عام

سالم عبد الجليل يتحدث من جديد: المسيحيون كفار ولكن لا يجوز قتلهم

سالم عبد الجليل يتحدث من جديد: المسيحيون كفار ولكن لا يجوز قتلهم

سالم عبد الجليل يتحدث من جديد: المسيحيون كفار ولكن لا يجوز قتلهم
سالم عبد الجليل يتحدث من جديد: المسيحيون كفار ولكن لا يجوز قتلهم

سالم عبد الجليل يتحدث من جديد: المسيحيون كفار ولكن لا يجوز قتلهم

جهات سيادية وراء منعي من الظهور
مازلت متمسكا برأيي.. والمسيحيون كفار ولكن لا يجوز قتلهم
بعد أكثر من خمسة أشهر على اختفاء الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، على خلفية الفتوى التي وصف فيها عقيدة المسيحيين بـالفاسدة، خلال برنامجه على إحدى البرامج التليفزيونية، قرر أن يكسر صمته وعزلته ويتحدث لـأمان.

وبتركيز شديد بدأ عبد الجليل، عرض ما آلت إليه أزمته الأخيرة، بقوله: إن الأزمة لم تنته بعد، ربما انتهت إعلاميًا بتوجيه من جهات سيادية كبرى، إنما مازالت الأزمة موجودة فأنا حتى هذه اللحظة ممنوع من الخطابة فى الجمعة، وحتى هذه اللحظة غير مسموح لي بالمشاركة فى أي عمل علمي أو إعلامي، فأنا سجين فى بيتي إن صح التعبير.

أما عن تكفيره للمسيحيين، قال: إن القرآن الكريم، هو الذي حدد ذلك، ووضع العلاقة بينا وبين جميع البشر عن طريق التعايش، أما الناحية الشرعية، هي إن أي شخص لا يقر بأركان الإسلام الخمسة، أو أركان الإيمان الستة، فهو كافر بعقيدة المسلمين، كما أن المسلم كافر بالمعتقد الذي يعتقده.

وإلى نص الحوار..

◄ أين الشيخ سالم عبد الجليل الآن؟

الحقيقة أنا لم اختف، ولكن جاء قرار من قبل جهات سيادية بوقفي عن الظهور، وأنا بكوني رجل دولة أحترم مثل هذه القرارات، وليس عندي إشكالية، لأنني مؤمن بأن التيسير من الله سبحانه وتعالى، وأنا على ثقة كبيرة أن أي قرار يخرج من رجال الدولة فهو يصب فى الصالح العام، كما أنني أؤكد على أنني رجل دعوة وبكل تأكيد سيصل صوتي لكل الناس إذا أراد الله.

◄ قلت أنه تم إبعادك عن المشهد.. هل الأزمة الأخيرة هي السبب؟

الأزمة الأخيرة تبين أن “أ – ب” دين لم تكن موجودة لدينا، فجميعنا متدين ولكن دون علم، وهذه كارثة كبيرة، حيث تخرجت فى الجامعة منذ عام 1989، ومنذ ذلك الوقت وأنا أعمل فى التدريس بها، كما أنني أستاذ فى دراسة الأديان، وما قلته هو من صحيح الدين، ولكن البعض أراد أن يعبث فى عقول الناس، والغريب أن العوام كانت لديهم رؤية صحيحة، عمن يصنفون بالنخبة.

◄ وهل مازالت متمسكا بأن عقيدة الأقباط فاسدة؟

القرآن الكريم هو الذي حدد ذلك، وأوضح كيف تكون العلاقة بينا وبين جميع البشر، عن طريق التعايش، وقد أمرنا الله تعالى فى كتابه بأن نتعايش مع الجميع، حتى الملحد الذي ينكر جميع الأديان.

أما الناحية الشرعية والدينية، فأي شخص لا يقر بأركان الإسلام الخمسة، أو أركان الإيمان الستة، فهو كافر بعقيدة المسلمين، كما أن المسلم كافر بالمعتقد الذي يعتقده، ولهذا أرى أنهم أصحاب عقيدة فاسدة وهذا لا يمنعني من حق التعايش السلمي معهم، وحكمي فى تكفيرهم لا يعني استحلال دماءهم أو أعراضهم، فهم لهم حق التعايش السلمي.

◄ ومن هو الكافر فعلا؟

كلام الله عزوجل هو من حدد هذا، حيث قال فى كتابه عز وجل فى سورة النساء إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا .

نحن نؤمن بجميع الرسل، وهذه عقيدتينا، وأن من كفر برسول أو نبي واحد، فهو كافر بكلام الله تعالى، فلا يجوز أن نضحك على أنفسنا، ونخالف ذلك بأن نخلط الأمور بين التعايش والعقيدة والإيمان، فقد حدد القرآن أن من يكفر بأي نبي فهو كافر، وهذا ما رجعت إليه فى رأيي بأن المسيحيين كفار، وأي ديانة أخرى بالنسبة لنا كفار.

◄ وقت وقوع الأزمة الجميع طالب بضبط وسائل الإعلام.. فما رأيك؟

من المهازل منذ ظهور القنوات الفضائية وكثرتها، أن تم إطلاق الفضاء الإعلامي لغير المؤهلين حتى أصبح هناك عشرات الفتاوى التي ساهمت فى ظهور التنظيمات الإرهابية، كما أنها سهلت الطعن فى الدين، وظهور بعض الملحدين ومستغلي هذه الفتاوى.

ولهذا ناشدت الدولة والبرلمان من 2005 لـ 2010 وكنت وكيل وزارة الأوقاف، بأن يكون هناك قانون لضبط الفتاوى، وناقشناه فى برنامج “البيت بيتك” الذي كان يعرض على التليفزيون المصري، والبعض اتهمنا أننا نريد تكميم الأفواه، ولكن الحقيقة أن هناك فرقا بين الحريات وضبط هذه الآلية.

◄ بعد مرور أكثر من 5 أشهر على أزمتك.. كيف انتهت؟

الأزمة لم تنته بعد، ربما انتهت إعلاميًا بتوجيه من جهات سيادية كبرى، إنما مازالت الأزمة موجودة فأنا حتى هذه اللحظة ممنوع من الخطابة فى الجمعة، أو التدريس فى أي مسجد، ولا أعطي أي محاضرات ولا أقوم بدوري فى الإشراف على المركز التي كنت أشرف عليه، فى مركز الثقافة الإسلامية، وحتى هذه اللحظة غير مسموح لي بالمشاركة فى أي عمل علمي أو إعلامي فأنا سجين فى بيتي إن صح التعبير.

◄ بعد الأزمة الأخيرة البعض تساءل لماذا لا تكفر داعش كما فعلت مع المسيحيين؟

الجميع يعلم الكوارث التي يقوم بها أعضاء التنظيم الإرهابي، لكن لا يجوز تكفير أي مسلم، خاصة إذا أقر بالشهادتين، وإقامة الصلاة، ولهذا فإذا سيطرت الحكومات عليهم وقدمتهم للمحاكمة فعليها أن توقع عليهم العقوبات التي أقرها الشرع وحددها القانون، أما تكفيرهم فلا، وهناك عقوبة أخرى لهم فى الآخرة أمام الله عز وجل.

◄ كيف تري فكرة تجديد الخطاب الديني التى دعا لها الرئيس السيسي؟

هي دعوة قديمة بدأها بوش الابن وتفاعل معها الرؤساء والزعماء المسلمين على رأسهم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، واستدعيت فى ذلك الوقت إلى وزارة الأوقاف، لأكون مديرا عاما للإرشاد الديني ومسئولا للملف، وأنجزنا أشياء كثيرة حتى جاءت الثورة، وكانت لها سلبيات وأخطرها كان للأسف أنها أفسدت ما كان صالحًا وللأسف جاء التيار الديني، واحرقوا كل ما تم إنتاجه داخل الأوقاف من عمل وأعادوا الأمور إلى 40 عاما للخلف.

ونصيحتي فى هي تطوير المناهج وللحق شيخ الأزهر يدرك ذلك ويعمل على حل هذه الأزمة، كما تعمل الأوقاف على توعية الأئمة توعية راقية بنمط جديد من التدريب، وأنصح بأن يتم دعم ذلك ماديًا، مع ضرورة تأهيل طلاب الكليات الشرعية حتى لا يتصادم الطالب بأشياء جديدة، مما قد يدفعه للخروج بعيدًا عن الدين.