الردود على الشبهات

المُلحد و الأله الفرضى.

الإله الفرضي


عجيب أمر هؤلاء البشر , يعشقون من يستعبدهم . يرفضون الحرية و العقل و العلم في سبيل أوهامهم .

يخترعون الآلهة و يسجدون لها . و يخترعون الوصايا التي تكبل حرياتهم و يصدقونها . يخترعون الكتب و يعبدون الحرف .

يا لهم من مساكين و أشقياء هؤلاء البشر . لا ليس كل البشر مساكين . بل فقط الذي يخافون الحرية . 

قالها كارل ماركس إله هذا الدهر و لكننا لم نصدقه . قال :
” الدين أفيون الشعوب ” . 

نصبر على مشاكلنا باسم الدين . نعاني و لا نصرخ نظن أن الألم نعمة من عند الإله الفرضي . نستعبد بعضنا بعضا باسم الدين .

و لكن الحمد لكارل ماركس الذي حررنا من سلطان الشيطان المسمى الدين .

بلا أدنى شك . أن الملحد له حجة في غاية الوجاهة و غاية القوة و هي ” فلنأكل و نشرب , فإنا غداً نموت ” .

فما الذي يدفعني لاختراع إله له وصايا و له نار يحرق بها كل من لا يؤمن به ؟

لماذا أضحي بحريتي الآنية في سبيل شيء لا يوجد عليه دليل علمي , أقصد الحياة الأبدية ؟

و الأحلى من ذلك هو إنه لا يوجد دليل واحد علمي محترم يقول بأن هناك نار بعد هذه الحياة .
معه حق .!!!!!!!

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::

قال الجاهل في قلبه : ” ليس إله ” .هكذا قال إمام الغناء , و معلم المرنمين داود النبي و الملك .

الجاهل في قلبه يقول لا يوجد إله . لماذا ؟

لأن عقله يعرف أن هناك إله .
كل ملحد يظن إنه قد جاء بما لم يؤته الأوائل . 

و إذا قرأ ما يخالف منطقه رفضه ربما عن صدق و ربما عن عناد .

و المعاندون ليس لنا شأن معهم . أما الباحثين فنبحث معهم .

لأن المعاند غالبا ما يتبنى موقف الإلحاد هربا من تأنيب ضمير على إثم طارده , و لم يقو على 

مواجهته , فاختار الهروب و إنكار حقيقة الإله .

و مبدأ الإنكار مبدأ معروف في علم النفس , فهو وسيلة دفاعية تساعد صاحبها على التماسك أمام 

وطأة الألم , الذي في هذه الحالة تأنيب الضمير . و لكن حذار فهذه الوسيلة وسيلة غير ناضجة و مرضية .

و هذه هي الحالة التي يشرحها المرنم فيقول في الآية التالية :
فسدت أعمالهم وقبحت وليس من يصنع الصالحات. 

بالمناسبة هذه الآيات من مزمور رقم 53 و تستطيعون أن تقرؤوها أيضا في مزمور 14 .

فالملحد اختار طريقا سهلا , رحبا , واسعا , الداخل منه مريض كما تقول علوم النفس .

هل الدين دافع لعمل الصالحات ؟
أنا أقول نعم . حتى و إن كانت عن عدم قناعة .

هل الملحد لا يعمل أي شيء صالحا .؟
بالطبع لا . و لكن الدين حافز للبعض . 
( في هذه المرحلة سأكتفي بذلك و سنشرح فيما بعد كيفية السلوك السوي ) .

فالإنكار هي الوسيلة التي يهرب بها المرء من مواجهة عواقب الأمور سواء في هذه الحياة أو الحياة الأبدية كما يقول المؤمنون .

فما هي الوسيلة الفعالة لمواجهة وطأة ألم الضمير ؟

نعود لداود المرنم و نقرأ :
أطل الله من السماء على بني آدم ليرى هل من عاقل يلتمس الله. 

هنا يضعنا الكتاب المقدس بين نقيضين . الجاهل الذي رفض الله .
و العاقل الذي يلتمس الله , بالرغم من إنه كما يقول المزمور

و كما شرح القديس بولس أن الجميع زاغوا و فسدوا , ليس من يعمل الصالحات و لا واحد .
بقية الآية : الجميع أعوزهم مجد الله .

و لكن يبدو من سفر المزامير أن مجد الله للعقلاء من يلتمسون الله.

الملحد : كتابك هذا لا يلزمني . ثم ألا ترى معي إنك أغلقت باب الحوار بوصفي إياي بالجاهل ؟

المسيحي : عزيزي أنا لم أوجه كلامي لك وحدك , بل لكل ملحد , الصادق و المعاند كما قلت .
ثانيا دعنا نحسبها كما حسبها أحد الفلاسفة الفرنسيين , ماذا سنخسر لو لم يكن هناك إله و مع ذلك آمنا بأن هناك إله ؟
مادمنا سنموت في كل الأحوال ؟

و ماذا سنكسب لو أنكرنا وجود الله بالرغم من وجوده ؟

و بالطبع أعتقد أن حضرتك في غنى كامل على أن نعيد على عيونك الأدلة العلمية و البرهانية على وجود الله . 

الملحد : و لكن الله هذا سخيف يأمرني بعد الزنى و أنا أريد أن أمارس الجنس مع من أحب مادمت لا أنتهك حرمة أي زوج ؟ و أنا أسميها ممارسة الجنس أو الحب و لا أسميها زنى .

المسيحي : أتمنى من كل قلبي ألا يكون هذا هو الدافع الذي جعلك تلحد .
ثانيا و كما أوضح البعض ما الفارق بينك و بين الحيوان ؟
أليس هو الرقي كما قلت أنت بلسانك ؟
و لماذا الرقي يكون فقط في الجانب العقلي و لا يكون في الجانب الأخلاقي ؟

الملحد : و هل ممارسة الجنس أو الحب فعل لا أخلاقي ؟

المسيحي: ممارسة الحب ( بصفتها كلمة راقية ) بالطبع ليست فعلا لا أخلاقيا .
و لكن عندما نشيء الشخص يصبح فعلا لا أخلاقيا .
و التشيء أي أن تجعل الإنسان شيئا لملذاتك و شهواتك .
الفعل اللاأخلاقي هو أن يصبح الطرف الآخر شيئاً و أداة لتحقيق رغباتي و أهوائي .

الملحد : و لكن الطرف الآخر موافق ؟

المسيحي : و لكن هذا قد يعتبر تعاقدا على التدني المتبادل ,
و اعتبار كل طرف أداة لتحقيق مصلحته الشخصية .

الملحد : الموضوع ليس موضوع ممارسة جنس فقط بل فكرة الأوامر و النواهي .

المسيحي : معك حق . و لكن دائما في الشرق فكرة الإلحاد مرتبطة بالفكرة الجنسية . و بلا شك أيضاً فالفكرة الجنسية هي أوضح مثال في الكلام .

المسيحي : هل تؤمن صديقي الملحد بالحرية ؟

الملحد : بكل جوارحي .

المسيحي : و أنا أيضاً . 
و من هنا كان لزاما على الإله الحقيقي أن يحترم حرياتنا في ألا نعبده أو نقدسه .

الملحد و ماذا عن الأوامر و النواهي .؟

المسيحي : عزيزي المسيحية ليست بها نواهي و أوامر بل بها محبة .
فالمفروض على المسيحي ألا يزني , ليس لأنه يخاف من عقاب الله , و لكن لأنه يحب الله .
و كذلك الصوم . فمن يصوم خوفا من كسر الوصية , يكون قد كسر وصية المحبة . و لا يزال بعد عبد.
و لكن من يصوم حبا لله , فيقدم له ما في استطاعته كبشر , فهذا مرضي عند الله . و الرضا ليس منبعه الصيام . فما هي فائدة صيامنا لله . بل الرضا منبعه حب الله . ( راجع أشعياء 58 )
و من هنا قال لنا سيدنا يسوع المسيح :” لا أدعوكم بعد عبيد بل أحباء 
فنحن أحباء , لأننا عرفنا الله . و كما قال القديس بولس :
” نحن أهل بيت الله ” .

الملحد : هل فعلا أنا حر في ألا أعبد الله ؟

المسيحي : طبعا . و لكن عليك تحمل عواقب قراراتك .

الملحد : ها نحن رجعنا لفكرة الله و الجحيم .

المسيحي : صديقي العزيز لماذا ترفض أن يحترم الله حريتك ؟ أليس هذا ما تريده ؟

الملحد : بلى , و لكنى أكره النار و لذلك أكره الله .

المسيحي : النار سيدي هي جواب الله على حريتك . ليس المقصود منها أن الله يحرقك .فمعاذ الله . فأنا مثلك أرفض إلها يريد عبيدا . و ارفض هذه المسرحية الهزلية الكوميدية .التي تتكون من فصل واحد , و نهاية أبدية و كأني في امتحان . لو رسبت فيه فسيحرقني الله و إذا نجحت دخلت إلى نعيمه .
و الغريب بالفعل أن المؤمنين جميعا يقولون أن الله يعرف مصير كل واحد منا . فلماذا إذا يختبرنا ؟ ألا يعرف الله بالفعل ماذا سأفعل في المستقبل ؟.
بلى يعرف جيدا . فلماذا إذا هذه المسرحية ؟
الموضوع ليس موضوع مسرحية , و ليس موضوع أن الله يتسلى بنا , فيضع أمامنا الشهوة فنسقط فنُحرق .
و لكن الموضوع هو أن الله حي و أراد أن يشركنا في حياته ,
و الله حر , فمنحنا الحرية , و الله محبة فاحترم قراراتنا .
لأن الله كان قادرا على أن يرغمنا على عبادته و على فعل الخير .
و لكن الله لا يريد إنسانا آليا , يريد إنسانا حرا مفكرا عاقلا , مثلك .

الملحد : و لكنه سيحرقني .

المسيحي : النار , كما قالوا لك , هي نار البعد عن الله . هي نار الشوق للقاء الله و التمتع به . ليس نارا للطبخ و حرق الجلود .
فما الذي سيستفيده الله من حرق جلودنا ؟ لا شيء . هذه صورة فولكلورية شعبية , لا أخفيكم سرا أن الإسلام ساهم في تأجيجها .

الخلاصة هي أن الله يحترم حريتك إلى أبعد الحدود , إلى حدود قتله . أي إننا نسبب الألم لله بخياراتنا الخاطئة .

الملحد : لقد قلت أن الله يريد إنسانا حرا مفكرا عاقلا مثلي صحيح ؟

المسيحي : نعم . ففي مثالك عن القديس توما و قول سيدنا يسوع المسيح له المجد ” طوبى للذين آمنوا و لم يروا ” إلا أن هذا لا ينفي أن سيدنا يسوع المسيح احترم عقل توما و أعطاه الدليل و البرهان .

الملحد : هل أفهم من كلامك أن الله سيعطيني الدليل و البرهان على وجوده ؟

المسيحي : بالرغم من أن السموات تحدث بمجد الله و الفلك يخبر بعمل يديه , إلا أنه نعم . إذا التمست الله من كل قلبك و من كل فكرك و من كل وجدانك فسيظهر لك ذاته .

الملحد : و لكنه صامت لا يرد .

المسيحي : نعم فهو ينتظر أن تنتهي من كلامك . حتى يرد . فأدب الحوار يستلزم ذلك ( طبعا أنا أمزح ) .

و المقصود بكلامك , هو علومك و فلسفاتك و نظرياتك و عصبيتك و تمرد و تبرطمك , . 

و ربما يكون الأمر محتاج مزيد من البحث العلمي الصادق . لأنه كما قال أينشتين :” قليل من العلم يبعدنا عن الله , أما كثيره فيدل على وجود الله بلا أدنى شك “
و قال أيضا :” الله لا يلعب بالنرد ” . ليس لأن النرد حرام كما يقول إخوتنا المسلمين . و لكن للدلالة على سنة الله في الكون .
و إذا أردت المزيد من هؤلاء العلماء المؤمنين تستطيع أن تطالع كتاب ” دواعي الإيمان في عصرنا ” .

عزيزي الملحد , لا تخف . 
إسأل و أطلب و أقرع , و أنا واثق بأنك ستجد .
فتش جميع الكتب , لا تمل . فستجد الحياة الحقيقة لا محالة . 
من فضلك لا تمنع نفسك من الرجاء في الحياة الأبدية , لأنه ما أشقاك و أتعسك , إذا لم يكن لك رجاء في حياة أفضل .
و أخيرا و ليس آخرا ” متى عدت , لا تنس أن تثبت إخوتك ” .