الردود على الشبهات

أسئلة يسألها المسلمون ج19 والرد المسيحي عليها

أسئلة يسألها المسلمون ج19 والرد المسيحي عليها

أسئلة يسألها المسلمون ج19 والرد المسيحي عليها

أسئلة يسألها المسلمون ج19 والرد المسيحي عليها
أسئلة يسألها المسلمون ج19 والرد المسيحي عليها

أسئلة يسألها المسلمون ج19 والرد المسيحي عليها

 

49 هل المسـيحية مقتبسـة من البوذيـة؟!

يلجأ بعض الكتاب من الأخوة المسلمين لما يكتبه بعض الملحدين، الذين لا يؤمنون بإله ولا بحياة أخرى بعد الموت أو بعالم الروح ولا بوحي أو كتب من السماء، في الغرب والذين يحاولون تصوير المسيحية، بل وكل دين يقول إنه دين سماوي بأنه مجرد أساطير وخرافات!! ومن هنا يعملون مقارنات غير حقيقة بل ووهمية، كما سنرى، بين ما جاء في الكتاب المقدس وما جاء في أساطير الديانات الوضعية كالبوذية والزردشتية والديانات اليونانية والمصرية… إلخ.

وقد قرأنا هذه المقارنات سواء مكتوبة أو بأسلوب مصور لإغواء وتضليل السذج والبسطاء من المؤمنين!! كما قرأنا ورجعنا لمصادر هذه الديانات الوضعية، فقد سبق أن درست مادة الدين المقارن، لمدة ثلاث سنوات، وكانت هذه الأديان هي الموضوع الرئيسي لهذه المادة، ولذا عندما أقرأ هذه المقارنات الكاذبة والمضللة أصاب بالدهشة والعجب لهذا الكذب والدجل والتضليل والتدليس الواضح بل والفاضح الذي يقوم به هؤلاء الملحدين لخداع البسطاء والسذج من المؤمنين وغير المؤمنين!!

وللأسف نجد بعض الكتاب من الأخوة المسلمين يلجؤون لهذا الكتب الإلحادية المضللة والكاذبة وكأنها أتت بالحق اليقين متجاهلين ما كتبه هؤلاء الكتاب أنفسهم عن الإسلام نفسه!! فكيف يكيل هؤلاء الكتاب بمكيالين؟! يعتبرون هؤلاء الملحدين علماء فيما يختص بالمسيحية ويتجاهلون ما يكتبونه عن الإسلام؟؟!!

ونظراً لانتشار هذه الخرافات والخزعبلات في الكثير من الكتب المنشورة ومواقع النت واستخدام البعض لها لتضليل بسطاء المؤمنين لذا رأينا أن نشرح محتوى هذه الديانات الوضعية كما جاءت في كتبها وما كتبه عنها العلماء الجادين المحايدين وما جاء في مواقعها على النت وتفنيد هذه الأكاذيب والمزاعم والتي ألفها ولفقها هؤلاء الكتاب الملحدين ومن اعتمدوا على كتبهم والرد عليها رداً علمياً ليستد كل فم ويخرس كل لسان كما يقول الكتاب المقدس لكنيسته: “كل آلة صورت ضدك لا تنجح، ولك لسان يقوم عليك في القضاء تحكمين عليه” (أش 54: 17). وسنبدأ أولاً بما أدعوه من تماثل بين المسيحية والبوذية.

هل هناك تماثل أو تشابه بين المسيحية والبوذية؟؟

وقبل أن نبدأ الحديث عن البوذية نقدم ما جاء عنها في الموسوعة الماركسية، حيث تقول: “ديانة عالمية تبشر بالخلاص من الألم عن طريق ترك الرغبة وتحقيق التنوير الأعلى الذي يعرف باسم النيرفانا. وقد نشأت البوذية في الهند في القرن السادس قبل الميلاد. وهي واسعة الانتشار في الأزمنة الحديثة في اليابان والصين ونيبال وبورما وغيرها من البلاد، حيث يوجد لها نحو 500 مليون معتنق.

ففي الفترة التي كان فيها النظام المشاعي البدائي ينهار وتظهر الدول الطبقية، عبر سيدهارتا مؤسس البوذية، الذي يطلق عليه اسم بوذا (أي الرجل المستنير) عن احتجاج عامة الشعب على الديانة البراهمانية بسبب فوارقها القبلية المقدسة وطقوسها المعقدة في عبادة الآلهة والتضحية لها. وسعى إلى التحرر من الألم، لا عن طريق التغيير الاجتماعي، ولا عن طريق مقاتلة قوى الطبيعة، وإنما عن طريق الكمال الأخلاقي الذي يكون بلوغه بالانسحاب من الحياة (الانعتاق الجميل) وانغماس المرء في النيرفانا.

وقد أنكر بوذا وجود الله الخالق، وأنكر أيضاً ديانة الفيدا ولكنه قبل تعاليمها عن دورة الميلاد والممات (السانسارا) وعن الجزء (الكارما) التي تشير فقط إلى أن تناسخ الأرواح لا يتوقف على القبيلة التي ينتمي إليها إنسان ما، ولا على التضحيات التي قدمها، وإنما يتوقف على حسناته وسيئاته. وكانت فكرة بوذا عن الخلاص في البداية (من القرن الثالث إلى القرن الأول ق.م) تقوم على المذهب الفلسفي القائل بأن العالم والشخصية الإنسانية شكلا تياراً من عناصر المادة والوعي – يسمى الدهارما – يحل الواحد منها محل الآخر باستمرار. ويكمن الطريق إلى الخلاص وفقاً لهذا المذهب في قمع أي “إثارة” للدهارما.

وفي القرون الأولى من الميلاد اتخذت الديانة البوذية طابعاً مختلفاً تماماً. فاستبدل التبجيل البسيط لذكرى المعلم بتأليه بوذا، وصار خلاص الإنسان يتوقف على فضل الآلهة الذي يمكن السعي إليه عن طريق ترديد السوترا أو الأسفار المقدسة. وأصبحت هذه الديانة الجديدة تعرف باسم الماهايانا، تمييزاً لها عن الاتجاه التقليدي، اتجاه الهنيايانا الذي نبع من بوذا نفسه. كذلك فقد تغيرت فلسفة بوذا.

فعلى غير ما كان يراه فلاسفة الهنيايانا من أن الدهارما المادية والنفسية حقيقة، فإن فلاسفة الماهايانا أفتوا بأن الدهارما غير حقيقية وأن العالم كله غير حقيقي. وقد وضح ناجاريونا (القرن الثاني بعد الميلاد) الأساس المنطقي لمذهب لا واقعية الدهارما، أو السنوياتا (الخواء) وتميز وسائل ناجاريونا بين كل الماهايانا سوترا، بمنطقها وتماسكها. وقد أصبح مذهبه الفعلي نقطة انطلاق للمنطق البوذي الذي عرضه ويحتاجا وهارما كيرتي (500-700 بعد الميلاد).

وأصبحت تعاليم ناجاريونا عن لا واقعية الفكر التصوري، وعن المعرفة الحدسية المطلقة، أساساً للمدارس المثالية اللاحقة (المادهياماكا والفيجانافادا) في المذهب البوذي التنتري (التنترا هي كل واحد من الأعمال الدينية السنسكريتية التي تتعلق أساساً بالسحر) وفي المذهب البوذي الاسبطاني (يمكن تسميته بالمذهب البوذي الاستبطاني لأنه الاتجاه من البوذية الذي ينبذ الكتب المقدسة للديانة البوذية، ويقول بالاستبطان الذاتي وسيلة مثلى لبلوغ المعرفة).

ويؤكد المنادون الآن بالبوذية طابعها “العقلي” و”الإلحادي” وهذه النعوت الجديدة جزء من محاولة نشر شكل متطور على نحو حديث من الديانة البوذية. وينادي البوذيون تحت زعامة منظمة “الزمالة البوذية العالمية”، بنزع السلاح والتعايش السلمي”.

والخلاصة هنا أن الديانة البوذية ديانة متطورة في فكرها وعقائدها ولم يؤله بوذا في اساطيرهم إلا ابتداء من القرن الأول الميلادي، أما قبل ذلك فلم يكن ينظر إليه إلا كمجرد حكيم كان يبحث عن النيرفانا أي سلامه النفسي.

كما أحب أن أؤكد على حقيقة علمية هامة وهي أن التعاليم البوذية كتبت ابتداء من القرن الأول الميلادي، أما الأساطير البوذية ومنها الخاص ببوذا نفسه فقد كتبت فيما بين القرن الثاني والقرن الخامس بعد الميلاد!! أي أن أول أسطورة بوذية كتبت في القرن الثاني الميلادي وليس قبل ذلك.

