نصوص أبائية

العظة الثالثة ختان إبراهيم – عظات أوريجانوس على سفر التكوين

العظة الثالثة ختان إبراهيم – عظات أوريجانوس على سفر التكوين

عظات أوريجانوس على سفر التكوين
عظات أوريجانوس على سفر التكوين

العظة الثالثة ختان إبراهيم – عظات أوريجانوس على سفر التكوين

ختان إبراهيم

العظة الأولى – عظات أوريجانوس على سفر التكوين

العظة الثانية فلك نوح – عظات أوريجانوس على سفر التكوين

 

إشكالية إنسانية الله في الكتاب المقدس

1 نحن نقرأ في العديد من مقاطع الكتاب المقدس أن الله يتكلم مع البشر. وعلى ذلك، اعتقد اليهود، وحتى بعض من خاصتنا[1]، أنه يجب فهم الله كإنسان، أي لديه من الإنسان الأعضاء والهيئة الخارجية. لكن الفلاسفة ازدروا بذلك باعتباره أساطير وتخيلات من نوع التلفيقات الشعرية. هذا هو ما كنت أود بداية أن أحدثكم به في كلمات قليلة ثم أعود إلى ما تم قراءته.

لنتوجه إذاً في البداية إلى الذين من الخارج الذين يزعجوننا بقولهم إنه لا يليق أن يكون الإله سام، غير مرئي وغير مادي كإلهنا سلوك بشري. لأنكم، وفقا لما يقولون، إذا نسبتم له استخدام الكلمات، فيجب أن تعطوه من هنا أيضاً فما ولسانا والأعضاء الأخرى اللازمة للكلام، وفي تلك الحالة تكونون قد تركتم الإله غير المرئي وغير الجسدي. وعن طريق تعقيد وإكثار الحجج التي من هذا النوع يربكون قومنا، ولذا نحن بمعونة صلواتكم سنقوم بالقدر الذي سيسمح به الرب بالرد عليهم بإيجاز.

الله ليس له جسد

۲ بالنسبة لنا، نحن نعتبر أن الله غير مادي، عالي قدير وغير مرئي، ونحن نعلن أيضاً وفقاً لتعليم أكيد وثابت[2] أن الله يهتم بالكائنات الفانية وأنه لا شيء لا في السماء ولا على الأرض يتم دون عنايته. انتبها فنحن نقول دون عنايته وليس “دون إرادته”. لأنه إذا كانت هناك أشياء كثيرة تحدث دون إرادته[3] فإنه لا يوجد شيء يحدث دون عنايته. فإن العناية الإلهية هي التي ينظم الله بها الكون ويديره ويدبر كل الأشياء، أما الإرادة فهي التي من خلالها يريد الله أو لا يريد شيء ما. ولكن لتعبر عن هذا الموضوع، إذ أنه طويل وواسع جداً.

إن كان الله يدبر، كما نؤمن نحن، كل شيء ويدير كل شيء، فينتج عن ذلك أنه يعلم البشر بمشيئته وبما هو نافع لهم. وإذا لم يفعل ذلك، فلن يكون هو من يوفر احتياجات الإنسان ولا من يهتم بالكائنات الفانية. إذاً، بما أن الله يعلن للبشر عما يريدهم أن يفعلوه، فأي سلوك بالحري يجب أن نقول إنه يتبعه ليعلن ذلك؟ ألن يكون هو السلوك الذي يستخدمه البشر ويعرفونه؟ لأننا إذا قلنا على سبيل المثال إن الله يلزم الصمت، الأمر الذي نراه متوافقاً مع طبيعته، فكيف نظن أنه قد أعلن عن شيء بواسطة هذا الصمت؟ ولكننا في الحقيقة نقول إن الله قد تكلم حتى يدرك البشر. الذين يعرفون أنه من خلال تلك الوسيلة يعلن الشخص عن إرادته للآخر. أن الأقوال التي ينقلها لهم الأنبياء هي إشارات لمشيئة الله. وعلى كل حال، نحن لا نعلم إن كانت مشيئة الله محتواة فيها أي في تلك الأقوال إلا إذا قيل إن الله هو الذي عبر عنها، لأنه غير وارد على الإطلاق أن يستخدم الصمت للدلالة على المشيئة بين البشر. ولكن خلافا لخطأ اليهود، أو حتى البعض منا الذين يضلون معهم[4]، فنحن لن نذهب في حديثنا إلى الاعتقاد بأنه بسبب الضعف البشري الذي لا يمكنه سماع الله إلا حسب الواقع والكلمات التي يعرفها، فإن الله يتعامل في ذلك بأعضاء شبيهة لأعضائنا وبسلوك بشري. فهذا غريب على إيمان الكنيسة.

أعمال الله بعبارات بشرية

لكن القول إن الله يتحدث إلى الإنسان، فهذا يعني إما أنه يلهم قلب القديسين أو أنه يوصل دوي صوت لآذانهم. وهكذا فهو عندما يريد أن يظهر علمه بأقوال كل واحد وأفعاله فيقول إنه “سمع”، وعندما يريد أن يظهر أننا ارتكبنا عملاً جائراً يقول إنه “غضب”، وحين يريد إقناعنا بنكران حسناته يقول إنه “يندم. وعلى الرغم من أنه يتحدث عن كل هذا باعتباره سلوكاً بشرياً إلا أنه في الحقيقة لا يستخدم أعضاء جسدية. لأن الجوهر الإلهي بسيط ولا يتكون من أعضاء جسدية ولا مجموعات عضوية أو حالات عاطفية، ولكن حتى يمكن للبشر إدراك عمل القوى الإلهية، يجب أن يقدم بواسطة ألفاظ ترتبط بالأعضاء البشرية أو يتم التعبير عنه عن طريق مشاعر معروفة جيداً [للبشر]. وهكذا فإننا نقول إن الله “غضب”، أو إنه يسمع” أو “يتكلم.

وإذا كان الصوت الإنساني يعرف بأنه هواء “مقروع”[5] أي مرتد من اللسان، فإن صوت الله يمكن أن يعرف أيضاً بأنه هواء مقروع سواء بالقوة أو سواء بالمشيئة الإلهية. وهذا ما يجعل أنه حين يصدر صوت آتياً من الله فإن الدوي لا يصل إلى آذان الجميع، ولكن فقط إلى آذان من يخصهم. ويمكنك أن تعرف من هذا أن الدوي لا ينتج عن حركة اللسان، وإلا لكنا سمعنا كالمعتاد، ولكنه محكوم بقصد المشيئة السماوية[6].

وبالإضافة إلى ذلك يمكننا القول بأن كلمة الله لطالما وجهت حتى دون أي دوي صوت إلى الأنبياء والبطاركة وإلى قديسين آخرين كما تعلمنا ذلك بإسهاب جميع الأسفار المقدسة، ففي هذه الحالة، وينقل ذلك بإيجاز، يعلم العقل المستنير بروح الله من خلال عبارات شفهية[7]. هذا إذا هو السبب في قولنا إن الله يتكلم ليعلمنا، عندما يعلن مشيئته بإحدى الطريقتين اللتين ذكرناهما تواً.

وسنعرض الآن بعض النقاط على ما تمت قراءته آخذين في الاعتبار تلك الشروح.

الله يوجه حديثه لإبراهيم بصورة تتابعية مليئة بالأسرار

۳ هناك الكثير من الأقوال التي تحدث بها الله إلى إبراهيم، ولكن ليست كلها موجهة إلى نفس الشخص؛ إذ إن هناك أقوالاً موجهة إلى أبرآم وأخرى إلى إبراهيم، أي أن بعضها قد تم عقب تغيير اسمه والبعض الآخر تم حين كان يجاوب أيضاً باسمه بالميلاد.

في البداية وقبل تغيير اسمه، يوجه الله إلى أبرآم الوحي التالي: “اترك أرضك وعشيرتك وبيت أبيك[8].” لا توجد هنا أية وصية بالنسبة إلى عهد الله والختان. لأنه طالما كان يدعى أبرآم ويحمل اسم ولادته الجسدية، لم يكن في استطاعته أن يتسلم لا عهد الله ولا العلامة المميزة التي للختان. ولكن بمجرد أن ترك أرضه وعشيرته، بدأت أقوال أكثر سرية لمكتنفة بالأسرار توجه له وهذه أولاً: “فلا يدعي اسمك بعد أبرآم بل يكون اسمك إبراهيم[9]” وحينذاك استقبل عهد الله والختان كعلامة مميزة للإيمان[10]، والذي لم يكن ممكنا أن يأخذه طالما كان في بيت أبيه وسط عائلته الجسدية وطالما كان يجاوب باسم أبرام. وبالمثل، فإنه طالما كان في البيت الأبوي ويسكن مع اللحم والدم[11]، لم يًدع لا هو ولا زوجته بلقب شيخ، ولكنه استحق بمجرد أن رحل لقبي “إبراهيم وشيخ”، ويقول الكتاب: “لقد كان إبراهيم وزوجته المذهلة شيخين” أي مسنين ومتقدمين في الأيام[12]“. فكم من الأشخاص قد عاشوا من قبلهم حياة أطول من حياتهما، تسعمائة عام وأكثر، والبعض قد عاش أقل قليلاً حتى الطوفان[13]، ولم ينل أي منهم لقب “شيخ”، فهذه الكلمة عند إبراهيم لا تشير إلى شيخوخة الجسد ولكن إلى نضوج القلب[14]. وفي هذا المعنى قال الرب لموسى: “اختر شيوخاً تعلم أنت بنفسك أنهم شيوخ[15].” فلنتأمل بانتباه أكثر مقولة الرب: إلام يمكن أن تشير هذه الإضافة: “الذين تعلم بنفسك أنهم شيوخ”؟ ألم يكن جلياً للكل أن من له جسدياً عمر كبير يكون شيخاً، أي مسناً؟ لماذا إذن تم تكليف موسى فقط، نبي بهذه الأهمية، بالاعتناء بهذا البحث الخاص؟ ولماذا يجعل الاختيار يقع، لا على من يعرفهم الآخرون ولا على من يعرفه جموع غير المتعلمين، ولكن على من يختاره نبي ممتلئ من الله؟ إن ذلك يعني أن الأمر لا يتعلق بالحكم على مظهرهم أو عمرهم ولكن على روحهم. وهكذا كان إذاً إبراهيم وسارة “الشيخان” المغبوطان اللذان نتحدث عنهما.

إبراهيم يقيم العهد

في البداية وقبل أي شيء تم تغيير اسميهما الأصليين وهما اسما مولديهما الجسدي. “لما وصل أبرام لعمر التسع والتسعين سنة ظهر الرب له وقال له: أنا الله. كن مستحقاً لرضاي وبلا عيب، فأقيم عهداً بيني وبينك. وسقط إبراهيم على وجهه وسجد أمام الله. وتكلم الله حينئذ معه هكذا: أنا هو. هوذا عهدي معك، ستكون أبا لجمهور من الأمم، وكل الأمم تتبارك فيك. فلا يدعى اسمك بعد أبرآم بل يكون اسمك إبراهيم[16]“. وبعدما أعطاه هذا الاسم قال ثانية لساعته: “وأقيم عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك. وهذا هو العهد الذي تحفظه بيني وبينك، وبين نسلك من بعدك[17]“. ثم يضيف: يختتن منكم كل ذكر، فتختنون في لحم غرلتكم”[18].

هل يقتصر العهد مع الله على الختان الجسدي؟

4 وهكذا، وبما أننا قد وصلنا إلى هذا المقطع، فإنني أريد أن أبحث إذا كان الإله العلي القدير، الذي يحكم السماء والأرض، حين أراد أن يقيم عهده مع رجل قديس، قد جعل أساس مسألة بهذه العظمة يرتكز على اقتطاع غرلة اللحم عند هذا الرجل وعند الذين من نسله القادم ويقول: “فيكون عهدي في لحمك[19]“. هل كان الختان إذا هو الشيء الذي منحه “سيد السماء والأرض[20]” كضمان لعهد أبدي للإنسان الوحيد الذي اختاره من بين كل الفانيين؟ وقد وضع معلمو وأحبار المجمع اليهودي مجد القديسين في هذا فقط [أي الختان الجسدي]. ولكن ليأتوا ليسمعوا. إذا أرادوا. كيف تكرم كنيسة المسيح التي قالت بالنبي القائل: “بالنسبة لي يا الله، قد كرم أحباؤك[21]“، ليأتوا ويسمعوا كيف تكرم الكنيسة أصدقاء عريسها وأي مجد تنسبه لهم عندما تذكر أعمالهم العظيمة.

ونحن إذاً، المقتنعين بتعاليم بولس الرسول، نقول إن الكثير من الأشياء تحدث كرمز وكصورة للحقيقة الآتية[22]: وبنفس الطريقة كان هذا الختان الجسدي رمزاً للختان الروحي الذي كان من الصواب ومن المناسب أن يعطيه إله المجد[23]” كوصية للبشر. اسمعوا إذن كيف يعلم القديس بولس، “معلم الأمم في الإيمان والحق[24]“، كنيسة المسيح عن سر الختان: “احترسوا من القطع. وهو يتحدث هنا عن اليهود الذين يحملون هذا القطع في اللحم. لأننا نحن الختان، نحن الذين نعبد الله بالروح، ولا نضع ثقتنا في الجسد.[25]” هذه هي إحدى آيات بولس الرسول حول الختان. وها هي آية أخرى: “ليس اليهودي هو من يبدو كذلك، وليس الختان هو الذي نراه في اللحم هو ختاناً، بل اليهودي هو من يكون كذلك في الخفاء بختان[26] القلب بالروح لا بحسب الحرف[27].” ألا يبدو لك الحديث عن هذا الختان بالنسبة إلى القديسين وأحباء الله مناسب أكثر مما عن اقتطاع لحم؟

ولكن حداثة هذا القول يمكن أن تنفر ليس فقط اليهود ولكن أيضاً البعض من إخواننا، حيث سيبدو أن بولس الرسول يتخيل شيئاً مستحيلاً بتعظيمه “ختان القلب”، لأن ما هي وسيلة ختان عضو مغروس في عمق الأحشاء ومحجوباً حتى عن أعين البشر؟ لنرجع إذاً إلى أقوال الأنبياء حتى يزال، بصلواتكم، الستار عن كل تلك الأسئلة. يقول حزقيال النبي: “أي غريب أغلف القلب وأغلف اللحم لا يدخل مقدسي[28]” وفي موضع آخر أيضاً يقول النبي مبكتاً: “كل الغرباء غلف الجسد، أما بني إسرائيل فغلف القلوب[29]“، مما يشير إذن أننا لن ندخل إلى قدس الله ما لم نختتن بالقلب وباللحم.

اعتراض المتمسكين بالمعنى الحرفي

5 ولكن يبدو أنني أهاجم بسبب تفسيري، لأنه حول تصريح النبي هذا، يستوقفني اليهودي على الفور ويقول لي: “يشير النبي هنا إلى الختانين، ختان الجسد وختان القلب. فلا يوجد مجال للمجاز هنا حيث يطالب بنوعي الختان”.

ساعدوني بصلواتكم حتى تتفضل “كلمة الله الحي[30]” وتأتي إليَّ “عند افتتاح شفتي[31]“، وحتى نتمكن بذلك تحت قيادتها، من أن ننفذ من طريق الاعتراض الضيق إلى فضاء الحقيقة الواسع، لأنه يجب علينا أن نفحم ليس فقط اليهود الجسديين حول ختان الجسد ولكن أيضاً البعض من الذين قبلوا اسم المسيح ظاهرياً والذين مع ذلك يرون ضرورة ختان الجسد مثل الإبيونيين[32] والذين يضلون معهم بفقر روح مماثل.

نقد بعض التفسيرات الحرفية

لنستخدم إذاً مقاطع العهد القديم التي يلجأون إليها بطيب خاطر. مكتوب في إرميا النبي ها أن آذان هذا الشعب غلفاء[33]“. اسمع يا إسرائيل قول النبي، فهو ينادي لك بخزي عظيم وينسب لك خطأً كبيراً. أنت متهم بأن آذانك غلف. فلماذا إذن، عند سماعك تلك الأقوال، لم تأخذ السيف وتقطع أذنيك؟ لأن الله سيتهمك ويدينك لأن أذنيك ليسا مختونين؟ ولن أسمح لك باللجوء إلى المجاز الذي يعنينا والذي علم به بولس الرسول. ماذا تنتظر إذن لتقطع أذنيك؟ اقطع آذانك، اقتطع هذه الأعضاء التي خلقها الله لمنفعة الحواس وجمال الإنسان[34]، لأنك هكذا تفهم الأقوال الإلهية.

ولكنني سوف أعرض لك شيئاً آخر لن تقدر على معارضته، فنحن نقرأ في سفر الخروج، ووفقا للأسفار المستخدمة في الكنيسة، أن موسى يرد على الرب قائلاً: “فلتبحث يا رب عن شخص آخر لترسله، لأن صوتي ضعيف ولساني مرتبك[35]“. ولكن أنتم، في النسخ العبرية تقرأون: “أما أنا، فإني أغلف الشفاه” وهكذا فإنه وفقاً لنسخكم التي تقولون إنها أكثر أصالة، فإنكم لديكم ختان للشفاه. إذاً إذا كان موسى، وفقا لكم، يعلن آنذاك أنه غير مستحق لأنه غير مختون الشفاه، فمن الواضح أنه يشير هنا إلى أن الإنسان المختون الشفتين يكون أكثر استحقاقاً وأكثر قداسة. فلتضعوا إذن السكين على شفاهكم وتقطعوا هذا اللحم الذي يكسو الفم بما أنه هكذا يحلو لكم فهم الأقوال الإلهية. أما إذا أرجعتم ختان الشفاه  إلى التفسير الرمزي، وإذا قلتم على الرغم من كل شيء إن ختان الأذن هو تعبير مجازي و يؤخذ بصورة رمزية، فلماذا لا تلجئون بالمثل أيضاً للمجاز عندما يتعلق الأمر بختان الغرلة؟

لكن لنترك هؤلاء الناس، الذين كالأصنام “لهم آذان ولا يسمعون، ولهم أعين ولا يبصرون[36]” أما أنتم يا شعب الله، الشعب الذي اقتناه، الشعب المختار لكي يخبر بفضائل الرب[37]“، فاقبلوا الختان الحقيقي الذي لكلمة الله في آذانكم، على شفاهكم، في قلبكم، في غرلة لحمكم وفي كافة أعضائكم دون استثناء.

الختان الروحي للآذان

لتكن آذانكم مختونة كما يقول الرب، بعدم الإصغاء إلى صوت المغتابين، بعدم سماع أقوال المجدف والنمام، بإغلاقها أمام الوشايات الكاذبة والكذب والإثارة. سدوها وأغلقوها فلا تسمع كلام الدماء[38]” أو لا تنفتح للأغاني الفاسقة وألحان المسرح، ولا تستقبل كلاما خلا بالحياء، ولتتحول عن كل فساد. هذا هو الختان الذي تختن به كنيسة المسيح آذانا أولادها. وفي رأيي أن الرب كان يطلب من مستمعيه آذان مثل هذه: “من له أذنان للسمع فليسمع[39]“. لأنه لا يستطيع أحد أن يسمع أقوال الحكمة والحق الطاهرة، بآذان غير مختونة وغيرطاهرة.

الختان الروحي للشفاه

ولنأت، إن شئتم، إلى ختان الشفاه، فأخال أن شفاهنا غير مختونة[40] عندما لا نقلع عن اللغة والمداعبات التي لا تليق[41]، عندما نغتاب الخيرون، عندما نشكو أقرباءنا، عندما نثير المنازعات، عندما نذيع افتراءات، عندما نفسد ما بين إخوة بعضهم متفوهين بأكاذيب، عندما نقول كلاما بطالاً غير لائق متأثراً بلغة العصر وفاسقاً وغير موافق وظالماً وعنيفاً ومجدفاً، وباختصار كل ما لا يليق بإنسان مسيحي. ولكن عندما نمنع فمنا عن كل ذلك وندبر أقوالنا بعدل[42]” وعندما نمتنع عن الثرثرة ونمسك لساننا ونضبط أقوالنا، فحينئذ نعرف بحق بأن شفاهنا مختونة. وبينما من يتكلمون كلام ظلم ويحتقرون السماء[43] ،” كما يفعل الهراطقة، لا يشتهرون إلا بكونهم غير طاهرين وغير مختوني الشفاه. ففي المقابل، يكون طاهراً ومختوناً من يخبر دائما بكلمة الله ويقدم تعليماً سليماً تؤيده قواعد إنجيلية ورسولية. هذه هي إذا الطريقة التي يقدم بها ختان الشفاه في كنيسة الله.

الختان الروحي للحم

6 والآن كما وعدنا، لنر كيف يجب أن نفهم أيضاً ختان اللحم. فما من أحد يجهل أن العضو الذي يوجد به الغلف يستخدم في الوظائف الطبيعية وهي المجامعة وإقامة النسل. فعندما نعرف إذاً كيف نضبط أنفسنا في حركات هذه الطبيعة، وعندما لا نتجاوز الحدود التي أقامتها الشرائع، وعندما لا نعرف غير زوجتنا الشرعية، وعندما لا نقترب منها إلا في الأوقات المحددة المشروعة وفقط من أجل إنجاب الأطفال[44]، فإننا نكون مختونين في غرلة لجمنا. ولكن إذا ألقينا بأنفسنا في كافة أنواع الشهوة وأحطنا أنفسنا من كل جانب بعلاقات أثيمة، واستسلمنا جامحين في دوامة الفجور، فنكون غير مختونين في غرلة لحمنا. إن كنيسة المسيح، المحصنة بنعمة من صلب من أجلها، تمتنع ليس فقط عن العلاقات المحرمة والمجرمة ولكن أيضاً عن العلاقات المسموح بها والشرعية، وبصفتها عروس المسيح الطاهرة، فهي تزهر في شكل عذاري عفيفات وطاهرات يتم فيهن ختان غرلة اللحم الحقيقي واللاتي يحفظن حقاً عهد الله وعهده الأبدي في جسدهن.

الختان الروحي للقلب

لم يبق لنا سوى تفسير ختان القلب. فعندما نشتعل برغبات شهوانية وشهوات دنيئة، ولكي أختصر، عندما “نزني في قلبنا[45]” نكون “غير مختوني القلب[46]” ولكن أيضاً عندما نستقبل في عقلنا أفكاراً هرطوقية، وعندما نهيج أفكار تجديف في قلبنا ضد علم المسيح، نكون غير مختوني القلب”، أما عندما نحتفظ بنقاوة الإيمان في كل استقامة ضمير نكون مختوني القلب، ونستحق سماع: طوبى لأنقياء القلب لأنهم سيعاينون الله.[47]

الختان الروحي لكل أعضاء الجسد

ومع ذلك أجرؤ على إضافة تعبيرات مشابهة إلى تعبيرات الأنبياء هذه. لأنه إن كان يجب ختان الآذان، والشفاه، والقلب وغرلة اللحم بالمعنى الذي سبق أن حددناه، فيمكننا كذلك القول بأن أيدينا أيضاً وأرجلنا ونظراتنا وحاسة الشم لدينا واللمس تحتاج إلى ختان. لأنه لكي يكون “إنسان الله كاملا[48]” تماما يجب أن تختتن كل أعضائه: اليدان حتى تمتنعا عن النشل والسرقة والقتل وتنفتحان فقط على أعمال الرب. كما يجب ختان الرجلين حتى لا تكونا سريعتين لسفك الدم[49]“، ولئلا تدخلا “مجلس الأشرار[50]” ولكن كي تتحركا فقط للأعمال التي يريدها الله. كما يجب ختان العينين حتى لا تشتهيان ما للقريب ولئلا تنظران إلى امرأة بشهوة[51]. لأننا إذا أطلنا نظرات شهوانية وتطفلية على تقاطيع الجسم الأنثوية نكون غير مختونين بالعينين. وإن أكلنا أو شربنا، سواء كنا نأكل أو نشرب، لمجد الله[52]” كما يطلب بولس الرسول، نكون مختونين في حاسة التذوق لدينا. ولكن إذا عملنا لأنفسنا “إلا لبطننا[53]” وصيرنا أنفسنا عبيدا لملذات النهم، فأقول إن حاسة التذوق لدينا غير مختونة. وإن أخذنا “رائحة المسيح الذكية[54]” وبحثنا عن “عطر حلاوة[55]” في أعمال الرحمة، فتكون حاسة الشم لدينا مختونة. أما إذا تقدمنا ونحن “مدهونين بأطيب العطور[56]” فحينئذ تكون حاسة الشم لدينا غير مختونة.

ومن هنا يجب أن نقول أيضاً إن كل عضو من أعضائنا، عندما تكون مجتهدة في الوظائف التي يريدها الله، فإنه يكون مختونا. العلامة أوريجانوس . عظات على سفر التكوين ولكن عندما تخالف الشرائع التي وكلت إلهياً إليها، فيجب اعتبارها بأنها غير مختونة. وأعتقد أن ذلك هو معنى هذا القول الذي لبولس الرسول: “كما سلمتم أعضاءكم كعبيد للإثم للنجاسة هكذا الآن سلموا أعضاءكم كعبيد للبر للتقديس[57]“. وفي الواقع حين كانت أعضاؤنا تخدم الإثم، لم تكن مختونة ولم يكن فيها عهد الله، إلا أنها حين أخذت تخدم البر للتقديس، تحقق فيها الوعد الذي أعطي لإبراهيم، لأنه حينئذ تطبع شريعة الله وعهده علامتهما فيها. وهذه هي حقاً “علامة الإيمان[58]” التي تضم ميثاق عهد أبدي بين الله والإنسان. إنه هذا الختان الذي أعطاه يسوع (يشوع) “بسكاكين من حجر[59]” لشعب الله. ولكن ما هو السكين الذي من حجر[60]؟ ما هو “السيف” الذي ختن به شعب الله؟ اسمعوا ما يقوله بولس الرسول: “لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من أي سيف ذي حدين، وخارقة إلى أن تفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، وهي تميز ميول وأفكار القلب[61]“. هذا هو إذاً السيف الذي يجب أن يختننا، هذا السيف الذي يقول عنه الرب يسوع: “ما جئت لأجلب السلام على الأرض بل السيف[62].”

الختان الروحي هو الأنسب لإقامة العهد مع الله

ألا يبدو لك ختان من هذا النوع لائقاً أكثر من أجل إقامة عهد الله؟ قارن من فضلك شروحنا التي قدمناها بخرافاتكم اليهودية وقصصكم المثيرة للاشمئزاز، وسل نفسك عما إذا كانت تعليماتكم، أم التعليمات التي تكرز بها كنيسة المسيح، هي التي يحفظ فيها الختان بطريقة لائقة بالله. ألا تدرك أنت نفسك أن ختان الكنيسة شريف ومقدس ولائق بالله في حين أن ختانكم مخز ومنفر وكريه وأنه يخل بالحياء بطريقته ومظهره الخارجي؟

“فيكون الختان وعهدي في لحمك[63]“، هكذا يقول الله إبراهيم. فإن كانت إذا هذه هي حياتنا بحيث تكون قد حققت التوازن والاتحاد بين كافة الأعضاء لدرجة أن كل حركاتنا تنتج بالاتفاق مع شرائع الله، فحينئذ “يكون عهد الله في لحمنا[64]” حقاً.

فلتُستخدم الشروح المختصرة التي قدمناها حول نصوص من العهد القديم في إفحام من يتكلون على ختان اللحم، وفي المساهمة أيضاً في بناء كنيسة الله.

الختان الروحي في العهد الجديد

۷ ولكني أصل من هنا إلى العهد الجديد الذي يحتوي على كمال كل شيء، والذي أريد أن أثبت بواسطته كيف يمكننا نحن أيضاً أن نحمل عهد ربنا يسوع المسيح في لحمنا[65]. لأنه لا يكفي قول الشيء بكلمة فقط أو بقول ولكن يجب إتمامه بالأفعال. وفي الواقع يقول يوحنا الرسول: “كل روح يعترف أن يسوع قد جاء في الجسد فهو من الله[66]” عجباً! هل من الممكن أن يعترف إنسان خاطئ، شخص يسلك سلوكاً رديئاً، بأن يسوع قد جاء في الجسد”، وسيفعل ذلك وهو يبدو، حسب الظاهر، أنه في روح الله؟ لا، فليس هذا هو من يحمل عهد الله في اللحم، ولكن [فقط] في الكلام. هذا إذاً سوف يسمع فوراً: أيها الإنسان، أنت تخدع نفسك، إن “قوام ملكوت الله ليس في الكلام، بل في القوة[67].”

إنني أبحث إذاً كيف يمكن أن يتحقق عهد المسيح في لحمي[68]. إن أمت أعضائي الأرضية[69]“، يكون لدي عهد المسيح في لحمي. وإذا تحملت في جسدي باستمرار موت يسوع المسيح[70]” يكون عهد المسيح في جسدي. لأننا “إن حملنا التجربة معه فسنملك أيضاً معه[71]، وإذا كنت قد صرت واحدا معه بموت شبيه لموته[72]“، فإنني أظهر أن عهده هو في لحمي. لأنه ما فائدة أن نقول إن يسوع لم يأت إلا في الجسد الذي أخذه من القديسة مريم العذراء وألا نظهر أيضاً أنه قد جاء في جسدي أنا؟ ولكنني أظهر ذلك بالذات إن تحولت أعضائي الآن وقدمتها عبيداً للبر للتقديس” بينما كنت من قبل قد قدمتها عبيدا للإثم للنجاسة[73]” أنا أظهر أن عهد الله هو في جسدي إذا استطعت أن أقول مثل بولس الرسول: “أنا مصلوب مع المسيح، وإن عشت فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيّ[74]“، وإذا استطعت أن أقول مثله: “أما أنا، فأني حامل في جسدي سمات ربي يسوع المسيح[75]” ولكنه [أي بولس الرسول] كان يظهر حقاً أن عهد الله كان في لحمه حين قال: “من سيفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع؟ الشدة أم الضيق أم الخطر أم السيف[76]؟” لأننا إن اكتفينا بالاعتراف بالرب يسوع بالقول وإن لم تظهر أن “عهده في لحمنا[77]” بالطريقة التي شرحناها تواً، فسيبدو أننا نسلك نحن أيضاً بذلك كاليهود الذين يتصورون أنهم يعترفون بالله بواسطة علامة الختان فقط في حين أنهم ينكرونه بأعمالهم.

أما نحن فليعطنا الرب أن “نؤمن في قلبنا ونعترف بالفم[78]” وأن نؤكد بالأعمال أن “عهد الله هو في جسدنا”، حتى ” إذ يرى الناس أعمالنا الحسنة، يمجدوا أبانا الذي في السماوات[79]“، بالمسيح يسوع ربنا “الذي له المجد إلى أبد الآبدين. آمين[80].”

 

 

[1] انظر (Selecta in Genesim, PG 12, 93 AB) حيث يفند أوريجانوس فكر ميليتون (Meliton) الذي يقول إن الله كان له جسد.

[2] هذه إشارة واضحة تتكرر عند أوريجانوس عن التعليم المسلم.

[3] الأمور التي تحدث دون إرادته لا تعني أنها تحدث رغما عنه ولكن المقصود أن البعض يفعلونها بفضل الحرية التي أعطاها لهم الله رغم أنها لا تتفق مع إرادته ولكن بسماح منه.

[4] أشار أوريجانوس في العديد من المرات إلى ميل بعض المسيحيين للتفكير مثل اليهود (ارجع إلى آخر هذه العظة)، الأمر الذي يعد إشارة لسطوة حقيقية لليهودية في هذه الفترة من القرن الثالث حيث لم تكن المسيحية قد تخلصت نهائيا من بقايا الفكر اليهودي المهجور.

[5] تعريف من الفلسفة الرواقية، وهو يعني أن الهواء يمر عبر الفم ويصطدم (أو يقرع) باللسان فيحدث الصوت.

[6] ارجع إلى ق. باسيليوس (BASIL , In hexaem, 2: 7): “فيما يتعلق بالله، عندما نتحدث عن صوت وقول وأمر، فإننا لا نتخيل القول الإلهي بكونه صوتا صادرا من أعضاء قادرة على إنتاجه ولا بكونه الهواء الصادر من اللسان، ولكننا نعتقد أنه الدفع الناتج عن الإرادة الإلهية الذي يجعله الكاتب مدركا بالنسبة إلى من يعلمهم، عارضا إياه تحت أعراض وصية.”

[7] يعد هذا شرحا ممتازا للفكرة، فالعقل هو الذي يستقبل الاتصال الإلهي، ويعني ذلك أن تتكون بداخله مفاهيم وأفكار تترجم بالضرورة إلى كلمات.

[8] انظر: تك 12: 1.

[9] انظر: تك 17: 5.

[10] انظر: رو 4: 11.

[11] انظر: غل 1: 16.

[12] انظر: تك 18: 11.

[13] يشير الإصحاح الخامس من سفر التكوين بعد الطوفان إلى أعمار تسعة أشخاص بدءا من : آدم وحتى لامك. وقد عاشوا جميعا لأكثر من 100 عام باستثناء كل من: مهلائيل (895 عاما) وأخنوخ (365 عاما الذي اختطف) ولامك والد نوح (۷۷۷ عاما). فهؤلاء فقط هم من يتحدث عنهم أوريجانوس في هذه العظة. أما الأسماء الواردة في الإصحاح الحادي عشر من سفر التكوين، فهي ليست موضوع خلاف، فقد جاءت بعد الطوفان ويبلغ متوسط أعمارهم 400 عام فقط.

[14] نفس الفكرة ترد في العظة 4: 4.

[15] انظر: عد 11: 16.

[16] انظر: تك 17: 1-5.

[17] انظر: تك 17: 7.

[18] انظر: تك 17: 10-11.

[19] انظر: تك 17: 13.

[20] انظر: تك 24: 3.

[21] انظر: مز 138: 17 (بحسب السبعينية).

[22] انظر: 1كو 10: 11.

[23] انظر: مز ۲۷: ۳ (بحسب السبعينية).

[24] انظر: 1تي 2: 7.

[25] انظر: في 3: 2، 3.

[26] سيكون من المفيد ان نسترجع الشاهد رو ۲: ۲۹ في مضمونه الصحيح كما نجده في عظات أوريجانوس على سفر العدد ۱ : ۱۱ ، وتفسيره لرسالة رومية ۲: ۱۲ حيث ستسند حجج أوريجانوس الذي يستهدف الختان وليس اليهودي.

[27] انظر: رو 2: 28-29.

[28] انظر: حز 44: 9.

[29] انظر: إر 9: 25.

[30] أنظر 1بط 1: 23.

[31] انظر: أف 6: 19.

[32] الإبيونيون: هم جماعة من اليهود المسيحيين الذين أعلنوا إيمانهم بالمسيحية مع استمرارهم في ممارسة الطقوس اليهودية. ويعني اسمهم بالعبرية (الفقراء). وقد وصفهم أوريجانوس جيدا في ضد کیلسوس ۲: ۱.

[33] انظر: إر 6: 10.

[34] نلاحظ هنا صدى التعاليم الرواقية.

[35] انظر: خر 4: 10؛ 13.

[36] انظر: مز 113: 13، 14؛ 134: 16، 17 (حسب السبعينية).

[37] انظر: 1بط 2: 9، 10.

[38] انظر: إش 33: 15.

[39] انظر: مت 13: 9.

[40] انظر: خر 6: 30.

[41] انظر: أف 5: 4.

[42] انظر: مز ۱۱۱: 5 (حسب السبعينية).

[43] انظر: مز 72: 8 (حسب السبعينية).

[44] يبدو من هذا المقطع ومن مقطع آخر شبيه في العظة ه: 4، أن الهدف الأوحد من الزواج في نظر أوريجانوس” هو الإنجاب. قد يبدو ذلك نوعا من التشدد الأخلاقي، ولكن ذلك ليس إلا وجها واحدا فقط من فكر أوريجانوس، فمجموع النصوص عن الزواج التي يمكن أن نستخلصها من عمله لا يترك لنا هذا الانطباع: ارجع إلى:

  1. CROUZEL, Introduction aux Homelies sur S. Luc (SC 87, p. 33)

[45] انظر: مت 5: 28.

[46] انظر: حز 44: 9.

[47] انظر: مت 5: 8.

[48] انظر: 2تي 3: 17.

[49] انظر: إش 59: 7.

[50] انظر: مز 1: 1.

[51] انظر: مت 5: 28.

[52] انظر: 1كو 10: 31.

[53] انظر: في 3: 19.

[54] انظر: 2كو 2: 15.

[55] انظر: مثلاً خر 29: 4.

[56] انظر عا 6: 6؛ نش 4: 14.

[57] انظر: رو 6: 19.

[58] انظر: تك 17: 11.

[59] انظر: يش 5: 2.

[60] يقول أوريجانوس إن الحجر الذي صنع منه يشوع السكاكين هو تلك “الصخرة” أي المسيح” (تي 3: 3). ولا يجد أوريجانوس هنا أي صعوبة في تحويل هذا “السكين” إلى “سیف” حتى يستطيع أن يأتي بالاستشهادات المناسبة من الرسالة إلى العبرانيين ومن إنجيل متى.

[61] انظر: عب 4: 12.

[62] انظر: مت 10: 34.

[63] انظر: تك 17: 13.

[64] انظر: تك 17: 13.

[65] انظر: تك 17: 13.

[66] انظر: 1يو 4: 2.

[67] انظر: 1كو 4: 20.

[68] انظر: تك 17: 13.

[69] انظر: كو 3: 5.

[70] انظر: 2كو 4: 10.

[71] انظر: 2تي 2: 12.

[72] انظر: رو 6: 5.

[73] انظر: رو 6: 19.

[74] انظر: غل 2: 20.

[75] انظر: غل 6: 17.

[76] انظر: رو 8: 35.

[77] انظر: تك 17: 13.

[78] انظر: رو 10: 9-10.

[79] انظر: مت 5: 16.

[80] انظر: غل 1: 5.