الردود على الشبهات

الرد على: روح الله وتحريف القساوسة لنصوص اليهود – روح ام رياح

الشبهة نصا كالتالي

اقتباس:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عملية التحريف لم تقتصر فقط على تحريف اليهود للتوراة ، وتحريف النصارى لكتبهم ، بل توسعت النصارى في التحريف حتى حرفوا نصوص اليهود .

واليهود نفسهم يؤكدون هذا الأمر ويتهمون النصارى بأنهم حرفوا التوراة بدءاً من تلفيق النبوات عليها إلى آخره .
وهذا نموذج صغير لما قام به النصارى من تحريف في نصوص اليهود

وكانت الارض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه. تك 1 : 2

והארץ היתה תהו ובהו וחשׁך על־פני תהום ורוחאלהים מרחפת על־פני המים



والكلمةالملونة ( רוח روح ) تعني في العبرية روح ورياح أيضاً ، لذلك يكون الفيصلفي فهم معنى الكلمة هل هي روح ام رياح هم اليهود أنفسهم ومرجعنا في ذلكعدة شواهد :
· الشاهد الأول : الترجوم الآرامي .
· الشاهد الثاني : الترجمات القديمة مثل سعديا الفيومي وهي اقدم من اي مخطوط كامل للماسورا والنص السامري .
· الشاهد الثالث : المدراش واقوال علماء اليهود .

أولاً بالنسبة للترجوم :
جاءت قراءة ترجوم أونكيلوس كالآتي :
וְאַרְעָא הֲוָת צָדְיָא וְרֵיקָנְיָא וַחֲשׁוֹכָא עַל אַפֵּי תְהוֹמָא וְרוּחָאמִן קֳדָם יְיָ מְנַשְּׁבָא עַל אַפֵּי מַיָּא. [1]

الترجمة :
والأرض كانت خربة وخالية والظلمة على وجه الهاوية ورياح / وروحمن أمام الرب هبت على وجه الماء
.

وهي نفس المشكلة فقد استخدم نفس الكلمة التي جاءت في الماسورا ولكن المدهش في الأمر هو ترجمة هذا النص من العبرية للإنجليزية .
ففي الترجمة الإنجليزية للترجوم ترجمت النص هكذا :

and a wind from before the Lord [2]

فترجم الكلمة إلى رياح وليست إلى روح
.

الشاهد الثاني :
الشاهد الثاني وهي ترجمة الحبر اليهودي العلامة المصري سعديا الفيومي وهي ترجمة عربية كُتبت بحروف عبرية و يعود تاريخها إلى ما قبل أي مخطوط كامل للماسورا ، ترجم النص هكذا :
ואלארץ כאנת גמרה מסתבחר וצלאמ עלי וגה אלגמר וריאחאללה תהב עלי וגה אלמא ‘ ‘

الترجمة :
والأرض كانت غامرة مستبحرة ، وظلام على وجه الغمر ، ورياح الله تهب على وجه الماء .

ثانياً الترجمة العربية للنص السامري لأبي الحسن إسحاق الصوري اليهودي [3] :
والأرض كانت مغمورة ومستبحرة ورياح الله هابة على وجه الماء .

ثالثاُ ترجمة النص السامري لأبي سعيد بن أبي الحسين ابن أبي سعيد السامري [4] :
ورياح الله هابة على وجه الماء .

الشاهد الثالث :
ما جاء في مدراش سفر التكوين على لسان الرابي يهودا بن شمعون :

And God made a wind to pass over the earth .

ففسرها على أنها الرياح ، وللأمانة العلمية جاء في نفس المدراش قولاً للرابي شمعون بن لاقيش يقول :

This alludes to the spirit of Messiah , as you read , And the spirit of the Lord shall rest upon him ( Isa. XI, 2 ) .[5]

الترجمة : وهذا يشير الي روح المسيا مثل ما تقرأ ، وروح الرب سوف تحل عليه ( اش 11 : 2( .


وهذا القوللا أهمية له في وجود الترجمات القديمة والترجوم ، وتعضد هذه الشواهد الأقوال الأخرى للربيين الذين قالوا بأنها رياح.

ونختتم بكلام الرابي شلومو بن يتصحاقي

The Throne of Glory was suspended in the air and hovered over the face of the water with the breath of the mouth of the Holy One, blessed be He and with His word, like a dove, which hovers over the nest, acoveter in Old French, to cover, hover over . [6]



فكما نرى اليهود أصحاب الكتاب كيف يعني النص عندهم وما هو مدلوله وهذا ما يوجزه أنطونيوس فكري في تفسير سفر التكوين وتصريحه بأن اليهود يفهمون النص على أنه ” الريح ” [7] .

وإن كان فهم هذا النص بما قاله اليهود أصحاب النص لا يعطي أي أهمية ، إلا أن اصدقائنا المسيحيين لهم رأي خاص في هذا الموضوع .

فقد تبين لهم أن مثل هذا النص هو الفرصة الذهبية لتدعيم بعض النواحي اللاهوتية .

فقد حرفوا كلام اليهود عن موضعه وأولوا كلمة الرياح إلى الروح .


فهذه ترجمة البشيتا السيريانية تترجم النص على أنه روح الله !!

Now the earth was formless and empty. Darkness was on the surface of the deep. The Spirit of God was hovering over the surface of the waters [8]

وكذلك الفولجات اللاتينية

terra autem erat inanis et vacua et tenebrae super faciem abyssi et spiritus Dei ferebatur super aquas



الترجمة للإنجليزية


And the earth was void and empty and darkness was upon the face of the deep and the spirit of god moved over the waters [9]

موقف الترجمة السبعينية
استخدمت الترجمة السبعينية كلمة πνεῦμα في ترجمتها للنص ، وهذه الكلمة أيضاً تحمل كلا المعنيين السابقين روح ، وريح او رياح

ἡ δὲ γῆ ἦν ἀόρατος καὶ ἀκατασκεύαστος, καὶ σκότος ἐπάνω τῆς ἀβύσσου, καὶ πνεῦμα θεοῦ ἐπεφέρετο ἐπάνω τοῦ ὕδατος.

يقول قاموس سترونج في شرح معناها :

a current of air, that is, breath (blast) or a breeze; by analogy or figuratively a spirit, that is, (human) the rational soul, (by implication) vital principle, mental disposition, etc., or (superhuman) an angel, daemon, or (divine) God, Christ’s spirit, the Holy spirit: – ghost, life, spirit (-ual, -ually), mind.
والترجمات الإنجليزية للسبعينية ترجمة المعني مرة على أنه روح الله ، ومرة على أنه الرياح .
ففي ترجمة برينتون تترجم النص على أنه روح
But the earth was unsightly and unfurnished, and darkness was over the deep, and the Spirit of God moved over the water.[10]


بينما نجد الترجمة الإنجليزية الحديثة للسبعينية تترجمها على أنها الرياح موافقة في ذلك اليهود وتفسيراتهم وترجماتهم :
and a divine wind was being carried along over the water[11]
وهي ترجمة حديثة خلاف ترجمة برينتون الصادرة عام 1851 .


وأياً كان ، فاليهود أصحاب الكتاب – وأكرر هذا – قد شرحوا المعنى وبينوه ولا حاجة لنا في السبعينية أو غيرها في فهم النص وشرحه .


والحمد لله رب العالمين


[1] Comprehensive Aramaic Lexicon: Targum Onqelos to the Pentateuch; Targum Onkelos. Hebrew Union College, 2005; 2005, S. Ge 1:2

[2] The Targums of Onkelos and Jonatahn Ben Uzzel on the Pentateuch P35

[3] التوراة السامرية ترجمة الكاهن أبو الحسن إسحاق الصوري – تقديم الدكتور أحمد حجازي السقا – دار الأنصار .

[4]Secundum Arabican Pentateuchi Samaritani Vresion .

[5] midrsh rabbah translated into English with notes glossary and indies under the editorship of rabbi DR.H Freedman, B.A., PHD. And Maurice Simon M.A with a forword by rabbi DR. I EPstien B.A, PH.D, third edition impression 1961 .

[6] Tanakh with Rashi Gen 1 :2

[7] تفسير سفر التكوين – كنيسة السيدة العذراء – الفجالة .

[8] Lamsa Bible Gen 1 : 8 .

[10] Lxx English translation – Brenton

[11] NETS Gen 1:2 .

الرد بنعمة الرب

 

روح الله ام ريح الله ، يرف على وجه المياه؟
هذة الشبهة كلها قائمة على استشهادات باطلة واستنتاجات خاطئة وقلة معلومات. عرض كاتب الشبهة رأيه -الخاطئ- في ثلاث نقاط هم (الترجومات- التفاسير- الترجمات) وسنعرض نحن الحقيقة بأستخدام نفس الثلاث نقاط ومعهم نقطة اضافية ، لنرى الحقيقة البينة ، حقيقة ان النص يتكلم عن “روح الله” وان اليهود اعترفوا بذلك وفسروها قائلين “روح المسيح” ، في كل نقطة من الأربعة نقاط سنعرض الحقيقة ونرد على ما قاله كاتب الشبهة.
اولا: الترجومات الآرامية
ثانيا: الترجمات
ثالثا : تفاسير اليهود
رابعا : اثبات لقراءة “روح الله” من داخل النصوص المقدسة.

اولا : الترجومات الآرامية تشهد بأن الآية تتكلم عن روح الله وهو روح المسيح ذاته.
الترجومات الآرامية هي ترجمات وضعها اليهود من الأصل العبري بعد رجعوهم من السبي البابلي ، لأن اغلبهم بدأ في نسيان العبرية ، ومن هنا كانت الحاجة لوجود ترجمات للنصوص العبرية الى اللغة الآرامية التي تعلموها في بابل ،فكانوا يقرأون قطعة من التوراة او اسفار الانبياء بالعبرية ثم يتلون ترجمتها الآرامية وتفسيرها .
الترجومات الآرامية كانت شفهية في بادئ الأمر ثم لجأ تدوينها في فترة لاحقة . لذا فنصوص الترجومات التي بين ايدينا الآن لا تمثل فقط فكر وتفسير اليهود وقت تدوينها وانما تمثل ايضا فكر اقدم كان يتناقل شفهيا قبل مرحلة التدوين.
1- ترجوم نيوفِتي ( (Neofiti Targum
מלקדמין בחכמה ברא דייי שכלל ית שמיא וית ארעא
וארעא הוות תהיא ובהיא וצדי מן בר נש ומן בעיר וריקנא מן כל פלחן צמחין ומן אילנין וחשוכא פריס על אפי תהומא ורוח דרחמין מן קדם ייי הוה מנשבא על אפי מיא
[في البدء بحكمة خلق الرب وصنع السموات والارض
والارض كانت خالية وخربة وفارغة من بني البشر ومن الحيوانات وفقيرة من كل عاملي (فلاح) النباتات ومن الاشجار والظلمة ممتدة على وجه الغمر وروح الرحمة من امام الرب يرف على وجه المياة.]
ملحوظة 1 : هو من اكبر الترجومات التوراتية -لكبر شرحه للآيات- ويقارب الترجوم المنسوب ليوناثان حجما ، ويعتقد البعض[1] إنه الاقدم على الاطلاق.
ملحوظة 2 : نرى هنا ان اليهود عرفوا ان الله قد خلق الكون بكلمته ، والكلمة هو الحكمة[2] . وذكروا ايضا ان الروح هو روح الله وهو الذي هام على وجه المياة .
في هذا النص نرى الثالوث كاملا ، فالله الآب خلق السماوات والارض (تكوين 1: 1) بكلمته وحكمته خلق (امثال 3: 19 ، 8: 22-31) وبروحه القدوس المحي اعطى حياة (تكوين 2: 7).

2- الترجوم المُجزأ او المُقطع ( (Fragmentary Targum
בחכמה ברא ה׳ ית שמיא וית ארעא
וארעא הוות תהייא ובהייא וצדייא מן בני נשא וריקנא מן כל בעיר ורוחא דרחמין מן קדם ה׳ הוות מנשבא על אפי מיא[3]
[بحكمة خلق الرب السموات والارض
والارض كانت خالية وخربة وفارغة من بني البشر وفقيرة من كل الحيوانات وروح الرحمة من امام الرب يرف على وجه المياة.]
ملحوظة 1 : الترجوم المُقطع[4] هو ترجوم تفسيري[5] ، هذا الترجوم ومعه الترجوم المنسوب ليوناثان كُتبوا في فلسطين وهم يمثلون مرحلة وسطية فهم كُتِبوا بعد ترجوم فلسطيني اقدم ،وقبل الجيل الاخير من الترجومات والذي يشمل اونكيلوس[6]. فالترجومات القديمة تميل الى التفسير الثري للنصوص ومن هذة الترجومات جاء ترجوم اونكيلوس الرسمي الذي محى فيه اليهود الشرح الزائد عن المطلوب واقتربوا الى الحرفية قدر الامكان.
ملحوظة 2 : كلمة روح الرحمة التي نراها في الترجوم نفهم منها ان المقصود من الوحي هو روح وليست رياح ،ومنها ندرك ايضا ان اليهود ادركوا ان روح المسيح هو روح الله نفسه لأن الرحمة هي من اسامي المسيح وعمله.
فبحسب فهم اليهود فإن روح الله هو كائن منذ البدء (ازلي) وهو سيكون في المسيح القادم وهذا طبقا لما اعلنه اشعياء النبي بالوحي المقدس
اشعياء 11: 1 وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ، 2 وَيَحُلُّعَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ،رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ 3 وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ، فَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ نَظَرِ عَيْنَيْهِ، وَلاَ يَحْكُمُ بِحَسَبِ سَمْعِ أُذُنَيْه 4 بَلْ يَقْضِي بِالْعَدْلِ لِلْمَسَاكِينِ، وَيَحْكُمُ بِالإِنْصَافِ لِبَائِسِي الأَرْضِ، وَيَضْرِبُ الأَرْضَ بِقَضِيبِ فَمِهِ، وَيُمِيتُ الْمُنَافِقَ بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ.

 

بحسب نص اشعياء النبي نرى ان الرحمة هي عمل المسيح القادم ، ولهذا قالوا ان المسيح سيُدعي حنانيا -في تفسيرهم لمراثي ارميا[7]– لفظ حنانيا (חנינה) هو مشتق من حنن (חָנַן) ويعني يرحم او ينعم والذي ورد على سبيل المثال في مزمور 25: 16 “اِلْتَفِتْ إِلَيَّ وَارْحَمْنِي (חנני)، لأَنِّي وَحْدٌ وَمِسْكِينٌ أَنَا”.
فالمسيح هو الرحيم اسما وفعلا ، وعليه يحل روح الله ، ولذلك قال الترجوم روح الرحمة في ترجمته لـ “روح الله”.

3- الترجوم المنسوب ليوناثان ( (Pseudo-Jonathan Targum
וארעא הוות תהייא ובהיא צדיא מבני נש וריקנייא מן כל בעיר וחשוכא על אנפי תהומא ורוח רחמין מן קדם אלקים מנתבא על אנפי מיא
والارض كانت خالية وخربة وفارغة من بني البشر وفقيرة من كل الحيوانات والظلمة ممتدة على وجه الغمر وروح الرحمة من امام الرب يرف على وجه المياة.
وهي توافق ايضا ما جاء في الترجوم المُقطع وفد تكلمنا عن اهمية هذا الترجوم سابقا.

4- ترجوم اونكيلوس (Onkelos Targum)
لم يذكر كاتب الشبهة اي شئ عن الترجومات السابقة ولكنه فقط تكلم عن ترجوم اونكيلوس ، لنرى ماذا قال
اقتباس:
جاءت قراءة ترجوم أونكيلوس كالآتي :
וְאַרְעָא הֲוָת צָדְיָא וְרֵיקָנְיָא וַחֲשׁוֹכָא עַל אַפֵּי תְהוֹמָא וְרוּחָא מִן קֳדָם יְיָ מְנַשְּׁבָא עַל אַפֵּי מַיָּא. [1]
الترجمة :
والأرض كانت خربة وخالية والظلمة على وجه الهاوية ورياح / وروح من أمام الرب هبت على وجه الماء

وهي نفس المشكلة فقد استخدم نفس الكلمة التي جاءت في الماسورا ولكن المدهش في الأمر هو ترجمة هذا النص من العبرية للإنجليزية .
ففي الترجمة الإنجليزية للترجوم ترجمت النص هكذا :
and a wind from before the Lord [2]

فترجم الكلمة إلى رياح وليست إلى روح
هذا هو ما يستند عليه لوضع ادعائه بأن اليهود لم يقولوا روح الله وانما رياح من عند الله.
النص الذي استند عليه يضع كلمة (רוּחָא) وهي تحمل نفس المعنيين روح او رياح ، ولهذا فمن المفترض ان استشهاده بذلك النص لا يفيد بشئ جديد، ولكننا نجد ان الكاتب لجأ لاحد المترجمين الذي ترجمها –بما يراه- وقال ريح !
فهل هذا هو اثباتك !؟ – يا له من اثبات ردئ !
دعني اقول لك يا عزيز القارئ ان الترجمة الصحيحة لنص الترجوم هي “روح من امام يهوه” ، فهل يستطيع أحد ان يُكذب ما اقول ؟
في الحقيقة فإن الترجمة الصحيحة هي ما قلته انا اي “روح من امام يهوه” ، وهذا ندركه بسهوله عندما نرى الترجومات الاقدم والتي تعتبر مصدر لترجوم اونكيلوس -كما شرحنا سابقا- , فاليهود حذفوا الجزء الاكبر من الشروحات الزائدة عن النص الاصلي من الترجومات القديمة ، فمحو “الرحمة” من عبارة “روح الرحمة من امام الرب” لان الرحمة هي شرح وتفسير وليست من النص الاصلي ، فتبقت عبارة “روح من امام الرب” في الترجوم المعروف بأونكيلوس . لانهم في تدوينهم لهذا الترجوم بعدوا عن التفسير الثري واقتربوا الى الحرفية.

ومن هنا نرى ان الترجومات بأنواعها تشهد بقوة على ان الآية الكريمة تتكلم عن “روح الله المُحي” والذي هو روح المسيح.

2- الترجمات تشهد بكذب ادعاء كاتب الشبهة وان الصحيح هو “روح الله “.
يقول
اقتباس:
الشاهد الثاني وهي ترجمة الحبر اليهودي العلامة المصري سعديا الفيومي وهي ترجمة عربية كُتبت بحروف عبرية و يعود تاريخها إلى ما قبل أي مخطوط كامل للماسورا ، ترجم النص هكذا : ואלארץ כאנת ג’מרה מסתבחר וצלאמ עלי וגה אלג’מר וריאח אללה תהב עלי וגה אלמא ‘ ‘
الترجمة : والأرض كانت غامرة مستبحرة ، وظلام على وجه الغمر ، ورياح الله تهب على وجه الماء .


ثانياً الترجمة العربية للنص السامري لأبي الحسن إسحاق الصوري اليهودي [3] :
والأرض كانت مغمورة ومستبحرة ورياح الله هابة على وجه الماء .
ثالثاُ ترجمة النص السامري لأبي سعيد بن أبي الحسين ابن أبي سعيد السامري [4] :
ورياح الله هابة على وجه الماء .

اعتمد الكاتب على ترجمتين وكلاهما به مشاكل خطيرة ، ترجمة سعديا القيومي والترجمات السامرية
لاحظ عزيزي القارئ الآتي
1- ترجمة سعديا الفيومي (882-942 م)
بعد المسيحية بحوالي 9 قرون ، وهو فيلسوف ترجم التوراة بشكل تفسيري وغير حرفي، وهو يعتبر روح الله هو مجد الله (الشكينة) ، فهو لا يعترف بكيان يُدعى روح الله ولذلك كانت عندما ترد عبارة “روح الله” في التوراة كان يُفسرها بما يراه ، فمثلا ترجم تكوين 1: 2 (ريح الله) وفي خروج31: 3 (علم من عند الله) وفي عدد 11: 25 (نور) وفي عدد 24: 2 (نبوة الله)
فهل هذا الشخص هو الذي تحتج به في الفصل بين “روح الله ، و”ريح الله” !!
معلومة اخرى ربما لا يعرفها عزيزي القارئ ، فإن سعديا استخدم ترجمته لمحاربة النصوص التي يستخدمها المسيحيون في حواراتهم ضد اليهود ونذكر مثال واحد هو تثنية 18: 18 حيث ترجمها سعديا قائلا “اي نبي” بدلا من “نبي” فهو اراد ان يقول ان النبوة تتكلم عن اي نبي يأتي بعد موسي في حين انها نبوة مسيانية من الدرجة الاولى واستخدمها المسيحيون في القرن الاول في حواراتهم مع اليهود ، فكان الحل بالنسبة للرباي سعديا هو ترجمته التفسيرية التي نقلت فكره فقال “اي نبي”.
، ولذلك اقول بقوة ان تفسيره للآية على انها “رياح” هو تفسير مستحدث -كغيره- وغير اصيل على اليهودية لجأ اليه للهروب من موضوع ازلية المسيح الذي اعلنه المسيحيين بنصوص مقدسة.
2- ترجمة السامريين
توجد مشكلة هنا ، وهي انهم لا يترجمون “روح الله” بحرفية في التوراة وانما يشرحونها بما يروا
فمثلا تكوين 1: 2 (ريح الله) وفي خروج31: 3 (روحانية الله) وفي عدد 11: 25 (نبوة) وفي عدد 24: 2 (نبوة الله) –الامثلة السابقة موجودة في ترجمة حسيب شحادة و ترجمة ابو الحسن اسحاق السوري-,
نفس المشكلة ، ففي كل مرة يُذكر روح الله في النص المقدس ، فهم يُفسروها بحسب معتقدهم.
فهل هذا هو دليلك الثاني !! ، دليل ساقط ميت ليس له وجود .
من 1 ، 2 نرى ان كاتب الشبهة لم يلجأ الا لنوعين من الترجمات ، احداهما كتبه فيلسوف لا يعترف بكيان “روح الله” اصلا -بالرغم من ذكر النصوص المقدسة له- وترجمته تفسيرية غير حرفية والاخر لم يذكر كلمة روح الله اصلا في مواضعها في التوراة.
هل رأيتم رداءة الاستشهادات والفلس !؟
تعالوا نتعمق في الترجمات ونرى الحقيقة
توجد الاف الترجمات بمختلف اللغات التي ذكرت “روح الله يرف” ، وذكر كاتب الشبهة بعضها لكن دعونا نضع الاهم
ترجمات اليهود نفسهم من النصوص العبرية لغيرها من اللغات
1- ترجمة اليهود القدماء في القرون التي تسبق الميلاد ، وهنا نتكلم عن الترجمات الآرامية التي ترجمها اليهود من النص العبري ، والتي بدأ اليهود استخدامها بشكل شفهي وذلك بعد رجوعهم من السبي البابلي ، وهذا كبه يسبق مرحلة التدوين ، وقد عرضنا ذلك سابقا في نقطة (الترجومات) .
2- لو تكلمنا عن ترجمة يهود هذا العصر ، سنرى الترجمات الانجليزية التي ترجمها اليهود من النص العبري .
قي الحقيقة فإن ترجمة يهودية واحدة تقول “روح الله” هي كفيلة بانهاء الموضوع .
1853 Isaac Lesser
And the earth was without form and void, and darkness was upon the face of the deep; and the spirit of God was waving over the face of the waters.

The Jewish Publication Society (JPS) 1917
Now the earth was unformed and void, and darkness was upon the face of the deep; and the spirit of God hovered over the face of the waters.

من الجدير بالذكر هنا ان النسخة الحديثة من تلك الترجمة كتبت “رياح الله” وهذا لان الترجمة الحديثة اهتمت بتفسير الربوات للكلمات ، فهم اخذوا من تفاسير العصور الوسطى وخاصة الرباي راشي .

1981 The Living Torah by Aryeh Kaplan
The earth was without form and empty, with darkness on the face of the depths, but God’s spirit moved on the water’s surface.

Judaica press
Now the earth was astonishingly empty, and darkness was on the face of the deep, and the spirit of God was hovering over the face of the water.

Mesorah Publications, The Artscroll Chumash (ترجمة تفسيرية)

 
when the earth was astonishingly empty, with darkness upon the surface of the deep, and the Divine Presence hovered upon the surface of the waters
نرى هنا تفسيرهم لروح الله على انه الوجود الالهي.
الخلاصة : اليهود قديما وحديثا ترجموا النص هكذا “روح الله يرف” .
انا لم احضر حتى الان سوى الترجمات التي ترجمها اليهود ، اما الترجمات الاخرى لو اردت عرضتها لوصل عددها لالاف الترجمات.

3- المدراش وتفاسير اليهود تثبت وجود واصالة الفكر اليهودي الذي يشهد بان الاية تتكلم عن روح الله
يقول
اقتباس:
ما جاء في مدراش سفر التكوين على لسان الرابي يهودا بن شمعون :
And God made a wind to pass over the earth .

ففسرها على أنها الرياح ، وللأمانة العلمية جاء في نفس المدراش قولاً للرابي شمعون بن لاقيش يقول :
This alludes to the spirit of Messiah , as you read , And the spirit of the Lord shall rest upon him ( Isa. XI, 2 ) .[5]


الترجمة : وهذا يشير الي روح المسيا مثل ما تقرأ ، وروح الرب سوف تحل عليه ( اش 11 : 2 ( .
وهذا القول لا أهمية له في وجود الترجمات القديمة والترجوم ، وتعضد هذه الشواهد الأقوال الأخرى للربيين الذين قالوا بأنها رياح .

ونختتم بكلام الرابي شلومو بن يتصحاقي :

The Throne of Glory was suspended in the air and hovered over the face of the water with the breath of the mouth of the Holy One, blessed be He and with His word, like a dove, which hovers over the nest, acoveter in Old French, to cover, hover over .

لجأ الكاتب الى تفسيرين يهوديين فقط ، وكلاهما لا يفيد ادعائاته ، بل يكذبان ادعائه.
لاحظ عزيزي القارئ الآتي
1- مدراش التكوين يثبت كذب ادعاء كاتب الشبهة ، فالتفسير الذي احضره يؤكد ان البعض يفسرون الآية كونها تتكلم عن روح الله وهو روح المسيح ! ، فكيف بعد ذلك يتهم النصارى باختلاق وادعاء فكرة ان التفاسير اليهودية اعلنت ان روح الله هو روح المسيح ؟! اليس مدراش التكوين هو تفسير يهودي !؟ – ما هذا العبث والهراء !؟
2- يقول ان التفسير القائل بأن الآية تتكلم عن “روح الله” ليس له اهمية
فمن انت حتى تحدد اهمية هذا التفسير من عدمه ، ولو فرضنا جدلا –وهذا غير صحيح- ان هذا التفسير غير هام ، هل ستسطيع ان تُكذب المسيحيون الذين اعلنوا عن وجود مثل ذلك التفسير في كتب اليهود !!؟
يقول ان التفسير القائل بأن الآية تتكلم عن “روح الله” ليس له اهمية ، لأن الترجوم والترجمات القديمة تعضد ادعائه .. وانا سأستخدم نفس منطقه
عرضت سابقا ان الترجومات –بما فيها اونكيلوس- تشهد بان الاية تشير لروح الله ، وعرضت ان الترجمات الاقدم والاهم تشهد نفس الشهادة ، وبناءا على ذلك استطيع ان اقول ان التفسير اليهودي القائل بان الآية تتكلم عن “ريح من عند الله” ليس له اي اهمية.
3- عرض الكاتب ايضا تفسير راشي (سليمان بن اسحاق) -وهو من اشد اعداء المسيحية- وهو عاش (1040 -1105 م) اي بعد المسيحية بـ 11 قرن ولجأ اليه كاتب الشبهة لسببين
أ- ان تفسير راشي وضع فيه الرباي رأيه وتفسيره فقط على عكس عادة المفسرين اليهود الذين يذكرون التفاسير المختلفة للاية الواحدة ، فتفسير راشي يوضح فكره هو ولا ينفي وجود فكر اخر في اليهودية ، لذا لا يمكن الاعتماد على تفسيره في نفي فكرة وجود التفسير القائل بـ”روح الله” في التراث اليهودي،وسنرى لاحقا اصالة وقدم ذلك التفسير الذي نقوله.
ب- راشي معروف بتفاسيره التي يبعد فيها عن التراث اليهودي الاقدم ،وهذا لانه كان يحاول دائما الدفاع عن الايمان اليهودي ضد هجوم المسيحيون وهذا ما دفعه احيانا الى تبني تفسير جديد –بعيد عن التراث- حتى لا يستخدم المسيحيون تلك النصوص في اثبات عقيدتهم ولعل اشهر تفاسيره في تلك الناحية هي تفسيره لدانيال 9 واعتباره ان النبوة غير مسيانية وتفسيره لـ اشعياء 53 واعتبار انها غير مسيانية ايضا.
وهذا يشبه -الى حد كبير- ترجمة سعديا الفيومي (882-942 م) اي بعد المسيحية بحوالي 9 قرون ،ومعروف ان ترجمته تفسيرية ومحاربة للنصوص التي يستخدمها المسيحيون في حواراتهم ضد اليهود –وشرحنا هذا سابقا في الرد على شبهة ذكر اسم مكة والحجاز في ترجمة سعديا الفيومي- ، ولذلك اقول بقوة ان تفسير الآية على انها “رياح” هو تفسير مستحدث وغير اصيل على اليهودية لجأ اليه اليهود للهروب من موضوع ازلية المسيح الذي اعلنه المسيحيين بنصوص مقدسة.

4- الحقيقة
دعونا نتعمق اكثر ونعرض تفاسير اخرى لم يعرضها كاتب الشبهة
فالتفسير القائل “روح الله” قديم جدا ويصل قدمه للقرن الثاني الميلادي ، بل واقدم من ذلك ، فمخطوطات البحر الميت -ترجع الى ما قبل الميلاد- تشهد بذلك.
اهمية مخطوطات البحر الميت هي انها قبل المسيحية ، وبالتالي لم يكن هناك تأثير للمسيحيون على تفاسير اليهود ، فاليهود كتبوا التفاسير فيها بحرية دون اي قيود فكرية .
اما التفاسير اليهودية التي جاءت بعد المسيحية ، فهي لم تهتم فقط بالتفسير وانما الرد على هجوم المسيحيون الذين بداوا في استخدام النصوص المقدسة لاثبات ان يسوع هو المسيح الأزلي ، وهذا هو التأثر الذي نتكلم عنه الذي جعلهم على سبيل المثال يفسرون تفسيرات جديدة تخلق ردا على المسيحيون. والان دعونا نعرض بعض تلك التفاسير.

تفاسير ما قبل الميلاد (تمتاز بالتفسير الحر البعيد عن التأثر الخارجي)
1- مخطوطات البحر الميت و “روح الله الذي يرف”
Frag. 2 col. ii 4Q 521
6 ועל ענוים רוחו תרחף ואמונים יחליף בכחו
وعلى الفقراء روحه ترف ويجدد المؤمنين بقوته.
هذا النص هو موجود في مخطوطة (4Q 521) ويسميها العلماء “Messianic Apocalypse” وهي تتكلم عن الاحداث التي ستحدث عندما يجئ المسيح . استخدم الاثينيون كلمة “ترف” (תרחף) وهي نفس الكلمة التي وردت في تكوين 2: 1 وهذة الكلمة نادرة الاستخدام و لم تتكرر هي او مشتاقاتها في كل العهد القديم سوى 3 مرات (تكوين 1: 2 – تثنية 32: 11 – ارميا 23: 9) . نقل الاثينيون نفس اللفظ في حديثهم عن روح الله الذي يساعد الفقراء والمؤمنين ايام المسيح. ومعروف لمن يدرسون التراث اليهودي ان اليهود في تفاسيرهم يحاولون -قدر الامكان- استخدام نفس الفاظ الوحي في شروحاتهم لمعنى الآية التي بها اللفظ المراد تفسيره.

تفاسير ما بعد الميلاد (فيها نرى اليهود متأثرون بعض الشئ بالفكر المسيحي فنرى تفاسير جديدة ليست اصيلة وهدفها هو الرد على المسيحيين ، ومنها الاية محور حديثنا و اشعياء 53 و دانيال 9 وغيرهم)
بالنسبة للاية محور حديثنا فاننا سنرى الكتب اليهودية ذكرت التفسير المعتاد وهو “روح الله يرف” ومعه ذكرت التفاسير الجديدة. وسأعرض فقط الجزء المؤيد.

2- فى كتاب الزوهار(זֹהַר‎‎)[8] ، [فى مجلد (וישב)]
[“وروحا مستقيما جدد في احشائي” (مزمور 51: 12) هذا هو الروح المستقيم المذكور في “وروح الله يرف على وجه المياة” (تكوين 1: 2) قيل انه روح المسيح ،حيث قيل “وروحا جديدة في داخلكم” (حزقيال 36: 26) و لهذا سأل داود على“روحا مستقيما – روح المسيح- جدد في احشائي”(مزمور 51: 12)]
هناك امثلة اخرى من الزوهار تجدها في
– [فى مجلد (פנחס)] قيل ان (تكوين 1: 2) يتكلم عن الروح القدس (روح الله).
– [فى مجلد (ויחי)] عن تفسير تكوين 49: 11 . فُسِرت النبوة على المسيح ، واشار التفسير الى (تكوين 1: 2) وقيل ان روح المسيح هو روح الله.

2- مدراش التكوين وقد عرضه كاتب الشبهة

3- مدراش اللاويين (14: 1)
[“وروح الله يرف على وجه المياة” (تكوين 1: 2) هذا هو روح الملك المسيح]

4- يلقوط شمعوني في تفسير التكوين (1: 4)
[“وروح الله يرف” (تكوين 1: 2) هذا هو روح المسيح المكتوب فيه “يحل عليه روح الرب” (اشعياء 11: 2)]
هنا نرى ان اللآية تتكلم عن روح الله وليس ريح ، كما اننا نرى الربط بين روح الله والمسيح .

هذة بعض الامثلة من التراث اليهودي وليس جميعها ، فهي اكثر من ان توضع في هذا الرد.
رأينا في تلك النقطة ان مفهوم “روح الله” موجود في اليهودية في مصادر مختلفة ، بل ان اقدم تلك المصادر واهمها يثبت ذلك التفسير. كما اننا رأينا وجود واصالة التفسير اليهودي القائل بان روح الله هو روح المسيح.

4- اثبات لقراءة “روح الله يرف” من باقي النصوص المقدسة .

1- الخلق عمل الهي
تكوين 1 هو اصحاح الخلق ، فيه نرى خلق الله للعالم ، الله الواحد هو (الآب وكلمته وروحه)
فالله الآب خلق السماوات والارض (تكوين 1: 1)
بكلمته خلق ، والكلمة هو الحكمة وهو الإبن الذي اعلن عن ذاته في العهد القديم وفي الجديد.
مزمور 33: 6 “بِكَلِمَةِ الرَّبِّ صُنِعَتِ السَّمَاوَاتُ” ، امثال 3: 19 (الرَّبُّ بِالْحِكْمَةِ أَسَّسَ الأَرْضَ) ، امثال 8: 22-31 “مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ، مُنْذُ الْقِدَمِ .. كُنْتُ عِنْدَهُ صَانِعًا”
وبروحه أحيا المخلوقات ،
تكوين 2: 7 “،وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً ” ، مزمور 33: 6 “وَبِنَسَمَةِ فِيهِ كُلُّ جُنُودِهَا”
بل واعطى روحه للانسان من قبل ان يفجر الانسان وينزع الله روحه منه (تكوين 6: 3) ولم يعد يحل الا على القليل من البشر ومنهم الانبياء ، وبعد ملء الزمان اتى المسيح واتم الصلح بين الله والانسان فرجع روح الله للمؤمنين باسمه (يوحنا 14: 17 ،اعمال الرسل 2 ،1كورنثوس 3: 16 ، 2كورنثوس 6: 16 ،غلاطية 3: 5 ،1رسالة يوحنا 3: 24 …. الخ)
في تكوين 1 ، طبيعي ان نرى الثالوث مجتمعا في هذا النص ، فالله الاب خلق السموات والارض… اذ قال الله كن ، فكان … وكان روحه على وجه المياة يعطي الحياة لمخلوقاته.

2- لفظ “يرف”
اولا : هذ اللفظ لا يعني محدودية روح الله القدوس .
لفظ يرف هو لفظ اختاره الوحي ليعبر عن وجود روح الله ، فالانسان بشكل عام لا يتخيل غير المجسم ، فلزم ورود بعض الالفاظ التي تصف الجسمانية للتدليل على وجود الكيان وحياته. فمثلا يقول الوحي “قال الله في الانبياء” وهذا لا يعني ان لله فم او ان الله مجسم ، ولكن معناه ان الله موجود وقد اوصل رسالته للنبي ، كذلك عبارة “روح الله يرف” فهذا لايعني ان الله مجسم او ان الروح يتحرك او محدود ، ولكن معناه ان الله موجود حي وهو وحده المسئول عن الخلق حينما كانت الارض لم تتكون بعد. وهذا شئ معروف للمفسرين اليهود والمسيحيون على حدا سواء
اعرض ما قاله الرباي موسى بن ميمون في كتابه دلالة الحائرين[9] (الجزء الاول – النقطة 46)
ثانيا : معنى اللفظ ودلالته
ذكر الوحي الالهى كلمة “يرف” للتعبر عن وجود “روح الله” ، كلمة يرف تعني رفرفة الطائر .
ولم يذكر الوحي الالهي هذا اللفظ او مشتقاته سوى 3 مرات فقط .
قال الرباي راشي في تفسيره ان لفظ يرف المذكور هو كالحمامة عندما ترفرف على عشها .
[كالحمامة التي ترفرف على العش ، وهي (اكيفيتير) بالفرنسية القديمة]
اختيار الوحي لهذا اللفظ لم يكن صدفة وانما مقصودا ،دعونا نتذكر المرة التي ظهر فيها الروح القدس على المياة .. نعم ، انه وقت عماد المسيح
متى 3

13حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى الأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ. 14وَلكِنْ يُوحَنَّا مَنَعَهُ قَائِلاً: «أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ، وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ!» 15فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:«اسْمَحِ الآنَ، لأَنَّهُ هكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرّ». حِينَئِذٍ سَمَحَ لَهُ. 16فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ، وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ، فَرَأَى رُوحَ اللهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَيْهِ، 17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً:« هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».

وكأن الوحي المقدس يقول لنا ، روح الله القدوس كان موجودا عندما كانت الارض خربة ولم وخالية ، وروح الله “يرف” فوق المياة التي كانت تغمر الارض ، وبالروح عُمِرت الأرض والسماء (ايوب 26: 13).
ظهر الروح مرة اخرى عندما كانت نفوس الانسان خربة بفعل عبودية الشيطان وخالية من كل صلاح ، اخذ الروح شكل حمام “يرف” فوق مياة الاردن ، وبه عُمِرت قلوب البشر . والمسيح كان ومازال الطريق الوحيد الذي عن طريقه تُعمر النفوس بروح الله ، فهو المُخلص المُصالح الذي اهدانا روح الله القدوس (يوحنا 14: 26).
ولله كل المجد

 

[1] ومنهم العالم Bruce M. Metzger.

 

[2] اقنوم الأبن (يوحنا 1: 18) هو اقنوم الكلمة (يوحنا 1: 1 ، رؤيا 19: 13) هو اقنوم الحكمة (1كورنثوس 1: 24 ، كولوسي 2: 3) .


[3]Comprehensive Aramaic Lexicon. (2005; 2005). Fragment Targum, recension VNL, MSS Vatican Ebr. 440, Nuernberg and Leipzig B.H. fol. 1 (Ge 1:1-2). Hebrew Union College.

[4] هو موجود على اجزاء صغيرة ، ربما لان هذا هو المتبقي من الترجوم كالملا وربما لانه كان يستخدم في الليتورجيات كقطع صغيرة لبعض النصوص التي ترجموها عن العبرية.

 

[5] اي انه يترجم النص العبري الاصلي الى الارامي بشكل متحرر ، يبعد عن الحرفية ويهتم بالتفسير من حيث ايضاح المعاني وشرح الآيات.


[6] Old Testament Textual Criticism (Ellis R. Brotzman) page 71

[7] (מדרש רבה איכה) مدراش مراثي ارميا 1: 16-17


[8] كتبه الرباى شمعون ابن يوخاى (שמעון בר יוחאי) وجذوره ترجع للقرن الثانى الميلادى.

[9] מורה נבוכים

تم تنسيق البحث بشكل افضل وتم اضافة صور الاقتباسات اليهودية في هذا الملف للتحميل

http://www.mediafire.com/?4mzy0qlstpyqy0p

 

تعليق واحد

  1. I do believe all of the ideas you’ve offered for your post. They are really convincing and will definitely work. Still, the posts are very quick for newbies. May just you please extend them a little from next time? Thank you for the post. begekffbbcef