الردود على الشبهات

الله الثالوث فى العهد القديم (2)

الله الثالوث فى العهد القديم
(2)
روح الوهيم
كنا قد تكلمنا فى الموضوع الاول عن شخصية الهية متميزة فى العهد القديم عرفت فى الوحى الكتابى باسم ” ملاك يهوه ” ووجدنا وظيفتها فى الكتاب هو استعلان الله الغير مرئى وغير المدرك للبشر فيترائى الله للبشر وفى ظهوره يطلق عليه ” ملاك يهوه ” وهذا عين ما يؤمن بيه المسيحين ” اقنوم الابن ” الذى هو المسيح يسوع كلمة الاب الذاتى وحكمته الذى ارسله ابيه ليظهر لنا الله غير مدرك فما كانت ظهورات يهوه فى العهد العتيق سوى انها ظهورات لاقنوم الظهور الالهى ابن الله
وفى هذا الموضوع سنتكلم عن ” روح الوهيم ” هذا ايضا نؤمن بيه انه هو الاقنوم الثالث وهو نفسه الله وعمله هو تنفيذ عمل الله فى الخليقة بالمسحة والخلقة والتجديد فيرسله الله لينفذ ما يسر بيه
يقول العالم ارنولد فى كتابه الكرستولوجية المسيانية

The third major personality who is evident in the Hebrew ******ures is the Spirit of God, often referred to simply as the Ruach Ha-Kodesh. There are many references to the Spirit of God[1]

واليك بعض النصوص الكتابية فى العهد القديم التتى تتكلم عن شخصية روح الله القدوس كمساو ومعادل لله فى جوهره وهو نفسه الله
قبل بدء الخليقة اى قبل بدء الازمان يتكلم الوحى الكتابى عن روح الله انه كان يرف على وجه الغمر
1: 2 و كانت الارض خربة و خالية و على وجه الغمر ظلمة و روح الله يرف على وجه المياه

 

ويتكلم الله على لسانه عن روح الانسان انها من ” روح الله ” فهى روحه الخاص
6: 3 فقال الرب لا يدين روحي في الانسان الى الابد لزيغانه هو بشر و تكون ايامه مئة و عشرين سنة

 

وفى سفر ايوب يتكلم عن روح الله الخالق
33: 4 روح الله صنعني و نسمة القدير احيتني

 

وفى سفر المزامير يصف روح الله بانه القدوس
51: 11 لا تطرحني من قدام وجهك و روحك القدوس لا تنزعه مني

 

ويصف روح الله بانه كشخص يتكلم معه كلى الوجود اينما نذهب فهو مالء الكل
139: 7 اين اذهب من روحك و من وجهك اين اهرب

 

ويتكلم عن المسيا بانه عليه سيحل روح الرب روح الفهم والمعرفة والمشورة والقوة
11: 2 و يحل عليه روح الرب روح الحكمة و الفهم روح المشورة و القوة روح المعرفة و مخافة الرب
ويقول القمص روفائيل البراموسى ” اذا اقترنت هذة الصفات الثلاثة الحكمة –المشور –المعرفة مع روح الرب فهذا يشير الى دلالة لاهوتية وقد احتار الرابيون فى تفسير هذة الدلالة “[2]
فروح الحكمة والمشورة والقوة مع اقترانها بروح الرب يعنى انها روح الهية روح الله الخاص

 

ويخاطب روح الله كمشخصن وماقنم فى سفر اشعياء بانه يحزن وهذا مطابق لما ورد فى العهد الجديد عن احزان الروح فهى ليست مجرد قوة ولا صفة هو اقنوم متميز يحزن وله كامل شخصيته المتميزة
63: 10 و لكنهم تمردوا و احزنوا روح قدسه فتحول لهم عدوا و هو حاربهم

 

ويتكلم عن ان روح الرب يريح النفوس
63: 14 كبهائم تنزل الى وطاء روح الرب اراحهم هكذا قدت شعبك لتصنع لنفسك اسم مجد

 

بل يصل لقمة الاعلان وان العهد الجديد الذى سيقيمه الله مع البشرية مقترن بانه سيفيض من روحه على كل بشر فى سفر يوئيل
وَيَكُونُ بَعْدَ ذلِكَ أَنِّي أَسْكُبُ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ، فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ، وَيَحْلَمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَمًا، وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤًى.
وهذا ما تمت الاشارة اليه فى تحقيقه يوم العنصرة وارسال روح الله للكنيسة بان هذة النبوة قد تمت
16 بَلْ هذَا مَا قِيلَ بِيُوئِيلَ النَّبِيِّ.
17 
يَقُولُ اللهُ: وَيَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ، فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ، وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤًى وَيَحْلُمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَمًا.
18 
وَعَلَى عَبِيدِي أَيْضًا وَإِمَائِي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي فِي تِلْكَ الأَيَّامِ فَيَتَنَبَّأُونَ

 

واذا نظرت الى عمل الروح فى العهد القديم ستجد انه عمل للتكريس وللتدشين وللمسحة
ففى مسحة داود النبى يقول سفر صمؤيل
فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ قَرْنَ الدُّهْنِ وَمَسَحَهُ فِي وَسَطِ إِخْوَتِهِ. وَحَلَّ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى دَاوُدَ مِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ فَصَاعِدًا. ثُمَّ قَامَ صَمُوئِيلُ وَذَهَبَ إِلَى الرَّامَةِ

 

وهو الناطق على لسان الانبياء
فَهذِهِ هِيَ كَلِمَاتُ دَاوُدَ الأَخِيرَةُ: «وَحْيُ دَاوُدَ بْنِ يَسَّى، وَوَحْيُ الرَّجُلِ الْقَائِمِ فِي الْعُلاَ، مَسِيحِ إِلهِ يَعْقُوبَ، وَمُرَنِّمِ إِسْرَائِيلَ الْحُلْوِ:
رُوحُ الرَّبِّ تَكَلَّمَ بِي وَكَلِمَتُهُ عَلَى لِسَانِي

 

20 وَلَبِسَ رُوحُ اللهِ زَكَرِيَّا بْنَ يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنَ فَوَقَفَ فَوْقَ الشَّعْبِ وَقَالَ لَهُمْ: «هكَذَا يَقُولُ اللهُ: لِمَاذَا تَتَعَدَّوْنَ وَصَايَا الرَّبِّ فَلاَ تُفْلِحُونَ؟ لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمُ الرَّبَّ قَدْ تَرَكَكُمْ

 

وفى سفر حزقيال
وَحَلَّ عَلَيَّ رُوحُ الرَّبِّ وَقَالَ لِي: «قُلْ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّهكَذَا قُلْتُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، وَمَا يَخْطُرُ بِبَالِكُمْ قَدْ عَلِمْتُهُ.
وفى سفر الحكمة يتكلم عن روح الله كلى الوجود
لان روح الرب ملا المسكونة وواسع الكل عنده علم كل كلمة
فلذلك لا يخفى عليه ناطق بسوء ولا ينجو من القضاء المفحم

 

روح الله هو المحيى
14 وأَجْعَلُ رُوحِي فِيكُمْ فتَحْيَوْنَ، وَأَجْعَلُكُمْ فِي أَرْضِكُمْ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أنَا الرَّبُّ تَكَلَّمْتُ وَأَفْعَلُ، يَقُولُ الرَّبُّ

 

يقول ارنولد فى كتابه

The Holy Spirit cannot be a mere emanation because, as can be seen in these quotations, He has all the characteristics of personality—intellect, emotion and will—and is considered divine[3]











وساختم هذا الموضوع بذكر نصين من سفر اشعياء مذكور فيهم الثلاث شخصيات كاملة
48: 12 اسمع لي يا يعقوب و اسرائيل الذي دعوته انا هو انا الاول و انا الاخر
48: 13 و يدي اسست الارض و يميني نشرت السماوات انا ادعوهن فيقفن معا
48: 14 اجتمعوا كلكم و اسمعوا من منهم اخبر بهذه قد احبه الرب يصنع مسرته ببابل و يكون ذراعه على الكلدانيين
48: 15 انا انا تكلمت و دعوته اتيت به فينجح طريقه
48: 16 تقدموا الي اسمعوا هذا لم اتكلم من البدء في الخفاء منذ وجوده انا هناك و الان السيد الرب ارسلني و روحه
فنجد ان المتكلم هو رب الجنود الاول والاخر خالق السماوات ويتكلم عن نفسه انه ارسل من قبل السيد الرب وروحه
ولا تعليق على ذلك ولا يحتاج ذكاء لان يفهم ذلك

 

وايضا من سفر اشعياء
63: 7 احسانات الرب اذكر تسابيح الرب حسب كل ما كافانا به الرب و الخير العظيم لبيت اسرائيل الذي كافاهم به حسب مراحمه و حسب كثرة احساناته
63: 8 و قد قال حقا انهم شعبي بنون لا يخونون فصار لهم مخلصا
63: 9 في كل ضيقهم تضايق و ملاك حضرته خلصهم بمحبته و رافته هو فكهم و رفعهم و حملهم كل الايام القديمة
63: 10 و لكنهم تمردوا و احزنوا روح قدسه فتحول لهم عدوا و هو حاربهم
63: 11 ثم ذكر الايام القديمة موسى و شعبه اين الذي اصعدهم من البحر مع راعي غنمه اين الذي جعل في وسطهم روح قدسه
63: 12 الذي سير ليمين موسى ذراع مجده الذي شق المياه قدامهم ليصنع لنفسه اسما ابديا
63: 13 الذي سيرهم في اللجج كفرس في البرية فلم يعثروا
63: 14 كبهائم تنزل الى وطاء روح الرب اراحهم هكذا قدت شعبك لتصنع لنفسك اسم مجد
وايضا فى هذا النص مذكور بمنتهى الوضوح يهوه وملاك حضرته وروح يهوه المشتركين فى العمل مع الانسان
ويعلق ارنلود ويقول

In this passage Isaiah is recounting the experiences of Israel in the Exodus and the Wilderness Wanderings. In the course of these seven verses, Isaiah mentions three distinct divine personalities. These are as follows:
1. In verse 7 he mentions the Lord Jehovah—the first Person.
2. In verse 9 he mentions the Angel of His presence—the second Person.
3. The third Person is the Holy Spirit, mentioned three times, in verses 10, 11, and 14.
While often throughout the Hebrew ******ures God refers to Himself as being the One solely responsible for Israel’s redemption from Egypt, in this passage three personalities are given credit for it. There is, however, no contradiction seen here since all three comprise the unity of the one Godhead.
[4]

الملخص

The teaching of the Hebrew ******ures, then, is that there is a plurality of the Godhead. The first Person is consistently called YHVHwhile the second Person is given the names of YHVH, the Angel of YHVH and the Servant of YHVH. Consistently and without fail, the second Person is sent by the first Person. The third Person is referred to as the Spirit of YHVH or the Spirit of God or the Holy Spirit. He, too, is sent by the first Person but is continually related to the ministry of the second Person.[5] 

لم يكن ايمانا الحى بوحدانية الله الجامعة ابتداع فحتى العهد القديم كان يخاطب الله بصيغة الجمع وميز ثلاث شخصيات الهية متساويين فى كل شئ وكلا منهم هو الله بنفسه
يهوه وملاكه وروحه هكذا نؤمن بالاب الصالح وكلمته المظهر لنا الله وروحه الذى يمسح نفوس المؤمنين ويسكن فيها
هذا هو الايمان الحى بالله القدوس من قبله يحيا ومن لم يقبله فيسمكث عليه غضب الله الى ابد الابدين


[1]Fruchtenbaum, Arnold G.: Messianic Christology : A Study of Old Testament Prophecy Concerning the First Coming of the Messiah. Tustin, CA : Ariel Ministries, 1998, S. 114


[2] كتاب اما اسرائيل فلا يعرف .القمس روفائيل البراموسى .صفحة 95

[3]Fruchtenbaum, Arnold G.: Messianic Christology : A Study of Old Testament Prophecy Concerning the First Coming of the Messiah. Tustin, CA : Ariel Ministries, 1998, S. 114

[4]Fruchtenbaum, Arnold G.: Messianic Christology : A Study of Old Testament Prophecy Concerning the First Coming of the Messiah. Tustin, CA : Ariel Ministries, 1998, S. 115

[5]Fruchtenbaum, Arnold G.: Messianic Christology : A Study of Old Testament Prophecy Concerning the First Coming of the Messiah. Tustin, CA : Ariel Ministries, 1998, S. 116

تعليق واحد

  1. كلام رائع جدا وفريق دفاع كحصن منيع ومجهود له كل التقدير…ولكن صورة الثالوث المستعان بها صورة يعيبها اخطاء لاهوتية وترفضها الكنيسة هكذا تعلمنا من نيافة الانبا بيشوى…