أبحاث

أمثال كتاب الراعي لهرماس – الجزء الثاني

أمثال كتاب الراعي لهرماس – الجزء الثاني

أمثال كتاب الراعي لهرماس - الجزء الثاني
أمثال كتاب الراعي لهرماس – الجزء الثاني

أمثال كتاب الراعي لهرماس – الجزء الثاني

المثل الثامن

1- 1. أراني الراعي صفصافة كانت تظلل سهولًا وجبالًا وقد اجتمع تحتها كل الذين دعوا باسم المسيح. 2. وكان ملاك الرب العظيم بقامته الفارعة يقف تحت الصفصافة وفي يده منجل كان يقطع به أغصانًا ويوزعها على الجموع الواقفة تحت ظلالها. وكانت الأغصان صغيرة لا تتجاوز طول الشبر. 3. بعد أن استلم الجميع أغصانهم وضع ملاك الرب المنجل جانبًا وظهرت الشجرة وكأنها لم تمس. 4. فقلت لنفسي متعجبًا: كيف بقيت الشجرة كما كانت وقد قطع منها هذا العدد الكبير من الأغصان؟ قال لي الراعي: رويدك لا تتعجب كيف بقيت الشجرة كما كانت بعد أن قطع منها ما قطع، بعد أن ترى سيفسر ذلك كل شيء. 5. الملاك الذي وزع الأغصان على الجميع سيستردها وسيدعي كل واحد ليرد الغصن الذي تسلمه حسب الترتيب الذي سلم إليه. 6. إن ملاك الرب سيأخذ هذه الأغصان وسيفحصها. سيسلمها البعض يابسة دون أن ينخرها السوس. 7. والبعض نفس يابسة. وسيضع هؤلاء وأولئك كل في مكانٍ يعينه لهم. 8. والبعض نصف يابسة ومشققة ولهؤلاء مكان خاص بهم. 9. والبعض نصف يابسة. 10. والبعض نصف خضراء مشققة ولهؤلاء موضع خاص بهم. 11. والبعض نصف يابسة ونصف خضراء ولهؤلاء مكان خاص. 12. والبعض خضراء بثلثيها والثلث الباقي يابس ولهؤلاء موضع خاص بهم. 13. والبعض خضراء كلها إلا قليل من طرفها. 14. والبعض يابسة كلها إلا القليل من طرفها المشقق ولهؤلاء مكان خاص بهم. 15. والبعض يابسة كلها إلا القليل من طرفها المخضر لهؤلاء مكان خاص بهم. 16. والبعض خضراء كلها كما تسلموها من الملاك وكان الملاك يفرح لذلك فرحًا عظيمًا ولهؤلاء مكان خاص بهم أيضًا. 17. والبعض خضراء كلها وقد أفرعت ولهؤلاء مكان خاص وكانت هذه الأغصان كأنها مثمرة وكانت تفرح الرجال الذين قدموا مثل هذه الأغصان اليانعة. إن منظرهم كان يبعث الفرح في الملاك والسرور العظيم في قلب الراعي.

2- 1. أمر الملاك أن تحمل كل الأكاليل فجيء بها وظهرت كأنها مصنوعة من أغصان النخيل وقد كان نصيب الذين قدموا أغصانهم اليانعة المثمرة أكاليل على رؤوسهم ودخولهم إلى البرج. 2. ونصيب الذين قدموا أغصانهم اليانعة بدون ثمر أرسلهم إلى البرج بعد ختمهم بخاتم. 3. الذين كانوا يرسلون إلى البرج كانوا يلبسون ثيابًا بيضاء كالثلج. 4. الذين سلموا أغصانهم خضراء كما استلموها ادخلوا إلى البرج بعد أن أعطاهم ثيابًا وختمًا. 5. قال الملاك للراعي: ها أنا ذاهب وعليك أن تختار لهم كل حسب استحقاقه ولا تدخل أحدًا قبل أن تفحص أغصانهم فحصًا دقيقًا. فتشهم تفتيشًا دقيقًا، لا تدع أحد يفلت منك. إذا قلت أحد فإني أحد فإني سأتحقق ذلك فوق المذبح. بعد أن تلفظ الملاك بهذه الكلمات غادر المكان. 6. عندما ذهب الملاك قال لي الراعي: لنأخذن الأغصان من الرجال جميعًا ولنزرعها في الأرض فلعل الحياة تعود إلى بعضها. 7. لأنها إذا غرست في الأرض حظيت بنوع من الرطوبة فإن الحياة تعود إلى أكثرها. علينا أن نسقيها. فمن دواعي سرورنا أن تعود الحياة إلى بعضها. أما إذا جازت الأمور عكس ما أتمنى فلن أتهم بالإهمال والتقصير. 8. أمرني الملاك بدعوة جميع البشر وفقًا لترتيبهم فدعوتهم فجاءوا جماعات جماعات يقدمون أغصانهم للراعي فأخذ الراعي الأغصان وغرسها مجموعات في الأرض وسقاها حتى غمرتها المياة. 9. ثم قال لي: هيا بنا وسنعودبعد أيام لفحص الأقسام كلها لأن الخالق يريد الحياة لكل من تسلم غصنًا من هذه الأغصان. أرجو أن تعود الحياة لكل غصن من الأغصان اليابسة التي غمرتها المياة

3- 1. قلت للراعي: قل لي يا سيد ماذا تمثل الصفصافة؟ إني مندهش وحائر كيف بقيت على حالها وقد قُطع منها ما قطع. 2. فقال لي: هذه الشجرة العظيمة التي تغطي السهول والجبال وكل الأرض هي ناموس الرب الذي أعطي لكل البشر. الناموس هذا هو ابن الله الذي أُعلن عنه في كل الأرض. أما الشعوب التي ستظل فهم الذين سمعوا البشارة وآمنوا بها عند إعلانها. أما الملاك العظيم المُمجد ميخائيل الذي له سلطان على الشعوب ويحكمهم فهو الذي يعطي الناموس ويضعه في قلوب المؤمنين. إنه يزور أولئك الذين أعطاهم هذا الناموس ليتأكد من محافظتهم عليه. 4. إنك ترى كل غصن من الأغصان التي أُعطيت لكل فرد، هذه الأغصان تمثل الناموس. انظر إن بعضها لا يصلح لأي شيء. بهذه الطريقة يتعرف الملاك على الذين لم يحافظوا على الناموس ويعرف المكان الذي يستحقونه. 5. قلت لماذا يا سيد أدخل الملاك البعض إلى البرج وترك لك الباقي؟ قال الرعي: لقد ترك لي الملاك كل الذين حادوا عن الناموس ويمكنهم أن يتوبوا، أما الذين حافظوا على الناموس وطبقوه فبقوا تحت مشيئته. 6. قلت من هم الذين نالوا الأكاليل ودخلوا البرج؟ قال الراعي: الذين صارعوا الشيطان وغلبوه. والذين تحملوا الموت من أجل الناموس هم الذين نالوا الأكاليل. 7. أما الذين جاءوا بأغصانهم خضراء مفرعة بدون ثمار هؤلاء طبقوا الناموس وتحملوا عذابات وإضطهادات ولم ينكروا المسيح. 8. الذين أعادوا أغصانهم كما تسلموها خضراء هم القديسون الأبرار، الذين عاشوا في نقاوة قلبية كلية وحافظوا بأمانة على ناموس السيد. ستعرف على الآخرين بعد أن نفحص الأغصان التي زرعتها في الأرض ورويتها.

4- 1. بعد أيام رجعنا إلى حيث كنا وجلس الراعي حيث كان يجلس الملاك ووقفت جانبه فقال لي: أئتزر وأعني فأتزرت مئزرًا نظيفًا مصنوعًا من كيس. 2. وعندما رآني مستعدًا لخدمته قال لي: أدع لي الرجال الذين غرست أغصانهم في الأرض بحسب ترتيب تسلمهم لأغصانهم فذهبت إلى السهل ودعوتهم فجاءوا مصطفين كل مع جماعته. 3. فقال لهم الراعي: فليقتلع كل واحد منكم غصنه وليحمله إليَّ. 4. وكان أول من حضر أولئك الذين يبست أغصانهم ولم تتكسر وقد سلم بعض هؤلاء أغصانهم وقد عادت إليها الخضرة والبعض الآخر سلمها يابسة أكلها السوس. فأقام الراعي أولئك الذين عادت الخضرة إلى أغصانهم في مكان، والذين بقيت أغصانهم يابسة وأكلها السوس في مكان آخر مع الذين قدموا إليه أغصانهم يابسة ومسكرة. 6. ثم جاء دور الذين كانت أغصانهم نصف خضراء ويابسة ومشققة. العدد الأكبر من هؤلاء عاد بأغصان كلها خضراء وغير مشققة أما العدد الباقي فعاد بها خضراء فيها براعم وفوق هذه البراعم ثمر تشبه أغصان الذين دخلوا إلى البرج مكللين والبعض الآخر سلمها يابسة ومتآكلة والبعض يابسة وغير متآكلة والبعض نصف يابسة ومشققة كما كانت سابقًا فوضع كل فئة في المكان اللائق بها ومنهم من أبقاهم في مجموعتهم ومنهم من نقلهم إلى مجموعة أخرى.

5- 1. ثم جاء دور من كانت أغصانهم حضراء إلا أنها مشققة فلمسوها خضراء كلها واتخذوا مكانهم في الجماعة التي تشبههم وقد خرج الراعي فرحًا بهؤلاء الأشخاص الذين تحولوا وأمحت الشقوق من أغصانهم. 2. ثم تقدم أولئك الذين كانت أغصانهم نصف يابسة ونصف خضراء فقدم بعضهم أغصانهم خضراء كلها وبعضهم نصف يابسة وبعضهم يابسة كلها ومتآكلة والبعض الآخر خضراء كلها وقد نبتت فيها فروع جديدة فأرسلت كل فئة إلى المكان المعد لها. 3. ثم جاء دور من كانت أغصانهم خضراء بثلثيها ويابسة بثلثيها الآخر. الكثيرون سلموها نصف يابسة ومشققة وقليل منهم سلمها خضراء كلها فأرسل كل حسب استحقاقه إلى المكان اللائق به. 4. ثم جاء دور الذين كانت أغصانهم خضراء وقد نبتت فيها أغصان جديد وفوق هذه الأغصان ثمار. والبعض سلمها فقط خضراء فسر الراعي لأنه وجد هذه الأغصان على هذه الحال وذهب الرجال ليتحلوا المراكز التي تليق بهم.

6- 1. عندما أنهى الراعي فحص كل الأغصان قال لي: لقد أريتك هذه الشجرة المحبة للحياة أرأيت كم هم التائبون والمخلصون؟ قلت إني أرى يا سيد. قال الراعي: إن الله أعطى روح التوبة لمستحقيها حتى تدرك عظمة رحمته. 2. قلت: لمتاذا لم يتب الجميع؟ قال: إن الله يعطي روح التوبة للقلوب التي يجب أن تتنقى وتتطهر أما القلوب التي يملؤها الخبث فإن توبتها تكون توبة مرائية ولن يعطيها روح التوبة لئلا تهين اسمه. 3. قلت للراعي: قل لي يا سيد ماذا يمثل الذين سلموا إليك الأغصان وماذا تعني الأماكن التي خصصت لهم حتى إذا ما سمع الذين آمنوا والذين ختموا بالختم وشوهوا الختم ولم يحافظوا محافظة صحيحة يندمون عندما يعرفون ويأخذون منك الختم ويمجدون الله لأنه رأف بهم فأرسلك لتجدد روحهم. 4. قال: اسمه. يمثل الذين سلموا أغصانهم يابسة وقد أكلها السوس والعصاة الذين خانوا الكنيسة وشتموا الرب بخطاياهم وخجلوا من حمل اسمه. هؤلاء في النهاية سيهلكهم الله. انظر إنه لم يتب أحد من هؤلاء مع أنهم سمعوا الكلام الذي أمرتك أن تخاطبهم به وهؤلاء غادرتهم الحياة. 5. أما الذين سلموا أغصانهم يابسة ولم ينخرها السوس. هؤلاء يشبهون الأول. إنهم مراؤون يحملون تعاليم غريبة ويضللون عبيد الله وخصوصًا الخطأة. إنهم لا يتركونهم يتوبون ويعملون لإقناعهم بتعاليمهم البطالة السطحية مع أن مجال التوبة مفتوح أمام هؤلاء. 6. إنك ترى الكثيرين ممن تابوا بعد أن سمعوا كلام وصاياي وسيتوبون. أما الذين لم يقبلوا التوبة فهؤلاء قد خسروا حياتهم، وأما الذين تابوا فقد صاروا من الأبرار وصار مكانهم في الجدار الأول وبعضهم صعد إلى البرج. أرأيت أن الحياة في التوبة وأن الموت في عدم التوبة؟

7- 1. إليك ما يتعلق بالذين حملوا أغصانهم نصف يابسة وغير مشققة هؤلاء هم المترددون. هؤلاء لا هم بأحياء ولا بأموات. 2. أما الذين يحملون أغصانهم نصف يابسة ومشققة فهم المترددون والنمامون الذين لا يعرفوا سلامًا في قلوبهم ويكونون في صراع دائم مع نفوسهم إلا أنهم قد يتوبون. إن بعضهم قد تاب كما ترى وهناك رجاء بتوبة الآخرين. 3. الذين تابوا حصلوا على مكان في البرج والذين سيتوبون سيجدون لهم في جدرانه مكانًا. أما الذين لا يتوبون فموتًا يموتون. 4. الذين سلموا أغصانهم خضراءً مشققةً هم من المؤمنين الذين ستحاسدون على مراكز المجد الأولية. 5. لقد نقوا نفوسهم عندما سمعوا كلامي وصاروا من الصالحين وتابوا سريعًا وقد استوطنوا البرج. من عاد إلى روح الشقاق يطرد من البرج ويخسر حياته. 6. الحياة هي ميزة من يحفظ وصايا الله ولا تكون الحياة في الكراسي والمجد بل في الرجل الطويل الأناة المتواضع. في هؤلاء تقطن حياة الرب أما الموت فيقطن في قلب المحب لشقاقات والاثم.

8- 1. الذين سلموا أغصانهم نصف خضراء ونصف يابسة هم المنغمسون في المهام الدنيوية، الذين لا يلتصقون بالمقدسات لذلك ترى نصفهم يابسًا ونصفهم حيًا 2. لقد تاب العدد الأكبر منهم عندما سمعوا وصاياي فقبلوا جميعًا في البرج وتمرد قسم منهم ولم تعد توبتهم ممكنة لأنهم أهانوا بأعمالهم اسم الرب وأنكروه. إن جبنهم أفقدهم حياتهم. 3. وبقي قسم منهم مترددًا وبقي باب التوبة مفتوحًا أمامهم إذا بقي المجال للتوبة قائمًا. أما إذا تأخروا وتابوا تكون الجدران موطنهم، ويموتون إذا هم بقوا بدون توبة. 4. الذين سلموا أغصانهم خضراء بثلثيها الباقي فهم الذين أنكروا إيمانهم في حالات مختلفة. 5. كثير منهم تاب واستوطن البرج ومنهم من ترك الرب فخسروا الحياة كليًا، ومنهم من سقط في التردد والشك وهؤلاء يستطيعون أن يتوبوا بشرط أن يسرعوا تاركين شهواتهم، أما إذا استمروا فيها فالموت سيعمل فيهم.

9- 1. الذين سلموا أغصانهم يابسة بثلثيها وخضراء بثلثها الباقي هم الذين آمنوا وصاروا عظماءً وأغنياءً في الأمم وتكبروا وانتفخوا وتركوا الحقيقة ولم يلتصقوا بالقديسيين بل عاشوا مع الأمم واستعذبوا هذه الطريق إلا أنهم لم يحيدوا عن طريق الله وبقوا في الإيمان لا يعملون عمل الإيمان. 2. كثير منهم تاب وصار البرج موطنهم. 3. والبعض بقوا بين الأمم قانعين بالأباطيل وابتعدوا عن الله يعملون عمل الأمم ويفعلون أفعالهم واعتبروا من الأمم، البعض ترددوا لأنهم فقدوا الرجاء بالخلاص بسبب الأعمال التي عملوها والبعض ترددوا وسببوا الشقاقات فيما بينهم هؤلاء يمكنهم أن يتوبوا بشرط أن يسرعوا حتى يتمكنوا من دخول البرج أما إذا لم يتوبوا واستمروا في غيهم فالموت منهم قريب. 

10- 1. الذين سلموا أغصانهم خضراء إلا أن أطرافهم يابسة هم المؤمنون الصالحون المُمجدون عند الله وأخطأوا بسبب رغبة بسيطة فيما بينهم فتابوا فور سماعهم كلامي فاستوطنوا البرج. 2. أولئك الذين ترددوا في توبتهم وسببوا شقاقات فالتوبة تبقى قائمة بالنسبة لهم لأنهم كانوا دائمًا صالحين. 3. الذين سلموا أغصانهم يابسة إلا من أطرافها هم المؤمنون الذين يعملون الاثم بيد أنهم لم يحيدوا عن طريق الرب وبقوا يفاخرون باسمه ويستقبلون عبيد الله في بيوتهم فرحين. 4. بعضهم تابوا عندما سمعوا صوت الرب وفعلوا كل فضيلة وعدالة وتألموا متلذذين لمعرفتهم الأعمال التي قاموا بها. البرج هو موطن هؤلاء.

11- 1. بعد أن أنهى الراعي تفسير معاني الأغصان كلها قال لي: أذهب وقل لجميع الخطاة أن توبوا ليحيوا في الله لأن الرب لرأفته بالجميع يوزع التوبة على الجميع حتى لو كان البعض لا يستحقونها بسبب أعمالهم فالله طويل الأناة يريد أن يحقق دعوة ابنه للخلاص. 2. قلت له: أرجو أن يتوب الجميع بعد سماعم ما سمعوا. إني واثق أن كل واحد سيخاف ويتوب بعد معرفته ووعيه ما عمل. 2. قلت له: أرجو أن يتوب الجميع بعد سماعهم ما سمعوا. إني واثق أن كل واحد سيخاف ويتوب بعد معرفته ووعيه ما عمل. 3. فأجابني الراعي: كل من يتوب قلبيًا وينقي ذاته من الخطايا التي سبق وأشرت إليها ويبتعد عن فعل الخطيئة ينال الشفاء من الرب ويحيا في الله إذا طبق وصاياه بدون تردد. أما الذين يضاعفون خطاياهم ويتسمرون في شهواتهم فسيحكم عليهم بالموت. 4. أما أنت فسر حسب الوصايا فتحيا لله وسيحيا أيضًا كل من عمل الصدق وسلك طريق الوصايا في الله. 5. هذا ما كشف لي عنه الراعي وقال أنه سيكشف لي ما تبقى.

المثل التاسع

1- 1. بعد أن كتبت وصايا وأمثال الراعي جاء ملاك التوبة وقال لي: أريد أن أريك كل ما أراك الروح القدس الذي خاطبك تحت شكل الكنيسة. هذا الروح هو ابن الله. 2. بما أنك كنت ضعيف الجسد لم يوح إليك بواسطة الملاك. ولكن عندما تقويت روحيًا وأصبحت مقتدرًا وباستطاعتك رؤية الملاك ظهر لك الملاك آنذاك وأراك البرج عن طريق الكنيسة التي ظهرت لك بشكل عذراء ذات هيئة بهية مؤثرة أما الآن فالروح يريك بواسطة الملاك ويوحي إليك. 3. لذلك يجب أن تتعلم مني كل هذه الأسرار بصورة دقيقة. اذا كان الملاك المعظم قد أرسلني لأسكن في بيتك فما ذلك إلا لتتأمل كل هذه الرؤى بصفاء روحي كامل لا بالخوف والرعب كما كنت تفعل سابقًا. 4. قادني الراعي إلى جبل أركاديا إلى جبل لولبي وأجلسني فوق القمة وأراني سهلًا عظيمًا تحيطه دائرة من اثنى عشر جيلًا ولكل جيل شكل خاص به. 5. كان الأول أسود والثاني عاريًا لا عشب فيه والثالث مليئًا بالأشواك والعليق. 6. والرابع نصف معشوشب وكانت رؤوس الأعشاب خضراء والقسم القريب من الجذور يابسًا وكانت الحرارة تيبس بعض الأعشاب 7. والخامس معشبًا ووعرًا، والسادس مليئًا بالحفر، بعضها صغير وبعضها كبير، وكان في الحفر عشب لم يكن نضرًا بل ذابلًا. 8. والسابع مليئًا بالأعشاب والنضرة وكان بهيًا وأنواع الحيوانات ترعى فيه والأعشاب تزداد نضارة كلما رعته. والثامن مليئًا بالينابيع ومخلوقات الله على مختلف أنواعها تشرب منها. 9. والتاسع بدون ماء مقفرًا وفيه زحافات مميتة تفسد البشر. والعاشر فيه أشجار كبيرة وكانت قطعان الأغنام تستظل تحت ظلالها. 10. والحادي عشر مغطى بغابة كثيفة من الأشجار المثمرة من مختلف الأنواع. يكفي أن ترى هذه الأشجار حتى تشتهي أن تأكل منها. والثاني عشر جبلًا أبيض ومنظره يبعث إلى النفس السرور والعذوبة.

2- 1. أراني الراعي أيضًا صخرة بيضاء كانت تقوم مرتفعة في وسط السهل وكانت الصخرة أعلى من الجبال ومربعة تستطيع أن تسع كل العالم 2. كانت الصخرة قديمة وبابها محفور في أحد جوانبها وقد ظهر لي الباب محفورًا حفرًا حديثًا. كانت الصخرة أكثر لمعانًا من الشمس حتى أن أشعتها أثارت إعجابي. 3. كانت حول الباب اثنتا عشرة عذراء. أربعة منهم، وهي أجملهم، كن يقمن عند الزوايا أما الباقيات فكن يقفن بين كل زاويتين، اثنتين اثنتين. 4. وكن يلبسن لباسًا من الكتاب ويأتزرن مآزر جميلة وكانت أكتفهم اليمنى عارية كأنها أُعدت لحمل شيء ما وكن يقفن مستعدات فرحات. 5. بعد أن أراني كل هذا استولى عليَّ عجب صامت، فالمشهد كان مثيرًا ورائعًا وقد استولت على داخلي حيرة أمام رؤيتي للعذارى النعمات اللواتي وقفن بنعومتهن وقفة رجولية كأنهم يتهيأن ليحملن السماء كلها. 6. فقال الراعي: ماذا خطر ببالك ولماذا تحتار وتفكر أفكارًا مزعجة؟ لا تزعج نفسك بأمور لا تستطيع فهمها. اسأل الرب فيعطيك الوعي وتدرك كل ما ليس بامكانك إدراكه. 7. إنك لا ترى ما يقع وراء ظهرك بل إنك ترى فقط ما هو أمامك. لا تعذب نفسك حاول فقط أن تفهم ما تراه ودع الباقي جانبًا. سأفسر لك كل ما تبقى

3- 1. رأيت ستة رجال مقبلين بقاماتهم الطويلة ومشيتهم الرصينة وهيئتهم المتشابهة وقد استدعوا عددًا من الناس وهؤلاء أيضًا كانوا طوال القامة مشرقي الطلعة أقوياء وقد أمرهم الستة أن يبنوا فوق الصخرة وفوق الباب برجًا وكان ضجيج الرجال الذين جاءوا لبناء البرج ضجيجًا عظيمًا وكانوا يركضون هنا وهناك حول الباب. 2. وكانت العذارى اللواتي حول الباب يقلن للرجال أن اسرعوا في بناء البرج وكن يمددن أيديهم كأنهم يردن أن يستلمن شيئًا. 3. أما الرجال الستة فقد أمروا الباقين أن يقتلعوا من الأعماق خجرًا ويذهبوا به لبناء البرج فاقتلعوا عشرة أحجار مربعة براقة غير منحوتة. 4. كما أمروا العذارى اللواتي كن حول الباب أن يستلموا كل الحجارة المعدة لبناء البرج ويحملوها ويدخلوها من الباب ويسلموها إلى الرجال الذين أوكل إليهم أمر بناء البرج. 5. استلمت العذارى الحجارة العشرة التي استخرجت من أعماق البحر وتساندن جميعًا وتعاون على حمل الحجارة حجرًا حجرًا.

4- 1. حافظت العذارى وهن ينقلن الحجارة على الترتيب الذي كن فيه حول الباب. العذارى اللواتي كن عند زوايا الباب حملن الزوايا أما الباقيات فكن في الوسط حسب ترتيبهن السابق حول الباب وهكذا نقلن الحجارة كلها إلى داخل البرج كما أمرن وسلمنها للبنائين وكان البناؤون يبنون بالحجارة التي كانت تسلم لهم. 2. وكان بناء البرج يتم فوق الصخرة وفوق الباب وقد غطت الحجارة كلها بتلاحمها كل الصخرة التي صارت أساسًا للبرج وقد حملت الصخرة والبرج والباب. 3. بعد الحجار العشرة استخرج من الأعماق خمسة وعشرون حجرًا دخلت في البناء ودخلت إلى البرج كما دخلت الأحجار الأول. ثم استخرج خمسة وثلاثون ضمت أيضًا إلى البناء ثم استخرج أربعون واستخدمت في بناء البرج. لقد أصبح أساس البرج مؤلفا من أربعة صفوفٍ. 4. توقف استخراج الحجارة من الأعماق وتوقف البناؤون قليلًا عن البناء. ثم أمر الرجال الستة جموع الفعلة بجل الحجارة للبناء من الجبال. 5. فانطلقوا يحملون حجارة مختلفة الألوان وكانوا ينحتونها ويقدمونها إلى العذارى وهؤلاء كن ينقلنها داخل البرج عن طريق الباب ويسلمنها إلى البنائين. وعندما أخذت الحجارة ذات الألوان المختلفة مكانها في البرج تشابهت كلها وصارت بيضاء وفقدت ألوانها المختلفة وتنوعها وسط هذا الانسجام. 6. إلا أن بعض الحجارة التي نقلها الفعلة فورًا إلى البنائين بقيت كما كانت خالية من أي لمعان. الحجارة التي لم تدخلها العذارى من الباب شوهت تناسق البرج. 7. وعندما رأى الرجال الستة ما أحدثته هذه الحجارة من تشويه أمروا برفعها من البرج وبارجاعها إلى المكان الذي أخذت منه. 8. وقالوا للفعلة الذين ينقلون الحجارة لا تحملوا أنتم الحجارة للبنائين بل القوها عند البرج والعذارى هن اللواتي سينقلن ذلك للبنائين لأنها إذا لم تنقل إلى داخل البرج على أيدي العذارى عن طريق الباب فإنها لن تغير لونها. لا تتعبوا باطلًا.

5- 1. في ذلك اليوم توقف البناء. قبل أن ينتهي البرج لا بد من العودة إلى البناء الذي توقف. أمر الرجال الستة الفعلة بالانسحاب ليستريحوا قليلًا أما العذارى فقد أمرهم الرجال أن يبقوا في مكانهن. وقد بدا لي أن بقاء العذارى في مكانهن كان لحماية البرج. 2. عندما انسحب الفعلة من العمل قلت للراعي: لماذا لم ينهِ الفعلة البرج؟ فأجابني الراعي: إنهم لا يستطيعون اتمامه ما دام سيده لم يأتِ بعد لفحص البناء ولطرح كل حجر لا يراه صالحًا، فالبرج يبني وفق ارادته. 3. قلت للراعي: أريد أن أعرف ما يعنيه هذا البرج والصخرة والباب والجبال والعذارى والحجارة التي استخرجت من أعماق المياه ولم تنحت بل أدخلت كما هي. 4. لماذا وضعت الأحجار العشر في الأساس ثم الخمس والعشرون ثم الخمس والثلاثون فالأربعون؟ ماذا تمثل هذه الحجارة التي وضعت في البناء ثم أُعيدت إلى حيث كانت؟ أرجوك يا سيد أن تفسر لي كل ذلك فتريحني. 5. إذا لم يكن البطل يثيرك فإنك سعرف كل شيء. بعد أيام سنعود إلى هنا وسترى الحوادث التي سيكون مسرحها البرج وستدرك معنى كل هذه الرموز ادراكًا كاملًا. 6. بعد أيام قليلة عدنا إلى المكان ذاته حيث كنّا جالسين فقال لي الراعي: هيا بنا لنذهب إلى البرج لأن سيده سيأتي لفحصه ولم يكن هناك غير العذارى. 7. سألهن الراعي إذا كانت سيد البرج قد أتى فأجبن إنه على وشك القدوم لفحص البناء.

