أبحاث

السقوط في الخطية وفساد الطبيعة الإنسانية

السقوط في الخطية وفساد الطبيعة الإنسانية

السقوط في الخطية وفساد الطبيعة الإنسانية
السقوط في الخطية وفساد الطبيعة الإنسانية

السقوط في الخطية وفساد الطبيعة الإنسانية

لقد اعطي الله القدير لآدم كل الحرية في أن يحيا كما يشاء، وقد وضع امامه الحياة والموت لكي يختار بينهما حراً مريداً، وقد اعطاه بعض الوصايا لكي يرتبط من خلالها بالله، ولم يجبره على اتباعها وفقاً لقانون الحرية.

يقول الوحي المقدس: “وأخذ الرب الإله ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها واوصي الرب الإله ادم قائلاً “من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً، وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها. لأنك يوم ت منها موتاً تموت (تكوين٢: ١٥-١٧) ولكن ما الذي حدث؟ لقد ارتكب الإنسان الخطية فتغيرت طبيعته النقية وصارت طبيعة فاسدة، ولم يكن في ثمر الشجرة أي شيء يُفسد الإنسان، فلو كان فيها ما، لأضرت الجسد فقط.

ولكن الفساد كان في عصيانه، نعم فالخطية تكمن في العصيان الذي ارتكبه الإنسان، وأفسد طبيعته بالخطية، وهكذا كما تمرد آدم على الله ولم يطعه، تمردت ايضاً كل الخليقة على ادم ولم تعد تطيعه، لأنه لم يصبح له السلطان ولا السيادة عليها حيث أنه فقد هيبته عليها، وبعصيانه لموكله -الله-فقد وكالته وضعفت سيادته على الخليقة.

كما دخل الموت الى طبيعته البشرية (تكوين ٢: ١٧ ، ٣:٣ ، ١٩)؛ والألم والتعب الى الطبيعة البشرية (تكوين ٣:١٦،١٧) والارض الخضراء الجميلة تمردت وأنبتت شوكاً وحسكاً (تكوين ٣: ١٨) وأصبح ادم لا يأكل إلا بالتعب والعرق (تكوين ٣: ١٩)، وفى نسل آدم ايضاً ظهر الحسد والقتل، فقام قايين على أخيه هابيل وقتله (تكوين ٤: ٨) ودخل ايضاً الخوف الى عالم الإنسان (تكوين ٣: ١٠ ، ٤: ١٤) ..الخ كل الضعفات التي هي نتيجة للخطية التي سقط فيها الإنسان الأول.

ولكن قبل كل هذا، فقد دخل الموت الى الطبيعة البشرية، لأن ادم لم يُخلق ليموت، لأن الموت ضد الخير والكمال الذي أبدعه الله في خلقته لآدم، لقد خلق الله ادم ليعيش خالداً، وكان يستمد خلوده من ارتباطه بالرب القدير مصدر الحياة، ولما انفصل عنه بالخطية، وأكل من الشجرة المحرمة في الوصية، صار عليه حكم الله العادل المطلق “لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت” (تكوين ٢: ١٧) او لعل اول ما يتبادر الى ذهن الانسان هو الموت الجسدي، ولكن لا ننسي ايضاً الموت الروحي والموت الادبي.

١- الموت الروحي:

هو انفصال الروح البشرية عن الله انفصالاً معنوياً، أي لم يعد هناك الارتباط الأول الذي كان بين الله والإنسان، فقد فارق روح الله الإنسان فمات الإنسان روحياً، رغم حياته بالجسد، فهو يأكل ويشرب ويتنفس ويجرى، فله اسم أنه حي ولكنه ميت (رؤيا ٣: ١) لقد مات روحياً بانفصاله عن الله.

٢- الموت الأدبي:

لقد فقد آدم بالخطية صورته النقية، صورة الخير والكمال والنقاء، فضعف سلطانه على الخليقة التي تمردت عليه، ولم يعد كما كان في صورته، التي جبله الله عليها أولا، وهذا هو الموت الأدبي.

٣- الموت الجسدي:

كان آدم خالداً قبل الخطية، وفى اللحظة التي أكل فيها، مات خلوده في داخله، ودخله عنصر الموت في التو والحال؛ كاسراً خلوده المجبول عليه.

وهكذا بمجرد ان أكل آدم وحواء من الشجرة بدأ يعمل فيهما هذا الموت الثلاثي الأبعاد، لقد هدمت الخطية الطبيعة البشرية التي خلقها الله خالدة؛ فدخلها الموت والفساد؛ ومات آدم وحواء.

لقد مات الإنسان روحياً وادبياً وجسدياً، وكل النسل البشري كان في صلب آدم وحواء حين سقطا في التعدي على الوصية؛ وبالتالي فكل انسان كان سيولد منهما وهما في حالة البر والقداسة أي قبل الخطية، كان سيحمل نفس طبيعتهما؛ فيكون صورة الله على الارض في الخير والقداسة، ولكن بعد الخطية؛ كل إنسان ولد منهما حمل طبيعتهما البشرية الساقطة والفاسدة والحاملة للموت الأبدي.

ودليل انتقال هذه الطبيعة البشرية الساقطة والفاسدة الى كل النسل الآدمي هو انتقال الموت إليهم فليس هناك بشر لا يموت.

فعندما سقط آدم في الخطية كان الجنس البشري كله في صلب آدم، وبذلك حمل الجنس البشرى وورث هذه الطبيعة الفاسدة والقابلة للموت، فدخل التعب والمرض الى عالمه، ونُفذ فيه حكم الموت وتم تجريده من صفة الخلود، وهذا ما نراه ونعرفه في كل البشر: انه الموت؛ القوة التي هزمت الجميع.

السقوط في الخطية وفساد الطبيعة الإنسانية

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)