الردود على الشبهات

كل شيء قد دفع الي من ابي هل تناقض لاهوت الرب يسوع – تحليل لغوي ولاهوتي (متى 11: 27)

كل شيء قد دفع الي من ابي هل تناقض لاهوت الرب يسوع – تحليل لغوي ولاهوتي (متى 11: 27)

كل شيء قد دفع الي من ابي هل تناقض لاهوت الرب يسوع - تحليل لغوي ولاهوتي (متى 11: 27)
كل شيء قد دفع الي من ابي هل تناقض لاهوت الرب يسوع – تحليل لغوي ولاهوتي (متى 11: 27)

كل شيء قد دفع الي من ابي هل تناقض لاهوت الرب يسوع – تحليل لغوي ولاهوتي (متى 11: 27)

 

“كل شيء قد دُفع إليَّ من أبي، وليس أحد يعرف الابن إلا الآب، ولا أحد يعرف الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له”.

“قد دُفع”: جاء هذا الفِعل في اليونانية في صيغة المبني للمجهول “παρεδοθη”. ويعني في الأصل: يسلم إلى، يعهد به إلى، يستودع إلى.

فالإشارة هنا إلى العمل الواحد المشترك بين الآب والابن في نفس الوقت، فما يفعله الابن هو نفسه عمل الآب الذي سُلَّمَ إليه. فنحن لسنا إزاء عمل للآب منفصلاً عن عمل الابن والعكس صحيح. وفي إطار العمل الواحد للأقانيم الثلاثة، فإنه هناك أيضاً دوراً متمايزاً لكل أقنوم.

ففي عمل الخلاص كان دور الابن هو تقديم نفسه ذبيحة على الصليب بالروح القدس إلى الآب الذي قَبِلَ هذه الذبيحة للتكفير عن خطايا العالم. فالذي صُلب هو الابن، ولكنه لم ينفصل عن الآب ولا عن الروح القدس في إتمام الفداء.

ولذلك يقول الرب يسوع أيضاً: “دُفع إليَّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض”. متى 28: 18

ولاحظ معي كلمة “كل” والتي تعني بكل بساطة: كل! فالمسيح له ” كل” سلطان، ليس فقط على الأرض، بل في السماء أيضاً. فماذا تبقى للآب دون الأبن إذن؟!

أيضاً يقول المسيح مناجياً الآب “وكل ما هو لي فهو لك، وما هو لك فهو لي”. يوحنا 17: 10

فالابن له “كل” ما للآب. إذن، نفهم من هذا المصطلح “دُفع” أو “سلَّم”، أن هذه ليست عطية من شخص الآب لشخص آخر منفصل عنه (مجرد نبي مثلاً)، بل هي عطية بالطبيعة والجوهر، من شخص الآب لشخص الابن المولود منه منذ الأزل والمتحد معه في جوهر إلهي واحد.

“يعرف”: وهذا الفعل ذُكر مرتين في هذا العدد، مرة بخصوص معرفة الآب عن الابن، و نفس الفعل عن معرفة الابن عن الآب.

جاء هذا الفعل المضارع في اليونانية “επιγινωσκε”، وهو فعل مركب من شقين “επι—γινωσκε”، وهذا التركيب يشير إلى كمال المعرفة.

وحرفياً يعني: يعرف معرفة كاملة (fully, complete know)، يعرف بالضبط (exactly know)، يعرف عن ظهر قلب أو بكل معنى الكلمة (through and through).

فهو يعني وضع الشيء محل الملاحظة وبناءاً على ذلك تكون معرفته كاملة به. وهذا يذَكّرنا بقول يوحنا الرسول: ” الله لم يره أحد قط. الإله (الابن) الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر” (يوحنا 1: 18)

فالمسيح (الابن) هو الوحيد الذي يعرف الآب معرفة كاملة مطلقة لأنه هو والآب واحد (يوحنا 10: 30)، وبالتالي هو الوحيد الذي يستطيع أن يخبر عنه.

“أراد “: فعل جاء في صيغة مصدرية للمضارع”βουλητα”.
يعني: يشاء  (Will)، أي: يرغب في.

فهنا نجد تجسد واضح لمشيئة الابن. فهو ليس فقط الوحيد الذي يستطيع أن يخبر عن الآب، بل أيضاً له المشيئة والإرادة في اختيار مَن سيعلن لهم!

فالرب يسوع -له كل المجد- يقول: “أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي “. (يوحنا 14: 6)

فلذا عندما يتساءلون: الله قدوس ومحب ولكن إلى أي درجة؟

نقول: انظروا المسيح، فهو الوحيد الذي يستطيع أن يعكس ويترجم لنا صورة الله غير المنظور بطريقة منظورة من خلال تجسده وحياته على الأرض.

 

 

المراجع:

[1] Robertson, Archibald, Thomas, Word Pictures in The New Testament , (Grand Rapid, MI: Christian Classics Ethereal Library), P. 70.

[2] Louw, J. P. & Nida, E. A. , Greek-English Lexicon of The New Testament: based on semantic domains, (electronic ed. of the 2nd edition), New York: United Bible, 1996, Vol. 1, p. 333.

[3] Ibid, P. 287.

[4] Strong, James, A Concise Dictionary of The Word in The Greek Testament and The Hebrew Bible.

[5] Biblical Studies Press. (2006) The NET Bible, First Edition Notes, (Mt 11: 27).

[6] Crossway Bibles. (2008) The ESV Study Bible Notes, (Mt 11: 27)