6- 1. بعد مُضي وقت قليل رأيت جمعًا من الرجال يتقدمون وكان وسطهم رجل كان طوله يفوق علو البرج. 2. وكان الرجال الستة الذين كانوا في البرج يرافقونه منهم عن اليمين ومنهم عن اليسار مع عمال البرج وكان عدد من الرجال العظام يحيطون به. أما العذارى اللواتي كُن عند الباب فقد أسرعن للقائه فقبلنه وأخذن يسرن بالقرب منه. وهو يطول حول البرج. 3. ففحصه حجرًا حجرًا. وكان يحمل عصى يضرب فيها كل حجر من أحجار البرج. 4. وكانت بعض الأحجار تظهر سوداء تحت ضربات العُصي ومشققة وبعضها لا سوداء ولا بيضاء وبعضها مبتور وبعضها مضلعة لا تشابه الحجارة الأخرى وبعضها ملخطة غير صالحة للبناء. 5. فأمر السيد أن تنزع هذه الحجارة من البرج وتوضع تحت أقدام البرج وأن يؤتى بحجارة معدة لتحل محل الحجارة المنزوعة. 6. لم يأمر أن يؤتى بالحجارة من الجبل بل من سهل قريب. 7. فانشق السهل وظهرت حجارة براقة مربعة وكان بعضها مستديرًا. جيء بكل الحجارة التي كانت في ذلك السهل وحملتها العذارى. 8. وقد نحتت الحجارة المربعة ووضعت في المكان الذي نزعت منه الحجارة المرفوضة، أما الحجارة المستديرة فلم توضع في البناء لأنها كانت صلدة وصعبة والنحت ويحتاج نحتها وقتًا طويلًا بل وضعت عند أقام البرج لتنحت فيما بعد وتوضع في البناء وكان شديدة اللمعان.

7- 1. بعد أن أتم الرجل العظيم وسيد كل البرج كل هذا استدعى الراعي وسلمه كل الحجارة الكائنة تحت أقدام البرج وقال له. 2. نق هذه الحجرة تنقية جيدة وأضفها إلى البرج. أما التي لا توافق فالقها بعيدًا عنه. 3. أمر الراعي ثم ترك المكان مع من جاء معه وبقيت العذارى حول الباب لتحميه. 4. قلت للراعي: كيف يمكن أن تصلح هذه الحجارة للبناء بعد أن أُلقيت كحجارة غير صالحة؟ فأجابني: أترى هذه الحجارة؟ قلت: نعم يا سيد. قال: إني سأنحتها وسأدخلها في البناء وستنسجم كليًا مع حجارة البرج. 5. قلت كيف يمكن لهذه الحجارة بعد صقلها أن تملأ مكانًا كالمكان السابق؟ أجاب: الحجارة التي نجدها صغيرة نضعها في الجدار الداخلي أما الحجارة الكبيرة فتوضع في الجدار الخارجي فتمسك بالحجارة الداخلية 6. بعد هذا الجواب تابع الراعي وقال: هيا بنا وسنعود إلى هنا بعد يومين لتنقية الحجارة لوضعها في البرج لأن كل جوار البرج يجب أن ينظف خوفًا من أن يأتي السيد فجأة فيجده وسخًا فيغضب وفي هذه الحالة لن تدخل هذه الحجارة إلى البرج وسأكون مُقصرًا في نظر المعلم. 7. بعد يومين رجعنا إلى البرج فقال لي الراعي: لنفحص كل الأحجار ولنرَ الصالح منها للبناء. قلت: فلنفحص يا سيد.

8- 1. ابتدأنا بفحص الأحجار السوداء فوجدناها كما كانت عندما نزعت من البرج فأمر الراعي أن تبعد وتوضح في مكان على حدة. 2. ثم فحص الحجارة المغبرة فنحت عددًا كبيرًا منها وأمر العذارى فحملتها إلى داخل الجدران أما ما تبقى فأمر أن توضع مع الحجارة السوداء لأنها كانت سوداء. 3. ثم فحص الحجارة المشققة فنحت أكثرها وأمر العذارى بادخالها إلى البرج وقد وضعت في القسم الخارجي منه لأنها كانت سليمة. أما ما تبقى فد كانت صعبة النحت لكثرة ما يها من الشقوق فاعتبرت غير صالحة للبناء. 4. ثم ما فيها من الشقوق فاعتبرت غير صالحة للبناء. 4. ثم جاء دور الحجارة المبتورة فوجد أن الكثير منها كان قد اسود وبعضها قد تشقق فأمر أن توضح في المكان الذين وضعت فيه الحجارة المرفوضة. أما ما تبقى فقد نقلتها العذارى، بعد أن نقاها الراعي إلى البناء الداخلي من جدران البرج لأنها لم تكن صلدة. 5. ثم فحص الراعي الحجارة نصف البيضاء ونصف السوداء فوجد أن القسم الأكبر منها قد أسود كله فأمر بوضعها مع الأحجار المرفوضة. أما ما تبقى فقد حملته العذارى بأيديهن ووضعنه في داخل البرج لأنه كان كله أبيض، وضعنه في الجدران الخارجية لأن الحجارة كانت سليمة تستطيع أن تمسك بالحجارة التي في الوسط ولم تبتر واحدة منها. 6. ثم فحص الراعي الحجارة القاسية الصلدة. القليل منها وضع مع الحجارة المرفوضة لعدم امكان نحتها بسبب قساوتها الشديدة والبعض نحت ووضع بأيدي العذارى داخل البرج لأنها كانت ضعيفة. 7. ثم فحص الراعي الحجارة الملطخة فرفض القسم القليل منها لأنها اسودت أما ما تبقى فكان يلمع ولم يصب بأذى وقد وضعت في القسم الخارجي من البرج بسبب متانتها.

9- 1. ثم أخذ الراعي يفحص الحجارة البيضاء الكروية وقال لي: ماذا يجب أن نفعل بهذه الحجارة؟ قلت: إني لي أن أعرف يا سيد. قال: ألا تعرف شيئًا؟ 2. قلت أنا لست بنحات للحجارة وأجهل هذا الفن جهلًا تامًا. ألا ترى أن هذه الحجارة مستديرة جدًا وسيقطع منها الكثير إذا أردنا جعلها غير مستديرة؟ ضروري جدًا أن يكون بعضها في البناء. 3. قلت: لماذا تتعب نفسك أيها السيد؟ إذا كان ضروري أن يكون بعضها في البناء فاختر للبناء الحجارة اللامعة. فأختار الصالح منها فأخذتهن العذارى ووضعنها في القسم الخارجي من البرج. 4. وما تبقى حمل إلى السهل حيث كانت أولًا ووضعت كاحتياط ولم ترفض وقد قال الراعي: ينقص البرج شيء والسيد يريد أن تدخل الحجارة إلى البرج للمعانها الخارق. 5. فدعيت اثنتا عشرة امرأة من الجميلات الخلق لابسات ألبسة سوداء عاريات الأكتاف محلولات الشعور وقد شعرن أنهن متوحشات فأمرهن الراعي أن يحملن الأحجار المرفوضة من البرج ويرجعنها إلى الجبل من حيث قطعت. 6. وبعد أن رفعت كل الأحجار من حول البرج ولم يبقَ شيء قط قال الراعي: هيا بنا لنطوف حول البرج لنرى إذا كان هناك أي نقص. فطفت معه حول البرج. 7. عندما رأينا روعة البناء امتلأ الراعي سرورًا. في الواقع كان منظر البرج رائعًا يملأ النفس برغبة سكناه، كان كأنه حجر واحد لا ترى فيه شقًا فكأنه قطع من صخرة واحدة أو كأنه الصخرة ذاتها.

10- 1. كنت أسير معه وكان السرور يملأني. قال الراعي: اذهب واحمل لي كلسًا وأصدافًا لكي تستبدل الحجارة المشوهة في البناء، فمن الضروري أن يكون محيط البرج في لحمة كاملة. 2. ففعلت كما أمرني وحملت له ما أراد فقال لي الراعي: أعني حتى ننهي العمل سريعًا. فسدّ الراعي الثقوب في البرج ورتب أشكال الحجارة الموضوعة في البناء ثم أمر بتنظيف ما حول البرج. 3. فأخذت العذارى مكانس وكنسوا كل ما حول البرج من أوساخ وغسلوه بالماء فصار المكان لماعًا. 4. فقال لي الراعي: لقد صار الآن كل شيء نظيفًا. إذا جاء المعلم ليفتش البرج فإنه لن على شيء يدعو إلى التوبيخ. 5. عندما انتهى من كلامه أراد أن يرحل فأمسكته بجرابه واستحلفته بالرب ليفسر لي ما رأيته. فقال لي: إني مشغول الآن وسأفسر لك ذلك فيما بعد. انتظر عودتي. 6. قلت له: ما هو عملي يا سيد هنا؟ إني وحيد. قال: إنك لست وحدك ما دامت العذارى هنا. قلت: عرفهن بي على الأقل. فدعاهن الراعي وقال لهن إني اسلمكن هذا الرجل كأمانة حتى عودتي. 7. بعد أن قال هذا ذهب وبقيت وحيدًا مع العذارى. سرت العذارى بي وأظهرن كل لطفٍ، خصوصًا العذارى الأربع الكبريات.

