الرد على أحمد ديدات

ديدات يقدم 30 دليلاً وهميًا كاذبًا

ديدات يقدم 30 دليلاً وهميًا كاذبًا

ديدات
ديدات

ديدات يقدم 30 دليلاً وهميًا كاذبًا

       قدم ديدات في آخر فصول كتابه، ما أسماهم: 30 دليلاً، يعتقد أن الأمر من السهولة أن يَعبر على المسيحين…ولكني بعون القدير سأناقشها على أساس أنها أدلة، ونرى هل ستصمد، أم ستنهار مثل كل إفتراءاته السابقة الكاذبة؟…

     وقد وردت ما أسماها أدلة في كتابه، تحت الفصل الثامن عشر ص78- 81، وأطلق ديدات على هذا الفصل اسم: “ليس الناس عميانًا” وبعد ذلك وضع هذه العبارة “تزوروا: الحقيقة تسطع في الآفاق” ثم بعد ذلك قدم لنا 30 خرافة، يحاول أن تنفي الصلب والقيامة…سأتعامل معهم كأدلة…فهي كاذبة بكل المقاييس:

  *كتب(1) “كان عيسى عليه السلام حريصًا ألا يموت! وكان قد أتخذ ترتيبات للدفاع لدحر اليهود؛ لأنه كان يريد أن يبقى حيًا”.

 

أ- كيف ذلك وقد أخبر تلاميذه قبل الصلب، بحقيقة موته وقيامته في اليوم الثالث، وقد ورد ذلك في حوالي 60 نصًا إنجيليًا.

ب- كيف ذلك، وقد شهد عنه ديدات في ص 20، بأن تلاميذه كانوا دائمًأ يفهمونه بطريقه خاطئة…

د- كيف ذلك وقد شهد ديدات في معظم صفحات كتابه، بأن المسيح قد صلب، فمن غير المعقول أنه يريد الهروب من الصلب، بتسليم نفسه للصلب، والاعتراف بنفسه جهرًا في البستان، بأنه يسوع الناصري المطلوب…وجهرًا في مجمع اليهود، بأنه و المسيح ابن الله؟

   * كتب ديدات في “(3) تضرع عيسى عليه السلام إلى الله كي ينقذه، نعم تضرع إلى العلي القدير أن يحفظ حياته ليبقي حيًا”

 

   لا يوجد أصلاً هذا التعبير في الإنجيل “، نعم تضرع إلى العلي القدير أن يحفظ حياته ليبقي حيًا”…وقد تم الرد على هذه الخرافة سابقًا، هذا هو ديدات، يسمى تأليفه لهذه الهراءات أدلة….فقد مات المسيح وقام في اليوم الثالث منتصرًا عليه، فإذن فالسيد المسيح قد مات حقًا.

    يكمل في “(3) “يسمع” الله دعاءه، وهو ما يعني أن الله قد استجاب لدعائه أن يظل حيًا” لقد خلط ديدات بين المجرد الموت والبقاء تحت سلطان الموت…وقد تم الرد مفصلاً عن هذه الأكذوبة سابقًا…ومعناها أن المسيح قام من بعد لموت…إذن المسيح قد مات حقًا، وقام حقًا….

* وكتب في (4) نزل إليه أحد الملائكة يشد أزره، وكان ذلك بإعطائه الأمل واليقين بأن الله سينقذه حيًا”.

 

   فلماذا إذن لم يخلصه هذا الملاك مباشرة؟ ولماذا ينظر إلى أن يلاقي الآلام والأهوال ويصلبه حسب اعتراف ديدات، ومن ثم يخلصه؟…ثم إن الملاك لم يقل ولا كلمة واحدة على الاطلاق، فمن أين أتى ديدات، بأنه أعطاه أملاً ويقينًا، بأن الله سينقذه؟…فلو أراد إنقاذه، لما سمح بالصلب، أما وأنه قد صُلب وموته ودفنه، والرجاء هو قيامته من الموت، وقد فعل…إذن فالسيد المسيح قد مات حقًا، وقام حقًا

 

     * ويكتب في “(5) يجد الحاكم بيلاطس أنه ليس مذنبًا وهو يبب قوي لإبقائه حيًا” سبب قوي لإبقائه حيًا؟ هذا ليس دليلاً بل تأليف في نية بيلاطس، وهو أمر ساذج أن يسمي ديدات هذا دليلاً…فإن كان يريد أن يبقيه حيًأ؛ فلماذا أمر بيلاطس بصلبه….إنها أدلة على مستوى ديدات…إذن فالسيد المسيح قد مات حقًا…وقام حقًا..

