الرد على أحمد ديدات

ترجمة مناظرة جوش ماكدويل مع أحمد ديدات إلى اللغة العربية – هزيمة ساحقة لأحمد ديدات – هل صُلب المسيح؟

ترجمة مناظرة جوش ماكدويل مع أحمد ديدات إلى اللغة العربية – هزيمة ساحقة لأحمد ديدات  – هل صُلب المسيح؟

ترجمة مناظرة جوش ماكدويل مع أحمد ديدات إلى اللغة العربية - هزيمة ساحقة لأحمد ديدات
ترجمة مناظرة جوش ماكدويل مع أحمد ديدات إلى اللغة العربية – هزيمة ساحقة لأحمد ديدات – هل صُلب المسيح؟

ترجمة مناظرة جوش ماكدويل مع أحمد ديدات إلى اللغة العربية – هزيمة ساحقة لأحمد ديدات – هل صُلب المسيح؟

لتحميل هذه المناظرة بصيغة PDF للقراءة Off-line إضغط هنا

جرت أحداث هذه المناظرة في ديربان في جنوب افريقيا في شهر أغسطس عام 1981 حول موضوع: هل صُلب المسيح؟

 

المداخلة الأولى لأحمد ديدات:

فيما يتعلق بموضوع صلب المسيح، يخبرنا القران الكريم – آخر إعلان من الله – ويقول للمسلم بوضوح تام: “وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لقم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا” هل كان من الممكن أن يتم التعبير عن اعتقاد كهذا بطريقة أكثر جزما وإيضاحا مما في القرآن؟ إن الشخص الوحيد المخول بإدلاء مثل هذا التصريح هورب هذا الكون الكلي العلم والمعرفة ولا أحد سواه.

يؤمن المسلم بشكل قاطع بأن هذا التصريح الجازم هو كلمة الله، وبالتالي لا يسأل أي سؤال تجاهه ولا يطالب بأي برهان عليه فلسان حاله هو” هذه كلمات ربي، أؤمن بها وأؤكدها”. ولكن جواب المسيحي على هذا التصريح غير القابل للمساومة بالنسبة للمسلم، يكون بحسب كلمات ضيفنا الكريم التي جاءت في كتابه ” أجوبة على أسئلة صعبة لجوش ماكدويل ودون ستيوارت” الصفحات 116 و117 إذ يقول” هناك مشكلة أساسية في قبول ما قاله محمد وهي أن شهادته بعدم صلب المسيح جاءت بعد وقوع الحدث ب 600 سنة، بينما يحتوي العهد الجديد على شهود عيان أو شهادات من طراز ممتاز لحياة وخدمة يسوع المسيح”.

باختصار، المسيحي يسأل السؤال التالي: كيف يمكن لشخص ما يبعد آلاف الأميال عن مشهد الصلب ويفصله عنه 600 عام من الزمن أن يعرف ما الذي حدث في مدينة القدس؟  يجيب المسلم على هذا التساؤل ويقول بأن هذا التصريح هو كلمات الله القدير الذي يعلم ما قد حدث في الأزمنة السابقة بالطبع إذا قبل المسيحي القرآن على أنه كلمة الله لما كان هناك جدال بيننا، لأننا حينئذ سنكون جميعنا مسلمين! لذلك لا يقبل المسيحي القرآن.

لدينا في الكتاب المقدس – ولكي أكون أكثر تحديدا- في أناجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا روايات من سمع وشاهد حادثة الصلب. ومضمون هذه الروايات هو كالآتي: يزعم المسيحيون بان اليهود قاموا بقتل يسوع المسيح عن طريق صلبه قبل 2000 عام. لذلك فهم (اليهود) متهمون بقتل يسوع المسيح.

نحن كمسلمين تم إخبارنا بان اليهود أبرياء لان المسيح لم يقتل ولم يتم صلبه. وبالتالي فان القران الكريم قد فوضني لأدافع عن اليهود ضد المزاعم المسيحية. سأقوم بالدفاع عن اليهود في هذا المساء ليس لأنهم أبناء عمي إنما ببساطة لكي تأخذ العدالة مجراها. نعم، لدينا نقاطنا الخلافية مع اليهود ولكن هذا موضوع مختلف تماما. سأبذل قصارى جهدي هذا المساء الأنصف أبناء عمومتي، اليهود.

والآن لندخل في صلب الموضوع بصفتي محامي الدفاع عن اليهود، باستطاعتي أن أنهي هذه القضية بدقيقتين فقط، لان أي محكمة تتبع القانون في العالم المتحضر سترفض هذه الشهادات الموجودة في الأناجيل والدليل على ذلك أننا إذا أحضرنا أي نسخة معتمدة للكتاب المقدس سنرى أن كل شهادة من هذه الشهادات تبدأ بـ” البشارة بحسب متى، والبشارة بحسب مرقس، والبشارة بحسب لوقا والبشارة بحسب يوحنا”.

إنها تعني أن كلا من متی ومرقس ولوقا ويوحنا لم يوقعوا أسماءهم وأن ما تم هو فقط الافتراض بأن هذه الكتابات هي لهم. وبالتالي فهذه الشهادات سيتم رفضها ورميها للخارج خلال دقيقتين فقط في أي محكمة لأي دولة متحضرة.

وليس فقط هذا ولكنني أستطيع أن أنهي هذه القضية مرتين خلال دقيقتين، أقول مرتين لأن أحد الشهود في إنجيل القديس مرقس في الإصحاح 14 والآية 50 يقول لنا أن تلاميذ المسيح تخلوا عنه في أصعب الظروف وأخطرها، جميعهم هربوا، وبما انهم لم يكونوا موجودين هناك فان شهاداتهم ستطرح جميعها خارجا.

أقول سأنهي هذه القضية مرتين في دقيقتين فقط أي خلال 120 ثانية بالضبط في أي محكمة لأي دولة متحضرة. سأستدعي شاهدي الأول وهو القديس لوقا، يعد القديس لوقا بحسب المصادر المسيحية أحد أعظم المؤرخين، وإنجيله (إنجيل لوقا) هو كتاب فريد على الصعيد التاريخي.

لنلقي نظرة الآن على ما كتبه في الإصحاح 24 والآية 36، سأقول لكم ما كتبه بالضبط يقول انه كان مساء الأحد، أول أيام الأسبوع عندما دخل المسيح إلى تلاميذه في العلية المكان الذي تناول فيه هو وتلاميذه العشاء الأخير (كان هذا بعد ثلاثة أيام من صلبه المزعوم يدخل إليهم ويلقي عليهم السلام قائلا ” سلام لكم” وعندما ألقي السلام فان تلاميذه ارتعبوا، هل هذا صحيح؟ أنا أسألكم وأود أن أسأل لوقا نفس السؤال لماذا ارتعب التلاميذ؟

فعندما يلتقي شخص ما بسيده المفقود أوجده أو أباه الروحي عندما يحدث هذا عندنا نحن الشرقيين فالوضع الطبيعي هو أن نقوم بمعانقته وتقبيله، والسؤال هو لماذا كان على تلاميذه أن يكونوا خائفين؟ لوقا يخبرنا أنهم كانوا خائفين لأن المسيح كان روحا. أنا أقتبس فقط ما قاله لوقا، لقد كانوا خائفين ومرعوبين لأنهم اعتقدوا أنه روح.

أوجه سؤالي إلى لوقا هل كان المسيح يشبه الروح؟ ويجيب كلا، أنا أسأل كل المسيحيين من كل الكنائس والطوائف مرة تلو الأخرى هل كان المسيح يشبه الروح؟ وتكون الإجابة كلا. عندها أتساءل لماذا يعتقد التلاميذ أنه كان روح إذا لم يكن يشبه الأرواح. وهنا يحتار الجميع، إلا إذا كان باستطاعة جوش الإجابة. كل مسيحي يجد نفسه محتارة أمام هذا التساؤل؛ لماذا اعتقد التلاميذ أنه روح بينما هولا يشبه الروح؟ أنا سأجيبكم لماذا السبب وراء ذلك هو أن تلاميذ المسيح سمعوا شائعات مفادها أن المسيح قد تم صلبه.

وسمعوا شائعات أخرى تقول انه أسلم الروح، بكلمات أخرى، أي أن المسيح قد مات لأن روحه قد خرجت منه، تلك الشائعات تقول إن المسيح مات ودفن مدة ثلاثة أيام. كان مصدر كل معلوماتهم هي الشائعات والسبب في ذلك هوما قلته لكم في البداية (مرقس 14 الآية 50) مرقس الشاهد التالي الذي يخبرنا أنه في أصعب الظروف وأخطرها على المسيح تخلى عنه جميع تلاميذه وهربوا. هربوا جميعهم. أي لم يعودوا هناك.

لذلك عندما تكون كل المعلومات المتوفرة مصدرها الشائعات وتصادف شخصا كنت تعتقد أنه ميت منذ ثلاثة أيام وأن جسده قد أنتن في قبره، فمن الطبيعي أن تشعر بالرعب عندما تقابل هذا الشخص.

لذلك يريد المسيح أن يؤكد لهم خطأ اعتقادهم بأنه عاد من الموت بجسد روحاني مقام من بين الأموات، لذلك يقول لهم – وأنا أقتبس هنا فقط ما قاله لوقا “أنظروا يدي ورجلي: إني أنا هو” أنا هو نفس الشخص! لماذا أنتم خائفون! “جوني وانظروا، فإن الروح ليست له لحم وعظام كما ترون لي” المقصود بقول المسيح أن أي روح ليس له جسد أو عظم كما لدي. إذا، وبما أنه لدي جسد أو عظم عندها لا أكون روحًا أو شبحًا. اسأل الرجل الانجليزي الذي يتحدث الانجليزية كلغته الأم- عندما أقول بالإنجليزية أن لدي جسد وعظم ألا يعني هذا أني لست روحا ولا شبحًا.

أليس هذا هو المعني باللغة الانجليزية؟ عندما يخاطبك شخص قائلا: “أنظروا يدي ورجل: إني أنا هو!” “جوني وانظروا، فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي” ألا يعني ذلك أنه ليس كما تظنه؟ بمعنى أنه ليس روح ولا شبح. وعندها يجيب الجميع بالإيجاب. إذا قال لك شخص أن الروح ليس لها جسد أو عظم، معنى ذلك أن الروح ليس لديه جسد أو عظم. وبما أنه لدي هذه العناصر الروح والجسد) أذا أنا لست كما أنت تعتقد.

أنت تعتقد أني ميت وأني عدت من الموت. وبحسب المفهوم السائد آنذاك فالروح ليس لديه جسد ولا عظم، إذا، بكلمات أخرى المسيح يوضح بأن جسده الذي يروه أمامهم هو ليس روح فهو لم يقم ولم يتحول من جسد إلى روح، إذ أن الجسد المقام يصبح روحانية من يقول ذلك؟ أقول لك المسيح. تسألني أين؟ أجيبك في لوقا 20: 36 ماذا يقول النص؟ كما ترى لقد كان اليهود يأتون دائما للمسيح بأحجيات والغاز، كانوا دائما يسألونه، سيدي! هل ندفع الجزية لقيصر أم لا، سيدي! لقد أمسكنا هذه المرأة في ذات الفعل ماذا نفعل بها؟ وأسئلة أخرى كثيرة.

إحدى هذه الأسئلة هوما أريد ذكره هنا حيث سأله اليهود: سيدي أو- ربي في اللغة العبرية – “سيدي لدينا امرأة بيننا وهذه المرأة بحسب التقليد اليهودي لديها سبعة أزواج” إذ أنه بحسب التقليد اليهودي إذا توفي أحد الرجال اليهود ولم يترك له نسل في الأرض فان شقيق المتوفي يتزوج أرملة أخيه، وإذا توفي هو أيضا يتزوجها الأخ الثالث وهكذا.

السؤال الذي سأله اليهود للمسيح عن امرأة تزوجها سبعة أخوة، المشكلة ليست هنا على الأرض لان الإخوة تزوجوها كل بدوره عندما كانوا على قيد الحياة. ولكن يريد السائلون أن يعرفوا لمن ستكون هذه المرأة في الحياة الأخرى عند القيامة. بكلمات أخرى ستنشب حرب بين الأخوة السبعة في الجنة لأننا نؤمن أننا جميعا سنقوم معا في وقت واحد. وهؤلاء الأخوة السبعة استفاقوا معا وجميعهم رأي هذه المرأة لذلك كل منهم سيقول عن المرأة نفسها “هذه امرأتي” وبالتالي ستنشب حرب في الجنة بين الإخوة أزواج هذه المرأة لقد أرادوا أن يعرفوا لمن ستكون هذه المرأة في الحياة الأخرى.

انظروا إلى إجابة المسيح لهم في لوقا 20: 36 يقول لهم المسيح عن قيامة الرجال والنساء “إذا لا يستطيعون أن يموتوا أيضا بكلمات أخرى في اللحظة التي يقومون بها سيعيشون للأبد” الجسد الذي نحيا فيه الآن هو جسد فان يحتاج إلى غذاء وملجأ وملابس وممارسة الجنس وإلى الراحة وبدون هذه الأمور ستفنى البشرية. أما ذلك الجسد فسيصبح غير فان فلا يحتاج للغذاء ولا الملجأ ولا يحتاج للملابس ولا للراحة.

لذلك يقول “إذ لا يستطيعون أن يموتوا أيضا لأنهم مثل الملائكة” بكلمات أخرى سيصبحون ملائكة، مخلوقات روحية سيصبحون أرواح. لأنهم مساوون للملائكة وأبناء الله. هكذا هم أبناء القيامة أرواح- يقول المسيح ” الروح ليس لديه لحم أو عظم كما لدي. فهو يقول لهم بكلمات أخرى أنا لم أقم من بين الأموات. بينما “هم غير مصدقين بسبب الفرح الذي أصابهم، ومعجبون”.

ما الذي حدث بعد ذلك؟ لقد اعتقدنا أن الرجل ميت منذ فترة، والأرجح انه أنتن في قبره، فعندما رأوه لم يصدقوا من الفرحة وتعجبوا ما الذي حدث، لذلك يقول لهم المسيح هل لديكم هنا أي شيء للأكل – سمك عسل أو لحم؟ فأعطوه قطعة خبز فأخذها وأكلها أمام أعينهم. ولكن لماذا فعل ذلك؟ ما الذي أراد أن يبرهنه؟ ماذا؟ ألا يريد أن يقول لهم: ” أنا هو نفس الإنسان الذي عرفتموها أنا لست كما تعتقدون (شبح) أنا لم أقم من بين الأموات.”

كان هذا في مساء الأحد بعد عملية الصلب المزعومة. لنرجع قليلا إلى الوراء. ما الذي حدث في صباح ذلك اليوم؟ الشاهد التالي يوحنا الذي يقول في انجيله في إصحاح 20 والآية الأولى أن الوقت كان صباح الأحد أول أيام الأسبوع عندما ذهبت مريم المجدلية إلى قبر المسيح؟ أنا أسأل يوحنا لماذا ذهبت إلى هناك؟ أودعونا نضع الشاهد الآخر مرقس 16: 1 على منصة الشهود. والآن أخبرنا يا مرقس لماذا ذهبت مريم المجدلية إلى القبر؟ يجيبنا مرقس بأنها ذهبت هناك حتى تدهن المسيح.

كلمة يدهن بالعبرية هي “مساحاه ومنها نشتق كلمة مسيا في العبري ومسيح في العربي، جذر هذه الكلمة هو نفسه في العربية والعبرية. “مساحاه” تعني أن يفرك ويدلك ويدهن. أتساءل هل كان اليهود يدلكون موتاهم بعد ثلاثة أيام من موتهم؟ الإجابة هي كلا، وأوجه السؤال لكم أيها المسيحيون هل تقومون بتدليك موتاكم بعد ثلاثة أيام؟! هل تفعلون ذلك؟ والإجابة هي أيضا كلا. نحن المسلمين الأقرب لليهود في المراسم الشرعية، لذلك أتساءل أيضا هل نقوم بتدليك موتانا بعد ثلاثة أيام؟ والإجابة هي أيضا كلا.

حسنا يبقى السؤال لماذا يريدون الذهاب لتدليك جثة قد بدأت بالتحلل منذ ثلاثة أيام. خلال ثلاثة ساعات يبدأ الجسد بالتيبس والتعفن والتخمر، وفي فترة ثلاثة أيام يكون الجسد قد أصابه العفن من الداخل. إن أي جثة في هذه الحالة إذا قمت بتدليكها ستتفتت إلى أجزاء. نتساءل لماذا تريد الذهاب لتدليك جثة متعفنة إلا إذا كانت تبحث عن شخص على قيد الحياة؟

أترون طبقا لشهودكم ومن خلال قراءاتي، لا بد أنها رأت بعض علامات الحياة على جسد المسيح عند إنزاله من على الصليب، فبينما تخلى عنه تلاميذه وهربوا كانت مريم المجدلية المرأة الوحيدة من بين ثلاثة أشخاص (مريم المجدلية ويوسف الرامي ونيقوديموس) قاموا بإجراء الشعائر الأخيرة لجسد المسيح.

لذلك إذا لاحظت هذه المرأة بعض مظاهر الحياة على المسيح فهي لن تصرخ قائلة ” انه حي، إنه حي!” حتى لا تجلب موتا مؤكدا عليه. بعد ثلاثة أيام تذهب مريم المجدلية لقبر المسيح حتى تدهنه. وعندما تصل هناك تجد الحجر وقد تم تحريكه من مكانه بينما الأكفان لا تزال بالداخل، لذلك تبدأ بالبكاء.

أتساءل لماذا تم تحريك الحجر ولماذا تم فك أوحل الأكفان عن جسد المسيح؟ عند التفكير بالأمر، لا يحتاج الجسد المقام إلى تحريك الحجر عن باب القبر حتى يخرج ولا يحتاج إلى حل الأكفان عنه حتى يستطيع الحركة، فهذه احتياجات الجسم الفاني الجسم الجسدي وليس الروحاني! لقد قال أحد الشعراء” السجن لا يصنعه جدران حجرية ولا قضبان حديدية” فالجدران والقضبان لا تقيد الأرواح وإنما تقيد الجسم الجسدي. وبحسب النص الكتابي فان يسوع المسيح كان يراقب مريم المجدلية من المكان الذي يختبئ فيه على الأرض ولكن بالتأكيد ليس من السماء.

أقول هذا لأنكم إن كنتم تذكرون فان القبر الذي دفن فيه المسيح هو ملكية خاصة ليوسف الرامي. هذا التلميذ الغني قد حفر هذا القبر الواسع في احدى الصخور، وحول هذا القبر يوجد حديقة الخضروات الخاصة به ا لقد كان يسوع هناك يشاهد هذه المرأة، وهو يعلم من تكون ولماذا أنت. يذهب اليها فيجدها تبكي.

لذلك يقول لها “لماذا تبكين يا امرأة، من تطلبين” أتساءل لماذا يسأل مثل هذا السؤال السخيف! ألا يعرف الجواب؟ ألا يعرف الجواب؟! وأجيب إن هذا السؤال ليس سخيف، فهو يحاول استدراجها في الكلام. لقد اعتقدت أنه البستاني وأنا أتساءل هنا، لماذا اعتقدت أنه البستاني؟ هل تبدو الأجساد المقامة من الأموات مثل المزارعين؟ هل تبدو كذلك؟

وأقول، ما السبب الذي يدعوها لتظن أنه البستاني؟ وأجيبكم لأنه متنكر كالبستاني؟ وأتساءل مرة أخرى لماذا يتنكر المسيح في شكل بستاني؟ وأجيبكم أن السبب في ذلك أنه خائف من اليهود. ولماذا يكون خائفا من اليهود، السبب في ذلك أنه لم يمت، ولم يقهر الموت. لأنه لوحقا مات المسيح وحقا قهر الموت لو حدث هذا لما كان هناك داع أن يشعر بالخوف. ولما لا؟

لأن الأجساد المقامة لا تموت مرتين. ومن قال ذلك؟ أقول لكم الكتاب المقدس قال ذلك. ماذا يقول؟ يقول إنه مقدر للإنسان أن يموت مرة وبعد ذلك الدينونة. لا تستطيع أن تموت مرتين. وبالتالي إن كان المسيح قد غلب الموت ليس هناك من سبب لكي يخاف، فهو خائف لأنه لم يمت. اعتقادا منها (مريم المجدلية) أنه البستاني توجه له السؤال التالي” يا سيد إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته” ليستريح، ليسترخي، ليتعافى. ولم تقل له أين دفنته “وأنا آخذ” لوحدي – امرأة واحدة – يهودية ضعيفة البنية.

تخيلوا أنها تحمل جثة وزنها على أقل تقدير 160 | رطل (73 كغم) وليس 200 رطل (91 كغم) مثل وزنى! جثة نجار مفتول العضلات في ريعان شبابه سيكون وزنه على أقل تقدير 160 رطل. وهناك أيضا ما يقارب ال 100 رطل من التوابل عليه بحسب يوحنا 19: 39 مما يجعل وزنه 260 رطل (118 كغم) على أقل تقدير. هل بإمكانكم تخيل هذه المرأة اليهودية الضعيفة وهي تحمل جنة وزنها أكثر من 260 رطل وكأنها تحمل حزمة قش.

مثل المرأة السوبر المصورة لدينا في مجلات الأطفال. إلى أين تريد أن تأخذ الجسد معها؟! أإلى البيت؟ لتضعه تحت السرير؟ – ما الذي تريده بهذه الجثة؟ هل تريد أن تصنع منها المخللات؟ أسألكم ما الذي تريد أن تفعله بجثة متعفنة؟ – لقد تمادينا كثيرا في هذه النكتة. يقول يسوع ” مريم..” فتدرك مريم أنه يسوع من خلال الطريقة التي يكلمها بها. فتريد أن تمسك به.

أتساءل لماذا تريد ذلك؟ هل تريد أن تعضه! كلا ولكن حتى تقدم احترامها له. فنحن الشرقيون لدينا هذا الطبع. لذلك تريد أن تمسك به ولكن يسوع يقول لها” لا تلمسيني” ولكن لما لا؟ هل هو تيار كهربائي، أو محرك، بحيث ستصاب بصعقة كهربائية إذا قامت بلمسه؟! أخبروني لما لا؟ وأنا سأجيبكم لما لا، لأنه سيشعر بالألم إذا المسته. أخبروني إذا كان هناك سبب آخر لكيلا تلمسه. “لأني لم أصعد بعد إلى أبي” هل هي ضريرة؟ ألا تستطيع أن ترى الرجل وهو واقف أمامها! ما الذي يعنيه بأنه لم يصعد إلى أبيه بعد وهو مازال هنا.

لقد قال “لأني لم أصعد بعد إلى أبي” المعنى اليهودي لهذا أي في اللغة اليهودية، فهو يقول” أنا لم أمت بعد” المشكلة التي تواجهنا الآن هي من قام بتحريك الحجر؟ كيف كان باستطاعتها الوصول إليه؟ من حرك الحجر؟ وما زال المسيحيون يكتبون الكتب تلو الكتب حول هذا الموضوع أحدها الأحد المفكرين وهو محامي اسمه فرانك موریسون، يقدم في كتابه ذي ال 192 صفحة ست نظريات عمن دحرج الحجر. وفي نهاية هذا الكتاب ذو الـ 192 صفحة لا تكون قد امتلكت الإجابة بعد. من حرك الحجر؟

العديد من المؤلفات تكتب في هذا الموضوع: من دحرج الحجر. لا أستطيع أن أفهم لماذا لا تستطيعون أن تفهموا الأمور الواضحة جدا لديكم. لما لا تقرؤون كتبكم؟ هذه الأناجيل المكتوبة والمتوفرة بين أيديكم كل بلغته. من المشين أن يقرأ كل شخص الإنجيل بلغته الخاصة – الإنجليزي يقرأه بالإنجليزية، والإفريقي بالإفريقية والزولو بلغة الزولو، ومع ذلك كل شخص يفهم الإنجيل بشكل معاكس تماما لما يقرأه. وليس مجرد سوء فهم بسيط أريدكم أن تثبتوا أني على خطأ، أنا أقول لكم… أنا فقط أقتبس ما قاله شاهدكم كلمة كلمة بالضبط، كما دونها لنا في كتابه فأنا لا أعزو لهم دوافع معينة ولا أقول إنهم شهود غير نزهاء.

أسألك من دحرج الحجر؟ الموضوع بسيط جدا- يتكلمون عن الحاجة لعشرين شخص حتى يدحرجون الحجر وأنه كبير جدا لدرجة أنه يحتاج لرجل خارق (سوبرمان) من أمريكا حتى يستطيع تحريكه! يقولون إن وزنه ما بين الطن والنصف الى 2 طن. أرجوكم أن تقرؤوا إنجيل مرقس ومتى وهو يخبركم أن يوسف الرامي لوحده استطاع أن يضع الحجر في مكانه. رجل واحد – فقط! إذا كان باستطاعة رجل واحد فقط أن يضع الحجر أمام مدخل القبر. فلما لا يكون باستطاعة اثنين أن ينقلوه من هذا المكان؟

والآن، أنتم تعرفون انه تم التنبؤ بكل هذه الحوادث، فيسوع المسيح سبق وأخبر بما كان سيحدث في المستقبل، والقديس متى دون وحفظ لنا هذه التنبؤات في إنجيله. ففي متى 12: 38-40 يأتي اليهود إلى المسيح ومعهم طلب جديد. فيقولوا له ” يا معلم، نريد أن نرى منك آية ” نريد أن تثبت لنا بمعجزة أنك المسيا المنتظر. معجزة خارقة مثل المشي على الماء، أو أن تطير في السماء كالطيور. افعل أمرا كهذا وعندها سنقتنع بأنك رجل الله وأنك المسيح المنتظر.

فيجيبهم يسوع ويقول لهم “جيل شیر وفاق يطلب آية، ولا تعطى له آية إلا آية يونان اللبي. 40لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليالي، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال.” معجزة يونان كانت الآية الوحيدة التي كان المسيح مستعد أن يقدمها لهم. لقد وضع كل البيض الذي لديه في سلة واحدة. فلم يقل لهم ألا تتذكرون بارتيماوس، الأعمى الذي قمت بشفائه وماذا عن تلك المرأة نازفة الدم التي نالت الشفاء عندما لمستني.

ألا تتذكرون عندما أطعمت الخمسة آلاف شخص من خمسة أرغفة وسمكتين. أترون شجرة التين تلك لقد جفت من جذورها عندما أردت ذلك. – ولكنه لم يقل شيئا من هذا القبيل. ” ولا تعطى له أية إلا آية يونان النبي ” وأنا أتساءل ما هي تلك الآية حسنا، لنذهب لسفر يونان. لقد أحضرت سفر يونان من أجلكم وهو عبارة عن صفحة واحدة بواسطة الله، صفحة واحدة فقط في كل الإنجيل، هذا هو سفر يونان، أربعة أصحاحات فقط. لن تأخذ منك قراءتها أكثر من دقيقتين فقط.

ولكنك ستجد بعض الصعوبة في إيجاد هذا السفر فهو صفحة واحدة فقط بين آلاف الصفحات في الإنجيل ولكن في الواقع ليس من الضرورة أن نفتحها فأي شخص كان يذهب إلى مدارس الأحد وهو صغير يستطيع أن يتذكر ما أتحدث عنه. فقد أرسل الله يونان إلى أهل نينوى، الله الكلي القدرة قال له اذهب إلى نينوى، وهي مدينة عدد سكانها 100000 شخص، كان عليه أن يذهب لإنذارهم بالتوبة عليهم أن يلبسوا ملابس الحداد وأن يتمسحوا بالرماد، عليهم أن يتواضعوا أمام الله.

وبما أن أهل نينوى هم من الأمم وليس اليهود استاء يونان من هذه المهمة وأجاب الله قائلا: “ولكنهم لن يستمعوا إلي وسيستهزئون بما أقوله لهم” وبالتالي بدلا من الذهاب إلى نينوى. ذهب إلى يافا ليأخذ سفينة من هناك إلى ترشیش – هذا ما يقوله هذا السفر ذو الصفحة الواحدة. غير مطلوب منكم حفظ هذه الأسماء. وفي طريقه بالبحر تصادفهم عاصفة، وبحسب الخرافات الخاصة بهؤلاء القوم (الذين كانوا معه على متن المركب) فإن الشخص الذي يفشل في إتمام وصية سيده ويهرب منه يسبب اضطراب في البحر (عاصفة).

وبينما كانوا يبحثون عن الشخص الذي كان السبب في هذه العاصفة أدرك يونان أنه كنبي الله هو أيضا جندي من جنود الله وبالتالي ليس من حقه أن يتصرف بتبجح بحسب إرادته وحده. لذلك يقول لهم” أنا هو الشخص المذنب، فالله القدير يريد قتلي وهو يقوم بإغراق السفينة ليتمم عملية قتلي، وأنتم مع أنكم أبرياء لكنكم ستموتون معي. لذلك سيكون من الأفضل لكم أن تلقوني خارج السفينة إلى البحر لأن الله مصمم على قتلي.

ولكنهم يرفضون ذلك ويقولون له” نحن نعلم أنك رجل صالح لذلك لن نساعدك في أن تقتل نفسك قد يكون من الأفضل أن تنتحر لوحدك. فنحن لدينا نظامنا الخاص في معرفة الخطأ من الصواب” وهذا ما يسمونه بالقرعة. وعندما ألقوا القرعة تبين أن يونان هو الشخص المذنب فقاموا بإلقائه في البحر. والآن أريد أن أسألكم: هل كان يونان على قيد الحياة عندما ألقوه إلى البحر؟ وقبل أن تجيبوا أريدكم أن تبقوا في أذهانكم أن يونان قد تتطوع قائلا ألقوني إلى البحر.

وعندما يتطوع شخص ما بعمل شيء معين ليس هناك داع أن تخنقه أو تطعنه أو تقوم بكسر يده أولي ذراعه، ألا تتفقون معي؟ لقد تطوع الرجل، إن كان الرجل قد تطوع ليتم إلقائه إلى البحر فبحسب المنطق هل كان الرجل على قيد الحياة عندما تطوع أم لا؟ الرجاء أريد مساعدتكم في هذا الموضوع. هل كان على قيد الحياة أم لا؟ كان على قيد الحياة. لن تحصلوا على جائزة لأجابتكم لهذا السؤال فقد كان سؤالا سهلا.. والمدهش أن اليهود يقولون إنه كان على قيد الحياة وكذلك المسلمون والمسيحيون.

كان سيكون أمر رائع لو اتفقنا على كل شيء مثلما اتفقنا على هذا الأمر؟ كلنا متفقون انه كان على قيد الحياة عندما تم إلقاؤه في البحر وعندها سكنت العاصفة، ربما كانت مصادفة. ثم جاءت سمكة وابتلعته. هل كان على قيد الحياة عندما ابتلعته؟ نعم؟ شكرا جزيلا لكم بحسب سفر يونان، يتوجه يونان بالدعاء إلى إلهه من بطن الحوت. هل يصلي الأموات؟ هل يصلون؟ الأموات هل يصلون؟ كلا لا يفعلون ذلك.

إذا فقد كان على قيد الحياة. لقد كانت السمكة تطوف به في أنحاء المحيط لمدة ثلاثة أيام وثلاثة ليال، هل كان على قيد الحياة عندها؟ نعم. وفي اليوم الثالث نراه يمشي على الشاطئ، هل كان على قيد الحياة عندها؟ نعم. ماذا يقول المسيح؟ “لأنه كما كان يونان” أي تماما مثل يونان ” لأنه كما كان يونان……….، هكذا يكون ابن الإنسان ” كيف كان يونان؟ هل كان على قيد الحياة؟ نعم. وبحسب الإيمان المسيحي، كيف كانت حالة المسيح في القبر لمدة ثلاثة أيام وثلاثة ليال؟ هل كان على قيد الحياة؟ لا. المسيح كان ميتا بحسب الإيمان المسيحي.

بكلمات أخرى لم يكن مثل يونان. ألا ترون ذلك؟ فالمسيح يقول إنه سيكون مثل يونان بينما أنتم تقولون – هناك مليار ومائتين مليون مسيحي في العالم – أنه ليس مثل يونان. المسيح يقول إنه سيكون مثل يونان بينما تقولون أنتم أنه ليس مثل يونان. لوكنت يهوديا لما أمنت أن يسوع هو المسيح المنتظر. ولكن عندما يخبرني القران أن يسوع هو المسيح أقبل، فالمسيح كان أحد أنبياء الله العظماء وأنا أؤمن بذلك.

فأنا أؤمن بولادته المعجزية وأؤمن أنه أقام الموتى بإذن الله وأؤمن أنه قام بشفاء العرج والعمي بإذن الله. ولكن لو أنني كنت يهوديا لما استطاع المسيح أن يقنعني باستخدام آية يونان، فيونان على قيد الحياة والمسيح قد مات. فالاثنان لا يشبهان بعضهما البعض. لا أعلم في أية لغة يشبهان بعضهما البعض! وبالتالي فان هذا الرجل الذكي، دكتور اللاهوت يقول لي بأني لا أفهم الكتاب المقدس.

نعم، كتابكم المقدس لا أفهمه! ولماذا لا أفهمه. فهو يقول” ألا ترى يا سيد ديدات فالمسيح هنا يركز على عامل الوقت.” لاحظ أنه يستخدم كلمة “ثلاث” أربعة مرات. “لأنه كما كان يونان…. ثلاثة أيام وثلاث ليال، هكذا يكون ابن الإنسان…… ثلاثة أيام وثلاث ليال” فهو يستخدم كلمة “ثلاث” أربعة مرات. بكلمات أخرى فهو يركز على عامل الوقت. وليس على موضوع كونه على قيد الحياة أولا.

وأنا أقول لكم ليس هناك أمر معجزي بخصوص عامل الوقت، سواء أكان المسيح قد مات المدة 3 دقائق أو3 ساعات أو ثلاثة أسابيع، فذلك ليس بالمعجزة. المعجزة – إذا كان هناك معجزة في الأصل- تحصل عندما تتوقع أن يموت شخص ما ثم لا يموت. لقد حدثت المعجزة عندما توقعنا أن يموت يونان عند ألقائه في البحر ولكنه لم يمت، لذلك نحن أمام معجزة هنا. تبتلعه سمكة ولكنه يبقى على قيد الحياة.

المعجزة الأخرى هي عندما يعاني من الاختناق والحرارة لمدة ثلاثة أيام وثلاثة ليال في بطن السمكة ويبقى على قيد الحياة. هذه معجزة لأنك تتوقع أن يموت شخص ما ولكنه يبقى على قيد الحياة. أين هي المعجزة عندما يموت من تتوقع له الموت؟ أين المعجزة في هذا الأمر؟ أين هي المعجزة إذا قام شخص ما بإطلاق ستة أعيرة نارية باتجاه قلب شخص آخر فاردته قتيلا؟ المعجزة تكون إذا أخد هذا الشخص بالضحك وأخذ يمشي بيننا ولم يحصل له أي شيء.

إذا أخذ بالضحك ها ها ها بعد أن مزقت هذه الطاقات قلبه. عندها نقول أننا أمام معجزة! ألا توافقونني الرأي؟ ليس هناك من معجزة إذا مات من نتوقع له الموت. لقد توقعنا أيضا أن يموت المسيح نتيجة كل الأمور التي مر بها عند صلبه، فإذا صدق توقعنا ومات فليس هناك أي معجزة. ليس هناك آية على الإطلاق. ولكنه لو لم يمت فعندها تكون قد حصلت المعجزة، ألا تستطيعون رؤية ذلك؟ ولكنه يقول لي” لا، لا المقصود عامل الوقت.”

بالطبع سيقول ذلك فالغرقى يتعلقون بالقش والغريقات يفعلن ذلك أيضا! فيقول لي “لا، انه عامل الوقت” فأقول له وهل تحقق ذلك فيجيبني بالإيجاب. فأسأله وكيف تم ذلك؟ من السهل جدا إطلاق التصريحات ولكن سؤالي كيف تم ذلك؟ حسنا لننظر للأمر سوية، دعوني أسألكم متى تم صلب المسيح؟ سيجيب العالم المسيحي أجمعه أنه كان يوم الجمعة. بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، أمريكا، ليسوتور زامبيا-بجنوب إفريقيا لدينا عطلة رسمية.

فكل دولة مسيحية تحتفل بذكرى الجمعة العظيمة. لذلك أسأل ما الذي يجعل الجمعة العظيمة عظيمة لهذه الدرجة يجيب المسيحيون ويقولون لأن فيها المسيح مات من أجل خطايانا هذا ما يجعلها عظيمة. ” إذن لقد صلب في الجمعة العظيمة؟ فيجيبني جوش: نعم، نعم. فأسأل في أي وقت تم صلبه صباحا أم مساء، فيجيب المسيحي مساء، كم من الوقت قضاه على الصليب؟ يقول البعض 3 ساعات والبعض الآخر 6 ساعات. حسنا لن أختلف معكم سأقبل كل ما تقولونه في هذا الشأن.

هل تعلمون، انه عند قراءتكم للنص الكتابي ستجدهم يقولون لكم أنهم عندما أرادوا أن يصلبوا المسيح كانوا في عجلة من أمرهم لدرجة أنهم بحسب كتاب جوش، عامل القيامة. قاموا بإجراء 6 محاكمات منفصلة للمسيح خلال 12 ساعة فقط! قد تحصل مثل هذه الأمور في الأفلام فقط 6 محاكمات خلال 12 ساعة من منتصف الليل وحتى الصباح، أمر كهذا لا يمكن أن يحدث إلا في الأفلام. ولكني سأصدق وأقبل كل ما تقوله في هذا الشأن.

إذا لقد كان اليهود في عجلة من أمرهم في وضعه على الصليب، أتعلمون لماذا؟ السبب هو عامة الشعب. يسوع كان يهوديا وقد أحبه عامة الشعب، لقد قام بشفاء العمي والعرج وأقام الموتى، لقد أشبع الآلاف من الشعب بالخبز والسمك، لقد كان بطلا في عيون عامة الشعب ولو اكتشفوا أن بطلهم في خطر عندها كانت ستقع أحداث شغب. لذلك قاموا بمحاكمته في منتصف الليل

وفي الصباح الباكر أخذوه إلى بيلاطس ولكنه قال لهم “أنا غير مسؤول عنه، خذوه إلى هيرودوس” أما هيرودوس فقال لهم ” أنا لست مهتما به أرجعوه إلى بيلاطس ولكن أسرعوا” وقاموا بإجراء 6 محاكمات له خلال 12 ساعة وكأنه ليس لديهم شيء آخر ليفعلوه، ولكني سأصدق ما تقوله لي في هذا الشأن. وبحسب شهودكم لقد نجحوا في وضعه على الصليب وأكرر بحسب شهودكم.

ولكنهم بقدر ما كانوا على عجلة من أمرهم في وضعه على الصليب كانوا أيضا على عجلة من أمرهم في إنزاله عنه. أتعلمون لماذا؟ بسبب يوم السبت. لأنه عند غروب الشمس يوم الجمعة الساعة السادسة مساء يبدأ السبت عند اليهود. فاليهود يقومون بعد أيامهم ليلا ونهارا، ليلا ونهارا. ونحن المسلمون نحسب أيامنا بنفس الطريقة ليلا ونهارا، وليس نهارا وليلا. فعند السادسة مساء يبدأ يومنا.

لذلك، وقبل مغيب شمس يوم الجمعة كان يجب أن يكونوا قد أنزلوا المسيح من على الصليب. فبحسب كتاب التثنية لديهم يجب ألا يبقى شيئا معلقا على شجرة في يوم السبت ” فلا تنسن أرض التي يعطيك الرب إلهك نصيبة” لذلك يقومون بإنزاله عن الصليب بسرعة شديدة. ويغسلون جسده ويضعون مئة رطل من التوابل عليه ويضعونه داخل الضريح. أقول ضريح وليس قبر وهو عبارة عن غرفة كبيرة فوق الأرض.

حسنا، لقد تجاوز الوقت الآن الثالثة مساء. يقومون بإجراء العديد من الأمور فكل التفاصيل موجودة في كتاب جوش. غسل الجثمان يستغرق ما يعادل الساعة من الوقت. تستطيع قراءة تفاصيل غسل الجثمان عند اليهود وهذا يستغرق أكثر من ساعة من الزمن. ولكن دعونا نفترض أنهم استطاعوا أن ينجزوا كل هذه الأمور بسرعة فكما تعلمون لقد كانوا على عجلة من أمرهم. 6 محاكمات خلال 12 ساعة ثم يضعونه في الضريح.

لقد حل المساء، راقبوا أصابع يدي، مساء الجمعة من المفترض أنه في القبر يوم السبت من المفترض أنه ما زال في القبر، أليس كذلك؟ مساء السبت من المفترض أنه ما زال في القبر. ولكن في صباح الأحد أول يوم في الأسبوع عندما ذهبت مريم إلى هناك كان القبر فارغ. هذا ما يقوله شهودكم، وأنا أتساءل هنا كم من الأيام والليالي قد مرت على المسيح في القبر؟ أتتذكرون أني كنت أقول من المفترض من المفترض من المفترض، أتعلمون لماذا؟ لأن الإنجيل لا يقول بالضبط متى خرج من القبر؟ كان من الممكن أن يخرج ليلة الجمعة، فالكتاب لا يذكر كيف خرج من القبر.

حسنا ليلة الجمعة، ويوم السبت، وليلة السبت. وأنا أسألكم هنا كم هي عدد الأيام والليالي؟ أرجو منكم أن تجيبوني أن كنتم تستطيعون الرؤية. إن كانت أعينكم سليمة وغير مصابة، أخبروني كم هي عدد الأيام؟ كم هو العدد؟ بالضبط أنه ليلتان ويوم واحد. والآن أخبروني هل يتطابق هذا مع ما قاله المسيح، كما كان يونان ثلاثة أيام وثلاثة ليال هكذا ينبغي أن يكون ابن الأنسان ثلاثة أيام وثلاثة ليال. والآن انظروا إلى هذا ليلتان ويوم واحد. أرجو ألا تخبروني أنهما سيان!

أريد أن أعرف ما الذي تقرؤونه. أريد أن أعرف ما الذي تقرؤونه في كتابكم. الرجل (يسوع) يقول لكم أن ما سيحدث سيكون مثلما حدث مع يونان. وآية يونان هي المعجزة. والمعجزة الوحيدة التي نستطيع أن نرى أنها حدثت مع يونان هي أننا توقعنا أن يموت ولكنه بقي على قيد الحياة. أما يسوع الذي توقعنا له الموت أيضا-. إن كان قد مات فليس هناك من آية. أما إذا لم يمت فهي آية عندئذ.

 

المداخلة الأولى ورد جوش ماكدويل:

أثناء تحضيري للقاء اليوم لم أكن أتوقع أن أجد العديد من النظريات الإسلامية التي تتحدث عن موضوع الصلب، فقد علمت أن معظم المسلمين في العالم يتمسكون بنظرية البدل. إذ نرى في السورة الرابعة من القران أن شخص بديل عن المسيح أخذ مكانه على الصليب بينما تم رفع المسيح إلى السماء. بكلمات أخرى، الذي صلب كان شخص آخر.

ولكن المسلمين اختلفوا في آرائهم حول هذا الموضوع، فبعض كتاب المسلمين قالوا إن أحد تلامذة المسيح قد حل محله على الصليب، كاتب آخر اسمه الطبري قال نقلا عن ابن اسحق أن الذي صلب بدل المسيح اسمه سيرجس. أما البيضاوي فقال إن الذي صلب بدل المسيح رجل يهودي اسمه طیطانوس.

ورجل آخر اسمه الثعلبي يقول إنه رجل يهودي اسمه طيانوس، وهناك رجل آخر اسمه وهب ابن المنبه يقول إن الذي صلب كان أحد أسياد اليهود. وهناك من اعتقدوا أنه ليس من العدل أن يصلب رجل بريء مكان المسيح فقالوا إن الذي صلب لا بد أن يكون يهوذا الإسخريوطي (الخائن).

والآن السيد ديدات يستطيع أن يصححني إذا كنت على خطأ ولكني لا أعتقد أنه يوجد في القران أي دليل يؤيد هذه المزاعم. هناك بعض الطوائف الموجودة قبل الإسلام أشارت إلى ذلك. ولكني كنت أتساءل باستمرار لماذا كان يجب على الله أن يجد البديل. ببساطة لماذا لم يكن المسيح هومن صلب. وهناك من يقول – وهذا رأي بعض الأقلية- أن يسوع قد مات بصورة طبيعية بعد عدة سنوات من الصلب والقيامة المزعومان.

بكلمات أخرى فان “حزرات عيسى” أي يسوع المسيح قد مات. وهذا تطور جديد في الإسلام وأنا دائما أقلق من التطورات الجديدة. وقد بدأ هذه النظرية شخص اسمه “فينتوريني” وقال إن المسيح في الواقع لم يمت على الصليب وإنما أغمي عليه فقط، وبعدها تم وضعه في القبر وهناك استعاد وعيه. وهذا نفس ما تنادي به الأحمدية وهي فرقة إسلامية متطرفة. وهذا أحد مبادئهم الرئيسة والذي نادى به مؤسسهما ونبيهم المزعوم، میرزا غلام أحمد. وهذا الفكر هو أحد مبادئ القاديانية.

البعض قد يقول:” أن يتم صلب شخص هذا معناه أن يموت”. وبالتالي يسوع لم يتم صلبه لأنه لم يمت على الصليب. وبالحقيقة أنا لست متأكدا كيف وصل هؤلاء الأشخاص إلى هذا التعريف. ولكني سأقوم بتقديم الحقائق لكم بالطريقة التي دونتها في كتبي وبعدها سأدعكم تقررون رأيكم كأشخاص أذكياء ومحايدين. إن خلفية ما سأعرض عليكم من نقاط هي أنني بينما كنت في الجامعة، أردت أن أكتب كتاب ضد المسيحية.

أردت أن أدحضها فكريا. وآخر ما كان يخطر في فكري أن أصبح مسيحيا. ولكن بعد سنتين من البحث والكثير من المال والوقت اكتشفت بعض الحقائق وهذه الحقائق لم يدونها الله فقط في الكتاب المقدس ولكنها مدونة أيضا في كتب التاريخ. أيها الرجال والنساء أريد أن أقدم لكم بعض الحقائق التي وجدتها في محاولتي الفاشلة لدحض المسيحية.

 

الحقيقة الأولى:

أن المسيح لم يكن خائفا من الموت. والواقع أنه قد تنبأ بموته وقيامته. لقد قال “انظروا نحن متوجهون إلى أورشليم” وقال لتلاميذه ابن الإنسان سوف يسلم إلى الموت، وسيسلمونه إلى الأمم ليستهزئوا به ويجلدوه ويصلبوه. وفي اليوم الثالث يقوم ” وفي مكان آخر ابتدأ يعلمهم أنه اكتشف عدة أمور. ثم قال لهم أن أنه سيرفض من الشيوخ ورئيس الكهنة والكتبة، وسيتم قتله وبعد ثلاثة أيام سيقوم. (متى 20: 18و19) وفي متى 17، قال لهم المسيح ” ابن الإنسان سوف يسلم إلى أيدي الناس 23فيقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم”.

 

الحقيقة الثانية:

الأمر الآخر الذي تعلمته أنني بينما كنت أدرس حياة يسوع المسيح علمت أن المسيح كان مستعدا أن يموت. ففي متى 26 قال “إذا كان ممكنا أجز هذه الكأس عني”. ” ولكن ما يغفل عنه الكثيرون هو محتوى ما قاله يسوع، فقد قال” ولكن لتكن مشيئتك لا مشيئتي”. (متی 26: 39).

حسنا، المسيح لم يخف نفسه. فالإنجيل يوضح ذلك. ففي يوحنا 18 يقول إنه ذهب إلى المكان الذي وجدوه فيه. فهو لم يشأ أن يختبئ من السلطات، لقد علم ما كان سيحدث من أمور. ففي يوحنا 18 :4 يقول يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه”. لقد عرف ما كان سيحدث وقد كان مستعدا له. ففي متى قال يسوع ” أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة؟” ولكنه قال أريد مشيئتك يا أبتاه.

وقد استجاب الله لصلاته وتركه ينفذ مشيئة الأب. في يوحنا 10 قال يسوع” لهذا يجني الأب، لأني أضع نفسي لأخذها أيضا. ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي.” وعليكم أن تتذكروا أن يسوع بكونه الله الإنسان جاء إلى العالم كالله الابن الكلمة الأبدية. ليحمل كل خطايا العالم. يقول لنا الكتاب المقدس في كورنثوس الأولى 5: 21 أن الله جعل يسوع خطية من أجلنا وباستطاعتكم أن أردتم أن تتخيلوا الآلام التي تحملها الابن نتيجة الخطية في ذلك الوقت.

 

الحقيقة الثالثة:

هي أن اليهود لم يكونوا مذنبين في صلب يسوع المسيح. العديد من المسيحيين والمسلمين تشوه لديهم هذا الحق على مر التاريخ. لقد قال المسيح في (متی 20: 18-19) “ها نحن صاعدون إلى أورشليم، وابن الإنسان فيه إلى رؤساء الكهنة والكتبة، فيحكمون عليه بالموت، 19 ويسلمونه إلى الأمم كي يهزأوا به ويجلدوه ويصلبوه” وقال أيضا ” أضع حياتي من ذاتي” فان كان هناك من مذنب فإنه المسيح نفسه فقد قال “إي سلطان أن أضعها ولي شطان أن آخذها أيضا” كذلك سيد ديدات، أعتقد أن كل منا مسؤول عن صلب المسيح لأن الكتاب المقدس يقول” إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد اللير” لقد كانت خطايانا هي التي وضعت المسيح على الصليب.

 

الحقيقة الرابعة:

هي أن المسيحيين مدعوون لممارسة إيمان فكري ذكي وليس إيمان أعمى. لقد اندهشت تماما عندما قرأت في كتيبك “ماذا كانت آية يونان” بأن أكثر من مليار مسيحي في العالم اليوم يؤمنون إيمانا أعمى أن يسوع الناصري هو المسيح. لقد تشوشت أفكاري بعض الشيء والسبب في ذلك أنك يا سيد ديدات تقرأ القرآن وتقبل المكتوب به ولا تبحث عن الحقائق والبراهين لتقبل ما كتب في القرآن. أنت ببساطة تقبل ما تقرأه.

ولكنك في المقابل تتهم المسيحيين بالإيمان الأعمى لأنهم يقبلون ما قاله لهم الله من خلال الكتاب المقدس بأن يسوع هو المسيح.  إني حقا مندهش لأنه مكتوب في القران أن لقب المسيح هو أحد الألقاب التي أعطيت ليسوع. وأعتقد أنه تم الإشارة ليسوع على أنه المسيح ما يقارب 11 مرة.

يوسف علي المترجم المسلم الذي ترجم القرآن إلى الإنجليزية يترجم كلمة المسيح كما هي في الانجليزية أي “Christ” فإذا كان القران يعترف أن يسوع هو المسيح لماذا نتهم بأننا عميان عندما نقبل يسوع المسيح؟

في بلدي، كان د. سيمون غرينليف وهو مؤسس جامعة هارفارد ويعد أحد ألمع المفكرين القانونيين الذين عاشوا في هذا العالم. وقد أصبح مسيحيا بينما كان يحاول دحض أن يسوع المسيح هو الكلمة الأزلية وأنه القيامة. وفي نهاية محاولته هذه توصل إلى استنتاج أنه وبحسب القوانين المتعلقة بالبراهين القضائية المقبولة في المحاكم العدلية فإن قيامة يسوع المسيح تعتبر أفضل حدث تاريخي يمكن برهنته.

سي اس لويس، الكاتب والأديب العبقري في عصرنا هذا، وقد شغل منصب أستاذ آداب القرون الوسطى والنهضة الأوروبية. وقد كان عملاقا في مجاله ولا يستطيع أحد أن ينكر قدراته الفكرية. أصبح مؤمنا في المسيح عندما فشل في محاولته دحض مصداقية العهد الجديد. وقد شهد قائلا” لقد كنت أحد أكثر المعارضين شدة، ولكني أتيت إلى المسيح باستخدام عقلي”.

اللورد كالديكوت، رئيس العدل البريطاني، وقد شغل أعلى منصب يمكن الوصول إليه في النظام القضائي البريطاني، قد شهد قائلا” بقدر ما كنت أحاول فحص برهان صحة المسيحية بقدر ما توصلت إلى نتيجة أنها حقيقة غير مشكوك في أمرها”.

توماس آرنولد، رئيس إحدى الجامعات الرئيسة لمدة 14 سنة، وهو مؤرخ ومؤلف الأجزاء الثلاثة المشهورة بعنوان ” تاريخ روما” شهد قائلا” ليست لدي معرفة بأي حقيقة في التاريخ البشري يمكن برهنتها بالأدلة القاطعة أفضل من حقيقة قيامة يسوع المسيح”.

د. فيرنر فون براون، العالم الألماني. والذي هاجر إلى بلدي- وهو أحد مؤسسي برنامج الفضاء الأمريكي شهد قائلا انه لم يصبح عالم حقيقي إلا بعد معرفته بيسوع المسيح كمخلصه الشخصي.

 

الحقيقة الخامسة التي توصلت إليها هي الدقة التاريخية للإنجيل.

فالعهد الجديد كتاب فريد في مصداقيته وإمكانية الاعتماد عليه وفريد في بقائه عبر التاريخ. فهو منقطع النظير في إمكانية الاعتماد عليه من ناحية موثوقية مخطوطاته. والمخطوطة هي نسخة مكتوبة بخط اليد وليست مطبوعة. هناك أكثر من 24000 مخطوطة خاصة في الكتاب المقدس، لا أقول نسخ يا سيد ديدات ولكن مخطوطات. الكتاب رقم 2 في تاريخ موثوقية مخطوطاته هو الإلياذة اليونانية وعدد مخطوطاتها هو643 مخطوطة فقط.

هذا هو الكتاب الثاني في التاريخ الذي يمكن الاعتماد عليه من ناحية موثوقية مخطوطاته ثم هناك السير فردريك كينيون وهو أفضل خبير بموثوقية المخطوطات الخاصة في الأدب التاريخي. وهو مدير وأمين المتحف البريطاني وقد شهد قائلا: “لقد تم إزالة آخر أساس للشك في مصداقية النص الكتابي الذي بين أيدينا الآن، فكل كتب العهد الجديد ينظر إليها الآن على أنها نزيهة وصادقة” النقطة الأساسية هنا أن هناك بعض الأشخاص الذين يفتقدون للمنظور التاريخي للأدب ويحاولون أن يصنعوا قضية أساسها عدم قيام الكتاب الأربعة للأناجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا بكتابة أسمائهم على أناجيلهم.

في بداية الأمر علينا أن نعرف أن المخطوطات قد لاقت كل القبول كونها موثوقة بشكل تامر فإذا كان الجميع يعرفون من قام بكتابة هذه الأناجيل، لم يكن هناك من داع ليقوموا بكتابة أسمائهم. ونستطيع أن ننظر للأمر على اعتبار أن كتاب الأناجيل لم يريدوا أن يصرفوا انتباه القراء عن جعل يسوع المسيح القضية المركزية.

أمر آخر علينا معرفته أن هذه الكتابات – متى ومرقس ولوقا ويوحنا – قد اجتازت العصر الرسولي. لقد اجتازت بنجاح اختبار الفترة الرسولية الخاص بالقرن الأول الأمر الذي يؤكد دقة هذه الكتابات وموثوقيتها وإمكانية الاعتماد عليها بعض الأشخاص وبسبب محدودية قراءتهم وعدم قيامهم بأي بحث عن الموضوع يقولون إن كتابات أناجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا مبنية على الشائعات وذلك لأن الكتاب لم يكونوا شهود عيان للأحداث المحيطة في بالصلب والقيامة.

ومعظم الأشخاص الذين يدعون ذلك يرجعون إلى مرقس 14: 50 ويقولون إنهم يستطيعون إنهاء النقاش حول هذا الموضوع خلال دقيقتين فقط وذلك بسبب تخلي أتباع المسيح عنه وهربهم. لذلك فالأمر برمته هو إشاعة. إن هذا النوع من المنطق يتجاهل الإدراك السليم لحقائق القضية. على سبيل المثال اقرؤوا فقط الآيات الأربعة التالية وهي تقول إن بطرس قد تبعه. ألا ترى يا سيد ديدات، لقد تخلوا عنه كجماعة ولكنهم تبعوه كأفراد.

تقول الآية الرابعة” وتبعه بطرس من بعيد” ودخل إلى ساحة منزل رئيس الكهنة. وكان جالسا هناك مع الحرس. هل تستطيع أن تتخيل ذلك لقد كان مع الحرس يستدفئ. وفي مرقس 14 | يقول ” كان بطرس في الدار أسفل ” كان مرقس يكتب في إنجيله كل ما رآه بطرس. وبطرس كان هناك. دعونا نقرأ من يوحنا 18 :15 “وكان سمعان بطرس والتلميذ الآخر يتبعان يشوع، وكان ذلك التلميذ معروفة عند رئيس الكهنة، فدخل مع يشوع إلى دار رئيس الكهنة.”

وفي يوحنا 19: 26 “فلما رأى يسوع أمه، والتلميذ الذي كان يحبه واقفا، قال لأمه: ((يا امرأة، هوذا ابنك)). ” لقد كانوا شهود عيان، لقد كانوا هناك. وعن موضوع رفض شهادات العيان هذه في قاعة المحكمة أقول، أنه في معظم الحالات القانونية لدينا قاعدة يمكن تسميتها بقاعدة الوثائق القديمة. ولإثبات هذا الأمر علينا التوجه للقانون. د. جون وارويك مونتغمري محامي وعميد كلية سيمون غرينليف للقانون، وهو محاضر في الكلية الدولية لعلوم اللاهوت والقانون بفرنسا.

يشهد أنه عند إخضاع كتابات العهد الجديد (وبالأخص الأناجيل الأربعة) لمقياس قاعدة المستندات القديمة وتعزيز الاختبار باستخدام النقد المنخفض أي النقد النصي عندها ولنبقي في أذهاننا أن الذي يتكلم هو رئيس جامعة مختصة بتعليم القانون.

فان العهد الجديد يجتاز هذا الاختبار بكفاءة في أي قاعة محكمة والواقع أن أعظم شهادة عيان لن نجدها مكتوبة في الأناجيل إنما سنجدها في رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس اصحاح 15 وقد كتبت هذه الرسالة في العام 55 و56 بعد الميلاد (وفي هذا المقطع من الرسالة يتحدث الرسول بولس عن أمور حدثت قبل 20 سنة من كتابته للرسالة أي بعد فترة وجيزة من إيمانه بالمسيح.

لقد قابل قادة الكنيسة الأولى ومنهم يعقوب أخو المسيح) يقول بولس أنه استلم التقليد وفيه يذكر أنه كان هناك أكثر من 500 شاهد عيان القيامة. لو أخذنا شهادات العيان هذه إلى قاعة المحكمة وأعطينا كل شاهد ما يقارب ال 6 دقائق سيكون لدينا 3000 دقيقة من شهادات العيان أو ما يعادل ال 50 ساعة.

وعلى أية حال، فالنقطة الجوهرية هنا ليس انتقال التقليد إليه وما قام باختباره بنفسه. ولكن يقول بولس في نفس الإصحاح أن معظم هؤلاء الشهود مازالوا على قيد الحياة حتى هذه اللحظة وليس فقط لحظة استلامه للتقليد. أيها الرجال والسيدات ما يقوله بولس هو: “إن كنتم لا تصدقوني فاسألوهم “.! أيضا العديد من الأشخاص يتغاضون عن حقيقة معينة وهي أنه عندما كان التلاميذ والرسل يقدمون رسالة المسيح ويشاركون رسالة العهد الجديد، كان هناك بين الحضور عدد من الشهود العدائيين والمخاصمين.

فإذا تجرأ الرسل على نقل أمور لم تحصل فإن هؤلاء الشهود كانوا موجودين لتصحيح كل الكلام غير الصحيح. يشار إلى هذا الأمر في المحاكم بمبدأ استجواب الشهود من قبل الخصم. إذن لم ولن يتجرأ الرسل أن يحيدوا عن الحق. بالإضافة إلى ذلك حتى لو استبعدنا الإنجيل فهناك عدة مصادر تتحدث عن هذا الموضوع وتدعمه.

أحد هذه المصادر هو شخص اسمه بوليكارب وهوكان أحد تلاميذ الرسول يوحنا يقول في كتاباته التي تعود إلى 2000 سنة من الزمن ” إن الأساس الذي تقف عليه الأناجيل هو أساس متين جدا لدرجة أن الهراطقة أنفسهم لا يستطيعون أن يشوهوا هذا الأساس.” لذلك كان على الهراطقة أن يبدؤوا مما تم تقديمه من قبل وأن يبنوا إشاعاتهم عليه. لأنهم حتى في ذلك الوقت لم يستطيعوا أن يقولوا إن المسيح لم يقل أو يفعل هذه الأمور. لذلك كان عليهم أن يبتدئوا مما تم قوله وأن يبنوا عليه شائعاتهم. إن شهادات العديد من العلماء هي مصدر هائل لصالح الثقة بالإنجيل.

فالسيد ميلر باروز أحد أساتذة جامعة بيل – وهي إحدى أكثر الجامعات وجاهة في بلدي- يقول ” هناك تزايد مستمر في ثقتنا بمدى دقة نسخ ونقل نص العهد الجديد” بينما قال د. هوارد فوكس وهو باحث وعالم آثار ” من وجهة نظر البرهان الأدبي، فان النتيجة المنطقية الوحيدة حول موضوع موثوقية الإنجيل هي أنه أقوى بما لا يقارن مع أي سجل أثري آخر”.

 

الحقيقة السادسة:

هي أن المسيح قد صلب. ما الذي يظهره لنا السجل التاريخي المعتمد؟ من الواضح لنا ليس فقط من سجل الكتاب المقدس ولكن أيضا من السجلات العلمانية – التي دونتها في نهاية كتابي ” برهان يتطلب قرار”- أن المسيح لم يتنبأ بموته على الصليب فقط وإنما قد تم صلبه بالفعل.

لقد قال المسيح أنه سيجلد وبعدها سيتم تسليمه ليصلب. وفي يوحنا 19: 17-18 ” 17فخرج وهو حامل صليبة إلى الموضع الذي يقال له ((موضع الجمجمة)) ويقال له بالعبرانية ((جنة))، 18حيث صلبوه، وصلبوا اثنين آخرين معه من هنا ومن هنا، ويسوغ في الوسط “. لنتتبع ما الذي حصل بالفعل. بادئ الأمر يظهر لنا الكتاب المقدس أن يسوع قد تم جلده من قبل الرومان. ماذا يعني ذلك؟ كان الرومان يقوموا بتعرية الشخص حتى الخصر ثم يربطوه في ساحة المحكمة.

كان السوط المستخدم في الجلد له مقبض يبلغ من الطول قدم ونصف (45 سم) وفي نهاية هذا المقبض يوجد أربعة سيور جلدية وبنهاية كل سير يوجد 5 كرات رصاصية أو عظام خشنة ثقيلة على مسافات مختلفة. وعند الجلد ينهال الجندي الروماني بالسوط بقوة على أسفل الظهر وعندها تضرب جميع كرات الرصاص أو العظام الظهر بنفس الوقت وبعدها يقوم الجندي بجذب السوط بقوة إلى أسفل. اليهود يسمحون فقط ب 40 جلدة.

لذلك لا ينفذون أكثر من 39 جلدة تحسبا لعدم كسر هذا القانون في حالة أنهم أخطأوا العد. أما الرومان فينفذون بقدر ما يشاؤون. لذلك عندما كان الرومان يجلدون يهودية يقومون بجلده 41 جلدة على الأقل نكاية باليهود. وبالتالي فقد تم جلد المسيح 41 جلده أو أكثر. هناك عدد من الأطباء المعتبرين قاموا بإجراء بحوث عن الصلب.

أحدهم هو د. باربت في فرنسا. وأيضا د. سي ترومان دافيس من ولاية أريزونا في بلدي وهو طبيب قام بإجراء دراسة تفصيلية عن الصلب من منظور طبي وها هو يقدم لنا تأثير الجلد الروماني فيقول” يتم جلد الشخص ما بين كتفيه وعلى ظهره وعلى رجليه بالسوط الثقيل بأكبر قوة ممكنة.

تعمل السيور الجلدية الثقيلة في بداية الأمر على جرح الجلد فقط وبعدها وبينما يتواصل الجلد تحدث جروح عميقة في الأنسجة تحت الجلدية مسببة نزيف في أوردة وشعيرات الجلد في البداية ويتفاقم الأمر مع استمرار عملية الجلد حتى يؤول إلى نزيف شرياني شديد في أوعية العضلات الداخلية. أما كرات الرصاص فينتج عنها في البداية كدمات عميقة كبيرة، ثم تقوم الكرات نفسها بفتح هذه الكدمات لتصبح جروح عميقة.

وفي النهاية يصبح الجلد الذي كان يكسو الظهر مسلوخة ومعلقة كأشرطة طويلة، والمنطقة بأكملها لا يمكن التعرف عليها بسبب التمزق والأنسجة النازفة بعض المصادر الأخرى والتي قمت بتوثيقها قالت إنه في بعض الأحيان وبسبب قسوة ووحشية عملية الجلد يتم حرفيا فتح الظهر وصولا إلى الأمعاء الداخلية. عدد كبير من الأشخاص يموتون من الجلد فقط بعد الجلد أخذوا المسيح إلى منطقة الصلب ودقوا المسامير في يديه ورجليه، ومكتوب انه في مساء يوم الجمعة قاموا بكسر سيقان اللصين ولم يكسروا ساقي المسيح.

ولكن لماذا يقومون بكسر ساقي الشخص المصلوب؟ لأنه عندما يتم تعليق شخص على خشبة الصليب، يقوموا بثني ساقيه إلى أعلى ثم يدقون المسمار في رجليه. وفي أغلب الأحيان يكون سبب الموت على الصليب هو الاختناق بهواء الرئة. إذ أن عضلات الصدر تكون مصابة ولا تقوى على إخراج الهواء إلى الخارج. أي أن المصلوب يمكنه استنشاق الهواء ولكن لا يمكنه إخراجه. وبالتالي يختنق الشخص المعلق على الصليب شيئا فشيئا.

وللتقليل من هذا الاختناق يحاول المصلوب أن يدفع برجليه إلى أعلى الإخراج الهواء من صدره. ومن ثم معاودة النزول الاستنشاق الهواء، فإذا أرادوا للمصلوب أن يموت على الفور يقومون بكسر ساقيه وبالتالي يعجز على دفع نفسه للأعلى لإخراج الهواء مما يؤدي إلى تسريع عملية الموت اختناقا.

أما ساقي المسيح فلم يتم كسرهما، إذ أن الله القدوس أراد أن يكشف لنا عن موت المسيح بحسب ما جاء في كلمته المقدسة لو أنه قد تم كسر ساقي يسوع لما كان هو مسيحنا ولما كان الكلمة الأزلية، لأن الله كان قد أعلن لنا من خلال إحدى النبوات في سفر المزامير في العهد القديم بأن ساقي المسيح وعظامه لن يتم كسرها، لقد كان الله يحقق لنا ما سبق وكشف لنا من أحداث سوف تتم أثناء صلب المسيح.

 

الحقيقة السابعة:

هي أن المسيح كان قد مات بالفعل. في يوحنا 19: 30 نرى كيف أن المسيح سمح لنفسه أن يموت، وهذا هو السبب في عدم بقاءه مدة طويلة على الصليب. لقد جاء ليموت. لقد قال ” أستودع روحي” وفي يوحنا 19 يقول ” قد أكمل ونكس رأسه وأسلم روحه. لقد سمح لنفسه أن يموت. أما عن يوحنا 19: 34 وقد أشار السيد ديدات في كتيبه إلى هذا العدد على أنه برهان عدم موت يسوع، والإشارة هنا إلى الدم والماء، فأقول؛ لقد كان على الصليب وقد سلموا بموته سلفا، ولكنهم فكروا في إطلاق رصاصة أخيرة عليه لتأكيد موته. فأخذوا رمحا وقاموا بطعنه في جنبه.

وبحسب شهود العيان خرج للتوماء ودم كل على حدة. السيد ديدات كتب في كتابه بخصوص هذه الحادثة أن هذه الظاهرة هي دليل على أن المسيح كان مازال على قيد الحياة، وقد استند في رأيه هذا على مقالة لطبيب تخدير نشرت عام 1949 في مجلة “ملخص المفكر.” Thinker’ s Digest” “وقد استطعت الحصول على بحوث طبية من عدة أشخاص في هذا الموضوع. وليس لدي الآن الوقت الكافي إلا لمداخلتين في هذا الموضوع.

أولا من وجهة نظر علمية: هذه المجلة لم تعد مقبولة في العديد من المكتبات الطبية والجامعية. إذ ينظر اليها من قبل الحقل الطبي على أنها ليست فقط متخلفة زمنيا بل وراء العصور الطبية. ومن وجهة نظر طبية. إذا كان المسيح مازال على قيد الحياة عند طعنه فإن النزيف الناتج عن الجرح لا ينزف إلى الخارج بل إلى الداخل نحو التجويف الصدري مسببا نزيف داخلي شديد.

أما عن التجويف الذي سببه طعنة الرمح فإنه بالكاد سينزف بل سيكون أقرب إلى المستحيل أن ينزف المصل والدم إلى خارج الجسم في حال كون المسيح على قيد الحياة. أن التلف الداخلي الهائل الذي يصاحب الشخص المصلوب ومن ثم الطعن في منطقة القلب سيؤدي سريعا إلى الموت المباشر. هذا وأنا لم أذكر بعد تفاصيل الدفن اليهودي. قام المستشفى العمومي لولاية ماساتشوستس بإجراء بحث امتد لسنوات على المرضي اللذين توفوا بسبب إصابتهم بتمزق قلبي.

بالوضع الطبيعي يحتوي القلب على 20 سم مكعب من سائل غلاف القلب وهذا الرقم يتضاعف إلى 500 سم مكعب إذا توفي هذا الشخص بسبب التمزق القلبي وسيخرج هذا السائل على شكل سائل ودم متخثر. وربما هذا ما قد تم مشاهدته في ذلك الوقت. أما إجراءات الدفن عند اليهود كانت ستكون بمثابة الضربة القاضية ليسوع إذا كان مازال على قيد الحياة.

يقول السيد ديدات على الصفحة التاسعة من كتابه ” ماذا كانت آية يونان” أنهم أقاموا لليهودي حمام دفن وألصقوا عليه مائة رطل من نبات الصبار والمر. والآن لنراجع معا ما مر به يسوع، فقد تم جلده إلى أن تم شق ظهره تماما ثم ثقبت رجلاه ويداه، علق على الصليب، وطعن بواسطة الرمح في جنبه وفي النهاية ألصق عليه ما يعادل ال 100 رطل من التوابل ذو الطابع الإسمنتي.

أعتقد أن هذا يتطلب معجزة أكبر من معجزة القيامة للبقاء على قيد الحياة. وبعد هذا دعونا نلقي نظرة على انضباط الرومان الشديد؛ لقد كان بيلاطس مندهشا بعض الشيء وأنا كنت سأشعر بالأمر نفسه. لقد مات المسيح بهذه السرعة وهناك من جاء ليطالب بجثته. لذلك استدعى قائد مئة وقال له ” أريد منك أن تؤكد لي موت المسيح”. لا أعتقد أن قائد المئة هذا كان مغفلا أو على وشك أن يترك امرأته أرملة. كان يرافق قائد المئة أربعة من منفذي الإعدام عندما يذهب للتأكد من موت المجرمين. هذا ما كان ينص عليه القانون الروماني.

كانوا يقومون بهذا الإجراء ليتأكدوا أن الأمور تتم بالشكل المطلوب ففي حال أن أحدهم أهمل في واجبه يقوم الآخر بتصحيح الوضع، وبالتأكيد لن يهمل الأربعة حراس جميعا في توقيع وثيقة موت أحد المجرمين. لقد كان الانضباط شديد جدا عند الرومان. على سبيل المثال في (أعمال 12) عندما أطلق الملاك سراح بطرس من السجن. استدعى هيرودس الحرس وقام بإعدامهم جميعا لمجرد هروب أحد السجناء.

وفي (أعمال 16) كاد الحارس أن يقتل نفسه بسيفه عندما كان بولس وسيلا على وشك الخروج من السجن بعد أن فتحت أبواب السجن وفكت قيودهم ولكن بولس أنقذه قائلا له” تمهل”. إذا لقد علم هذا الحارس ما الذي سيحدث له ففضل أن يقتل نفسه على أن يتم إعدامه من قبل الرومان. لقد مات المسيح.

كتب المؤرخ اليهودي يوسيفوس فلافيوس أنه عندما ذهب إلى أورشليم عام 70 ميلادي وبينما كان تيطس يدمر المدينة شاهد 3 من أصدقاءه (اصدقاء يوسيفوس) وقد تم صلبهم للتو وكان قد تم جلدهم مسبقا وما إلى ذلك حتى الصلب فذهب إلى رئيس الحرس وطلب منه أن يطلقوا سراحهم، والآن علينا أن نعرف أن الاسم فلافيوس هو الاسم الذي أطلقه الإمبراطور الروماني على يوسيفوس الذي كان قد سبق وضمه إلى عائلته الخاصة، وهذا هو سبب النفوذ الذي لديه مع أنه يهودي.

وللوقت قام رئيس الحرس الروماني بإطلاق سراحهم وإنزالهم عن الصليب على الفور. وعلى الرغم من إنزالهم عن الصليب بعد لحظات من وضعهم عليه إلا أن اثنان من الثلاثة قد ماتوا.

لقد عرف اليهود أن يسوع قد مات، ففي (متى 27) ذهب اليهود إلى القائد الروماني وقالوا له ” سيدي، نتذكر أن المسيح عندما كان على قيد الحياة قال……….” وبكلمات أخرى ما هي حالته الآن؟ هو ميت. ” عندما كان على قيد الحياة قال إنه سيقوم من الموت بعد ثلاثة أيام” أعتقد أن السيد ديدات قد قال في كتبه أن اليهود أدركوا أنهم أخطأوا في تقدير موته لذلك فكروا أن عليهم أن لا يكرروا هذا الخطأ مرة ثانية، لذلك قاموا بوضع وحدة من الحرس عند القبر كي يحرسوه.

ولكن المشكلة في هذا التحليل أن اليهود أنفسهم قالوا إنه ميت.” نحن نريد أن نتأكد فقط أنه لن يقوم أحد بسرقة جثمانه ثم يقولون إنه قد قام وبالتالي يخدعون الناس” لقد أتهم اليهود بالعديد من الأمور ولكن نادرا ما كان الغباء أحدها”. لقد عرفوا أنه ميت. والحقيقة الأخرى التي توصلت إليها هي إجراءات الدفن عند اليهود.

هناك من يقول إن اليهود كانوا في عجلة من أمرهم وأنهم كانوا مضطرين لأعداده للدفن بسرعة قبل مجيء السبت. لقد تأكدت من هذا الأمر بالتفاصيل وقد كتبت في كتابي “عامل القيامة” أن إجراءات الدفن كانت من الأهمية بمكان حتى أنه كان من الممكن أن يقوموا بإجرائها في يوم السبت. لم يكن عليهم أن يقلقوا بشأن مجيء يوم السبت، صحيح أنهم لم يريدوا أن يتركوا الجسد معلق على الصليب عند دخول يوم السبت ولكن كان بإمكانهم أن يأخذوا وقتهم وهم يدفنوه.

كانوا يضعون التوابل حول الجثمان – وفي هذه الحالة 100 رطلا من التوابل المعطرة- مع مادة إسمنتية لزجة. كانوا يقومون بتمديد الجسد. ويأخذون قطعة من القماش بعرض 30 سم ويبدؤون بلف الجسد ابتداء من القدمين ويبدؤون بوضع التوابل مع المادة الإسمنتية اللزجة ما بين الطيات ويستمرون بالطي إلى أن يصلوا إلى الأباط فينزلون الذراعين ويبدؤون بالتغليف مرة أخرى ابتداء من عند اصابع اليد وحتى الرقبة. ويضعون قطعة منفصلة من القماش على الرأس.

وفي هذا الوضع فإني أقدر وزن التغليف ما بين 117 رطل و120 رطل الحقيقة الأخرى التي توصلت إليها، أنهم اتخذوا احتياطات أمنية مشددة عند ضريح يسوع المسيح. أولا مكتوب أنهم دحرجوا حجر كبير عند مدخل الضريح. وقد قال مرقس أن حجم الحجر كبير جدا. أحد المصادر التاريخية من القرن الأول قال أن الحجر كان بحاجة ل20 شخص حتى يستطيعوا تحريكه.

ورغم اعتقادي أن هذا فيه قليل من المبالغة ولكن الفكرة هنا هي التشديد على الحجم الكبير للحجر. لقد قام اثنان من أساتذة الهندسة غير المسيحيين بالسفر إلى إسرائيل بعد أن سمعوني أتحدث عن حجم الحجر. وقد قاموا بقياس حجم الحجر الذي يلزم دحرجته لسد مدخل قبور اليهود والتي كان ارتفاعها يتراوح ما بين 4.5 إلى 5 أقدام (135 – 150 سم). لقد أرسلوا لي برسالة موثقة أخبروني فيها أن وزن هذا الحجر يجب ألا يقل عن 1. 5 – 2 طن على أقل تقدير.

يقول السيد ديدات في كتبه بمناقشة موضوع الحجر ويقول إن الذي قام بدحرجة الحجر ليسد المدخل هو شخص واحد أو اثنين على الأكثر. وبالتالي يستطيع أي شخصين أن يدحرجا الحجر عن المدخل. مكتوب أن من قام بدحرجة الحجر ليسد المدخل هو يوسف الرامي. لا تحملوا القرآن أو الإنجيل ما لا يمكن أن تحملوه أي حوار في أيامنا هذه. على سبيل المثال عندما جئت لمعاينة الإسناد (مكان المناظرة) في وقت سابق سألت أحد الأشخاص الذين أحضروني إلى هنا ” من قام بإحضار كل هذه المقاعد إلى هنا” فأجابني أن السيد ديدات فعل ذلك.

سيد ديدات، هل قمت شخصيا بإحضار ال 700 مقعد هذه لوحدك؟ بالطبع لا!، لقد تم إحضارها بواسطة العديد من الأشخاص. يمكنني القول عند مغادرة المكان أن السيد ديدات قام بتنظيم هذه الندوة. ولكني أعتقد أن هناك عدد من الأشخاص ساعدوا بكل هذه الترتيبات.

يقول التاريخ أن هتلر قام بغزو فرنسا. من الممكن أنه فعل ذلك لوحده في فرنسا ولكني أشك أنه كان سيجرب ذلك وحده في جنوب إفريقيا! كان من الممكن وجود عدد من الأشخاص الذين ساعدوا يوسف الرامي. بالإضافة لذلك لو أنكم بحثتم في الأمر ستجدون أن هذه القبور كان لديها عند المدخل قناة تتجه للأعلى وكانوا يضعون الحجر في أعلى القناة ويمنعونه من السقوط بواسطة حاجز ما. وبالتالي فإن ابنتي ذات السبع سنوات بإمكانها أن تدحرج الحجر بمجرد أن ترفع الحاجز.

وهكذا يتدحرج الحجر إلى أن يصل إلى المدخل. وبعدها تم وضع حراسة أمنية عند القبر بحسب طلب اليهود. لقد ذهبوا إلى الرومان وقالوا لهم أعطونا وحدة حراسة. الكلمة اليونانية المستخدمة هي “كاستوديا”. لقد كانت الكاستوديا عبارة عن وحدة أمن مكونة من 16 شخص. كل رجل فيهم مدرب لحماية 6 أقدام مربعة من الأرض. بحسب التاريخ الروماني من المفترض أن يستطيع ال 16 رجل بحماية 36 قدم مربع من الأرض في مواجهة كتيبة كاملة.

كل حارس كان بحوزته 4 أسلحة. لقد كان أشبه بالة حرب. وتقريبا المواصفات نفسها تنطبق على حرس الهيكل. بعدها تم ختم الضريح بختم روماني ذي علامة مميزة. والختم هو علامة على سلطة وقوة الدولة الرومانية. لقد تم وضع أكثر من 100 رطل من التوابل الإسمنتية على جثة يسوع. ثم دحرج حجر ضخم عل مدخل الضريح. ووضعت وحدة حماية مكونة من 16 شخص وفي النهاية كان الختم الروماني. ولكن شيئا ما حدث وهذا مكتوب وموثق تاريخيا؛ الضريح أصبح فارغا في اليوم الثالث.

ولست بحاجة لمناقشة موضوع القبر الفارغ مع السيد ديدات لأنه لا يعارض ذلك. أما عن موضوع آية يونان، أنا سعيد جدا أنك أثرت هذا الموضوع ولكن هذا الموضوع لن يأخذ الكثير من الوقت في النقاش. عندما تريد أن تدرس موضوع ما عليك أن تدرسه باللغة والثقافة السائدة في ذلك الوقت. والآن دعنا نرجع إلى الثقافة واللغة اليهودية في ذلك الوقت. في سفر إستير بالعهد القديم من الكتاب المقدس والإصحاح الرابع منه مكتوب أنه كان هناك صوم لمدة 3 أيام و3 ليال.

ولكن بعدها يستمر ويقول إنهم أكملوا الصوم في اليوم الثالث. هل فهمت قصدي إن تعبير 3 أيام و3 ليال في اللغة اليهودية تعني حتى اليوم الثالث أوفي اليوم الثالث. لقد قال المسيح في متي 12: 40 أنه سيدفن ل 3 أيام وليال. لقد قال المسيح في متى 20 أنه سيقوم من الموت في اليوم الثالث وليس بعد اليوم الثالث. لقد جاء اليهود وقالوا بحسب متى 27: 63 ” سيدي….. لقد قال ذلك المخادع أنه سيقوم ثانية بعد ثلاثة أيام” لذلك طالبوا بحر روماني.

والآن أرجو أن تنتبهوا للغة المستعملة لقد قالوا ” فمر بضبط القبر إلى اليوم الثالث” وليس إلى بعد اليوم الثالث. لقد عرفوا ما الذي قاله يسوع، ثلاثة أيام وثلاثة ليال، ” لا يأتي تلاميذه ليلا ويسرقوه”.

كان لدى اليهود 3 ساعات لدفن المسيح حتى الساعة السادسة من مساء يوم الجمعة. وكان الوقت يبدو أقل من ساعة واحدة. إن الطريقة اليهودية في حساب الأيام تقول إن أي فترة زمنية “أونان” من اليوم يعتبر يوم كامل. لذلك بالحساب اليهودي فان أي فترة زمنية قبل الساعة السادسة مساء حتى لو كانت دقيقة واحدة يعتبر يوم وليلة من الساعة السادسة مساء يوم الجمعة حتى السادسة مساء من يوم السبت كان يوم آخر وليلة أخرى.

بالحساب اليهودي فإن أي لحظة تمر بعد الساعة السادسة مساء من يوم السبت تعتبر يوم آخر وليلة أخرى. نحن نفعل نفس الشيء في بلدي، فإذا ولد ابني قبل دقيقة واحدة من منتصف ليلة 31 كانون الأول يكون باستطاعتي أن أعامله كما لو أنه ولد في أي وقت من أيام السنة (365 يوم و365 ليلة) عندما أقدم ورقة الإعفاء الضريبي لتلك السنة عندما فشل الجنود الرومان في أداء واجبهم كانوا قد أصبحوا بحكم المعدومين.

أحد طرق الإعدام في تلك الفترة كانت تجريدهم من ثيابهم وحرقهم أحياء بنار تم إشعالها بواسطة تلك الثياب. لقد تم كسر الختم الروماني، وعندما يكسر الختم فان القوات الأمنية تنتشر بحثا عن الرجال الذين قاموا بهذا وعندما يجدوهم يتم صلبهم رأسا على عقب. لقد حرك الحجر من مكانه. (وأرجو من السيد ديدات أن يتأكد لاحقا مما أقول) في الأصل اليوناني للعهد الجديد (كما أن القرآن مكتوب بالعربي فإن الإنجيل مكتوب باليوناني) فأن كلمة الله تكشف أن الحجر الذي يزن 1. 5 -2 طن قد تم دحرجته بعيدا عن الضريح وليس فقط عن المدخل وكأنه قد تم حمل الحجر وإلقائه بعيدا.

فإذا كان التلاميذ يريدون أن يتسللوا ويدحرجوا الحجر لمساعدة المسيح فلماذا كل هذا الجهد المبذول في إلقاء الحجر بعيدا عن الضريح؟ كان على الحراس أن يناموا وأن يضعوا قطع من القطن في أذانهم وواقيات الأذن فوقها كي لا يسمعوا ما يحدث.! بعدها نرى ذهاب مريم إلى القبر في يوحنا 20. وقد قال السيد ديدات أنها ذهبت هناك حتى تمسح يسوع وكلمة يمسح بحسب السيد ديدات معناها يدلك.

حسنا. إذا كان هذا صحيحا وهو ليس كذلك ولكن لو أنه كان صحيحا، وإذا كان هذا ما يقوم به المسلمون، فان هذا التدليك كان ليقتل المسيح. لو أني عانيت من الصلب، ثقبت يداي ورجلاي، تم تمزيق ظهري حتى بانت أمعائي وضع على أكثر من 100 رطل كم التوابل، لما كنت أريد لأحد أن يدلكني! كلمة يمسح معناها أن يقدس.

وكما ذكر السيد ديدات في كتابه لقد كان يتم مسح الملوك والكهنة عندما يتم تقديسهم لمهامهم. يقول السيد ديدات أن يسوع عندما قال لمريم لا تلمسيني كان يقصد لأني متوجع من جروحي.

حسنا لما لا تقرأ العدد التالي يا سيد ديدات لأنه يقول “لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي” وهذا هو السبب لوجوب عدم لمس المسيح؛ “لم أصعد بعد إلى أبي” وبعدها يقول” والآن اذهبوا أخبروا تلاميذي أني سأصعد إلى أبي” ثم يقول لهم لاحقا ” يمكنكم لمسي، جسوا قدمي” لماذا فعل ذلك؟، في العهد القديم عندما كان يتم تقديم الذبيحة في خيمة الاجتماع، كان يقوم الكاهن وحده بأخذ الذبيحة لقدس الأقداس، بينما كان الشعب ينتظر خارجا وسبب انتظارهم في الخارج أنهم كانوا يعلمون أنه لولم يقبل الله ذبيحتهم لكان سيقتل الكاهن وكل من معه في الداخل.

كانوا ينتظرون خروج الكاهن وعندما يخرج الكاهن للشعب يهتف كل الشعب فرحين قائلين” قد قبل الله الذبيحة” لقد قال المسيح “لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي” فالمسيح بالفترة التي رجع للتلاميذ وقال لهم جسوني والمسوني كان قد صعد إلى الأب وقدم نفسه كالذبيحة ولوكان يسوع لم يرجع ليسمح للتلاميذ أن يمسكوه ويلمسوه لكان هذا علامة أن الله لم يقبل هذه الذبيحة ولكني أشكر الله أنه رجع وقال ” جسوني” لقد قبلت الذبيحة.

أما بخصوص جسد يسوع المسيح الروحاني الجسدي، فاعتقد يا سيد ديدات أنه عليك أولا أن تدرس كتابنا كما فعلت أنا ودرست كتابكم. عليك أن تقرأ شرح الجسد الممجد غير القابل للفناء في كورنثوس الأولى 15: 44-51 لقد كان جسد روحانية ومادية في نفس الوقت. كان بإمكانه أن يمشي من خلال الأبواب المغلقة وأن يكون في محضرهم. كان باستطاعته أكل الطعام مع أنه لم يكن بحاجة له.

وإلا كانوا أخبروه “أنت مجرد روح” لقد كان لديه ما يسميه الكتاب المقدس الجسد المقام الممجد غير القابل للفناء. ولو أني كنت معهم في الغرفة وقد رأيت صلبه ودفنه وكل شيء آخر، وكانت الأبواب مغلقة وفجأة يظهر في منتصف الغرفة في وسط المجموعة. أعتقد أني سأخاف مثلهم.!

 

المداخلة الثانية ورد أحمد ديدات:

إن جوهر المشكلة هو الجملة الواضحة التي قالها يسوع المسيح لتلاميذه ليبرهن لهم خطأ أن يستمروا باعتقاد أنه عاد من الموت إلى الحياة اذ أكد لهم فيها أن الروح ليس له أي لحم أو عظم كما لدي. وهذه اللغة هي لغة بسيطة وواضحة وليست بحاجة لمعجم أو لمحامي ليوضح المعنى من ورائها. في كل كتب العهد الجديد الى 27 لم يذكر المسيح ولا مرة ” لقد كنت ميتا وقد عدت من الموت إلى الحياة” لقد استخدم المسيحيون كلمة القيامة باستفاضة.

مرة وراء الأخرى وبالتكرار يتم إيصال معلومة ما وإثباتها وكأنها حقيقة. أنت تستمر في رؤية الرجل، الرجل يأكل الطعام كأنه كان قد قام. يظهر في العلية فيعتقدون أنه قام. ولكن يسوع المسيح في كل الأسفار ال 27 لم ينطق أبدا ولا حتى مرة واحدة تلك الكلمة ” لقد عدت من الموت إلى الحياة. ” لقد كان هناك معهم لمدة اربعين يوما ولم ينطق تلك الجملة. بل كان يثبت مرة تلو الأخرى أنه ذلك الشخص الذي بالكاد نجا من الموت. لأنه كان مختبئا ولم يظهر نفسه علانية لليهود.

لقد قدم لهم آية يونان ” ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبي ” لم يعطهم غير هذه الآية. ولم يعد إلى الهيكل في أورشليم ليقول لهم “ها إنني هنا ولا مرة واحدة. ولا مرة واحدة. ولا يوجد ضرورة للاستفاضة فيما قلنا سابقا. يقول جوش إن النقطة الهامة هي أن المسيح لم يمانع الموت بل لقد جاء ليموت. والآن من خلال قراءتي للنص الكتابي وجدت أن المسيح لم يكن معارضا للموت فقط بل كان يعد لمواجهة مع اليهود.

فكما ترون في العشاء الأخير يفتح المسيح مع تلاميذه موضوع الدفاع عن النفس فيقول ” أتذكرون عندما أرسلتكم في مهمة الشفاء والوعظ. لقد قلت لكم ألا تحملوا معكم شيئا، لا تحملوا حقيبة ولا عصي، عندها هل احتجتم شيئا؟”. فأجاب التلاميذ وقالوا “كلا. لم نحتج إلى شيء” فقال لهم يسوع ” أما الآن فمن ليس له سيف فليبع رداءه وليشتري سيفا” عليكم أن تبيعوا ملابسكم وتشترون سيوفا.

وأنا أسألكم لماذا تستخدم السيوف؟ هل تستخدم التقشير الفاكهة؟ أم لقتل الناس؟ لماذا تستخدم السيوف؟ فأجابه أحدهم “لدينا سيفان” فقال لهم “هذا يكفي”. ثم يأخذ المسيح 11 من تلاميذه ال 12 وذلك لأن يهوذا كان قد غادر ليخونه. 11 من تلاميذه وهو الثاني عشر ذهبوا جميعا لجثسيماني وهناك – اقرؤوا كتابكم واقرؤوا أناجيلكم. وضع المسيح ثمانية من تلاميذه عند البوابة.

دعوني أسألكم ما السبب الذي دعاه للذهاب إلى جثسيماني من الأساس؟ ولماذا يترك ثمانية من تلاميذه عند البوابة قائلا لهم “امكثوا هنا واسهروا” وكان يقصد، ابقوا هنا واحرسوا المكان، ما الذي كان عليهم أن يحرسوه في جثسيماني، الساحة أم معصرة زيتون أم مكان فارغ! ما الذي كان على التلاميذ أن يحرسوه على بعد خمسة أميال من أورشليم في بستان جثسيماني؟ بعد ذلك يأخذ معه بطرس وابنا زبدي، وكان اثنان من الثلاثة على الأقل معهم سيوف.

ثم يقوم بإنشاء خط دفاع داخلي ويقول لهم” أمكثوا ههنا حتى أمضي وأصلي هناك “…. أريد أن أصلي وحدي. أتساءل لماذا | أراد الذهاب إلى جثسيماني؟ لماذا ذهب هناك؟ هل ذهب ليصلي؟ ألم يكن باستطاعته أن يصلي في العلية المكان الذي كان فيه العشاء الأخير. ألم يكن باستطاعته الصلاة في الهيكل المكان القريب من اجتماعهم. لماذا كان عليه الابتعاد مسافة خمسة أميال عن المدينة؟ ولماذا وضع ثمانية تلاميذ عند البوابة؟ ولماذا قام بإنشاء خط دفاع داخلي؟ ثم يبتعد مسافة قصيرة ويرتمي على وجهه ويصلي لله قائلا:

” يا أبتاه………… إن كان ممكنا أجز عني هذه الكأس” وقد عني بذلك أن يزيل الله عنه المصاعب القادمة. “ولكن لتكن مشيئتك لا مشيئتي.” وفي النهاية سأترك الأمر لك ولكني أريدك أن تنقذني. وكونه متألم أخذ يصلي بلجاجة، وأصبح عرقه يتساقط على الأرض كقطرات دم. وأسألكم هل هذا منظر شخص يريد أن ينتحر؟

هل هكذا يتصرف الشخص الذي تم اختياره من المؤسسة الأرضية ليكون الذبيحة هل هذه هي طريقة التصرف؟ مكتوب أنه كان يتصبب عرقا بسبب الجهاد في الصلاة لدرجة أن عرقه أخذ يتساقط كقطرات الدم. ثم يقوم إله الرحمة بإرسال ملاك كي يقويه.

وأتساءل يقويه من أي ناحية؟ الجواب هو أن يقويه في الإيمان بأن الله سيقوم بإنقاذه. ومنذ ذلك الحين يمكنكم رؤية كيف أن الله كان يدبر لإنقاذه. أنظروا الحقيقة هي أنه تنبأ بما سيحدث له وشبهه بما حدث ليونان. ولكنه قيل لنا أنه ليس مثل يونان فيونان على قيد الحياة بينما المسيح قد مات ثم أن بيلاطس البنطي كان قد تعجب عندما أخبروه أن المسيح قد مات وذلك لأنه كان يعلم أن مدة 3 ساعات غير كافية لموت شخص على الصليب.

لأن المقصود من الصلب هو الموت البطيء إذ يبقى الشخص معلقا حتى الموت. هذا كان الهدف الرئيسي من وراء الصلب. لم يكن الهدف من الصلب هو القتل السريع بواسطة فرقة إعدام أو مثل الشنق أو الطعن. ولكنه كان موتا بطيئا مستمرا. وبحسب الإنجيل فإن عظام المسيح لم يتم كسرها. وكان ذلك تحقيقا للنبوءة. والآن بالنسبة للشخص الميت سواء تم كسر عظامه أم لا سيكون هذا الأمر عديم الأهمية.

إن الوقت الوحيد الذي يستفيد منه الشخص من عدم كسر عظامه هو فقط عند بقاءه على قيد الحياة. أترون أنها عملية برمجة مستمرة منذ 2000 سنة. أما بولس فقد وضع كل نقل الديانة المسيحية في هذه النقطة أي الموت والقيامة. إذ يقول لنا في كورنثوس الأولى 15: 14 ” وإن لم يكن المسيح قد قام باطلة كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم” أي بلا قيمة لم تحصلوا على أي شيء.

لذلك فالمسيحيون اليوم هم مثل الغريق الذي يتمسك بقشة عليهم أن يثبتوا بأي وسيلة بأن الصلب قد قتل ذلك الرجل حتى يمكنهم من الحصول على الخلاص. لذلك سيدي الرئيس وسيداتي سادتي أعضاء هيئة المحلفين نود لو أنكم تقوموا بقراءة هذا الكتاب (الإنجيل) مرة أخرى وشهادات الرسل كلمة بكلمة. لأنكم إذا قمتم بفحص النبوءات. ما قاله المسيح وكيف كانت تصرفاته. فستجدون أنها دليل قاطع على أن المسيح لم يصلب.

 

المداخلة الثانية ورد جوش ماكدويل:

لست متأكدا مما سمعت ولكن ألم تقل إنه لا يوجد في أي مكان من أسفار العهد الجديد ال 27 قال فيه المسيح أنه “كان ميتا والآن هو حي”؟ دعني أقرأ عليك من سفر الرؤية الإصحاح الأول والعدد 18 يقول ” أنا هو……… الحي. وكنت ميتا وها أنا حي إلى أبد الآبدين ” وكذلك يا سيد ديدات لقد ظهر لليهود، والكنيسة الأولى كانت قد ابتدأت من اليهود، وقد ظهر أيضا لعدو اليهود الأول الرسول بولس عندما كان اسمه شاول الطرسوسي.

إن أكثر الأمور إثارة بالنسبة لي فيما يتعلق بموضوع القيامة والمسيح مخلصي وحياتي هو وعد الله لكل من يدخل في علاقة معه عن طريق طلب غفران الخطايا من المسيح الذي مات بسبب خطايانا ودفن وقام في اليوم الثالث، ان الله الروح القدس يدخل حياة ذلك الإنسان ويغيرها. وأحد أكبر الأدلة على ذلك هو التغيير الذي طرأ عليّ شخصيا. فبعد أن وصلت إلى المرحلة التي أقررت فيها أن يسوع المسيح هو مخلصي وربي، وسلمت فيها إرادتي له ووثقت به. في خلال 6 أشهر إلى سنة ونصف كانت معظم الجوانب الرئيسة في حياتي قد تغيرت.

أولا: لقد طورت رغبة داخلية كي أعيش حياة مقدسة تقية. ثانيا: بدأت أختبر معنى السلام والفرح الداخلي الحقيقي. – وليس السبب في ذلك غياب الصراع إنما هو السلام الداخلي الذي يعطيه الله بالرغم من الصراع.

ثانيا: استعدت السيطرة على طبعي الحاد. لقد كنت أفقد السيطرة على نفسي مرارا وتكرارا للحد الذي كنت سأقتل فيه أحد الأشخاص وأنا مازلت في السنة الأولى من الجامعة لقد لاحظ الجميع التغيير الذي حدث في حياتي لقد لاحظه الأعداء قبل الأصدقاء.

فقد أعطاني الله قوة خارقة في السيطرة على طبعي الحاد، خلال 22 سنة من العلاقة الشخصية مع الله الآب والتي صارت لي عن طريق الابن كلمته الأزلية، فقط مرة واحدة فقدت فيها السيطرة على نفسي. وأعظم الجوانب التي أستطيع أن أشارككم بها اليوم وأنا أشكركم على إتاحة الفرصة لي كي أفعل ذلك، هي محبة الله.

أريد أن أشارككم قصة أبي. لقد كان أبي سكير البلدة، بالكاد أتذكر أبي وهو غير ثمل. لقد كان أصدقائي في المدرسة يسخرون منه ويروون النوادر المضحكة عنه. لقد كنا نعيش في مزرعة وقد كنت أذهب إلى الحظيرة في العديد من الأوقات لأرى أمي وهي مستلقية في مصرف السماد (روث البقر) وقد ضربها أبي بشدة لدرجة أنها لا تستطيع النهوض.

وكي أتفادى الإحراج عند زيارة الأصدقاء لنا كنت أذهب وأشد وثاق أبي وأضعه في الحظيرة وأركن السيارة في مكان مخفي عن الأنظار وأقول للناس أن أبي كان مضطرا للذهاب في رحلة عمل مهمة. كنت أخذه إلى الحظيرة في مكان وجود العجول الصغيرة، كنت أضع يديه من خلال الألواح الخشبية وأقوم بربطها. كنت أقوم بلف حبل حول رقبته ثم أشده إلى الوراء حتى يصل إلى اللوح الخلفي ثم أقوم بربط قدميه بواسطة الحبل نفسه، وبالتالي أذا حاول المشي سيؤدي هذا إلى مقتله.

في أحد الأمسيات وقبل تخرجي بشهرين رجعت إلى المنزل بعد موعد مع أحد الصديقات، وعندما دخلت المنزل وجدت أمي وهي تجهش في البكاء. فقلت لها:” ما المشكلة؟” فأجابتني قائلة ” لقد حطم أبوك فؤادير وكل ما أريده الآن أن أحيا حتى أراك وقد تخرجت من الجامعة، وبعدها أريد الموت.” بعد شهرين من تلك الحادثة تخرجت من الجامعة أما أمي فقد توفيت بعد أسبوع من تخرجي وكان ذلك يوم الجمعة في الثالث عشر من ذلك الشهر.

لا تقولوا لي أنه لا يمكن للشخص أن يموت بسبب تحطم قلبه. لقد حدث هذا لوالدتي وكان أبي هو السبب في ذلك. لم يكن هناك شخص ما كان باستطاعتي أن أكرهه أكثر مما كرهت أبي. ولكن بعد فترة وجيزة من علاقتي مع الله بواسطة ابنه الأزلي الرب يسوع المسيح، تملكني حب الله وأخذ الكراهية التي في داخلي وقلبها رأسا على عقب. نتيجة لذلك كان بإمكاني النظر مباشرة إلى عيون أبي وأن أقول له “أحبك يا أبي”. والشيء الرائع في الموضوع هو أني كنت أعني ذلك.

انتقلت إلى جامعة أخرى ووقع لي حادث سيارة خطير أدى إلى وضع يدي ورجلي ورقبتي في الجبس، وتم نقلي إلى المنزل. في المنزل أتى أبي إلى غرفتي ولكنه لم يكن ثملا لأنه كان يعتقد أني كنت على حافة الموت. وقال لي:” كيف يمكنك أن تحب أب مثلي” فأجبته:” أبتي، قبل ستة أشهر كنت أحتقرك وأكرهك” وبعد هذا شاركته كيف أنني توصلت إلى الاستنتاج الواضح أن الله أظهر نفسه لنا نحن البشر بواسطة ابنه الكلمة الأزلية.

وبعد ذلك كيف أنه مات بدل منا بسبب خطايانا، وهذه هي المعاناة التي كابدها من أجلنا يا سيد ديدات. أرجو أن يكون باستطاعتك أن تتخيل كل الخطايا التي في العالم -خطاياي وخطاياك تكفي. ولكن كل الخطايا في العالم وقد حملها الابن، والمعاناة التي تحملها نتيجة ذلك. بعدها قلت الأبي” أبتي، لقد سألت المسيح أن يغفر لي، وقد سألته أن يأتي إلى حياتي كرب ومخلص”.

فقال لي أبي” يا ابني إن كان باستطاعة المسيح أن يغير في حياتي كما غير في حياتك فاني أريد أن أعرفه معرفة شخصية”. وفي تلك اللحظة صلى أبي قائلا” إن كنت أنت الله وكان المسيح هو ابنك الكلمة الأزلية، إن كان باستطاعتك أن تغفر لي وتدخل إلى حياتي وتغيرها، فاني أريد أن أعرفك معرفة شخصية ” لقد تغيرت حياتي خلال فترة زمنية تراوحت بين 6 أشهر إلى سنة ونصف.

أما أبي فقد تغيرت حياته في تلك اللحظة أمام عيني. سيد ديدات لقد كان الأمر أشبه بشخص ما مد يده وأنار لمبة نور. أتعلمون أمرا، لقد لمس الخمر مرة واحدة فقط بعد ذلك، وضع الكأس على شفتيه ثم تركها. إذ لم يكن بحاجة لها بعد ذلك اليوم. لقد توفي أبي بعد 14 شهر من ذلك اليوم وسبب الوفاة كان استئصال % معدته نتيجة 40 عام ونيف من الإدمان على الكحول. ولكن أتعلمون أمرا خلال فترة ال 14 شهر تلك العشرات من رجال الأعمال في بلدتي ومسقط رأسي والمناطق المحيطة سلموا حياتهم لله الحي من خلال يسوع المسيح الكلمة الأزلية.

والسبب في ذلك هو رؤيتهم للتغيير الذي أصاب حياة سكير البلدة. أما زوجتي “دوتي” فإنها تشرح وجهة نظرها وتقول لي:” يا زوجي العزيز، المسيح حي والسبب في ذلك هو قيامته من بين الأموات، وبالتالي لديه القدرة غير المحدودة بواسطة الروح القدس لدخول حياة الرجال والسيدات وتغييرها من الداخل إلى الخارج.” ولهذا السبب فإننا نجد المسيح الحي يقول في أحد أسفار الكتاب المقدس” أنا الحي وكنت ميتا” ويستطيع القول ” ها أنا ذا واقف على باب حياتك وأقرع، إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه”

خاتمة أحمد ديدات:

إن الإنسان جبان في طبيعته. ففي البداية آدم تهرب من المسؤولية وحملها لامرأته قائلا لست أنا المذنب بل هي. والمرأة قالت لست أنا بل الأفعى. فالإنسان جبان في طبعه. ونريد من الآخرين أن يحملوا العبء بدلا عنا. وعندما نكون مرضي نتمنى أن يأخذ الآخرون الدواء بدلا منا.

بل نريد من الآخرين أن يستأصلوا زائدتهم الدودية بدلا عنا. هذا هو الإنسان بشكل عام. ولكن المسيح علم أمرا آخر. لقد أرادك أن تحمل صليبك بنفسك – أي أن تصلب نفسك. اسمعوا إلى ما يقوله ” ومن لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذا” احمل صليبك واتبعني.

بكلمات أخرى اصلب نفسك. لا لا لا لم يقصد ذلك ما قصده هو أن يتحمل كل شخص مسؤولية نفسه كما قد فعل هو. صلوا كما أصلي، صوموا كما أصوم، واختتنوا كما اختتنت، افعلوا ما أفعله فليحمل كل شخص مسؤوليته. هذا ما قصده، وهذا هو أيضا النظام الإسلامي. هذا ما يعلمه الإسلام. النظام الذي سينقذك بعد سنوات من الإدمان على الكحول، وبعد سنوات من سرقة عشرة قروش من صندوق جمع الهبات، تستطيعون قراءة هذا في كتاب جوش، إذ يقول إن الشيء الوحيد الذي أخذه من الكنيسة يوم الأحد أنه كان يتبرع ب 25 قرشا ولكن كان يأخذ ما قيمته 35 قرشا من الحليب المخفوق مجانا.

وإذا تابعتم الدراسة ستجدون كيف أن الإسلام يقدم نفس الشيء أي ينقذ الناس ولكن على المستوى الفكري. ولكن لا يوجد لدينا الوقت لنتحدث عن ذلك. دعوني أختم بالجملة التي قالها يسوع ” الحق الحق أقول لكم أنه أن لم يزد بركم عن الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السموات” لن تدخلوا الجنة، هذا ما يقوله وهذه هي كلماته. وهذا ليس تناقضا لكلامه بل هذا هو الإسلام.. إن لم تصبحوا أفضل من اليهود فلن تدخلوا الجنة. لم يقل الدم ولكنه قال البر.

يجب أن تصبحوا أفضل من اليهود. يجب أن تصوموا بطريقة أفضل مما فعل اليهود. يجب أن تصلوا بطرقة أفضل مما صلي اليهود. يجب أن تتصدقوا من نقودكم بطريقة أفضل مما فعل اليهود. وهذا هو الإسلام. دعوني أخبركم إن هذه القيامة التي يتحدث عنها جوش في أمريكا تحت عنوان ” تاريخ أم خدعة” أستنتج منها أنه يوجد مليار مسيحي يتم أخذهم في جولة على الصليب.. هنا في دربان لدينا خيول تأخذ آلاف الأشخاص كل أسبوع في رحلات على الخيول). أما هنا (في المسيحية) فالرحلة تكون على الصليب.

 

خاتمة جوش ماكدویل:

سيد ديدات لا يوجد مكان في الكتاب المقدس المعلن لنا من الله إي أمر للمسيحي بأن يصلب نفسه. لقد طلب منا أن نقر بأننا قد صلبنا مسبقا مع المسيح. في رومية 8: 32 يتكلم الله من الدهر عبر الزمن يقول ” لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين”.

تم إلقاء القبض على فتاة شابة في بلدي بسبب السرعة الزائدة وأحضرت أمام القاضي، فسألها القاضي مذنبة أو غير مذنبة فأجابت أنها مذنبة، فضرب القاضي بالمطرقة وحكم عليها القاضي بدفع غرامة قيمتها مائة دولار أو عشرة أيام في السجن، بعدها حدث أمر رائع، لقد نهض عن كرسيه وخلع رداء القضاء ووضعه على المقعد ثم ذهب ودفع قيمة الغرامة! لقد كان قاض عادل إذ أن ابنته هي التي كسرت القانون..

بغض النظر عن حبه لابنته كان عليه أن يحكم عليها 100 دولار أو10 أيام بالسجن، ولكنه أحبها لدرجة أنه كان مستعد أن يأخذ العقاب بدلا عنها. هذا مثال واضح لما أعلنه الله لنا عن طريق الروح القدس. الله يحبنا. لقد مات المسيح لأجلنا. الكتاب المقدس يعلن لنا بوضوح أن أجرة الخطية هي الموت. لقد كان على الله أن يضرب بالمطرقة (أي أن ينطق بالحكم. (لقد أحبنا الله كثيرا، حتى أنه خلع رداء القضاء عنه ونزل إلى الأرض على شكل إنسان هو يسوع المسيح.

وذهب إلى الصليب ودفع الثمن عنا. ويقول لكل شخص” ها أنذا واقف على باب حياتك وأقرع، إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه”. نعم يا سيد ديدات هناك مليار مسيحي يركبون على الصليب، يتم أخذنا في رحلة. أنا أؤمن أن الله قد وفر الصليب كالعربة التي تأخذنا إلى السماء من خلال دم ابنه السماوي.

ترجمة مناظرة جوش ماكدويل مع أحمد ديدات إلى اللغة العربية – هزيمة ساحقة لأحمد ديدات  – هل صُلب المسيح؟

تقييم المستخدمون: 3.73 ( 2 أصوات)