11- 1. قالت لي العذارى: إن الراعي لن يعود اليوم إلى هنا. قلت: ماذا سأفعل. انتظر حتى المساء لأنه سيعود ليتفاهم معك وإذا لم يأتِ فستبقى معنا حتى عودته. 2. قلت: إني سأنتظره حتى المساء فإذا لم يعد فإني سأذهب إلى بيتي لأعود في اليوم الثاني. إنك أمانة في ايدينا، إنك لا تستطيع أن تغادر المكان. 3. أين سأبقى؟ ستبقى معنا لا كزوج بل كأخ. سنقطن معك لأننا نحبك كثيرًا. استولى علي الخجر عندما سمعت بأنهن سيقطن معي. 4. اخذت الأولى منهن تغمرني بقبلاتها. عندما رأت الباقيات ما فعلته الأولى اخذن هن بدورهن يغمرنني بقبلاتهن ويطوفن بي حول البرج ويداعبنني. 5. شعرت أن الشباب قد عاودني فاشتركت معهن بالعابهن فرقص البعض وشدا البعض وعزف البعض الآخر وكنت أنا صامتًا أدور معهن حول البرج وأشاركهن أفراحهن. 6. عندما أقبل المساء أحببت أن أعود إلى بيتي فلم يتركنني واحتفظن بي فبقيت ونمت تحت أقدام البرج. 7. فرشت العذارى أوشحة من كتان وجعلتني في وسطهن ولم يفعلن شيئًا غير الصلاة وكنت أصلي معهن بدون انقطاع ولم أكن بأقل منهن صلاة وقد فرحت العذارى إذ رأونني أصلي. بقيت هناك مع العذارى حتى اليوم الثاني وحتى الساعة الثانية. 8. ثم حضر الراعي وقال للعذارى: ألم تسئن إليه بشيء؟ فقلن: اسأله. فقلت: كنت مسرورًا ببقائي معهن. ماذا كان عشاؤك؟ تعشيت يا سيد طوال الليل من كلام الرب. فقال أعاملتك العذارى معاملة صالحة؟ قلت: نعم يا سيد 9. قال من أين تريد أن ابدأ لأفسر لك. قلت: فسر لي الأمور حسب سؤالاتي. قال إني سأوضح لك كل ما تريده ولن أخفي عنك شيئًا.

12- 1. قل لي أولًا ما معنى الصخرة والباب؟ قال الراعي: إن الصخرة والباب هما ابن الله. قلت: كيف ذلك يا سيد فالصخرة قديمة والباب جديد؟ قال: اسمع وافهم أيها الفاقد الفهم. 2. إن ابن الله هو قبل كل الخليقة وكام مستشار ابيه في عمل الخليقة لذلك هو عتيق. قلت لماذا أرى الباب جديدًا؟. 3. لأن ابن الله ظهر في الأيام الأخيرة من انتهاء العالم وقد عمل ليدخل معه إلى الملكوت السماوي الذين يخلصون. 4. قال الراعي: ألاحظت كيف أن الحجارة التي دخلت من الباب قد قبلت في البناء بينما رفضت كل الحجارة التي لم تدخل منه حيث أتت. قلت: نعم يا سيد. قال الراعي: لن يدخل إلى الملكوت السماوي إلا الذين حملوا اسم ابنه. 5. أيمكنك أن تدخل إلى مدينة مسورة لها مدخل واحد من مدخل آخر؟ قلت: لا. قال الراعي: لا يمكن لأحد أن يدخل إلى الملكوت السماوي إلا من الباب الذي هو يسوع المسيح ابن الله الحبيب. 6. أرأيت الجماعة التي تشتغل في بناء البرج؟ قلت: نعم يا سيد. قال: هؤلاء الفعلة هم الملائكة المجيدون. رُفع البرج على أيديهم، الباب هو ابن الله، إنه المدخل الوحيد للرب. لا أحد يدخل إليه إلا بابنه. 7. أرأيت الرجال الستة وبينهم هذا الرجل المحاط بالمجد بقامته الفارعة الذين طاف بالبناء ورفض بعض الحجارة؟ قلت: نعم يا سيد. 8. قال: هذا الرجل المتوشح بالمجد هو ابن الله. أما الستة الآخرون فهم الملائكة المجيدون الذين يشكلون حاشيته من عن اليمين ومن عن اليسار. بدونه لا يقترب ملاك واحد من الله. ولن يدخل أحد إلى الملكوت السماوي إلا اذا حمل اسمه.

13- 1. سألت الراعي وقلت: ماذا يمثل البرج أجابني الراعي وقال: البرج هو الكنيسة. 2. قلت: والنسوة؟ قال: إنهم الأرواح المقدسة. لا يمكن لأحد أن يقبل في الملكوت السماوي إلا إذا البسته من ثيابهن الخاصة. إذا أخذت اسم ابن الله فقط بدون أن تقبل من أيدي العذارى ثوبهن فانك لا تستفيد شيئًا لأن العذارى هن فضائل ابن الله. إذا حملت اسم ابن الله بدون أن تكون لديك فضيلته فعبثًا تحمل هذا الاسم. 3. إن الحجارة التي رأيتها ترمى جانبًا هي البشر الذين حملوا اسمه بدون أن يلبسوا ثياب العذارى. قلت: ما هو هذا الثوب؟ قال: إن اسماءهن هي الأثواب فمن حمل اسم المسيح حمل اسماء هؤلاء العذارى لأن ابن الله يحملها بنفسه. 4. كل الحجارة التي قجمتها أيدي العذارى ودخلت في البناء وبقيت فيه تمثل البشر المتشحين بفضيلة العذارى. 5. إنك ترى البرج يشكل وحدة مع الصخرة كذلك أولئك الذين آمنوا بالرب بابنه ولسوا لباس العذارى يشكلون روحًا واحدًا وجسدًا واحدًا. كل الذين يحملون اسماء العذارى سيسكنون البرج. 6. قلت: لماذا رفضت الأحجار مع أنها أدخلت بأيدي العذارى من الباب قبل أن توضع في جدران البرج؟ ما دمت تريد أن تعرف كل شيء وتدقق في كل شيء فأصغ لما سأقوله لك عن الحجارة المرفوقة. 7. تمثل هذه الحجارة البشر الذين قبلوا اسم الله وفضائل العذارى وقد جلبت لهم هذه الأرواح القوة والتصقت بعبيد الله وصارت معهم روحًا واحدًا وجسدًا واحدًا وثوبًا واحدًا وتحدوهم العواطف ذاتها ويفعلون العدل. 8. إلا أنهم وقعوا في مغريات بعض النسوة الجميلات كاللواتي رأيتهن يلبسن السواد محلولات الشعور ومكشوفات الأكتاف. لقد انجذبوا بهن وصاروا معهًا جسدًا واحدًا. 9. فطردوا من بيت الله بعد أن خلعوا ثياب فضيلة العذارى والتصقوا بهؤلاء النسوة أما الذين لم يقعوا بأحابيلهن ظلوا في بيت الله. هذا هو تفسير الحجارة المرفوضة.

14- 1. قلت للراعي: لو تاب هؤلاء البشر وتحرروا من أهوائهن وتركوا هؤلاء النسوة واستوحوا العذارى وفعلوا فعلهن أيدخلهن بيت الله؟ 2. قال الراعي: نعم. إنهم يستطيعون إذا كفروا بأفعال هؤلاء النسوة وعادوا إلى أعمال وروح العذارى، لذلك ترى أن العمل في البرج قد توقف مفسحًا المجال لهؤلاء ليتوبوا ويدخلوا في بناء البرج. أما اذا أهملوا ذلك فإن غيرهم سيأتي ليحل محلهم وسيكون نصيبهم الرفض النهائي. 3. عندما سمعت هذه الكلمة شكرت الله لأنه أشفق على كل من حمل اسم ابن الله وأرسل لنا ملاك التوبة بعد أن أخطأنا وجدد روحنا ومنحنا الحياة بعد أن فقدنا كل رجاء. 4. قلت للراعي: اشرح لي يا سيد لماذا لم يبن البرج على سطح الأرض بل فوق الصخرة وفوق الباب؟ قال الراعي: ألا زلت جاهلًا فاقد الفهم؟ قلت: إني بحاجة لأن اسألك كل شيء لأني لا أستطيع أن أعي كل هذه الأشياء بمفردي. إن الأمور هذه عظيمة جدًا وممجدة وصعبة الفهم على البشر. 5. قال: إن الأمور هذه عظيمة جدًا وممجدة وصعبة الفهم على البشر. 5. قال لي الراعي: إن اسم ابن الله عظيم لا حد له ويضبط الكل إذا كان ابن الله يضبط الخليقة فماذا تقول عن الذين يحملون اسمه ويلكون حسب وصاياه؟ 6. أرأيت من يحمل؟ إنه يحمل كل الذين يحملون اسمه هو أساس لهم ويحملهم بعذوبة لأنهم لا يخجلون من حمل اسمه.

15- 1. قلت: عرفني يا سيد باسماء العذارى وباسماء النسوة اللواتي يلبسن السواد. قال: إليك ذلك. 2. العذارى الواقفات عند زوايا الباب هن الأولى الإيمان والثانية العفة والثالثة القوة والرابعة طول الآناة. أما اسماء الواقفات بينهن فهن الأولى البساطة والثانية البراءة والثالثة النقاوة والرابعة الصفاء والخامسة الحقيقة والسادسة الفطنة والسابعة التصافي والثامنة المحبة. من حمل هذه الأسماء مع اسم ابن الله يمكنه أن يدخل إلى الملكوت السماوي. 3. إليك أسماء النسوة المتشحات بالسواد. أربعة منهن أكثر قوة من الأخريات. الأولى الكفر والثانية المجون والثالثة التمرد والرابعة الضلال أما الأخريات فهن الغم والخبث والفجور والغضب والكذب والجهل والاغتياب والحقد. من حمل هذه الاسماء من عبيد الله يرى الله إلا أنه لا يدخل الملكوت السماوي. 4. قلت: وما تكون الحجارة التي اقتلعت من قاع اليم واندمجت بالبناء؟ أجاب. الحجارة العشرة الأولى التي وضعت في الأساس هي الجيل الأول، والخمسة والعشرون هي الجيل الثاني من الأبرار والصديقين، أما الخمسة والثلاثون فهم أنبياء الله وخدامه، والأربعون هم الرسول والمبشرون بابن الله والمعلمون. 5. قلت: لماذا يا سيد سلم العذارى هذه الحجارة للبناء وأدخلتها الباب؟ 6. أجاب وقال: لأن هؤلاء هم أول من حمل هذه الأرواح ولم ينفصوا ولا تخلوا عنها. بل بقيت حتى الممات. لو لم تكن هذه الأرواح معهم لكانوا غير جديرين بالدخول إلى البناء.

16- 1. قلت: أريد أن اسألك أمورًا أخرى. قال: ماذا تريد؟ قلت: لماذا أخرجت هذه الحجارة من الأعماق لتوضع في جدران البرج، ما دام الرجال الذين تمثلهم هذه الحجارة كانوا يحملوا في ذواتهم هذه الأرواح؟ 2. أجابني: كان عليهم أن يخرجوا من الماء لينالوا الحياة ولم يكن بامكانهم أن يدخلوا إلى ملكوت السماوات قبل أن يطرحوا الطبيعة الميتة لوجودهم الأول. 3. مع أن هؤلاء البشر كانوا أمواتًا قبلوا ختم ابن الله ودخلوا الملكوت. وقد سبق وقال لي الراعي: الذين لا يحملون اسم ابن الله هم أموات إلا أنهم عندما ينالون الختم يخلعون عنهم الموت ويلبسون الحياة. 4. الختم هو ماء المعمودية. ننحدر أمواتًا إلى الماء ونصعد أحياءً. هؤلاء سمعوا بالختم فاختتموا لكي يدخلوا إلى الملكوت. 5. قلت: لماذا يا سيد صعدت الأربعون حجرًا من الأعماق كالأحجار السابقة؟ مع العلم أن البشر الذين كانت ترمز إليهم قد نالوا الختم؟ قال: إليك السبب. الرسل والمعلمون بعد أن بشروا بابن الله وبالايمان به ورقدوا بالايمان بابن الله وبقوته بشروا أيضًا به أولئك الذين سبقوهم إلى القبر وأعطوهم ختم البشارة. 6. أُنزلوا معهم إلى الماء وصعدوا معهم. نزلوا أحياء وصعدوا أحياء. إذا بالرسل والمعلمين اخذت الأموات الحياة وعرفوا ابن الله. 7. لهذا بعد أن صعدوا معهم أخذوا مكانهم مثلهم في البناء ودخلوا مثلهم إليه بدون صقل أو نحت لأنهم كانوا ينامون في العدالة والنقاوة الكبرى ولم يكن ينقصهم غير هذا الختم. أفهمت هذا التفسير؟ قلت: نعم يا سيد

17- 1. قلت: كلمني يا سيد عن الجبال. لماذا تختلف في الشكل والألوان؟ قال الراي: إن عدد هذه الجبال اثنا عشر وتمثل اثني عشر سبطًا يقطنون كل العالم وقد بُشر هؤلاء بابن الله على أيدي الرسل. 2. قلت: قل لي يا سيد لماذا هذا الاختلاف في الشكل واللون؟ قال: الاسباط هذه التي تقطن هذه الجبال تمثل اثنتي عشرة أمة مختلفة في التفكير والمشاعر ما رأيته في الجبال من اختلاف في الشكل واللون ينطبق تمامًا على اختلاف هذه الأمم بالعقل والتفكير إني سأرشح لك واقع كل أمة من الأمم. 3. قلت فسر لي يا سيد كيف اصبحت الحجارة المقتلعة من هذه الجبال المختلفة الشكل واللون ذات لون واحد عندما بنيت في البرج شبيهة بلون الأحجار المستخرجة من أعماق البحر؟ . 4. أجاب الراعي وقال: لأن كل الشعوب التي تقطن تحت السماء بعد أن سمعت بالبشارة وآمنت حملت اسم ابن الله وعندما ختمت بالختم صارت جميعها بفكرٍ واحدٍ وعقل واحدٍ وإيمانٍ واحدٍ ومحبة واحدة وحملت مع اسم ابن الله روح العذارى لذلك صار البرج بلون واحد مشمع كالشمس. 5. إلا أن البعض دنسوا ذواتهم بعد أن دخلوا البرج لذلك طردوا من عائلة الصديقين وعادوا إلى ما كانوا عليه سابقًا لا بل عاد بعضهم إلى حالة دون الحالة التي كانوا فيها.

18- 1. قلت: كيف يمكن أن يصبحوا دون ما كانوا عليه بعد أن عرفوا الله؟ قال الراعي: إن الذين لا يعرفون الله ويفعلون الشر فهو مجبر على تحاشي الشر وعلى فعل الخير. 2. فما رأيك في إنسانٍ مجبرٍ على فعل الخير ويفعل الشر؟ ألا يكون أكثر إجرامًا من الذين يجهلون الله؟ إذا كان الذين لا يعرفون الله يحكم عليهم بالموت إذا هم أخطأوا، ألا يكون عقاب الذين يعرفون الله، إذا هم أخطأوا، مضاعفًا وموتهم أبديًا؟ بهذه الطريقة تتطهر كنيسة الله. 3. أنك رأ]ت الحجارة التي نزعت من البرج وسلمت إلى الأرواح الخبيثة وطرحت خارجًا. الحجارة التي تنقت صارت واحدًا مع البرج. وهكذا كنيسة الله تصبح واحدة عندما تتنقى من الشرار الخبثاء والمرائين والمشككين. 4. بعد طرد الأشرار تصبح الكنيسة جسدًا واحدًا وقلبًا واحدًا وروحًا واحدًا وإيمانًا واحدًا. حينئذ يتهلل الله فرحًا بين شعبه النقي. 5. قلت: إن هذا لعظيم يا سيد أرجو أن تشرح لي روح ونوع الحياة التي يمثلها كل جبل حتى تتمجد كل نفس وتمجد الله الذي تسمعه وتعظم اسمه. قال الراعي: إليك ما تريد.

19- 1. المؤمنون الذين جاؤا من الجبل الأول الأسود هم العصاة الذين شتموا الله وخانوا عبيده ولا توبة لهم ونصيبهم هو الموت لذلك هم سود. 2. المؤمنون الذين جاؤا من الجبل العاري الثاني هم المراؤون ومعلمو الخبث، يشبهون الأول ولا عدالة يفعلون، وكما كان جبلهم عاقرًا لا ثمر فيه كذلك هم لا ثمر فيهم وإن كانوا يحملون اسم ابن الله. إنهم فارغون من الإيمان، فارغون من ثمار الحقيقة. إذا تابوا التوبة الحقيقية السريعة التي تنتظرهم يخلصون، أما إذا تأخروا فإنهم سيموتون مع من ماتوا. 3. قلت: لماذا يستطيع هؤلاء أن يتوبوا، أما الآخرون فلا ما دام سلوكهم متشابه؟ أجابني لأنهم لم يشتموا الله ولم يضللوا عبيده. إنهم عملوا حسب رغباتهم وادينوا بحسب هذه الرغبات وعلموا الناس وفقًا لرغبات الآخرين لذلك سيدانون ويمكنهم أن يتوبوا لأنهم لم يكونوا خونة ولا شتمة.

20- 1. من الجبل الثالث المليء بالأشواك والمزالق أتى هؤلاء المؤمنون الذين تراهم. بعضهم ثر وبعضهم صاحب أعمالٍ. المزالق تمثل الأغنياء والأشواك تمثل أصحاب الأعمال المتشابكة. 2. هؤلاء لا يخالطون قط عبيد الله أما الأغنياء فيخالطون قليلًا خوفًا من أن يطلب منهم شيء. لا يدخل أحد من هذه النوعية إلى الملكوت السماوي. 4. إلا أنهم يستطيعون أن يتوبوا إذا أرادوا، فإذا تابوا وفعلوا الخير يحيون في الله وإذا لم يتوبوا فسيسلمون إلى النسوة المتشحات بالسواد ليميتوهم.

21- 1. أما الذين جاءوا من الجبل الرابع المكسو بالأعشاب اليابسة عند جذورها من لفح الشمس فيمثلون المتقلبين الذين وضعوا اسم المسيح على شفاههم دون قلوبهم. 2. لذلك لبثت جذورهم لا قوة لها، بقيت كلماتهم حية وماتت أفعالهم. هؤلاء لا هم أحياء ولا هم أموات. إنهم يشبهون المشككين الذين أعشابهم ليست خضراء وليست يابسة وهم لا يحيون ولا يموتون. 3. فكما أن الأعشاب تيبس عندما تلفحها الشمس كذلك المشككون عندما يصابون بالأحزان يذبحون للأوثان ويخجلون من اسم الرب. 4. وإذا أسرعوا وتابوا يمكنهم أن يحيوا أما إذا رفضوا فإنهم سيكونون فريسة لهؤلاء النسوة ينزعن منهم حياتهم.

22- 1. الذين أتوا من الجبل الخامس الوعر حيث الأعشاب الخضراء هم الذين آمنوا إلا أنهم يثرثرون ويعجبون بأنفسهم ويحاولون معرفة كل شيء وهم لا يعون شيئًا. 2. لأن الحكمة قد نأت عنهم بسبب ثرثرتهم وغزاهم الجهل، يمتدحون أنفسهم لحكمتهم ويجعلون نفوسهم فوق الآخريين يعلمونهم وهم الجاهلون. 3. لقد كانوا فارغين فاغتروا. الثرثرة شيطان مخيف أوقعهم في بطلانهم. طرح الكثيرون خارجًا إلا أن بعضهم تاب فأدركوا جنونهم وخضعوا لمن هم أسمى منهم إدراكًا ووعيًا. 4. يستطيع بعضهم أن يتوبوا لأنهم لم يكونوا خبثاء بل جهلاء فإذا تابوا يحيون في الله أما إذا رفضوا فيسقطون مع النسوة اللواتي سببن ضياعهم.

23- 1. ها هم أيضًا المؤمنون الذين جاءوا من الجبل ذي الشقوق الكبيرة والصغيرة حيث نبتت بعض الأعشاب التي ذبلت. 2. الذين يمثلون الشقوق الصغيرة هم الذين يقفون وجهًا لوجه فذبل إيمانهم من كثرة تراشقهم بالكلام الكثير فمنهم من تاب ومنهم من سيتوب عندما يسمعون كلامي. 3. أما الذين يمثلون الشقوق الكبيرة فسيصيرون أكثر خبثًا وسيتراشقون بالتهمات. هؤلاء طرحوا من البرج ورفضوا ويصعب أن يحيوا في الله. 4. فالله الذي بيده السلطان لا يحقد على الذين يعترفون بخطاياهم بل يرحمهم. إنه ليس كالبشر الخطأة الذين يذكرون سيئات الآخرين ويحقدون كأن في يدهم الحياة والموت. 5. إني أقول لكم أنا ملاك التوبة: تخلوا جميعكم عما أنتم عليه وتوبوا فالله يشفيكم من خطاياكم السابقة بشرط أن تتخلصوا من الشيطان وإلا فإنكم ستسلمون بواسطته إلى الموت.

24- 1. ها هم أيضًا المؤمنون الذين أتوا من الجبل السابع حيث الأعشاب الخضراء والنقاوة تملأه الحيوانات وطيور السماء على أنواعها تجدها غذاءها في الأعشاب التي تزداد نموًا كلما رعيت. 2. كانوا دائمًا بسطاءً أبرياءً سعداءً لا يمرمرون بعضهم بعضًا، بالعكس إنهم دائمًا مسرورون يلبسون روح العذارى المقدس ومملؤون بالرحمة نحو الآخرين، يعطون الجميع من عرق جبينهم ودون تردد أو تذمر. 3. وقد رأى الله بساطتهم ووداعتهم الطفوليةـ فأنمى عمل أيديهم وجعلهم يُسرّون به. 4. فإني أقول لكم أنا ملاك التوبة إن أبقوا كما أنتم ولن تفقدوا نمو أعمالكم لأن الله بعد أن امتحنكم سجلكم معنا أنتم وذريتكم وستسكنون مع ابن الله. لقد حصلتهم على قسم من روحه.

25- 1. المؤمنون الذين أتوا من الجبل الثامن حيث الينابيع الكثيرة وحيث كل الخليقة ترتوي من هذه الينابيع. 2. يمثلون الرسل والمعلمين والمبشرين في كل العالم الذين يعظون بكلمة الله ببراءة وشرف دون أن تمر بخاطرهم فكرة شريرة بل يسلكون دائمًا بالعدل والحق كما أخذوا الروح القدس. إن هؤلاء يشتركون في موكب الملائكة.

26- 1. المؤمنون الذين أتوا من الجبل التاسع المليء بالزحافات والوحوش الضارية المفترسة للبشر. 2. هم الخدمة الذين خانوا الأمانة وسرقوا أموال الأرامل واليتامى وخدمتهم كانت لصالح نفوسهم. إذا استمروا مثابرين على تحقيق رغباتهم فإنهم يموتون لا رجاء لهم في الحياة. أما إذا عادوا عن غيهم وخدموا بإخلاص يمكنهم أن يحيوا. 3. أما الذين علاهم الصدأ فهم الذين أنكروا الرب ولم يعودوا إليه بل تحجروا وصاروا قفرًا وابتعدوا عن عبيد الله وراحوا في تيههم يتوغلون فأضاغوا نفوسهم. 4. إنهم كالكرمة المتروكة بدون سياج تموت من قلة العناية يخنقها الشوك وتفقد كل قيمتها عند سيدها. 5. هكذا هؤلاء إنهم لا يصلحون لأي شيء، إلا أن المجال مفتوح أمامهم ليتوبوا شرط ألا يكون قد كفروا بالله في قلوبهم. 6. أما إذا كان هناك من نكر الله في قلبه فلا أدري إذا كان يمكنه أن يعود إلى الحياة. أنا لا أتكلم عن الأيام المستقبلة، إني اتكلم عن الماضي. هؤلاء يمكنهم أن يعودوا إذا هم تابوا وتنكروا لحياتهم الماضية. من ينكر الله لا يستطيع أن يخلص بعد الآن. من أراد أن يتوب عليه أن يفعل ذلك قبل أن ينتهي بناء البرج وإلا فإن النسوة سيقضين عليه. 7. هؤلاء هم الوحوش التي ترى في الجبل. إنهم مخادعون نمامون. فكما أن الوحوش تأكل بعضها كذلك هؤلاء يفترسون بعضهم بعضًا بالنميمة التي ترعى في داخلهم. . يمكن أن يتوب هؤلاء كما تاب بعضهم. أما إذا لم يتوبوا فسيصيبهم من النسوة كما أصاب الآخرين، الموت والدمار.

27- 1. المؤمنون الذين جاءوا من الجبل العاشر حيث تعلوا الأشجار التي تستظلها الخراف. 2. يمثلون الأساقفة ورجال الضيافة الذين يقبلون بفرح وابتهاج ضيوفهم خدام الله. هؤلاء الأساقفة جعلوا خدمتهم ملجأ الغرباء والأرامل وسلكوا حياة مقدسة. 3. هؤلاء سيظللهم الله دائمًا وهم ممجدون عنده ومجلسهم مع الملائكة إذا هم ثابروا على خدمته.

28- 1. المؤمنون الذين أتوا من الجبل الحادي عشر وقد غطتهم الأشجار يحملون الأثمار المختلفة. 2. هم البشر الذين تحملوا من أجل المسيح وكرسوا كل ما قلبهم من الغنى والعواطف من أجل الآخرين حتى التضحية. 3. قلت: لماذا تمتاز بعض الأشجار بثمارها مع أنها تحمل جميعها الثمر ذاته؟ اصغ، قال الراعي: الذين تألموا من أجل اسم ابن الله تمجدوا أمام الرب وأمحت خطاياهم لأنهم تألموا من أجل ابنه. تسأل لماذا هذه الفروقات المختلفة في الثمار التي ترمز إلى حياتهم. 4. إليك السبب. من تقدم إلى القاضي وخضع لاستجواب مرير وثابر على إيمانه ولم ينكر الله بل حمل الآلام من اجل ابنه يحظى عند الرب بمجد عظيم. هناك من يتردد في قبول الآلام من أجل ابنه، وقد تردد البعض ولم يقبلوا أن يتألموا إلا بعد أن عاشوا حياة التردد وسألوا نفوسهم مرارًا وتكرارًا وانتهوا أخيرًا إلى الثبات في إيمانهم. هؤلاء حملوا ثمار إيمانهم إلا أن هذه الثمار كانت أقل رونقًا وجمالًا من ثمار الذين ما ترددوا قط. أي خاطر نكراني يمر في قلب الإنسان يعتبر خطيئة. 5. فأنتم يا من خطر ببالكم هذا الخاطر حاولوا أن تبعدوه عنكم لئلا يتأصل في قلوبكم. إنه يجعلكم أمواتًا بالنسبة لله. عليكم أنتم الذين تألمتم من أجل المسيح أن تقوموا بأعمال خيرية لأنه أهّلكم لأن تتألموا من أجله وأعطاكم موهبة شفاء خطاياكم. 6. اعتبروا أنفسكم سعداء وثقوا بأنكم قمتم بعمل عظيم بتألمكم من أجل الله. أيهبكم الله الحياة ولا تفكرون به؟ إن ثقل خطاياكم يكفي لسحقكم ولولا تألمكم من أجل اسمه لمتم. 7. إني أكلم الذين يعرفون إذا كان يجب أن يؤمنوا بالله أو أن ينكروه. إذا أردتم أن تبقوا بعيدين عن السجون فآمنوا أن لكم معلمًا. 8. إذا كانت الأمم تعاقب العبيد الذين أنكروا تعاليمها فما قولكم بالرب. ابعدوا عن قلوبكم كل تردد لكي تحبوا الله.

29- 1. المؤمنون الذين جاءوا من الجبل الثاني عشر الأبيض يشبهون الأطفال الذين لا يعرفون شيئًا عن الشر ولا عن الخبث وقد احتفظوا بوداعة الطفولة طوال حياتهم. 2. هؤلاء سيقطنون بكل تأكيد الملكوت السماوي لأنهم ما شذوا قط عن تعاليم الله بل حافظوا عليها وعلى وداعة طفولتهم وبراءتها. 3. إنكم أنتم الذين سلكتم هذا الطريق وكنتم كالأطفال ستتمتعون بالمجد العظيم. الأطفال جميعهم ممجدون أمام الله وهم الأول في عينه. إنكم سعداء أنتم الذين ابتعدتم عن الشر لتلبسوا لباس البراءة. إنكم أنتم أول من يحيا بالله. 4. عندما أنهى الراعي ما ترمز إليه الجبال سألته: فسر لي يا سيد معنى الحجارة التي اقتلعت من السهل وحلت محل الحجارة التي طرحت من البرج، حدثني عن الحجارة المستديرة التي قبلت في البناء والتي لا تزال مستديرة.

30- 1. قال: سأشرح لك كل هذه الأمور. الحجارة التي اقتلعت من السهل وحلت محل الحجارة التي طرحت من البرج هي من أساس الجبل الأبيض. 2. المؤمنون الذين جاءوا من هذا الجبل كلهم أبرياء ومعلم البناء وضع في البناء الحجارة المستخرجة من جذور هذا الجبل. كان يعرف أن الحجارة ستبقى على نقاوتها حتى بعد دخولها في البناء وستحافظ على بياضها الناصع ولن يتحول منها حجر فيسود. 3. فلو قدر له أن يضيف إلى البناء أحجارًا مستخرجة من الجبال الأخرى لكان عليه أن يفحص البرج مرة ثانية وينقيه. كل هؤلاء البشر كانوا جميعًا ناصعي البياض، الذين اعتنقوا الإيمان والذين سيعتنقونه لأنهم جميعًا من طينة واحدة. إنها طينة سعيدة لبراءتها. 4. إليك لماذا وجدت مستديرة. إنها تمثل البشر الأثرياء الذين أغبرت أعين إيمانهم دون أن يتركوا الله ولم يخرج من فمهم كلام بطال بل الكلام الموحي بمحبة العدالة والحقيقة. 5. عرف الله إمكانات هؤلاء في عمل الخير لذلك سحق غناهم، لا كله، وترك الباقي ليفعلوا هم الخيرات المفروضة عليهم. هؤلاء يعيشون من أجل الله لأنهم من طينة جيدة لهذا نحتت الحجارة التي ترمز إليهم ثم وضعت في جدران البرج.

31- 1. أما الحجارة الأخرى التي بقيت مستديرة ولم تدخل في البناء فتمثل البشر الذين لم يحصلوا على الختم فأُعيدوا من حيث أُخذوا. كانت الحجارة المستديرة أكثر مما يلزم. على هؤلاء أن يطرحوا ملذات العالم الناتجة عن غناهم البطال وبهذه الطريقة فقط يمكنهم أن يكونوا من أبناء الملكوت وأن يدخلوه. أنهم من طينة باركها الله. 2. ولن يهلك أحد من هذه الطينة. وإذا كان قد هفا أحدهم فإنه سيعود عاجلًا إلى الرب. 3. أنا هو ملاك التوبة. إني أحترمكم لأنكم أبرياء كالأطفال، إن حظكم ثمين عند الله. 4. أنصحكم بأن تبقوا، أنتم الذين قبلتم الختم، على بساطتكم وأن تنسوا الإهانات ولا تتشبثوا في خبثكم وفي حمل مشاعر الشتائم والسباب والحقد المر وأن تكونوا جميعًا بروح واحدة وتبتعدوا عن روح الفرقة البغيض الذي يرهقكم وهكذا تسرون راعي القطيع. 5. رؤية الخراف أصحاء مخلصي يسره كثيرًا، يا لتعاسة الرعاة إذا ضل البعض. 6. ماذا لو ضل الرعاة. ماذا يجيبون عن ضلالة الرعية؟ أيدعون أنهم كانوا ضحية عنمهم؟ لا أحد يصدقهم، فمن غير المعقول أن تسيء الأغنام إلى رعاتها. إن قصاصهم سيكون قاسيًا. أنا راع أيضًا وعليَّ أن أقدم عنكم حسابًا.

32- 1. اشفوا قبل أن يتم بناء البرج. 2. الله يقطن في الرجال المحبين للسلام لأن السلام عزيزٌ عنده، إنه يقف بعيدًا جدًا عن المخاصمين والأشرار. وأُعيدوا إليه أرواحكم كما أخذتموها نقية خالية من كل دنس. 3. ألا نمطر الخياط بالباب إذا أسلمناه ثوبًا جديدًا فأعاده إلينا ممزقًا. أنقبل أن نستلمه منه؟ ألا نقول له إنا سلمناك ثوبًا جديدًا فكيف تعيد إلينا ثوبًا ممزقًا؟ أيصلح لشيء بعد أن تمزق؟ 4. هذا حالنا مع الله. لقد سلمنا روحًا نقية أنعيدها إليه ملطخة مدنسة. ما هو موقفه منّا؟ ألا يحكم علينا بالموت بسبب ذلك؟ 5. قلت: لا شك أنه سيعاقب كل من امتلأ قلبه بالحقد. قال الراعي: لا تدوسوا إذا غفرانه تحت أقدامكم عليكم أن تشكروه وأن تصبروا وأن تتوبوا فأنتم بحاجة إلى التوبة.

33- 1. كل ما كُتب كتبته أنا الراعي ملاك التوبة وفسرته لخدام الله فإذا آمنتم وأصغيتم إلى كلامي وعلمتم به، إذا قومتم طرقكم تنالون الحياة. أما إذا ثابرتم على شروركم ومشاعركم فلن يعيش أحد منكم. علي أن أقول لكم ذلك. لقد تم كل شيء الآن. 2. قال لي الراعي: هل سألتني عن كل شيء؟ قلت نعم يا سيد، قال: لماذا لا تسألني عن الحجارة التي ملأنا حفرها وقومنا شكلها عندما كانت في البناء؟ قلت: نسيت ياسيد. 3. قال: اصغ لما سأقوله لك عن هذه الحجارة. إنها تمثل البشر الذين تابوا توبة قلبية بعد أن سمعوا كلامي. عندما رأى المخلص أن توبتهم كانت جديدة وصادقة أمر أن تمحى خطاياهم الماضية. أما أشكال هذه الحجارة الناقصة فمثل مظاهر خطاياهم وقد سويت ولن تظهر بعد إن أمحت الخطايا. 

المثل العاشر

 1- 1. عندما انتهيت من كتابة هذا الكتاب جاء الملاك الذي أسلمني إلى الراعي وجلس فوق السرير ووقف الراعي من عن يمينه ثم دعاني وقال لي: 2. أسلمتك وأسلمت بيتك إلى هذا الراعي حتى تحتمي به. قلت: نعم يا سيد. قال: إذا كنت تريد في الواقع أن تحتمي به فيقيك من كل الضربات والمعاملات السيئة، وان تفلح في أعمالك الصالحة وفي فضيلة العدل فسر حسب أوامره التي أعطاها لتتمكن من التغلب على كل شيء. 3. إذا طبقت أوامره فكل رغبة تخضع لإرادتك وتتحكم بكل لذة من ملذات العالم وسيكون نصيبك الفلاح في كل عمل تقوم به. احتضن تواضعه وكماله وقل للجميع عن الشرف والكرامة التي عند الرب له وعن قدرته في الخدمة عن رئاسته لقوة عظيمة. له أعطي سلطان المغفرة. ألا يظهر لك أنه قوي؟ إنكم تحتقرون كماله ولطفه الذي يظهره لكم.

2– 1. قلت اسأل الراعي إذا كنت قد اسألت إليه أو خنته طوال مكوثه في بيتي. قال الملاك: إني أعرف أنك لم تفعل شيئًا ولن تفعل ما يخالف وصاياه ولهذا أقول لك ذلك حتى تبقى عفيفًا. لقد كلمني عنك كلامًا حسنًا وعليك أن تنقل للآخرين هذا الكلام فيفكر الذين يفكرون بالتوبة ما تفكره أنت وينقل لي عنهم ما نقله عنك وأنا سأنقل ذلك إلى الله. 3. أرجو ن يتوب كل من أخطأ سابقًا فور سماعه لكلامي فينال الحياة. 4. ثابر على هذه الخدمة ومارسها. الذين يطبقون وصاياه يهربون من الحياة ويسلكون من طريقًا مخالفًا لطريقته ويسلمون أنفسهم للموت.

 

3– 1. لقد أرسلت العذارى ليقمن معك لأني رأيت أنهن يملن إليك. إنهم سيساعدنك لتتمكن من المحافة على الوصايا محافظة جيدة فحفظ الوصايا لا يتم بدونهن. أرى أن العذارى مسرورات بوجودهن عندك وإني أنصحهن بألا يتركن بيتك. 2. إن بيتك نظيف وهن يحببن البيوت النظيفة لأنهم نقيات طاهرات وظوتهن عظيمة عند الله. إذا استمر بيتك على نظافته بقين عندك أما إذا تلطخ فلا شك أنهن سيتركنه. 3. قلت: أرجو يا سيد أن اعجبهن فيبقين في بيتي إلى الأبد. فكما أن من أعطيتني لم يتذمر ولم ينزعج مني كذلك العذارى فلن يتذمر قط. 4. قال الملاك للراعي: أرى أن عبد الله هذا يريد أن يحيا وأن يحافظ على هذه الوصايا وأن يبقى العذارى في بيت نظيف نقي. 5. بعد أن قال الملاك هذا أسلمني أيضًا إلى الراعي ودعا العذارى وقال لهن: إني أوصيكن به وببيته. فقبلت العذارى مسرورات.

4– 1. قال لي الملاك: قم برسالتك حق القيام وأذع على الناس عظائم الله وستلقى استحقاقك من جراء خدمتك. من يتبع وصاياك يتمتع بحياة ووجود مغبوط. أما الذين يهملونها فأنهم لا ينالون الحياة وسيشقون في حياتهم. 2. قل للجميع بأن يستمروا في فعل الخير ولا يترددوا أو يتراجعوا. خير لهم أن يفعلوا أفعالًا صالحة. إني أقول إن الإنسان يجب أن ينتزع نزعًا من الشقاء. من احتاج في يومه يشعر بعذاب شديد. 3. من انتزع نفسًا من العذاب يوقظ في داخله عالمًا من السرور. ألم الغارقين في عذاب الفاقة يفوق الأنين الذي يصعد السجين المثقل بسلاسل الحديد. الكثيرون ينقادون إلى الموت لعدم امكانهم تحمل الفاقة والشقاء. إذا رأيت إنسانًا غارقًا في البؤس ولم تنقذه فإنك ترتكب خطيئة كبيرة وتكون مسؤولًا عن موته. أفعلوا الخير أنتم الذين أعطاكم الله خيراته ولا تترددوا خوفًا من أن ينتهي بناء البرج. بناء البرج توقف بسببكم. إذا لم تسرعوا في عمل الخير فسيتم بناء البرج وستبقون أنتم خارجًا. 5. بعد أن كلمني هذا الكلام نهض الملاك واقفًا من عن السرير واصطحب الراعي والعذارى وانسحب ووعدني بأن يعيد إليَّ الراعي والعذارى ليقطن معي في بيتي.

أمثال كتاب الراعي لهرماس – الجزء الثاني

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !