الرد على أحمد ديدات

طمس النص…وضرب السوط لإظهار المسيح كمنقلب

طمس النص…وضرب السوط لإظهار المسيح كمنقلب 

ديدات
ديدات

طمس النص…وضرب السوط لإظهار المسيح كمنقلب 

تحت عنوان”مملكة السماء” فى ص10 كتب ديدات”من ذا الذي سيقاوم هذا النصر الوشيك الذي يتلاعب كالخمر بالرؤوس؟ لا غرو إذن أن يغري ذلك عيسى بأن يطر أولئك الذين كانوا يبيعون وبيشترون داخل المعبد وأن يقلب مناضد صيارفة النقود وأن يطردهم خارجه بالسوط كما روي (يوحنا15:2)

أراد ديدات من خلال هذه الجملة وغيرها, أن يوهم القارئ بخطة عيسى للقيام بأنقلابه, فها أصبح له نفوذ وقوة, يدخل الهيكل ويطهره..

وديدات دون خجل كعادته يزيل كلامه بهذه العبارة “كما روي يوحنا ” لكنه لا يكتب ما رواه يوحنا, بل يكتب ما يرويه حسب أهوائه..

أولاً: جاء المسيح ليؤسس “مملكة سماوية”, ولهذا من الطبيعي أن تكون اهتماماته روحية, فدخل الهيكل وطرد الفساد منه, وهذا الفعل لا يدلل علي انقلاب, لا ضد سلطة اليهود الدينية ولا علي السلطة الرومانية.. والدليل أن المسيحية “أي مملكة السماء” قد تأسست وانتشرت في كثير من مدن اسرائيل, وفي كثير من دول العالم في ذلك الوقت, وكانت السلطة اليهودية باقية, والحكم الروماني كما هو..

هنا وأقول أمرين: أولهما  أن قيام مملكة الله لايتطلب هدم السلطة اليهودية ولا الحكم الروماني ولا أي كرسي عالمي آخر. وثانيهما  أنه لو كان للسيد المسيح هذا الهدف, لأوصي تلاميذه من بعده, أما وأن رسالتهم كانت روحية لمجد المسيح, فذلك ينسف أكاذيب ديدات..

ثانياً: لم يذكر ديدات ولا أي آية من الإنجيل ليؤكد يها ولو من بعيد فكرة أن عيسى أراد الإطاحة بالرومان واليهود.. ذلك ببساطة لان هذه النصوص لا وجود لها إلا في منام ديدات..

ثالثاً: لابد من كتابة الآيات الإنجيلية, فلا نكون مثل ديدات, يقول الإنجيل المقدس “ووجد – أي المسيح – فى الهيكل الذين كانوا يبيعون بقراً وغنماً وحماماً والصيارف جلوساً. فصنع سوطاً من حبال وطرد الجميع من الهيكل الغنم والبقر وكب دراهم الصيارف وقلب موائدهم, وقال لباعة الحمام: ارفعوا هذه من ههنا. لا تجعلوا بيت أبي بيت تجارة. فتذكر تلاميذه أنه مكتوب: غيرة بيتك أكلتني” (يوحنا 2: 14-17) ويقول أيضاً “وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام, وقال لهم مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعي وأنتم جعلتموه مغارة لصوص” (متى21 :13,12).

هذا ما يريد ديدات أن يراه, فالوحي هنا يؤكد طبيعة رسالة المسيح الروحية, وها هو يدافع عن قدسية بيت الرب, بينما ديدات يريد أن يخترع لعيسى إنقلاباً دموياً ويسلحه وتلاميذه بسيفين, ويحيطه بالرجال فى البستان وثلاثة مع عيسى لحراسته إنها عبثية ديدات..

إن شجاعة المسيح هنا, وكيف فتل سوطاً ودخل وطرد جبروت التجار من الهيكل, يؤكد أنه لايحتاج إلي سلاح أو رجال, ولهذا طمس ديدات هذا النص.. لأنه يريد أن يصف عيسى علي هواه, فقد وصفه من قبل بالخائف الجبان الذي يخشي اليهود ويختبئ منهم.. وها هى النصوص تضرب بخرافات ديدات عرض الحائط.. فهي تحكي عن المسيح الرائع الشجاع الروحي, الذي أتي ليؤسس مملكة السماء الروحية على الأرض.. وليس عيسي الدماء والعنف الذي يقدمه ديدات في كتابه..