أبحاث

دياتسرون تاتيان (شاهد سيريانى لنص العهد الجديد اليونانى)

دوافع تاتيان لعمل الدياتسارون

دياتسرون تاتيان (شاهد سيرياني لنص العهد الجديد اليوناني)

دياتسرون تاتيان (شاهد سيريانى لنص العهد الجديد اليونانى)
دياتسرون تاتيان (شاهد سيرياني لنص العهد الجديد اليوناني)
دياتسرون تاتيان (شاهد سيريانى لنص العهد الجديد اليونانى)

مقدمة: المسيحية في سوريا

 

من ضمن كل الترجمات القديمة لنص العهد الجديد، لا يوجد ترجمات أثارت جدلاً ومشكلات كثيرة بين العلماء المُحدثين، مثلما فعلت الترجمات السريانية . لعل أهم الاسباب في هذا، هو كثرة الترجمات التي تمت الى اللغة السريانية، وكم المُراجعات التي طرأت على هذه الترجمات، والغموض الذي يسبر أغوار العلاقات المُشتركة بين هذه الترجمات.

 

رغم هذا، فإن هذه الترجمات السريانية شهادة حية وقوية على حيوية اللاهوت المدرسى لدى الكنيسة السريانية ورجالاتها في القرون الأولى. نستطيع ان نُصدق على كلام ايبرهارد نيستل حينما يقول أنه لا يوجد فرع كنسى قديم، قدم جهوداً مُضاعفة لترجمة نص العهد الجديد أكثر من مُتحدثى السريانية [1].أول ترجمة سيريانية سنتحدث عنها الآن، هي ترجمة لإزائية نص الأناجيل الأربعة، أعدها السورى تاتيان في القرن الثانى، الذي كان من تلاميذ يوستينوس الشهيد ثم إنحرف عن الإيمان المُستقيم، وأطلق عليها الدياتسرون، أي الرباعى.

 

هل كان الدياتسرون الذي أعده تاتيان السورى هو الترجمة السريانية القديمة أم لا، هذا السؤال هو محور دراسة علماء النقد النصى حول الدور الذي يستطيع الدياتسرون تقديمه لخدمة النقد النصى.

 

للأسف، عبر سنين طويلة لم يستطع الحوار بين العلماء حول هذا السؤال أن يصل الى نتيجة مقبولة لدى الجميع!سؤال آخر يطرح نفسه، كم كتاباً شملته الترجمة السريانية القديمة هذه؟ سؤال صعب ومُحير، لا نستطيع ان نُقدم إجابة مُدللة عليه، وكل ما قُدم ليس سوى إفتراضات. أي كان الوضع في هذه القرون المُبكرة، فمع إنتهاء القرن الرابع وبزوغ فجر القرن الخامس، أصبح لدينا ترجمة سيريانية تحتوى على 22 كتاباً من كتب العهد الجديد. أُطلق على هذه الترجمة لقب “الترجمة السريانية البسيطة”، المعروفة بإسم “البشيتا”.

 

هذه الترجمة السريانية كانت مثل الفلجاتا التي أعدها جيروم، وُجدت لكى تُوحد النصوص السريانية تحت رايتها، مُنتجة نص سيريانى قياسى للكنائس السريانية، وللقضاء على القراءات المختلفة بين الترجمات الشعبية الغير قياسية. غير أن العلماء السريان في ذلك الوقت، كانوا في أمس الحاجة الى ترجمة تمتاز بالحرفية الشديدة شبه المُطلقة.مع بداية القرن السادس، يظهر على الساحة خليفة ديسقورس، القديس فيلوكسينيوس الأسقف السرياني في مصر.

 

طلب فيلوكسينيوس من بوليكاربوس أحد الأساقفة القرويين ليحمل على عاتقه مهمة إنجاز ترجمة سيريانية جديدة لنص العهد الجديد. بعد مرور قرن من الزمان، يتضح لنا ان الترجمة الفيلوكسينية هذه، كانت هي الاساس لعمل مُراجعة للترجمات السريانية نُسبت الى شخص أطلق على نفسه “توما، الخاطىء المسكين”.

 

هذا الشخص تم تصحيح إسمه فيما بعد بواسطة كاتب غير معروف إلى “توما الهرقلى” لتخرج لنا “الترجمة السريانية الهيراقلية”.بعد كل هذه الترجمات السريانية الكلاسيكية المُستخدمة في بلاد اللغة الآرامية وبقية المجتمعات السريانية في البلاد الأخرى، ظهرت “الترجمة السريانية الفلسطينية”. مُستخدمة اللهجة الآرامية الغربية الموجودة بالترجومات، قدمت هذه الترجمة نص العهد الجديد الى المسيحيين العبرانيين واليهود وبقية سُكان اسرائيل.

 

دخول المسيحية سوريا

 

كان هذا في أنطاكية السورية، ثالث أكبر مدينة في الإمبراطورية الرومانية، حينما دُعى أتباع الناصرى بـ “المسيحيين”[2]. على ضفاف نهر الأورانتيس إلى شمال الحدود اللبنانية، تُوجد انطاكية حيث مُلتقى سلالات بشرية كثيرة ومُمتزجة بدماء بعضهم. كانت الطبقات الرائدة في أنطاكية هي الهيلينية الخلفية، والمواطنين ذوى الأصل اليوناني.

 

مع بداية القرن الثانى، وفى طريقه للذهاب الى روما، يكتب أغناطيوس الأنطاكى – الذي يُسمى نفسه “أسقف سوريا”[3] – عدة رسائل باليونانية الى عدة كنائس وواحدة منهم الى بوليكاربوس. ومع نهاية القرن الثانى، نقرأ عن شخص من أسقفية أنطاكية يُدعى ثيؤفيلوس الأنطاكى، وهو الأب القديس المعروف، الذي رغم مولده في مناطق الفرات، غير انه تلقى تعليماً هيلينياً خالصاً، وأنتج هيكل مُتكامل من الكتابات الدفاعية باللغة اليونانية، لم يصلنا منها سوى القليل.

 

من كتابات هؤلاء الأشخاص، يتبين لنا انهم إستخدموا النص اليوناني للعهد الجديد، وليس ترجمة سيريانية. من خلال وصف إسحق الأنطاكى لأنطاكية أنها:”مدينة اليونانيين الواسعة”[4]، نستطيع إستيعاب عدم حاجة أغناطيوس وثيؤفيلوس لترجمة سيريانية، فهذه مدينة اليونانيين. ولكن، خارج هذه المُقاطعة، كانت لغة العامة هي اللغة السريانية . لا نستطيع تحديد معالم التاريخ المُبكر للكنيسة السريانية، فالمصادر التاريخية غير كافية. رغم هذا، نستطيع تتبع بعض الظلال التي تبدو في التاريخ وتُشير التي التطور المنهجى في الكنيسة السريانية .

 

نستطيع ان نعرف عن مراكز الكنيسة السريانية الأولية، انهم مدينتين: إديسا وأربيلا. إديسا، كانت مدينة شمالية، تقع في تركيا حالياً. طبقاً ليوسابيوس[5]، فالمسيحية قد دخلت إديسا في العصر الرسولى، فتسرد الرواية أن ملكها بعث برسالة للمسيح يطلب فيها المجىء لبلاده وشفاؤه، معترفاً بلاهوته، ولكن يرد المسيح قائلاً بأنه سيرُسل له أحد تلاميذه بعد فترة، وبالفعل يصل أحد التلاميذ الى إديسا ويُشفى الملك وتؤمن إديسا بالمسيح. هذا التقليد ايضاً نجده في وثيقة تُسمى “عقيدة عدّاى” The Doctrine Of Addai والتى ترجع إلى النصف الثانى من القرن الرابع.

 

هذه التقاليد تميل الى الأسطورة الأبوكريفية عنها الى الحقيقة، فمن الثابت أن أول دخول مسيحي عقيدى لإديسا هو دخول غنوسى هرطوقى. لدينا نموذج لهذا التحديد العقيدى في إديسا، وهو تاتيان الذي عاد الى سوريا في عام 172 م بعد ان تتلمذ على يد يوستينوس الشهيد في روما، وقد تم إبعاده عن الشركة في الكنيسة لأخطاء عقيدية، نحن لا نستطيع تحديد ماهيتها بكل تأكيد من مُعطيات التاريخ الكنسى. في هذه الأوقات قام تاتيان بتأليف كتابه “الرباعى” أو “الدياتسرون”.

 

و في نفس هذه الزمان، وفى كنيسة إديسا، ظهر شخص يُدعى بار دايسان βαρδησανης [6] وكان فيلسوفاً درس على يد كهنة وثنيين في هيرابوليس ثم إعتنق المسيحية في عام 180 م. كان هذا الشخص هو أول سورى نعرف عنه كتابة الأبحاث العقيدية مع إبنه هارمونيوس، ويُعد أول شخص في التاريخ يُقدم لنا ما نعرفه اليوم بإسم “ترانيم” Hymns. على جانب آخر، نجد يوسابيوس القيصرى يمدح في علم وإيمان هذا الشخص ومدى قوة تصديه للهراطقة[7]. غير أننا في مرحلة مُتقدمة، نرى العلماء السريان الأرثوذكس يُقدمون هذا الرجل على أنه غنوسى هرطوقى!!

 

كان من اللازم لمجتمع مسيحي بهذا النشاط، أن يتوفر لديه نص العهد الجديد بلغته الأساسية: السريانية . كشهادة لهذه الحِمية في تقديم نص العهد الجديد للغة السريانية، توفر بين أيدينا الآن عدة ترجمات سيريانية، هى:

 

  • الترجمة السريانية القديمة.

  • الترجمة السريانية البسيطة (البشيتا).

  • الترجمة السريانية الفيلوكسينية (و / أو) الهيراقلية.

  • الترجمة السريانية الفلسطينية.

 

غير أن هناك من العلماء من يعتبر الدياتسرون، الذي أعده تاتيان، هو ترجمة سيريانية لنص الأناجيل الأربعة. لا أتفق مع هذا الرأى لعدة أسباب:

 

  • الدياتسرون ليس ترجمة: لأننا نمتلك حقيقة سيريانية الدياتسرون بشكل نظرى فقط، أي انه لا يوجد اليوم مخطوطات سيريانية لنص الدياتسرون. بل المثير للشك حقاً، هو أننا نمتلك نصوص يونانية للدياتسرون، وفى الحقيقة هي أقدم النصوص التي تُقدم الدياتسرون. علماء كلاسيكيون إعتمدوا الرأى القائل بأن الأصل يونانياً مثل[8]: فون سودين، أدولف هارناك، فوجيلز، وآخرين غيرهم.

  • الدياتسرون ليس ترجمة لنص الأناجيل: فنحن لا نرى أمامنا ترجمة حرفية أو حتى غير حرفية لأى من نصوص الأناجيل الاربعة، بل نرى محاولة توفيقية لمزج نصوص الأربع أناجيل، وبالتالى فهو لا يُعتبر ترجمة بقدر ما يُعتبر عمل إزائى بحت. ولعل نظرة ثاقبة في التعليقات النصية، تُؤكد لنا ان غالبية العُلماء يُدرجونه في الشاهد الآبائى وليس في الشاهد السيريانى ضمن الترجمات.

 

هذه الأمور تجعل من اللازم أن نفحص واحد من أقدم الشواهد لنص العهد الجديد، الدياتسرون. ونظراً لأنه لا يوجد مصادر عديدة وكثيرة حول هذا الموضوع، فقد إعتمدت على كتابات بروس ميتزجر، بيتر هيد، وما ذُكِر عن الدياتسرون في القواميس والموسوعات العالمية.

 

الدياتسرون

 

باليونانية: δια τεσαρων “ديا تسرون”، وهو مُكون من شقين”ديا، تسرون” ويعنى حرفياً “خلال الأربعة” Through Four، أي خلال الأربعة أناجيل[9]. كان هدف تاتيان من عمل مُؤلفه هذا، هو عمل هو إزائية Harmony للأناجيل الأربعة[10]. وتتنوع المصادر واللغات التي تُقدم لنا نص الدياتسرون، غير أن الأهم نقدياً هو النصوص اليونانية.

 

يتوفر لنا نص الدياتسرون من خلال مصدرين رئيسيين، ومصادر أخرى ثانوية، هذين المصدرين هما:

 

  • تفسير إفرايم السرياني: وهو تفسير أعده هذا الأب القديس في القرن الرابع الميلادى للأناجيل الأربعة، إعتمد فيه على نص الدياتسرون. يتوفر هذا التفسير في مخطوطة سيريانية واحدة، تضم نحو ثلاثة أرباع هذا التفسير. ويُوجد له بعض الشظايا المُتفرقة في تفاسير أخرى باللغة السريانية، كما نجد له ترجمة أرمينية ايضاً. عرفنا أن افرايم إعتمد على نص الدياتسرون، من خلال إقتباس وضعه ديونسيوس إبن صليبا (ق. 12) لشخص يُدعى Isho’dad (850 م)، حيث ذكر فيه المعلومة[11].

  • الترجمة العربية: وهي ترجمة عربية، قام بها ابو الفرج عبد الله بن الطيب، في القرن العاشر، وهي مُتوفرة في مخطوطتين: بورجية، وفاتيكانية. النص السيريانى الذي إعتمد عليه أبو الفرج، هو لشخص يُدعى عيسى إبن على المُططبب (تُوفى في 873 م)، الذي كان تلميذاً لحُنين إبن إسحق.

 

مصادر الدياتسرون الرئيسية والفرعية، يُمكن تقسيمها الى مصادر شرقية ومصادر غربية، وتتنوع بين يونانية، سيريانية، فارسية، لاتينية قديمة، لاتينية، ألمانية، هولندية، وإنجليزية. الإشارة القوية والواضحة التي لاحظها العلماء في تدرج النصوص المُتوفرة، عدا اليونانية، من النص اللاتينى، جعلت العُلماء في حيرة من أمرهم! فتاتيان كان رجل شرقى سورى، عاش في روما لفترة ولكنه كتب الدياتسرون في سوريا بعد عودته. هل من المُمكن ان يكون النص الاصلى الذي كتبه تاتيان يكون لاتينى؟ التفرع الكبير والإختلاف الذي يصل في بعض الأحيان الى إختلاف جوهرى بين هذه النصوص، هل يذهب بنا الى التفكير في أن هذه النصوص لا تُقدم نص الدياتسرون وإنما مبنية عليه؟ لا أحد يعرف…

 

مصادر الدياتسرون

 

مصادر الدياتسرون التفصيلية يُقسمها العلماء جُغرافياً:

 

  • الشواهد الشرقية

  • الشواهد الغربية

 

الشواهد الشرقية

 

النص اليوناني: وهي قطعة مُتهرئة طولها أربع بوصات مُربعة، وتحتوى على كتابةً يونانية لأربعة عشر سطر على وجه واحد فقط. ظهرت هذه القُصاصة للنور في عام 1933 أثناء التنقيب في إحدى المُدن السورية القديمة كانت تُسمى بومباى. ميزة هذه القُصاصة أنها تفترق عن النص الأصلى بما لا يزيد عن ثمانين عاماً. فهذه المدينة خضعت للحكم الفارسى في منتصف القرن الثالث. هذه القصاصة تمزقت من ناحية الهامش الأيسر، وبداية كل سطر مفقود منها تقريباً، رغم انه من السهل إعادة تكوين هذه الحروف المفقودة. وفيما يلى نصها[12]:

 

“أم إبنى زبدى وسالومى، وزوجات الذين تبعوه من الجليل حتى شهدوا الصلب. وكان يوم الإستعداد، فالسبت كان قريب. وحينما جاء مساء يوم الإستعداد، اليوم الذي يسبق السبت، جاء رجل، عضواً في المجمع من الرامة، مدينة في اليهودية، يُسمى يوسف، طيب وتقى، تلميذاً ليسوع ولكن سراً لخوفه من اليهود. وكان يطلب ملكوت الله، وهذا الرجل لم يوافق على أغراضهم”.

 

تشهد هذه القطعة للشواهد الآتية من نص الأناجيل (تدريجياً):

 

مت 27: 56 , مر 15: 40 , لو 23: 49 , لو 23: 54 , مت 27: 57 , مر 15: 42 , مت 27: 57 , لو 23: 50 , مت 27: 57 , لو 23: 51 , يو 19: 38 , مت 27: 57 , لو 23: 51.

 

تفسير إفرايم: كتبه افرايم في عام 373 م، والأهمية الاولى لهذا التفسير قبل ان يكون تفسيراً كتابياً آبائياً، هي أنه يُقدم أكبر كم من النص السرياني للدياتسرون. ويتوفر هذا التفسير في مخطوطة سيريانية وترجمة أخرى أرمينية. الأرمينية يوجد منها مخطوطتين ترجعان الى عام 1195 م بالتحديد، ويُمثلان “تنقيح نقدى” Recension مُختلفين. الأولى والتى يُرمز لها بالحرف A باللغة الأرمينية القديمة، والثانية والتى يُرمز لها بالحرف B باللغة الأرمينية الحديثة[13].

 

حديثاً، ومنذ عام 1963، أصبح نحو 60 % من نص تفسير إفرايم مُتوفر بلغته السريانية في مخطوطة سيريانية مُكونة من 65 رقاً، كان يمتلكها السير تشيستر بيتى، وقد أرخها مُنقحها الى نهاية القرن الخامس أو بداية القرن السادس. ومن مُراجعة النص الأرمينى على النص السيريانى، يتضح لنا ان الترجمة هي ترجمة أمينة ودقيقة بنسبة عالية جداً. هذه الترجمة، مع بقية الإقتباسات الآبائية من نص الدياتسرون، تجعلنا نستطيع إعادة تكوين النص السرياني للدياتسرون بنسبة عالية جداً.

 

هناك مخطوطة أخرى في مكتبة الفاتيكان تُسمى Borgia Syriaca 82، حققها ونشرها العالم باردا Baarda في ستينات القرن الماضى.

 

النص العربي: يتوفر النص العربي للدياتسرون في نحو خمس مخطوطات كاملة أو متجزأة، وبعض القصاصات المُتفرقة في متاحف بيروت. هذه المخطوطات هي كما يلى:

 

  • المخطوطة A: وهي المخطوطة رقم 14 عربي في مكتبة الفاتيكان، أحضرها من الشرق الى الفاتيكان شخص يُدعى جوزيف آسيمانى J. S. Assemani في عام 1719، وتُؤرخ غالباً الى القرن الثانى عشر، أو بدايات القرن الثالث عشر. غير أن العالم الشهير في اللغات القديمة كاهل Kahle، أرجعها الى القرن الرابع عشر. هذه المخطوطة كانت مُكونة حين كُتبت من 125 رق، ولكن فُقد منها الرق رقم 17 والرق رقم 118، والرقوق 1 – 7 مُتقطعة.

  • المخطوطة B: وهي المخطوطة 250 عربي في مكتبة الفاتيكان، كان يمتلكها حليم دوس، أحد مشاهير الكاثوليك الأقباط، وأهداها الى أحد متاحف روما في عام 1896 يُسمى Museum Brogianum De Propaganda Fide. تُقدم الرقوق 1 – 85 من هذه المخطوطة، مُقدمة عامة للأربع أناجيل، ثم الرقوق 96 – 353 تُقدم النص العربي للدياتسرون. هذه المخطوطة عادةً ما يُؤرخها العلماء للقرن الرابع عشر، ولكن بإستخدام الباليوجرافى، أكد كاهل أنها لا ترجع بأى حال من الأحوال الى ما قبل القرن السادس عشر.

  • المخطوطة E: وهي المخطوطة رقم 202 من مكتبة البطريركية الأرثوذكسية القبطية في القاهرة , تتكون من 114 رق وترجع الى عام 1795. ويبدو من شكل خطها أن ناسخها ناسخ مُهمل جداً جداً! ويوجد بها بعض العبارات العامية في كل رق من رقوقها.

  • المخطوطة O: وهي المخطوطة رقم 163 عربي في مكتبة جامعة اوكسفورد، وتحتوى على ثلاث نصوص مسيحية: مقدمة للأناجيل في الرقوق 5 – 31، مُوجز للحقائق المسيحية في الرقوق 41 – 288، ثم النص العربي للدياتسرون في الرقوق 140 – 288. ترجع هذه المخطوطة الى عام 1806، وتتفق في نصها مع المخطوطة E أكثر من بقية المخطوطات.

  • مخطوطة محلية: وهي المخطوطة رقم 1020 من مكتبة القديس بولس بالقاهرة، كُتبت في عام 1797، ولم يتم دراستها أو تحقيقها حتى الآن.

  • قصاصات أخرى: منها ما هو موجود في بيروت على شكل شظايا متفرقة , كانوا في الأصل اجزاء من مخطوطة كُتبت في الشهر السابع من عام 1332. تتفق هذه المخطوطات مع المخطوطة A أكثر من البقية. كما من المُحتمل وجود بعض القصاصات التي تنتمى الى الدياتسرون في مكتبة المخطوطات الخاصة ببطريركية الروم الأرثوذكس بالإسكندرية.

 

نشر النص القياسى للنص العربي للدياتسرون، العالم الكاردينال الكاثوليكى اغسطينوس كياسكا Agostino Ciasca في القرن التاسع عشر، عن المخطوطتين A وB، وقد قام بترجمة النص الى اللغة اللاتينية[14]. ويعيب هذه الترجمة اللاتينية، أنه كان أحياناً يعمد الى إستخدام ألفاظ الفلجاتا اللاتينية، بدلاً من ترجمة النص العربي الحرفى. وقد تم ترجمة النص العربي أكثر من مرة الى الإنجليزية في إصدارات نقدية، أصدرها العلماء هيل[15] Hill وهوج[16]Hogg. كما نشر النص للألمانية العالم Preuschen وللفرنسية Marmardji[17].

 

يُقدم النص العربي شكلين للدياتسرون، الشكل الأول يحتوى على سلسلتى أنساب المسيح عند بداية النص: النسب بحسب متى في الفصل الثانى، والنسب بحسب لوقا في الفصل الرابع. الشكل الثانى يحتوى سلسلتى النسب في نهاية نص الدياتسرون، كمُلحق للنص. في الشكل الأول نجد أن أسماء الإنجيليين الأربعة تُختصر أسمائهم الى حرفين وفى الشكل الثانى تُختصر أسمائهم الى حرف واحد. من خلال هذه المُلاحظات وغيرها، إستطاع العلماء التأكد من ان المخطوطة A وقصاصات بيروت ينتميان الى نفس المصدر، بينما المخطوطات B E O ينتميان الى مصدر آخر.

