الردود على الشبهات

أسئلة يسألها المسلمون ج25 والرد المسيحي عليها

أسئلة يسألها المسلمون ج25 والرد المسيحي عليها

أسئلة يسألها المسلمون ج25 والرد المسيحي عليها

أسئلة يسألها المسلمون ج25 والرد المسيحي عليها
أسئلة يسألها المسلمون ج25 والرد المسيحي عليها

أسئلة يسألها المسلمون ج25 والرد المسيحي عليها


59
هل قـال المسـيح أنا ربكـم فاعبـدونـي؟

أو أنا ربكم فاعبدوني؟

وأن كان قد قال ذلك، فأين ورد في الأناجيل؟

هل قال ذلك بشكل مباشر أم بشكل غير مباشر؟

وهل قال ذلك صراحة؟

وإن لم يكن كذلك فلماذا لم يقل ذلك صراحة وعلانية؟

† إعلان المسيح عن لاهوته وربوبيته: ورغم كل ذلك فقد أعلن الرب يسوع المسيح حقيقة لاهوته وربوبتيه عشرات المرات وإن كان ذلك صراحة ووضوح، سواء في الإنجيل للقديس يوحنا أو في الأناجيل الثلاثة الأخرى، كما سنرى. ونبدأ بإجابة الرب يسوع المسيح لليهود على سؤالين؛ الأول سأله هو نفسه لهم والثاني في إجابة له على سؤال وجهوه هم له في حوار معهم.

  1. رب داود، ورب الكل؛ ففي سؤاله لهم، رؤساء اليهود، استشهد الرب يسوع المسيح بنبوة داود النبي عن لاهوته وربوبيته وقال لهم: “ماذا تظنون في المسيح؟ ابن من هو؟” قالوا له: “ابن داود”. قال لهم: “فكيف يدعوه داود بالروح رباً قائلاً: قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك؟ فإن كان دواد يدعوه رباً فكيف يكون ابنه؟” فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة. ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله البتة.” (متى 22: 42-46).

    وهنا يؤكد الرب يسوع المسيح في سؤاله لهم أنه رب داود الجالس عن يمين العظمة في السماوات. فمن هو رب داود؟ والإجابة هي: رب داود هو الله! فالكتاب يقول: “اسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا رب واحد” (تث 6: 4)، وأيضاً “الرب إلهك تتقي وإياه وحده تعبد” (تث 6: 13؛ مت 4: 10). وقد أكد ذلك أيضاً السيد المسيح نفسه في قوله “إن أول كل الوصايا هي: سمع يا إسرائيل. الرب إلهنا رب واحد” (مرقص 12: 29).

    والكتاب يقول أيضاً أن الرب يسوع المسيح نفسه هو هذا الرب الواحد “لكن لنا إله واحد: الآب الذي منه جميع الأشياء ونحن له. ورب واحد: يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء ونحن به” (1كو 8: 6). ويقول القديس بطرس عنه بالروح “هذا هو رب الكل.” (أع 10: 36).

  2. الكائن قبل إبراهيم وإله إبراهيم وفي حوار له مع رؤساء اليهود يقول الكتاب المقدس أنه قال لهم “الحق الحق أقول لكم: إن كان أحد يحفظ كلامي فلن يرى الموت إلى الأبد”. فقال له اليهود، قد مات إبراهيم والأنبياء وأنت تقول: “إن كان أحد يحفظ كلامي فلن يذوق الموت إلى الأبد”. ألعلك أعظم من أبينا إبراهيم الذي مات. والأنبياء ماتوا. من تجعل نفسك؟” أجاب يسوع: أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح” (يو 8: 51-56).

    وهو هنا يؤكد ما قاله لتلاميذه “طوبى لعيونكم لأنها تبصر ولآذانكم لأنها تسمع. فإني الحق أقول لكم: إن أنبياء وأبراراً كثيرين اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا” (مت 13: 16-17)، فقال له اليهود: “ليس لك خمسون سنة بعد أفرأيت إبراهيم؟” قال لهم يسوع: “الحق الحق أقول لكم: قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن” فرفعوا حجارة ليرجموه. أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازاً في وسطهم ومضى هكذا” (يو 8: 57-59).

وهنا أثار قوله “قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن” غضب اليهود وجعلهم يحنقون عليه ويقرروا موته رجماً بالحجارة “فرفعوا حجارة ليرجموه”. لماذا؟ لأنهم اعتقدوا أنه يجدف على الله وينسب لنفسه ما لله ويسمي نفسه باسم الله، أي يقول “إني أنا الله”. كيف ذلك؟ لأن كلامه هذا له أكثر من مغزى، كلها تدل على أنه يقول صراحة “إنه الله”!

أولاً: يقول إنه قبل أن يوجد إبراهيم، منذ حوالي 2000 سنة ق.م، كان هو موجوداً. أي أنه يؤكد على وجوده السابق، قبل إبراهيم. وبالتالي على وجوده السابق للتجسد والميلاد من العذراء، فقد كان موجوداً قبل أن يظهر على الأرض، وهذا يعني أنه كائناً في السماء.

ثانياً: يقول بالحرف الواحد “أنا كائن”، وهذا القول يعني حرفياً “أنا أكون” و الكائن” وباليونانية “I Am – # – Ego eimi”. وهو هنا يستخدم نفس التعبير الذي عبر به الله عن نفسه عندما ظهر لموسى النبي في العليقة وعندما سأله موسى عن اسمه، قال “أهيه الذي أهيه” (ومعناه أنا الكائن الدائم). وأضاف: “هكذا تقول لبني إسرائيل: أهيه، هو الذي أرسلني إليكم”. وقال أيضاً لموسى: “هكذا تقول لشعب إسرائيل:

إن الرب “يهوه – الكائن” إله آبائكم، إله إبراهيم واسحق ويعقوب قد أرسلني إليكم. هذا هو اسمي إلى الأبد، وهو الاسم الذي أدعى به من جيل إلى جيل” (خر 3: 14-15). أي أن الرب يسوع المسيح يعطي لنفسه نفس الاسم الذي عبر به الله عن نفسه “أنا الكائن الدائم. الكائن الذي يكون” والذي يساوي يهوه (الكائن) الذي هو اسم الله الوحيد في العهد القديم. أي أنه يقول لهم “أنا الكائن الدائم” الذي ظهر لموسى في العليقة، وهذا ما جعل اليهود يثورون عليه ويحنقون لأنهم أدركوا أنه يعني أنه هو “الله” نفسه “الكائن الدائم”. وهذا الاسم لا يمكن أن يطلق على غير الله ذاته والذي يقول الله عنه “أنا الرب (يهوه = الكائن) هذا اسمي ومجدي لا أعطيه لآخر” (أش 42: 8).

ثالثاُ: كما أن الرب يسوع المسيح يسـتخدم في قوله هذا، الزمن الحاضر (المضارع) “أكون – # – I Am” والذي يدل على الوجود المستمر، بلا بداية وبلا نهاية، وهو هنا يعني أنه “الكائن” دائماً، والذي “كان” أزلاً بلا بداية، والذي “سيكون” أبداً بلا نهاية، الموجود دائماً في الماضي بلا بداية، والحاضر دائماً، والمستقل بلا نهاية، كقوله في سفر الرؤيا “أنا الألف والياء، البداية والنهاية، الأول والآخر” (رؤ 22: 13).

إذا فهو يعلن صراحة أنه هو الرب الإله الواحد المعبود، والكائن الأزلي الذي لا بداية له ولا نهاية!! ولذلك فعندما قال له تلميذه توما “ربي وإلهي” قال له “لأنك رأيتني يا توما آمنت! طوبى للذين آمنوا ولم يروا” (يو 20: 28-29). وهذا ما أكده مرات عديدة:

  1. فقد أعلن أنه الأزلي الأبدي الذي لا بداية له ولا نهاية (غير المحدود بالزمان): حيث يقول هو في سفر الرؤيا “أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية، يقول الرب الكائن والذي كان والذي يأتي، القادر على كل شيء” (رؤ 1: 8).

† “أنا هو الألف والياء. الأول والآخر” (رؤ 1: 11).

† “أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية. أنا أعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجاناً” (رؤ 21: 6).

† “أنا الألف والياء، البداية والنهاية، الأول والآخر” (رؤ 22: 13).

† “لا تخف، أنا هو الأول والآخر” (رؤ 1: 17).

  1. ويقول “أنا و”أنا” هو بنفس القوة الإلهية، كما يقولها الله: فيسـتخدم تعبـير “أنا” و”أنا هو I Am – #” بمعنى أنا صاحب السلطان على الكون كله والخليقة كلها، وأنا، الله، الكائن على الكل “الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد” (رو 9: 5)، بنفس الأسلوب والطريقة التي تكلم بها الله في العهد القديم. فعندما سأل موسى النبي الله عن اسمه قال له الله “أهيه الذي أهيه (أكون الذي أكون)” (خر 3: 15) والتي تعني، كما بينا أعلاه “أنا كائن”، “أنا الكائن الدائم” والإله الوحيد الذي ليس مثله أو سواه ولا يوجد آخر غيره أو معه، كقول الله ذاته في العهد القديم:

† “انظروا الآن! أنا أنا هو وليس إله معي. أنا أميت وأحيي. سحقت وإني أشفي وليس من يدي مخلص” (تث 32: 39).

† “من البدء؟ أنا الرب الأول ومع الآخرين أنا هو” (أش 41: 4).

† “إني أنا هو. قبلي لم يصور إله وبعدي لا يكون” (أش 43: 10).

† “أن هو ولا منقذ من يدي. أفعل ومن يرد؟” (أش 43: 13).

† “أنا أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفس وخطاياك لا أذكرها” (أش 43: 25).

† “أنا هو. أنا الأول وأنا الآخر” (أش 48: 12).

† “أنا أنا هو معزيكم” (أش 51: 12).

ويستخدم الرب يسوع المسيح تعبير “أنا” في الموعظة على الجبل بالمقابلة مع الله، فيقول:

† “قيل للقدماء: لا تقتل… وأما أنا فأقول لكم: إن كل من يغضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب الحكم” (مت 5: 21-22).

† “قيل للقدماء: لا تزن… وأما أنا فأقول لكم: إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه” (مت 5: 27-28).

† “وقيل: من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق… وأما أنا فأقول لكم: إن من طلق امرأته إلا لعلة الزنى يجعلها تزني ومن يتزوج مطلقة فإنه يزني” (مت 5: 31-33).

† ” سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تحنث بل أوف للرب أقسامك. وأما أنا فأقول لكم: لا تحلفوا البتة” (مت 5: 33-34).

† “سمعتم أنه قيل: عين بعين وسن بسن. وأما أنا فأقول لكم: لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً” (مت 5: 38-39).

† “سمعتم أنه قيل: تحب قريبك وتبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم. باركوا لاعينكم. أحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم” (مت 5: 43-44).

وهو هنا يتكمل كصاحب سلطان على الشريعة والإله الذي أعطاها وصاحبها.

كما يستخدم تعبير “أنا هو I Am – #”، كما استخدمها الله في العهد القديم، بكل معانيها اللاهوتية التي تؤكد لاهوته وكونه هو ذاته الله، الله الكلمة:

† “فللوقت قال لهم يسوع: “تشجعوا! أنا هو لا تخافوا” (مت 14: 27).

† “لأن الجميع رأوه واضطربوا. فللوقت قال لهم: “ثقوا. أنا هو، لا تخافوا” (مر 6: 50).

† فقال يسوع: “أنا هو. وسوف تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً في سحاب السماء” (مر 14: 62).

† “فقال الجميع: أفأنت ابن الله؟ فقال لهم: أنتم تقولون إني أنا هو”. (لو 22: 70).

† “فقال لهم: أنا هو لا تخافوا” (يو 6: 20).

† “فقال لهم يسوع: أنا هو خبز الحياة. من يقبل إلي فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش أبداً” (يو 6: 35).

† “فكان اليهود يتذمرون عليه لأنه قال: أنا هو الخبز الذي نزل من السماء” (يو 6: 41)

† “أنا هو خبز الحياة” (يو 6: 48).

† “أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم” (يو 6: 51).

† “ثم كلمهم يسوع أيضاً قائلاً: “أنا هو نور العالم. من يتبعني لا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة” (يو 8: 12).

† “لأنكم إن لم تؤمنوا إني أنا هو تموتون في خطاياكم” (يو 8: 24).

† “فقال لهم يسوع: “متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون إني أنا هو ولست أفعل شيئاً من نفسي بل أتكلم بهذا كما علمني أبي” (يو 8: 28).

† “أنا هو الباب. إن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى” (يو 10: 9).

† “أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف” (يو 10: 11).

