الردود على الشبهات

أسئلة يسألها المسلمون ج39 والرد المسيحي عليها

أسئلة يسألها المسلمون ج39 والرد المسيحي عليها

أسئلة يسألها المسلمون ج39 والرد المسيحي عليها

أسئلة يسألها المسلمون ج39 والرد المسيحي عليها
أسئلة يسألها المسلمون ج39 والرد المسيحي عليها

أسئلة يسألها المسلمون ج39 والرد المسيحي عليها

76 الحجر الذي رفضه البناءون. نبوءات سفر دانيال النبي… إلى من تشير؟!

يقول بعض الكتاب من الإخوة المسلمين أن ما جاء في (دانيال 2) هو نبوة عن ظهور الإسلام وامتداده وقالوا أن الممالك الأربع المذكورة في هذا الفصل هي الكلدانيون والمديانيون والفرس واليونان وأن الإسكندر الكبير هزم الفرس وفرق شملها إلا أنها عادت على سابق مجدها فيما بعد وأخذت تضعف تارة وتقوى أخرى إلى زمن كسرى أنوشروان وبعد موت نبي المسلمين قصد إليها جيوش المسلمين وفتحوها وفتحوا ما بين النهرين وفلسطين وعليه فمملكة الإسلام هي المقصودة بالمملكة التي خلفت الممالك الأربع وسادت على كل الأرض (دا 2: 44، 45).

كما قالوا أيضاً: إن نبوة دانيال المزدوجة: صورة التمثال كناية عن الشرك الذي يمثل ممالك في زمن الرابع ينقطع حجر بغير يد قطعته فيسحق التمثال والممالك الوثنية التي تحمله وصورة ابن البشر الآتي على سحاب السماء لينشئ على الأرض ملكوت الله على أنقاض ممالك العالم (7: 13-37). وقالوا: إن الحجر الذي ضرب تمثال الشرك هو نبي المسلمين وملكوت الله هو الدولة الإسلامية المقامة على أنقاض الفرس والروم.

وما قدمه هؤلاء الكتاب هنا مليء بالأخطاء الدينية والتاريخية !!

وفيما يلي نقدم التفسير الدقيق لهذه النبوة:

فقد رأى الملك نبوخذ نصر ملك بالبل تمثال عظيم بهي ومنظره هائل مصنوع من أربعة معادن أساسية هي الذهب والفضة والنحاس والحديد “رأس هذا التمثال من ذهب جيد. صدره وذراعاه من فضة. بطنه وفخذاه من نحاس. ساقاه من حديد. قدماه بعضهما من حديد والبعض من خزف”. ثم وفجأة “قطع حجر بغير يدين فضرب التمثال على قدميه اللتين من حديد وخزف فسحقهما. فانسحق حينئذ الحديد والخزف والنحاس والفضة والذهب معاً وصارت كعاصفة البيدر في الصيف فحملتها الريح فلم يوجد لها مكان. أما الحجر الذي ضرب التمثال فصار جبلاً كبيراً وملأ الأرض كلها”.

وقد أوضح الله لدانيال النبي ثم لنبوخذ نصر أنه قد رمز في هذا الحلم وهذه الرؤيا بالمعادن الأربعة لأربع ممالك، امبراطوريات، ستقوم على الأرض بالتتابع إلى أن يأتي في الأيام الأخيرة ملكوت المسيح. وقد رمز إلى كل امبراطورية بمعدن خاص يبين جوهرها ويخلع عليها بعض الصفات التي ستكون السمة المعروف بها.

الإمبراطورية الأولى هي “بابل” (626-539 ق.م)، الإمبراطورية الثانية “مادي وفارس” (539-331 ق.م)، الإمبراطورية الثالثة “اليونان” (331-323 ق.م)، أما الرابعة فهي “روما” (58 ق.م – 476 م).

ثم جاءت المملكة الخامسة “ملكوت السماوات” فغزت جميع هذه الإمبراطوريات وسادت عليها، ولكن روحياً!! فلم تدمرها وتلغي حكوماتها وسيطرتها كما فعلت كل إمبراطورية مع سابقتها، بل غزتهم جميعاً روحياً، إنها مملكة المسيا، المسيح المنتظر، والتي بدأت في أيام الإمبراطورية الرابعة واستمرت في وجودها أيضاً، إذ تقول النبوة في الحلم والرؤيا: “وفي أيام هؤلاء الملوك يقيم إله السماوات مملكة لن تنقرض أبداً وملكها لا يترك لشعب آخر”.

إنها مملكة المسيح الروحية التي انتشرت بالكرازة بالإنجيل للخليقة كلها وليس بقوة السيف والجيوش “لأن كل الذين يأخذون بالسيف بالسيف يهلكون” (مت 26: 52)، وليست مثل الممالك الأخرى التي انتشرت بالغزوات والمعارك الحربية وقوة الجيوش!! وقد ولد الرب يسوع المسيح في أيام هذه الإمبراطورية الرابعة، وجاء ميلاده في بيت لحم بسبب أمر قيصرها، إذ يقول الكتاب “وفي تلك الأيام صدر أمر من أغسطس قيصر بأن يكتتب كل المسكونة” (لو 2: 1)، ويؤرخ لبداية خدمة يوحنا المعمدان سفير المسيح بتواريخ امبراطورها وولاتها” وفي السنة الخامسة عشرة من سلطنة طيباريوس قيصر إذ كان بيلاطس والياً على اليهودية… كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية” (لو 3: 1-3). وصلب الرب يسوع المسيح بحسب قوانينها (يو 19: 12).

الحجر الذي قطع بدون يدين قال دانيال النبي في إعلانه لما جاء برؤياه وحلم نبوخذ نصر “كنت تنظر إلى أن قطع حجر بغير يدين فضرب التمثال على قدميه اللتين من حديد وخزف فسحقهما. فانسحق حينئذ الحديد والخزف والنحاس والفضة والذهب معاً وصارت كعاصفة البيدر في الصيف فحملتها الريح فلم يوجد لها مكان. أما الحجر الذي ضرب التمثال فصار جبلاً كبيراً وملأ الأرض كلها”. وقال في التفسير “وفي أيام هؤلاء الملوك يقيم إله السماوات مملكة لن تنقرض أبداً وملكها لا يترك لشعب آخر وتسحق وتفنى كل هذه الممالك وهي تثبت إلى الأبد. لأنك رأيت أنه قد قطع حجر من جبل لا بيدين فسحق الحديد والنحاس والخزف والفضة والذهب.

هذا الحجر الذي قطع بدون يدين وسحق كل هذه الممالك وملأ ملكوته الأرض كلها، كما يؤكد الكتاب المقدس هو المسيح وليس نبي الإسلام كما قال بعض هؤلاء الكتاب!! فقد وصف في نبوات داود بحجر الزاوية “الحجر الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية. من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا” (مز 118: 22، 23)، وفي نبوات أشعياء النبي بحجر الزاوية وحجر الامتحان “هكذا يقول الرب. هأنذا أؤسس في صهيون حجر امتحان حجر زاوية كريماً مؤسساً” (أش 28: 16).

وقد أشار الرب يسوع المسيح إلى نفسه بآية داود النبي وأكد أنه هو الحجر الذي يسحق كل من يسقط عليه “كل من يسقط على ذلك الحجر يترضض. ومن يسقط عليه هو يسحقه” (لو 20: 18)، وهكذا أشار القديس بطرس أيضاً إلى الرب يسوع المسيح في خطابه لرؤساء اليهود “فليكن معلوماً عند جميعكم وجميع شعب إسرائيل أنه باسم يسوع المسيح الناصري الذي صلبتموه أنتم الذي أقامه الله من الأموات. بذاك وقف هذا أمامكم صحيحاً. هذا هو الحجر الذي احتقرتموه أيها البناؤون الذي صار رأس الزاوية. وليس بأحد غيره الخلاص” (أع 4: 10، 11).

وهذا كان إيمان اليهود قبل المسيح إذ اجمعوا على أن الحجر الذي قطع بدون يدين في سفر دانيال النبي هو المسيح المنتظر، يقول توماس سكوت Scott “وقد أجمع اليهود بدون استثناء أن المقصود بهذا الحجر هنا هو المسيا”، وقال كاندلرChandler  الذي أيد رأيه باقتباسات من كتابات كثيرة للربيين اليهود: أسأل اليهود، ما المقصود بالحجر؟ فيجيبون كرجل واحد؛ المسيا. اسأل عن التمثال الذي حطمه الحجر على أصابعه، فيقولون بالإجماع، إنها الإمبراطورية الرومانية.

اطلب المعنى المقصود بمملكة الجبل، فيتفقون على أنها مملكة المسيا التي ستمتد بنفسها، وتخضع كل الممالك وتكون مملكة أبدية. فهكذا تعلم الشعب، وكان معد أن يسمع من يوحنا المعمدان ومن ربنا المبارك يسوع المسيح، الحديث عن “ملكوت السماوات”.

وهذا كان أيضاً إيمان الكنيسة الذي استلمته من رسل المسيح وتلاميذهم. وقد أجمع آباء الكنيسة على أن عبارة “قطع بغير يدين” تعني ولادة الرب يسوع المسيح بدون زرع بشر، إنه الحجر الذي قطع بغير يدين لأنه لم يولد كسائر البشر إنما ولد من الروح القدس، بعمل الروح القدس.

صفات ملكوت الله

وقد تصور بعض الكتاب من الإخوة المسلمين أن في قول المعمدان ثم الرب يسوع وتلاميذه “توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات” إشارة إلى الإسلام ونبي المسلمين!! واستخدموا بعض الأمثلة كمثل الكرمة والكرامين الأردياء والذي يشير فيه إلى قتل الابن وصلبه (مت 21: 33-44)، وغيرهما من الأمثلة إشارة إلى الإسلام والمسلمين!!

ونقول لهم أن ملكوت الله، ملكوت المسيح، في الكتاب المقدس وفي هذه النبوة بالصفات التالية: إن ملكها هو الرب يسوع المسيح، ملك الملوك ورب الأرباب (رؤ 19: 16)، والذي قال عن نفسه أنه “رئيس ملوك الأرض” (رؤ 1: 5)، والذي لن يحكم بالسيف او القوة كما قال هو، بل بالروح والحق “مملكتي ليست من هذا العالم” (يو 18: 36). هذه المملكة لم تؤسس بالقوة ولم يؤسسها بشر، بل مؤسسها هو إله السماوات “يقيم إله السماوات مملكة لن تنقرض”، وملكها وحاكمها هو ابن الإنسان الآتي على سحاب السماء والذي “تتعبد له جميع الشعوب والأمم والألسنة” (دا 7: 14). إذاً فالمملكة أصلها سمائي وحاكمها هو الآتي من فوق “والذي يأتي من فوق هو فوق الجميع” (يو 3: 31).

كما أنها مملكة روحية، كما قال الرب يسوع المسيح “ولما سأله الفريسيون متى يأتي ملكوت الله أجابهم وقال لا يأتي ملكوت الله بمراقبة. ولا يقولون هو ذا ههنا أو هو ذا هناك لأن ها ملكوت الله داخلكم” (لو 17: 20، 21)، إنها مملكة أبدية لن تنقرض “مملكة لا تنقرض وملكها لا يترك لشعب آخر”، ولن تستطيع أية قوة سواء مادية أو روحية على هزيمتها كما قال الرب يسوع نفسه “وأبواب الجحيم لن تقوى عليها” (مت 16: 18).

فهي لن تهزم مثل الإمبراطوريات العالمية السابقة ولن تضمحل ولن تزول، فهي مملكة روحية “ليست من هذا العالم” وملكها هو ملك الملوك ورب الأرباب والذي تجثوا له كل ركبة سواء في السماء أو على الأرض. إنها مملكة إلهية بمعنى الكلمة أصلها من السماء وقد تأسست على الروحيات والآيات والمعجزات والنبوات وقائدها هو المسيح من السماء بروحه القدوس.

القمص عبد المسيح بسيط

أسئلة يسألها المسلمون ج39 والرد المسيحي عليها