 

فى الحقيقة، فإن المشاكل الموجودة بنص الدياتسرون العربي حول منشأ الشكلين النصيين والعلاقة بينهم، وعلاقتهم بالنص السرياني، جعلت العالم كاهل يُقر بأننا لا نستطيع إعادة تكوين النص الأصلى للترجمة العربية لنص الدياتسورن[18]!

 

حال النص العربي للدياتسرون، جعل غالبية نُقاد النص يعتبرونه “اسوأ نص للدياتسرون”[19]! ويُعلل ميتزجر الأسباب كما يلى[20]:

 

  • النص العربي تمت ترجمته عن نص سرياني إختلط كثيراً بنص الترجمة السريانية البسيطة، جعل العلامات والمُميزات الخاصة بالترجمة السريانية القديمة – المُحتمل ان تكون هي ترجمة الدياتسرون – تتشوه وتضيع معالمها.

  • أو ان يكون النص العربي بعد ان تمت ترجمته عن الدياتسرون، تمت مُراجعته وتنقيحه على نص الترجمة السريانية البسيطة (البشيتا).

 

غير انه من الأمانة العلمية ان نُشير الى رأى العالم Baumstark (فى مُراجعته للنص الفرنسى)، الذي ينتهى الى وجود خلافات كثيرة بين النص العربي للدياتسرون والترجمة السريانية البسيطة، ويذهب الى أكثر من ذلك بإعلانه، أن النص العربي للدياتسرون يتفق تمام الإتفاق مع نصى المخطوطتين السريانية السينائية والسريانية الكاترونية، المخطوطتين اللتين تُمثلان نص الترجمة السريانية القديمة!

 

النص الفارسى: وهو نص فارسى مُترجم عن النص السرياني للدياتسرون، تُقدمه لنا مخطوطة واحدة فقط هي المخطوطة 81 من القسم 17 في المكتبة اللورانتية بمدينة فلرونسا في إيطاليا. هذا النص يُمثل آخر مرحلة تطورية لنص الدياتسرون، وهو – في نفس الوقت – آخر نص يستحق الدراسة في تقديم نص الدياتسرون. وبالرغم من آن آسيمانى قدم وصفاً لهذه المخطوطة في عام 1742، وبالرغم من ان بيزى فعل الأمر نفسه في عام 1886، غير أن هذا النص لم يُنشر حتى منتصف القرن العشرين! حيث جاء أحد العلماء يُدعى Giuseppe Messina وقام بنشر النص الفارسى، وبجواره ترجمة لاتينية في كل صفحة مُقابلة للنص الفارسى، وقام بعمل مقدمة مُطولة عن الدياتسرون وتاريخ نصه. يُوجد بهذه المخطوطة إشارة الى أنها نُسخت في عام 1547 بواسطة كاهن قبطى يُدعى إبراهيم بن الشماس عبدالله، نقلاً عن مخطوطة أقدم ترجع للقرن الثالث عشر. تكونت هذه المخطوطة في الأصل من 128 رقاً ولكن فُقد منها الرق الأول.

 

هذه المخطوطة الأقدم – التي نُقلت عنها المخطوطة المُتوفرة حالياً – قام بنسخها شخص يُدعى يؤانس عز الدين، وقد حاول نسب هذا العمل الى نفسه، وتمنى لو أن القارىء يستطيع ينخدع بخدعته، غير أن العالم Messina تأكد ان كاتب النص الفارسى الأقدم، إعتمد على مصدرين سيريانيين في صياغة نصه الفارسى.

 

الدياتسرون الفارسى ينقسم الى أربعة أقسام رئيسية، يحتوى القسم الأول على 71 مقطع، والثانى على 61 مقطع، والثالث على 60 مقطع، والرابع على 58 مقطع. ورغم تأخر ظهور النص الفارسى لنص الدياتسرون، فإن العالم Messina إستطاع إثبات قِدم هذا النص من خلال بعض الدلائل، نوجزها قى نقطتين[21]:

 

  • وجود نصوص كثيرة وفى أماكن متعددة تتفق مع نص الترجمة السريانية القديمة، وتختلف مع نص الترجمة السريانية البسيطة.

  • وجود نصوص وأخبار غريبة عن نص الأربع أناجيل، مأخوذة عن أعمال أبوكريفية، مما يُشير الى ان هذا النص تم إنجازه في عصر ما قبل قياسية تقنين الأسفار، أي عصر مُبكر جداً.

 

غير ان هذه الآراء لم تستطع إقناع العلماء، في ظل غياب دليل وثائقى في الفترات المُبكرة. وقد كان هناك رأى لعالم في الفنون الأثرية يُدعى Nordenfalk، يتعلق بأحد الرسوم الموجودة بنهاية المخطوطة، وقال ان هذا الرسم يعود الى القرن الثانى , ولكنه تراجع عن قوله هذا مُؤخراً[22].

 

و من خلال عرض ميتزجر لنحو 100 قراءة غريبة عن نص الدياتسرون، نستطيع ان نقول معه، بأن النص الفارسى للدياتسرون هو بالفعل عمل آخر غير الدياتسرون، ولكنه إعتمد على الدياتسرون بشكل كبير جداً[23].

 

مصادر أخرى: هناك عدة مصادر أخرى نستطيع ان نعتبرها مصادر ثانوية وفرعية مثل:

 

  • إستشهادات آبائية من نص الأناجيل خاصةً الآباء السيريان والأرمن، مثل أفراهاط، افرايم السرياني (فى أعمال أخرى غير التفسير)، رابولا، آجاثانجيلوس، إيزنيك، ماروثا، بالإضافة الى أعمال الشهداء الفُرس.

  • الترجمة الأرمينية القديمة والترجمة الجيورجية القديمة للأناجيل.

  • بعض الترجمات العربية لنصوص الأربع أناجيل، ولنصوص بعض الليتورجيات الشرقية خاصةً نص مت 19 في طقس الزواج في ليتورجيات الكنيسة القبطية والسريانية .

  • بعض الإقتباسات في النصوص المانوية[24].

  • بعض الشظايا النصية لإحدى مخطوطات كتب القراءات الكنسية.

 

الشواهد الغربية

 

النص اللاتينى: ومخطوطته الرئيسية هي المخطوطة Fuldensis. تُعتبر هذه المخطوطة اللاتينية، هي أهم المصادر الغربية التي تُقدم نص الدياتسرون، وهي محفوظة في مكتبة Landes في مدينة فولدا Fulda بألمانيا. كُتبت في منتصف القرن السادس في مدينة كابوا بأمر من فيكتور أسقف المدينة. بعد ذلك أقتناها أحد القديسيين الرومان يُدعى بونيفيس، حيث قدمها الى رئيس رهبنة البنديكتيين في فولدا بألمانيا في منتصف القرن الثامن. تحتوى هذه المخطوطة على نص العهد الجديد بالترجمة اللاتينية الفلجاتا، حيث تُعتبر من أهم شواهد الفلجاتا، ولكن بدلاً من وجود نص كل إنجيل ويليه الإنجيل التالى، فهى تضع نص الدياتسرون (الشكل الإزائى للأربع أناجيل) وليس بالفلجاتا ولكن بالترجمة اللاتينية القديمة. وهناك مخطوطتين أخريتين وهما مخطوطتين لاتينيتين في ميونخ هما 23977 و10025.

 

كان العالم فوجيلز، هو أول من آثار الإنتباه لهاتين المخطوطتين. وقد ذهب فوجيلز الى ان أول نص للأناجيل يتداول في الغرب عامةً وروما بصفة خاصة، هو النص اللاتينى للدياتسرون. ورغم ان هناك مُعارضين كثيرين لهذا الرأى، غير ان عاملين هامين يُقويان رأى فوجيلز في نظرى:

 

  • النص اللاتينى في المخطوطة الفولدية للدياتسرون، هو باللغة اللاتينية القديمة، وبهذا يُمكن ان يكون هذا النص، نشأ موازياً لنص اللاتينية القديمة، وربما سبقها.