† “قال لها يسوع: أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا” (يو 11: 25).

† “أقول لكم الآن قبل أن يكون حتى متى كان تؤمنون إني أنا هو” (يو 13: 19).

† “قال له يسوع: أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي”. (يو 14: 6).

† “فلما قال لهم: إني أنا هو. رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض” (يو 18: 6).

† “أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية، يقول الرب الكائن والذي كان والذي يأتي، القادر على كل شيء” (رؤ 1: 8).

† “قائلاً لي: لا تخف، أنا هو الأول والآخر” (رؤ 1: 17).

† “إن أنا هو الفاحص الكلى والقلوب، وسأعطي كل واحد منكم بحسب أعماله” (رؤ 2: 23).

† “أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية. أنا أعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجاناً” (رؤ 21: 6).

  1. ولذا فقد أعلن أنه النازل من السماء:

† “لأني قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني” (يو 6: 38).

† “أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء” (يو 6 51).

† “هذا هو الخبز الذي نزل من السماء. ليس كما أكل أباؤكم المن وماتوا. من يأكل هذا الخبز فإنه يحيا إلى الأبد” (يو 6: 58).

† وهذا ما جعل اليهود يتذمرون عليه قائلين: “أليس هذا هو يسوع بن يوسف الذي نحن عارفون بأبيه وأمه. فكيف يقول هذا: إني نزلت من السماء؟” (يو 6: 42).

† “فكان اليهود يتذمرون عليه لأنه قال: “أنا هو الخبز الذي نزل من السماء” (يو 6: 41).

  1. والخارج من عند الله الآب والذي هو من ذات الآب وفي ذات الآب:

† “فقال لهم يسوع: “لو كان الله أباكم لكنتم تحبونني لأني خرجت من قبل الله وأتيت” (يو 8: 42).

† خرجت من عند الآب وقد أتيت إلى العالم وأيضاً أترك العالم وأذهب إلى الآب” (يو 16: 28).

† “لأن الكلام الذي أعطيتني قد أعطيتهم وهم قبلوا وعلموا يقيناً أني خرجت من عندك” (يو 17: 8).

† “أنا أتكلم بما رأيت عند أبي” (يو 8: 38).

† فقال يسوع: “أعمالاً كثيرة حسنة أريتكم من عند أبي” (يو 10: 32).

† “لأن الآب نفسه يحبكم لأنكم قد أحببتموني وآمنتم أني من عند الله خرجت” (يو 16: 27).

† “خرجت من عند الآب وقد أتيت إلى العالم وأيضاً أترك العالم وأذهب إلى الآب” (يو 16: 28).

ويؤكد انه خرج من عند الله الآب، من قبل الله الآب، لأنه هو نفسه من الآب، من ذات الآب، وفي ذات الآب، فهو عند الآب، وفي حضن الآب.

† “أنا أعرفه لأني منه وهو أرسلني” (يو 7: 29)

† “أنا في الآب والآب فيّ” (يو 14: 10).

† “صدقوني أني في الآب والآب فيّ” (يو 14: 11).

فهو كما يقول القديس يوحنا بالروح “الأبن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر” (يو 1: 18).

كان عند الآبن في ذات الآب ومن ذات الآب لأنه كلمة الله وعقله الناطق “في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله” (يو1: 1).

  1. والواحد مع الآب في الجوهر:

إنه هو الواحد مع الآب في الجوهر، الذي من ذات الآب وفي ذات الآب بحسب لاهوته” الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر” (يو 1: 18).

“أنا والآب واحد” (يو 10: 30).

“إن أنا في الآب والآب فيّ… صدقوني أني في الآب والآب فيّ” (يو 14: 10-11).

  1. وأنه الموجود في السماء وعلى الأرض وفي كل مكان في آن واحد (غير المحدود بالمكان):

يقول عن نفسه “وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء” (يو 3: 13).

فهو في السماء وعلى الأرض في آن واحد.

وأيضاً “لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم” (مت 18: 20). أي أنه مع كل من يصلي باسمه في كل مكان.

وعند صعوده قال لتلاميذه “فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر” (مت 28: 19-20). أي أنه معهم في كل مكان وزمان.

ويقول القديس مرقص بالروح “ثم إن الرب بعدما كلمهم ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله. وأما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالآيات التابعة” (مر 16: 19-20).

كان يجلس على العرش في السماء وفي نفس الوقت كان يعمل مع تلاميذه في كل مكان على الأرض.

  1. والموجود مع الآب وفي ذات الآب قبل كل خليقة:

 “قال لهم يسوع: الحق الحق أقول لكم: قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن”. (يو 8: 58).

أي أنه موجود قبل إبراهيم وموجود دائماً “أنا كائن” بلا بداية وبلا نهاية.

وخاطب الآب قائلاً “والآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم” (يو 17: 5). وأيضاً “لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم” (يو 17: 24).

  1. وأنه الحي ومعطي الحياة:

وقال عن نفسه أنه هو الحي الذي لا يموت كإله، الذي له الحياة في ذاته ومعطي الحياة” فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس” (يو 1: 4)، “إني أنا حي فأنتم ستحيون” (يو 14: 19).

“كما أرسلني الآب الحي وأنا حي بالآب” (يو 6: 57).

“والحي. وكنت ميتاً وها أنا حي إلى أبد الآبدين. آمين. ولي مفاتيح الهاوية والموت” (رؤ 1: 18).

  1. وأنه هو ملك الملوك ورب الأرباب:

يقول الكتاب عنه أنه هو ملك الملوك ورب الأرباب كإله “لأنه رب الأرباب وملك الملوك” (رؤ 17: 14)، “وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب: ملك الملوك ورب الأرباب” (رؤ 19: 16) وأكد هو ذاته هذه الحقيقة عندما قال لبيلاطس “مملكتي ليس من هذا العالم. لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أسلم إلى اليهود. ولكن الآن ليست مملكتي من هنا” (يو 18: 36).

  1. وأنه هو الرب، الله ذاته:

حيث يقول: ليس كل من يقول لي: يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات” (مت 7: 21).

كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب أليس باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة” (مت 7: 22).

فهو رب الطبيعة والذي تخضع له كل عناصر الطبيعة فقد حول الماء إلى خمر (يو 2: 1-10)، ومشى على مياه البحر الهائج (مت 14: 25؛ مر 6: 49؛ يو 6: 19)، “فقام وانتهر الريح وقال للبحر: “اسكت أبكم”. فسكنت الريح وصار هدوء عظيم… فخافوا خوفاً عظيماً وقالوا بعضهم لبعض: “من هو ذا؟ فإن الريح أيضاً والبحر يطيعانه!” (مر 4: 39-41). وعندما مات كإنسان على الصليب بحسب الطبيعة البشرية التي له، أعلنت الطبيعة احتجاجها “وأظلمت الشمس” (لو 23: 45)، “وإذا بحجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل. والأرض تزلزلت والصخور تشققت والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين. وأما قائد المئة والذين معه يحرسون يسوع فلما رأوا الزلزلة وما كان خافوا جداً وقالوا: “حقاً كان هذا ابن الله” (مت 27: 51-54).

  1. وأعلن أنه صاحب السلطان على كل ما في السماوات وعلى الأرض:

هو ابن الله الوحيد الجنس الذي في حضن الآب ومن ذات الآب (يو 1: 18). الذي له السلطان على كل ما في السماء وعلى الأرض، كل ما في الكون كما تنبأ عنه دانيال النبي قائلاً إنه “فأعطي سلطان ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض” (دا 7: 14).

لذا يقول هو نفسه لتلاميذه “دفع إليّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض” (مت 28: 18)، وإن له سلطان حتى على نفسه “ليس أحد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضاً. هذه الوصية قبلتها من أبي” (يو 10: 18).

  1. وأنه كلي العلم، العالم بكل شيء:

يقول الكتاب عن معرفته المطلقة بالإنسان “فعلم يسوع أفكارهم” (مت 9: 4؛ مت 12: 25)، “فعلم يسوع خبثهم” (مت 22: 18).

“لأنه كان يعرف الجميع” (يو 2: 24)، “لأنه لم يكن محتاجاً أن يشهد أحد عن الإنسان لأنه علم ما كان في الإنسان” (يو 2: 25)، وقد كشف ما سيحدث في المستقبل لتلاميذه وبحسب تعبيره هو يقول:

† “ها أنا قد سبقت وأخبرتكم” (مت 24: 25).

† “أقول لكم الآن قبل أن يكون حتى متى كان تؤمنون أني أنا هو” (يو 13: 19).

† “وقلت لكم الان قبل أن يكون حتى متى كان تؤمنون” (يو 14: 29).

† ووصف لهم كل ما سيحدث لهم بعد صعوده وما سيحدث للكنيسة حتى وقت مجيئه الثاني في مجد “سيخرجونكم من المجامع بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمه لله. وسيفعلون هذا بكم لأنهم لم يعرفوا الآب ولا عرفوني. لكني قد كلمتكم بهذا حتى إذا جاءت الساعة تذكرون أني أنا قلت لكم. ولم أقل لكم من البداية لأني كنت معكم” (يو 16: 2-4).

† وعندما قابل تلميذه نثنائيل أكد له أنه رآه وهو تحت التينة قبل أن يأتي إليه: “قال له نثنائيل: من أين تعرفني؟ أجاب يسوع: قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك”. فقال نثنائيل: يا معلم أنت ابن الله!” (يو 1: 48-49).

† وكشف أسرار المرأة السامرية: “قال لها يسوع: اذهبي وادعي زوجك وتعالي إلى ههنا” أجابت المرأة: “ليس لي زوج”. قال لها يسوع: “حسناً قلت ليس لي زوج لأنه كان لك خمسة أزواج والذي لك الآن ليس هو زوجك. هذا قلت بالصدق. قالت له المرأة: يا سيد أرى أنك نبي! … هلموا انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت. ألعل هذا هو المسيح” (يو 4: 16-19، 29).

† وكان يعلم من سيؤمن به ومن لا يؤمن، “لأن يسوع من البدء علم من هم الذين لا يؤمنون ومن هو الذي يسلمه” (يو 6: 64).

† وكان يعلم ساعته المحتومة ليصلب “وأما يسوع فأجابهما: قد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان” (يو 12: 23)، “أما يسوع قبل عيد الفصح هو عالم أن ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم إلى الآب” (يو 13: 1)، “فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه” (يو 18: 4)، وكان يعلم من هو الذي يسلمه “لأنه عرف مسلمه” (يو 13: 11)، وبالتجربة عرف تلاميذه أنه يعلم كل شيء: “الآن نعلم أنك عالم بكل شيء ولست تحتاج أن يسألك أحد.

لهذا نؤمن أنك من الله خرجت. أجابهم يسوع: “الآن تؤمنون؟ هو ذا تأتي ساعة وقد أتت الآن تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته وتتركوني وحدي. وأنا لست وحدي لأن الآب معي. قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام. في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا: أنا قد غلبت العالم” (يو 16: 30-33).

لذلك يقول الكتاب عنه “المسيح المدخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم” (كو 2: 2-3). كما يقول الكتاب عنه أيضاً: “يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد” (عب 13: 8)، أي غير المتغير.

  1. إعلان أنه المعبود

قال الله في العهد القديم “الرب إلهك تتقي وإياه تعبد وباسمه تحلف” (تث 6: 13)، وقال الرب يسوع المسيح في العهد الجديد “للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد” (مت 4: 10). إذا الله وحده هو المعبود، والكتاب أيضاً يقول أن الرب يسوع المسيح هو المعبود، كما سبق وتنبأ عنه دانيال النبي قائلاً “كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن انسان أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه. فأعطي سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض” (دا 7: 13-14).

وقد أعلن عن نفسه أنه الذي يصلى إليه وأنه هو سامع الصلاة، وأنه هو الذي يستجيب للصلاة، وأنه هو الذي يعطي القوة الغلبة، الذي يقوي ويجعلنا نغلب الشرير، فقال:

† “لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم” (مت 18: 20).

† “ومهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجد الآب بالابن” (يو 14: 13).

† “إن سألتم شيئاً باسمي فإني أفعله” (يو 14: 14).

† “ليس كل من يقول لي: يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات” (مت 7: 21).

† “ولماذا تدعونني: يا رب يارب وأنتم لا تفعلون ما أقوله؟” (لو 6: 46).

† ولذا فقد صلت إليه الكنيسة عند اختيار متياس الرسول بديلاً عن يهوذا قائلة: “أيها الرب العارف قلوب الجميع عين أنت من هذين الاثنين أياً اخترته” (أع 1: 24).

† كما يقول القديس بولس بالروح “من جهة هذا (آلام شوكة الجسد) تضرعت إلى الرب ثلاث مرات أن يفارقني. فقال لي: “تكفيك نعمتي، لأن قوتي في الضعف تكمل”. فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي، لكي تحل عليّ قوة المسيح” (2كو 12: 8-9).

† كما يشكره لأنه قواه “وأنا أشكر المسيح يسوع ربنا الذي قواني” (1تي 1: 12).

† وقال له توما بعد القيامة “ربي وإلهي” (يو 20: 28).

فقد أعلن هو أنه المعبود، وبرهن على أقواله بأعماله، ومن ثم فقد قدم له تلاميذه والمؤمنون به العبادة ووصفوا أنفسهم بعبيده، وهذا ما أكدوه في افتتاحيات رسائلهم للمؤمنين:

† “يعقوب، عبد الله والرب يسوع المسيح” (يع 1: 1).

† “يهوذا، عبد يسوع المسيح” (يه 1).

† “سمعان بطرس عبد يسوع المسيح ورسوله” (2بط 1: 1).

† “بولس عبد ليسوع المسيح” (رو 1: 1).

† “بولس وتيموثاوس عبدا يسوع المسيح” (في 1: 1).

† “يسلم عليكم أبفراس، الذي هو منكم، عبد المسيح” (كو 4: 12).

† ويقول القديس بولس بالروح “لأن من دعي في الرب وهو عبد فهو عتيق الرب. كذلك أيضاً الحر المدعو هو عبد للمسيح. قد اشتريتم بثمن فلا تصيروا عبيداً للناس” (1كو 7: 22-23).

ولأن الرب يسوع المسيح هو المعبود فقد قبل السجود من كل من سجدوا له، وهو نفسه القائل “للرب إلهك تسجد إياه وحده تعبد” (مت 4: 10) ولم يمنع أحداً من السجود له، يقول الكتاب:

† فعند ميلاده جاء المجوس قائلين: “أتينا لنسجد له” (مت 2: 3). وسجدوا له “خروا وسجدوا له” (مت 2: 11).

† “وإذا أبرص قد جاء وسجد له” (مت 8: 2).

† “وفيما هو يكلمهم بهذا إذا رئيس قد جاء فسجد له” (مت 9: 18).

† “والذين في السفينة جاءوا وسجدوا له” (مت 14: 33).

† “وإذا امرأة كنعانية…. فأتت وسجدت له قائلة: يا سيد أعني!” (مت 15: 25).

† والمولود أعمى الذي خلق له المسيح عينين “وسجد له” (يو 9: 38).

وكما عبده تلاميذه كالرب الإله فقد سجدوا له أيضاً كالرب الإله، فهم كانوا يعلمون مما تعلموه من الرب نفسه، وكيهود أصلاً، أنه لا سجود ولا عبادة لغير الله، وقال الملاك للقديس يوحنا في الرؤيا: “أنظر، أنا عبد معك ومع اخوتك والذين عندهم شهادة يسوع. اسجد لله” (رؤ 19: 10؛ 22: 9).

† كما منع القديس بطرس قائد المئة الذي حاول أن يسجد له قائلاً: قم أنا أيضاً إنسان” (أع 10: 25).

† ولكن التلاميذ عبدوه وسجدوا له كالرب الإله، كما قال له توما “ربي وإلهي” (يو 20: 28).

† حينئذ تقدمت إليه ام ابني زبدي مع ابنيها وسجدت له” (مت 20: 20).

† وبعد القيامة “ولما رأوه (تلاميذه) سجدوا له” (مت 28: 17؛ لو 24: 25).

† والمريمتين “وأمسكتا بقدميه وسجدتا له” (مت 28: 9).

في كل هذه الحالات لا توجد أية إشارة أو تلميح في الكتاب على أن الرب يسوع المسيح قد رفض ولم يقبل السجود له بل على العكس تماماً فهو المكتوب عنه “ولتسجد له كل ملائكة الله” (عب 1: 6)، وأيضاً “لأننا جميعاً سوف نقف أمام كرسي المسيح لأنه مكتوب “أن حي يقول الرب إنه لي ستجثو كل ركبة وكل لسان سيحمد الله” (رو 14: 10-11)، وأيضاً “لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض” (في 2: 10).

أسئلة يسألها المسلمون ج25 والرد المسيحي عليها

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !