئ منها أو يغير أى شئ منها. بل أنه طبيعى لكل اليهود من يوم الميلاد مباشرة يعتبرون هذه الكتب هى تعاليم الله ويثابرون فيها وإذا دعت الضرورة يموتون سعداْ لأجلها”.

هذه الشهادة التي يشهدها هذا المؤرخ الذى يحمل بين يديه النسخة الرسمية المعتمدة التي كانت في الهيكل، كما يشهد هو ذاته بذلك في سيرة حياته، كافية وحدها لإبطال كل مزاعم وافتراضات ونظريات النقاد الماديين.

أ- يؤكد أن كتاب الوحى الإلهى والأسفار المقدسة هم موسى والأنبياء، وأن هذه الكتب جميعا كتبت من أيام موسى إلى ارتحشتا الملك الفارسى (465-424ق.م.)، في زمانها الحقيقى الذى شهد له الوحى ذاته وقبل كل الأزمنة التي توهمها النقاد الماديين.

ب- يؤكد أنه لا يجرؤ أحد أن يضيف إلى هذه الكتب أو أن يحذف منها أو أن يغير منها شيئا. وهذا ضد كل افتراضات وتوهمات النقاد الماديين.

جـ- وأن هذه الكتب هى “تعاليم الله” ويدافعون عنها حتى الموت.

د- أن هذه الكتب كتبت في الماضى “الأزمنة الماضية” من 1500 إلى 424ق.م. قبل كل الأزمنة التي زعمها وأفترضها النقاد.

هـ- يقسم هذه الأسفار إلى ثلاثة تقسيمات هى : الناموس والأنبياء والمزامير أو الترانيم والمبادئ العامة. وهو بذلك قريب جدا من تقسيم المسيح، إذ يضم دانيال مع الأنبياء ويقتصر تقسيمه الثالث على المزامير والأمثال والجامعة ونشيد الإنشاد. ويذكر 22 كتابا فقط بدلا من 24.

د- عزدراس الثاني : يذكر هذا الكتاب الأبوكريفى المنسوب إلى عزرا والذى يرجع تاريخه إلى حوالى سنة 90م قصة غريبة يقول فيها أن عزرا صلى كى يحل عليه الروح القدس ليكتب ثانية الأشياء التي كانت في أسفار موسى، فأعلمه الروح القدس أن ينعزل 40 يوما ويأخذ معه ألواحا (أوراق للكتابة) كثيرة وخمسة كتبة مهرة ثم يشرب من الكأس السرية، وفي هذه المدة أملى على الكتبة 94 كتابا الأربعة والعشرين الأولين منها للبشر والباقين للحفظ ككتب خفية.

وما يعنينا من هذه الرؤية الغريبة هو أنه لدى اليهود 24 كتابا معروفين على الأقل منذ القرن الخامس ق.م. وموحى بها. هذه الكتب الأربعة وعشرون هى نفسى الكتب الـ 39 لقانون الأسفار القانونية الأولى بتقسيم أسفار صموئيل والملوك وأخبار الأيام إلى ستة أسفار وفصل كتب الأنبياء الصغار الاثنى عشر، وكذلك فصل عزرا عن نحميا.

و- تقليد الربيين اليهود : تقول المشنا التي هى أحد جزئى التلمود “المشنا والجمارا”، والتي تضم تقليد الربيين الخاص بقانونية أسفار العهد القديم العبرية والتي جمعت سنة 180-200م أن كل أسفار العهد القديم جميعا مقدسة وأنها يجب أن تمس بأيدى طاهرة وغير مدنسة، فقد جاء في ياداييم 5:3 “يقول رابى سيمون بن عزيا (حوالى 100م) سمعت تقليدا من الاثنين وسبعين شيخا … يقول أن نشيد الإنشاد والجامعة لا يمسا غير بأيدى مطهرة” والعبارة الأخيرة حرفيا “دنس الأيدى”، أى لا يمسها إلا المطهرون.

وجاء في بابا برزا 14 “يعلم قادتنا ترتيب الأنبياء هكذا يشوع والقضاة وصموئيل والملوك وأرميا وحزقيال وأشعياء والأثنا عشر … وترتيب الكتابات هكذا : راعوث وكتاب المزامير وأيوب والأمثال والجامعة ونشيد الإنشاد والمراثى ودانيال ودرج أستير وعزرا والأخبار”.

هذان التقسيمان مع أسفر موسى الخمسة يشكلان التقسيم الثلاثى الذى زعم النقاد أن تقسيماته الثلاثة تشير إلى ثلاث مراحل زمنية استلزمتها عملية القانونية، مع أن، كما بينا، هذا التقسيم هو أحد تقسيمات عديدة، بل أنه أقلها انتشارا ولا يثبت مزاعم النقاد بل على العكس يبطلها لأن المشنا نفسها تساوى جميع الأسفار في القداسة ولا تقول أن هذه التقسيمات الثلاثة نتجت في ثلاث مراحل زمنية مطلقا بل ولا تشير إلى ما يشبه ذلك. وربما يكون هذا التقسيم قد جاء نتيجة لترتيب قراءة أسفار العهد القديم على مدار العام في المجامع اليهودية.

7- شهادة الكنيسة في القرون الأولى :

اقتبس الآباء الرسوليون في أواخر القرن الأول من أسفار موسى الخمسة وأسفار يشوع والقضاة وصموئيل والملوك واستير وأيوب والمزامير والمثال والجامعة ونشيد الإنشاد وأشعياء وأرميا وحزقيال ودانيال ويوئيل وعاموس ويونان وحبقوق وصفنيا وزكريا وملاخى و2مكابيين ويهوديت وطوبيت وبن سيراخ وحكمة سليمان أى من معظم أسفار العهد القديم العبرية والأسفار القانونية الثانية، وذلك دون أن يسجلوا أو يشيروا إلى قائمة معينة لأسفار العهد القديم. كما اقتبس أيضا آباء القرن الثاني، يوستينوس واريناؤس وترتليان واكليمندس الاسكندرى من معظم أسفار العهد القديم سواء العبرية أو القانونية الثانية دون ذكر لقائمة محددة.

ثم يقول مليتو أسقف ساردس (حوالى 170م) أنه ذهب إلى الشرق ليعرف عدد الكتب التي يستخدمها اليهود في فلسطين، كما نقل عنه المؤرخ الكنسى يوسابيوس ك4 ف11:26 ثم يذكرهم كالآتى :

“أسفار موسى الخمسة … يشوع وقضاة وراعوث والملوك أربعة أسفار، أخبار الأيام سفران، مزامير داود وأمثال سليمان وأيضا الحكمة والجامعة ونشيد الإنشاد وأيوب والأنبياء وأشعياء وأرميا، الأنبياء الاثنى عشر سفر واحدا، دانيال وحزقيال وعزرا. ومن هذه جعلت المجموعات التي قسمتها إلى ستة كتب”.

والملاحظ في قائمته أنه قسم سفر الملوك الذى دمجه مع صموئيل إلى أربعة أسفار، وأخبار الأيام إلى سفرين. وأضاف سفر الحكمة من الأسفار القانونية الثانية ولم يذكر أستير وذكر ترتيب يختلف عن كل الترتيبات السابقة، برغم أنه استقى ترتيبه هذا من الربيين اليهود مما يدل على أن تقسيم التلمود لم يكن هو التقسيم الشائع في فلسطين.

ويذكر أوريجانوس (185-254م) عند تفسيره للمزمور الأول قائمة تضم 22 كتابا فقط على عدد الحروف الهجائية العبرية وذلك بضم راعوث إلى القضاة والمراثى إلى أرميا وعدم تقسيم أسفار صموئيل والملوك وأخبار الأيام كما فعل ميليتو. وهو بهذا يتفق مع يوسيفوس وعزدراس والتلمود، في عدد الأسفار العبرية. ثم يضيف إلى قائمته “سفر المكابيين” كما يضيف باروخ ورسالة ارميا ويلحقها مع المراثى بسفر أرميا كسفر واحد.

ويذكر القديس أثناسيوس الرسولى في رسالته الفصحية للعام 365 قائمة بأسفار العهد القديم تضم 22 كتابا. ولكنه مثل أوريجانوس يختلف في ترتيبه عن ترتيب التلمود، ومثل أوريجانوس أيضا يلحق باروخ والمراثى والرسالة مع أرميا كسفر واحد.

ثم يذكر قائمة الكتب القانونية الثانية قائلا : “ولكن للدقة العظيمة أضيف كتابات ذات ضرورة، لأنه توجد كتب أخرى إلى جانب هذه منضمة حقا في القانون والتي حددها الآباء ليقرأها المنضمين حديثا إلينا والذين يرغبون للتعلم في كلمة الصلاح : حكمة سليمان وحكمة سيراخ وأستير ويهوديت وطوبيت … وهى منضمة في القانون”.

أما القديس جيروم (329-420م) : فيذكر نفس التقسيم الثلاثى للتلمود ولكن مع تقسيم أسفار صموئيل والملوك وأخبار الأيام إلى 6 كتب. ومجموع قائمته هو 22 كتابا يضم راعوث إلى القضاة والمراثى إلى أرميا. ثم يذكر الأسفار القانونية الثانية الستة.

وهذه الكتب القانونية الثانية تقررت قانونيتها في مجمع أبيون (هيبو) سنة 393م ثم في مجمع قرطاجنة سنة 397م ككتب تعليمية. ومما هو جدير بالذكر أن هذه القائمة الثانية، أو الكتب القانونية الثانية تعترف بها جميع الكنائس حتى البروتستانتية ككتب تعليمية ذات فائدة أو ذات ضرورة كما يقول القديس أثناسيوس الرسولى ونقرأ في كنيستنا القبطية بعض فصولها في الصوم الكبير وأسبوع الآلام.

وهذا يرد على إدعاء البعض الذى يقول أن بعض النصارى يرفضون ستة كتب وبعضهم يقبلونها وهذا يعنى أن الذين يقبلون هذه الكتب يزيدون على كلام الله، والذين يرفضونها ينقصون أو يحذفون من كلام الله. ونقول لهم ليس هناك زيادة ولا حذف لأن كل الطوائف المسيحية تعترف بهذه القائمة الثانية ككتب قانونية ثانية ذات فائدة تعليمية وذات ضرورة.

فهرس الكتاب:

الإعلان الإلهى في العهد القديم – القمص عبد المسيح بسيط

الأنبياء والإعلان الإلهى – القمص عبد المسيح بسيط

الكتابة والعهد القديم – القمص عبد المسيح بسيط

كتاب العهد القديم – القمص عبد المسيح بسيط

الوحى – القمص عبد المسيح بسيط

ترجمات العهد القديم – القمص عبد المسيح بسيط

قانونية أسفار العهد القديم – القمص عبد المسيح بسيط

الكتاب المقدس والنقد الحديث – القمص عبد المسيح بسيط

التوراة والنقد الحديث – القمص عبد المسيح بسيط

النقد النصى وصحة أسفار العهد القديم – القمص عبد المسيح بسيط

التوراة العبرية والسامرية والترجمة السبعينية والترجمات الحديثة – القمص عبد المسيح بسيط

من هو كاتب التوراة‍ ؟ – القمص عبد المسيح بسيط

الاعتراضات على كتابة موسى للتوراة .. والرد عليها – القمص عبد المسيح بسيط

(1) مر 36:12

(2) لو 17:16؛ متى 5

(3) لو 25:24،27

(3) لو 25:24،27

(4) لو 44:24

(5) متى 17:5؛ 12:7؛ 13:11؛ 40:22؛ لو 16:16،29،31؛ 27:24

(6) متى 4:4؛ 10:7؛ 13:21؛ 24:26؛ مر 10:12؛ لو 42:24؛ يو 17:2؛ 34:10

(7) رو 21:3؛ 1بط 10:1؛ أع 22:26

(8) يش 5:1 مع عب 5:13

(9) يش 1:2 مع عب 31:11

(10) يش 20:6 مع عب 30:11

(11) بالنسبة لأسفار موسى أنظر الفصل التالى.

(13) قض 16:2 مع أع 20:13 مع عب 32:11،33

(14) قض 5:4،8-22 مع مت 3:1-6

(15) 1صم 1:2 مع لو 46:1-53

(16) 1صم 14:13 مع أع 22:13

(17) صم 22:15 مع مر 32:12

(18) 1صم 6:21 مع مت 3:12،4

(19) 2صم 12:7 مع أع 36:13

(20) 2صم 6:7 مع يو 34:12

(21) 2صم 24:12 مع مت 6:1

(22) 1مل 10:2 مع أع 36:13؛ 29:2

(23) 1مل 1:10 مع مت 42:12

(24) 1مل 1:17-16 مع لو 5:4،26؛ يع 17:5،18

(25) 1مل 10:19-18 مع رو 3:11،4

(26) 2مل 10:1 مع لو 54:9

(27) 2مل 14:5 مع لو 27:4

(28) 1أخ 14:7 مع لو 33:1

(29) 1أخ 12:23 مع عب 4:5

(30) 2أخ 7:19 مع رو 11:2

(31) 2أخ 15:36،16 مع مت 24:23

(32) نح 1:3 مع يو 5:2

(33) أى 7:1 مع 1بط 8:5

(34) اى 21:1 مع 1تى 7:6

(35) أى 13:5 مع 1كو 9:3

(36) مز 21:2 مع أع 25:4

(37) مز 7:2 مع أع 23:13؛ عب 5:1؛ 5:5

(38) مز 3:14 مع رو 12:3

(39) مز 10:16 مع أع 7:2؛ 35:13

(40) مز 1:22،16-18 مع مت 7؛ مر 15؛ لو 23؛ يو 19

(41) مز 6:40،7 مع عب 6:10،7

(42) مز 6:45،7 مع عب 8:1،9

(43) مز 21:69 مع يو 29:19

(44) مز 11:91 مع مت 6:4،7

(45) أم 11:3،12 مع عب 5:12،6

(46) جا 12:6 مع يع 14:4

(47) رو 29:9 مع أش 9:1

(48) يو 40:12،41؛ مر 11:4،12 مع أش 9:6،10

(49) رو 12:5 مع أش 10:11

(50) مت 23:3؛ لو 4:3 مع أش 30:40

(51) مت 17:8 مع أش 4:53

(52) أنظر 14:7؛ ص53 … الخ ؛ لو 16:4-21

(52) أنظر 14:7؛ ص53 … الخ ؛ لو 16:4-21

(53) مت 17:2 مع أر 15:31

(54) أر 31:31-34 مع عب 8:8-12

(55) حز 5:1-10 مع رؤ 6:4،7

(56) دا 23:6 مع عب 32:11

(57) دا 13:7،14 مع مت 2:24

(58) مت 15:24 مع دا 27:9

(59) هو 9:1،10 مع رو 25:9؛ 1بط 10:2

(60) هو 1:11 مع مت 15:2

(61) يؤ 28:2-32 مع أع 16:2-21

(62) عا 11:9،12 مع أع 15:15-17

(63) يون 17:1؛ 5:3 مع مت 42:12،41؛ لو 29:12-32

(64) ميخا 2:5 مع مت 6:2

(65) رو 15:10 مع نا 15:1

(66) رو 17:1؛ غل 11:3؛ عب 37:10 مع حب 4:2

(67) صف 14:1،15 مع 1تس 2:5،3

(68) عب 6:12 مع حجى 6:2

(69)

(70) زك 12:11،13 مع مت 3:27-10

(71) زك 10:12 مع يو 34:19-37

(72) زك 7:13 مع مت 31:26؛ مر 27:14

(73) ملا 2:1،3 مع رو 13:9

(74) ملا 5:4،6 مع لو 17:1

النقد الأعلى وقانونية أسفار العهد القديم – القمص عبد المسيح بسيط

تقييم المستخدمون: 4.83 ( 2 أصوات)