  • وجود عدة أعمال إزائية للأناجيل باللغات الأوربية في العصور الوسيطة، يُوحى بتداول الدياتسرون في الغرب في وقت مُبكر جداً مثل: الإيطالية القديمة، الفرنسية القديمة، والإنجليزية الوسيطة.

 

النص الألمانى: هناك عدد كبير من الأعمال الإزائية للأربع أناجيل تداولت في ألمانيا بعدة لهجات ظهرت مُؤخراً. أقدم هذه الأعمال هو المُقدم بالألمانية القديمة، والتى تميل الى الفرنكشية الشرقية في مخطوطة ترجع الى النصف الثانى من القرن التاسع. ومن نوادر القدر، أن يكون النص الذي تُرجمت عنه هذه المخطوطة هو المخطوطة اللاتينية الفلودية!!

 

ينقسم تقليد النصوص الإزائية في ألمانيا الى ثلاث مجموعات:

 

  • المجموعة الأولى: وتضم المخطوطة Cg 532 بميونيخ (ق. 14)، والمخطوطة C 170 بزيوريخ (ق. 13)، وهي تُمثل التقليد الألمانى المُمتزج بالتقليد الهولندى القديم للنصوص الإزائية.

  • المجموعة الثانية: وهي مجموعة قُصاصات تُسمى بـ Schonbacher، نسبةً الى مُحققها Anton Schonbach، من القرن الرابع عشر في مدينة جراز. وهي تُقدم نصاً مُترجماً عن نص لاتينى متأثر بقوة بنص الفلجاتا

  • المجموعة الثالثة: مجموعة من القصاصات الموجودة بمكتبة دير ألمانى يُسمى Himmelgarten قرب مدينة Nordhausen في ألمانيا.

 

و رغم أن هذه الأعمال الألمانية لا نستطيع ان نُصنفها كنصوص مُترجمة للدياتسرون، ولكنها تشهد لتأثير الدياتسرون بها، إبتداءً من فكرة كتابتها وحتى في تقليدها النصى. كما أن هناك مخطوطات ألمانية للأناجيل الأربعة، تُظهر تأثراً واضحاً بنص الدياتسرون، خاصةً في أحداث آلام المسيح.

 

النص الهولندى: تُقدم تسعة مخطوطات هولندية من القرن الثالث عشر الى الخامس عشر، النص الهولندى لبعض أعمال إزائية الاناجيل، وقد تم تحقيق ونشر خمسة منها فقط:

 

  • إزائية ليجى Liege: وهو أقدم نص هولندى والأكثر تأثراً بنص الدياتسرون. كُتب في القرن الثالث عشر في لهجة شرقية تُسمى Limburg، وقريب جداً للنص الذي قام بعمله ويلم فان، رئيس رهبنة البنديكتيين في نهاية القرن الثالث عشر. هذا النص محفوظ حالياً في جامعة ليجى تحت رقم 437.

  • إزائية شتوتجارت Stuttgart: وهو نص إزائى كُتب في عام 1332 بواسطة شخص يُدعى فرانس سكافيجن Franse Scavijn، وقد إعتمد على ترجمة هولندية للكتاب المقدس متأثرة بالفلجاتا.

  • إزائية هارين Haaren: وهي مخطوطة صغيرة محفوظة في مكتبة سيمنار هارين في مقاطعة شمال برابنت، كُتب في عام 1400 تقريباً، ونصها شبه مُتطابق مع إزائية شتوتجارت.

  • إزائية كامبرديج Cambridge: وهي مخطوطة رقم Dd 12.25 في مكتبة جامعة كامبردج، كتبها ناسخين عاشوا في النصف الأول من القرن الرابع عشر. كُتبت – كما يبدو عليها – في أحد الأديرة في برابنت .

  • إزائية جرافينهيج Gravenhage: مُتوفرة في مخطوطة محفوظة بالمكتبة الملكية في هاجيو تحت رقم 421. كُتبت في عام 1473.

 

النص الإيطالى: مُتوفر في إزائيتين من القرنين الثالث عشر والرابع عشر، واحدة باللهجة التوسكانية في 24 مخطوطة، والأخرى باللهجة الفينيتية في مخطوطة واحدة فقط.

 

النص الإنجليزى: متوفر في مخطوطة واحدة فقط موجودة في كلية مريم المجدلية بجامعة كامبريدج تحت رقم 2498 من مخطوطات صمويل بيبيس Samuel Pepys، وترجع لعام 1400 م. ومن وجود كلمات فرنسية في النص، يتضح ان هذه الإزائية تُرجمت عن نص فرنسى، والذى بدوره يعتمد على نص لاتينى.

 

نص زكريا بيسانكون: وهو من علماء الكنيسة في الغرب، وعلى هذا النص إعتمد في تقديم شرحه للأناجيل الاربعة خلال النصف الأول من القرن الثانى عشر. هذا النص الإزائى هو أقدم النصوص الإزائية التي وصلتنا من العصر الوسيط.

 

يُمكننا تلخيص مصادر الدياتسرون، في كلمات قاموس اكسفورد للكنيسة المسيحية، كما يلى[25]:

 

“إصدار للأربع أناجيل في سرد متوالى، أُعد بواسطة تاتيان في 150 – 160 م. تداول بإنتشار في الكنائس التي تتحدث السريانية منذ تاريخ مُبكر، حيث أصبح النص القياسى للأناجيل حتى القرن الخامس، حيث وُجدت الأناجيل الأربعة منفصلة. لغته الأصلية كانت السريانية، أو اليونانية، أو (كما يعتقد ف. س. بركيت) اللاتينية. إن نشره في القرن الثانى، هو شهادة ملحوظة للسلطة التي تمتعت بها الأربع أناجيل. معرفتنا بتكوينه تنحدر بشكل أساسى من ست مصادر:

 

1- التعليق عليه بواسطة القديس افرايم السيريانى في القرن الرابع، يتوفر بكامله فقط في ترجمته الأرمينية، ونُشر بواسطةً الآباء الميشتارسيين في عام 1836. جزء كبير من النص السيريانى تمتلكه مكتبة تشيستر بيتى ونُشر في عام 1963.

2- إزائية عربية متوفرة في خمس مخطوطات، قيمتها الأكبر في تسلسل النص أكثر من النص نفسه (الذى تكيف مع البشيتا).

3- أزائية فارسية، تُرجمت ايضاً من السريانية، ومتوفرة في مخطوطة واحدة.

4- المخطوطة اللاتينية Fuldensis، حيث حُفظ تسلسل الدياتسرون، رغم ان النص تم تقريبه لنص الفلجاتا.

5- عدد من أزائيات الأناجيل من العصور الوسطى، أهمها بالهولندية الوسطى المعروف بـ “دياتسرون ليجى”.

6- قصاصة بردية يونانية قصيرة تحتوى على 14 سطر غير كاملين، تحتوى على قصة طلب جسد المسيح بواسطة يوسف الرامى. هذه القصاصة التي وُجدت في بومباى ودُرست في جامعة يال Yale في عام 1933، دعمت الفكر لأن يكون الدياتسرون كُون بالأصل باللغة اليونانية.

 

مشكلات الدياتسرون

 

ان الدراسات والأبحاث الكثيرة والمُتشابكة التي تمت على نص الدياتسرون، قادت العلماء الى كثير من التفرعات، لأمور ثانوية متعلقة بالدياتسرون. بل إنك لو نظرت الى عرضنا السابق لنصوص الدياتسرون، ستجدنا تفرعنا الى نصوص هي ليست نص الدياتسرون، ولكن بُنيت عليه. فالبرغم من أن النص الأرمينى نُشر في عام 1836، غير ان الفاصل بين تاريخ هذا الإصدار، وبين تاريخ الإصدار التالى الذي انتشر في العالم كله، كان نصف قرن من الزمان! سنوات أخرى كثيرة تمر، حتى يستطيع العلماء تحديد أهمية نص الدياتسرون، ومدى إمكانية إستغلاله وإستثماره في علم النقد النصى.

 

كانت أهم الأسئلة التي يجب ان يتصدى لها العلماء: هل قام تاتيان بتأليف عمل أسماه الدياتسرون؟! كان صاحب كتاب “الدين الخارق للطبيعة” Supernatural Religion – المُحتمل ان يكون هو العالم كاسيلز – قد وضع بعض البراهين والأدلة، التي رآها تنفى الثقة تماماً عن أقوال يوسابيوس القيصرى وثيؤدوريت (أكثر الآباء الذين تكلموا عن الدياتسرون)، كان هذا في عام 1874. ثم يهب العالم المسيحي الكلاسيكى لايتفوت[26] ليقولها صريحةً، لا يوجد دليل غير مرفوض على تأليف تاتيان لنص الدياتسرون الموجود حالياً. ثم يعود بعد عدة سنوات، ليُعلن انه تسرع في حكمه، وأنه سينتظر لإتقانه الأرمينية اولاً، ثم يُعيد الدراسة[27].

 

جهود جبارة وعظيمة، بُذلت من علماء المسيحية، لإعادة تكوين النص الأصلى للدياتسرون. وقد إستطاع العلماء تقسيم البحث في الدياتسرون الى فرعين: النص، التسلسل. فعن النص يقصدون النص الحرفى للدياتسرون، وعن التسلسل يقصدون السرد القصصى بحسب التسلسل الذي إتبعه تاتيان. المخطوطة اللاتينية الرئيسية والنص العربي للدياتسرون – كمثال – يقدمون الشكل التسلسلى السليم بحسب الشكل الذي وضعه تاتيان، ولكن على الجانب الآخر، لا يُقدمون التدقيق النصى لكلمات تاتيان. فنحن نرى النص اللاتينى مُفلجت، أي تحول لنص الفلجاتا، بدلاً من نص اللاتينية القديمة، وايضاً نرى الأساس السرياني للنص العربي للدياتسرون يغلب عليه طابع الترجمة السريانية البسيطة (البشيتا)، بدلاً من الترجمة السريانية القديمة التي كانت أساس الدياتسرون. لذا، فهذين الشاهدين، لا يُمكن إستخدامهم نصياً، ولكن يمكن إستغلالهم بصورة رائعة في إعادة تكوين الشكل العام لنص الدياتسرون.

 

على الجانب الآخر، فهناك نصوص أخرى تخرج عن الشكل التسلسلى العام للدياتسرون، ولكنها تُقدم لنا ذات التقليد النصى الحرفى لنص الدياتسرون، نُقلت لنا في السريانية القديمة واللاتينية القديمة: مثل النصوص الإنجيلية المُقتبسة في كتابات افراهاط، الترجمتين الجيورجية والأرمينية، والكتابات المانوية. وعلينا ان نُلاحظ أن العلماء يقبلون القراءات العربية في الدياتسرون حتى لو تشابهت مع نص البشيتا، في حالة واحدة، وهي ان تتفق نص الترجمة السريانية القديمة مع هذه القراءات. في هذه الحالة القراءة لن تكون بشيتية (اى منشأها البشيتا)، ولكنها ستكون أقدم من نص البشيتا لإتفاقها مع نص الترجمة السريانية القديمة. واذا أضفنا إتفاق تفسير افرايم وبقية الشواهد، فإن البرهان يستحق أن نُسميه مع ميتزجر “إلزام ساحق”[28]، أي إلزام ساحق لقبول القراءة كأصيلة في النص الاصلى للدياتسرون.

 

و من ضمن أهم المشاكل الخاصة بنص الدياتسرون، هو التناقض بين النصوص حول مطلع الدياتسرون. إبن الصليبى يشهد أن الدياتسرون يفتتح بنصوص من إنجيل يوحنا، ويتفق تفسير افرايم مع هذه الشهادة. ولكننا نرى شواهد أخرى تناقض هذه الشهادة، فالنص العربي والنص الفارسى يبدآن بنصوص من إنجيل مرقس، والمخطوطة اللاتينية الرئيسية تبدأ بنصوص من إنجيل لوقا!! عبر دراسات تحليلة ومُعقدة لن تهم القارىء، إستطاع العلماء التأكد من ان النص العربي والمخطوطة اللاتينية الرئيسية، تعرضوا لتغير طفيف في هيكل النص، وليست الطفافة في حرفية النص.

 

مشكلة أخرى تُواجهنا، وهي إطلاق فيكتور الذي من كابوا على الدياتسرون، تعبير لاتينى هو: diapente، ويعنى تحديداً “الفاصلة الخامسة”[29]. هذا التعبير حيّر العلماء كثيراً، فماذا قصد فيكتور بهذا التعبير؟ لا نستطيع إعطاء جواباً على وجه الدقة، ولكن مُحاولات تفسيرية من العلماء يُمكن ان تزيل بعض الغموض.

 

قدم بعض العلُماء (مثل: جروتيوس، ميل، بومشتارك، بيترز، وكويسبل) رؤية نقدية، فحواها أنه بالإضافة الى الأربعة أناجيل القانونية، فإن تاتيان إستخدم مصدر خامس. وإنقسموا حول ماهية هذا المصدر، فبعضهم ذهب الى انه ما يُسمى بـ “إنجيل العبرانيين”، والبعض الآخر ذهب الى انه مصدر سابق على الأناجيل كان يختص بيعقوب، وهو في نظرهم شىء ما يُشبه نظرية إنجيل Q الحديثة. فيما ذهب زاهن، العالم الآبائى الكبير، إلى إعتبار كلام فيكتور هذا أنه مثل “سهم ساقط” lapsus calami لا يجب أخذه محمل الجد!

 

وخرج علينا عالم آخر يُدعى إسحق كاسيوبون، طرح نظرية لفتت نظرى. مفاد نظريته، أن التعبير diapente، هو تعبير موسيقى بحت، شرحه تفصيلاً العالم الفرنسى بولجيانى. قال بولجيانى أن التعبيرين δια τεσαρων “دياتسرون” وδια τεητε “اللفظ اليوناني للتعبير اللاتينى diapente الفاصلة الخامسة”، هما لفظين فنيين أُستخدما قديماً في علوم الموسيقى. فالأول يُشير الى ثلاث فواصل لأربع عبارات، والثانى يُشير الى أربع فواصل لخمس عبارات. على هذا الأساس، فسر كاسيوبون عبارة فيكتور على انها تُشير الى أن “إزائية تاتيان” للأربع بشارات لا تدخل في نطاق أربع عبارات مُنفصلة، ولكن اربع عناصر أساسية لهذه السيمفونية الإزائية المُسماة “الدياتسرون”.

 

و ننتقل الى نقطة أخرى، وهي علاقة نص الدياتسرون بنص ما يُسمى بـ “إنجيل توما”. يعتمد نص إنجيل توما بكل لغاته على مصادر ذات علاقات مسيحية – يهودية، تماماً مثل نص ما يُسمى بـ “إنجيل العبرانيين”، الذي إعتقد بعض العلماء انه هو المصدر الخامس، الذي اشار إليه فيكتور، بحسب فهمهم لتعبيره. قدم العالم باردا، الذي تحدثنا عنه سابقاً , جدولاً يحتوى على 130 قراءة، يتشابه فيها نص الدياتسرون بنص ما يُسمى بـ إنجيل توما. يتفوق النص العربي للدياتسرون بنحو 60 قراءة، ويليه النص الفارسى ونص ليجى بـ 50 قراءة لكل منهما، ويأتى في المقام الثالث، النص التوسكانى والفينيتى بثلاثين قراءة لكل منهما. وقد قام كويسبل بعمل دراسة، نُشرت في دورية الأدب الكتابى، أسماها:”تاتيان اللاتينى، أو إنجيل توما في ليمبرج”، وافق فيها إعتقادات باردا وأكد أن تاتيان وكاتب إنجيل توما إستخدما نفس المصادر المسيحية – اليهودية.

 

أما أهم مشكلة واجهت العلماء حول نص الدياتسرون هى: ما هي اللغة الأصلية التي كُتب بها نص الدياتسرون؟! سؤال مرتبط بشكل وثيق بسؤال آخر: أين كتب تاتيان نص الدياتسرون؟! إعتقد الكثير من العلماء أن تاتيان كتب الدياتسرون اولاً باليونانية، ثم تمت ترجمته الى السريانية فيما بعد، مثل: هارناك، فون سودين، برويسشين، جوليشر، لاجرانج، ليك، وآخرون. بينما إعتنق علماء آخرين، الرأى القائل بأن تاتيان كتب الدياتسرون بلغته السريانية، مثل: زاهن، هجيلت، بلويج، بومشتارك، بيترز، كاهل، فوباس، وآخرون. إن كان تاتيان قام بالتأليف مُباشرة بالسريانية، فهل إستخدم الترجمة السريانية القديمة؟ أم انه قام بالعمل بأكمله عن النصوص اليونانية؟ أم ان ما ذهب إليه بوركيت، من أن مُؤلف مجهول قام بعمل إزائية باللاتينية القديمة في روما، وإقتنى تاتيان منها نُسخة وحينما رجع لسوريا قام بترجمتها للسيريانية، هو الرأى الصحيح؟

 

لصالح أولية النص اليوناني، لدينا عدة أدلة، نُوجزها في النقاط التالية:

 

  • العنوان “ديا تسرون” هو لفظ يوناني بحت، معروف حتى للسيريانيين.

  • صمت يوسابيوس عن ذكر أي معلومة تخص أولية التأليف السورية.

  • التأثير المُباشر والكبير، الذي فعله نص الدياتسرون في الغرب على نص الأربع اناجيل، يستبعد أولية النص السرياني.

 

ولصالح أولية النص السرياني، لدينا عدة أدلة:

 

  • عدم ذكر الآباء اليونان واللاتين الأكثر قِدماً لنص الدياتسرون، ولكنهم يذكرون تاتيان وأعماله اليونانية. منهم: ايريناؤس، ترتيليان، اكليمندس السكندرى، اوريجانيوس، وجيروم.

  • الإنتشار الواسع لنص الدياتسرون في سوريا[30].

  • وجود نصوص مُترجمة للدياتسرون في الشرق والغرب، تُوحى بإستنادها على نصوص سيريانية.

 

حتى إكتشاف القصاصة اليونانية، ورغم قِصر الفارق الزمنى بينها وبين الأصل، فإنها لا تستطيع إثبات أولية النص اليوناني. ولكن كان هناك محاولات علمية جادة، أثرت الدراسات الحديث عن الدياتسرون. فقد لاحظ العالم بوركيت ان هناك خلافاً بين النص اليوناني للدياتسرون ونص الترجمة السريانية القديمة، حول لو 23: 51. فالأول يقرأ النص “ملكوت الله”، بينما الثانية تقرأ النص “ملكوت السماوات”. لاحظ ايضاً ان الشق الأول من نفس العدد، تعرض الى إعادة صياغة في الترجمة السريانية القديمة، بينما لم يحدث في النص اليوناني.

 

آخر مشكلة سنتعرض لها – أثرت بشكل كبير على الفهم اللاهوتي لنص الدياتسرون – هي هرطقة تاتيان. فما هي بالتحديد هرطقة تاتيان؟! وهل كان تاتيان مُهرطقاً من البداية، أم انه إنحرف عن الإيمان في منتصف حياته؟! وإلى أي مدى أثرت هرطقته هذه على نص الدياتسرون؟! كثير من العلماء إعتبروا تاتيان غنوسى فالانتينى (نسبة الى فالانتينوس)، غير أننا نجد في خطابه لليونانيين، الكثير من التصريحات التي تنفى عنه شبهة الغنوسية. وهناك آخرين إتهموه بالأفلاطونية المُتوسطة، ولكننا لا نجد في كتاباته ما يُشير الى حتى تعمقه بالفلسفة، وليس إعتناقه المذهب الأفلاطونى. نستطيع ان نصف تاتيان أنه مسيحي إنتقائى راديكالى، يبدو فكره وكأنه يعتنق الزهد المُتقشف طوال حياته. نعلم عن تاتيان ايضاً أنه درّس لكليمندس السكندرى، أثناء ذهابه لروما، حيث إستقر فترة في الإسكندرية أو اليونان، ثم رجع الى Mesopotamia حيث خرج عن الكنيسة المسيحية، وأسس جماعة تُسمى “الإنكارتيين” Encratites أي “المُتحكمين بأنفسهم”[31]. كانت هذه الجماعة التي أسسها تاتيان , تؤمن ان الزواج خطيئة، وحرموا إستخدام اللحوم والخمور في أي شىء في الحياة وبأى شكل، حتى إنهم إستخدموا الماء بدلاً من عصير العنب في سر الإفخارستيا.

 

هناك قراءات في نصوص الدياتسرون،, تؤيد هذا الفكر، سأذكر فيما يلى بعضاً منها:

 

1- ” فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً” (مت 1: 19) , قام تاتيان بتلاشى الإشارة الى أن يوسف هو زوج القديسة العذراء مريم، فظهر النص هكذا:”يوسف، لأنه كان مُجرد رجل”، هذا في نص تفسير افرايم، النص الفارسى، والنص الفينيتى.

2- ” وَكَانَتْ نَبِيَّةٌ حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيلَ مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ وَهِيَ مُتَقّدِّمَةٌ فِي أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ قَدْ عَاشَتْ مَعَ زَوْجٍ سَبْعَ سِنِينَ بَعْدَ بُكُورِيَّتِهَا” (لو 2: 36)، تحولت السبع سنين، بقدرة قادر، الى سبع أيام في نص الدياتسرون عند افرايم، وكزا السينائية السريانية المتأثرة بنص الدياتسرون. أما النص الفارسى للدياتسرون، فيقرأ النص:”هى بقيت عذراء سبع سنوات مع زوجها”!!

3- ” مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً” (مت 19: 5)، يتحول هذا النص بدلاً من أن يكون تشريع سماوى، الى تشريع آدمى! ففى نظر نص الدياتسرون، الإتحاد الروحى والفكرى بين الرجل والمرأة هو التشريع السماوى، أما الإتحاد الجنسى فهو من آدم! هذا في نصوص إزائيات العصور الوُسطى.

4- ” أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ” (يو 15: 1)، يقرأ النص الفارسى للدياتسرون هذا النص:”أنا شجرة ثمار الحق” (4: 31)، وافراهاط الفارسى:”هو كرم الحق” (مقالاته 14: 24).

5- ” هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ وَشِرِّيبُ خَمْرٍ” (مت 11: 19)، ” وَمَتَى سَكِرُوا” (يو 2: 10)، هذين النصين مفقودين من نص الدياتسرون السرياني عند إفرايم.

6- ” أَعْطَوْهُ خَلاًّ مَمْزُوجاً بِمَرَارَةٍ لِيَشْرَبَ. وَلَمَّا ذَاقَ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَشْرَبَ” (مت 27: 19)، هذا النص “خلاً ممزوجاً بمرارة” كما يقرأ النص المُستلم، هو واحدة من تأثيرات الدياتسرون، فالنصوص اليونانية الأقدم تقرأ “خمراً” بدلاً من “خلاً”، وكزا تفسير افرايم السرياني!

 

هناك ايضاً نوع من السرد القصصى الأبوكريفى، موجود في نصوص الدياتسرون. فمن يقرأ معمودية يسوع يرى تاتيان يُضيف أن نار عظيمة أو نور عظيم هبط من السماء وحل على نهر الأردن. يُخبرنا إبيفانيوس أن هذه الحادثة ذكرها ما يُسمى بـ “إنجيل العبرانيين”[32]، وكزا يوستينوس يذكر هذه الحادثة[33]. هذه مجرد واحدة من أحداث كثيرة يشملها نص الدياتسرون، قد تعنى ان تاتيان إعتمد على مصدر أبوكريفى، جعلت بعض العلماء يعتقدون أن تاتيان استخدم مصدر خامس أبوكريفى. غير أن ثانوية وهامشية هذه الأحداث، بجانب قلة عددها، جعلت بروس ميتزجر يقول:”إجمالاً، وعلى أي حال، حجم المواد الغير قانونية التي تبدو أنها موجودة في دياتسرون تاتيان، لا تبرر رأى بعض العلماء بأن تاتيان استخدم انجيل ابوكريفى خامس بشمولية في إعداد إزائيته”[34]. وقد أثبت العالم كريج إيفانز بدلائل أقنعت غالبية العلماء بأن المصادر الأبوكريفية هي التي أعتمدت على الدياتسرون، في العديد من الدراسات الأكاديمية المتخصصة في عدة كتب. إجمالاً، فإن شهادة الدياتسرون لنص العهد الجديد هي شهادة عظيمة، رغم كل المشكلات الموجودة. هذا الكتاب هو واحد من أقوى الأدلة التي تقف في وجه نظرية المؤامرة، أن العهد الجديد تم تدميره في القرن الثانى التي لا تقف على دليل تاريخى واحد!

فادى اليكساندر
1 – 7 – 2009

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]” Syriac Versions”, Hasting: Dictionary Of The Bible, Vol 4 , P. 645
[2] أع 11 : 26
[3] فى رسالته الى روما 2 : 2
[4] Carmen, Chapter 15
[5] تاريخه 1 : 12 : 1 – 20
[6] أنظر مقالة العالم هورت عن هذا الشخص فى:
Dictionary Of Christian Biography, P. 250-260
[7] تاريخه 4 : 30 : 1 – 2
[8] Peter M. Head: “Tatian’s Christology and its Influence on the Composition of the Diatessaron”, Tyndale Bulletin 43.1 (1992) , P. 125
[9] The Anchor Bible Dictionary, Vol 2 , P. 189
[10] قام العالم المسيحى ابو الفرج عبد الله بن الطيب بترجمة نص الدياتسرون الى العربية فى القرن العاشر، أنظر نصه الكامل فى موسوعة الأب عبد المسيح بسيط ابو الخير: أبوكريفا العهد الجديد، الجزء الثانى.
[11] هذه الحقيقة تتضح بالأكثر حينما نجد أن تفسير أفرايم هو تفسير إزائى و ليس تسلسلى، و نجده يبدأ بـ يو 1 : 1 , تماماً كما فعل تاتيان فى الدياتسرون.
[12] عن الترجمة الإنجليزية التى أتمها بروس ميتزجر، أنظر:
The Early Versions, P. 11
[13] يستطيع العلماء تحديد هذه الفوارق عن طريق لغة الإقتباسات الكتابية.
[14] Tatiani Evangeliorum Harmoniae Arabice , Rome 1888 , Reprinted 1930
[15] J. Hamlin Hill: The Earliest Life Of Christ Ever Compiled From The Gospels, Being The Diatessaron Of Tatian, Edinburgh 1894
[16] إصدار العالم هوج، هو النص المنشور ضمن موسوعة آباء ما قبل نيقية، الجزء التاسع.
[17] هذا الإصدار هو المُترجم بجوار النص اليونانى ضمن مجموعة المصادر المسيحية.
[18] أنظر المُناقشة التفصيلية التى قدمها العالم كاهل،, و هى قريبة لما قدمناه، و إستنتاجه النهائى فى تحقيقه لمخطوطات جنيزا القاهرة:
Paul E. Kahle: The Cairo Geniza , London 1947 , P. 211-228
[19] Early Versions, P. 16
[20] Ibid
[21] لدراسة تفصيلية حول النص الفارسى للدياتسرون و أدلة هذا العالم، أنظر:
Metzger: Chapters In The History Of NT TC, P. 103-120
من ص 7 بالتحديد.
[22] Cited By Metzger: Early Versions, P. 18
[23] Chapters, P. 109 & Early Versions, P. 19
[24] نصوص أتباع مانى المُهرطق. مبتدع ظهر في القرن الثالث من بلاد فارس، ادعى الوحي وقال انه “رسول يسوع المسيح” وانه هو الروح القدس “البارقليط” الذي وعد به المسيح. وكان يعلم بأن المادة شريرة وان الإنسان مخلوق على صورة الشيطان، وان الجسد شرير في جوهره والزواج نجس. وأنكر أن جسد المسيح حقيقي، وقال أن آلام المسيح على الصليب وهمية وليست آلام حقيقية، وان المسيح ليس له دم. وكان لا يؤمن بالكتاب المقدس بعهديه كمصدر للتعليم بل ببعض الأناجيل المزورة وبعض الكتب الأخرى من تأليفه هو. وقد حرمت الكنيسة بدعة ماني وأتباعه في عدة مجامع منذ القرن الرابع فصاعداً. نقلاً عن: المسيح فى رسائل القديس أثناسيوس، أ. صموئيل كامل عبد السيد و د. نصحى عبد الشهيد، ص 24.
[25] The Oxford Dictionary Of The Christian Church, 3rd Revised Edition 2005 , P. 480
[26] و هو غير العالم لايتفوت الرابى اليهودى السابق صاحب الموسوعة الشهيرة فى تفسير العهد الجديد من كتب اليهود الذى عاش فى القرن السابع عشر.
[27] Essays On The Work Entitled Supernatural Religion, London 1889, P. 287
[28] Early Versions, P. 27
[29] Oxford Latin Dictionary, P. 536
[30] هناك حادثة شهيرة جرت فى القرن الرابع و وقعت أحداثها فى سوريا. فبعدما تم إعلان تاتيان كمهرطق، أمر ثيؤدوريت بجمع 200 نسخة من نص الدياتسرون، و يتم تدميرهم. ثم يحل نص الاناجيل المُنفصلة بدلاً منهم. أنظر بحثه عن الهراطقة 1 : 20.
[31] ايريناؤس: ضد الهرطقات 1 : 28 : 1، أوريجانيوس: ضد كيلسوس 5 : 65.
[32] باناريون 30 : 13 : 7
[33] حواره مع تريفو، 138
[34] Early Versions, P. 36

انجيل توما الأبوكريفي لماذا لا نثق به؟ – ترجمة مريم سليمان

مختصر تاريخ ظهور النور المقدس

رائحة المسيحيين الكريهة – هل للمسيحيين رائحة كريهة؟ الرد على احمد سبيع

دياتسرون تاتيان (شاهد سيرياني لنص العهد الجديد اليوناني)

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)