الردود على الشبهات

أسئلة يسألها المسلمون ج22 والرد المسيحي عليها

أسئلة يسألها المسلمون ج22 والرد المسيحي عليها

أسئلة يسألها المسلمون ج22 والرد المسيحي عليها

أسئلة يسألها المسلمون ج22 والرد المسيحي عليها
أسئلة يسألها المسلمون ج22 والرد المسيحي عليها

أسئلة يسألها المسلمون ج22 والرد المسيحي عليها

 

56 ما هو موقـف المسـيحية من الربـا والرشـوة؟

للإجابة على هذا السؤال يستحسن أولاً أن نعرف ماذا يقصد بكلمة ربا، ثم نلقي الضوء على ما يقوله الكتاب المقدس عن هذا الموضوع. فالربا بحسب تعريف قاموس اللغة هو الفائدة أو الربح الذي يتناوله المرابي من مدينه. وبكلمات أوضح هو الفائدة المرتفعة جداً التي يدفعها المدين للدائن عن المال المقترض. أما بخصوص موقف المسيحية من الربا، فهو لا شك مستمد من الكتاب المقدس ومن القوانين التي وضعتها الكنيسة على مر العصور والمستوحاة من الكتاب المقدس أيضاً.

فموضوع الربا موضوع شائك كثرت فيه الآراء والاجتهادات. ولكن بالرجوع إلى العهد القديم من الكتاب المقدس، نلاحظ أن يحرم الربا. وسنورد الآيات الواردة بهذا الصدد. إلا أنه تجدر الإشارة بأن الشريعة الموسوية الواردة في كتاب التوراة، كانت تنهي الناس في العهد القديم عن أخذ الربا من اخوتهم وتسمح بأخذه من الغرباء. وقد ورد في سفر التثنية ما يلي: “لا تقرض أخاك بربا، ربا فضة، أو ربا طعام، أو ربا شيء ما مما يقرض بربا للأجنبي تقرض بربا ولكن لأخيك لا تقرض بربا، لكي يباركك الرب إلهك” (تثنية 19: 20-23).

وبعد ذلك كان بعض الصيارفة والمرابين يقترضون الأموال بربا زهيد ويقرضونها بربا فاحش، فيربحون الفرق، لذلك ندد الكتاب المقدس بالربا وحرمه. فيقول سفر المزامير، أي كتاب الزبور: “السالك بالكمال، والعالم بالحق والمتكلم بالصدق في قلبه… فضته لا يعطيها بالربا ولا يأخذ الرشوة على البريء” (مزمور 2: 5، 15). وورد في سفر حزقيال النبي مايلي: “الإنسان الذي كان باراً وفعل حقاً وعدلاً… لم يعطي بالربا ولم يأخذ مرابحة، وكف عن الجور وأجرى العدل… حياة يحيا يقول السيد الرب” (حزقيال 5: 8، 9، 18). كما أن نحميا النبي وبخ الناس في العهد القديم للتغاضي عن وصايا الله ومن ضمنها الوصايا الخاصة بالربا (نحميا 1: 5-13).

إن المسيحية تنهي عن الربا، لا سيما وأن الإيمان المسيحي مستمد من الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد. وتشير بعض المراجع التاريخية إلى أن الكنيسة المسيحية كانت وما زالت تحرم الربا في نطاق أخذ الفائدة من الفقراء عند اقتراضهم لسد احتياجاتهم. وقد حث السيد المسيح الناس دائماً على محبة بعضهم بعضاً ومساعدة بعضهم بعضاً. ومن جملة حثه للناس على العطاء “من سألك فأعطه ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده” (متى 5: 2).

وطبعاً المقصود هنا الاقتراض لسد الحاجة بدون فائدة، ومن هنا نلاحظ أن المسيحية تنهي عن الربا في نطاق العوز والفقر والاقتراض لسد الحاجة. واعتقد أن معظم الديانات تنهي ذلك أيضاً، ولكن النظرة بالنسبة للربا قد تختلف في القرن العشرين عما كانت عليه في العصور القديمة.

لقد كان الربا محرماً في العصور القديمة عندما كان طلاب القروض عادة من الفقراء والمحتاجين، والدائنون من الأغنياء والموسرين، وكان الباعث على الاستدانة هو سد الحاجة وتفريخ ضيق المحتاج بإعطائه مالاً عن طريق القرض الخالي من الفائدة بقصد مساعدته. أما اليوم فقد تغيرت الأحوال ولم يبق عامة طلاب القروض من المحتاجين الذين يستدينون من الأغنياء لسد احتياجاتهم:

إذ انعكس الوضع وأصبح الأغنياء ومؤسسو الشركات والبنوك وكبار التجار وشركات التأمين وحتى الدول الكبيرة والصغيرة تتعامل بالقروض مع الفوائد، وذلك سعياً وراء الإنتاج وتنمية الثروة. وقد وضعت بهذا الصدد أنظمة وقوانين مختلفة للتعامل بالمال واقراضه، ولاستيفاء فوائد معينة على القروض وأصبح معظم الناس يتعاملون مع البنوك ويودعون نقودهم في المصارف لقاء فوائد معينة. ولا نعتقد أن هذا النوع من الربا أو الفائدة محرم في المسيحية أو حتى في باقي الأديان.

ولا بد من الإشارة إلى أن هناك آراء مختلفة لمجتهدين كثيرين حول هذا الموضوع. وللإيجاز نكرر بأن التعامل بالفائدة أو الفائدة الفاحشة بين الأخوة والأصدقاء الذين يضطرون إلى الاقتراض من بعضهم البعض لسد العوز، هو أمر غير مرغوب فيه، وهذا ما تحرمه الأديان بحسب الاعتقاد السائد، إذ يجب أن يتعامل الناس مع بعضهم البعض بحسب مبدأ المحبة ومساعدة المحتاج، وهذا ما يعلمنا إياه السيد المسيح.

موقت الدين المسيح من الرشوة:

الرشوة بحسب قاموس اللغة العربية: ما يعطى لإبطال الحق وإحقاق الباطل”. وتعريف آخر يقول: الرشوة هي العمل الذي يعطي أو يؤخذ فيه نقود”. وبحسب تعريف قاموس الكتاب المقدس هي: إعطاء شخص أو الأخذ من شخص نقوداً أو أشياء أو عمله في أمر لا علاقة بنا وفيه مصلحة لنا (1صموئيل 3: 8، أمثال 23: 17).

والكتاب المقدس يحرم الرشوة تحريماً قاطعاً، ويحث الناس أن يتعاملوا على أساس المحبة والصدق والإخلاص والأمانة وإحقاق الحق والابتعاد عن الباطل.

والتعامل بالرشوة أمر محرم في شريعة العهد القديم في الكتاب المقدس، أي في فترة ما قبل المسيح. فقد ورد في سفر الخروج ما يلي: “لا تحرف حق فقيرك في دعواه. ابتعد عن كلام الكذب ولا تقتل البريء والبار، لأني لا أبرر المذنب. لا تأخذ رشوة، لأن الرشوة تعمي المبصرين وتعوج كلام الأبرار” (خروج 23: 6-8). وفي سفر التثنية ورد عن الرشوة ما يلي: “لا تحرف القضاء، ولا تنظر إلى الوجوه، ولا تأخذ رشوة، لأن الرشوة تعمي أعين الحكماء وتعوج كلام الصديقين” (تثنية 16: 19). ويقول سفر المزامير ما يلي: “السالك بالكمال والعالم بالحق… فضته لا يعطيها بالربا ولا يأخذ الرشوة على البريء” (مزمور 15: 2، 5).

وورد في سفر أشعياء ما يلي: “ويل للقائلين للشر خيراً وللخير شراً، والجاعلين الظلام نوراً والنور ظلاماً… الذين يبررون الشرير من أجل الرشوة، وأما حق الصديقين فينزعونه منهم” (أشعياء 5: 20-23). والجدير بالذكر أن الكتاب المقدس مليء بكلام الله ضد الرشوة، وقد ورد هذا التحريم على لسان معظم الأنبياء، ومنهم أشعياء، حزقيال، ميخا، أيوب، صموئيل وأسفار الخروج والتثنية والأمثال وغيرها.

ولم تكن الرشوة تدفع قديماً لمجرد المواربة في الأحكام، بل كانت تدفع لأذية الآخرين وقتل الغرباء الأبرياء، وتعويج القضاء، لذلك حذر الله من ذلك بقوله: “ملعون من يأخذ رشوة لكي يقتل نفس دم بريء” (تثنية 27: 25). وقد حذر الله القضاة والولاة والحكام وذوي الجاه والسلطان من أخذ الرشوة وحثهم على اتباع الفضيلة والاستقامة واحقاق الحق (ميخا 3: 11، 7: 3).

الخلاصة: ذكر سابقاً أن موقف المسيحية مستمد من أحكام الكتاب المقدس. وقد لاحظنا بوضوح أن الكتاب المقدس يحرم الرشوة بكافة أشكالها. وأن السيد المسيح في العهد الجديد كان يذكر الناس بأحكام الله الواردة في كتابه المقدس ومن ضمنها موضوع الرشوة. كما أنه كان دائماً يحث الناس على المحبة والإخاء والاستقامة. الصدق في المعاملة، والعدل في الأحكام، والأمانة في الكيل والميزان، والرحمة بالبائسين، وإعطاء كل ذي حق حقه، والسير حسب وصايا الله في كل مناحي الحياة.

أسئلة يسألها المسلمون ج22 والرد المسيحي عليها

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !