الردود على الشبهات

هل أمر الرب يسوع ببغض الأب والأم والزوجة والأولاد لكي نكون تلاميذا له؟ شبهة والرد عليها

هل أمر الرب يسوع ببغض الأب والأم والزوجة والأولاد لكي نكون تلاميذا له؟ شبهة والرد عليها

هل أمر الرب يسوع ببغض الأب والأم والزوجة والأولاد لكي نكون تلاميذا له؟ شبهة والرد عليها
هل أمر الرب يسوع ببغض الأب والأم والزوجة والأولاد لكي نكون تلاميذا له؟ شبهة والرد عليها

هل أمر الرب يسوع ببغض الأب والأم والزوجة والأولاد لكي نكون تلاميذا له؟ شبهة والرد عليها

 

ربما في وقت قرائتك للعهد الجديد تجد أمراً يستوقفك، وهذا أمر جيد فهذا يُعني أنك لا تقراً كلمة الرب وكأنك تقرأ شيء غير هام للدرجة الكافية التي تجعلك تتأمل في التفاصيل، ولكن قلبك وعقلك وروحك مُنسجمين في أعماق الكلمة الإلهية وهذا أمر كلمة رائع لا تصفه بحق

في موضوعنا اليوم نتحدث عن نص مُقدس وهو الوارد في (لوقا 14:26) الذي يقول «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً. 

ربما قد تكون هذه الكلمة الملونة استوقفت تفكيرك، كيف أبغض فرداً من أسرتي؟

وربما أيضاً تكون قرأت هذا السؤال على أحد المواقع التي تُهاجم المسيحية تحت عنواناً كبير الحجم يأخذ شاشة حاسوبك طولاً وعرضاً يقول ” يسوع يأمر ببغض الوالدين “

 

فهل بالفعل يسوع كان يقصد ذلك؟

أولاً:- لا يُمكن ان يكون هذا هو المقصد الحقيقي وراء تعليم يسوع، وذلك لسبب بسيط جداً الا وهو، ان يسوع شخصاً مُحب وتعاليمه مليئة بالمحبة، أنظر كيف يُريدنا ان نُحب حتى الأعداء وليس فقط الأقارب والأصدقاء( متى 5:44)، إن محبه الأصدقاء أمر مألوف عند كُل البشر أما محبه الأعداء فليس مألوف إلا عند المسيحين  [1] ولا يُريد ان تدوم خصومة بينك وبين أخيك ( متى 5:24)

ثانياً :- يسوع نفسة يقول لنا اننا نحب ( متى 10:37) مَنْ أَحَبَّ أَباً أَوْ أُمّاً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي وَمَنْ أَحَبَّ ابْناً أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي ، يقول من أحب أباه أو أمه اكثر مما يُحبني فلا يستحقني، بإضافة عبارة ” اكثر مما يُحبني ” أوضح أنه يُجيز لنا ان نُحب لكن ليس أكثر مما نحبه، يطلب منا ان نُحبه قبل حبنا لهم، فإن محبه الله عند الكاملين في الفكر هي أسمى من محبتنا لإبائنا [2] فمفهوم البغض هو الحب الأقل [3] فيجب ان نتخلى عن كل هؤلاء إذا كانوا بداخل مُقارنة مع المسيح [4]

ثالثاً:- يجب أن نراعي ان يسوع تحدث مع اليهود باسلوب هم يعرفوة فيسوع هنا قد استخدم اسلوب Hyperbole ( المُبالغة الخطابية – A rhetorical exaggeration ) وهذا اسلوب مُستخدم من المعلمين اليهود للتأكيد على وجهه نظرهم، فهنا يسوع استخدم نفس الأسلوب ليأخذ المستمع له الكلام بجدية [5]  ان البغض هو تعبير سامي لمحبة أقل نسبياً [6]

فهذا التعبير يُعني الحب الأقل وليس الكراهية. داريل بوك قال ان الدعوة للكراهية ليست حرفية بل بلاغية وهي تُعني ببساطة الحب الأقل (تك 30-31: 29، تث 15-17: 21، قض 14:16) [7]

ويقول ليون موريس ان هذا التعبير يُعني ان تكون تلميذ يسوع فيجب ان أكثر شيئاً تٌحبه على الأرض مقارنة بحبك ليسوع هو كراهية [8]، وتعبير يُبغض نفسه يُعني ان التابع ليسوع على استعداد ان يُضحي بذاته لأجل يسوع [9]، ومن المُلفت أيضاً ان يسوع يقول “فلا يقدر ان يكون تلميذا لي”

يبدو الأمر مثل الأستاذ الذي تم إخطاره ان أحد طلابه قد فعل شيء أحمق، فبمنتهى حكمة هذا الأستاذ قال ربما حضر هذا الشخص محاضراتي لكنه ليس أحد طلابي، فهناك فارق بين حضورك للمحاضرات وكونك طالباً، هناك فارقاً بين كونك مسيحي وكونك تلميذاً “التلميذ” يجب ان يكون “منضبط” وهكذا يقول يسوع لا يمكن ان تكون تلميذاً لي إذا كنت تراعي ان تضعني في اولوياتك الحياتية [10]

 

[1]FC 10:151

[2]CGSL 421–22, Commentary on Luke, Homily 105

[3] Zerwick, M., & Grosvenor, M.. A grammatical analysis of the Greek New Testament. ,p, 241

[4] Johnson, B. W.  The people’s New Testament  : With explanatory notes ,p,282

[5] Keener, C. S The IVP Bible background commentary: New Testament (Lk 14:25).

[6] Crossway Bibles.  The ESV Study Bible ,p,1988

[7] Bock, D. L. . Luke Volume 2: 9:51-24:53. Baker exegetical commentary on the New Testament ,p, 1284

[8] Morris, L. . Vol. 3: Luke: An introduction and commentary.  ,p, 253

[9] Black, M. C.  Luke. College Press NIV commentary (Lk 14:26).

[10]Courson, J. . Jon Courson’s Application Commentary p, 371