وتتكلم عنه كمجرد بشر عادي لا مميزات له إلا في كونه مجرد مصلح ديني للديانات الهندوسية وليس إله ولا ابن إله ولا شبه ذلك!! فقد أنكر هو نفسه وجود إله للكون!! وقد كتبت بقية الأساطير والتي بالغت في شخصه بصورة أسطورية مبالغ فيها بعد ذلك بكثير وعلى سبعة مراحل!! ولو افترضنا، جدلاً، وجود أي تشابه بين البوذية والمسيحية فهذا لا يعني أن البوذية أثرت على المسيحية بل العكس لأن الكتابة المسيحية هي الأقدم.

كما كانت البوذية قاصرة على بلاد شرق آسيا، في حين أن المسيحية انتشرت في كل بلاد ودول حوض البحر المتوسط وشبه الجزيرة العربية وبلاد ما بين النهرين وسوريا وفارس وما جاورها من بلاد الهند، وقد كتبت جميع أسفار العهد الجديد القانونية في فلسطين وروما وبلاد اليونان وآسيا الصغرى (تركيا)، وكتب منها 22 سفراً قبل سنة 67م، وكتب كتابات القديس يوحنا فيما بين سنة 75، و95م، ولم يكن هناك أي صلة لتلاميذ المسيح بالمناطق التي وجدت فيها البوذية على الإطلاق وعندما ذهب القديس توما إلى الهند كان يحمل مع الإنجيل للقديس متى.

كما أن البوذية كما قلنا لم يبدأ الكتابة لتعاليمها وأساطيرها إلى فيما بعد، وعلى سبيل المثال، تقول داءة المعارف الويكيبيديا: “كانت التعاليم التي دونت أثناء المجامع البوذية الأولى يتم تناقلها بطريقة شفهية، حتى تقرر في القرن الأول قبل الميلاد تدوينها بطريقة نهائية. اختارت كل مدرسة لغة معينة لتدون بها هذه التعاليم، وكانت اللغة السنسكريتية (بلهجاتها العديدة) اللغة الطاغية. ولم يتبق اليوم إلى بعض القطع المتناثرة من المخطوطات الأولى”.

أما ما يختص بجوهر العقيدة البوذية فقد بدأت الكتابة فيما بين القرن الثاني والخامس للميلاد. “ويرجع إلى القرن الثاني للميلاد، وتمت صياغته في شكل أسئلة وأجوبتها، تتعلق بجوهر العقيدة البوذية. ثاني هذه الكتابات والمعروف باسم (Visuddhimagga)، قام بكتابته الراهب بوداغويا (Buddhaghosa) في القرن الخامس للميلاد، ولخص فيها الأفكار البوذية بالإضافة إلى شرحه إلى كيفية ممارسة التأمل”.

  1. هل هناك علاقة أو تشابه أو تماثل بين شخصية المسيح وبوذا؟!!

يزعم هؤلاء الكتاب ومن اتبع خطاهم على طريق التضليل والتدليس أن البوذيين يؤمنون أن بوذا هو ابن الله، وهو المخلص للبشرية من مآسيها وآلامها، وأنه يتحمل عنهم جميع خطاياهم!! والغريب أنهم يقولون هذا الكلام دون أن يستشهدوا بأية كتب أو مواقع بوذية على الاطلاق!! هكذا يقولون ما يصوره لهم خيالهم.

وعند الرجوع للمصادر البوذية من كتب ومواقع على النت لا نرى أي أثر لهذه الأكاذيب والافتراءات على الاطلاق بل نجد العكس تماماً!! فالبوذية لا تقول بأن بوذا إله أو ابن إله بل ولا تهتم من الأساس بموضوع الألوهية ولا تتكلم عنها، حيث تقول دائرة معارف ويكيبيديا تحت كلمة بوذا: “لم يدعي بوذا لنفسه أي حالة إلهية ولا ادعى أنه يوحى إليه من إله أو آلهة. فبوذا هو أحد الذي استيقظ كلية على الطبيعة الحقيقية للوجود فتحرر من دائرة الولادة والموت وإعادة الميلاد.
راح يستأصل كل الصفات السالبة وطور كل الصفات الموجبة التي يمكن أن تضم العلم الكلي (بوذا ليس كلي القدرة كإله المسيحية والإسلام واليهودية)”.

  1. هل كان بوذا مخلصاً للبشرية؟

زعم هؤلاء الكتاب الملحدين ومن سار ورائهم وعلى دربهم وأتبع أكاذيبهم أن بوذا والبوذية تقول ‘ن بوذا هو مخلص البشرية وحامل خطاياها!! وأنه تحمل عنهم جميع خطاياهم!! هكذا بدون برهان أو دليل!!

مجرد كلام في كلام، وكذب في كذب، وتضليل في تضليل!!

فالعقيدة البوذية كما تقول دائرة معارف ويكيبيديا، تقوم العقيدة الأصلية على مبدأين: يتنقل الأحياء أثناء دورة كينونتهم من حياة إلى أخرى، ومن هيئة إلى أخرى: إنسان، إله، حيوان، شخص منبوذ وغير ذلك. تتحدد طبيعة الحياة المقبلة تبعاً للأعمال التي أنجرها الكائن الحي في حياته السابقة. ينبعث الذين أدوا أعمال جليلة إلى حياة أفضل، فيما يعيش الذين أدوا أعمال خبيثة حياة بائسة وشاقة. عرف المبدأ الأول بين الهنود حتى قبل مقدم بوذا، فيما يرجح أن يكون هو من قام بوضع المبدأ الثاني”.

فلا بوذا ولا البوذية قالت بأنه إله أو ابن الله، بل وقد رفض بوذا من الأساس فكرة وجود إله بذلك على الإطلاق فالبوذية تنادي بفكرة النيرفانا والتي هي “الانطفاء أو الخمود وهي مصطلح تقني يطلق على حالة الفناء الصوفي والتي يصل إليها الإنسان بعد التحرر والاستنارة بعد الموت ويستخدم Janis هذه الكلمة للإشارة إلى المكان الذي تنجح فيه الأرواح المحررة في سماء الكون، ويؤمن البوذيون بأن هذه الكلمة تعني الفناء ولكن ليس بالمعنى الذي يتضمن تدمير الإنسان.

ما يتخلص منه هو الرغبة والتي من غيرها يعود الإنسان إلى الأرض ويقوم بدورته في الترحال عبر أرجائها. وتصف النصوص البوذية النيرفانا بالهدوء الذي في قمة الجبل أو قطعة الجواهر النفيسة”. (قاموس أديان ومعتقدات شــــعوب العالم ص 514 مكتبة دار الكلمة). وهي أيضاً: “نص عام للاستنارة، هـدف البوذية” (The International Dictionary of Religion p,132) أو كما تقول دائرة المعارف الويكيبيديا: “النيرفانا الهدف الأسمى حسب البوذية هو التحرر التام عبر كسر دورة الحياة والانبعاث، والتخلص من الآلام والمعاناة التي تحملها. وبما أن الكارما هي عواقب الأفعال التي يقوم الأشخاص، فلا خلاص للكائن ما دامت الكارما موجودة.

يستعمل لفظ “نيرفانا” لوصف حالة التيقظ التي تخمد معها نيران العوامل التي تسبب الآلام (الشهوة، الحقد والجهل). لا يحدث التبدد الكلي للكارما عند بلوغ النيرفانا، يمكن وصف هذه الحالة بأنها بداية النهاية في طريق الخلاص. النيرفانا حالة من الوعي والإدراك لا يمكن تعريفها ولا حتى فهمها، بعد أن يصلها الكائن الحي، ويصبح متيقظاً، يستمر في العيش ومع الوقت يقوم بتبديد كل الكارما الخاصة به، حتى يبلغ عند مماته “النيرفانا الكاملة” (parinirvana) – (التبدد الكلي للكارما). عندما يموت هؤلاء الأشخاص فإنهم لا يبعثون – فقد استنفذت الكارما – ولا يمكن لأي كان أن يستوعب حالة الطوبى الأزلية التي يبلغونها (حسب أقوال بوذا نفسه).

كما أن الكارما هي “الأفعال التي يقوم بها الكائن الحي، والعواقب الأخلاقية الناتجة عنها. إن أي عمل، خيراً كان أم شراً، وأي كان مصدره، فعل، قول، أو مجرد إعمال فكرة، لا بد أن تترتب عنه عواقب، ما دام قد نتج عن وعي وإدراك مسبوق، وتأخذ هذه العواقب شكل ثمار، تنموا وبمجرد أن تنضج تسقط على صاحبها، فيكون جزائه إما الثواب أو العقاب. فقد تطول أو تقصر المدة التي تتطلبها عملية نضوج الثمار (أو عواقب الأعمال)، غير أنها تتجاوز في الأغلب فترة حياة الإنسان، فيتحتم على صاحبها الانبعاث مرة أخرى لينال الذي يستحقه”.

وكان بوذا يعلم أتباعه أن يعتمدوا على أنفسهم للوصول على حالة النيرفانا للخلاص من الخطايا والشرور، ولم يقل أبداً ولم يؤمن مطلقاً بفكرة المخلص الذي يخلص آخرين من خطاياهم، وبالتالي فالبوذية ليس لديها أي فكرة عن الفداء والكفارة والخلاص الذين هم جوهر المسيحية، فقط على الإنسان أن يعتمد على نفسه وعلى أعماله. ويقول تاريخ بوذا أنه نادى بأن: “كل شيء خلق خاضع للفساد والموت، كل شيء زائل. حقق خلاصك بالاجتهاد بعد المرور من خلال حالات التوسط، يموت البوذي للوصول للبارانيرفانا (التوقف عن الإدراك والإحساس”.

أما المسيحية فتقوم على أساس أن الخطية والموت دخلا إلى العالم عن طريق سقوط الإنسان الأول آدم بغواية ابليس ولا بد للتبرير من الخطية والعودة إلى الحالة الأولى التي كان عليها الإنسان أن يقدم المسيح ذاته نيابة عن البشرية: “لأن المسيح إذ كنا ضعفاء مات في الوقت المعين لأجل الفجار. فإنه بالجهد يموت أحد لأجل بار. ربما لأجل الصالح يجسر أحد أيضاً أن يموت. ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا. فبالأولى كثيراً ونحن متبررون الآن بدمه نخلص به من الغضب.

لأنه إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه فبالأولى كثيراً ونحن صالحون نخلص بحياته. وليس ذلك فقط بل نفتخر أيضاً بالله بربنا يسوع المسيح الذي نلنا به الآن المصالحة من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع” (رومية 5: 6-12). بالخلاص الأبدي بدم المسيح الذي سفكه على الصليب: “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” (يو 3: 16)، “لأن ابن الإنسان أيضاً لم يأت ليُخدم بل ليِخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين”. (مر 10: 45).

وهذا يعني أنه لا بوذا ولا البوذيين قالوا بهذا الكلام الذي يدعيه هؤلاء الملحدين ولا من سار على خطاهم. ولم يكن بوذا فادياً ولا مخلصاً بل كان مجرد مصلحاً دينياً للديانات الهندوسية كما يقول أحد الدارسين للبوذية (Wulf Metz): “جاء بوذا من العالم الديني للهندوسية …. كان بوذا مصلحاً للبوذية كما كان لوثر مصلحاً للكاثوليكية الرومانية. فقط مثل لوثر اجتهد في كيفية غفران الخطايا، جوتاما (بوذا) اجتهد في السؤال عن كيف تتحرر من بؤس إعادة الميلاد (التناسخ) المتكرر بلا نهاية”. (The wprlds Religions p226).

  1. هل تجسد بوذا بحلول الروح القدس على العذراء مايا؟!

يزعم هؤلاء الملحدين ومن سار على دربهم ومن اهتدى بهديهم، أن بوذا مثل المسيح ولد بحلول الروح القدس على العذراء مايا!! وهنا نجد قمة العجب والكذب والتضليل فلا يعرف البوذيين فلم تهتم البوذية لا بوجود إله أو خالق للكون من الأساس وإن كانت في أصلها الهندوسي الذي خرجت منه تؤمن بعشرات الآلهة وليس من ضمن عقائدها ما يسمى بالروح القدس ولا يؤمنون بما تؤمن به المسيحية أو الإسلام عن الروح القدس لا بمفهومه المسيحي ولا بمفهومه الإسلامي، ولا بأي مفهوم آخر وليس لديهم ما يسمى بالروح القدس على الإطلاق!! تقول دائرة المعارف الويكيبيديا: “كما جردت البوذية الموجودات من مفهوم الأنا فقد جرت الكون من مفهوم الخالق الأزلي – مصدر خلاص الجميع – لا تعارض في البوذية مع فكرة وجود آلهات عدة، إلا أنها رفضت أن تخصص لها مكانة في عقيدتها.

تعيش الآلهات حياة طويلة وسعيدة في الفردوس، ومع هذا فيه معرضة للمواقف صعبة، على غرار ما يحصل للكائنات الأخرى. يمكن لها أن تخوض تجربة الممات ثم الانبعاث من جديد في كينونة أقل شأناً. ليس للآلهة يد في خلق الكون، كما لا يمكنها التحكم في مصير الكائنات الحية”.

فمن أين أتى هؤلاء المدلسين بهذه الأكاذيب!! فبوذا بحسب ما جاء في الكتب البوذية ولد من أب وأم كسائر البشر، وكان أبيه ملكاً هندوسياً اسمه سودهودانا (Shuddhodana) وزوجته اسمها مايا، أي لم تكن عذراء بل زوجة للملك سودهودانا الذي كان ملكاً وزعيماً لإحدى القبائل المشهورة في نيبال، وعندما ولد بوذا أسموه سيدهارتا وقد لقب ببوذا والتي تعني في اللغة السنسكريتية “المستنير أو المتنور” (قاموس أديان ومعتقدات شعوب العالم ص 152 مكتبة دار الكلمة). وتقول أول أسطورة بوذية كتبت في القرن الأول، كما يقول أحد الذين تخصصوا في البوذية:

“تظهر أقدم روايات أسلاف بوذا ولا تقدم أي شيء غير عادي عن ميلاده، فهي تتكلم بصورة محضة عن ميلاده من نهاية أمه وجانب والده لسبعة أجيال للخلف. وبحسب آخر أسطورة فهو لم يلد مثل الكائنات الأخرى ولكن في نفس الوقت كان ملكاُ كونياً نزل من سماء توسيتا (Tusita) باختياره وبهذا فلا اعتبار لوالده ولكن هذا لا يعني ولادته من عذراء بل يمكن أن يسمى parthogenetic، أي أن سودهودانا ليس منجيه”.

(The Life of Buddha as Legend and History. Edward J. Thomas. Dover: 1949. P36)

ويجب أن نضع في الاعتبار هنا عقيدة تناسخ الأرواح (إعادة الميلاد) والتي تقول أنه عندما يموت الإنسان تنزل روحه في جسد آخر وتولد من جديد كإنسان آخر أو جسد حيوان …إلخ. ثم يموت ثانية ويعاد ميلاده هكذا إلى أن يصل إلى مرحلة التطهير والنيرفانا!! ومن هنا يقول Wulf Metz “إنه أثناء تجسده الأول والأخير نظر من سماء توشيتا (Tushita)، كرسي الآلهة المتنافسة، ليجد الوقت المناسب والمكان والوالدان الذين سيتناسخ منهما (أي يولد من جديد منهما) فاختار الفترة من التاريخ عندما يمكن أن تستمر حياة الإنسان لمئة سنة لا أطول بكثير ولا أقل بكثير لينشر تعليمه.

وكمكان اختار الهند الشمالية باعتبارها الأرض المركزية، واختار الفاضلة مايا لتكون أمه زوجة سودهودانا التي بينت طهارة وسمو أثناء حيواتها السابقة في 100,000 عمر العالم”!! أي أثناء ميلادها على الأرض وتناسخها آلاف المرات!!

وكانت أول وأفضل سيرة ذاتية عن بوذا هي التي كتبها Ashvaghosha في القرن الأول وتسمى Buddhacarita (أي أعمال بوذا) والتي تقدم صورة واضحة عن عدم ميلاده لا من عذراء بل من امرأة متزوجة، حيث تقول: “وكان له [ملك ساكياس (the Sadyas)] ملكة رائعة وجميلة ومخلصة وكانت تسمى مايا من تشابهها مع مايا الإلهة. وتذوق الاثنان بهجة الحب ويوم ما حبلت هي بثمرة بطنها ولكن دون دنس بنفس الطريقة التي ترتبط بها المعرفة بالنشوة فتحمل ثمرة”.

The Translation of the Meanings of Sahih Al-Bukhari: Arabic-English 9 Vol Set. Muhammed Mushsin Khan (trans). Darussalam: 1997.p36.

وهنا التأكيد على أنها زوجة لا عذراء ولكن الأسطورة تعطي للميلاد لمحة أسطورية وتؤكد أن له أباً. ويقول الموقت البوذي: “ولد سيدهرتا (بوذا) حوالي سنة 563 ق.م في مدينة كابيلافاستو (Kapliavastu) التي تقع الآن في نيبال، وكان والدا سيدهارتا هما الملك سودهودانا والملكة مايا الذين حكموا ساكياس (The Sakyas)”.

وتقول دائرة معارف ويكيبيديا: “تقول أسطورة أنه ولد حوالي القرن السادس قبل الميلاد ويقال أن مكان ميلاده لوميني (Lumbini) في ولاية ساكياس (The Sakyas). وكان أبيه ملك ساكياس وعاش سيدهارتا (بوذا) في رفاهية”.

أما الحبل بالرب يسوع المسيح فقد كان من الروح القدس ومن مريم العذراء “تجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء تأنس”، يقول الكتاب: “وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف. واسم العذراء مريم. فدخل إليها الملاك وقال: سلام لك أيتها المنعم عليها. الرب معك مباركة أنت في النساء.

فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى أن تكون هذه التحية. فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عن الله. وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيماً وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه. ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية. فقالت مريم للملاك: كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً. فأجاب الملاك وقال لها. الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك، فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله” (لو 1: 26-35).

والخلاصة أنه لم تقل أسطورة بوذية واحدة أنه ولد من عذراء ولا جاءت بسيرة للروح القدس التي لم يعرف عنها البوذيين أي شيء ولا يوجد أي تشابه بين الحبل به وميلاده، وبين الرب يسوع المسيح، وأن وجد شيء من التشابه في ناحية من النواحي فهذا يرجع إلى أن كل الأساطير هي التي أخذت عن المسيحية وليس العكس.

  1. هل دل نجم على ميلاده؟

يزعم هؤلاء الملحدين ومن سار على دربهم وأكاذيبهم وتدليسهم أنه عندما ولد بوذا ظهر نجم في السماء ليدل على مكان ميلاده يدعونه نجم بوذا!! وهذا غير صحيح على الإطلاق لأن البوذية لا تذكر شيء عن ذلك.

كما يقولون: “لما ولد بوذا فرحت جنود السماء ورتلت الملائكة أناشيد المحبة للمولوج المبارك”!! وهنا نقول لهم أن الأساطير التي كتبت بعد ميلاد المسيح بمئات السنين قد تأثرت بما جاء في المسيحية عن المسيح وخاصة الكتب الأبوكريفية التي كتبت بعد القرن الثاني والتي تحكي أساطير عن ميلاد المسيح وطفولته!! ولذا تقول هذه الأساطير المتأخرة حسب ما جاس في كتاب قصة الديانات لسليمان مظهر أن الملكة حلمت حلماً قصته على زوجها رأت فيه:

“فيل أبيض يهبط من فوق جبل ذهبي ويتقدم منها، وفي خرطومه غصن نبات البشنين، ويدور حلو الفراش دورات ثلاث… ثم يمس جانب الملكة الأيمن ويدخل رحمها… واضطرب الملك وهو ينصت إلى زوجته… وكان هناك شيء عجيب فقد كان الجنين يبدو واضحاً وهو يجلس القرفصاء في رحم امه، وظل على هذه الصورة حتى اقترب موضع الوضع، وفي ذلك اليوم طلبت الملكة مايا من الملك أن تسافر إلى أهلها لتضع مولوها هناك، وإذ هي في الطريق فوجئت بالمخاض وهي تحت شجرة سال في بستان يسمى “لومبيني”.

وتحت الشجرة الوارفة الظلال جلست الملكة القرفصاء، بعد أن حجبها الخدم بستار خاص، ولما أرادت النهوض مدت يدها إلى غصن الشجرة فانتحت من تلقاء نفسها حتى قاربت كفها، ولم تكد تنهض حتى كان تحتها طفلاً تلقفته أيدي أربعة من البراهما في شبكة نسجت خيوطها من أسلاك الذهب.

ووقف المولود فجأة، وتقدم إلى الأمام سبع خطوات ثم صاح في صوت عذب: أنا سيد هذا العالم، وهذه الحياة هي آخر حياة لي، وفي نفس اللحظة ظهرت اثنتان وثلاثون علامة في السماء وعلى الأرض، فحدث زلزال شديد، وانتشر النور في كل مكان، وسقط مطر خفيف غير معتاد، وتفتحت برعم الزهور وأكمام الثمار، وانتشرت ريح زكية طيبة عمت كل الأرجاء واستعاد الأعمى البصر واسترد الأصم السمع، وعاد الأبكم ينطق ويغني، وانطلقت أنباء مولد الأمير لتعم كل مملكة “السكيا”، ومن كل مكان جاءت الأفواج لتهنئة الملك، مشاة وعلى ظهور الخيل والفيلة، وإلى القصر حاملين الهدايا”.

ثم يتكلم عن زاهد اسمه “أسيتا” ويحكي قصته بشكل أسطوري يقول إنه ذهب ليرى الطفل وعندما رآه قال لأبيه: “هذا الطفل أيها الملك سيصل إلى درجة التنوير السامية، إنه سيدخل النيرفانا، ويهدي العالم على طريق الحق والصواب”. (قصة الديانات ص 88-90).

ونلاحظ هنا أن الكاتب، سليمان مظهر يكتب بأسلوب أدبي راقي أقرب منه إلى الشعر فزاد الأسطورة من عنده وحولها إلى اسطورة جديدة أكثر أسطورية من الأسطورة الأصلية!! وهذا عكس ما ينقله كتاب آخرين عن نفس الأسطورة مثل Wulf Metz الذي يقدم الأسطورة في شكل أقل أسطورية من سليمان مظهر (أنظر The Worlds Religions p.222-223).

وهنا لنا عدة ملاحظات هي:

  1. على الرغم من أن هذه الأساطير كتبت بعد الميلاد بكثير إلا أنها لا تتشابه أو تتماثل مع قصة ميلاد وطفولة المسيح كما جاءت في الأناجيل القانونية الموحى بها على الإطلاق، ولكن تتشابه في بعض أجزائها مع الكتب الأبوكريفية المسماة بأناجيل الميلاد الأسطوري والتي كتبت بعد الميلاد بأكثر من مائتي عام. في حين تقول قصة ميلاد المسيح كما جاءت في الإنجيل للقديس لوق: “فولدت (العذراء القديسة مريم) ابنها البكر وقمطته وأضعته في المذود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل وكان في تلك الكورة رعاة يحرسون حراسات الليل على رعيتهم. وإذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا خوفاً عظيماً.

    فقال لهم الملاك: لا تخافوا، فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب، أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة، تجدون طفلاً مقمطاً مضجعاً في مذود. وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة. ولما مضت عنهم الملائكة إلى السماء قال الرجال الرعاة بعضهم لبعض، لنذهب الآن إلى بيت لحم وننظر هذا الأمر الواقع الذي أعلمنا به الرب.

    فجاءوا مسرعين ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعاً في المذود. فلما رأوه أخبروا بالكلام الذي قيل لهم عن هذا الصبي. وكل الذين سمعوا تعجبوا مما قيل لهم من الرعاة” (لوقا 2: 7-18).

وهنا نرى القصة في بساطتها كما حدثت بعيداً عن الخيال والأسطورة.

  1. إن هذه الروايات تتشابه مع بعض مما جاء في القرآن عن مولد العذراء للمسيح تحت نخلة وأكل العذراء من النخلة: “فجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتين مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً” (مريم 23)، “وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا” (مريم 25). حيث تقول الأسطورة كما نقلها سليمان مظهر: “وإذ هي في الطريق فوجئت بالمخاض وهي تحت الشجرة”، “ولما أرادت النهوض مدت يدها إلى غصن الشجرة فانحنت من تلقاء نفسها حتى قارب كفها”، وكذلك حديث المولود لحظة ميلاده “فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا” (مريم 24)!! “ووقف المولود فجأة، وتقدم إلى الأمام سبع خطوات ثم صاح في صوت عذب: أنا سيد هذا العالم”!! فهل نقول لهم أن ما جاء في القرآن مأخوذ عن هذه الأساطير؟؟!!

  2. لم تقل الأساطير البوذية مطلقاً أن نجم دل على ميلاد بوذا، مع ملاحظة أن الوثنين كانوا يؤمنون أن لكل إنسان نجمه الخاص به الذي يولد بميلاده ويموت بموته بل ولا يزال البسطاء في الريف يؤمنون بذلك!! فعندما كنا أطفال صغار وكنا نرى شهباً يتساقط من السماء في هيئة نحم كان الكبار يقولن لنا أن إنسان مات وها نجمه قد سقط!! ونجد ما يقرب من ذلك في سيرة ابن هشام حديث عن “نجم أحمد الذي ظهر في السماء” حيث تقول في [رواية حسان بن ثابت عن مولد صلعم]، قال ابن إسحاق: وحدثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن يحيي بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري.

    قال حدثني من شئت من رجال قومي عن حسان بن ثابت، قال والله إن لغلام يفعة ابن سبع سنين أو ثمان، أعقل كل ما سمعت، إذا يهودياً يصرخ بأعلى صوته على أكمة بيثرب، يا معشر يهود، حتى إذا اجتمعوا إليه قالوا له ويلك ما لك؟ قال طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به. قال محمد بن إسحاق فسألت سعيد بن عبد الرحمن بن حسان ين ثابت فقلت: ابن كم كان حسان بن ثابت مقدم رسول الله صلعم المدينة؟ فقال ابن ستين (سنة)، وقدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وخمسين سنة فسمع حسان ما سمع وهو اين سبع سنين”.

راجع: سيرة ابن هشام – الجزء الأول.

فهل يمكن لنا أن نسأل الأخوة المسلمين الذين يقولون بما قاله الملحدين عن المسيح وبوذا هذا السؤال؟

من أين اقتبس كاتب السيرة ورواة الحديث فكرة هذا النجم “نجم أحمد” من البوذي كما زعموا عن بوذا؟ أم من هذا الفكر الذي يتحدث عن أن لكل إنسان نجمه؟؟!!

(القمص عبد المسيح بسيط أو الخير)

أسئلة يسألها المسلمون ج19 والرد المسيحي عليها

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !