الرد على أحمد ديدات

قطع يد المرأة – لماذا أمرت التوراة بقطع يد المرأة ؟! أحمد ديدات في ورطة

قطع يد المرأة – لماذا أمرت التوراة بقطع يد المرأة ؟! أحمد ديدات في ورطة

قطع يد المرأة - لماذا أمرت التوراة بقطع يد المرأة ؟! أحمد ديدات في ورطة
قطع يد المرأة – لماذا أمرت التوراة بقطع يد المرأة ؟! أحمد ديدات في ورطة

قطع يد المرأة – لماذا أمرت التوراة بقطع يد المرأة ؟! أحمد ديدات في ورطة 

جون يونان (بتصرف)

منذ سنوات خلت نشرتُ مقالاً للرد على شبهة سقيمة تتردد في مقالات المسلمين وحواراتهم ضد المسيحية، حول مكانة المرأة في العهد القديم .. وشبهتهم مفادها التالي :
اذ يقتبسون نصاً من أسفار موسى ( التوراة ) .. يتحدث عن حُكم قطع يد امرأة تتدخل في مشاجرة بين زوجها وأخيه  ..  ليستنتجوا منه ان الوحي الالهي يحتقر المرأة! كما انه يمارس الحدود القاسية، ويحاولون أن يقولون أن بهذا النص المقتبس من التوراة فليس من حق غير المسلم أن يعترض على حُكم قطع اليد في الإسلام للسارق.
وها إني أعيد كتابته كبحث ، أخصصه رداً على الشيخ أحمد ديدات .. كونه – على حد علمي – هو أول مروج لهذه الشبهة بين اتباعه المسلمين .
وهم يطيرون به في كل مكان .. وينشرونه كمقاطع فيديو كثيراً ولنعرض كلام ديدات فيه

لا تنقذى حياة زوجكأحمد ديدات يقصف المارينز بجزيرة العرب

وهو بترجمة اسلامية .. نقرأ فيه الشبهة كما نطق بها ديدات في مناظرته الخاصة مع جنود امريكيين :

 001 002 003

منهج وتكتيك الشيخ ديدات ( وباقي الشيوخ ) في نسج الأكاذيب ضد الكتاب المقدس يتمثل في ما يلي :

– انتزاع النص وقطعه من سياقه تمامًا حتى لا يُفهم في سياقه فنعرف لماذا وأين ومتى قيل هذا!
– حذف وبتر كلمات كاملة من النص ووضع نقاط ( … ) بدلاً عنها لكي تخدم غرضه في تشويه الحدث الكتابي وتمهيدًا للقصة الخيالية التي لا علاقة لها بالقصة الكتابية!
– استباق النص بمقدمة خيالية مبالغ بها وقصة خرافية لم يقصدها ولا تكلم بها الكتاب المقدس ولجرفه عن معناه الحقيقي وافقاده لمغزاه الاساسي الذي قيل فيه، وهذا كله إستغلالا لجهل المستمع بالكتاب المقدس والقصة المذكورة فيه في سياقها.

 

المحور الأول :
نسف شبهة ديدات !

 

المسألة الأولى:
ديدات يطرح مقدمة مزيفة تمامًا!

 

فالنص المقدس من التثنية لم يتحدث عن واقعة هجوم “لص” على المنزل !! وهناك قامت الزوجة بانقاذ زوجها، بل لم يتكلم الكتاب عن اللص أو اللصوص من الأساس هنا ولا أشار لهم حتى! فلماذا يضرب ديدات مثلا غير مذكور ولا علاقة له بكلام الكتاب المقدس؟ لو كان يريد ان يحاكم الكتاب المقدس، فليقرأ ما جاء فيه دون بتر ودون قصص وهمية، فالنص لم يأت في الكتاب المقدس وحيدا مبتورا في صفحة بيضاء، بل أتى وقبله كلاما وبعده كلاما، وهذا ما نسميه السياق، فإذا أراد ديدات محاكمة الكتاب المقدس فليقرأه إذن! وإن أراد محاكمة قصصه الخيالية فما علاقة الكتاب المقدس بها وبه!

هذا مجرد استهبال سخيف من ديدات وإستغفال للسامعين، سواء الموجودين معه آنذاك أو السامعين لهذا الفيديو إلى الآن الذين يصدقونه ويطيرون فرحًا بكلامه دون أدنى مراجعة حتى لسياق النص!
فحُكم اللص الذي يهجم على البيت ويضربونه موجود في التوراة فعلاً، وأخفاه ديدات تمامًا، فعلى الرغم من وجوده فقام ديدات بضرب مثلاً بقصة لص ولم يذكر ما قاله الكتاب المقدس عن هذا اللص هنا، وحُكم اللص كالتالي :

 

  • «إِذَا سَرَقَ إِنْسَانٌ ثَوْرًا أَوْ شَاةً فَذَبَحَهُ أَوْ بَاعَهُ، يُعَوِّضُ عَنِ الثَّوْرِ بِخَمْسَةِ ثِيرَانٍ، وَعَنِ الشَّاةِ بِأَرْبَعَةٍ مِنَ الْغَنَمِ. 2 إِنْ وُجِدَ السَّارِقُ وَهُوَ يَنْقُبُ، فَضُرِبَ وَمَاتَ، فَلَيْسَ لَهُ دَمٌ.” .( سفر الخروج 1:22-2)

 

فمثل ديدات الأعوج .. له حُكم آخر في التوراة ..  اذا هجم لص ليلاً على بيت وتعارك صاحب البيت معه وجاءت زوجة رب البيت لتنقذ زوجها وقتلت اللص .. فهي بريئة واللص ليس له دم !! أي ليس على قاتله أي عقوبة، سواء قتله الرجل أو المرأة أو إبنتها أو إبنتها! فلا يكون قاتل اللص هنا عليه أي ذنب ولا يكون للص دم.

فهذا حُكم الشريعة في هذه الحالة تحديداً، فلك أن تتخيل عزيزي القاريء أن يكون لديك حُكم حرفي للصوص في الكتاب المقدس، فيأتي ديدات ويذكر اللصوص ولا يذكر هذا الحُكم الحرفي بل ينسب كلامًا آخر له وينسج حوله القصص الخرافية!
فكيف يقوم ديدات بفبركة احتمالات لا علاقة لها بحكمها ..؟!

بل واضافة إلى المثال السقيم الذي طرحه ديدات … فإنه كان يقطتع النص الذي يلقي حوله الشبهة من سياقه .. وأنا أشهد أنَّ لديدات براعة منقطعة النظير في بتر وتشويه النصوص الكتابية أمام غير العارفين بالكتاب المقدس! لكن أقل دارس للكتاب المقدس سيضحك كثيرًا عندما يسمح ديدات وهم يخدع تلامذته بكل براعة!

 

المسألة الثانية :
ديدات يقطتع النص من سياقه !

دعونا نسأل ديدات عن معنى كلمة ” السياق ” ؟!
فيجيبنا : ( ومن فمه ندينه ) :

004
يقول ديدات: السياق هو الكلام المصاحب للنص سواء قبله أو بعده

إذن لماذا أخفى ديدات باقي نصوص الاصحاح التي تعطينا السبب والحكمة من وراء هذا الحكم، بل وأين ومتى يطبق ولماذا؟!
وها هي صورة النصوص كاملة وهي التي ستعطينا المفتاح لحل تلك الشبهة الاسلامية الديداتية :

005

والآن السؤال للقارئ العزيز ليفكر معنا:
كيف قامت قرينة النص المقدس بإعطائنا المعنى المنطقي لحكم قطع يد المرأة المقتحمة لمشاجرة زوجها مع اخيه؟!

أي: ما الذي قَدَّمه السياق كفهم منطقي لحكم قطع يد المرأة؟
هذا السؤال يقودنا إلى ثالثاً .. لفهم هذا النص ..

 

المسألة الثالثة  :
المعنى السليم والمتسق لنص : “تقطع يدها” !

 

هل هو حقاً تشريع مجنون كما عرضه وصوره ديدات بمخيلته المريضة، وصادر من رب مجنون كما وصفه ديدات بصفاقته المعهودة؟
الإجابة في النقاط التالية:

أولاً:
سياق النص حول بقاء الذرية في شعب اسرائيل!
(شريعة زواج الأخ من أرملة أخيه لإقامة نسل لأخيه غير المنجب)

 

بالإمعان في الحادثة وقراءة ما قبلها سنجد الجواب المنطقي العقلاني لهذه الشريعة …
فلكي نفهم الآية ( 11 و12 ) وهي موضوع شبهة ديدات ، علينا اولاً بقراءة وفهم الآيات التي قبلها وأعني بالأخص:  من 1 إلى 10 .. والتي عرضنا صورتها اعلاه من سفر التثنية اصحاح 25

وكان عبارة عن قانون يلزم الرجل بالزواج من امرأة اخيه المتوفي في حالة خاصة جداً وهي عدم إنجاب الأخ المتوفي لابن يحمل اسمه. وفي هذه الحالة كان على عاتق الاخ ان يتزوج بأرملة اخيه لينجب منها ابناً، ويتم نسبته كإبن للأخ المتوفي ليحمل اسمه فلا يضيع إسمه بين بني إسرائيل فيكون له نسل، وكان الغرض هو الحفاظ على اسم المتوفي وميراثه ..كما ورد في الاية 6 :
وَالْبِكْرُ الَّذِي تَلِدُهُ يَقُومُ بِاسْمِ أَخِيهِ الْمَيْتِ، لِئَلاَّ يُمْحَى اسْمُهُ مِنْ إِسْرَائِيلَ. ” !

 

ثانياً:
فضح الرجل الرافض اقامة نسل لأخيه المتوفي غير المنجب!

 

وهذا حُكم الرجل الذي يرفض الزواج بأرملة اخيه الذي لم يرزق بنسل يحمل اسمه .. تصوره الآيات من ( الاية 7 إلى الآية 10 ) .
وهو يعتبر عقابه ! وهو يعاقب لأنه رفض إقامة نسل لأخيه، وهذا شيء كبير ليس بالهين، لأنه بهذا سيتسبب في ألا يكن لأخيه نسل، وبالتالي سيمحى إسمه من إسرائيل، ولن يكن من نسل أخيه المسيّا المنتظر، ولهذا فتنظر الشريعة له بإعتباره قد إرتكب شيئًا عظيمًا يعاقب عليه كما ذكرت الآيات 7 – 10 من نفس السياق الذي بتره ديدات تمامًا.

ثالثاً:
حكم المرأة التي تصيب أخو زوجها بعاهة تعيقه عن الإنجاب!

 

وتم توضيح هذا الحُكم في الآيات ( 10 إلى 11 ) والمتعلقة بموضوعنا وردنا على شبهة الشيخ ديدات ..

وبناء على ما سبق نستطيع فِهم السبب الكامن للحكم الشرعي بعقاب المرأة المتعدية على خصوبة أخو زوجها ..

ونفهم سبب قطع يد المرأة. كما يعاقب الأخ الذي يرفض إقامة نسل من امرأة أخيه المتوفى، وينفذ هذا العقاب امرأة أخيه نفسها، فهكذا تعاقب المرأة التي تمنع أخي زوجها من أن يكون له إسم في إسرائيل وألا يأتي من نسله المسيَّا، بل وأيضًا، لأنه إن كان زوجها لا ينجب ومات سيكون على هذا الأخ أن يتخذها كزوجة وينجب منها، فإن كانت بفعلتها هذه أفقدته القدرة على الإنجاب، فهنا ستمنعه هو نفسه من أن يكون له ذريةً من زوجته الأساسية، كما ستمنعه أيضًا من أن يكون له ذرية منها هي في حال موت زوجها (أخيه) وأيضًا ستمنع امرأة أخي زوجها الأول من أن يكون لها نسل، وستكون عاقرًا في هذه الحالة، وبالتالي فكان العقاب بهذا الحكم لعِظم هذا الأمر تماما في إسرائيل.

فالنص الكتابي يتكلم بوضوح عن حالة خاصة جدا يحددها هو بأن هذه المشاجرة تمت بين “رجلٌ وأخوة” وليس أي إثنين آخرين، فلم يقل مثلا، رجل وإبنه أو رجل ورجل آخر، أو رجل وأختها …إلخ، بل أن الحالة خاصة جدا بأن رجل (زوجها) يتعارك مع أخوه (أخو زوجها) وبالتالي، فهنا يتضح مقصد الحكم كله، فما علاقة هذا بالقصة الطفولية التي ذكرها ديدات؟ أين هنا اللص؟ أين هنا الهجوم على البيت؟ أين هنا دفاع المرأة عن زوجها بضرب اللص؟! ..إلخ، هل عرفتم كيف يخدع ديدات تلامذته الذين لا يعرفون ألف باء في الكتاب المقدس أو العقيدة المسيحية ويصدقون هذا الكاذب دون أي فحص أو تدقيق خلفه؟! فقط لأن الأمر على هواهم في أن يكيلوا الإتهامات الباطلة لكتابنا المقدس ولعقيدتنا، فقد ظنوا وظن ديدات أن بهذا الكذب والتلفيق يكون النصر!
فاذا حدثت مشاجرة بين أخوين ، والنص يحدد انهما رجلان أخوان :

Deu 25:11  «إذا تخاصم رجلان رجل وأخوه وتقدمت امرأة ….

رجل وأخوه !
والحكم يحدد حالة تدخل  زوجة احدهما لتنقذ زوجها عن طريق الامساك بخصية أخيه  ( وهو اسلوب هجومي مؤذٍ ) .. وبشكل متعمد ،  يتضح من قول النص المقدس  :

Deu 25:11  … وتقدمت امرأة أحدهما لتخلص رجلها من يد ضاربه ومدت يدها وأمسكت بعورته 
 
” وَمَدَّتْ يَدَهَا ” .. وهذا تعمد في الفعل وليس عرضاً ..
وبهذا الهجوم على الخصيتين ستتسبب في اخصائه وعقمه وبالتالي تشويهه تناسلياً وقطع نسله ..
وكأن فعلتها كانت ” القتل ” .. وقطع الخلفة والابناء عنه !

ولأن الشريعة كانت حريصة على ابقاء نسل كل فرد من الشعب – وقد رأينا هذا في قانون تزوج اخو المتوفي من ارملة اخيه وانجاب اول ابن منها على اسم اخيه الراحل حفاظاً على الاسم-  فحكمت بقطع يدها ، عقاباً  على جريمتها واعتداءها على خصوبة أخو زوجها ومقدرته على انجاب نسل .
فصارت عقوبتها على مبدأ ” العين بالعين والسن بالسن والرجل بالرجل ” …
فكانت يدها وهي اداة الضرر تتلف ، كما اتلفت الاعضاء التناسلية لأخي زوجها ومقدرته على الانجاب والتناسل وابقاء اسمه ، أو اسم أخيه.

وعبارة ” وَأَمْسَكَتْ بِعَوْرَتِهِ ” ،  بالاصل العبري חָזָק  (chazaq) تأتي بمعنى الامساك بقوة وعنف ..
وهذا معنى الكلمة في القاموس الانجليزي – العبري :

chazaq
khaw-zawk’
from ‘chazaq’ (2388); strong (usu. in a bad sense, hard, bold, violent):–harder, hottest, + impudent, loud, mighty, sore, stiff(-hearted), strong(-er).


وهذه صورة من قاموس سترونج :

 006

فالهجوم المتعمد من قبل زوجة الأخ على اضعف منطقة عند أخو زوجها وهي منطقة الخصيتين، اعتبرت جريمة فادحة في الشريعة القديمة .. لأنها تسبب بعيب عضوي وعُقم .. يستمر عند الرجل المعتدى عليه ويطال نسله ..

اذ سيفقده القدرة على الانجاب وابقاء الذرية وحفظ الاسم .. وهو الامر المهم في شريعة اليهودية لحفظ سلسلة النسب والاستعداد للتعرف على المسيح متى جاء.
ولان هذه الحالة تعتبر من الحالات الشاذة النادرة الحدوث ..
فقد ذكر حكمها مباشرة بعد حُكم شريعة زواج الاخ من ارملة اخيه المتوفي الذي لم ينجب .. لكي يكون هناك حُكم واضح حولها .. فشريعة قطع يد المعتدية كانت بمثابة حُكم الاعدام على ” يد ” تلك المهاجمة .. كما قتلت هي نسل اخو  زوجها المعتدى عليه .

وهذا هو السبب الواضح والبسيط لكل هذه الزوبعة التي أثارها الشيخ ديدات واتباعه في الفنجان ..!!

فتسقط شبهة الشيخ ديدات على ثلاثة حجارة :

 

الأول–  لأن النص في سفر التثنية لم يتحدث عن هجوم لص على منزل واشتباكه مع رب البيت وقيام زوجته بتخليصه من يد اللص (كما توهم ديدات أو حاول إيهام سامعيه) !

الثاني – النص في سياقه – الذي اقتطعه ديدات وأخفاه – يتحدث عن شريعة اقامة نسل للرجل المتوفي الذي لم ينجب بواسطة أخيه.

الثالث – حدد النص حالتين – نادرتين – لو حدثتا، فوجب اقامة عقوبتهما، الأولى: في حالة رفض الاخ اقامة نسل لأخيه، والثانية: اعتداء الزوجة على عورة وخصوبة أخو زوجها في حالة المشاجرة بينهما .. وتسببها بعقمه وحكمها قطع يد المرأة. واي اعتداء على ” خصوبة ” رجل هو اعتداء على كامل نسله ..

فكان حُكم القطع هو أقسى وأقصى رداع في شريعة العهد القديم. وهو تشريع منطقي جداً لتلك الحالة الخاصة بالنظر إلى فكر المجتمع ككل.

اضف إلى هذا وذاك، ان التاريخ اليهودي او المسيحي لم يسجل حادثة واحدة تم فيها قطع يد امرأة بناء على حُكم ناموسي توراتي .. انها حالة في غاية الندرة! ورغم هذا فيستخدمها ديدات للتهجم على الكتاب المقدس، وليته إستخدم ما جاء في الكتاب، بل راح يقص القصص الأسطورية الكاذبة ليخدع سامعيه.

007

المحور الثاني :
حكم السرقة في الاسلام !

 

المسألة الأولى:
رسول الإسلام يأمر بقطع يد السارق إن سرق بيضة أو ربع دينار!!

 008 009

رسول الإسلام يقطع يد المرأة المخزومية!!

فحين جاءه أسامة بن زيد شافعاً في المرأة المخزومية التي سرقت قال له محمد: “أتشفع في حد من حدود الله؟”

ثم القى خطبة يحثهم على عدم التفريق بين غني وفقير او ضعيف او شريف في اقامة الشرع .. ثم ضرب مثلاً عن ابنته قائلاً: ” لو ان فاطمة سرقت لقطعت يدها “!

 010

 

المسألة الثانية:
ديدات .. والشرع العجيب!
( الاختلاس في الاسلام)

 

علق ديدات ساخراً على حُكم قطع يد المرأة المعتدية على خصوبة أخو زوجها بأنه حُكم مجنون صادر من رب مجنون – بحسب ملافظه العمياء – فهل يا ترى كان ديدات على دراية بحكم من يختلس وينهب في دينه ؟!

ونسأل : هل الاسلام يقطع يد المختلس والمنتهب ؟!
والإجابة : لا !
فالمختلس في الاسلام ليس عليه قطع يد .. تعجبوا يا أولي الألباب ( !! ) فمن يسرق تُقطع يده لكن من يختلس وينهب لا تقطع يده!!

 

اذ ورد في سنن الترمذي هذا الحديث الصحيح عن نبي الاسلام:

011
                                   

بحسب تعليم القرآن والسنة النبوية وجب قطع يد السارق ولو سرق بيضة او ربع دينار!

أما الذي يختلس مليون دينار .. فلا تقطع يده، اذ فرق “النبي” بين السارق وبين “المختلس”. فهل هذا تشريع إلهي؟ أفليس الاختلاس والانتهاب هو سرقة ..؟!
فالاثنان سرقة … بطريقة مختلفة .. الاثنان يستوليان على مال الغير دون وجه حق ..

ولكن نبي الاسلام فرق بينها لسبب التسمية، فلم يحكم بالقطع على المختلس ولا المنتهب، فلماذا ….؟!

أليس النهب هو سرقة مال الغير ..؟!

اذ نقرأ من معجم لسان العرب لكلمة اختلس :

 

  • ” من خَلَسْتُ الشيء واخْتَلَسْته إِذا سلبته، وهي فَعِيلة بمعنى مفعولة؛ ومنه الحديث: ((ليس في النُّهْبَة ولا الخَلِيسة قطع)). وفي رواية: ((ولا في الخُلْسَة)). أي: ما يؤخذ سَلْباً ومُكابَرَةً؛ ومنه الحديث: ((بادِرُوا بالأَعمال مَرَضاً حابساً أَو موتاً خالِساً)). أي: يَخْتَلِسُكم على غفلة.”
    ( لسان العرب – لابن المنظور الإفريقي –  حرف السين المهملة – فصل الخاء المعجمة)

يقطع يد سارق في ربع دينار وصاعداً .. ولا يقطع يد مختلس يسرق ملايين الدنانير !!

 

ما حُكم السرقة في المسيحية ؟!

السرقة .. او الاختلاس وغيرها حكمها جميعاً متروك للسلاطين والحكومات التي يعيش فيها المسيحي .. والانجيل قد امرنا باحترام قوانين البلد الذي نعيش فيه . ” لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِينِ الْفَائِقَةِ، لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ، وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ ” ( رومية 1:13).
 ودستور الدولة هو من يحدد عقوبة للسرقة بحسب قانون العقوبات المدني.
فهل هذا يعني ان المسيحية تفتقد إلى التشريع ؟!
لا ! فالكنيسة مؤسسة روحية وليست مدنية .   والبشرية تتطور وتتغير احكامها .. والرب لم يشأ وضع المسيحية في ” قالب ” واحد .. يصعب معه تطبيقها لو تغيرت مدارك البشرية . وهذه هي المشكلة الاعمق التي يعاني منها الاسلام اليوم … اذ يستحيل تطبيق شريعة ترجع للقرن السابع!

كحد السرقة .. الذي حكمت الشريعة الاسلامية بالقطع على سارق بيضة ، وتركت المختلس ينهب ويسلب الألوف والملايين دون قطع . اما قانون العقوبات المدني الذي يحكم على السارق بالسجن مثلاً .. فهو أفضل بما لا يقاس من حُكم قطع يده في ربع دينار.
وقبل أن يسأل أحد تلامذة ديدات : وهل السجن رادع من تكرار السرقة .. اقول : ليس في كل الحالات إلا انه أفضل قطعاً .  لأن السجن اصلاح وتهذيب … وفي السجن يتم أمرين :

1- اتمام عقوبة !

2- اعمال حرفية ويدوية او دراسة ونيل شهادة !

وبذلك تكون عقوبة ايجابية .. يخرج منها المذنب شخصاً انفع للمجتمع .

في حين ان قطع يده بسبب ربع دينار ينشئ شخصاً معقداً نفسياً ناقماً على من حوله! بل ولديه وصمة ظاهرة في جسده تذكره وتذكر المجتمع بماضيه حتى إن تاب، وتعيقه عن أداء بعض الأعمال والمهام اليومية التي تستخدم فيها اليدين أو اليد المقطوعة بالأخص، فمن كان يكتب بيده اليمنى مثلا، لن يكتب بعد الآن او سيجد صعوبة شديدة في التدرب على الكتابة باليد اليسرى! فتأملوا هذا!

وهذا واقع تطبيق هذا الحدث عبر التاريخ، فلم يحدث سلام ولا أمان ولا ايقاف اجرام ، في اي دولة اسلامية طبقت الشريعة … سواء في عصر الخلفاء او في العصور التي تلت او اليوم .. ولا حتى السعودية ؟!  نعم .. وسنثبت بالبراهين بعد صفحات …

لهذا يكون الانجيل فقط هنا هو الصالح لكل زمان ومكان .. لأنه لم يحدد عقوبات محددة جنائية او قضائية وغيرها من احكام على السرقة، اذ كلها تتغير باختلاف اوضاع البشر والزمان والعادات ..

 فالإنجيل اضافة إلى رسالته الخلاصية بدم المسيح، فناموسه عبارة عن وصايا اخلاقية صالحة لكل زمان ومكان .. ومن اهم احكامه هو اطاعة الشرائع البشرية العادلة الموضوعة من قبل البلد الذي يعيش فيه المسيحي (بما لا يتقاطع مع مبادئ مسيحيته).

حكم السرقة في التوراة !

 

وحتى في التوراة اي (الناموس) .. هناك حُكم للسرقة .. ولكنه منطقي ومتحضر ومفيد.

فلاضع للقراء ما قالته التوراة المقدسة عن السارق ..

إِذَا سَرَقَ إِنْسَانٌ ثَوْرًا أَوْ شَاةً فَذَبَحَهُ أَوْ بَاعَهُ، يُعَوِّضُ عَنِ الثَّوْرِ بِخَمْسَةِ ثِيرَانٍ، وَعَنِ الشَّاةِ بِأَرْبَعَةٍ مِنَ الْغَنَمِ.
2 إِنْ وُجِدَ السَّارِقُ وَهُوَ يَنْقُبُ، فَضُرِبَ وَمَاتَ، فَلَيْسَ لَهُ دَمٌ.
3 وَلكِنْ إِنْ أَشْرَقَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، فَلَهُ دَمٌ. إِنَّهُ يُعَوِّضُ. إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ يُبَعْ بِسَرِقَتِهِ.
4 إِنْ وُجِدَتِ السَّرِقَةُ فِي يَدِهِ حَيَّةً، ثَوْرًا كَانَتْ أَمْ حِمَارًا أَمْ شَاةً، يُعَوِّضُ بِاثْنَيْنِ.”

(خروج اصحاح 22)

 

فحكم السارق في الشريعة كانت بالتعويض خمسة اضعاف ما سرق ..
 ومن هذه القوانين نفهم لماذا اعطى زكا رئيس العشارين نصف امواله للمساكين ورد من سلبه باربعة اضعاف .. فقال الرب يسوع : ” اليوم حصل خلاص لهذا البيت ” ( لوقا 8:19)

 

بينما داخل ذات الشرع الاسلامي ، نقرأ ان مختلس ملايين الدراهم او مشتري  بضاعة بمئات الوف الدنانير مقابل شيك بلا رصيد  فلا يقطع اصبع منه …  فتأمل !!

فحكم التوراة وعقوبة السارق كانت ” ايجابية ” وهي التعويض خمسة اضعاف من ملك السارق وعمل يده.. وهذا يتحتم عليه زيادة العمل وانتاج السلع، لكي يتسنى له تجميع التعويض المناسب بسبب سرقته.
فحكم التوراة وعقوبتها ” انتاجية ” وايجابية!

 

اما الحكم الإسلامي فهو “سلبي” .. اذ يجبر السارق ان يبقى مقطوع العضو وهو اليد اليمنى.. عاطلاً ومشوهاً في المجتمع، ولنتأمل ما يحدثه هذا الحُكم من شروخ اجتماعية واقتصادية للبلد.

 

 012

 

المفارقة بين قطع يد السارق في الاسلام وقطع يد المرأة في التوراة كحالة خاصة:
 

فشريعة قطع يد المعتدية كانت بمثابة حُكم الاعدام على ” يد ” المرأة المهاجمة التي قصدت بالعمد ألا يكون أخو زوجها قادرا على الإنجاب .. كما قتلت هي نسل الرجل المعتدى عليه. اما خطيئة السرقة .. فهي من الجرائم الشائعة بين البشر في كل العصور والاجيال والبيئات الحضارية منها والمتخلفة .. فكانت شريعة التوراة ارحم وأكثر ايجابية من الشريعة الإسلامية.

لان عقوبة السارق في اليهودية كانت التعويض بأضعاف (بحسب السرقة) .. وهذا يستلزم منه العمل والجهد ليستطيع ان يعوض سرقته.. وهذا امر بحد ذاته ايجابي، دون ان يبتر عضو منه يعجزه عن العمل طوال حياته.. كما في الشريعة الإسلامية.

فالسرقة عند السارقين هي مسألة إعتاد عليها السارق .. إلى ان بلغ إلى السرقة المتواصلة .. ويستطيع تركها بالتوبة المستمرة. اما خطيئة قطع نسل رجل عن طريق الاعتداء على خصيتيه .. فهي خطيئة تقع لمرة واحدة (في حالة نادرة الوقوع) .. وليست تعوداً وممارسة، فيمكن للمرأة ان تتوب عنها .. انما جريمتها تبقى مستمرة النتيجة ولا تعوض .. فكان عقابها هي البتر الذي لا يعوض .. وهو كالاعدام.

اما السرقة فيمكن للسارق ان يعوض بأن يعطي اضعاف ما سرق للمعتدى عليه (المسروق منه) .. وهذا بذاته سيعوده على العمل والكف عن السرقة واقتياده إلى التوبة .. فلو بترت يده .. فهذا يعني ابقاءه عاطلاً عن العمل طوال عمره .. ومنبوذاً من مجتمعه بسبب التشوة الحادث بجسده والذي يرتبط دائمًا بأنه “سارق” أمام المجتمع، حتى بعد قطع يده.
وكما قلنا فالسرقة خطيئة سهلة الوقوع .. وسريعة الانتشار بين البشر .. فحكم القطع والبتر كعقوبة عليها ..

 

قطع يد السارق .. حُكم جاهلي (كان قبل الإسلام)!

اذ نقرأ من التفاسير الاسلامية هذا الاعتراف:

  • وقد قطع السارق في الجاهلية ، وأول من حُكم بقطعه في الجاهلية الوليد بن المغيرة ، فأمر الله بقطعه في الإسلام ” ( الجامع لأحكام القرآن – القرطبي – المائدة:38 )

 

  • وقد كان قطع يد السارق حكما من عهد الجاهلية ، قضى به الوليد بن المغيرة فأقره الإسلام كما في الآية .” ( تفسير التحرير والتنوير – ابن عاشور – سورة المائدة : 38)

 013

 

المسألة الثالثة:
ديدات .. وقطع يد السارق في السعودية!!

 

اولاً: يقول الشيخ ديدات: انه لم يشاهد رجلاً واحداً في السعودية وهو يقام عليه حُكم قطع اليد!

 014

إذن ما هذا.. ؟ ألم يشاهد ديدات هذا المنظر لقطع يد رجل علني وبحضور جماعي؟!

015
قد يصيح احدهم: هذه صورة قديمة !!
إذن ما قولك بما يحدث إلى يومنا هذا .. من تنفيذ أحكام قطع اليد في السعودية؟ شاهد واقرأ الصحف العربية:

016

 

http://www.alchourouk.com/83425/691/1/-85%D9%81%D8%B5%D9%84_%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%81%D9%91-.html

 

ديدات يزعم انه لم ير .. ولم يشهد .. الحُكم الشنيع بقطع يد إنسان في السعودية ..

فهل قام بالتوجه يوماً إلى الساحات الخاصة التي تقام فيها الحدود الاسلامية من قطع وبتر وجلد وقطع الرأس، ليحضرها شخصياً، وكلها كانت علنية في وضح النهار ؟!

ثانياً: زعم ديدات ان حُكم قطع يد السارق – المنطقي! –  قد جعل السرقة نادرة في بلاد الاسلام!

 017
فهل صدق ديدات في زعمه ان هذا الحُكم (قطع يد السارق) قد قلص انتشار الجريمة في المجتمع الاسلامي؟!

لنشاهد الخبر الكارثي من محطة اخبارية سعودية!

018

مكة المكرمة الثانية في جرائم السرقة والسطو المسلح!!

 

الرابط من موقع قناة العربية الاخبارية ( تابع للسعودية ) !

019
D8%A7-D9%81%D9%8A- %A9.html

وايضاً المزيد من جرائم السرقة والسطو .. من جريدة سعودية. وايضاً مكة المكرمة ترتيبها الثاني بنسبة الجرائم!

020

 

http://archive.aawsat.com/details.asp?article=201106&issueno=9106#.VyqqtI-cGUk

 021

http://altagreer.ws/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%A7%D 

وهنا اطرح السؤال على تلامذة ديدات:

لماذا لن تنجح كل الصلوات والمساجد والخطب الدينية والقرآن المتلو في كل زاوية وتطبيق الاسلام بحذافيره على ارض السعودية الاسلامية ، مع فرضه بالقوة على يد الشرطة الدينية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جعل أرض السعودية (الإسلام) كأفضل بقاع الأرض ، وتحويل شعبها إلى خير أمة أخرجت للناس ؟!

لو قال ديدات : لأنهم لم يلتزموا بشرع الاسلام ، لقلت : 
ان كان تطبيق الدين على أرض الإسلام، السعودية – الأكثر تطبيقاً له –  لم يحسن أخلاق الناس ولم يمنع الجرائم والفواحش ، فلماذا تطالبون بتطبيقه في كل بلد آخر ، وهو لم ينجح في علاج مشكلات مجتمعه الاصلي ؟!

اخيراً ..
هل كان ديدات المدلس على كتابنا المقدس، يجهل ما يدور في أرض الاسلام السعودية، أو كان يمارس “التقية “، والخداع الشرعي ضد مناظريه الجنود الأمريكان!