   * وكتب في “(6) ترى زوجة بيلاطس حلمًا ينبئها أنه لا يجب أن يلحق أذى بهذا الرجل العادل، بمعنى أنه يجب أن يظل حيًا”

   وهل غير حلمها في أمر زوجها بصلب المسيح؟ لقد اعترف ديدات بتجاهل بيلاطس لكلام زوجته…إذن فالسيد المسيح قد مات حقًأ.

     *وكتب في “(7) الزعم بأنه بقى على الصليب ثلاث ساعات فقط، وحسب النظام المعمول به لا يمكن أن أحدًا من المحكوم عليهم بالموت صلبًا قد مات في مثل هذا الوقت القصير حتى لو كان قد ثبت على الصليب، كان حيًا”

 

أ- لقد تم الرد على هذه الخرافة أيضًا….فقد عذب المسيح ليلة كاملة وصباحًا كاملاً قبل صلبه….بينما المصلوبان أتيا بهما من السجن مباشرةً…السهر ليلة كاملة قبل الصلب…ست جلسات قضائية من الليل إلى الصباح دخلها المسيح واحدة إثر الأخرى قبل الصلب…ثم جلده 39 جلدة بالسوط الروماني المعروف بأنه يمزق الظهر، حيث أنه ينقسم إلى أربعة فروع تنتهي كل منها ببعض القطع العظيمة أو المعدنية التي تنغرس في الجسم…غرس إكليل من الشوك على رأسه….ضربه بالقصبة على رأسه، أي على  إكليل الشوك فينغرس أكثر في رأسه وجبهته….تغطي وجهه ولطمه ولكمه وركله…صلبه قبل زميليه في الصلب….

ب- النتيجة الطبيعية والمعقولة أن يموت قبلها….

ج- ثم إذا كان حيًا لماذا أنزلوه وهو رجل قد حُكم عليه بالإعدام صلبًا حتى الموت، وللتأكد من موته طعنوه بحربة لتصل إلى قلبه بعد أن مات..إذن فالمسيح قد مات حقًا…وقام حقًأ

     * وكتب “(10) فور ذلك “أي فور طعنه بالحربة” خرج دم وماء؛ وكانت تلك علامة ودليلاً يؤكد أن عيسى عليه السلام كان حيًا”)

 

      تم الرد على هذه الفرية سابقًا….ومن السذاجة أن يكون المصلوب بعد كل عناء الصلب حيًأ، ثم يطعنوه بحرية لكي يعيش… هذه إمكانيات ديدات الضمرية…خاصة أن غرس الرمح هو تأكيد موته، والهدف الوصول للقلب….فلا مفر من أن المسيح قد مات حقًا…وقام حقًا

      * كتب في “(11) الساقان غير مقطوعتين تحقيقًا للنبوة والساقان غير المقطوعتين يكون لهما نفع عندما يكون عيسى عليه السلام حيًا”

 

   الذين ينفذون حكم الصلب، لهم الخبرة ما تكفي ليعرفوا إن كان المسيح قد مات فعلاً أم لا…وكسر ساقي المصلوب، له هدف واحد وهو؛ تعجيل موت المصلوب…وحيث لإن المسيح قد مات فعلاً، فلماذا يكسرون ساقيه…ديدات في حفرته…

      *وكتب في “(12) الرعد والزلزال وكسوف الشمس في غصون ثلاث ساعات لإلهاء الجمهور المتطفل وليمكن أتباعه السريرون من مساعدته في أن يظل حيًا”.

