الردود على الشبهات

أسئلة يسألها المسلمون ج38 والرد المسيحي عليها

أسئلة يسألها المسلمون ج38 والرد المسيحي عليها

أسئلة يسألها المسلمون ج38 والرد المسيحي عليها

أسئلة يسألها المسلمون ج38 والرد المسيحي عليها
أسئلة يسألها المسلمون ج38 والرد المسيحي عليها

أسئلة يسألها المسلمون ج38 والرد المسيحي عليها

 

75 “قال الرب لربي اجلس عن يميني …” (مز 110: 1)، نبوات من سفر المزامير…إلى من تشير؟!

من يزعمون تنبؤ الكتاب المقدس عن نبي آخر يأتي بعد السيد المسيح يحلو لهم استخدام بعض الآيات الواردة بسفر المزامير للتدليل على كلامهم، مخالفين بذلك النص الواضح للنصوص الكتابية، ومؤولينها إلى غير معناها. ومنها هذه الآية “قال الر لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك” (مز 110: 1).

زعم بعض الكتاب من الإخوة المسلمين أن المسيح المنتظر ليس من نسل داود بل هو سيد داود وربه وبالتالي يكون هو النبي الآتي مستشهدين بقول الرب يسوع المسيح “وفيما كان الفريسيون مجتمعين سألهم يسوع قائلاً: ماذا تظنون في المسيح؟ ابن من هو؟ قالوا له ابن داود. قاله لهم فكيف يدعون داود بالروح رباً قائلاً: قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعدائك موطئاً لقدميك. فإن كان داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه؟” (مت 22: 42-44).

فقالت د. مها محمد “إما أن السيد المسيح ليس ابن داود (فإن كان داود رباً، فكيف يكون ابنه) وهذا غير ممكن لأن السيد المسيح من نسل داود من جهة أمه… وإما أ، السيد المسيح أراد أن يذكر أن السيد “النبي” الذي يتحدث عنه داود عليه السلام – ليس من نسل داود”، وتضيف ملحوظة أن نبي المسلمين ليس من نسل داود”!!. وكتب عبد الأحد داود فصلاً في إثبات أن الذي دعاه داود “ربي” والتي حاول جهده أن يحولها إلى مجرد “سيد” هو نبي المسلمين وذلك اعتماداً على قول الرب يسوع المسيح المذكور أعلاه!!

  1. ونقول لهما هنا أن الكلمة “ربي” المستخدمة في قول داود النبي “قال الرب (يهوه) لربي (أدوناي Adonai) اجلس عن يميني حتى أضع اعداءك موطئاً لقدميك” (مز 110: 1). هي (أدوناي Adonai) من لقب “أدون” (Adonadhonai) في العبرية، تعني “رب، سيد Lord”، وجمعها “أدونيم – Adhonim – أرباب – Lords”، ويستخدم كجمع تعظيم للمفرد.

وقد استخدم هذا اللقب “أدون” بكل هذه المعاني في مخاطبة الله، بالمعنى الأسمى، معنى الكرامة والسيادة، فهو الرب والسيد صاحب السلطان والسيادة على جميع المخلوقات، كما يستخدم للتعبير عن ألوهية الله وربوبيته وسيادته “قدرته السرمدية ولاهوته” (رو 1: 2)، “الرب إلهكم هو إله الآلهة ورب الأرباب، (أدوني ها أدونيم) الإله العظيم الجبار” (تث 1: 17).

ويعني لقب “أدوني adhoni”، “ربي، سيدي – My Lord” لأن الحرف (اليود) الياء – ي هو ياء الملكية. أما أدوناي adhonai فيستخدم عادة للاحترام والتوقير، كبديل لـ “أنت” هو “هو” ويستخدم في أغلب الأحيان عن الله ويرتبط دائماً بالاسم الإلهي “يهوه”. ويظهر هذا اللقب في العهد القديم 449 مرة، منها 315 مرة مع يهوه – “أدوناي يهوه” 31 مرة و”يهوه أدوناي” 5 مرات – 134 مرة “أدوناي” وحده.

وقد ترجم هذا اللقب المركب “أدوناي يهوه” و”يهوه أدوناي” بـ “السيد الرب  Lord God” ويعبر عن سلطة الله، يهوه، وسيادته على الكون، الخليقة كلها. وفي الغالبية العظمى من الفقرات التي يتكرر فيها “أدوناي” تسبقه عبارة “هكذا يقول “كمقدمة له، وخاصة في سفري حزقيال وأشعياء “لذلك هكذا يقول السيد الرب…”. “هكذا يقول السيد رب الجنود…” (أش 10: 24).

ومنذ فترة ما بعد السبي وامتناع اليهود عن نطق الاسم يهوه، استخدم اللقب “أدوناي” كمرادف لاسم يهوه ومساو تفسيري له، يعبر عن مغزاه وماهيته، كما حل محله، كبديل له، في الأحاديث الشفوية. وهذا جعل اليهود يحرصون على حمالة الاستخدام الديني لـ “أدون” حتى لا يخاطب الناس به كما يخاطبون السادة من البشر، فكانوا يكتبونه، عند الاستخدام مع “يهوه” أو كبديل له، بطريقة مميزة وينطقونه أيضاً بطريقة مميزة (فقد اعتبروا حرف الياء (ي) الأخير في الكلمة والدال على الملكية جزء من الكلمة “أدوني”، ثم طوروا نطق هذه الياء، الأخيرة من الكلمة) فأصبحت “أدوناي”. وكان هذا الفارق الخفيف كافي لتمييز “أدوناي” (كنص ديني).

  1. وفي هذه النبوة يتكلم عن الرب “يهوه” الذي يخاطب الرب “أدوناي” ويجلسه عن يمين العظمة. فمن المقصود هنا بـ “أدوناي المساوي ليهوه”؟ والإجابة نجدها في الآية نفسها وفي قول داود في مزمور آخر، فهنا في هذه الآية يقول يهوه لأدوناي “اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك”، وفي المزمور الثاني يتنبأ عن المسيح قائلاً “قال لي أنت ابني. أنا اليوم ولدتك” (مز 2: 7).
    ونسأل مرة أخرى، من هو الذي قال له يهوه “أنت ابني أنا اليوم ولدتك”؟ والإجابة هي: يقول الكتاب المقدس أنه الرب يسوع المسيح: “إذ أقام يسوع كما هو مكتوب أيضاً في المزمور الثاني أنت ابني أنا اليوم ولدتك” (أع 13: 33)، وفي مقارنة مع الملائكة يقول “لأنه لمن من الملائكة قال قط أنت ابني أنا اليوم ولدتك” (عب 1: 5)، “كذلك المسيح أيضاً لم يمجد نفسه ليصير رئيس كهنة بل الذي قال له أنت ابني أنا اليوم ولدتك” (عب 5: 5).

والسؤال الثاني: من هو الجالس عن يمين الله، يهوه؟ والإجابة هي الرب يسوع المسيح حيث يقول لنا الكتاب أنه لم يصعد إلى السماء ويجلس عن يمين الآب سوى شخص واحد هو الرب يسوع المسيح!! فقد أكد الرب يسوع المسيح أنه هو الرب “أدوناي” وأدوناي هو “يهوه”، وأنه هو الجالس في يمين العظمة، على عرش الله في السماء. كما قال لتلاميذه “من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة” (مت 26: 64؛ مر 14: 62). وعن صعوده يقول “ثم أن الرب بعدما كلمهم (تلاميذه ورسله) ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله” (مر 16: 19).

“ارتفع بيمين الله” (أع 2: 32؛ 5: 31)، “المسيح هو الذي مات بل بالحري قام أيضاً الذي هو أيضاً عن يمين الله الذي أيضاً يشفع فينا” (رو 8: 34)، “المسيح جالس عن يمين الله” (كو 3: 1)، “الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا جلس عن يمين العظمة في الأعالي” (عب 1: 3)، “جلس في يمين عرش العظمة في السماوات” (عب 8: 1)، “جلس في يمين عرش الله” (عب 12: 2)، “وأجلسه عن يمينه في السماويات” (أف 1: 20)، “الذي هو في يمين الله إذ قد مضى إلى السماء وملائكة وسلاطين مخضعة له” (1بط 3: 22). فالمسيح إذاً هو الرب “أدوناي – يهوه”، رب داود الجالس في يمين عرش العظمة، عرش الله في السماء.

  1. أما بخصوص ما قاله هؤلاء الكتّاب أن المسيح “رفض الفكرة القائلة إن المسيح الذي كانت تنتظره إسرائيل كان أحد أبناء داود”؟!! فالمسيح لم ينف مطلقاً أنه هو المسيح الذي كانت تنتظره إسرائيل ولا أنه، هو، أحد أبناء داود بل كان الجموع ينادونه بلقب “ابن داود” ويقولون له “يا ابن داود”، بل ويبدأ الإنجيل للقديس متى بقوله “كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم” (مت 1: 1)، وقال عنه الكتاب أيضاً “الذي صار من نسل داود من جهة الجسد” (رو 1: 3)، ووصفه الكتاب بـ “الأسد الذي من سبط يهوذا أصل داود” (رؤ 5: 5)، ووصف هو نفسه بقوله: “أنا أصل وذرية داود” (رؤ 22: 16).
    أما الآيات التي استشهد بها الكاتب والتي سأل فيها الرب يسوع المسيح اليهود قائلاً: “ماذا تظنون في المسيح؟ ابن من هو؟ قالوا له ابن داود. قال لهم فكيف يدعوه داود بالروح رباً قائلاً: قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك. فإن كان داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه؟” (مت 22: 42-44). لا تنفي كون المسيح ابن داود بل تؤكد على كونه ابن داود بالجسد ورب داود بلاهوته. وهذا ما أراد الرب يسوع المسيح أن يؤكده لليهود، كما قال عن نفسه “أنا أصل وذرية داود” (رؤ 22: 16)، أصل داود كربه وذرية داود بالجسد كما يقول الكتاب “الذي صار من نسل داود من جهة الجسد” (رو 1: 3).

وهنا يؤكد الرب يسوع المسيح في سؤاله لهم أنه رب داود الجالس عن يمين العظمة في السماوات. فمن هو رب داود؟ والإجابة هي: رب داود هو الله! فالكتاب يقول: “اسمع يا إسرائيل. الرب إلهنا رب واحد” (تث 6: 4)، وأيضاً “للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد” (تث 6: 13؛ مت 1: 4).

وقد أكد ذلك أيضاً السيد المسيح نفسه في قوله “إن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا رب واحد” (مر 12: 29). والكتاب يقول أيضاً أن الرب يسوع المسيح نفسه هو هذا الرب الواحد” لكن لنا إله واحد الآب الذي منه جميع الأشياء ونحن له. ورب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء ونحن به” (1كو 8: 6). ويقول القديس بطرس عنه بالروح “هذا هو رب الكل” (أع 1: 36).

القمص عبد المسيح بسيط

أسئلة يسألها المسلمون ج38 والرد المسيحي عليها

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !