عام

حمدي رزق يرد : من أمن العقاب أساء إلى الأقباط

حمدي رزق يرد : من أمن العقاب أساء إلى الأقباط

حمدي رزق يرد : من أمن العقاب أساء إلى الأقباط
حمدي رزق يرد : من أمن العقاب أساء إلى الأقباط

حمدي رزق يرد : من أمن العقاب أساء إلى الأقباط

 

كتب : حمدى رزق
لو هناك كبير صعيدى شهم ومسؤول انتفض وشال إيده، وضرب الشاب إبراهيم قلمين على وجهه وقال له عيب، دى بنت ناس طيبين، وإياك تقترب منها، وألزمه حدوده التى تعداها، لوأد الفتنة فى مهدها، ولكن منين نجيب ناس لمعناة الكلام يتلوه
هل يقبل رجل صعيدى على بيته ما جرى لبيت جاره القبطى، من تشهير بابنته وتهديد لأسرته واحتشاد صاخب قبالة بيته، هل يفرط فى حرماته بالساهل، يسلمها بيديه إلى من يبتغى منها مأربا، ولو على رقبته ما سلمها.

إذا صحت رواية شائعة أسلمة الفتاة، فهناك رواية مسيحية تمحقها تماماً، فإن واقعة الفتاة القاصر أميرة (17 عاما) تبرهن على تفشى ظاهرة الاستقواء على الأقباط فى القرى والنجوع والكفور والعزب التى تحكمها العصبيات العائلية، وفى خلفيتها جماعات إخوانية وسلفية تحرض تحريضاً مخيفاً ضد الأقباط.
وراء كل واقعة طائفية سلفية متجذرة تستحل الأقباط استحلالاً ممنهجاً ومؤسساً على فقه الاستحلال الذى يتفشى فى نفوس متصحرة، قصة «أميرة العديسات» تحيلك لقضية «أختى كاميليا» الشهيرة. نفس السيناريو بنفس التفاصيل، بنفس ردود الأفعال، عصبية سلفية متعدية، وشكاية قبطية مستضعفة، وأجهزة تكتفى بفض الاشتباك، وتفسح الطريق لبيت العائلة وبيوتات أخرى لتطييب الخواطر، وتبويس اللحى، وتبريد الموقف، وإلى إشعار آخر.

طالعت تداعيات القصة الحزينة على صفحات محرضة، تصب البنزين على النار المشتعلة فى الصدور، وتحشد حشداً طائفياً مخيفاً. حشد الجمعة فى العديسات لن يمر بالساهل على القرية الوادعة، النار من مستصغر الشرر، وإذا شب الحريق أخشى تماماً من الحرائق الطائفية، هناك من ينفخ فى النار، من يروم حريقاً، الإخوان والسلفيون والتابعون أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون.
القضية ليست فى عاشق ولهان يطلب حبيبته أو كما قيل زوجته، القضية أخطر بكثير، لم تعد قصة حب صارت قضية طائفية، لو أحبها فعلا لضحى من أجلها، ولحرص على أمنها وأمانها، ولكنه قرر أن يشعل الحريق فى بيتها انتقاماً، غرام وانتقام.

ولطالما غارت مياه الشهامة فى النفوس، وقانون العيب لم يعد يحكم، وتوارى الكبار خلف الصغار، وانتحى العقلاء جانباً، وسيطرت الجماعات المتطرفة على الأحوال الاجتماعية، إذن لا حل سوى إنفاذ القانون، بسط سلطان القانون يلجم المتفلتين، ويكبح المتطرفين، ويعاقب المجرمين، خلاف ذلك لن تقوم للأقباط قائمة، وسيستحلهم كل من فى قلبه مرض.

واقعة العديسات يمكن أن تكون فصل الختام فى هذه الرواية الطويلة التى تتكرر فصولها، إذا تحلى القائمون على الأمر بقوة القانون، ونفذوه حرفياً على الجميع. من أمن العقاب أساء إلى الأقباط، والإساءات التى بلغت حد الاعتداءات على الحرمات، من كنائس وبيوت وعائلات، لن يردعها إلا قانون صارم فى تنفيذه. للأسف قانون الغاب حين يحكم تشيع الفتن.