 

     تأليف ديداني ليس له وجود في الإنجيل…فلم يرد مطلقًا بأن الزلزال وكسوف الشمس قد حدثا معًا أثناء الصلب…من جهة أخرى فقد أسقط هذا الإله الضعيف أمطارًا واْرسل رعودًا وزلازل وكسفت الشمس بأمره..وكل ذلك في زعم ديدات، لتفرق الغوغاء…المأزق الديداني: أن هذا الإله الضعيف قد فشل، لأن الشعب لم يتفرق وظل يتابع الصلب حتى موت المسيح على الصليب..و تم نزله ودفنه، ولا يُدفن الأحياء بل الأموت….نعم لقد مات حقًا..وقام حقًأ….

    * كتب في “(13) اليهود ارتابوا في تحقق موته، وشك اليهود أنه قد نجا من الموت على الصليب وأنه كان لايزال حيًا”

 

   لم يرد في الإنجيل ولا مرة أن اليهود قد شكوا…إنها شكوات ديدات المفتعلة…بل لأن اليهود تأكدوا من موته، فالدليل: أنهم خافوا أن يأتي تلاميذه ويسرقوا جثته ليلاً، ولهذا طلبوا من بيلاطس الروماني حراسة القبر…الكذب لا يطمس الحقيقة الواضحة: أن المسيح قد مات حقًا…وقام حقًا…

    *كتب في ” (14) بيلاطس “يعجب” أن يسمع أن يسوع كان ميتًا، ولقد كان يعرف بالتجربة أنه لا أحد يموت بسرعة هكذا على الصليب وظن أن يسوع كان حيًا”

 

       لم يرد في الإنجيل المقدس إطلاقًا على هذه الأكذوبة الديدانية “وظن – بيلاطس- أن يسوع كان حيًأ”..هذه إحدى اختراعات ديدات الكاذبة؛ ولا تستغرب عزيزي القارىء، أن يكذب ديدات، ويفبرك نصًا لا وجود له في الإنجيل، ثم يعتبر ما يقدمه دليلاً…فهذا هو ديدات..

   كما أن الجنود الذين ينفذون أحكام الصلب بأيديهم، هم أكثر خبرة من بيلاطس الجالس على كرسيه، وهم الذين يتم اعتماد تقاريرهم التي  يقدمونها عن تنفيذ القتل صلبًا، وقد رفع قائدهم تقريرًا بموت المسيح صلبًا (مرقس 15: 44 و45)…

   كما أن القانون الروماني يقضي بموت هذا القائد إذا كان كاذبًا وأنقذ حياة أي شخص محكوم عليه بالموت، وقدمنا الشواهد الكتابية في هذا الصدد سابقًا….إذن فالمسيح قد مات حقًا..وقام حقًا….

    * كتب في “(15) حجرة ضخمة فسيحة “كمدفن” قريبة في متناول اليد ضخمة، جيدة التهوية بحيث تشجع يدي المساعدة كي تأتي للنجدة وامتدت يد المساعدة ليظل حيًا”

   لو وضعنا الميت في أجمل غرف العالم أثاثًا ونظافة وتهوية، فلن تعود له الحياة مطلقًا…هذا وقد نسى ديدات أنه شهد بوضع حراسة رومانية للقبر، كما نسى ديدات شهادته بأنه لم يقترب اْي شخص من المقبرة، إلا في اليوم الثالث، وكانت امرأءة..وأعتقد لو ذهبنا مع أكذوبة ديدات بأن المصلوب جُلد وتُعذب قبل الصلب؛ ثم صُلب؛ وطُعن بحربة ليتم التأكد من الوفاة؛ وخرج من جنبه دم وماء….ثم يأخذونه ويكفنونه؛ وفي التكفين يسدون الأنف بقطع من القطن؛ ثم بعد أن يربطونه بالأكفان يضعونه في القبر؛ ويُترك حتى اليوم الثالث..فمهما كانت أكذوبة ديدات بأن هذا المصلوب كان في حالة إغماء؛ فإنه حتمًا سيموت في هذا الوضع ويكفي عدد الجراحات التي في جسده من أثر الصلب بالمسامير وطعن الحربة، لينسكب منها دمه ويموت…

    إن ديدات يتفنن في الكذب ليجعل عيسى حيًا حتى في القبر….ولا يُدفن الأحياء إلا في منام ديدات…فالمسيح مات حقًا على الصليب..وقام حقًا من الموت في اليوم الثالث…

  * وكتب في “(16) الحجر (على باب المقبرة) وملاءة الكفن تم أزالتهما: وهو ما يلزم حدوثه فحسب عندما يكون حيًا).

 

   وهذه أكذوية أخرى، فحتى يعلن المسيح قيامته للعالم، أرسل ملاكًا ليدحرج الحجر عن باب القبر (متى 28: 2)، فلماذا يتغاضى ديدات عن حقيقة أن الذي دحرج الحجر هو ملاك الرب؟ ليس لديه عذر…كما أن ملاءة الكفن ومنديل الكفن الذي يربط على رأس الميت، لم يتم إزالتهما كما يكذب ديدات…وأطلب منك عزيزي القارىء أن تلاحظ سياق الآيات الواضح هنا…حيث ورد الوحي الإلهي “ ثُمَّ جَاءَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، وَدَخَلَ الْقَبْرَ وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً وَالْمِنْدِيلَ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعًا مَعَ الأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفًا فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضًا التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي جَاءَ أَوَّلاً إِلَى الْقَبْرِ، وَرَأَى فَآمَنَ لأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ يَعْرِفُونَ الْكِتَابَ: أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مِنَ الأَمْوَاتِ” (يوحنا 20: 6-9)

   الاْكفان والمنديل: لم يتم إزالتهما كما كذب ديدات؛ بل كل شيء موضوع ومرتب في مكانه، وكانت هذه إحدى البراهين التي دحضت أكذوبة اليهود؛ التي أوصوا بها الجنود الرومان بأن يقولوا: إِنَّ تَلاَمِيذَهُ أَتَوْا لَيْلاً وَسَرَقُوهُ وَنَحْنُ نِيَام (متى 28 : 13)… فلو أن هناك سرقة فستكون سرقة بالكفن أيضًا، أو أن يكون الكفن مبعثرًا هنا وهناك..ثم إذا كان الحرس نيامًا، فكيف عرفوا أن تلاميذه هم الذين سرقوه لأن النائم لا يرى، ولا يدرك لدرجة أن يتعرف على السارقين؛ ويقول إنهم تلاميذ المسيح…فلماذا عرفتهم وتركتهم يسرقون الجسد؛ وأنت موضوع أصلاً لحماية الجسد؟ إن ديدات يسقط فيقدم الأدلة التي تؤكد حتمية موت المسيح على الصليب حقًا…وقيامته حقًا…

    *كتب ديدات “(17) تقرير عن الملاءة المطوية: أكد علماء ألمان من خلال تجارب معينة أن قلب يسوع لم يكن قد توقف عن العمل، أي اْنه مازال حيًا”

 

  هي العِلكَة نفسها (العلماء)، نسمع دائمًا عن العلماء، كان يجب على ديدات أن يقدم كلام العلماء؛ والمراجع؛ لو كان عنده ذرة ضدق…مع أن الكفن أقيمت عليه دراسة رائعة؛ بدلاً من الأوهام التي يفبركها…فالمسيح مات بالحقيقة على الصليب...وقام حقًا….

      * كتب في “(18) أتنكر في الأبدية!؟ التنكر يكون غير ضروري لو كان عيسى عليه السلام قد بعث بعد موت، لكنه ضروي في حالة واحدة، فقط عندما يكون حيًا”

 

  هذه أسميها أكذوبة ديدات..وقد تم الرد عليها بالتفصيل سابقًا والإنجيل يتحدى أن توجد فيه أي كلمة عن تنكير عيسى المزعزم….فديدات يفبرك ويسميها أدلة…يعني عيبًا على رجل يكتب ويسمي ما يكتبه دليلاً؛ ثم نطالبه بالمرجع أو الشاهد، فيخر صريع أكاذيبه…إنه منام ديدات الطويل….فلا يوجد تنكر ديدات، وإنما يوجد موت حقيقي للمسيح على الصليب، وقيامة حقيقية…

        *وكتب في “(19) ويمنع مريم المجدلية أن تلمسه “لا تلمسيني” بسبب أن لمسه (ولم تكن جروحه قد التأمت) يسبب له ألمًا، لأنه كان حيًا”

 

      *وكتب ديدات في “(20) قوله “لم أصعد إلى أبي بعد” وكأنه في لغة اليهود واصطلاحهم يقول “لم أمت بعد” أو يقول إنه كان حيًأ”

 

   إنه موضوع واحد؛ يقسمه ديدات ليوهم القارىء أن لديه أدلة كثيرة…لقد حذف ديدات تعليل المسيح بمنع لمسها للمسيح؛ ووضوع تعليلاً من عنده…لنرى التعليل الذي حذفه ديدات فقد ورد بالوحي المقدس “ قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ:إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وَإِلهِكُم”ْ (يوحنا 20: 17)

 

فتعليل المسيح واضح جدًا “ لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي.”

      قام ديدات بحذف التعليل؛ أي حذف السبب الذي أعلنه المسيح هنا “ لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ” واستبدله بهذه العبارة “ويمنع مريم المجدلية أنت لمسه “لا تلمسيني” بسبب أن لمسه (ولم تكن جروحه قد التأمت) تسبب له ألمًا، لأنه كان حيًأ”

 

   كيف يغير هذا الرجل كلام المسيح؛ ويضع كلامه الخاص، ثم يسمسها أدلة؟ لا تستغرب؛ إنه ديدات حينما يكتب عن المسيح؛ يجد نفسه دائمًا في قمة العجز فيلجأ إلى حرفته التي يحبها؛ الأكاذيب التي يمارسها بـأساليب مختلفة من قص ولصق…ألخ، وها هو بأكاذيبه مرة تلو الأخرى؛ يؤكد أنه بلا أدلة…وتبقي الحقيقة المطلقة، أن المسيح مات على الصليب..وقام بالحقيقة من الموت…

     * كتب في “(12) ولم تخف مريم المجدلية عندما تعرفت عليه، لأنها كانت قد شاهدت علامات الحياة فيه (عند إنزاله عن الصليب) كانت تبحث عنه حيًا”

 

   يسهل نسف ما يسميه ديدات أدلة، بسؤال واحد فقط؟ أين نجد هذا الكلام في الإنجيل المقدس؟ الإجابة: لا يُوجد….إذن فأحلام ديدات ليست حُجة وليست دليلاً، طالما هي تأليفه الشخصي…والحقيقة تعلن: أن المسيح حقًا مات على الصليب..وقام حقًأ من بعد الموت…

      * ثم كتب في “(22) يتحجر الحواريون (هلعًا) عند رؤية يسوع بالحجرة، كل معلوماتهم عن (حادث صليه) إنما كانت بالسمع (ولم يكن أحدهم شاهد عيان حيث كانوا قد خذلوه جميعًأ وهربوا) لذلك لم يستطيعوا أن يصدقوا أن عيسى عليه السلام كان حيًأ”

 

       تم الرد بالتفصيل سابقًا، على ما يسميه ديدات هنا دليلاً…فقد قام بتغير الوقت الذي هرب فيه تلاميذ…فبدلاً من هروبهم عند القبض عليه، يجعلهم يهربون وقت صلبه…وهي أكذوبة لا تنطلي على من قرأ الإنجيل المقدس…وأقدم هنا آية إنجيلية واحدة؛ لنسف هذه الأكذوبة؛ وهي التي تشهد بأن “كل معارفه” (لوقا 23: 49)…كانوا يشاهدون أحداث الصلب؛ وتابعوا الحدث حتى موت المسيح على الصليب.

    *وكتب في “(23) أكل الطعام مرة إثر مرة عند ظهوره بعد عملية الصلب والطعام ضروري فقط عندما يكون حيًأ”

 

   كالعادة يسقط ديدات في تقديم أدلة القيامة؛ لأن الروح لا يأكل…فأكد المسيح لتلاميذه بأنه يقدر أن يأكل؛ ليؤكد لهم حقيقة قيامته….ففي النص نفسه، تأكيد المسيح على قيامته؛ فكيف يحذف ديدات كلام المسيح؛ ويضع غيره؟ القارىء اللبيب بات أكثر فهمًا لحقيقة ما يكتب ديدات…

   هذا وقد خلط ديدات في هذه الجزئية بين الاحتياج والمقدرة…فالمسيح بجسد القيامة الممجد، لا يحتاج للأكل…بينما يقدر أن يأكل…ولكن أين ديدات ليعطي نفسه فرصه؟  ليفهم بدلاً من قسوة قلبه في اختراع الأكاذيب التي أحبها….لقد كام قاسيًا جدًأ على نفسه، فساقها للهلاك الأبدي…وتبقى الحقيقة الناصعة لمن يريد أن يحيا حياة الخلود، أن المسيح مات حقًا وقام حقًأ…

     *وكتب في “(24) لم يظهر نفسه أبدًا لأعدائه (اليهود) لأنه كان قد هرب من الموت (على يديهم) بشق النفس وكان لا يزال حيًا”

 

    وهذه أيضًا تم الرد عليها سابقًا بأكثر تفصيلاً…لقد ظهر المسيح بعد قيامته من الموت وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلاثْنَيْ عَشَرَ وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ، أَكْثَرُهُمْ بَاق إِلَى الآنَ. وَلكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ لِيَعْقُوبَ، ثُمَّ لِلرُّسُلِ أَجْمَعِينَ وَآخِرَ الْكُلِّ ­ كَأَنَّهُ لِلسِّقْطِ ­ ظَهَرَ لِي أَنَا لأَنِّي أَصْغَرُ الرُّسُلِ” (1 كورنثوس 15: 5-9)

 

   فإنه ظهر لدفعة واحدة من اليهود، يبلغ عددهم أكثر من خمسمئة شخص، والكاتب يتحدى القارىء: بأن “أكثرهم باقٍ إلى الآن؟”  بمعنى: يمكن أن تسألهم ليؤكدوا لك ظهور المسيح لهم بعد قيامتة؛ فهم جمهور من شهود القيامة….

فأي فم يمكن لديدات بأكاذيبه، أن يغلقه ويمنعه من الشهادة….

       أما الأعداء، فهم أخذوا فرصتهم، وأضاعوها ولم يصدقوا المسيح؛ واعتبروه مجدفًا….والمسيح لا يفرض الإيمان على الناس، وهو يعلم من سيقبل ومن سيرفض….ومع ذلك أعطاهم المسيح فرصة جديدة بعد القيامة، ليؤمنوا بعمل روح المسيح….وقد قبل الكثير من الكهنة اليهود الإيمان بأن يسوع الناصري هو المسيح، وقد مات حقًا، وها هو الوحي الإلهي الذي يحاول ديدات فاشلاً، طمسه يشهد بعد قيامة المسيح من الموت ” وَكَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ تَنْمُو، وَعَدَدُ التَّلاَمِيذِ يَتَكَاثَرُ جِدًّا فِي أُورُشَلِيمَ، وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الْكَهَنَةِ يُطِيعُونَ الإِيمَانَ” (أع 6: 7)

 

        فكما كان عمل المسيح بجسده قبل القيامة، كان عمله الروح القدس بعد القيامة، وإلى أن يجىء مرة ثانية في نهاية الأزمان….فالمسيح قام حقًا…بعد أن مات حقًا

     * وكتب ديدات في “(25) قام فحسب بجولات: (الأماكن التي إليها بعد الصلب معروفة بأنها في نطاق ضيق) لأنه لم يكن قد بعث من بين الموتى كروح، لكنه كان لا يزال حيًا”.

 

   استنتاج غريب من ديدات، وهو جملة غير مفيدة، ناهيك أن يكون دليلاً…

   فمحاولة زيادة ما يسميه أدلة، محاولة وضاحة ويستميت فيها ديدات، حتى أهلك نفسه…ولكن المجد الإلهي قد أعلن الحياة والخلود لمن يريد أن يحيا، فالحياة في المسيح وحده، مخزونة ويمكن قبولها، الإليمان بها….في موت المسيح حقًا…

    * وكتب في “(26) وشهادة رجال بجوار المقبرة (حيث قالوا) ” «لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَات” ومعنى ذلك بوضوح أنه لم يكن ميتًا، كان حيًا”

 

   لم يكن ديدات يعرف شيئًا عن حمرة الوجوه…فالخجل وكرامة النفس لا تتماشى مع أفعاله…فالجزئية التي يعتبرها ديدات دليلاً، يقول فيها الوحي الإلهي “ إِذَا رَجُلاَنِ وَقَفَا بِهِنَّ بِثِيَابٍ بَرَّاقَةٍ وَإِذْ كُنَّ خَائِفَاتٍ وَمُنَكِّسَاتٍ وُجُوهَهُنَّ إِلَى الأَرْضِ، قَالاَ لَهُنَّ: «لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لكِنَّهُ قَامَ! اُذْكُرْنَ كَيْفَ كَلَّمَكُنَّ وَهُوَ بَعْدُ فِي الْجَلِيلِ قَائِلاً: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ، وَيُصْلَبَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ فَتَذَكَّرْنَ كَلاَمَهُ” (لوقا 24: 4- 8)

 

   يا للخسارة، فقد أضاع ديدات حياته حياته الأبدية، لأنه ليس فقط رفض قبول المسيح وفدائه، وإنما عاش يكذب ويفبرك ضد موت المسيح، وقيامته…ويكفي جدًا عجزه الواضح، في التحريف الذي يقوم به…ويبقى الحق حقًا…فالمسيح قام حقًا…من بعد الموت على الصليب حقًا…

     * وكتب في “(27) وشهادة ملائكة “…الملائكة الذين قالوا إنه كان حيًا” (لوقا 24: 23) لم يقل الملائكة حسب رواية إن الملائكة قالوا إنه بعث بل جاء على لسان الملائكة أنه كان حيًا”

 

   كلمة عار، هي كلمة لا تصف الحالة التي يكتب بها ديدات…فالملائكة الذين شهدوا للمريمات في جزئية السابقة من لوقا 24، بقيامة المسيح، أتى بهما ديدات هنا، وهم يشهدون أن المسيح حي…وطبيعي أنه لو قام من الموت فلابد أن يكون حيًا وليس ميتًا…ولتدرك عزيزي القارىء حجم المأساه التي كان يعيشها ديدات؛ وهو يضع ما يسميه أدلة هنا، أطلب منك أن تقرأ الإصحاح 24 من بشارة لوقا…وعندها ستدرك أيضًا، ليست مأساه ديدات فقط وعبثيته، وإنما ستدرك أن المسيح مات على الصليب حقًا…وقام حقًا..

      * وكتب في “(28) وتشهد مريم المجدلية: يقول القديس مرقص “فَلَمَّا سَمِعَ أُولئِكَ أَنَّهُ حَيٌّ، وَقَدْ نَظَرَتْهُ، لَمْ يُصَدِّقُوا” (مرقص 16 : 11) ولم تكن مريم المجدلية تبحث عن عفريت أو شيطان أو روح وإنما كانت تبحث عن “يسوع حيًا” لكن الحواريين عجزوا أن يصدقوا أن معلمهم كان حيًا”

 

      ديدات يقود الأدلة ضده….لأنه كل، نعم كل، هذه النصوص وكل السياق الذي يقص منه ديدات مجرد كلمات…الكل يتكلم ويشهد عن حقيقة قيامة المسيح بعد موته….وعدم تصديق التلاميذ أولاً، يؤكد معرفتهم التامة بأن المسيح مات أمامهم على الصليب، فكيف يكون حيًا….ثم بعد ذلك يظهر لهم المسيح بعد قيامته من الموت، ويعلن لهم حقيقة قيامته…ديدات يعتمد 100% على قص النصوص، ولكن هل القص يلغي الحق الإلهي، بأن المسيح مان حقًا على الصليب…وقام حقًا من بعد الموت؟….

    * كتب في “(29) ويشهد الدكتور بريموز: يشهد أن الدم والماء عند طعن جنب يسوع بالرمح إنما كان يسبب الإرهاق العصبي للأوعية الدموية من جراء الضرب بالعصى الغليظة، وهو ما يعتبر علامة مؤكدة تدل على أنه كان حيًا”

 

   وهذه طريقة أخرى لأكاذيب ديدات، فكما يقص الآيات في الإنجيل، ويتكلم هو بلسان المسيح تارة، وأخرى بلسان الملائكة، وثالثة بلسان التلاميذ، ورابعة بلسان المريمات….فهناك خامسة وسادسة بألسنة الأطباء والعلماء….فطابور ديدات طويل جدًا…ولكنه لا يستطيع أن يجر وراءه غير أذيال فشله، وتبقى الحقيقة: أن المسيح مات حقًا على الصليب…وقام حقًا من بعد الموت…

     * وأخيرًا كتب في “(30) تنبأ عيسى أن معجزته ستكون مثل معجزة يونان وحسبما جاء بسفر يونان (بالعهد القديم) فإن يونان كان حيًا بينما كان المتوقع أن يكون ميتًا، وبالمثل إذ توقع أن عيسى عليه السلام كان ميتًا (على الصليب ولدى دفنه) فإنه عليه السلام كان حيًا”

 

   وهذه أيضًا تم الرد عليها بالتفصيل سابقًا…ولم تشفع لديدات بل شهدت ضده….والدليل: حذف ديدات للكلماته الهامة في هذه الآيات التي تكشف غير ما يريد، وحينما أحجرته الكلمات وصعقته، وأصبح أمامها عاجزًا عن ممارسة حرفة الكذب، لم يجد بدًا من حذفها…وحذفه لها: يؤكد معرفته التامة للحقيقة الإنجيلية: أن المسيح مات حقًا على الصليب..وقام حقًا من بعد الموت…

   هذه هي أدلة ديدات التي لخص بها كتابه في نهاية صفحاته…وإن كانت هذه أدلة هذا الرجل، فإنها أصبحت بالفعل أدلة على كذبه وتحريفه وقصه للآيات…إنها أدلة منام ديدات فقط، وجميعها تحطم على صخر الحق، وفي كل الحق….

   وعن هذه التي أسماها ديدات دون خجل (أدلة)…يختم كتابه بعدها، في ص 88 فيكتب بنفسه، عاره الذي أَرّخَهُ لنفسه…حيث كتب “وما أسلفته في الصفحات السابقة –أيها القارىء الكريم- إنما هو حصيلة بحث ودراسة طوال سنوات وسنوات من عمري…وستوافقني أن النتائج مذهلة”

 

        نعم أوافق ديدات….إنها حقًا نتائج مذهلة…فسنوات عمره الطويلة، أضاعها بقسوة قلبه، ليس في البحث الشريف، وإنما في قص ولصق وفبركة نصوص غير موجودة…ألخ أساليب ديدات..أضاع سنوات عمره في الكذب ضد المسيح…وكان أشرف له أن يقول: لا أؤمن بالإنجيل، بدلاً مما قام به من تزوير علني ومكشوف في عين رابعة النهار…حيث أنه يسأل “وستوافقني أن النتائج مذهلة” إنها حقًا مذهلة، وتدعو إلى الشفقة والحزن والرثاء أكثر من أي شيء آخر…الحزن على رجل ضيع عمره ليزور حياة المسيح وتعاليمه، وموته وقيامته، وصعوده للسماء، ومجيئه مرة ثانية…

  وأنا أتساءل: بأي وجه سيلقي ديدات المسيح يوم الدينونة الرهيب؟

 

     مضى ديدات ليقوم في نهاية الأيام لنصيبه الأبدي الذي أراده لنفسه، ومضى غيره الكثيرون أمثاله، فالكل عابر في أرضنا، ولكن تبقي الحقيقة المطلقة عزيزي القارىء؛ أن المسيح أحب العالم كله، وقدم نفسه على الصليب مريدًا خلاص الجميع، فَصُلب من أجلنا بإرادته، مات  على الصليب حقًا…ودفن في القبر، وقام من بعد الموت منتصرًا على أعظم قوة –الموت- هزمت كل البشرية…وقد حفظ هذا الانتصار لك ولي…فإن أرادته فهو أمامك، وتستطيع أن تتمتع به الآن لو طلبته منه بنفسك….فخذ قرارك قبل فوات الأوان…الرب قريب